|
Re: اتركوا سماسرة العملة مع العابثين (Re: فرح الطاهر ابو روضة)
|
*عفواً سيدي الرئيس، تدفق النقد الاجنبي لا يمر ب " بلف عوض"* *محمد الاشرف*
بات امر ارتفاع الدولار من المنغصات التي لا دواء لها عند اهل السلطة فالعملة الصعبة جندلت حكومة عمر البشير و هزمت كل التصريحات التي اطلقت عشية رفع العقوبات من وعود بتدفق النقد الاجنبي الي البنوك المحلية كالسيل العارم من اعلي الجبال فتنتعش الاسواق المحلية و تدور عجلة الاقتصاد افضل مما كانت. و لم تمض عدة ايام حتي اكتشف المواطن الغلبان ان تصريحات دهاقنة اقتصاد الانقاذ الوطني ما هي الا مسكنات لتهدئة حالة الغليان من ارتفاع تكاليف المعيشة و تأثر ذوي الدخل المحدود و الفقراء من ارتفاع تكاليف معيشتهم اليومية بوصول الدولار لمعدلات عالية حتي بلغ الدولار 24 مقابل الجنيه حسب افادات صادرة اليوم بتاريخ 8نوفمبر 2017. الناظر الي بعض نماذج التصريحات التي يطلقها الوزراء و المسؤولون الحكوميون يتاكد انهم يبيعون الوهم للمواطن المسحوق. ان تصريحات علي شاكلة (البشير : يوجه وزارة المالية بتخفيض تكاليف المعيشة و خفض سعر الصرف.) و مانشيت اخر في صحف يومية بتاريخ 31/10/2017 (البشير يوجه بانسياب التدفقات للنقد الاجنبي و خفض التضخم ) يدرك ان رئيس الجمهورية الموقر لا يعلم ان النقد الاجنبي ليس ''بلف'' يتم فتحه فينساب مدراراً و تارة اخري يتم اغلاق هذا البلف متي ما تكدر مزاج سيادته .وهل يعلم سيادته انه ذات نفسه و لا حتي وزارة ماليته و بنكها المركزي لا يملكون ضراً ولا نفعاً لهذا المسمي عملة صعبة ؟ من اين له بالتوجيه وهو يفقه في الاقتصاد الكلي و الناتج القومي كعلم راعي الضأن في الخلاء بتقنية النانو. عفواً سيدي الرئيس فتوجيهك توجيه من لا يفقه لمن لا يستطيع. فهذا النقد الاجنبي خفضه يحتاج الي قرار سياسي قبل ان يكون قراراً اقتصادياً . و قبل كل ذلك يحتاج الي توفر ارادة سياسية لاستصدار مثل هذه القرارات ومن الواضح ان البشير و حكومته يفتقدون الارادة السياسية لانهم مقيدون باوزار الفساد و المحسوبية و الخراب الذي يقتاتون منه علي حساب كرامة المواطن السوداني و حقه الاصيل في العيش الكريم وعلي حساب تمتع ابناء هذا الوطن بخدمات صحية جيدة و تعليم مجاني و مياه شرب نقية و كهرباء مستقرة و هواء نقي من الاوساخ و القاذورات التي تنبعث منها الروائح الكريهة. خفض النقد الاجنبي لا يكون باصدار التوجيهات و اجبار الصحف اليومية بتدبيج المقالات و المانشيتات التي تبث الطمأنينة الكاذبة و تخدع المواطن البسيط بمستقبل معيشي زاهر و الحقيقة ان المستقبل اشد سواداً من سريرة رؤساء تحرير هذه الصحف التي تأتمر بأمرة الاجهزة الامنية. خفض النقد الاجنبي يتطلب قراراً سياسياً باعادة ماكينة الانتاج و استصلاح الارض للزراعة ووقف مهنة السمسرة في الاستثمار الممارس من قبل الوزراء و المنتفعين فاقدي المؤهل الوظيفي والاخلاقي. خفض النقد الاجنبي يكون بضرب بؤر الفساد ابتداءاً من القصر الرئاسي و اقرباء المنتسبين للقصر و عاطلي الموهبة و كف يدهم عن العبث بمقدرات و ثروات البلاد. لا نحتاج الي توجيهات و انما نحتاج الي خطط تنموية حقيقية و ارادة سياسية لا تتوفر لدي حكومة المؤتمر الوطني فلتذهب غير مأسوف عليها لانها اخر من يحرص علي خدمة المواطن السوداني.#رسائل المقاومة#
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اتركوا سماسرة العملة مع العابثين (Re: فرح الطاهر ابو روضة)
|
الدخول | النسخة الكاملة
■ الرئيسية ■ الأخبار ■ المقالات ■ الفيديو ■ زواج ■ وظائف ■ الطب البديل ■ العقارات ■ المنتديات ■ إتصل بنا
اقتصاد وأعمال 27 صفر 1439 هـ - 2017/11/16 - 6:11 م الجنيه السوداني يتهاوى بنحو غير مسبوق أمام الدولار ويصل 27,3
شارك الموضوع : FacebookWhatsAppTwitterGoogle+Share تهاوى الجنيه السوداني أمام الدولار على نحو غير مسبوق، الخميس، وبلغ 28 جنيها في السوق الموازي بزيادة أكثر من ثلاثة جنيهات خلال أربعة أيام فقط. وأبلغ مسؤول رفيع بإحدى شركات الخرطوم الكبيرة التي تعمل في المعدات الكهربائية (سودان تربيون) الخميس ـ رافضاً ذكر اسمه ـ بان الشركة أوقفت البيع تماماً اعتباراً من صباح الخميس خوفاً من التعرض لخسائر. وقال ” زيادة الدولار مقابل الجنيه غير مسبوقة، وأصبح يزيد على رأس الساعة”، وتابع ” في العادة الشركة كانت تضع هامش جنيهين كزيادة في سعر الدولار تحسباً لارتفاع الدولار، لكن وتيرة الزيادات تجاوزت كل ذلك”. وأشار الى ان رئيس مجلس إدارة الشركة، عمم على كل فروعها صباح الخميس قراراً بإيقاف جميع عمليات البيع، وقال” جميع منتجات الشركة تستورد من الخارج ولن تستطيع التحكم في الاسعار مما قد يؤدي لخسائر ضخمة تؤثر على موقف الشركة المالى”. وأفادت متابعات سودان تربيون بتوقف عمليات البيع في السوق الرئيسي لمنتجات الأسمنت والحديد بالسجانة في الخرطوم بعد الارتفاع المتزايد في الجنيه مقابل الدولار. وعزا تجار في السوق الموازي تحدثوا لـ (سودان تربيون) الارتفاع الكبير في العملات الأجنبية خاصة الدولار الى دخول شركات كبيرة في صفقات بالخارج. وتحتاج هذه الشركات وفقا للتجار الى العملة الأجنبية بينما لا يملك بنك السودان اي احتياطات لتوفيرها. وقال أحد التجار لـ (سودان تربيون) إنه ظل يعمل منذ عشرين عاماً بالسوق الموازي وطيلة هذه الفترة لم يشهد ارتفاعا بهذه الوتيرة. وتابع ” اليوم الخميس بدأنا الشراء في العاشرة صباحاً بمبلغ 25,5 جنيه، وفى الثالثة ظهراً، ارتفع الى 27 جنيهاً للبيع و27,3 جنيه للشراء”. وتوقع ان يواصل الدولار “صعوده الجنوني مقابل الجنيه، ويبلغ 30 جنيهاً قبل نهاية الأسبوع القادم”، منوهاً الى وجود سعر ثاني اليوم الخميس للشركات الكبيرة التي تشتري مبالغ تفوق 100 ألف دولار الى 28 جنيهاً. وأكدت مصادر متطابقة في السوق الموازي أن عمليات البيع العادية في السوق الموازي سجلت 28.2 جنيها للدولار بعد الثالثة ظهرا. ويوم الإثنين حذر وزير الزراعة الأسبق عبد الحليم المتعافي لدي حديثه في ورشة عمل من إمكانية ان يصل الدولار الى 30 جنيهاً إذا سارت الأمور بهذه الوتيرة. وتتفاقم أزمة ارتفاع أسعار الدولار في مقابل العملة المحلية، مع عدم تمكن الصادرات السودانية من احتلال �
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اتركوا سماسرة العملة مع العابثين (Re: فرح الطاهر ابو روضة)
|
*جذور ازمة الدولار (2)* *عصام جبرالله* لفهم السياسات الاقتصاديه للسلطه و فهم طبيعة القوي الاجتماعيه خلفها يلزم فهم بدايات تكوينها و التحولات التي حدثت لها. و كذلك للاجابه علي أسئله شائعه من شاكلة لماذا و كيف حدث هذ "الفشل والاخطاء" الاقتصاديه للانقاذ و هي تملك حبراء و علماء في الاقتصاد يعلمون عن ظهر قلب ان تدهور الانتاج سيقود لهذه النتائج و هي بديهيه يعلمها اي برلوم اقتصاد و اي شخص متوسط الاطلاع. و كيف و لماذا شاع و هيمن ما يعرف بالفساد في و من تنظيم روج لسمعته بأنههت ترتبط بقيم السماء. و سؤال ماهي الطفيليه التي تستخدمها تيارات اليسار و الحزب الشيوعي تحديدا و هل هي مفهوم اقتصادي خلفه تفسير محدد محدد ام هي مجرد وصف سياسي له حموله اخلاقيه؟ حتي منتصف السبعينات كان تنظيم الاخوان المسلمين بتسمياته المختلفه تنظيم يضم و يعبر عن متعلمي الطبقه الوسطي المدينيه، وجوده بشكل رئيسي في المدن و المدارس و مؤسسات التعليم العالي، منذ بواكير تأسيسها كان هناك صراع متواصل بين تيار تقليدي محافظ يري التركيز علي التربيه والدعوة مقابل تيار يري اولوية السياسة و التغيير بالسلطان، مع صعود الترابي المتواصل منذ الستينات و توسع نفوذه الفكري و السياسي تواصل الشقاق بين التيارين في السبعينات و وصل قمته بالمصالحه الوطنيه مع نظام مايو في عام 1977 " ويري المتابعون في هذا التطور انتصاراً للتيار السياسي-الحركي والبراجماتي علي حساب التوجه التربوي-الفكري. والذي كان يرى الدعوة والتربية أولاً، ثم يأتي الصراع حول السلطة السياسية، وقيام الدولة الإسلامية عقب هذا الخيار، ظهر تياران داخل الحركة الإسلامية، كانا خلف كل الاختلافات والمراجعات: التربية والدعوة مقابل السياسة وصراع السياسي. فقد ولج (الترابي) وتياره في لحركة الإسلامية السودانية، العمل السياسي مبكراً وبقوة. يفتح (الترابي) الباب واسعاً أمام البراجماتية واللجوء إلى التجربة والخطأ، والابتعاد عن التنظير والتقعيد والتفكير. فهو يستهجن دعوات الاجتهاد والدراسة والبحث، حين يكتب:-". . . كذلك لا مجال في سياق دين التوحيد للمراء البعيد في خيار تقديم التربية الأخلاقية الاجتماعية بسياسة الإصلاح التنفيذي المباشر بقوة السلطان، متى تمكنت حركة الإسلام. أما أكثر الذين ينادون بالتربية دون القانون بحجة التمهيد والتوفيق فإنما يريدون تجريد حافز القرآن من الاستنفار بوازع السلطان وعزل الدين عن الحكم، ولا خير في تربية مزعومة تعطل الحكم بما أنزل الله. " (نظرات في الفقه السياسي، ص56) وكان (الترابي) يرى ضرورة التطبيق الكامل للإسلام أي عدم تعطيل الشرع حتى تكتمل بعض جوانب النقص في أخلاق وتربية المجتمع. " د. حيدر ابراهيم - بين المراجعه و التراجع : الاسلامويون السودانيون - ابريل 2014. اذا و برؤيه واضحه وضع الترابي و تياره المنتصر نصب عينيه هدف الوصول للسلطه بكل الوسائل بما فيها التحالف مع ديكتاتوريه ليست حتي اسلاميه، و كانت اولوياته هي خلق الاله التنظيميه و السياسيه التي تقود لهذا الهدف، و بالفعل في ظل حرية العمل التي منحها لهم نظام نميري استطاع الاخوان المسلمون بناء منظومه سياسيه اقتصاديه واسعه و قويه و عالية الفعاليه. يهمنا هنا الجانب الاقتصادي في الامر و التوجه - اضافه لتوجهات فكريه براقماتيه اخري - ربما كان التوج الاخطر في تاريخ حركة الاخوان المسلمين و الذي سيقود لاحقا لصناعة الوحش الذي سيلتهم التنظيم و شيخه و قيادته التاريخيه و يعصف بكل تجربتها. من ضمن التوجهات التي قادها الترابي و تياره هو التوجه نحو خلق قوه اقتصاديه للتنظيم ليستطيع من ناحيه مقابلة المهام الضخمه و الرؤي التي تتعلق بشكل رئيسي بالوصول للسلطه السياسيه، و من ناحيه اخري تقديم نماذج اقتصاديه اسلاميه اضافه لتغيير الصوره النمطيه الشائعه عن الاسلامي المتقشف الزاهد في متاع الدنيا و متعها التي رسختها الصوفيه في السودان بل و حتي التيار الآخر في جماعة الاخوان المسلمين تيار الصادق عبدالله عبدالماجد، كل هذا كان في اطار تصور الترابي و تياره عن بناء تنظيم اسلامي حديث و عصري. المدخل الرئيسي المعروف و المثبت لبداية ولوج التنظيم بشكل واسع هو عبر بوابة مؤسسات المال بنوك و مؤسسات ماليه سعوديه،(اي ابتدار النشاط الاقتصادي المنظم للحركه عبر قطاع المال و المصارف) لا يوجد بطرفي ما يثبت ان كان هذا تخطيط و ترتيب من التنظيم ام انها مجموعة صدف مع الوجود الكثيف لعضويته حينها في الخليج عامة و السعوديه تحديدا، و العلاقات الوطيده التي تربط قيادات مثل عبدالرحيم حمدي و آخرون لا يقلون عنه نفوذ مالي و تنظيمي حتي اليوم بمؤسسات ماليه مثل دله البركه او مجموعة صالح الكامل و ان كنت اميل الي فرضية ان هذا التقرب و الاختراق للمؤسسات الماليه الخليجيه كان عمل مرتب و مخطط مثله مثل اختراقات علي مستويات اخري لهذه الدول و المجتمعات ليس فقط من قبل تنظيم السودان لكن هذا مبحث آخر، بالطبع كانت عضويه اخري تعمل في قطاعات اقتصاديه اخري بنجاح لكن الاختراق الرئيسي للتنظيم تحقق عبر بوابة القطاع المالي المصرفي. نتيجة هذا التوجه و التخطيط تحققت في السودان في تأسيس البنوك الاسلاميه مثل بنك فيصل و بنك البركه و لاحقا بنك الشمال، و تجلت في القدرات و الموارد الماليه الهائله التي يعرفها كل من مارس نشاط سياسي في الجامعات داخل و خارج السودان حينها لان التنظيم الام كان "محلول" و لا يوجد رسميا حسب التواطؤ القائم بينهم و بين نظام نميري. ايضا مظاهر النعمه البائنه علي قيادات و عناصر التنظيم من قاعدته لقيادته. نترك توصيف هذه الفتره لاحد من صنعوها و عايشوها عن قرب حتي تكتمل الصوره، كتب د. التجاني عبدالقادر مقالات بعنوان "الرأسماليون الاسلاميون: ماذا يفعلون في الحركه الاسلاميه" اقتطف منها اجزاء مع ان كل المقالات جديره بالقراءه ..رابط المقال في اول تعليق
" ولما كان الشىء بالشىء يذكر، فقد كتب صديقنا عبد المحمود الكرنكى،الصحفى والملحق الإعلامى السابق بلندن، كتب ذات مرة فى أوائل الثمانينات مقالا لصحيفة الأيام تعرض فيه بالنقد لممارسات بعض "أخواننا" العاملين فى بنك فيصل الإسلامى. كانت رئاسة الصحيفة قد أوكلت آنذاك، ابان ما عرف بالمصالحة الوطنية، الى الأستاذ يسين عمر الإمام. وقبل أن ينشر الموضوع وصل بصورة ما الى الدكتور الترابى، فلم يعجبه وطلب من الكرنكى أن يعرض عن نشره، على أن يبلغ فحواه الى "أخوانه" فى البنك على سبيل النصيحة. قال له الكرنكى: لن أنشر الموضوع احتراما لرأيك، ولكنى لن أتقدم بأية نصيحة لأحد. ولما سأله الترابى عن سبب ذلك، قال له: هب أنى تقدمت اليهم بنصيحة، ثم تقدم اليهم "الأخ" الطيب النص بنصيحة أخرى، فبأى النصيحتين يأخذون؟ وكان الطيب النص آنذاك من التجار/المستثمرين الكبار الذين يحبهم مديرو البنوك، ويطيلون معهم الجلوس، ويولونهم إهتماما لا يولون معشاره لأقوال الصحف والصحفيين، خاصة الفقراء منهم. وقد أحس الكرنكى بذلك وأدرك أولا أن بعض "أخواننا" قد داخلهم "شىء ما" أفقدهم القدرة على تذوق النصيحة "الناعمة" والموعظة الحسنة، كما أدرك ثانيا أن العلاقة بين التنظيم والسوق، والتى يمثل(اكس) "همزة الوصل" فيها، قد بلغت من القوة مبلغا لا تجدى معه المواعظ الأخوية والنقد السرى. والسيد (اكس) ليس هو التاجر المجرد، وانما هو تاجر"إسلامى"، وهو حينما يذهب الى موظفى البنك "الاسلامى"، أو الى العاملين فى مرافق الدولة لا يذهب كما يذهب عامة التجار وانما يذهب ومعه هالة التنظيم، ليتوصل الى مصالحه الخاصة، وهذا هو مربط الفرس وبيت القصيد، أى أن "المصالح الخاصة" التى تتخذ لها غطاء من "التنظيم" هى محل الإشكال وموضع النظر فى هذا المقال. والسؤال هنا: كيف بدأت العلاقة بين التنظيم والسوق؟ وفى أى اتجاه تطورت، والى أى شىء يتوقع لها أن تقودنا؟"
رابط المقال http://sudaneseonline.com/board/60/msg/الرأسماليون-الإسلاميون----------------------------------د.تجاني-عبدال...مد-1165729474.html
*اقتباس آخر مهم يلقي ضوء علي الافكار خلف توجه التنظيم ،* سنحتاجه لاحقا في تحليل ما حدث " أظن أن بداية هذه العلاقة تعود الى فكرتين بسيطتين احداهما صحيحة والأخرى خاطئة. أما الفكرة الأولى الصحيحة فهى أن اصلاح المجتمع السودانى أو اعادة بنائه على قواعد الاسلام وهديه(وذلك هو الهدف الأساسى للتنظيم) يستلزم تجديدا فى الفكر الاسلامى ذاته، تتمخض من خلاله رؤية تحريرية-تنموية، يتوسل بها لانتزاع الإنسان السودانى من براثن الجهل والمرض والفاقة، وذلك من خلال بناء نماذج فى التنظيم والقيادة، ونماذج فى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية تكون كل واحدة منها "بؤرة إشعاع" يلتقى فيه الهدى الدينى، والعرف الإجتماعى، والخبرة التقنية،والقيادة الرشيدة. ولكن العمليات البنائية هذه لا تكتمل إلا بتنظيم دقيق ومال وفير، فهما وسيلتان أساسيتان من وسائل التحرر والنهضة الإجتماعية الإسلامية، ولكن لا ينبغى للوسيلة "التنظيم" أن تتحول الى هدف، كما لا ينبغى أن تكون للعاملين على تحقيق هذه الوسائل "أجندة خاصة"، كأن يتحولوا هم الى أغنياء ثم يتركوا التنظيم والمجتمع فى قارعة الطريق. أما الفكرة الثانية الخاطئة فهى أن "التنظيم" لا يكون قويا الا اذا صار غنيا، ولن يكون التنظيم غنيا فى ذاته وانما يكون كذلك اذا استطاع أن يأخذ بعض المنتسبين اليه "فيصنع" منهم أغنياء، بأن يضعهم على قمة المؤسسات الإقتصادية:مديرون لبنوك، ورؤساء لمجالس الإدارات والشركات، ومستشارون قانونيون، وفقهاء شرعيون ملحقون بالبنوك، فيصير هؤلاء أغنياء ليس عن طريق الرواتب الكبيرة والمخصصات السخية فحسب وانما عن طريق السلفيات طويلة الأجل، والقروض الميسرة، والمعلومات الكاشفة لأوضاع السوق ولفرص الإستثمار. هذه الرؤية الخاطئة لم أستطع أن أتحقق من مصدرها بعد، ولكنى أذكرها لأنها صارت رؤية سائدة وذات جاذبية كبرى، وكان من نتائجها أن تولد لدينا "مكتب التجار"، ليكون بمثابة الأصابع التنظيمية فى السوق، ثم تحولت "إشتراكاتنا" الصغيرة الى شركات(كيف؟ لا أدرى)، ثم صارت كل شركة صغيرة تكبر حتى تلد شركة أخرى، ولما لوحظ أن عددا كبيرا من العضوية الإسلامية ميسورة الحال يوجد فى السعودية وفى دول الخليج الأخرى، أنشأ "مكتب المغتربين"، ليقوم بجمع الاشتراكات، ثم تحولت وظيفته بصورة متدرجة الى ما يشبه الوساطة التجارية والوكالة والإستثمار. ولما لوحظ تكرر المجاعات والكوارث فى السودان، أنشئت أعداد من المنظمات الخيرية التى تهتم بالعون الإنسانى، ولكنها تركت لأصحاب العقلية الرأسمالية التوسعية، فصار القائمون عليها فى كثير من الأحيان ينحدرون من الشريحة التجارية ذاتها؛ الشريحة التى تتخندق فى البنوك والشركات والمكاتب التجارية"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اتركوا سماسرة العملة مع العابثين (Re: فرح الطاهر ابو روضة)
|
*جذور ازمة الدولار (2)* *عصام جبرالله* لفهم السياسات الاقتصاديه للسلطه و فهم طبيعة القوي الاجتماعيه خلفها يلزم فهم بدايات تكوينها و التحولات التي حدثت لها. و كذلك للاجابه علي أسئله شائعه من شاكلة لماذا و كيف حدث هذ "الفشل والاخطاء" الاقتصاديه للانقاذ و هي تملك حبراء و علماء في الاقتصاد يعلمون عن ظهر قلب ان تدهور الانتاج سيقود لهذه النتائج و هي بديهيه يعلمها اي برلوم اقتصاد و اي شخص متوسط الاطلاع. و كيف و لماذا شاع و هيمن ما يعرف بالفساد في و من تنظيم روج لسمعته بأنههت ترتبط بقيم السماء. و سؤال ماهي الطفيليه التي تستخدمها تيارات اليسار و الحزب الشيوعي تحديدا و هل هي مفهوم اقتصادي خلفه تفسير محدد محدد ام هي مجرد وصف سياسي له حموله اخلاقيه؟ حتي منتصف السبعينات كان تنظيم الاخوان المسلمين بتسمياته المختلفه تنظيم يضم و يعبر عن متعلمي الطبقه الوسطي المدينيه، وجوده بشكل رئيسي في المدن و المدارس و مؤسسات التعليم العالي، منذ بواكير تأسيسها كان هناك صراع متواصل بين تيار تقليدي محافظ يري التركيز علي التربيه والدعوة مقابل تيار يري اولوية السياسة و التغيير بالسلطان، مع صعود الترابي المتواصل منذ الستينات و توسع نفوذه الفكري و السياسي تواصل الشقاق بين التيارين في السبعينات و وصل قمته بالمصالحه الوطنيه مع نظام مايو في عام 1977 " ويري المتابعون في هذا التطور انتصاراً للتيار السياسي-الحركي والبراجماتي علي حساب التوجه التربوي-الفكري. والذي كان يرى الدعوة والتربية أولاً، ثم يأتي الصراع حول السلطة السياسية، وقيام الدولة الإسلامية عقب هذا الخيار، ظهر تياران داخل الحركة الإسلامية، كانا خلف كل الاختلافات والمراجعات: التربية والدعوة مقابل السياسة وصراع السياسي. فقد ولج (الترابي) وتياره في لحركة الإسلامية السودانية، العمل السياسي مبكراً وبقوة. يفتح (الترابي) الباب واسعاً أمام البراجماتية واللجوء إلى التجربة والخطأ، والابتعاد عن التنظير والتقعيد والتفكير. فهو يستهجن دعوات الاجتهاد والدراسة والبحث، حين يكتب:-". . . كذلك لا مجال في سياق دين التوحيد للمراء البعيد في خيار تقديم التربية الأخلاقية الاجتماعية بسياسة الإصلاح التنفيذي المباشر بقوة السلطان، متى تمكنت حركة الإسلام. أما أكثر الذين ينادون بالتربية دون القانون بحجة التمهيد والتوفيق فإنما يريدون تجريد حافز القرآن من الاستنفار بوازع السلطان وعزل الدين عن الحكم، ولا خير في تربية مزعومة تعطل الحكم بما أنزل الله. " (نظرات في الفقه السياسي، ص56) وكان (الترابي) يرى ضرورة التطبيق الكامل للإسلام أي عدم تعطيل الشرع حتى تكتمل بعض جوانب النقص في أخلاق وتربية المجتمع. " د. حيدر ابراهيم - بين المراجعه و التراجع : الاسلامويون السودانيون - ابريل 2014. اذا و برؤيه واضحه وضع الترابي و تياره المنتصر نصب عينيه هدف الوصول للسلطه بكل الوسائل بما فيها التحالف مع ديكتاتوريه ليست حتي اسلاميه، و كانت اولوياته هي خلق الاله التنظيميه و السياسيه التي تقود لهذا الهدف، و بالفعل في ظل حرية العمل التي منحها لهم نظام نميري استطاع الاخوان المسلمون بناء منظومه سياسيه اقتصاديه واسعه و قويه و عالية الفعاليه. يهمنا هنا الجانب الاقتصادي في الامر و التوجه - اضافه لتوجهات فكريه براقماتيه اخري - ربما كان التوج الاخطر في تاريخ حركة الاخوان المسلمين و الذي سيقود لاحقا لصناعة الوحش الذي سيلتهم التنظيم و شيخه و قيادته التاريخيه و يعصف بكل تجربتها. من ضمن التوجهات التي قادها الترابي و تياره هو التوجه نحو خلق قوه اقتصاديه للتنظيم ليستطيع من ناحيه مقابلة المهام الضخمه و الرؤي التي تتعلق بشكل رئيسي بالوصول للسلطه السياسيه، و من ناحيه اخري تقديم نماذج اقتصاديه اسلاميه اضافه لتغيير الصوره النمطيه الشائعه عن الاسلامي المتقشف الزاهد في متاع الدنيا و متعها التي رسختها الصوفيه في السودان بل و حتي التيار الآخر في جماعة الاخوان المسلمين تيار الصادق عبدالله عبدالماجد، كل هذا كان في اطار تصور الترابي و تياره عن بناء تنظيم اسلامي حديث و عصري. المدخل الرئيسي المعروف و المثبت لبداية ولوج التنظيم بشكل واسع هو عبر بوابة مؤسسات المال بنوك و مؤسسات ماليه سعوديه،(اي ابتدار النشاط الاقتصادي المنظم للحركه عبر قطاع المال و المصارف) لا يوجد بطرفي ما يثبت ان كان هذا تخطيط و ترتيب من التنظيم ام انها مجموعة صدف مع الوجود الكثيف لعضويته حينها في الخليج عامة و السعوديه تحديدا، و العلاقات الوطيده التي تربط قيادات مثل عبدالرحيم حمدي و آخرون لا يقلون عنه نفوذ مالي و تنظيمي حتي اليوم بمؤسسات ماليه مثل دله البركه او مجموعة صالح الكامل و ان كنت اميل الي فرضية ان هذا التقرب و الاختراق للمؤسسات الماليه الخليجيه كان عمل مرتب و مخطط مثله مثل اختراقات علي مستويات اخري لهذه الدول و المجتمعات ليس فقط من قبل تنظيم السودان لكن هذا مبحث آخر، بالطبع كانت عضويه اخري تعمل في قطاعات اقتصاديه اخري بنجاح لكن الاختراق الرئيسي للتنظيم تحقق عبر بوابة القطاع المالي المصرفي. نتيجة هذا التوجه و التخطيط تحققت في السودان في تأسيس البنوك الاسلاميه مثل بنك فيصل و بنك البركه و لاحقا بنك الشمال، و تجلت في القدرات و الموارد الماليه الهائله التي يعرفها كل من مارس نشاط سياسي في الجامعات داخل و خارج السودان حينها لان التنظيم الام كان "محلول" و لا يوجد رسميا حسب التواطؤ القائم بينهم و بين نظام نميري. ايضا مظاهر النعمه البائنه علي قيادات و عناصر التنظيم من قاعدته لقيادته. نترك توصيف هذه الفتره لاحد من صنعوها و عايشوها عن قرب حتي تكتمل الصوره، كتب د. التجاني عبدالقادر مقالات بعنوان "الرأسماليون الاسلاميون: ماذا يفعلون في الحركه الاسلاميه" اقتطف منها اجزاء مع ان كل المقالات جديره بالقراءه ..رابط المقال في اول تعليق
" ولما كان الشىء بالشىء يذكر، فقد كتب صديقنا عبد المحمود الكرنكى،الصحفى والملحق الإعلامى السابق بلندن، كتب ذات مرة فى أوائل الثمانينات مقالا لصحيفة الأيام تعرض فيه بالنقد لممارسات بعض "أخواننا" العاملين فى بنك فيصل الإسلامى. كانت رئاسة الصحيفة قد أوكلت آنذاك، ابان ما عرف بالمصالحة الوطنية، الى الأستاذ يسين عمر الإمام. وقبل أن ينشر الموضوع وصل بصورة ما الى الدكتور الترابى، فلم يعجبه وطلب من الكرنكى أن يعرض عن نشره، على أن يبلغ فحواه الى "أخوانه" فى البنك على سبيل النصيحة. قال له الكرنكى: لن أنشر الموضوع احتراما لرأيك، ولكنى لن أتقدم بأية نصيحة لأحد. ولما سأله الترابى عن سبب ذلك، قال له: هب أنى تقدمت اليهم بنصيحة، ثم تقدم اليهم "الأخ" الطيب النص بنصيحة أخرى، فبأى النصيحتين يأخذون؟ وكان الطيب النص آنذاك من التجار/المستثمرين الكبار الذين يحبهم مديرو البنوك، ويطيلون معهم الجلوس، ويولونهم إهتماما لا يولون معشاره لأقوال الصحف والصحفيين، خاصة الفقراء منهم. وقد أحس الكرنكى بذلك وأدرك أولا أن بعض "أخواننا" قد داخلهم "شىء ما" أفقدهم القدرة على تذوق النصيحة "الناعمة" والموعظة الحسنة، كما أدرك ثانيا أن العلاقة بين التنظيم والسوق، والتى يمثل(اكس) "همزة الوصل" فيها، قد بلغت من القوة مبلغا لا تجدى معه المواعظ الأخوية والنقد السرى. والسيد (اكس) ليس هو التاجر المجرد، وانما هو تاجر"إسلامى"، وهو حينما يذهب الى موظفى البنك "الاسلامى"، أو الى العاملين فى مرافق الدولة لا يذهب كما يذهب عامة التجار وانما يذهب ومعه هالة التنظيم، ليتوصل الى مصالحه الخاصة، وهذا هو مربط الفرس وبيت القصيد، أى أن "المصالح الخاصة" التى تتخذ لها غطاء من "التنظيم" هى محل الإشكال وموضع النظر فى هذا المقال. والسؤال هنا: كيف بدأت العلاقة بين التنظيم والسوق؟ وفى أى اتجاه تطورت، والى أى شىء يتوقع لها أن تقودنا؟"
رابط المقال http://sudaneseonline.com/board/60/msg/الرأسماليون-الإسلاميون----------------------------------د.تجاني-عبدال...مد-1165729474.html
*اقتباس آخر مهم يلقي ضوء علي الافكار خلف توجه التنظيم ،* سنحتاجه لاحقا في تحليل ما حدث " أظن أن بداية هذه العلاقة تعود الى فكرتين بسيطتين احداهما صحيحة والأخرى خاطئة. أما الفكرة الأولى الصحيحة فهى أن اصلاح المجتمع السودانى أو اعادة بنائه على قواعد الاسلام وهديه(وذلك هو الهدف الأساسى للتنظيم) يستلزم تجديدا فى الفكر الاسلامى ذاته، تتمخض من خلاله رؤية تحريرية-تنموية، يتوسل بها لانتزاع الإنسان السودانى من براثن الجهل والمرض والفاقة، وذلك من خلال بناء نماذج فى التنظيم والقيادة، ونماذج فى المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية تكون كل واحدة منها "بؤرة إشعاع" يلتقى فيه الهدى الدينى، والعرف الإجتماعى، والخبرة التقنية،والقيادة الرشيدة. ولكن العمليات البنائية هذه لا تكتمل إلا بتنظيم دقيق ومال وفير، فهما وسيلتان أساسيتان من وسائل التحرر والنهضة الإجتماعية الإسلامية، ولكن لا ينبغى للوسيلة "التنظيم" أن تتحول الى هدف، كما لا ينبغى أن تكون للعاملين على تحقيق هذه الوسائل "أجندة خاصة"، كأن يتحولوا هم الى أغنياء ثم يتركوا التنظيم والمجتمع فى قارعة الطريق. أما الفكرة الثانية الخاطئة فهى أن "التنظيم" لا يكون قويا الا اذا صار غنيا، ولن يكون التنظيم غنيا فى ذاته وانما يكون كذلك اذا استطاع أن يأخذ بعض المنتسبين اليه "فيصنع" منهم أغنياء، بأن يضعهم على قمة المؤسسات الإقتصادية:مديرون لبنوك، ورؤساء لمجالس الإدارات والشركات، ومستشارون قانونيون، وفقهاء شرعيون ملحقون بالبنوك، فيصير هؤلاء أغنياء ليس عن طريق الرواتب الكبيرة والمخصصات السخية فحسب وانما عن طريق السلفيات طويلة الأجل، والقروض الميسرة، والمعلومات الكاشفة لأوضاع السوق ولفرص الإستثمار. هذه الرؤية الخاطئة لم أستطع أن أتحقق من مصدرها بعد، ولكنى أذكرها لأنها صارت رؤية سائدة وذات جاذبية كبرى، وكان من نتائجها أن تولد لدينا "مكتب التجار"، ليكون بمثابة الأصابع التنظيمية فى السوق، ثم تحولت "إشتراكاتنا" الصغيرة الى شركات(كيف؟ لا أدرى)، ثم صارت كل شركة صغيرة تكبر حتى تلد شركة أخرى، ولما لوحظ أن عددا كبيرا من العضوية الإسلامية ميسورة الحال يوجد فى السعودية وفى دول الخليج الأخرى، أنشأ "مكتب المغتربين"، ليقوم بجمع الاشتراكات، ثم تحولت وظيفته بصورة متدرجة الى ما يشبه الوساطة التجارية والوكالة والإستثمار. ولما لوحظ تكرر المجاعات والكوارث فى السودان، أنشئت أعداد من المنظمات الخيرية التى تهتم بالعون الإنسانى، ولكنها تركت لأصحاب العقلية الرأسمالية التوسعية، فصار القائمون عليها فى كثير من الأحيان ينحدرون من الشريحة التجارية ذاتها؛ الشريحة التى تتخندق فى البنوك والشركات والمكاتب التجارية"
| |
|
|
|
|
|
|
|