|
Re: المرأة و الكتابة في منتصف العمر : إهتمام م� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
هناك، في الأقل، ثلاثة أعمال درامية تفرشها القنوات البريطانية على ساعات بث مميزة، جميعها من تأليف كاتبات في بداية عقدهن الخامس أو السادس. أغلب القصص
تتحدث عن سيدات في أعمار متقاربة لأعمار الكاتبات وربما تتجاوزها بقليل، يقعن في تجربة حب جديدة، أو يؤسسن لتجارة أو عمل خاص بعد أن يكون الأبناء قد تركوا
المنزل وبدأوا بممارسة حياتهم الأسرية والعملية المستقلة. تركت مؤلفات هذه السلسلة من الدراما بصمات واضحة واهتممن بالتوغل بعمق في المناطق غير المأهولة في
حياة نساء يطرق اليأس بابهن كل يوم؛ من الدوران في حلقة مفرغة من الوحدة، إلى الحب في وقت متأخر من العمر، إلى رعاية آباء مسنين، وهي جلها مخاوف تتعلق
بالشيخوخة والشعور المستمر بالوحدة.
ويتم استعراض كل هذا وأكثر في دراما يومية بتوقيع كاتبات مبدعات، تخاطب مشاهدات تشاركهن في السن والظروف ذاتها يتحلّقن حول شاشة التلفزيون في الموعد المسائي المحدد للعرض، ليبحثن عن ضوء بسيط يرشدهن إلى آخر النفق؛ نفق حياتهن.
تقوم فكرة التغيير هذه على أساس أن متوسط مشاهدي التلفزيون يتركز في الفئة العمرية بين 50 و60 عاما وفيما يتعلق بالسيدات، فإن معظم المشاهدات تتجاوز أعمارهن
الخمسين. قبل أن يحدث هذا التوجه الذي جعلها تقوم بالدور الرئيس، تناولت الدراما حياة المرأة في أدوار ثانوية تقليدية دأب الكتّاب من الرجال على قسرها داخل قوالبها.
أما الآن فيتم استقطاب العنصر النسائي في الكتابة بفضل موجة جديدة من الكاتبات الموهوبات، سيدات في العقد الخامس والسادس من أعمارهن مع عقود من الخبرة في
الحياة.
لكن يبدو أن المعضلة الحقيقية التي واجهت هذه السلسة من الدراما، هي رفض بعض الممثلات الاعتراف بأعمارهن الحقيقية، خاصة إذا تطلبت بعض المشاهد الاحتفال
بعيد ميلاد إحداهن. يعرف المشرفون على قسم الدراما كيف يتعاملون مع هذه الحالات بالتأكيد، فهم يعمدون إلى تجاهل رقم أو اثنين مكتوب في السيناريو يكشف عن
أعمار الشخصيات الحقيقية، في محاولة مخلصة لإيجاد العذر للممثلة التي تخشى مواجهة هذا الأمر، فمن أين لها أن تحصل بعد الإفصاح عن سنها الحقيقية عن أدوار
ذات قيمة، إذا كان أغلب المخرجين من الرجال؟
كتب بواسطة نهى الصراف
كاتبة عراقية
| |
|
|
|
|