|
كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
|
 Re: مزاد علني للوحة تشكيلية من بيوت الاشباح(ص� (Re: معاوية عبيد الصائم)
|
أعلم ابتداءً، أنه سيشب في حلقي من سدنة اللغة وحراس بابها في هذا الجمع العامر الحميم الهميم من يحتج جزافا على جهلي بتصريف الأسماء الخمسة ولحني بالقول "شجرة أبوبكر" وليس "أبي بكر". وأرد على هؤلاء بالقول لحناً سودانيا بيّناً فصيحا: أيوة "أبوبكر" رفعاً وجراً ونصباً ثابتاً دون تصريف كما سمعنا اسمه هكذا من "سنة حفروا البحر" وأحببناه ورسخ في وجداننا قبل أن ترسخ في عقولنا وذاكرتنا اللغوية قواعد علم النحو وتصريف الأسماء الخمسة وغيرها. ومبلغ حجتي في ذلك ليست "قاعدة السماع" التي قال بها النحوي الأشموني وإنما حجة أبو بكر نفسه في كتابه "رانكميت في البلويت". أها شن الراي تاني؟
تحت شجرة أبو بكرالأمين يحلو السمر وتعلو الهمة
عبد الجبار عبد الله
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: مزاد علني للوحة تشكيلية من بيوت الاشباح(ص� (Re: معاوية عبيد الصائم)
|
رميتُ بهذا الاعتداد بفصاحة عاميتنا السودانية من جهة، وأن يكون هذا الشغب اللغوي جزءا وامتداداً لحفل السمر الذي نقيمه جميعا من أصدقاء أبو بكر وصديقاته الكُثر داخل السودان ومن أبواب الرياح الأربعة وأركان الدنيا كلها حقيقة لا مجازاً.
ولم يمضِ يوم منذ انطلاق حملة التضامن مع أبو بكر والإسهام في علاجه دون أن أمر على كل ما يتم تبادله عبر "مجموعة الواتساب" التي أنشئت خصيصا لهذا الغرض. وفي كل مرة تستوقفني التعليقات المشحونة بالشجن والفرح بهذه "اللمة" الكبيرة وكأن الناس في حوش فسيح من حيشان بيوتنا العامرة بالدفء والود والمحبة، أو كأنهم يتآنسون في ظل شجرة سامقة وريفة غرسها أبوبكر ورعاها ونماها منذ عشرات السنين ليجمع فيها كل صديقاته وأصدقائه وأهله ومعارفه من أصقاع الدنيا يؤانسهم ويؤانسونه بقلوب مفتوحة ومشاعر صادقة ندية ويانعة دوماً لا تصدأ ولا تخبو جذوتها مهما اعترتها من انقطاعات السنين وحواجز الجغرافيا وتباعد الأمكنة.
عبد الجبار عبد الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مزاد علني للوحة تشكيلية من بيوت الاشباح(ص� (Re: معاوية عبيد الصائم)
|
هذه اللوحة من أعمال صديقنا الفنان صلاح سليمان. وتعود قصتها إلى تجربة الاعتقال المشترك للفنانين التشكييلين (صلاح سليمان، علي الأمين، محمود جاه الله، عبد الواحد وراق والمرضي عبد الله معلم) في بيوت الأشباح خلال الفترة الزمنية نفسها التي كان فيها أبوبكر هناك حسب روايته.
وبعد استئذاني صلاح سليمان، أطرحها هنا للمزاد العلني دعماً لحملة التبرعات لصالح علاج أبوبكر.
مواصفات اللوحة: (مقاس اللوحة 57x73 سم، ألوان زيت على كنفاس، 1993)
ويمكن للجنة الادارية للحملة أن تضيف كتاب "رانكميت في البلويت" وتعرضه للبيع على أن يعود ريعه لتمويل مشاريع أخرى من بينها الاقتراح الداعي لإنشاء مركز للتنوير والثقافة باسم أبوبكر، أو أي مشاريع أخرى ذات صلة به.
عبد الجبار عبد الله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: مزاد علني للوحة تشكيلية من بيوت الاشباح(ص� (Re: معاوية عبيد الصائم)
|
أعلم ابتداءً، أنه سيشب في حلقي من سدنة اللغة وحراس بابها في هذا الجمع العامر الحميم الهميم من يحتج جزافا على جهلي بتصريف الأسماء الخمسة ولحني بالقول "شجرة أبوبكر" وليس "أبي بكر". وأرد على هؤلاء بالقول لحناً سودانيا بيّناً فصيحا: أيوة "أبوبكر" رفعاً وجراً ونصباً ثابتاً دون تصريف كما سمعنا اسمه هكذا من "سنة حفروا البحر" وأحببناه ورسخ في وجداننا قبل أن ترسخ في عقولنا وذاكرتنا اللغوية قواعد علم النحو وتصريف الأسماء الخمسة وغيرها. ومبلغ حجتي في ذلك ليست "قاعدة السماع" التي قال بها النحوي الأشموني وإنما حجة أبو بكر نفسه في كتابه "رانكميت في البلويت". أها شن الراي تاني؟
رميتُ بهذا الاعتداد بفصاحة عاميتنا السودانية من جهة، وأن يكون هذا الشغب اللغوي جزءا وامتداداً لحفل السمر الذي نقيمه جميعا من أصدقاء أبو بكر وصديقاته الكُثر داخل السودان ومن أبواب الرياح الأربعة وأركان الدنيا كلها حقيقة لا مجازاً.
ولم يمضِ يوم منذ انطلاق حملة التضامن مع أبو بكر والإسهام في علاجه دون أن أمر على كل ما يتم تبادله عبر "مجموعة الواتساب" التي أنشئت خصيصا لهذا الغرض. وفي كل مرة تستوقفني التعليقات المشحونة بالشجن والفرح بهذه "اللمة" الكبيرة وكأن الناس في حوش فسيح من حيشان بيوتنا العامرة بالدفء والود والمحبة، أو كأنهم يتآنسون في ظل شجرة سامقة وريفة غرسها أبوبكر ورعاها ونماها منذ عشرات السنين ليجمع فيها كل صديقاته وأصدقائه وأهله ومعارفه من أصقاع الدنيا يؤانسهم ويؤانسونه بقلوب مفتوحة ومشاعر صادقة ندية ويانعة دوماً لا تصدأ ولا تخبو جذوتها مهما اعترتها من انقطاعات السنين وحواجز الجغرافيا وتباعد الأمكنة.
ولشدّ ما طربتُ لهذا الأنس الدافئ الحميم: شغب لطيف متبادل بين عمنا الجسور شيخ العرب على عسيلات وفوزي أمين والحاج حمد وغيرهما كثيرين. آمال الشيخ تستحلف فلاناً أن يوصلها إلى عمها على عسيلات وهي تزهو طربا وفخرا بمعرفتها به. محمد عبد المنعم فوكس ينادي صديقه محمد مدني المقيم في اسطنبول، وهذا الأخير ينادي صديقه عبد المنعم رحمة في فرنسا. سلمى التيجاني تبلغ عن موقف التبرعات في بريطانيا، ما جمع منها وما هو متوقع، ومثلها يفعل صديق عبد الهادي مرارا وتكرارا من فلادلفيا بالولايات المتحدة. ومن النمسا تطل وجوه إبراهيم بحيري وإشراقة مصطفى ومريم والفاضل بابكر وغيرهم. وكذلك تعلو أصوات ونداءات من هولندا قائلة أرجو إضافة فلان إلى المجموعة وهذا رقم هاتفه. ومن المملكة العربية السعودية تعلو عشرات الأصوات المنادية على فلان وفلان وفلان ومعها نرى الأيدي الممدودة إلى الحساب المفتوح هناك في بنك الراجحي. ويطل علينا من سلطنة عمان وجه صديقنا القديم محمد بيرق معلنا عمن حوله من أصدقاء وهم في اتصال هميم مع جعفر الأمين في صلالة البعيدة عن العاصمة مسقط. ومن كندا توصي تماضر حبيب الله لوحدها باستلام مساهمتها بالدولار في الخرطوم في حين يعمل الهاشمي وآخرين بشكل جماعي. ويعمل مثلهم زكريا محمد أحمد وصحبه بدأب وهمّة في سباق مع الزمن في الإمارات. وفي قطر تلك المجموعة العامرة من الأصدقاء الذين هيأوا أنفسهم لاستقبال أبو بكر وعلاجه هناك لولا تغيير الوجهة إلى الهند. ومن الهند نفسها هناك من ينتظر وصول أبو بكر ومرافقه على أحر من الجمر. وفي غضون ذلك يكتب بشرى الفاضل قلقا ملحّاً على تسريع خطوة السفر وبدء العلاج. ومن أستراليا وألمانيا تنادى الرفاق والرفيقات تسبق دعواتهم بالعافية والصحة والسلامة إسهاماتهم في الحملة. ومن فرنسا يبلغ الرشيد سعيد وهالة بابكر النور عن إسهامهما عبر موقع gofundme الذي أنشأه صديق عبد الهادي. ومثلهما فعلت هدى وكمالا. وكم هي الأيام التي تحوّل فيها هاتفي الشخصي إلى كبانية للاتصال بأركان الدنيا أنده هذا وأنبّه ذاك.
كانت حملة أبوبكر سببا رئيسيا لاستعادة عدد لا يستهان به من صداقاتنا الكامنة كما جذوة النار تحت رماد الأزمنة وتضاريس الجغرافيا وحواجز المكان منذ القرن الماضي حتى شب لهيبها ليقضي على كل الحواجز الوهمية الزائفة. أنا فلان هل أنت فلان أو فلانة؟ هكذا كانت رسائلي التي أباغت بها من أعرف عبر الواتساب. "أيوة سلامات" جاء الرد من عادل عبد الماجد في البحرين ومجدي اسحق في السعودية وغيرهما. وتبدو حركة الناس عموما في هذا الجمع وكأنهم يتدافعون بكل ما لديهم من مروءة وهمّة لإطفاء حريق شب في بيت من القش، أو وكأنهم أهل جزيرة توتي يترسون البحر ويصدون أمواجه العارمة العاتية عن بيوتهم الهشة المشيدة بالطين. فتأمّل بالله كيف تكون الهمة حين يتحزم الرجال والنساء من مختلف السحنات والأعمار والانتماءات لدحر أمواج البحر وإطفاء النيران في يوم تنوشه هوج الرياح!
وبين هذا وذاك يطل علينا أبوبكر بوجه المثقف الذي نعرف ليحدثنا عن سِفره اللغوي العظيم "رانكميت في البلويت: أصول رانكمية للعامية العربية في السودان"، يطل علينا مثله وجه فرج فودة وأعماله الكاملة، وفي اتساق معه يروي لنا أبو بكر عن ذكريات ومأساة اعتقاله في بيوت الأشباح، ومنها نستشف أي نبل وإيثار هذا وأي جسارة في فداء الآخرين والذود عنهم حتى في مواجهة خطر الموت المحدق في تلك البيوت سيئة السمعة. تهب علينا نسائم قصائد درويش الحانيات وصوته الذي يسكن روح أبو بكر ووجدانه، ويا لشريط الفيديو الذي يردد فيه عمنا على عسيلات أشعار محجوب شريف بأنفاس محجوب نفسه وكأنه يحفز الهمم ويذكّرنا بحضوره البهي الملهم بيننا. والكل يجود بما هو موجود وممكن مثلما فعل محجوب شريف ذات نفير هميم شبيه، فما كان منه إلا أن خلع عمامته من رأسه ليتبرع بها مع المتبرعين لم يتخلف عنهم قيد أنملة. فانظر إلى مغزى السخاء والشهامة في هذا الموقف! يشبه هذا قول أحدهم لشيخ العرب في مجموعة الواتساب "حرّم ما يبيتن في جيبي" ولم تكن تلك القريشات الحارقات الروح سوى بضعة جنيهات سودانية، إلا أن قيمتها الحقيقية الثمينة ليست في قيمتها النقدية المادية بحد ذاتها وإنما في الحليفة والإصرار على خروجها من الجيب أياً كانت.
الشابة "أريزة" الجميلة بنت الدكتور أحمد الأمين تحمل عودها لتعزف لعمها لحنا موسيقيا عذبا تطرب به روحه وعقله وتنفخ فيه كثيرا من روح الصحة والعافية. ومثلها جاء المبدع المغني الشاب "وجدي مصطفى" اليوم ليطرب جمعا غفيرا من الأهل والمعارف والأصدقاء المتحلقين حول أبو بكر يملأون قلبه وروحه باليقين ومحبة الناس السرمدية كما سريان النيل وتعاقب الفصول الأربعة وتوالي دورة الليل والنهار. عرفتُ هذا من مناداة صديقي كمال محمد الطيب التي لا تنقطع لي وحرصه على إخطاري بكل صغيرة وكبيرة تستجد. كم أخ لك وأخت لم تلدهما أمك يا أبو بكر؟ ما أصعب الإجابة رغم أنك سيد العارفين وخبّاز كل العجائن. عنك تسألني وتطمئن عليك بانتظام صديقتي أمال مصطفى في أربيل العراق وهي التي لم ترك مطلقا في حياتها وساهمت في حملة علاجك عن سعادة وحماس وطيب خاطر. بل وعنك حفزت هي آخرين وأخريات على المساهمة.
عن هذه الهمة والأجواء أحكي مثلما حكى الطيب صالح في ذلك المشهد المدهش الذي أشعل ليل الصحراء طرباً وعُرساً مفاجئا في روايته موسم الهجرة إلى الشمال: "اجتمع خلق عظيم ودخلت الحلقة نساء حقيقيات.. وجاء إعرابي بخروف وكأه وذبحه وشوى لحمه على نار أوقدها. وأخرج أحد المسافرين من السيارة صندوقين من البيرة وزّعهما وهو يهتف "في صحة السودان، في صحة السودان". ودارت صناديق السجائر وعلب الحلوى، وغنّت الإعرابيات ورقصن، وردد الليل والصحراء أصداء عرس عظيم كأننا قبيلٌ من الجن".
وكأننا هنا في "لمة الواتساب" هذه في حفل عرس للشهامة السودانية النبيلة ولإعلاء أعظم ما لدينا من قيم العُشرة والصداقة والرفقة والمروءة والنجدة.
"عاجل الشفاء لحبيبنا أبو بكر" تتكرر هذه العبارة بين رسالة وأخرى على امتداد الحوار الدائر في مجموعة الواتساب وكأنها فكرة موسيقية متكررة في اللحن الأساسي لهذا النفير الإنساني العظيم. ولا شك أن صحة أبو بكر من صحة السودان وعافيته. ولها تدور علب الحلوى والسجائر، وبها نهتف مثلما هتف أولئك الذين أقاموا لهم حفلا كحفل الجن في عز الصحراء: "في صحة أبو بكر، في صحة السودان". وهل كان جمعكم هذا في مخيلة الشاعر توفيق صالح جبريل في ذلك الأمس البعيد حين قال:
كان صُبحاً طلق المحيّا ندياً ... إذ حللنا حديقة العشّاق وهاجَ الهوى أنينُ السواقي.. التي هي سواقي الذكريات هنا؟ ففي "حديقة العشّاق" هذي اجتمع فجأة عشاق أبو بكر وعشاق الوطن معاً وكلاهما عندي وجهان متطابقان لوطننا الأم العظيم.
أهل فزعةٍ أنتم فكونوا بخير يا صحابي وأنتم تترسون البحر وتصدون عن وطننا أمواج بحر "الإنقاذ" ورياحها الهوج العاتية المدمرة التي تستهدف أول ما تستهدف تخريب هذا الوجدان وتلك القيم السودانية الراسخة الأصيلة.
"في صحة أبو بكر، في صحة السودان".
image
مزاد علني للوحة تشكيلية من بيوت الاشباح
هذه اللوحة من أعمال صديقنا الفنان صلاح سليمان. وتعود قصتها إلى تجربة الاعتقال المشترك للفنانين التشكييلين (صلاح سليمان، علي الأمين، محمود جاه الله، عبد الواحد وراق والمرضي عبد الله معلم) في بيوت الأشباح خلال الفترة الزمنية نفسها التي كان فيها أبوبكر هناك حسب روايته.
وبعد استئذاني صلاح سليمان، أطرحها هنا للمزاد العلني دعماً لحملة التبرعات لصالح علاج أبوبكر.
مواصفات اللوحة: (مقاس اللوحة 57x73 سم، ألوان زيت على كنفاس، 1993)
ويمكن للجنة الادارية للحملة أن تضيف كتاب "رانكميت في البلويت" وتعرضه للبيع على أن يعود ريعه لتمويل مشاريع أخرى من بينها الاقتراح الداعي لإنشاء مركز للتنوير والثقافة باسم أبوبكر، أو أي مشاريع أخرى ذات صلة به.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
معاوية عبيد الصائم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست