علاقة الخرطوم – بالقاهرة التحليق عاليا بـ(خارطة) طريق جديده الخرطوم: الهضيبي يس " الزهره البيضاء" ، كما يحلو لكثيرين تسميتها وهي مدينة اديس ابابا الاثيوبية ، حيث تعانق مرتفاعات الهضبة الاثيوبية السحاب ، وعند مقر الاتحاد الافريقي الباحث عن مستقبل افضل للقارة السمراء، وشعوبها التي لطاما عانت كتيرا من ويلات الحرب ، الفقر ، الجوع. فهاهي القمة الافريقية الثلاثين انطلقت وسط حضور لافت من رؤساء القارة وفتح الباب امام نقاش لقضايا اقل ماتوصف بالمصيرية سوا قضية الاتجار بالبشر في كل من دول ليبيا – افريقيا الوسطي – النيجر وسبل البحث عن حل لهذه الظاهرة. كذلك الوقوف علي حاله التوترات التي نشبت مؤخرا بين بعض الدولة ومايربط بينها من حدود جغرافية حيث كان لقاء الذي جمع مابين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير علي هامش القمة ، ووفق الي ما اشار اليه وزير الخارجية بروفيسر ابراهيم غندور في تصريحات صحفية بان لقاء الرئيسان ليلة امس الاول كان قد وضع القاء النقاط علي الحروف وبكل شفافية ووضوح في مجمل القضايا العالقة محط الخلاف ومن ثم وتوجيه وزراء خارجية كل دولة ومدراء المخابرات بالوقوف علي تلك الاشكاليات وحلها في اسرع وقت ممكن وتحويل ماتم الاتفاق علية الي خارطة عمل تقدم الي رئيس كل دولة للتنفيذ. والملاحظ انه قد ارتفعت وتيره الخلافات بين القاهرة – الخرطوم في الاونه الأخيرة علي خلفية قضية تشييد " سد النهضة الأثيوبي"، ومثلث حلايب الحدودي بينما يعتبر الخلاف حول مثلث " حلايب" نقطة قد يترتب عليها قطع شعره معاويه المتبقيه من علاقة بين الدولتين والتي اسفرت مؤخرا عن سحب سفير الخرطوم لدي القاهرة في خطوة معلنه لرفض تصرفات وسياسات مصر تجاه السودان بل والكشف عن مخطط يحاك في الظلام يهدف الي تغيير الحكومة السودانية، مادفع بالسودان الي ابتعاث تعزيزات امنية علي حدوده الشرقية مع دولة الجاره " ارتريا" التي هي الاخري محط اتهام مباشر بلعب دور التامر في هذا المخطط متي ماصح الحديث عنه. سيما وان" الخرطوم" ماتزال تطرق علي امهات القضايا بالنسبه لها مؤخرا بالحديث عن سودانية المثلث وأشتراط الذهاب الي محكمة العدل الدولية لفض النزع ووفق لما لديها من وثائق وادله والدعو باستمرار بضرورة الذهاب الي التحكيم الدولي عله يفتي في قضية امتد اجلها لسنوات. استناد علي ان مصر نفسها منذ العام 1912 اي عند أستقلالها من الحكم "العثماني" لم يكن مثلث حلايب يقع ضمن أراضيها، بل وحين انضمامها لعصبة الأمم المتحدة في العام 1945 الخريطة المصرية المعتمده لدي المجتمع الدولي، بناء علي ماذكر خبير القانون الدولي د. معاذ تنقو في ندوة منتصف الاسبوع الماضي بوسط العاصمة الخرطوم حيث ان لدي السودان من الادلة الكافية التي تثبت احقية. اما عن شان وضع خارطة طريق ترسم علاقة الخرطوم – بالقاهرة بصورة مستقبلية يري فيها البعض انها من حيث التوقيت بصعوبة بمكان ويقول في ذلك استاذ العلوم السياسية بجامعة بحري د. بهاء الدين مكاوي ان في السابق علي المستوي الداخلي المصري كان هناك تنسيق مدروس وعملية محكمة التواصل بين المؤسسات المصرية واعني هنا مابين مؤسسة الرئاسة – جهاز المخابرات الذي علي مر الوقت لم يخرج الملف السوداني من غرفه. ولكن عقب انلاع ثورة 25 من يناير في العام 2011 والتي اسفرت عن متغيرات داخلية وخارجية في المحيط المصري اضحت السياسات المصرية تجاه جيرانها غير مفهومة ومعروفة سوا من حديث التحالف والتي ظهرت مؤخرا من خلال تحركات الحكومة المصرية مع كل من ارتريا – جنوب السودان ، وهو مايؤكد المخاوف المصرية من ان تتعرض لعداء من الوجهة الجنوبية اي من السودان. ويضيف مكاوي لطالما هناك جهات داخلية مصرية تتحرك بصورة منفرده وتعمل علي رسم سياسات خاصة بها تجاه الجوار المصري فلن يكون هناك وفاق كامل يبني علي فكره تبادل المصالح المشتركة بل هو اتفاق وخارطة مؤقتة، و ربما تكون مسكن للخلافات الاخيرة ولكن ليس بشكل ينهي الازمة ويؤسس لمستقبل قادم . ماقد يجعل مضي كل من الخرطوم – القاهرة الي طريق مسدود جائزا وانعدام الحل بناء علي التعاطي مع الحلول السياسية او الدبلوماسية برغم من الاراده السياسية التي تلوح في الافق من جانب كل حكومة ويشيرمدير مركز افريقيا لدراسات د. حسن مكي ان خلال الخمس سنوات الماضي اي عند تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لحكم مصر لم يحدث اي اختراق حتي الان في اهم الملفات الاساسية ومنها قضية معاش المواطن المصري وتحسين الاوضاع الاقتصادية التي من اجلها خرج الشارع المصري علي الرئيس الاسبق حسني مبارك بعد حكم دام ثلاثين عاما لافتا الي المسائلة التي كان يهتم الرئيس مبارك هي القضية الامنية والحفاظ علي امن وسلامة المواطن المصري سيما وان في الاونه الاخيره تعرضت مصر لهجمات ارهابية تكاد استهدفت العمق المصري وهو الامر الذي تتحمل فيه حكومة الرئيس السيسي المسؤلية بشكل مباشر. وبالاضافة الي ماسبق فان المستطلع لوجة نظر المجتمع السوداني يجدها قد تبدلت وتغيرت بوحي عملية الاستناره والوعي بل والدعوة عبر الوسائط ومواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك - تطبيق الردود السريعة " واتساب" الي تجاوز محطة " مصر" والبحث عن بدائل جديده بدا من اعاده النظر في اتفاقية الحريات الاربع بين الدولتين خاصة بعدما تم اغلاق الباب امام المنتجات المصرية الوارده للسودان. الهضيبي ال جماع
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة