تجارب مدمرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-04-2018, 01:41 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تجارب مدمرة




















                  

03-04-2018, 02:29 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارب مدمرة (Re: عمر التاج)

    نبدأ بتجارب طريفة في مواضيع الأكل
    الأكل الواحد ده ، اللي هو الطعام ، ما الأكل بتاع المسؤولين..
    وكتمهيد للموضوع لابد من ذكر حقيقية أنني بارع جدا في الطبيخ ،
    أطبخ أحيانا أفضل من منال العالم والشف حسن وزكي جمعة
    المهم .. عندي تجارب خطيرة جد في الطبخات، يشهد عليها زملاء العمل
    عندما كانوا ينتظرونني على أحر من الجمر كل يوم في حر نهار رمضان
    لأصف لهم طبق اليوم من سحور رمضان الذي يظل لساعات في البطن دون آثار جانبية
    كل تأتيه وصفته حسب حالته التشخيصية والصحية والمزاجية والجرسية
    وكثيرا ما كان السحور يلفق،
    ونادرا ما يضطر الصائم للإفطار بعد السحور مباشرة ..
    وقبل أن نبدأ بذكر برنامج رمضان والعيدين والشربوت
    لابد أن نذكر بعض تجارب الصبا التي تعلمت منها الكثير
    حتى أصبحت بارعا في الطبيخ الاقتصادي والسياسي والأمني
    المهم ،
    أول عمل لي بعد التخرج مباشرة تطلب أن أقضي أياما في ميز المؤسسة الكبيرة خارج العاصمة
    وتعد هذه من تجاربي النادرة في الخروج من دائرة طعام البيت الشهي ،
    وأذكر أن آخر كلماتي لأمي -أطال الله عمرها وبارك فيه - أنني سأرتاح من طبيخها مؤقتا
    وسأعيش أياما بعيدا من كسرة البيت وخبز الأفران ،
    ولكن عند أول عودة لي بعد أسبوع واحد ، وبعد أن علمت الوالدة بحالي وجهزت كل محمر ومشمر على مائدة الغداء
    إذا بلساني يصيح دون اذن مني : ( ووووين الكسرة يا أمي)
    وكان أن ضج الجميع بالضحك ، ولم يهدأوا حتى اعتذرت عن حديثي السابق .
    نعود لأول فكرة لي عن اعداد الطعام في ذلك الميز المشئوم..
    أول وجبة حاولت المشاركة فيها كانت عشاءا بالفول المدنكل
    في الحقيقة كان الطعام جاهزا ولم يطلب مني سوى وضع الملح ودمج بعض المكونات
    وقد كان أن نجحت في خلط الفول والمشمش بتناغم عجيب
    ثم كان لخلطة التونة مع هرسة البيض مع الدكوة وقع شديد على النفس
    وقبل الختام بمسحة زيت السمسم الأصلي كان لابد من وضع الملح ،
    ومن أول (قارورة) ممتلئة بالمسحوق الأبيض أفرغت ملعقتين كبيرتين
    ومزجت الخليط مع المزيج حتى تماسك وانسجم ، ثم أترعته بسيل من زيت السمسم
    وأخيرا وضعت الصحن الكبير أمام الزملاء الأعزاء ..
    وما أن استقر الصحن مكانه حتى تناوشته الأيادي بعجل ،
    ومع وصول أول دفعة من الفول لأفواه القوم سرت فيهم موجة من القرف والتفاف والسباب
    صديقي هارون مازال يصر على أن طعم ذلك الطعام هو أسوأ طعم ذاقه في حياته
    زميلي محمد الحسن حلف ألا يأكل فولا في ما تبقى له من عمر ..
    بقية الأصدقاء هبوا متعجلين نحو حوض الغسيل أو الحمام ليلقوا مافي جوفهم ..
    وبعد أن أفاق الناس من الصدمة وجدنا خطأ بسيطا في الخلطة
    فقد وضعت الويكة الناشفة على الفول عوضا عن الملح
    وكان أن أعطى هذا المزيج أسوأ طعم وجبة في حياة الحاضرين ..
    ولولا أن صاحبت الصحن الملعون صحن من السلطة الخضراء -أعدها زميل مجاور- لبات الناس (القوى) ..
    لذا ... جاء لاتجربوا الويكة مع صحن فول في المنزل أو العمل
    قبل أن تعرفوا سر التفاعلات الكيميائة والفيزياية المرتقبة ..
    .
    .

    التجربة الثانية : الثوم مع القوة ،
    نحكي عنها ثم نحذر منها.
                  

03-04-2018, 08:49 PM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارب مدمرة (Re: عمر التاج)

    دقيقة دقيقة يا قريبك قبل تمش على التجربة التانية!
    Quote: : ونادرا ما يضطر الصائم للإفطار بعد السحور مباشرة ..

    دي ما فهمتها ؟ يعني ممكن ولو نادرا بفطر الصائم بعد السحور مباشرة!

    (عدل بواسطة محمد البشرى الخضر on 03-04-2018, 08:58 PM)

                  

05-01-2018, 07:44 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارب مدمرة (Re: محمد البشرى الخضر)

    بعد الزواج نسيت موضوع الكسرة نهائيا ، العروس بارك الله في ايامها لم تكن تجيد غير البيض المسلوق والشوربة ، ويوم أن فكرت في عمل القراصة تركتها حتى خرج الدخان من بين يديها ومن خلفها ، ولم تفلح كل محاولاتنا لقلبها ، وفي النهاية أطفأنا عليها "الصاج" الكهربائي وانتظرناه حتى يبرد، وعندما أخرجنا القراصة وجدناها تحولت قمحا وفحما وتمني، من فوق عجين أبيض يغطيه الزبادي ومن تحتها فحما أسودا مصلبا، ظلت التجربة الهجين بهذه الحالة ثلاثة أيام فوق طاولة قديمة خارج البيت دون أن يقترب منها انسان أو بهيمة، ولم يرحنا منها الا عربة النفايات التي كانت تجوب شوارعنا كل أسبوع.
    بعد عام من تلك القراصة، و في صباح عطلة ماطرة راودتني أحلام الكسرة ، فهمست للمدام بكل حنان الدنيا وشوق المحب العاشق:
    - أيه رأيك يا روحي تفطرينا اليوم بكسرة من ايديك الطاعمة ديل ..
    - كسرة؟ قالتها مستنكرة
    - دي آخرتها عاوز تعوسني الكسرة .
    - لا ماقصة أعوسك وأتعبك ، لكن اللية اتذكرت كسرة أمي وقلت لو تشاركيني نعملها سوا ..
    - أها ، لو عملنا الكسرة بتاكلها بشنو؟
    - ما مشكلة ، اذا الكسرة اتعاست وطلعت حارة في الجو ده بي الطماطم بناكلها
    وطفقت أحكي لها عن مدى عشقي للطماطم ..
    - قبل زواجنا بفترة الأكل ده أبا لي تب ..
    وفي يوم دخلت لمطعم فاخر بعد الدوام ، الجرسون قدم لستة باتعة من الأطعمة والأطايب الا النفس ما استراحت ليها ، المهم أشرت بأصبعي لأقرب صنف وخرجت إلى البرنده العريضة عسى أن يفتح جوها شهيتي للأكل، لمحت سيارة صغيرة تقف خارج المطعم وصاحبها ينادي صاحبها للخضار، نظرت من فوقها فإذا "بالبانضورة" الحمرا تزين سطحها ، خرجت اليها واشتريت 2 كيلو طماطم وعدت لمائدتي داخل المطعم ، وعندما أحضر الجرسون طبقي الذي طلبت ، أعطيته حق الطلب ضعفين، وطلبت منه أن يجهز صحن الطماطم ، الرجل الطيب ماقصر دخل في مكانه الخاص وجاءني بعد قليل يحمل ما طاب ولذ من القطع الحمراء الصغيرة، أنهيتها على عجل وهممت بالخروج من المطعم ممتلئا بالمتعة ، وما أخرجني منها إلا صوت صاحب المطعم ..
    -يا أستاذ ، اذا ما عندك مانع ممكن نغلف ليك الأكل ده وتاخدو معاك سفري ..
    انتبهت لأول مرة لقطع اللحم المشوي على طبقي وبعض المخللات الذيذة..
    - لا شكرا ، أنا خلاص شبعت ..
    - طيب ماكان من البداية تطلب صحن وسكين ورغيف بدل البذار ده ..
    القصة دي ما أكلت جنبة في المدام ، فقررت أن أعززها بحديث عن فوائد الطماطم واستخداماتها الصحية .
    - تعرفي عمي أحمد لما مشى عمل فحص ىالسكري الدكتور قال ليهو شنو؟
    - أها قالوا شنو؟
    - قال ليه عندك سكري مرتفع جدا، ولو قربت ذرة سكر من جسمك ممكن تجيك صدمة وتروح فيها ..
    - أها وعمك عمل شنو ؟
    - انت ماك عارفاهو راجل فقر ومكاجر، من محلو داك مشى لأقرب ملجة واشترى كيلو طماطم، وجا راجع غشى البقالة اشترى رطل سكر، وجابن لبتاع العصير غمت لو جنيهين وقال ليه تخلط لي ديل وتديني ليهن سفري،
    - وان شاء الله ما يكون ضاق عصير الطماطم ده .
    - ضواقة شنو يازولة، عمي أحمد شال كبايتين عصير كبار ورجع للدكتور وقال ليهو شوف ده شنو، ولم في العصير قرطعوا كلو قدام الدكتور والفحيص والجماعة يشيلو ويحنسو ..
    - ياراجل بتموت ، يا حاج بتقع لينا هنا .
    ولما انتهى عمي من الكبايتين أداها دشوة كبيرة وقال للدكتور :
    - أها وينو السكري القلت عندي ، يازول انت مجنون ، أنا عمري كلو عايش تحت الشمس تجي تقول لي سكري ، كدي حاك أفحص زي الناس .
    الطبيب بعد ما عمل الفحص من جديد قال ليهو :
    - الحمد لله ربنا شفاك ياحاج، ولا حتة سكراية ماظهرت تاني عندك.
    في النهاية، و بعد شد وجذب اتفقنا نقوم أنا والمدام ونجرب نرمي الكسرة بالاتفاق والتعاون ..

    ..
    ..


    نعتذر للانقطاع المتكرر ، ونعد بتكملة التجربة الثانية ( القهوة بالثوم) بعد حكاية الكسرة ..
                  

05-01-2018, 08:46 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارب مدمرة (Re: عمر التاج)

    تحياتي ود البشرى
    في الوضع العادي فان وجبات السحور التي كنت ابتكرها تمكن الصائم من الصمود حتى اليوم الثاني، دون عنت الجوع أومسغبة العطش
    ولكن في حالات نادرة الوصفات الجديدة ماقاعدة تظبط ..
    أها في الحالة دي ، بجيني المستخدم يشكو من الصباح ،
    ويقول لي لو مافطرت واتعالجت من الدغش ماكنت وصلتك هنا حي ..
                  

05-03-2018, 09:15 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارب مدمرة (Re: عمر التاج)

    بدأ العمل رسميا في تمام الساعة الثامنة صباحا، بعد أن قمنا بتوزيع المهام وتحديد المسؤوليات .
    أسرعت أنا إلى السوق القريب وأحضرت أكياس دقيق الذرة (طابت) وبعض الأمتعة التي تصلح للمهمة الصعبة ، أبرزها (العواسة والمعراكة)
    في هذه الاثناء جهزت المدام أرض المعركة، حيث قامت بتنظيف الصاج الكهربائي وسخنته وصبت عليه كمية وافرة من زيت (الفهد) الأصلي ،
    ومن ثم أحضرت جردلا بلاستيكيا كبيرا وماء نقي وكمشة .
    في البداية صببنا الماء صبا على الدقيق في الجردل، واضفنا إليه قليل من الملح ، وبدأنا نحرك الخليط حتى أصبح منسجما ومتجانسا ..
    - أهم حاجة الكسرة تكون (مُرة) شوية ، أنا جني وجن الكسرة الفطيرة.
    - طيب وحا (تمررها) كيف ؟ اضرب ليك لي (سحر) جارتنا ممكن يكون عندها حبة عجين مر؟
    - سحر شنو يازولة البتسوي العجين المر، سحر دي لمن خلاص بتبدع وتتقطع بتسوي قراصة في عيد الضحية .
    - طيب والحل شنو؟
    - الحل تجيبي كوب زبادي وحبة خل وليمونة وأنا بظبط لك العجين.
    وفعلا سكبنا كوب زبادي كابو كبير على العجين ، وألحقناه بثلاثة ملاعق خل ، وليمونة كبيرة صفراء، ثم حركنا العجين حتى تغير طعمه ورائحته، وللمزيد من التخمر أضفت عليه ملعقة كبيرة من الخميرة الجاهزة وأخرى صغيرة باكنح بودر..
    وبعد ذلك نظمنا جلسة العواسة بطريقة احترافية جدا ..
    وضعنا الصاج الكهربائي على طرف مائدة المطبخ الطويلة ، وجردل العجين خلفه بقرب الحائط حتى لا ينسكب الا على الصاج، وأحضرنا كوب كبير من الماء المثلج على اليمين وبداخله عواستين جديتين (كرت) ، وأمامه مباشرة تقف المدام وخلفها كرسي بلاستيكي صغير للراحة والانتظار،
    أما شخصي الضعيف فقد تولى الجانب الأيسر من ميدان المعركة حيث تقبع المعراكة وباقة الزيت، وفي اتجاهي أزرار الصاج الكهربائي لتنظيم سرعات الحرارة ، وكانت هناك مائدة صغيرة مرتفعة وضعناها بيننا أسفل الصاج وعليها تستقر (صينية) لامعة من الألمونيوم الصافي لكي تستقل المنتج الجديد، وبين كل أداة وأخرى كانت تتوزع حزم من مناديل الفاين ، وبعد ذلك انتظرنا دقائق ثمينة نتفحص تجهيزاتنا لكي نطمئن ونعطي إشارة بدء المعركة..
    وفي تمام الساعة الثامنة والثلث دقت ساعة الصفر ، والبداية كانت حسب الاتفاق أن تقوم المدام بصب (العجين) في الزيت، وفعلا تناولت المدام الكأس ممتلئا لآخره وسكبته دفعة واحدة على ظهر الصاج الساخن ، حركتها المتسرعة هذه ذكرتني بانتفاضة يدها عندما تشعر بحركة حشرة أو غريبة على يدها، والنتيجة كانت انزلاق الكاس و العجين فجأة على الصاج ، وحسب نظرية (مدام غوث) فانه عند ملامسة سائل لزج مفاجئ لسطح حديد ساخن فانك تسمع صوت ( شلططة) شديدة ، قبل أن يندفع العجين ويسيل على جانبي الصاج.
    بدأ لي وللوهلة الأولى أن العجين يحاول الهروب من حرارة الصاج ، ولكن مع اندفاعه السريع اكتشفت أننا سنفقد السيطرة على ميدان المعركة ..
    - ماوزنتيه كويس ياشيخة ، مفروض تكبيه في النص .. .
    - ياخ الصاج زاتو ما موزن ، والزيت شكله كتير ..
    - أو كمان العجين لين زيادة ، المهم ألحقية بالعواسة قبل ما يتدفق كله .
    تناولت المدام العواسة بطرف اصابعها وحاولت تمسح على العجين ، إلا أنه تحول لمادة لزجة تلتصق بأطراف العواسة ، تفككت جزيئاته من تماسكها الأول وتقطعت كجذر متفرقة على سطح الصاج ، لاحظت اضطراب المدام وفشلها في السيطرة على العجين فتناولت العواسة الأخرى وبدأنا (نتحاوش) السائل المتدفق من الكأس ونحاول توزيعه بانتظام .. ومع كل محاولة لتحريكه وتوزيعه كان يتقطع بصورة أكبر وتعلو منه رائحة الدخان ..
    - وطي النار شوية البتاعة دي شكلها حا تحرق .
    استجابت يدي بسرعة وأدارت زر الصاج نحو الرقم اثنين ، ثم تناولت كوب العجين وبدأت أسكب بعض القطرات في الأمكنة الخالية ..
    - ده شنو البتكب فيهو تاني ده ، كدي خلينا نلحق الداير يحرق ده في الاول..
    - ما انت لو ما (رقعتيها) حا تبقى طرقة كسرة كيفن ، كده ماحاتطلع لك من الصاج.
    - كدي أطفي الصاج نهائيا وخلينا نواسيها ، ولا أقولك افصل الكهرباء..
    وفعلا فصلنا الكهرباء وبدأنا في مرحلة المواساة ، حتى استوى العجين نيه ونجيضه ، ثم أشعلنا النار من جديد ولكن على درجة متوسطة هذه المرة .. مرت دقائق وبدأت حواف الطرقة ترتفع ..
    - خلاص شكلها نجضت ، يلا أنا بطفيها وانت طلعيها ..
    - طلعها انت..
    - طلعيه انت عشان تتعلمي ، وممكن تستعيني بالسكين والملعقة
    وفعلا استجابت المدام و حكت طرف الطرقة براس السكينة وحاولت مسكها إلا أنها نفضت أصبعها من سخونتها ، حاولت من جديد ادخال طرف الملعقة العريض أسفلها فبدت حواف الكسرة سميكة سوداء من أسفلها ، حاولت جرها لأعلى و لكنها (حلفت ما تفك) الصاج ..
    أعدنا الكرة بالكمشة والشوكة والسكين ولكن فشلنا في زحزحة أي جزء من الأطراف ، فجأة لمعت لي فكرة قديمة فأحضرت كوز صلصة من الثلاجة كما كانت تفعل الوالدة -جزاها الله عن كسرتها خير الجزاء - ولكن الكوز لم يفلح في اخراج شيء غير ما التصق به من عجين أسود (مدرم) أشبه بالعصيدة عندما تكون في قعر الحلة ..
    بذلنا كل جهدنا في العرك والفرك حتى نخلص الصاج من هذه الطرقة اللعينة ، وفي النهاية كان الناتج تجمعات من العجين المحروق والنئ على سطح الصاج ، أخذناه مجتمعا وألقيناه به في غيابات الزبالة ، وقلت لها معللا :
    - (الطرقة) الأولى دي لازم تكون ضحية التجربة ، يلا على التانية (نطرق) على الصاج وهو ساخن..
    وفعلا نظفنا الصاج من جديد، ومسحناه بزيت سمسم هذه المره وألقينا عليه من العجين كأس آخر ..
    - لو كان في (طايوق) كان الصاج قام زي الناس ..
    - المشكلة ما من الصاج ، المشكلة أنا بفتكر في العجين ، حقو نديه شوية دقيق كان يقوى شوية ..
    المهم جربنا الطرقة الثانية وكانت النتيجة نفس الأولى ، أضفنا قليل من الدقيق ودخلنا على الثالثة، فكانت النتيجة أسوا من الأولى ولحقت برفيقاتها على الزبالة،
    في المرة الرابعة اقسمت أن أستفيد من هذه الطرقة وأزين بها الصينية اللامعة بالجوار ، ولكن الناتج كان مخلوق أشبه بورق الكرتون المبلول ( المكرضم) ولا يشبه الكسرة اطلاقا ، مع العلم أن الساعة في هذه اللحظة قد تجاوزت العاشرة صباحا ..
    - أنا جعت خلاص والظاهر الليلة كسرتنا دي ما حا تنجح..
    - لا حا تنجح، لكن أنا في رأي نغير الصاج ، بتتذكري الصاج بتاع (التيفال) الجابتو أمك أيام العرس داك وكانت بتخته في البوتجاز وتعوس فوقو ، انا شايف أحسن نقوم نجربو..
    وفعلا ، ذهبت المدام لمخزن العفش وأخرجت من قعره صاجا صغيرا لامع الظهر أسود البطن ، وأشعلت تحته العين الكبيرة في البوتجاز ، ولكن النتيجة لم تتغير ، خفضنا النار وزدناها ، زدنا العجين ماءا ثم دقيقا ثم خلطناها بدقيق (استرالي) أبيض والنتيجة واحدة ، مجرد (دردم وكرضم) نصفه محروق والنصف عجين ..
    في النهاية اتجهت المدام نحو الثلاجة وأحضرت خمس حبات من الطماطم الحمراء ، قطعتها مع بعض الجزر والعجور وخلطتها بالدكوة ، وقدمتها لنا مع بعض الخبز البائت كأشهى طبق من سلطة الدكوة يتناوله زوجان كإفطار بعد صلاة الجمعة ،
    وبعد العصر توجهنا إلى مطعم مشهور بالأكل البلدي في منطقة مجاورة واستمتعنا بطعم الكسرة بملاح الرائب هناك

    (عدل بواسطة عمر التاج on 05-05-2018, 11:57 AM)

                  

05-05-2018, 10:42 AM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارب مدمرة (Re: عمر التاج)

    مر أسبوع كامل على عشاء الفول بالويكة دون أن يشركني الزملاء في إعداد أي وجبة أخرى،
    وكنت بدوري محرجا من ادخال نفسي في مطب آخر، ولكن الفرصة جاءتني في طبق من ذهب لأبرز مواهبي المدفونة واستعيد ثقة الزملاء في طبخي،
    خرجت مساء ذلك اليوم مع الزملاء في برنامج ثقافي حافل تخللته القصائد الحماسية التي أعشقها و بعض المخبوزات والفطائر، وصادف أن الامطار انهمرت بشدة بعد صلاة العشاء مما خلفت طقسا باردة منعشا يبعث على الجوع والتواء البطون،
    بحثنا عن مكان آمن نطفئ فيه جوعنا ولكن المطر الغزير تسبب في قطع الكهرباء عن المنطقة وعجل بإغلاق كافة المحلات والمطاعم باكرا،
    رجعنا لميزنا وبحثنا عن شيء يؤكل أو يطبخ فوجدنا كل شيء مبتل بفعل المطر ، في النهاية عثرنا على أكياس من (الشعيرية) الفاخرة مغلفة بعناية لم تصل اليها المياه.
    - وجدتها ..
    صحت في الجماعة قبل أن أقفز ملتفا بالمرح ،
    - حلة شعيرية كاربة اذا اتظبطت بالعسل والسمن ممكن تعشينا بي مزاج ، وتبقى امتداد للخبائز الاكلناها في الاحتفال قبل شوية ..
    تحمس معي أحد الزملاء وثمن الفكرة ، أخرجنا أكياس الشعيرية ونفشناها في حلة كبيرة ، وأضفنا إليها بعض الماء والنكهات ووضعناها على البوتوجاز ..
    ولأن المصائب لا تاتي فرادى اشتعل البوتجاز لدقيقة واحدة ثم اطفئت أنواره معلنة عن نفاذ غاز الانبوبة ..
    (يا إلهي، أي ذنب جنيناها حتى نبدأ حياتنا العملية في مكان استوائي ممطر تقطع فيها الكهرباء والماء والغاز في آن واحد )،
    نظر زميلي لأنبوبة الغاز برهة وقال :
    - تاني ما في طريقة نستبدلها إلا الصباح، والهيتر كمان عايز كهرباء ، طيب الحل شنو ..
    - الفحم ..
    قلتها بثقة هذه المرة ، ووجهت ضوء مصباحي المحمول نحو ركن قصي من المطبخ كانت فيه بقايا جوال قديم ، ولكن ما أن طالعته حتى اكتشفت حجم بركة الماء التي يسبح فيها ، لقد تشبع الفحم بالماء و ولم يعد قابلا للاشتعال ..
    - طيب اقولك حاجة ، فرن عيسى الجمبنا ده بكون شغال ، رايك شنو نمشي نشحد منه حبة جمرات نشد بيها الحلة ..
    الفكرة جاءت في وقتها تماما ، والمخبز لا يفصلنا عنه سوى قطعتين خاليتين ، خرجنا اليه من غير أن نخبر الزملاء ... استقبلنا عيسى عند المدخل ورحب بنا عادته بصوته الضخم، وعندما تقدمنا بطلب الجمرات أخبرنا بأنه قد انتهى لتوه من آخر طاولة رغيف ، ثم انصرف غير بعيد وهو يفتح لنا باب المدخل الضيق لنار الفرن ويقول:
    - البيت بيتكم يا جماعة .. شيلو ناركم الدايرنها عشان أجي بعد شوية أطفي الباقي ..
    عملية فتح نافذة الفرن كانت أشبه بفتح طاقة من جهنم ، ومحاولة الاقتراب من الجمر المشتعل مهمة قاسية لا يقدر عليها إلا الخبازين الاشداء، هذا ما تعلمناه في هذه اللحظة مجانا ونحن نحاول لأكثر من ربع ساعة الحصول على جمرة من نار الفرن ... حاولنا بكل السبل والأدوات التي من حولنا وما حصدنا سوى حرق الايادي وسموم من اللهب يلفح الوجوه ، وبعد أن كثر لسع الحرارة علينا لمعت في رأسي فكرة جنونية ..
    - يا أخي أقولك حاجة ، بدل (البهدلة) دي ما نمشي نجيب (حلتنا) بي صمتها وندخلها في الفرن ..
    وقبل أن يبدي صديقي رأيه ، أو في الحقيقية قبل أن يصلني صوته كنت انطلق بخطواتي الواسعة نحو الميز وأدخل المطبخ خلسة ، أحد الزملاء لمحني وأنا أحمل حلة (الضغط) الكبيرة وأفرغ ما فيها من خام الشعيرية المبلول ، الرجل لم يترك لي فرصة المغادرة قبل أن يلاحقني بسؤال تفوح منه رائحة الشماتة..
    - نجضت؟
    - قربت ..
    وفي الفرن وضعنا حلة الضغط بكل محتوياتها على طرف الفتحة بعد أن أحكمنا اغلاقها ، ثم بدأنا ندفعها بالخشبة الطويلة التي يسحب بها الرغيف حتى استقرت في منتصف الجمر ، وبعد ذلك أغلقنا عليها باب جهنم واستسلمنا للانتظار.
    مرت دقائق ثقيلة قبل أن يعود صاحب الفرن .. ويسألنا إذا أخذنا جمراتنا أم لا ، وعندما عرف أن الحلة بالداخل صاح فينا بصوت مشفق ..
    - الشعيرية ما بتتحمل نار الفرن ياهندسة ، دقيقة واحدة ممكن تتحرق ؟ دخلتوها متين؟
    نظر بعضنا لبعض بعيون زائغة قبل أن أرد عليه ..
    - حوالي عشرة دقائق ..
    - عشرة دقائق !، بتبالغو لكن ، عشرة دقائق في الفرن ده بتنجض التور ، كدي ألحقو حلتكم سريع أكان تلقوا فيها باقي شعيرية..
    أعلنها عيسى وانصرف يطفئ النار من الناحية المقابلة في الفرن.
    لم نشعر بكم الوقت والجهد الذي تمكنا فيه من اخراج الحلة ولا حجم اللسعات الحرارية التي تعرضنا لها ونحن نخرج الحلة، ولكن الراجح أننا اكتسبنا خبرة وقدرة على تحمل الحرارة ونحن نجذبها ونفتحها ونتأمل السائل السميك والعجيب الذي وجدناه بداخل حلة الضغط ..
    - وينها الشعيرية؟
    قالها صديقي مشفقا ..
    أدخلت طرف أصبعي في المنتج الجديد وتذوقت قليلا منه ، وفي هذه اللحظة طافت بلساني ذكريات وجبة مشابهة لم ترسخ في ذهني ماهيتها في تلك اللحظة ، غير أني أغلقت الحلة من جديد وحملتها وانطلقت بها لزملاء الميز ، فتحتها أمامهم وعزمتهم بحماس العائد المنتصر ..
    - اتفضلوا يا شباب ، عملنالكم (نشاء) كاربة.
    - مابين مكذب ومصدق نزل أحدهم وتذوقها بطرف ملعقة كان قد جهزها للشعيرية ، ثم ما لبث أن قام لسريره وهو يخاطب القوم ..
    - نشاة شنو يا اخي ، ده عجين ساكت ، و نئ كمان.
    بعد هرج ومرج قررت أن أصحح خطأي بأي ثمن هذه المرة، فهذه وجبة الكرامة التي لن أستسلم لفشلها أبدا، وفعلا عدت لجارنا صاحب المخبز وأنا أحمل (الكانون) هذه المرة،
    ساعدني عيسى في ملئه بالجمر الساخن ، وعندما رجعت للمطبخ أحضرت الطواة الجديدة ومسحتها بقليل من السمن ثم افرغت فيها كأس من عجين الشعيرية ، وما هي إلا لحظات حتى رفعتها فإذا بها قد تحولت (لشرة قراصة) ذهبية كبيرة الشكل زاهية الطعم ،
    واصلت عملي بكد واجتهاد حتى أتممتها خمس حبات بسمك واحد بوصة، ووضعت عليها بعض السمن والعسل وجوز الهند ، وقدمتها للزملاء كأشهى وجبة محلاة في هذه الزيفة الباردة..

    (عدل بواسطة عمر التاج on 05-07-2018, 09:24 PM)

                  

05-05-2018, 06:01 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارب مدمرة (Re: عمر التاج)

    أعتذر عن الأخطاء الاملائية والنحوية العديدة ،
    والتي أحسب أنها جاءت نتيجة التسرع في نقل التجارب من دفتري القديم،
    وكتابتها على الحاسب لأول مرة، وأعد بعودة للتصحيح والتنميق بإذن الله.
                  

05-06-2018, 06:27 AM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارب مدمرة (Re: عمر التاج)

    ٠
                  

05-06-2018, 10:16 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارب مدمرة (Re: عمر التاج)

    للأكل حكاوي ذات شجون ..
    لا تسعها هذه الصفحات لذا نختم بالقهوة بالثوم حتى نفسح المجال للحاوي السياسية والثقافية ..
    وقبل أن نختم لا بد أن نذكر بأن مبدئي في الأكل أن كل ما تنبته الأرض -باستثناء السموم- يصلح كغذاء طيب للإنسان ..
    ولدي قناعة خاصة بنباتات الجبال والصحاري ، فكل ثمارها تصلح للطبخ أو الأكل نئ ، وفيها من الفوائد الغذائية والصحية الكثير
    أما الحشائش وخشاش الأرض فاذا وجدتها فكل منها ما تشاء ولا تلتفت لأعداء الصحة
    فنبات السعدة والبرسيم وحبوب السنمكة ومابداخل بذورها هي من تكسب الحيوانات القوة وتمنع عنها الأمراض حتى وأن أكلتها نيئة
    ويمكن لعزيزي القارئ تجربة وجبة خفيفة من قشور البطيخ وقشور البيض وصفق البرسيم ليعرف كم هو محروم من متع الطعم والفائدة ..
    أما الطبخ فهو عندي فن اللخبطة ، أي عناصر غذائية عندما تخلطها بمقادير موزونة فانها تنتج وجبة غذائية جديدة وجيدة
    وكل طبخات العالم التي يتم تداولها حاليا جاءت نتيجة هذه الخلطات ،
    ومن المؤكد أن العالم لو اكتشف الطعم المدهش لطاجن عصيدة القمح بالويكة والروب مع مسحوق الملوخية الناشفة واللحم الناشف
    بحيث تطبخ بنفس طريقة البيتزا الإيطالية لما سأل عن الوجبات الجاهزة والمصنعة في العالم ..
    أما الوجبة التي أظنها الأطعم في العالم والاشد لذة بعد تجارب كل أصناف الطعام في الفنادق ومطاعم الدنيا
    فأعتقد أنها الكسرة السودانية بعصير الطماطم والثوم .
                  

05-07-2018, 06:13 AM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارب مدمرة (Re: عمر التاج)


    للأمانة والتاريخ فان اهتمامي بالطعام جاء متأخرا بعض الشئ .. حيث كنت لا أطعم نفسي ألا من مائدة أمي ، أو بعض الوجبات السريعة الجاهزة عندما أكون خارج البيت، وحتى دعوات أصدقائي واهلي كنت لا أذهب إليها إلا بعد الفراغ من وجبة الطعام ، الى أن جاء عام دخلت فيه معسكر للدفاع الشعبي من اجل الحصول على الشهادة الجامعية واللحاق بشقيقي في أمريكا، قريب لي دفع مبلغا طائلا لاحد النافذين حتى يستخرح لي اذن استلام الشهادة وتوثيقها ، الا اني رفضت الامر ودخلت (المرخيات) مجندا مغوارا .
    لم اتناول من الطعام والشراب في أول ايامي في المعسكر ألا ما وضعته الوالدة في حقيبتي وبعد اسبوع زارنا مسؤول كبير فذبحت لها الثيران واطعمنا من أحشائها ومن بطون نحل المولاص، بالاضافة لصحن العدس الرئيسي بالعطرون، وصادف أن كان هذا اول يوم رغبت فيه في أكل المعسكر .
    زملاء الخيمة اندهشوا جميعا وهم يشاهدوني أتصدر المائدة الجلسة، حتى مازحني احدهم قائلا:
    - الليلة جابتك الكمونية دي ولا شنو؟
    رد اخر:
    - دا العسل يا زول .. العسل بلم النحل ..
    أضمرتها في بطني لهم جميعا ، اخذت صحن العسل الكبير وسكبته على العدس وأضفت اليه قدح (الكمونية) وخلطتها بعود كبير، وقلت هلموا الى الغداء.
    في الحقيقة اعجبتني الخلطة واعجبت المجندين جميعا، ونتيجة ذلك ألبسوني تاج الطعام فأصبحت اول من يبادر بخلط الفول مع المربة او العدس بالدمعة والزبيب او الفاصوليا بالطحنية ، وهذا ما اهلني لدخول ميز المعسكر بتوصية من زملاء الخيمة، وبعد شهر تخرجت من المعسكر برتبة مجند متوحش تخصص خلط الاطعمة.
    الاكل البري وماكولات الطبيعة تعلمتها من مكان اخر ، في جنوبنا الحبيب وفي فترة اتفاقية نيفاشا التي سبقت الانفصال، طلبت منى المؤسسة المشاركة في تأسيس فرعها بمدينة جوبا وبمرتب مضاعف، قبلت التحدي رغم الرفض الاسري، و هناك تعرفت على إحدى حسان الدينكا وهمت بها عشقا ، كانت طويلة كشجر الباباي لامعة السواد كالباذنجان، وفي أول زيارة لي لبيتهم العشبي الكائن وسط الغابة علمت انها تنتمي لجيش الحركة الشعبية ... طلبت مني الانضمام لهم حتى يتحد الحب والانتماء ، غير اني فضلت الانضمام للجيش السوداني، رتب لي القدر مقابلة احدى كبار الضباط هناك واخبرني بحوجتهم لتخصصي ، ومن ثم ساعدني في الانضمام للجيش برتبة واطية ، بعد شهر من حبنا خرجت معها لقمة جبل اللادو في جوبا ، كنت البس الميري لاول مرة وهي تحمل الكلاشنكوف ، طفنا بين أشجار المانجو والباباي واكلنا من خشاش الأرض وبفرتها وحشائشها الغريبة ما طاب لنا، ثم نزلنا نسبح بنهر جوبا، ودخلنا غابة الشيطان ورقصنا ومرحنا، قضينا ثلاثة ايام من العشق البرئ بين أهلها ، عشق غريب جمع بين نظامي ومتمردة، تمردنا فيه على كل الأعراف، و لم نتذوق فيه غير الحب ونباتات الارض وبعض حشرات البحر واسماكها الغريبة، نعرضها لبعض نار القش والشمس ثمناكلها بكل تلذذ.
    مع هذه الفتاة أحببت الغابة والجبال والحياة البرية، وأيقنت ان الحب لا يعرف الطوائف والاعراق ولا خلافات الساسة، وبعد أربعة اشهر من العمل الأصيل والحبل النبيل عدت لمدينتي برتبة عاشق متوحش، تركت الجيش والسياسة والمؤسسة ، وانتقلت لوظيفة مختلفة وامرأة من مجال آخر ، وكرهت الحب والانفصال والعشق الذي فرقته السياسة والغباء.

    (عدل بواسطة عمر التاج on 05-07-2018, 09:46 PM)

                  

05-07-2018, 06:16 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27532

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارب مدمرة (Re: عمر التاج)


    طيب ما ياهو عندك مهنة .. ما تبقي طباخ وخلاص .. وخلي الفارس ول أبا حميدتي في حاله ..

    بريمة
                  

05-07-2018, 09:52 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارب مدمرة (Re: Biraima M Adam)

    مرحبا بريمة ..
    وما عيب الطبخ ان كان مهنة للرزق أو مطعما للجائع
    أليس بأفضل من أكون طباخا للريس أو القاتل أطعم الناس السم في السياسة ؟
    للمزيد يا عزيزي أرجو أن تتابع معي الفقرات القادمة مع تجارب السياسة والاقتصاد
                  

05-08-2018, 10:38 AM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجارب مدمرة (Re: عمر التاج)

    فكرة القهوة بالثوم جاءتني كديستها مؤخرا عندما حضر إلى ضيوف من أعراب دولة خليجية ، وكنت وحيدا في بيتي وغربتي لظروف سفر طارئ للمدام،
    وبعد أن أكرمت الضيوف بالمندي من مطعم مجاور قررت أصنع لهم القهوة بيدي، وفعلا أكملت كل طقوسها من قرنقل وهبهان وبن اسود وأبيض ،
    وفي النهاية أضفت إليها قليلا من مسحوق الجنزبيل وقدمتها لهم مع رطب البلح .
    وبعد أن أفرغ كل من الضيوف كأسه الأول في جوفه صببت لنفسي شيء منها ثم عبأت لكل منهم كأس آخر ، غير أنهم تأخروا في اتناولها ،
    وعندما تناولت جرعتي الأول فهمت سبب عزوف الضيوف عن الجرعة الثانية من القهوة ، فقد كان بها طعما غريبا أشبه بمرقة الدجاج عندما تتذوقها نيئة ،
    - مالذي غير طعم القهوة ياترى؟
    همست في نفسي وأنا أواصل في شربها حتى فرغ الكأس ، ولحسن الحظ أن العرب يشربونها في فناجين صغيرة للغاية وإلا لاستفرغت أمامهم ..
    حاولت ألهي نفسي معهم ببعض الحديث فإذا بي اشاهد أحدهم يتناول الكأس الثاني ويجغمه دفعة واحدة ، ولدهشتي الكبيرة توالت الايادي تباعا وشربت الكؤوس وطلبوا المزيد ..
    - الناس دي إما جنت أو أنا اليوم مريض ..
    المهم أكملت فيهم كل تيرمس القهوة ، وقبل انصرافهم أبدى أحدهم إعجابه بالقهوة وقال لي:
    - هي زينة وعحيبه بس فيها طعم غريب يشبه الثوم ..
    ( هل قال ثوم ، نعم نعم ، الان فهمت أن الطعم الغريب يشبه الثوم ) قلتها في نفسي وقدمت لهم الطرح كاملا ..
    - نعم هذه نكهة الثوم السوداني ، وهي وصفة صحية تهضم الطعام وتفيد القلب والكبد ، نصنعها في بلدنا من فصوص الثوم قبل اكتمال نضجها في غصنها ثم ننشفها على أشعة الشمس المباشرة ونسحنها لنضيفها في كل مشروباتنا الساخنة والباردة..
    - هي في البداية صعبة شوية ولكن بعد تشرب منها شوية تتفتح نفسك عليها وتتقريف لشربة ثانية وتالتة ،
    بعد خروجهم أسرعت إلى المطبخ وفحصت المواد التي أضفتها للقهوة، وفعلا وجدت علبة الثوم المسحون الي أفرغت منها ملعقتين في القهوة وكنت أحسبها زنجبيلا ، والغريبة أن أصحابي ظلوا لفترة طويلة يطلبون مني القهوة بنكهة الثوم كلما حضروا إلى بيتي،
    وكنت أصنعها لهم من نفس المكونات الخطأ حتى تم نقلي من منطقتهم ، وكانوا يشربونها في كل مرة بتلذذ واستمخاخ من غير أن يدركوا ما كنت أعانيه من مقاومة بطنية عنيفة لاستفراغ ما في جوفها لمجرد منظر شربهم ورائحة قهوتهم.
    - نكتفي بهذا القدر من فصل الطعام -
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de