في يوم المرأة العالمي، يطيب لي أن أحيي شخصية طابتية إستثنائية...الحاجة فاطنة بت رحمة الله يديها الصحة و العافية..التي شـقــّــت سوق طابت في السبعينات و باعت الكسرة و الملاح في شمم و إباء ...في زمن المرأة العاملة بالبساطة، قبل جيل البذخ و الإستهلاك الحالي، كانت حبوبتنا فاطنة بت عيسى و حاجة السرة بت الجيلي ود الغازي، الله يوسـّـدن الباردة، بيبيعن الفتايل الفاضية قدام إستبالية طابت، لتعبئة الشربة، و معاهن المكانس و التبروكات و الهبابات .. كذلك كل الحاجات الكانوا بيبيعوا الفطور في المدارس...طبعاً الفطور البيجي المدرسة تسعة صباحاً دا، ستو بتكون صحت مع النجمة و جهّـزتو بي نار العويش العلقوها تعيش..لا فحم لا غاز...لكن لم ترصد المستشفى حالة تسمم واحدة، لآنهن كان صادقات لا يعرفن الغش و لأن النظافة كانت سلوك شخصي إنعكس على المنتج..بالتالي كانوا ستات فطور خمسة نجوم. نرجع لي (بت رحمة)..كانت تعبـّـيء الحــِـلل بالملاحات المتنوعة و ترفعها في كارو حصان كبير و معاها كم ريكة كسرة و تركب هي من دارها بالحلة الجديدة تقصد بحملها سوق طابت، لا سيما يوم السوق حيث يتضاعف عدد الزبائن أضعافاً مضاعفة...و كان الزمان كريماً و الناس محترمين، ليس مثل بعض زبائن هذا الزمن، حيث تروي الطرفة أن خالةً لينا سمعت بي ربح ستات الشاي..فقصدت السوق و أعدّت لها متـّــكأً و صنعت شاياً مظبـطاً...لكنها لاحظت أن الزبائن يتحلــّـــقون حول جارتها الصبيــّــة و لا يشترون منها...فظنـّـت أنها تحتاج معرفة عبارات خدمات العملاء..و أخذت تسترق السمع للكلام الدائر هناك..جاء أحد الزبائن و قال للصبية (شاي يا عسل)...فقامت الخالة بصبّ الماء في جمر الكانون و قالت قولتها الشهيرة: لا هااااااا...الشي مو شاي.... و غادرت الكار مرةّ وإلى الأبد.. كان الزمان كريماً مع (بت رحمة).. و الناس محترمين .. ربـّـت أجيال بكسرتها هذي، و فتحت المجال لرجال من أهلها صاروا في طابت من الناجحين..و إذا تمعنـّـا في تجربتها نلحظ العزيمة و الإصرار و التحدي لكل الظروف و صاروا (أسماء في حياتنا) بفضل الله و تضحيات (بت رحمة).. أحيي ختاماً أمي حاجة بتول المبارك موسى، الدهب المجمـّـر حفظها الله، و موحى إبنتي العسل و أفراح زوجتي أم عزالدين..و أخواتي بنات حاج بشير الطيب عليه الرحمة و كل بنات العائلة و الأهل، و كل زميلاتي و صديقاتي في المنتديات و الفيس بوك و أرض الواقع..كل عضوات القروبات و كل نساء السودان و نساء العالم...تحية قلبية عامرة بالمحبة و الإحترام.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة