عاجل الشفاء للدكتور عمر محمود خالد

Quote: نشرت عدد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان صباح الخميس شائعة خبيثة عن وفاة الدكتور والشاعر السوداني المعروف عمر محمود خالد مقدم برنامج صحة وعافية بقناة النيل الأزرق واحد أشهر الأطباء بالسودان. وبحسب متابعات محرر موقع النيلين فقد استغل ناشرو الشائعة الوعكة الصحية التي ألمت بالدكتور خلال اليومين الماضيين ليخرجوا صباح الخميس وفق لما رصد محرر موقع النيلين بنعي أليم بوفاة الطبيب المتخصص في أمراض الصدر والجهاز التنفسي. محرر موقع النيلين تابع ردود الأفعال وكتابات بعض الأطباء والصحفيين والإعلاميين ممن تجمعهم صداقة بالدكتور, وجاء ردود أفعالهم غاضبة حول هذه الشائعة. حيث كتبوا في صفحاتهم الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منتقدين مثل هذه الشائعات وأكدوا أن الدكتور بخير وشهدت حالته الصحية استقرار كبير ومن المتوقع أن يغادر المستشفي اليوم. الجدير بالذكر أن دكتور عمر كان قد أدخل مستشفي رويال كير بعد وعكة صحية ألمت به وأجرى عملية قسطرة في القلب ومن المتوقع أن يغادر المشفي في الأيام القادمة حسبما أكد أصدقائه في كتاباتهم التي تابعها محرر موقع النيلين. محمد عثمان _ الخرطوم

Quote: د. عمر.. درب الريد معاك أخضر التاريخ: 28 فبراير، 2018 كثيرون يوغلون في ذم الوسط الرياضي، ويتحدثون عنه سلباً، ويصفونه (باللامي والمنفلت)، متناسين أنهم يتحدثون عن مجتمع تعداده الملايين، طبيعي أن يضم الصالح والطالح، الطيب والخبيث، الهادئ المنضبط، والمنفلت. شهادتي في هذا المجتمع الضخم الممتد ليست مجروحة، لأنها ناتجة عن معايشة لصيقة امتدت سنوات طويلة، تجعلني أقول بملء فاهي أنني قابلت أعظم الرجال وأنبلهم في الوسط الرياضي، وأنني أفخر بالانتماء له، لأن الخير فيه يطغى على الشر، والجمال فيه سائد على القبح بكثير. نبأ توعك الدكتور عمر محمود خالد أصابنا بالغم، وجعل الحزن يتسلل إلى القلوب مقروناً بالخوف من فقدان أحد أنبل من عرفتهم في حياتي. لصناجة المريخ مكانة خاصة في القلب، لم تزدها الأيام إلا تمدداً واتساعاً، وهو يستحقها وأكثر. أجزم أن معظم من عرفوا دكتور عمر أحبوه مثلي وأكثر. لا غرابة، فقد أحسن صديقي الأديب الأثير عبد المنعم محمد أحمد حين قال إنه ما سمع وصف (إنسان جميل) إلا تذكر دكتور عمر محمود خالد، بصفته أحد أبرز صناع الجمال بين الأدباء والشعراء والرياضيين في السودان. يحسب له أنه ساهم في ترقية الذوق الرياضي، واجتهد كي يسمو بالمفردات المستخدمة بين الرياضيين بمجموعة من الأشعار الرقيقة، التي سارت على الألسن وسرت فيها سريان النار في الهشيم. (نحن في الوسط الرياضي لا بنخاصم لا بنعادي). (نحن في المريخ إخوة، نعشق النجم ونهوى، نحن في التاريخ سفر يملأ التاريخ زهوا، واختلاف الرأي فينا يجعل المريخ أقوى). (يا سماء المجد يا زهو الحروف.. يا نجوماً بالبشارات على الناس تطوف، إننا نهواك في كل الظروف). (من غيرنا قد لون التاريخ بالذهب.. من غيرنا قد وهب الأفراح ما وهب، من دوخ الأبطال أينما ذهب). (في الفكر والثقافة لا نقبل الوصافة). (العصر والتاريخ يشهدان.. الأرض والسماء يعرفان.. المجد والمريخ توأمان.. والنصر فوق صدره الفسيح..والفخر فوق هام النجم يستريح، والأمن مستتب والأمان.. وأنت يا مريخ تصنع التاريخ تملأ الزمان والمكان). دكتور عمر محمود خالد يمثل واسطة العقد بين أدباء المريخ وشعرائه الذين طوعوا الحروف ونثروا الدرر في عشق الكوكب الأحمر منذ عهد صالح عبد السيد أبو صلاح، مروراً بالمريخابي العجوز السر قدور، ومحمد عبد القادر كرف (مؤلف نشيد المريخ الوطني)، عشت يا مريخ موفور القيم.. والقبطان حاج حسن عثمان، وابن البان ومرسي صالح سراج وبروف علي المك ومحمد زبير رشيد ومحمد جيب الله كدكي وسلطان العاشقين الزبير عوض الكريم (يا سيدة لو شفتي الاسم)، وفرح عوض ومحمد الحسن سالم حميد وسر الختم تاج السر ودكتور مصطفى مزمل أبو الريش (يا نجمة المريخ مزقت الظلام فهوت الكواكب خاشعة لك باحترام) والعطا علي العطا، ومولانا محمد علي المرضي، وصولاً لجيل شعراء المريخ الشباب.. أبو بكر عبد الله بيكو وفاروق أبو حوة وكافتر وعماد المتمة وندى ياجي ومنى الساعوري وبقية العقد النضيد. شلال إبداعات عمر محمود خالد لم ينحصر على الأشعار التي تمجد المريخ، بل انداح ليغمر وجدان كل أهل السودان بقصائد عاطفية خالدة، وأغنيات بديعة، مثل (خمسة سنين) التي جادت بها قريحة عمر وحولها الباشكاتب محمد الأمين إلى لوحة فنية باذخة الروعة بصوته الشجي وألحانه البديعة. ‏(خمسة سنين معاك يا زينة الايام يا نوارةالحلوين مرت حلوة زي أنسام.. زي أحلام صبية ندية زي ياسمين.. وزي هلة فرح دفاق في ضحكة عيون ناعسين.. زي لهفة بعيد مشتاق يلاقي احبتو الغايبين). (خمسة سنين ودرب الريد معاك أخضر.. خمسة سنين بريدك كل يوم اكتر.. أحاول مره بس أنساك عشان يا غالية أتذكر.. اجي والقاك ديمة معاي والقى هواك ملك دنياي وفي اعماقي اتحكر). ثنائية الصناجة مع ود الامين استمرت بقصيدة حلم الأماسي (إنتي مهما تغيبي عني.. اصلو ما بتفوتي مني عايشه فيّ وساكنة جواي.. في خواطري وفي مشاعري)، كما ابدعت مخيلة دكتور عمر واحدة من أروع أغنيات محمد ميرغني (لما تضحك يا جميل)، وقال فيها: (لماتطلع يا صباحى يا سهاد ليلي الطويل.. لما يفتّر الأضاحي ويزهر الفل والنخيل، تسكن الآمى وجراحي ويبتدي العمر الجميل.. لما تضحك يا جميل يا أمل مخضر ويانع.. وعد غالي ومستحيل.. يبدو وجهك طفل رائع .. ويبدو حسنك بدر طالع من عيونك يا روائع.. عن قرى الأفراح تسيل لما تضحك يا جميل). نبوغ عمر محمود خالد في كتابة الشعر ظهر في سن مبكرة، وعبر ضرب مختلف من القريض، لأنه كتب قصيدته الحلمنتيشية الشهيرة (يا سيدة لا) وهو في الثانية والعشرين من عمره، ووقتها كان طالباً في كلية الطب جامعة الخرطوم، فحظيت القصيدة اللطيفة بذيوع غير مسبوق. أما مسيرته مع المريخ فقد بدأت بعد تخرجه عندما عمل طبيباً للفريق على أيام الإمبراطور حسن أبو العائلة، خلفاً لشهيد المريخ، الدكتور شرف الدين الطيب (والد قطب المريخ وأمين خزينته الأسبق خالد شرف)، الذي استشهد في الكاميرون أثناء مرافقته لبعثة مباراة كانون الشهيرة في عقد السبعينات. أحب عمر الراحل دكتور شرف، فأطلق اسمه على أحد أبنائه، وسار الابن على درب الوالد والسميّ ودرس الطب ونبغ فيه وتخصص. عمل دكتور عمر عضواً في عدد مقدر من مجالس المريخ، فاهتم بالجانب الثقافي وأبدع فيه وميز به كوكب الروعة، وبرز في مجاله المهني وتفوق، كما عمل في المجال الإعلامي مقدماً لأحد أشهر وأنجح البرامج التلفزيونية الطبية في تاريخ السودان (صحة وعافية) وساهم به في تثقيف السودانيين طبياً، كما ساعد على علاج الآلاف بالمجان. توعك عمر ولزم فراش المرض فأصابنا الغم، وغزانا الحزن، ونرجو من كل الرياضيين عموماً، وجموع القوة على وجه الخصوص أن يتضرعوا للمولى عز وجل كي ينعم عليه بالصحة وموفور العافية، ويسبغ عليه ثوب الشفاء، كي يعود إلينا معافىً من كل داء، ويواصل نثر الروعة والجمال والحب في كل ربوع سودان المريخ. قم وعد إلينا يا عمر.. (درب الريد معاك أخضر). (نريدك كل يوم أكتر). آخر الحقائق للدكتور عمر أفضال كثيرة على شخصي الضعيف. استقبلني في صحيفة المريخ وكان رئيساً لتحريرها في أوائل التسعينات، وكنت صغيراً غض الإهاب قليل الخبرة. شجعني ومنحني ثقته وظل يتحدث منوهاً بي ومتوقعاً لي مستقبلاً مرموقاً في بلاط صاحبة الجلالة. (كبد الحقيقة) مولود شرعي لصناجة المريخ. عرفته لربع قرن من الزمان ولم أره متجهماً قط. ولا سمعت أحداً يذمه أو يدعي أنه أغضبه. جمال الروح أجمل خصال عمر محمود خالد. أما عشقه للمريخ فقد عبر عنه بقصائد باذخة الجمال، رسخت في أذهان كل الصفوة. تفرد بإطلاق أجمل الألقاب على عظماء الكوكب الأحمر. أطلق لقب (رئيس الرؤساء) على الراحل المقيم مهدي الفكي رحمة الله عليه. وسمى جمال الوالي (الرئيس المحبوب). أما نجومه المفضلين بين لاعبي المريخ عبر الأجيال فقد انحصروا في كمال عبد الوهاب وبشارة وحموري وفيصل العجب. جمع بين الطب والشعر والرياضة والإعلام ونبغ فيها كلها وتفوق. اللهم يا شافي يا كافي يا معافي أنعم على عبدك عمر محمود خالد بشفاءٍ لا يغادر سقما. كنا