1 تُذكِّرُنِي بِكَ كُلّمَا اِلتقينَا لِمَ لا تُشبِهُ الذي بِالبالِ؟
2 كان لِي وطنٌ خفِيفُ الظِّلِّ واِن ت ح رَ.
3 وحين اِلتَقينَا بعدَ أن اِغتالنَا الغِيابُ لِعُمرينِ نزلَ إلى وجهينَا طِفلانِ خربشهُمَا الحُبُّ.
4 من يفرُكُ طعمَ رُوحِهِ بين أصابِعِهِ في المساءِ يدعُهُ يتخبّطُ في الحوائِطِ وينامُ دُونَ أن يعرِفَ إن كان قد اِستدلَّ على محلِّهِ أم فرّ من نافِذةٍ ما لِعِناقِ اِمرأةٍ لا ينتظِرُهُ منها سوى الرُّوحِ إذ أن جسدَهَا يتربّصُ بِخيالاتِ من أطارَ طعمَهُ لا تتفرّسُ في المعانِي البعِيدةِ إني أتدبّرُ لِعينِيَّ شاطِئُ لحظةٍ خارِجَ الحوانِيتِ أكتُبُ فطِيرةً من صِلصالِ الخيالِ الأحولِ لأضعَ برداً في أطرافِ الأصابِعِ فيرتعِشُ القلبُ نصنعُ بِتُؤدةٍ جِناحِينِ من تينِ الحِكاياتِ التي لم نكتُبُ لها أحداثَهَا بعدُ بينَنَا هلا تُردِينَ رُوحِي أخشَى عليّ من تضافُرِ جسدِكِ إن أطلقتِهِ من مُعتقلِ الأخيلةِ.
5 مُمطرِةٌ في الشّارِعِ بِإِطلالتِهَا المُموسقةِ بيدٍ أمسكتْ طِفلتَهَا بِالأُخرى أحلامُهَا المنهُوشةُ بِقلبِهَا يتشبّثُ وجدٌّ كفِيفٌ أبصرتُهَا فعرِفتُ معنَى أن يغشَى النّاسُ صيفٌ لم يُصدِّرْهُ حفِيفٌ.
6 السّيّارةُ اِختبأُوا في الجحِيمِ في أُغنِيّاتِ الهشاشةِ بين شظايا القُلُوبِ المُدماةِ.
7 على مقعدٍ جِلدِيٍّ بِرغبةٍ جلِيديّةٍ وجسدِ جَلِدٍ وورطاتٍ مُتفاقِمةٍ مع جلّادٍ.. أجلِدُ الوقتَ بِتُؤدةٍ وأنظُرُ مِشنقتِي..
8 ها أنتِ تعبُرِينَ فوقَ جسرِ اﻷنسِ بِقدمينِ من زُجاجٍ...
9 دعْ العُزلةَ تدلِفُ إِليكَ عبرَ الضّجِيجِ
10 الشّارِعُ مفرزةُ الجِراحِ ليس عليكَ سوى هندسةِ الصُّراخِ بِصوتِهِ تكدِيسُ الشُّوارِدِ بِقسماتِهِ ثم اِنتِزاعُ الإِيقاعِ.
11 سطعَ قلبِي بِالغِناءِ الحزِينِ بِالجِراحِ المُبتهِجةِ لِعِناقِ الحُرُوفِ لِدمِهَا وقد اِرتضتْ موتَ شاعِرِهَا غسلُ رُوحِهِ من النّبضِ السِّجِّينِ
12 يعتصِرُنِي الصّمتُ بِأشباحِهِ الشّاحِبةِ فأُعلِّقُهُ على الجِدارِ لِتدهسَهُ الحُلكةُ التي سأُصوِّبُهَا نحو رأسِهِ..
13 والنّاسُ حين يُقبِّلُونَ يا ولدِي من أزِقّةٍ حمِيمةِ العِناقِ لِيصعدُوا عبرَ شارِعٍ طوِيلٍ إلى مراداتِهِمْ يبدُونَ لِمُقتنِصِ اللّحظةِ المُصوِّرُ المجنُونُ بِاللّوحاتِ والشّاعِرُ المسكُونُ بِغُبارِ الكلِماتِ يبدُونَ كشجرةٍ مُثمِرةٍ بها تترافعُ الحياةُ عن جدوى تشبُّثِهَا بِنبضِها لما تزلُ فينقضّانِ على اللّحظةِ بِرِيشةِ الغِناءِ ويرقُصُ الأثرُ. 26/10/2016م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة