1 تراتِيلٌ على وشكِ الجِدارُ إلى عماد عبد الله --------- (1) حتى يحِنُّ عليكَ بابٌ، يُغدِقُ عليكَ صرِيرَهُ تأكّدَ من تريُّثِكَ في التّوغُّلِ بِالعُزلةِ إن المنافِذَ لا تتراءَى لِعجُولٍ. (2) لو كُنتَ في شكِّكَ عالِقاً بِشقِّ اليقِينِ قُلْ: سوّيتُ من التّهيُّؤاتِ مرقدِي أنا غنِيٌّ بِالجانِبيِّ من العُزلةِ. (3) كي تتودّدُ لِلعُزلةِ تُحطِّمُكَ الأولَى، الثّانِيةُ والسّابِعةُ من المرايَا المُراهِنةِ على اِقتِباسِكَ ظِلالَهَا. (4) كُلُّ الذي في سمواتِ الجلدِ نشِيدٌ بِكرٌ لِعُزلةٍ آتِيةٌ. (5) خشيةُ الألوانِ، بِالمُذاهنةِ الصِّرفةِ اِقتباساتُكَ الوترُ لِلكلامِ حنِينٌ يُزهِرُ في اللُّجّةِ سفرُكَ المُتقطِّعُ في الحبائِلِ مُخاواةُ الصَّدفِ، اللُّؤلُؤُ الحاسِرُ عن سوءاتِهِ ..... اِكتِناهُكَ الصّدى البِكرُ تخشُّبُكَ في الكُؤُوسِ الرّاكِضُ حِبرُهَا في دمِكَ . . . كُلُّ شيءٍ يكتُبُكَ أعزلاً ولا ينسَى إغلاقَ المنافِذِ حولَكَ. (6) العُزلةُ بِطاقةٌ لِإعادةِ شحنِ الرُّوحِ فإن تبقى شجرٌ بينكَ فأصنعْ بابَهَا وأرحلْ.
2 لائِحةُ الموتَى الطيب برير يوسف، بله محمد الفاضل ---------- قُلتُ: لا أجِدُ اسمِي في لائِحةِ الموتَى! فقالَ: هكذا الحياةُ تُريكَ الموتَ مُستتِراً بِهَا.. أقرأُ لائِحتَهَا في لائحةِ الموتِ نفسهُ فهو عِوضاً عن في قُلتُ سائِلاً: ماتَ الموتُ في الحياةِ، فما يُعوِّضُهُ؟ فردّ: حياةٌ ميّتةٌ. فقُلتُ: فاللّائِحةُ مضامِينُهَا اللّائحةُ تُدحرجُهُمَا في غاباتِ أرواحِنَا المُنهكةِ.
3 ((مقعدُ الشّاعِرةِ)) إلى فرات إسبر --------- بِالطبعِ، على مقعدٍ في حدِيقةِ الأخيلةِ، ستنصُّبُ الكلِماتُ مقعداً لِشاعِرةِ، فتأتِي محمُولةً على أعناقِ الأحلامِ التي ترِنُّ في القصِيدةِ، تأخُذُ قِسطاً من الطّمأنِينةِ، قِسطاً من الهربِ الجمِيلِ في الفِناءِ الخلفِيِّ لِلقصائِدِ، لا تأتِيهَا حِينُهَا أيُّ أخِيلةٍ من سمواتِهَا البعِيدةِ، لا يقترِبُ إليها شكٌّ أو شجنٌ أو شجوٌ، لا يراهَا كلامٌ أو حتى يرقُصُ بِجِوارِهَا رِتلُ مُجنزراتٍ صاعِدةٍ إلى عوارِهَا الحربُ... ستبقَى جامِدةً تماماً في الهُدُوءِ الهُدُوءِ الهُدُوءِ حتى تُحلِّقَ اِمرأةٌ قصِيدةٌ.
4 مِهرجانُ الكِتابةِ ------- أكتُبُ أكتُبُ أكتُبُ ⤵👇👇👇⤵ أكتُبُ لِلوترِ ما يحُثُّ خلاياهُ على النُّهُوضِ نابِضةً بِإِيقاعاتِ عُرسٍ. أكتُبُ لِلحدِيقةِ حقِيقةَ أنّهَا زهُوُ الكونِ. أكتُبُ لِابتِسامِ الحبِيبةِ مرايَا لاهِثةً بِملامِحِ الجُنُونِ والجنانِ. أكتُبُ لِلوحةِ الغناءةِ مِهرجانَ اِبتِهاجٍ مُلوّنٍ. أكتُبُ لِلطِّفلِ على حجرِكَ شقاواتُكَ القدِيمةُ والتّالِيةُ. أكتُبُ لِلصّدِيقةِ صفحةً من الماءِ نداواتِ كونكَ بها الرُّوى والرّواءُ. أكتُبُ لِلغِيابِ ..... أكتُبُ عن المقهَى تحوُّلُكَ إلى شُرفاتٍ وحنِينٍ. أكتُبُ لِلشّارِعِ عن كونِهِ شفرةَ شجنِكَ/براءاتُ رُوحِكَ/سفرُ هُويّتِكَ الإِنسانِيّةِ والهوى.... أكتُبُ في الصُّورةِ ما يُخلخِلَ اللّحظةَ يتقهقرُ بكَ إلى فُوهةِ السّهوِ فتركُلُكَ لِغابةٍ الذِّكرى. أكتُبُ لِلمرأةِ التي لم تستوعِبْ يوماً كيف اِلتفَّ نبضُكُمَا في قارِبِ الحُبِّ فحطّمتْهُ الأقدارُ.
6 ها أنتَ يا صاحِبِي على دربينِ تُرتِّبُ بِنِصفِ ذِهنٍ قُبلتَكَ المُحترِقةَ لِلضّوءِ وتركُلُ بِقدمِ الضّبابِ نعليكَ في خارِطةِ الشّجنِ ها أنتَ مُجدّداً تهوي على الصّباحِ بِهِراواتِ العُزلة وينبذُكَ اللّيلُ
7 القلبُ: نبيذٌ ونوافِذ يُمكِنكَ أن تبقى قيدّ الثّملُ أو فلتنفتحَ النّوافِذُ...
8 تبارِيحُ الأمكِنةِ والرِّفقةِ إلى النور أحمد علي ------- أيُّ أوقاتٍ قضينا في تجاعيدِ الزّمن مثل طيفٍ شارِدٍ لِخيالٍ يتثنّى في تجاوِيفِ الوطنِ واِمتطينَا سهونَا المشبُوبِ عن شجنِ المدائِنِ واِرتوينا من ضلالاتِ المعانِي وروينَا لِلقمرِ ما اِهتدينَا إِليهِ في برِّ الهوى فاسقِنِي خمرَ النّشِيدِ وتعالَ بِالصّوتِ سرِّبْ لِحُقُولِ القلبِ تطرِيباً وفن يا رفِيقاً يَرفِقُ الألوانَ لِلمعنَى الكذوبِ يمسحُ الأحزانَ عن وجهِ الغُرُوبِ ها هُنا في اللّيلِ تضطرمُ الجِراحُ تتهادى في سماءٍ تمزُجُ بالماءِ دمَها حدّ النّواحِ فهل لنا يا رفيقِي من شُرُودٍ مُتقنٍ عن سحابٍ مُثخّنٍ بِالشّجنِ يصبُو ويصُبُّ ... يتسامَى..!! هل لنا في هذه الأرضِ الملُولِ من تضارِيسٍ تحِنُّ إلينا مثلما تجتاحُ أشواقٌ وريداً لِلزُّهُورِ مثلما أُمٍ تُبارِكُ نبتَها الرّيانِ في الغِيابِ أو الحُضُورِ مثلما يلقى المُعنّى طيفَ محبُوبٍ بعِيدٍ تسربّلَ بِالثُّبُورِ يا رفيقِي أننا نستلُّ من صخبِ المكانِ: دُفُوفُنَا والنّار أننا زغبٌ لهذي الأرضِ مهما تسلّقنَا عُمرُ المسارِ أصلٌ وفصلٌ واِقتِدارٌ أننا (كوشرثيا*) الوطنُ المدارُ (قلبُ اِفريقِيا) ونبضُ الكونِ والأسدُ الهصُورِ رُغمَ أنا يا رفيقِي من جِيلِ التّضارُبِ والتّضادِ اِستوى في النّفسِ من هذا الثّرى الاِقتِرابُ والاِبتِعادُ حيث بِتنَا نقتاتُ في السّهوِ الجمادُ لكنا يا رفِيقِي يشكُمُ الرُّوحَ فينا شجرُ السُّهادِ فيا رفيقِي من أضاءَ لِدربِهِ دُونَ سِواهُ وقعَ لا يُضِيءُ الشّمعُ درباً يتِيماً وإن تهندمَ بِالورعِ يتلاشَى في الاِنصِهارِ مِنّا كُلُّ الوجعِ يا رفِيقِي أنني أشتاقُ لِلشّغبِ الودِيعِ بين (جنباتِ) المدارِ حينما لا شيءَ يشغلُ الرُّوحَ غيرَ اللّعِبِ الكثِيرِ و(الهظار) في قُرىً قد عافهَا الخُبثُ واتكأ مبسُوطاً على اِنبِساطِ النّفسِ فيها ضوءُ النّهار لا ليلَ يفتِّلُ والأُنسِ مُشتعِلٍ في بُيُوتِ الحيِّ اِحتِضارٌ ينسابُ من قسماتِها لِلأنغامِ معنىً ونشِيدُ الغِبطةِ البِكرِ لِغيرِ سماحِهَا أبداً لا يُثارُ وردةٌ نشوانةٌ تتشابَى الأوراقُ لِعناقِهَا وتمدُّهَا الجُذُورُ بِالأرِيجِ والإقبالِ والإبهار فلِلثّغرِ منها قُبلةً ولِلهمسِ في عينِيهَا مُهجَ الكلامِ والأوتارِ * الكوشرثيا مصطلح اشتقه الكاتب الشاعر (محسن خالد) ليفتش في ظله عما نحته الأقدمين.. ويُعرفه بأنه: "مصطلحٌ اصطنعتُه من واقع الأبتية القائمة لحضارتنا السودانية ثم ثقافاتها وأساساتهما الماديَّة والمعنوية معاً. لأجل أن تكون رقعة هذا المصطلح التي يقوم فيها ويغطيها، أوسع من رقعة مصطلح الفولكلور بتعريفاته الحالية، التي تُرَكِّز في جوهرها على الفنون القولية Verbal Arts. ويتكوَّن هذا المصطلح من مفردتي "كوش" للدلالة على الحضارة الكوشية، و"إرث" للدلالة على الحضارة الإسلاميَّة والعربيَّة".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة