أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 09:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-06-2018, 04:12 PM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير

    03:12 PM March, 06 2018

    سودانيز اون لاين
    عمر دفع الله-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    https://www.0zz0.com

    أنا عربي وبدون أي لكن

    لا تريدون من أي أحد في بلادي أن يقول إنه عربي؟ أقول لكم يقول كثر في بلادي أنهم عرب. ولكن دعوا شخصي الضعيف
    يشرح لكم قليلا، كيف ولماذا، أنا عربي ما رأيكم؟ أنا ابن النهر الخالد ودجلة والفرات وبرقة وعمان وطرابلس و الخرطوم
    والدار البيضاء وكل المدن السودانية والعربية، ما رأيكم؟ هل تريدون أن تفحصوا حمضي النووي وقبل أن تاتوا لفحص الحمض
    النووي دعوني أساعدكم قليلا لأسألكم هل تريدون معرفة قبيلتي في السودان؟ والدي من أب دنقلاوي وأم محسية أذن والدي دنقلاوي
    أذا أنا دنقلاوي بالرغم أن والدتي تنتمي لقبيلة أخرى؟ أذا أنا أعتبر نفسي من أحفاد بعنخي بشكل أو بآخر، وأكثر من ذلك تربط
    جدودي الصلات بمحمد احمد المهدي وقد طحنت غالبيتهم حروب المهدية لاسيما كرري مع خليفته التعايشي، ولأننا لم نتعود الحديث
    عن قبائلنا سيستغرب ذلك كثير ممن يعرفونني، أعتذر منهم جميعا. اكرر أنا عربي و أعتز باني عربي و ثقافتي والوعاء الذي
    يحويها هو اللغة العربية، ما هي المشكلة اذن هل يعني ذلك إنني تخليت عن قبيلتي؟
    --------------------------------------------------------------
    كما أستطيع أن اعبر بها عن نفسي والتي قرأت وعرفت من خلالها أجزاء مهمه من تاريخ العرب قبل وبعد الإسلام. بالإضافة إلى إنها
    ربطتني بالمنطقة العربية ومشاكلها وجعلتي أتطلع الي المساهمة في حلها وأدافع عنها، مدركا من هو عدوها، كما أؤمن بوحدتها من
    الخليج الى المحيط وبالمستوى الذي جعلني أشارك في الحرب العراقية الإيرانية لحماية بوابتها الشرقية وعمري حينها لم يتجاوز العشرين عاما
    وكان معي رفاقي من السودان وقابلت العراقيين والأردنيين والمصرين والتوانسة واليمنيين والمغاربة والارتريين والصوماليين وغيرهم من
    الجنسيات العربية الأخرى هناك ولم يسخر مني احد ولم يتهكم في لوني أو شكلي احد من هؤلاء الذين يعرفون المعنى النضالي الإنساني
    للعروبة، هؤلاء الذين يدافعون عن الامة العربية بأرواحهم هم فقط من اؤمن بأنهم يمثلون الامة العربية وقيمها الحقيقية، هؤلاء أصحاب
    المعاني النضالية والحضارية والإنسانية هم الذين يمكن أن استمد منهم عروبتي وليس من المتخلفين من العرب ومن غير العرب الذين ينظرون
    الى شكلي ولوني. ما هي المشكلة في انني عربي ولي قبيلة او عشيرة أيا كانت تلك القبيلة ومثلي مثل جميع الناس في السودان والمنطقة العربية كلها؟ أين هو التناقض؟
    -----------------------------------------------------------------

    ولله في خلقه شؤون .....................................

    قال كان قاعد يقاتل العدو الفارسى
    طيب ليه ما يمشى وقاتل العدو الحوثى
    مع مرتزقة البشير لحماية بوابة الاراضى المقدسة ؟




















                  

03-06-2018, 04:47 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: عمر دفع الله)

    حبيبنا الفنان عمر تحياتي ..
    عبارة من ( عندنا ) مدلولها أن الشخص من نوبة الشمال
    رغم هذا العمر إلا أنني لم أسمع أحداً من أهلنا إدعى العروبة
    لأن لغة التفاهم ( العامية ) سوف تكشفه من أول حرف
    أنا شخصياً من دواخلي ومثلي كثيرين لا نشعر بالعروبة
    لأننا نشعر أن لدينا تاريخ ولغة وجغرافيا خاصة .. رغم إختلاط الدماء العربية والنوبية
    لأن معظم دخول العرب كان من الشمال عبر مصر ولكن طغت الثقافة النوبية وأصبح هناك
    مصطلحين الاستنواب والاستعراب
    وكذلك عندما نستحضر شخصيات الاجداد والاباء والامهات والحبوبات
    كانت العبادة وخاصة الصلاة تمارس باللغة النوبية وقد أوردت في بوست سابق عن ذلك
    فالعرب لهم أساس وتاريخ في العالم .. واللغة العربية سوف تبقى إلى الابد طالما القرآن يردد في بقاع الارض
    حيث هناك مليار ونصف مسلم تقريباً ..
    وقد قرأت مرة بأن في أمريكا عندما تدفن النفايات النووية تكتب التحذيرات على الحاويات بالانجليزية والعربية
    وذلك بأن اللغة العربية سوف تبقى متداولة إلى النهاية .. وهي غير قابلة للانقراض
    شكراً عمر .. موضوع رائع ويحتاج إلى نقاش هاديء ..
                  

03-06-2018, 04:56 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: عمر دفع الله)
                  

03-06-2018, 04:57 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: عمر دفع الله)
                  

03-06-2018, 06:20 PM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    دا منو يا عمر ؟
    اغرب شي ان يكون هناك حزب بعث في السودان- بل اربعة احزاب في الحقيقة- يدعو لامة عربية واحدة حتى اليوم بعد انهار الدم السالت بسبب عربي وما عربي دي!
    لكن الاغرب هي ان حزب - أحزاب- البعث تنادي بوحدة الامة العربية كلها وهي التي فشلت في الحفاظ على وحدة الحزب.
                  

03-06-2018, 08:29 PM

جمال ود القوز
<aجمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: محمد البشرى الخضر)

    ايام الجامعة كان عندي سينير صاحبي دنقلاوي ..
    كثيرا ما كنا نتكلم مع بعض بالدنقلاوية ..
    وبجي أسألوا من بعض الكلمات ..
    لانه كان ضليع جدا في الانداندي ..
    فكنت بشاغله كتير وبجيب كثافته ..
    قائلا له زول دنقلاوي معتّق زيك كده ..
    بل ودنقلاوي أما وأبا ..
    زي مابيقول ولدي الصغير لمن يسألوهو ..
    تجي تملانا فقر بي حكاية أمة عربية واحدة ..
    ذات رسالة خالدة !!! .. فكان بيتضايق جدا ..
    من كلامي ده وبيتحسس منه وياخذ زمن مايكلمني ..
    لكن كان يسوقه الحنين لمحاورتي ..
    والجنس للجنس رحمة زي مابيقولوا ..


    البوست الوارد فيه الحتة دي ..
    مفتوح بالمنبر من ثلاثة أيام ووارد فيهو الكلام ده ..
    عمر دفع الله انت ممكن نبلع منك حكاية تكون بعثي ..
    مع انك ما بعثي لكن زول انداندي من إندنا ..
    يقول هو بعثي شينة منو والله .. خخخخخخ

                  

03-06-2018, 08:54 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: جمال ود القوز)


    الأخ عمر دفع الله ،
    كان بالأحرى أن تورد كل المقال وليس جزء منه حتي يتمكن الناس من الاطلاع عليه بكامله، عموما سأقوم بوضع المقال بكامله هنا حتى تكتمل الصورة والذي أقتطع شخصكم جزء صغير منه من بوست الهوية والعروبة والافريقية والعنصرية وسأعود لاحقا لأوضح بعض ألأمور كما إنني ٍسأضع أيضا المقال الذي اعتقد أنه دفعك لعمل هذا الكراكاتير والذي هو بعنوان المسكوت عنه الان في موضوع الهوية في السودان. فقط أريد أن أنبه هنا انني تناولت موضوع الحمض النووي في إحدي مداخلاتي وقبل الحديث عنه في المقال المذكور واعتقد انك لم تتطلع على تلك المداخلة.
    تحياتي لك وللأخوة المتداخلين

    أنا عربي وبدون أي لكن

    لا تريدون من أي أحد في بلادي أن يقول إنه عربي؟ أقول لكم يقول كثر في بلادي أنهم عرب. ولكن دعوا شخصي الضعيف يشرح لكم قليلا، كيف ولماذا، أنا عربي ما رأيكم؟ أنا ابن النهر الخالد ودجلة والفرات وبرقة وعمان وطرابلس و الخرطوم والدار البيضاء وكل المدن السودانية والعربية، ما رأيكم؟ هل تريدون أن تفحصوا حمضي النووي وقبل أن تاتوا لفحص الحمض النووي دعوني أساعدكم قليلا لأسألكم هل تريدون معرفة قبيلتي في السودان؟ والدي من أب دنقلاوي وأم محسية أذن والدي دنقلاوي أذا أنا دنقلاوي بالرغم أن والدتي تنتمي لقبيلة أخرى؟ أذا أنا أعتبر نفسي من أحفاد بعنخي بشكل أو بآخر، وأكثر من ذلك تربط جدودي الصلات بمحمد احمد المهدي وقد طحنت غالبيتهم حروب المهدية لاسيما كرري مع خليفته التعايشي، ولأننا لم نتعود الحديث عن قبائلنا سيستغرب ذلك كثير ممن يعرفونني، أعتذر منهم جميعا. اكرر أنا عربي و أعتز باني عربي و ثقافتي والوعاء الذي يحويها هو اللغة العربية، ما هي المشكلة اذن هل يعني ذلك إنني تخليت عن قبيلتي؟ انا اعتز بقبيلتي وتاريخها وحضارتها ولو وجدت فرصة لأتعلم لغة قبيلتي لأغوص في معرفة حضارة اجدادي العظماء المعروفون سأفعل ذلك لأنني عندما أتيحت لي الفرصة تعلمت ثلاث لغات اجنبية لا تربطني بشعوبها أي علاقة سوى علاقات الدراسة والسفر والاغتراب، ماهي المشكلة في أن اتعلم لغة اجدادي الى جانب لغتي الحالية العربية لغة القرآن التي أحبها؟ كما أستطيع أن اعبر بها عن نفسي والتي قرأت وعرفت من خلالها أجزاء مهمه من تاريخ العرب قبل وبعد الإسلام. بالإضافة إلى إنها ربطتني بالمنطقة العربية ومشاكلها وجعلتي أتطلع الي المساهمة في حلها وأدافع عنها، مدركا من هو عدوها، كما أؤمن بوحدتها من الخليج الى المحيط وبالمستوى الذي جعلني أشارك في الحرب العراقية الإيرانية لحماية بوابتها الشرقية وعمري حينها لم يتجاوز العشرين عاما وكان معي رفاقي من السودان وقابلت العراقيين والأردنيين والمصرين والتوانسة واليمنيين والمغاربة والارتريين والصوماليين وغيرهم من الجنسيات العربية الأخرى هناك ولم يسخر مني احد ولم يتهكم في لوني أو شكلي احد من هؤلاء الذين يعرفون المعنى النضالي الإنساني للعروبة، هؤلاء الذين يدافعون عن الامة العربية بأرواحهم هم فقط من اؤمن بأنهم يمثلون الامة العربية وقيمها الحقيقية، هؤلاء أصحاب المعاني النضالية والحضارية والإنسانية هم الذين يمكن أن استمد منهم عروبتي وليس من المتخلفين من العرب ومن غير العرب الذين ينظرون الى شكلي ولوني. ما هي المشكلة في انني عربي ولي قبيلة او عشيرة أيا كانت تلك القبيلة ومثلي مثل جميع الناس في السودان والمنطقة العربية كلها؟ أين هو التناقض؟ إذا سالت الافريقي الذي أتي اهله الى فرنسا قبل عشرات السنين وولد فيها ودرس وتعلم فيها وعاش فيها خمسين عاما فقط وربما لم يمكث في أفريقيا سوى أسابيع متقطعة يزور فيها من تبقى له من أهل، إذا سألته من أنت ماذا سيجيبك، بماذا ستكون أجابته وهو اسود اللون ولا يحتاج الى فحص حمضكم النووي لإثبات ما تريدون اثباته. ماذا ستكون اجابته اليس أنا فرنسيا وبلغة أفضل من لغة الكثير من فرنسيين آخرين مثلما ما هي لغتنا العربية التي هي أفضل من عرب آخرين؟ اترك هذا الافريقي الذي قضى خمسين عاما في فرنسا، فربما انه ما يزال يصنف نفسه غاني او سنغالي او غيره لأنه لم يتمكن من الاندماج في المجتمع الفرنسي بالشكل المطلوب للإجابة على السؤال من أنت واسأل أبنائه وبناته الذين ما يزالون سود اللون عن هويتهم ستجد الخبر اليقين عند سؤال الهوية. وإذا قال لذلك الشخص الافريقي في فرنسا شخص فرنسي أبيض أنت لست فرنسي، انت أفريقي أسود اللون، أرجع من حيث أتيت. ما هو تصنيف هذا الشخص حسب القوانين الاوربية التي تعرفونها؟ الا يحاكم بتهمة العنصرية والإساءة الى مواطنه؟ وكذلك ينطبق الامر على بريطانيا وامريكا ماذا يقول الناس الذين أتوا اليها من كل صوب؟ لماذا لم يصبحوا جميعهم هنود احمر؟ أنا افهم تماما أنه في بريطانيا وامريكا لا بد من تصنيف الناس انفسهم حسب أصولهم في الاستمارات التي يقومون بملئها لأي سبب من الأسباب كطلب الحصول على وظيفة او وثيقة او اعانة الخ... كأن تكتب انك ابيض او اسود او كاريبي او اسيوي او تقع ضمن تصنيفات أخرى بجانب انك امريكي بحيث تبرر تلك الدول هذه الممارسة بأهمية تلك التصنيفات للحصول على المعلومات حول أصول افراد المجتمع من اجل خلق حالة من التوازن داخل مؤسساته، وهو ما نعتقد أنه مجرد تبرير بينما الغرض من ذلك هو لتمكين إدارة المجتمع ومؤسساته وشركاته في السيطرة على افراده ولأسباب أخرى غير التي تبرر بها هذه الممارسة والدليل على ذلك ان مثل هذه الاستمارات غير موجودة في دول كثيرة أخرى في العالم بما فيها الدول الاوربية مثل المانيا وهولندا وغيرها. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن ما يصلح او ما تعود عليه الناس هنا ليس بالضرورة ان يصلح هناك وأقرب مثال على ما نقول هو محاولة الامريكان تطبيق هذا النموذج في العراق بعد احتلاله وهو الامر الذي رتب في النهاية نتائج كارثية على المجتمع. فعندما دخل الامريكان العراق ودمروا مؤسسات الدولة و وزاراتها، جاءوا بنفس تلك الاستمارات ليقوم الناس بملئها على نفس الشاكلة المتوفرة في أمريكا وأصبح المواطن العراقي مطالب بان يكتب ما إذا كان سني او شيعي او كردي او مسيحي الخ.... بجانب عراقيته، فماذا كانت النتيجة. انعدمت معايير الكفاءة التي كانت سائدة في الدولة العراقية السابقة وانتشرت الطائفية في الوزارات والجيش والشرطة وغيرها وأصبح الوزير واستنادا على المعلومات المتوفرة في هذه الاستمارات، ولأسباب أخرى أيضا يعين جميع الموظفين من طائفته أو قوميته ابتداء من وكيل الوزارة وحتى الفراش فأصبحت وزارات كاملة شيعية وأخرى سنية أو كردية الخ وشاع ما اسماه العراقيون بمبدأ المحاصصة الطائفية والقومية. والجدير بالذكر إن كل تلك الانتماءات الجانبية عندما تكتب في مثل هكذا استمارات لن تحل مشكلة، بل تزيد الأمور تعقيدا ويبدو لي انها مستخدمة الان في السودان بالشكل القبلي. ستجادلون كثيرا في موضوع الهوية وتقولون إن منطقي مقلوب فكيف تقارن المهاجر الافريقي المسكين الى فرنسا الدولة المتبلورة قوميتها في حين تطالبه بأن يتحول الى فرنسي وتطالبنا نحن اهل البلاد على تغيير هويتنا حسب المهاجرين العرب الذين أتوا الينا ولا تطالبهم هم أنفسهم بان يتحولوا الى افارقة يتكلمون لغاتنا ولهجاتنا، لأقول لكم لماذا لم يفرض عليهم اجدادنا لغتهم وثقافتهم حين أتوا في السابق، بينما العكس الذي حدث. أذهبوا إخرجوا جثثهم من باطن الأرض لتسألوهم لماذا لم تمنعوا انتشار اللغة والثقافة العربية في هذه المنطقة ولكن إن تقولوا إن هؤلاء المهاجرين مستعمرون فلابد انكم تلوون عنق الحقيقة، لأسألكم إذا كان المستعمر الحقيقي الفرنسي والذي اتى محملا بكل أسباب القوة المادية العسكرية ولم يأتي بأي رسالة سوى النهب الى افريقيا وحاول فرض لغته وثقافته بالقوة على الناس لم يستطع، فكيف تستطيع جماعات هاجرت الى افريقيا في الماضي وعلى دفعات ان تفرض ثقافتها بالقوة بينما يعجز الفرنسي؟ أقول إذا لم يكن الفيصل للحديث عن الهوية هو الشعور تعالوا نذهب لنطلع ونقرأ حول الثابت والمتحول في الهوية وارتباطه بالزمان والمكان وتطور اللغة والثقافات في المجتمع السوداني وأدعوكم للصبر معي قليلا لأقول أكثر من ذلك، أنا عربي وأنا سوداني واعتز باني سوداني ويمكن أن أضحٌي بالغالي والنفيس من اجل السودان ماهي المشكلة؟ وعروبتي هذه لا تلغى كوني سوداني، كما لا تلغي قبيلتي بالمعنى الإيجابي للقبيلة؟ ماهي المشكلة، ليس لدي مشكلة في ذلك اعتز وافتخر بكل هذه الانتماءات. ما هي المشكلة في كوني سوداني و اشعر بأنني أخ لجميع السودانيين من القبائل الأخرى ومن مختلف الديانات، مسلمون، مسيحيون، وثنيون وغيرهم من النسيج الاجتماعي المتعدد في السودان بلادي وفي الوقت نفسه فانا عربي تربطني لغتي العربية وثقافتي بمحيطي العربي الذي من حولي؟ ماهي المشكلة أن يكون هنالك مصريا فرعونيا او من أصل ارمني عربي رابطا مصيره بمصير الامة العربية أو عراقيا من أصل اشوري او أكدي عربي أو أن يكون لبنانيا من أصول شركسية عربيا ماهي المشكلة؟ جميعهم ليس لديهم مشكلة، انا فقط هو الذي لديه مشكلة بسب اللون؟ أنا لا اعتبر اللون معيارا للهوية. ولا أجد أي تناقض حقيقي في كوني سوداني وعربي. وإذا كنتم تريدون دائما الذهاب نحو اللون، أقول لكم تعرفون ان في كل الدول العربية هنالك أناس لونهم اسود، اليس هذا صحيحا؟ ماهي المشكلة في أن يكون شخص اسود اللون وهو عراقي وعربي أو اسود اللون وهو قطري وعربي؟ كيف يرى الشخص القطري ولونه أسود نفسه؟ هل يرى أنه عربي أم يري أنه رقيق ينتظر سيده ليبيعه أو يعتقه؟ لماذا يتحدث الناس عن التطور وينحدرون الى عصور الظلام والتخلف. أسألكم هل هنالك تناقض بين كوني سوداني انتمي لأحدى القبائل وعربي في نفس الوقت؟ أكرر أنا عربي، وأعرف أنكم ستقولون لي اذهب الى السعودية وأنظر كيف يعاملونك الناس هناك، أقول لكم أنا الآن في السعودية وأسألكم هل تعرفون أن السوداني في السعودية يتعرض للتهكم من قبل بعض السعوديين السود والذين هم أكثر سوادا منه أكثر مما يتعرض لذلك من السعوديين البيض كما ترونهم. ولا أدري إذا كان السعوديين بيضا، فبماذا سنوصف الالمان مثلا؟ وكذلك يتعرض السودانيون الامريكان في أمريكا للتهكم من قبل الامريكان السود أكثر من الامريكان البيض، في حالة ما إذا كانوا لا يجيدون اللغة الإنجليزية بشكل جيد وأيضا يتعرض السودانيون الهولنديون في هولندا للتهكم من قبل السير وناميين والأنتيليين والذين هم أكثر سوادا منهم أكثر من الهولنديين البيض إذا ما اتضح أن لغتهم الهولندية ركيكة وهكذا في فرنسا وغيرها من الدول، هذا لا يعني أنه لا يوجد أناس عنصريين او متخلفين في كل هذه الدول ويتهكمون علينا بخلاف السود، وإنما أقول السبب الأساسي للتهكم هو اللهجة مع أمور أخرى سيأتي ذكرها، عندما أقول اللهجة أعرف أنكم تفهمون أنني أعني ما يطلق علية باللغة الإنجليزية (الآكسنت). إذا الموضوع لا يتعلق باللون فقط في حالة السعودية والدول العربية الأخرى، والا لماذا يتهكم علينا السعودي الاسود أيضا، انما يأتي الينا التهكم بالإضافة الى اللهجة وبشكل جوهري من ضعف بلادنا وتمزقها وجوعها وحروبها الاهلية فمن يجرؤ على التهكم على أي سوداني لو كنا أقوياء باقتصادنا وجيشنا ودولتنا. وهل لو كانت بلادنا قوية سيتهكم علينا أي كان؟ وكذلك يأتي الينا تهكم الأمريكي الأسود او السيروناومي الأسود بالإضافة الى موضوع اللغة الى نظرته الينا كمهاجرين من مناطق الجوع والتخلف نبحث عن الذهب في الدولة التي سبقنا اهله في المجيء اليها، يرى نفسه أحد أفراد ذلك المجتمع و يتضايق قليلا أو كثيرا من وجودنا لاقتسام فرص العمل والموارد التي بدأت تشح فيها معه، فيعبر عن ذلك السلوك بالتهكم مستغلا لهجتنا كثغرة لدينا، وهو سلوك قريب جدا مما نمارسه نحن أنفسنا مع بعض المهاجريين من الدول المجاورة لنا وكما تدين تدان. أذن عدم الاحترام يأتي الينا من الضعف الذي نعاني منه ونعمقه بالخلافات والحروب. ومن يتوقع أن يحترمه أي كان حتى لو كان في الواغ الواغ او الواق الواق ودولته ضعيفة وفقيرة تمزقها الحروب فهو واهم، والدليل على ما أقول إنه لغاية الان وفي الوقت الذي يحارب فيه السودانيون في اليمن فإن مستوى احترام الاخوة اليمنيين للسودانيين يعتبر أفضل نسبيا من دول عربية أخرى، مع ان اليمن تكاد تكون هي الدولة العربية الوحيدة التي بها عرب حضارمة أقحاح. وبالمناسبة أقول لأصحاب الحديث عن العرق انه يكاد ينعدم الآن وجود عرب أقحاح لا في السعودية ولا في العراق ولا في أي دولة عربية أخرى عدا الحضارمة في جبال اليمن، و مع هذا فاليمنيون يحترموننا لأنهم يتذكرون أنهم اغتربوا عندنا كما يتذكرون إن مدرسينا قد علموا أبناءهم اللغة العربية نفسها بالإضافة الى أنهم لم يسبقونا كثيرا في التطور مثل الذين توفر لهم النفط. نحن توفر لها ماهو أفضل من النفط ثم توفر لنا النفط أيضا ولكن للأسف ماذا فعلنا به؟ اما سرقنا أمواله وبنينا بها القصور او تحاربت قبائلنا التي حوله بعد أن غذى تجار الحروب أبنائها بالكراهية. أعود لأقول إن كل الدول العربية بها سحنات وألوان مختلفة والمفروض أنه في هذا العصر وبعد ان بلغت البشرية من الرشد ما بلغت أن يكون الانسان قد أصبح يُحترم لتفوقه وإنجازه وعطائه الإنساني وقدرته على التأثير وليس لشكله أو لونه أو عرقه أو أصله وفصله ومن يحكم على الناس من خلال الوانهم يجب أن يخرج على الأقل من دائرة التحضر ليذهب ويعيش في المجتمعات المنغلقة إذا وجدت. يجب ألا يفهم من هذا الحديث إننا لا نستوعب ولا نفهم و لا ندرك إن كثير من الناس مازالوا حتى اليوم يقّيمون الآخرين على أساس الوانهم ويعتبرون إن الانسان كلما ازداد سوادا كلما قلت قدراته، وانما نريد القول هنا إن تقييم الناس على إساس اللون وبهذه الكيفية انما هو الجهل والاستعلاء والعنجهية بعينها. ولذلك ندعو الى المفهوم الثقافي في موضوع الهوية وتقييم الانسان بقدرته على العطاء الإنساني أيا كان هذا العطاء. ونكرر إن أصحاب فكر العرق واللون قد أصبحوا ينظّرون ويعطون التبرير لهؤلاء الجهلة الذين يستعلون على الناس استنادا على الالوان وان هذا الامر لا يساعد باي حال على إرساء مفاهيم متقدمة في المجتمعات وعلينا جميعا التحرر من عقدة اللون فهذا الفكر العقيم ثبت عدم علميته وتخلى عنه أصحابه الحقيقين منذ زمن، فالألوان جميعها ضرورية لرسم أي لوحة كما إن اختلاف الألوان أضحى ضروري في المجتمعات الحديثة اما اللغة العربية الواحدة فهي بالإضافة الى الثقافة التي تحملها ومع وجود الخصائص المتعددة الاخرى عامل إيجابي للتواصل لو فقدناه لن نستطيع ان نتواصل كسودانيين مع بعضنا البعض ويجب ان نثمن دورها أيضا على هذه المسالة بدل ان نقع فيها بالشتائم ونحن نتحدثها ويحمل غالبيتنا اسمائها، كما إن التنكر لها وكراهيتها يخلق الحالة الحقيقية للتناقض وعدم التصالح مع النفس لأنه بالنسبة للغالبية العظمى من السودانيين فالموضوع لا يتعلق باللغة فقط، فاذا افترضنا جدلا، تعلم الناس لغة أخرى فماذا سيفعلون باسمائهم وأسماء ابائهم وجدودهم مثل، محمد و احمد ومحمود وعلي وعبدالله وعمر وعثمان وكذلك اسماء أمهاتهم وإخواتهم مثل زينب وفاطمة وعائشة وآمنة الخ، هل سيغيرونها أيضا؟. بالله عليك كيف يكره الانسان اللغة التي يعبر بها عن نفسه، يغني بها ويطرب ويكتب بها الشعر والقصة والرواية؟ ان ذلك هو عدم التصالح مع النفس بعينه والوقوع في فخ التأزم وجلد الذات والاستلاب الحقيقي. وأكرر هنا للذين ينظّرون الآن لموضوع اللون ويقولون لنا العرب لا يقبلون بكم نتيجة الوانكم اتركوهم تعالوا الى أفريقيا كأنما نحن موجودون في كوكب أخر وليس في قلب إفريقيا، لأقول لهم ما تعرفونه وتمارسونه أيضا واستنادا الى نظرية اللون، وهو مثل ما إن جزءا من العرب لا يقبل بنا كعرب ونتيجة للون، فإن جزءا من الأفارقة لا يقبل بنا كأفارقة ونتيجة للون أيضا، ولا يرى لوننا أفريقيا حقيقيا وانما ينظر الينا كخليط وهجين مشوه، وفي هذه الحالة ما ينطبق على العرب ينطبق تماما على الأفارقة. وعليه وفق منطقكم هذا ليس لنا مكان على الأرض إما أن نحلق في السماء مبتعدين منها أو نباد على سطحها أو أذا أردتم أن تعطونا فرصة للحياة على الأرض عليكم أن تستخدموا (القُرعة) بمعنى الطرة والكتابة كما يقول أحد أصدقائنا لحسم هذا الموضوع. لماذا لا تتركوا لنا بديلا أفضل. البديل متوفر ولا نستجديه من أحد. دعونا نحسم خيارنا على أسس إنسانية، لا تضعوا لنا حواجز وهمية بين انتماءات لا يوجد بينها تناقض الا في اذهانكم ولأوكد لكم ما ذهبت اليه، أقول مع هذا ورغم ذلك ومع إنني عربي وسوداني فأنا افريقي أيها الأصدقاء، ما هو رأيكم؟ كيف ذلك؟ أنا لا أنتظر ولا استمد عروبتي او أفريقيتي من نظرة الآخرين لي او تقيمهم لي سواء كانوا بعض الجهلة من العرب او من الافارقة. التاريخ والجغرافيا واللغة والثقافة والمصير المشترك هي العوامل التي تحدد تلك الانتماءات. دعوني أشرح لكم كيف إنني أفريقي لأقول لكم افريقيا هي القارة التي اسكنها، جذر حضارتي وتراثي يضرب في اعماقها لذلك اشعر بالانتماء اليها واتعاطف مع شعوبها وأسعى ليقوى بلدي السودان ويكون له مكانا مؤثرا فيها تربطه بدولها علاقات الصداقة وتبادل المصالح المشتركة والتعاون من أجل تقليل نفوذ المستعمرين الذين نهبوا خيراتها وزادوا سكانها جهلا وتخلفا على ما هم عليه من جهل وتخلف واعمل لمحاربة الدعوات العنصرية المتخلفة التي تجعل التصنيفات العرقية قانونا لها. هل ستنكرون علىٌ افريقيتي بهذا المعنى لأنني عربي؟ هل التوانسة والمغاربة والموريتانيين والليبيين وغيرهم ليسوا عربا وأفارقه؟ دعك من امازيغية البي بي سي فهي أيضا تمشي حاملة معها المجهر وجهاز الحمض النووي، ولأنها عنصرية متخلفة وكذابة تدعي الأفريقية على أساس الشكل وتصنف إمراه أخرى على أنها إفريقيا في شكلها في حين أن شكلها هي نفسها يختلف مع المرأة الأخرى مما يؤكد أنها ترى شكلا ولونا معينا للأفارقة يختلف عن شكلها ولونها، لأنه لا يعقل أن نأخذ الشكل واللون معيارا ونضع شكلين ولونين في تطابق. أعود وأقول الأفريقية أيضا ليس لها علاقة باللون والشكل، فإفريقيا قارة مثلها مثل اسيا أو أمريكا اللاتينية فيها البيض والسود والملونين لأسأل، هل تلغي هذه الافريقية عروبتي؟ هل هنالك عداء بين العرب وافريقيا؟ الى اين ذهب رفاق محمد الرسول العربي عندما اشتد عليهم الخناق من أهلهم؟ الم يلجؤوا الى افريقيا؟. ومنذ متى بدأت هجرات العرب الى افريقيا؟ ما هي المشكلة في أن يلعب بلدي السودان دورا إيجابيا في المساعدة في حل مشاكل افريقيا؟ ويكون حلقة الوصل بين أفريقيا جنوب الصحراء وشمالها؟ الا يعطيه ذلك دورا مشرفا وكبيرا؟، ولكنه كيف يفعل ذلك عندما تضربه هو نفسه الحرب الاهلية ويتحارب افراده وقبائله وكل فرد منهم يحمل معه مجهره ليتبين جينات الآخر؟ أنا أعتز بترهاقا وإبنه بعانخي وبمحمد أحمد المهدي وعلي عبد اللطيف وبعمر ابن الخطاب وخالد ابن الوليد وعبد الرحمن الداخل الذي فتح الاندلس وبصدام حسين المجيد، ماهي المشكلة في ذلك؟ منذ أن كنت طفلا سمعت كثر من آبائي وأهلي يقولون بذلك كما سمعت أسطورة غنائي يغرد بعزم ترهاقا وإيمان العروبة، لذلك وفوق هذا وذاك أعتز بمحمد ابن عبد الله الرسول العربي الكريم ما هي المشكلة في ذلك؟ وأعتقد إني أعبر بهذا الفهم عن وجدان الغالبية من أبناء شعبي؟ البعض سيسالني ماذا يوجد عند العرب حتى تنتمي إليهم وكأني افهم إن مثل هؤلاء يمكن ان ينتموا للعرب عندما يصبحون أقوياء، أليست هذه هي علاقة التبعية بعينها عندما تنتمي لمجموعة لأنها قوية ومؤثرة؟ وهل نتخلى عن السودان لأنه ضعيف الأن؟ لنفترض أنه لا يوجد عند العرب الآن أي شيء إيجابي يذكر، فانا عربي أريد أن أساهم معهم في خلق الأشياء الإيجابية ما هو المانع؟ هم اخوتي في اللغة والثقافة والمصير المشترك، ضعفاء مفككين يحكمهم عملاء الاستعمار الذي قسم منطقتهم ووضع حدودها الجغرافية ودولها الحالية، وزرع إسرائيل في قلبها، وهم دائما مفعول بهم، فانا أريد ان اناضل من اجل وضع أسس لتعاونهم ووحدتهم لماذا تريدون منعي من القيام بذلك؟ كما أريد أيضا ان أساهم مع الافارقة أخوتي وجيراني في صنع الأشياء الإيجابية، فهم أيضا مفككون ومضطهدون، ومنهوبة ثرواتهم من قبل المستعمر الحقيقي والذي اين ما حل ترك مشاكلا وزرع الغاما تمنع التفاعل الطبيعي بين الناس، اريد ان أساهم مع هؤلاء في المساعدة بما أستطيع فعله. ولكن ليس على طريقتكم بأن احمل بندقيتي لأحارب جيراني يساعدني عدو افريقيا الأول المعروف للجميع لأجعل الاقتتال والحروب الاهلية سبيلهم الوحيد للفكر والممارسة والأمثلة كثيرة بما فيها المسكوت عنه الان عندكم. فلنفترض انه ليس عند العرب أي شيء يذكر في الحاضر وهو أمر أقرب الى الواقع أذا استثنينا مقاومة العرب للظلم والاحتلال هنا وهناك وابعدنا الإسلام الذي أصبح غالبية العرب لا يفهمونه بشكله الصحيح ، إن لم يكن فقط يتاجرون به للأغراض السياسية وغير السياسية، رغم أنه روحهم وزادهم ومعينهم الذي لا ينضب. وان تخلى جزء كبير منهم عن قيمهم السمحة من شجاعة ومروءة وكرم، فالحمد لله أنه مازال جزءا كبيرا من اهلي في السودان يكرم ضيفه ويحتفظ بقيمه رغم كل شيء. ولكن دعنا نفترض أن ذلك يقع في التاريخ فقط؟ هل تنكرون عليهم التاريخ أيضا؟ هل تنكرون عليهم بغداد التي غير حبرها مياه النهر عندما رمى المغول كتبها بداخله؟ هل تنكرون عليهم الاندلس؟ هل تنكرون عليهم معلقاتهم؟ هل تنكرون عليهم ثقافة المأمون ودين محمد؟ أقول ولمن يقع أحيانا في الفخ وبحسن نية ويلتقي دون أن يقصد مع الشعوبيين ويتصور أن الله قد أنزل الدين على العرب لأنهم جهلة وأشد كفرا ونفاقا وليهذبهم به مثل ما يدعيه أعداء العرب الذين أسقط العرب إمبراطوراتهم لينشروا دين الله في الأرض مثلما يعتقدون فيه، أقول له أترك الله جانبا وأجبني أنت، أذا كان لديك رسالة فلمن ستعطيها؟ اليس للذي تعتقد أنه قادر على توصيلها وخصوصا إذا كنت تعتقد إن هذه الرسالة مهمة. هل ستحّمل أمانتك الى من لا يستطيع حملها أم ستختار الأمين الذي سيحملها لك على أكمل وجه؟ هذا المنطق البسيط جدا الا يؤكد قدرة العرب على حمل رسالة الإسلام الذي أصبح روحا للعروبة وتراثا للعرب جميعا بما فيهم المسيحيين أنفسهم وغيرهم، الا يستحق العرب التقدير على الأقل من الذين وصلهم هذا الدين؟ والذين يكرهون العرب ويريدون ان يتخلوا عن لغتهم العربية واسمائهم كذلك فهل يريدون ان يتخلوا عن اسلامهم أيضا. فهو بالرغم من عالميته عربي أيضا، نعم عربي بقرآنه ورسوله وابطاله ومسرحه، فماذا سيبقى لهم بعد ذلك إن تخلوا عن كل ذلك؟ دعونا نسأل الذين يريدون حرمان العرب من كل ما هو إيجابي قبل الإسلام وتصويرهم كأنهم قوم جهلة غضب الله عليهم فانزل عليهم دينه، لماذا خياركم في الجاهلية هم خياركم في الإسلام، ولماذا بعث النبي العربي ليتمم مكارم الاخلاق، ولماذا جعلهم الله أمة وسطا ليكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول العربي عليهم شهيدا ومن هم هؤلاء؟ أنهم المسلمون ولكن من هم هؤلاء المسلمون حينها، الم يكونوا العرب مع ثلاثة اشخاص افاضل آخرين ولماذا كنتم خير امة أخرجت للناس؟ ومن هي هذه الامة التي أخرجت للناس؟ هل هي الامة الإسلامية؟ ومن هي الامة الإسلامية حينها وعند نزول الآيات؟ اليس العرب مع نفس الثلاثة اشخاص الافاضل الآخرين؟ ولماذا لسان الذي يلحدون اليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ولماذا انزل قرآنا عربيا غير ذي عوج ولقوم يعقلون ولعلكم تتقون وبلسان عربي مبين، ولماذا العربية هي اللسان ومن نطق بالعربية فهو عربي وكيف يسئ البعض الينا ومن الذين يريدون استفزازنا ويقولون إننا نستجدي العروبة من خلال اللغة كأنما نزلت علينا من السماء أو أتت الينا مخلوقات خارقة علمتنا لها وانسحبت من المشهد لتتركنا في الحيرة التي تريدون ادخالنا فيها .لقد أنزل الله القران على العرب لأنهم الأقدر على فهمه وحمله وتوصيله، و قد أنجزوا مهمتهم على أكمل وجه وعلى الذين يعتزون بإسلامهم أن يشكروا ويحترموا القوم الذين نشروه أيا كانوا، وان لا يربطوهم بالقيم التي تتنافى معه. الآن دعوني أرتبها لكم بطريقة أخرى أنا إفريقي وسوداني ولكني عربي، ختاما اعرف ان منكم من ينتظرني أن أختم هذا المقال إن جازت تسميته، بقولي وفي نهايته إنني انسان وهو محق، فأنا إنسان والعروبة لا تعني بالنسبة لي إي مفهوم أكثر من القيم الإنسانية كما لا تتعارض مع انتماءاتي الأخرى.
    والله ولي التوفيق،

    بدوي محمد بدوي
                  

03-06-2018, 09:03 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: بدوي محمد بدوي)

    وهذا هو المقال الذي دفعكم لعمل الكراكاتير، ساعود أليك كما أوضحت لأجلاء بعض الأمور
    تحياتي مرة أخرى
    بدوي

    (المسكوت عنه الان في موضوع الهوية في السودان)

    لا شك ان تجربة القيادات القبلية للحركة الشعبية في جنوب السودان والتي تعتبر الأسوأ في التاريخ الحديث وبكل المقاييس تخرج التيار المتمترس خلف فكرتها ورؤيتها وممارساتها العنصرية العقيمة ومن ينظّرون لها والذين يريدون تكرارها في أجزاء أخرى من بلادنا من دائرة الإنسانية والتفكير الإنساني القويم وتضعهم في دائرة تتعدى الطبيعة اللإنسانية التي لا تعرف غير قتل الآخرين والإبادة الجماعية والتصفية القبلية للمجموعات السكانية التي تطالب بالمشاركة في حكم بلادها وبما يمكن وصفه بجرائم ضد الإنسانية ممنهجة وموثقة في التقارير الدولية جميعها تلك التقارير التي تعتبر وضع حقوق الانسان في هذه الدولة الحديثة هو الافظع في العالم، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يمكن وصف هؤلاء الافراد بمجموعة تمارس أقصى أنواع التفرد والدكتاتورية بالسلطة وتعرض كل من يعارضها للقمع والاعتقال والتصفية حتى ولو كان جزءا من تركيبة حركتها نفسها، مضافا الى كل ذلك تمارس ابشع أنواع الفساد المالي والإداري ونهب خيرات شعب جنوب السودان الشحيحة وتركه في العراء يتضور جوعا، وما تقرير منظمة الشفافية الدولية الصادر قبل أيام قليلة من الآن واضعا تلك الدولة في الترتيب قبل الأخير في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم ومتوفقة على جميع دول العالم بما فيها الدولة الام التي انفصلت من رحمها وبعدة نقاط تاركة فقط دولة امراء الحرب في الصومال خلفها الا دليلا على أن هذه المجموعة لم تترك مجالا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا او حتى إنسانيا الا وتفوقت في الإساءة اليه معبره بذلك عن أسوء ممارسة لفكر بشري يمكن أن يحمله شخص في عالم اليوم. ليس هذا فحسب بل تحالفت مع أكبر كيان عنصري غير انساني أيضا ومغتصب لأرض الغير مقيما عليها دويلة منبوذة بعد أن تعلمت من مدرسته في التفكير كيفية استعطاف البشر بالمسكنة ولعب دور الضحية والحديث عن الظلم والاضطهاد لتمارس في الواقع ما يندى له جبين البشرية تلوي عنق الحقائق التاريخية وتزور التاريخ أمام مرأى الناس مانعة لهم الحياة الطبيعية والشعور باي انتماء وطني ومحولة ولاءتهم لقبائلهم لتحويلهم الى جماعات لا تستطيع حماية نفسها مما ستلحقه بها عندما تنفرد بهم.
    هل هذا هو الواقع بعينه في جنوب السودان ام إننا نؤلف ونفتري على تلك المجموعة من عناصر الحركة الشعبية؟ هل نكذب نحن عندما نقول إن قيادات الحركة الشعبية القبلية المنتمية للقبيلة المهيمنة والمتحالفين معها انفردت بأبناء قبيلة النوير بعد انفصال جنوب السودان وعرضتهم لأكبر مأساة في التاريخ الحديث بعد أن مارست ضدهم الإبادة الجماعية وجعلتهم تحت رحمة الجوع والمرض والهروب والمنظمات الدولية وهم القبيلة السودانية (الافريقية) او قل القومية الثانية في جنوب السودان والمفترض أن أبناءها أخوة لهم حاربوا معهم جنبا الى جنب من أجل حق تقرير المصير؟ هل هذا الحديث صحيح أم لا؟ أين هي شعارات القومية الافريقية أيها العنصرين؟ أين هي شعارات الهامش والمركز أيها الدجالين؟ اين هي شعارات التنمية أيها الفاسدين الذين امتلأت حساباتكم بأموال الإعانات التي دفعت لكم؟ اين هي شعارات الديمقراطية أيها المتسلطين؟ اين هي شعارات التبادل السلمي للسلطة أيها الدكتاتورين؟ اين هي شعارات التحرير يا عملاء الاستعمار والصهيونية العالمية؟ اين هي شعارات البناء يا أيها القابضين على الزناد لهدم الاطلال التي ورثتموها؟ أين هي المدارس وتعليم اللغات المتعددة يا أعداء الثقافة وأنصار العرق؟ اين هي الشعبية وقد أصبح الشعب يفترش الأرض ويتلحف السماء يتضور جوعا؟ اين هي الطفولة والمستقبل حيث لا يستطيع الاطفال تحريك أجسادهم ملقين على الأرض تنظر إليهم أمهاتهم في مشهد يختصر كل ذلك الفكر العقيم والحضارة الخاوية والقوي الاستعمارية التي دعمته بكل ما أمكن من أجل الانفصال. أين أنتم من كل ذلك يا أبناء شعب السودان لا سيما المتواجدون منكم في أوربا والعالم المتحضر تتحدثون ليل نهار عن الهوية؟
    الغريب في الأمر إن تلك القوي التي دعمت انفصال جنوب السودان وفي محاولة منها لزر الرماد في العيون وأخذ مسافة من الجريمة ومسرحها وابطالها قادة الحركة الشعبية القبليين العنصريين بإصدار قرارات لمنع تصدير السلاح لهم بعد أن تجاوزوها هي نفسها في كل اشكال القتل التي مارسته هي نفسها وفي أماكن أخرى من العالم وكأنها تريد أن تقول لهم لقد تجاوزتمونا في السلوك غير الإنساني لدرجة الخجل وبما يفوق تصوراتنا. فنحن عندما دعمناكم للانفصال ومع ادراكنا إن لشعبكم قضية ونحن ومن استعمر بلادكم منا مضافا الى ذلك القوى السياسية التي حكمت بلادكم بعد استقلالكم قد ساهمنا في إدارتها بالطريقة المعروفة للجميع كنا نعتقد بأنكم ستوفرون مناخا معقولا لتاتي شركاتنا وتنهب ثروة الجزء الجنوبي من بلادكم بمجموعاته السكانية المغلوبة على أمرها ولكنكم الان أصبحتم تنهبون ما ندعمكم به حتى امتلأت حساباتكم في بنوكنا بملايين الدولارات. لقد أثرتم قلقنا وجعلتمونا نندم لما قدمناه لكم حيث فاحت رائحة الجثث التي تقتلونها ووصلت للمنظمات الدولية التي أصبحت تسأل أين هي حقوق الانسان في بلادكم؟ وإذ وصل بكم القتل للمستوى الذي جعل المنظمات الدولية تتساءل وتصدر تقاريرها مصنفة لكم بالأسوأ في عالم اليوم على الاطلاق. بالرغم من كل هذا الواقع والذي يمثل جليا امام اعين الجميع ويُخجل من لم توزع عليه ذرة من الحياء يطل علينا البعض يريد تكرار هذه التجربة المأساة مصدعا رؤوسنا بالشعارات الجوفاء عن الهوية. دعونا نحن أبناء الشعب السوداني الذين صدعتم رؤوسهم بالشعارات لنسألكم أين هي المجموعات المهمشة التي جاءت نحو المركز وأنتم تمارسون الإبادة الجماعية لثاني أكبر قبيلة في الجنوب، لماذا لم تتوقف الحروب التي كانت تدور من قبل الاستقلال والتي يدعي أصحاب هذا التيار العنصري وداعميه بإشعالها من قبل العرب في السودان. لماذا لم توقفوها عندما كونتم دولة مستقلة ولتبدؤوا بالتنمية ونشر الثقافة ورفع الظلم عن الشعب وإعطاء الهوية مضامينها الإنسانية؟ بالله عليك انظر كيف يريد هؤلاء تزور التاريخ وكيف يحاولون إرهاب الناس حتى لا يتناولون تجربتهم المخجلة خجل الصور التي تأتي من جنوب بلادنا وعلى قلتها مدعين دور التضحية يتاجرون بمظالم ومشاكل الفقراء من أبناء شعبنا وفي مختلف أجزاءه ويدعون زورا وبهتانا بتمثيلهم له ينظّرون عن الهامش والمركز والظلم الاجتماعي وعنصرية العرب. ماذا فعلتم بأصحاب المركز من النوير في الجنوب ناهيك عن الهامش. وأين هو الظلم الذي رفعتموه عن شعب الجنوب المغلوب على أمره وأين هي أموال هذا الشعب وثرواته التي وزعتموها عليه بالتساوي أيها الاشتراكيون. أنتم لا تمتلكون فكرا وليس لديكم رؤية ولا يدفعكم أي دافع وطني وانما حقد غريب تسعون به لضرب النسيج الاجتماعي وحرق الوطن تضللون أبناء السودان وستقطبونهم باللعب على وتر التنوع العرقي وتغذوا فيهم مفاهيم الحقد والكراهية تجاه اخوتهم في الوطن لتحشدوهم للحرب الاهلية حارقين الأخضر واليابس ويبدوا انه لا يهمكم حتى ولو احترقتم معه. مقولاتكم ومواقفكم ضد العرب والعروبة وحديثكم عن الظلم وعدم التوازن في التنمية وحديثكم عن الهوية الأفريقية وغيرها ليس سوى تبريرات لتنفيذ مخطط لتفتيت البلاد وضرب النسيج الاجتماعي فيها وملئها بالحروب الاهلية والحقد والكراهية والطروحات العنصرية حتى تزداد تخلفا ليسهل نهبها وقد قطعتم شوطا في ذلك يساعدكم من يساعدكم ولكن استعجالكم وتجربتكم في جنوب البلاد عجلت بكشف كثير من الحقائق التي ارهبتم الناس ليسكتوا عليها في الوقت الذي يجب ان يتناولها فيه كل من يعتقد بحرصه على الوطن الذي مزقتموه مع شركائكم في الجرائم وبإيحاء من المستعمر الحقيقي الطامع في الثروات والناهب لها منذ قرون. أقول يجب الا يسكت بعد الان أي أحد عن كشف هذه الأمور وحتى لو انجر معكم من قبل وبحسن نية في هذا المستنقع الآسن الذي أدخلتمونا فيه أو تعامل معكم بحسن نية وتعاطف مع الظلم الذي عانت منه الشرائح الاجتماعية والتي تدعون بتمثيلها زورا وبهتانا بينما أنتم في الواقع من الد اعدائها لأنكم من أبناء جلدتها وقد وثقت بكم ولكنكم رددتم لها العرفان والجميل بقتلها وطردتها من ديارها ليأتي لها أصحاب اللون الأبيض كي يقدموا لها لقمة من الطعام تسند بها ظهرها للهروب منكم. بئس التجربة وبئس الفكر وبئس الممارسة وبئس الهوية التي تحدثون عنها.
    يجب ان نوضح هنا وبدون أي لبس وعندما نتحدث عن الهوية في السودان اننا نستوعب وجود من يصنفون أنفسهم بالضد من العرب ومع حملهم للثقافة العربية وتحدثهم بلغتها كلغة أم أو بجانب لغاتهم الأخرى ومن مختلف الاتجاهات الجغرافية في بلادنا سواء كان ذلك في الوسط ام الشمال ام الغرب بالإضافة الى الشرق والجنوب نفسه ونستوعب أن هؤلاء قد بح صوتهم بالمطالبة بحقوق المجموعات السكانية التي ينتمون اليها، تلك الحقوق الثقافية والسياسية والاقتصادية المشروعة، كما نتفهم إن من بين هؤلاء من يتبنى أفكار وتنظير يدور حول السودانية أو الافريقية أي كانت تعني كما يرى جزء من هؤلاء أنفسهم سكان البلاد الاصلين ويتمادون في أدانه العرب وبأقصى درجات الإدانة. لأقول هنا بانه لا يجب أن يتخلل هؤلاء أدنى شك في أننا نكتب أو سنكتب في يوم من الأيام ضدهم أو نستهدفهم لأننا نعلم علم اليقين إن هذه الشريحة في السودان ليس سوى أناس وطنيين يناضلون اجل حقوقهم الثقافية والسياسية والاقتصادية المشروعة في اطار وحدة بلادهم وحقوق مجموعاتهم السكانية التي يعتقدون ان هضما قد حصل لها من قبل السلطات المركزية التي تعاقبت على البلاد كما أنهم يطالبون بتضمين لغاتهم وتدريسها واحياء ثقافاتهم وتراثهم وهم محقين في كل ذلك بل اكثر من ذلك نحن نحترم تضايقهم وكرههم للممارسات العنصرية التي تصدر من بعض العرب سواء في داخل السودان من قبل أفراد او جماعات سودانية تجاه سودانيين آخرين او من خارج السودان من قبل افراد او جماعات أو ممثلي دول عربية تجاه شعبنا السوداني الآبي بل أكثر من ذلك نتفق معهم تماما ونعتقد إن إدانتهم لتلك الممارسات العنصرية سلوك طبيعي يمارسه كل أنسان حر تجاه أي سلوك شاذ لا يحترم الاخر وخصوصيته حتى ولو صدر هذا السلوك من شخص من نفس اسرتك او قبيلتك ناهيك عن قبيلة او دولة أخرى او أي طرف آخر. ونلف أنتباههم هنا إن هذه الاستعلاء والعنصرية هذه لا تصدر عن جزء من العرب فقط بل أيضا أن بعض الاخوة الافارقة يعتبروننا لسنا بافارقة وانما خليط وهجين مشوه فقط بما فيهم الذين يحسبون أنفسهم افارقة من اخوتنا في الوطن. ونؤكد لهؤلاء السودانيين الذين يقاربون هذا الموضوع بتلك الكيفية إننا نحن إخوتهم أبناء واقعنا نكتوي معهم بنيران التخلف والجهل والممارسات العنصرية أيا كانت. كم نعلم تماما وعلم اليقين إن هؤلاء يؤمنون بوحدة السودان ومستعدين للدفاع عن وحدته ولا يريدون ان يروه ممزقا مفتتا تضربه الحرب الاهلية ويحكمه أمراء الحروب ولن ينجروا في يوم من الأيام الى مستنقعها الآسن وإن حصل ووجدوا أنفسهم داخل هذا المستنقع سيبذلون كل ما في جهدهم للخروج منه كما أن هؤلاء لا يتعاطفون مع إسرائيل ولا يحبون الأنظمة الرجعية العربية المطبعة معها ويكرهون الدول العربية المتخلفة وحكامها الخونة كذلك هو امر واضح ومفهوم بالنسبة لنا بل أثر من ذلك نحن نفهم أيضا بوجود مجموعة أخرى من إخوتنا وأبناءنا ضمن هذه الشريحة وربما تكون اكثر تطرف من هؤلاء في التعبير عن كراهيتها للعرب ولا تريد أن يربطها الناس بالأمة العربية الضعيفة والمفككة والمجزأة في هذه المرحلة ويسعون لبلوره أفكار لعزل السودان عن الامة العربية وهو شعور رغم اختلافنا معه نقدره لأننا نفهم أن البعض يريد ان ينسب الى حيث لا يوجد مشاكل او ربط بالإرهاب المتهم به العرب وخصوصا في الغرب حيث يكفي أحيانا ان يحرمك اسمك العربي من فرصة تدريب او عمل وقد كنا في السابق نلاحظ عندما يدخل البعض الى المطاعم والبارات في أوربا إنه يتحدث اللغة الإنجليزية باللكنة الامريكية كأنه يريد أن يوصل رسالة تفيد بانتمائه للدول القوية في حين انه ليس امريكي كما نفهم أيضا انه في زمن الانحطاط والتردي العربي سيفتش بعض أصحاب الانتماءات المزدوجة لجذورهم القبلية غير العربية ليتكئ عليها ضاربين بالبعد الثقافي الإنساني عرض الحائط، كل ذلك نتفهمه نحن لأخاطب هؤلاء جميعا انه يجب ان يعلموا إننا لا نتحدث عنهم كما أنهم ليس أعداء لنا أو للسودان بأي حال فكل سوداني وطني حر في تحديد انتمائه حسب وعيه وشعوره وثقافته ومعرفته والفيصل الرئيسي في تصنيفه أن يؤمن بوحدة السودان في اطار التسامح والابتعاد عن شعارات الكراهية لأننا نفهم أيضا إن نظرة جميع أبناء السودان لبعضهم البعض لا تخرج من اطار الاخوة والتكاتف والاختلاف الذي يمكن ان يعالج بالحوار الجاد بينما الذين نكتب ونتحدث عنهم هم بالضبط فئة قليلة لتيار عنصري عقيم له أجندات غير وطنية يتكئ على الظلم الذي تعرضت لهم بعض المناطق في السودان نتيجة لأسباب سياسية ويربطه بالانفصال وبحق تقرير المصير مثلما تم في جنوب البلاد كما يتلقى هذا التيار دعما من اكثر من جه مشبوهة الأمر الذي جعل صوته عاليا فوق جميع الأصوات كما جعل تنظيراته العرقية العنصرية الجوفاء حول الهوية أكثر انتشارا لا سيما وسط بعض الكوادر السياسية التي دب فيها اليأس بحكم عقم أحزابها وفشلها أو بعض القلة الشاذة المريضة التي أصبح دينها وديدنها مخاطبة الناس بالكلمات التي يجب أن تختفي من قاموس السودانيين والمعروفة لدى كل الناس، أقول أصبح صوت هذه الفئة مع قلتها عاليا مما جعل آخرين وبحسن نية أو لأسباب أخري يجارون طرح هذا التيار الذي يرفع شعارات الافرقة والعرق والحمض النووي ومعادة العروبة فقط من اجل تقسيم البلاد وضرب نسيجها الاجتماعي مستفيدا من السخط الشعبي على السلطة المركزية في الخرطوم كما انه نفسه الذي يكيل بمكيالين مع الدول العربية نفسها والتي يدعى بالعداء لها إذ هو يخلق العلاقات الوطيدة مع الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل ويكره الحكام العرب الوطنيين الذي يصارعون إسرائيل والإمبريالية العالمية ويبث سمومه حولهم بل اكثر من ذلك مستعد ان يحارب ضدهم متى ما توفرت له الفرصة مثلما أرسلت ما تسمى بالجبهة أو الحركة الشعبية جنودها في السابق للتحالف الذي قادته أمريكا علنا والدولة الصهيونية سرا لمحاربة العراق ابان حرب الكويت بينما يصفون القوات التي أرسلتها الحكومة السودانية لمساعدة السعودية الآن في اليمن بالمرتزقة (يجب ان يفهم الناس أن هذا المثال لتوضيح الازدواجية في المعايير فقط ولا يعني موافقتنا السلطة الحاكمة طريقة كيفية ادارتها للعلاقات مع الدول العربية وهذا موضوع آخر سنكتب فيه مستقبلا). وكذلك مثل ما ذهب من ذهب من هؤلاء وغيرهم مع الجنود الامريكان الذين احتلوا العراق من اجل النفط وعيون اسرائيل لمساعدتهم إذ يؤكد ذلك صدق ما ذهبنا اليه.
    أضف الى ذلك إن هؤلاء الذين نتحدث عنهم ونعمل على تعريتهم لا يكيلون في موضوع التعامل مع العروبة بمكيالين على المستوى السياسي فقط وانما على جميع المستويات بما فيها مستوى الفكر حيث يعادون الفكر العربي الذي يدع للتحرر والوحدة والبناء والتضامن والاستقلال وتحرير فلسطين في الدول العربية ليصفوا هذا الفكر بعكس ما ينطبق عليه من مفاهيم إنسانية نيرة ويحملونه المسئولية في الفشل السياسي في السودان منذ الاستقلال رغم ان أصحابه لم يحكموا ولم يشاركوا في الحكم يريدون اجتثاثه من جذوره مثل ما فعل الامريكان بعيد احتلالهم العراق واجهاضهم لتجربته البعث الفتية المشرفة في العراق وفي كل جانب من جوانب الحياة بما في ذلك تشرف حكم البعث في العراق بأنه الوحيد في منطقة الشرق الأوسط الذي اعطى الأقلية الكردية واكراد العراق حقوق سياسية وثقافية لم يعطيها لهم أي من الأنظمة المجاورة والتي يسكنها اكراد بما في ذلك ايران وتركيا واللتان تحرمانهم حتى من التحدث بلغتهم ومع ذلك لم تمنع علاقة بعض قياداتهم أي الاكراد بالكيان الصهيوني من التآمر على النظام الوطني العراقي مع الامريكان لاحتلال العراق ليجد هؤلاء انفسهم بعد عقد ونصف من احتلال العراق وعدة شهور من الان يقاتلون من جديد من اجل الحقوق التي أعطاها لهم نظام البعث الوطني السابق وخسروها وفي ظل هيمنة الامريكان على القرار العراقي مما يؤكد أن الأمريكان لا يحبون الأكراد أو شعب جنوب السودان أو أبنائنا وأخوتنا في دارفور وانما يريدون التفتيت ثم النهب فقط والكل يعلم ذلك. اورد هنا هذا الحديث ليلاحظ الناس تناغم القيادات الكردية مع إسرائيل وعلاقات الحركة الشعبية مع إسرائيل ولأذكر الذين يتحدثون عن الهوية الافريقية والممارسات العنصرية البغيضة التي يقوم بها بعض شذاذ الافآق في ليبيا إن اكبر الحملات العنصرية المنظمة بأشراف دولتها بإعلامها وقضائها هي التي تحدث الان في إسرائيل تجاه الافارقة الذين ذهبوا للاحتماء بها بعد تصديقهم لبعض قيادات الحركات التي تدعي الدفاع عنهم حيث ينتظر هؤلاء السجن أو الترحيل الى افريقيا التي فر منها هؤلاء بحثا عن الحياة ، أقول أورد هذا الحديث حتى يعرف الناس ما هي الجهة التي تعمل في السر لضرب أسفل جدار الدول وتفتيتها ومن هم أدواتها ولأوضح أيضا ان الموضوع في أساسه لا يتعلق بالهوية والحقوق الضائعة والمظالم التاريخية والمركز والهامش والتنمية باي حال بالنسبة لهذه الفئة وحتى لو كان كذلك بالنسبة للبعض فأن هذه الشعارات بالنسبة للمحرك الأساسي ليست سوى تغطية لتنفذ المخطط وإن الذين ينفذونه ليس سوى أدوات فقط، لأرجع وأقول ان هؤلاء وأدواتهم من العنصريين وبقدر ما يكرهون الأفكار العربية التحررية والتي من شئنها دفع نضال الشرفاء من العرب الى الامام يشجعون في الوقت نفس الأفكار العربية الرجعية وأفكار التجزئة والانفصال وتأليب الأقليات التي سكنت تلك المنطقة منذ امد بعيد وكذلك الأفكار العنصرية لانهم يستمدون من تخلف الواقع واستمرار الأنظمة المتخلفة الطرح الذي يساعدهم بالاستمتاع بتخلف العرب والمجتمعات العربية وبما فيها السودان كما أنهم وحتى في السودان لا يعملون بصدق مع القوى الوطنية الحقيقة المناضلة والتي تؤمن بالتعدد والتنوع وإن عملوا معها فهو أمر مرحلي تفرضه بعض الظروف. لذلك سرهم جدا وقوع العراق تحت الاحتلال وما تلاه من اصدار الامريكان قراراتهم بحل جيشه واجتثاث حزب البعث فيه بعد ان روجوا وبثوا الدعاية والسموم واتهموا زعمائه بإشعال الحروب وبنفس أسلوب لوى عنق الحقيقة واتهام الاخرين بما يراد تنفيذه. أشعل الامريكان الحرب في العراق بحل جيشه والتي لم تقف منذ احتلالهم له وحتى الأن ليحولوا هذا البلد من بلد رائد في جميع المجلات الى دولة ضعيفة مفككة تتصارع طوائفها بينما الشعارات التي جاءوا بها هي استقراره وتخليصه من رئيسه الذي زج به في الحروب وأضاع ثرواته فيها كما قتل شيعته واكراده. ورغم كل ذلك لم يستطع الامريكان اجتثاث البعث بعد عقد ونصف من الزمان ولن يستطيعوا هم وعملائهم وهل سيستطيع الامريكان القضاء على فكره حتى ولو اعتقلوا الملايين من أعضائه مثل ما فعلوا وهل يستطيع هؤلاء العنصريين اسكات العرب في السودان واجتثاث العروبة والثقافة العربية وتهجير حامليها. ألي أين يريد هؤلاء تهجير حاملي الثقافة العربية من غالبية السودانيين إن جاز السؤال؟ دعوني أقول لكم إلى أين؟ الى فوهات البنادق كطريق وحيد للحل حيث القتل المتبادل والمجازر والى تفكيك النسيج الاجتماعي بدلا من وحدته ضمن تنوعه والى اضرام الحروب بين القبائل المتجاورة المتأخية لمئات السنين بدل التأخي والى تقسيم البلاد الى دويلات متصارعة بدلا من دولة واحدة قوية امنه مترامية الأطراف والى التخلف والهدم باسم التنمية، الى ترويع الأطفال والى قمع الناس ومنعهم من التعبير عن شعورهم، الى الهوة السحيقة بتصنيف الناس حسب اشكالهم ولون بشرتهم وجيناتهم وما أن يقول احدهم انا عربي او ان ثقافتي عربية حتى يخرج عليه العنصريين كيف تقول ذلك بلونك الأسود وشكلك القبيح وعرقك الافريقي وجدتك الزنجية بالله عليك هل انت تشبه العرب أيها المستلب المعقد الناكر لأصله تعال الى الفحص حتى يتعرف المعمل على جيناتك. بالله عليك انظر الى المراوغة والدجل وتضليل الناس ما هو الاكتشاف العلمي الذي سوف يثبته الحمض النووي؟ اذ اثبتت التجارب العلمية التي اجراها بعض الباحثين لطلاب فصل في قرية في شمال السودان ينتمون لمجموعة سكانية واحدة لوجود أكثر من اثنين وعشرين من الاختلاف في جينات هؤلاء الطلاب، ماهي النتيجة التي سيتوصل لها الحمض النووي أيها العلماء؟ بئس الفكر وبئس الإنسانية وبئس الذين يتبنون هذا الطرح وبئس الذين يدعمون هذه الاجندات التي يتغابى البعض في معرفة أصحابها وكيف ينتظر بالله بعض الاخوة الذين لانشك في وطينتهم او نواياهم حقوقا من هؤلاء وكيف ينتظرون منهم اثراء الثقافات واللغات والعمل لأحيائها وتدريسها؟ اين هي لغة النوير الان وفي أي مدرسة واي جامعة تدرس في الجنوب الحبيب؟ اترك اللغة، اين هي المدارس التي شيدوها ليدرسوا فيها المناهج العلمية ولغات وثقافات القبائل الأخرى؟ بل اترك المدراس، أين هي قبيلة النوير كلها؟ اين هم اطفالها ناهيك عن لغتها ومدارسها ولماذا يجب قتلها وتهجيرها هل أتت مع العرب الى السودان؟ هل هي مستلبة وتستخدم نسائها المساحيق لتبيض وجوههن؟ ولماذا يقتل اطفالها؟ بالله عليك كيف ينتظر عاقل من هؤلاء العنصريين وعندما تتاح لهم فرصة تكوين أي دوله في أي جزء من أجزاء السودان أن يثروا الثقافات ويحققوا التنمية ويحيوا اللغات فاذا كان هؤلاء قد فعلوا ذلك بالنوير الذين قاتلوا معهم حتى الانفصال ماذا هم فاعلون بقبيلة المسيرية على سبيل المثال إذا ما توفرت لهم السلطة والقوة والسلاح في جنوب النيل الأزرق؟ وماذا هم فاعلون بقبائل أخرى في جنوب كردفان أذا ما توفرت لهم نفس الظروف؟ واذا كان البعض سيبرر لهم هذا القتل بأنه صراع داخل الحركة الشعبية بالله عليك اذا كان هؤلاء يحسمون صراعاتهم الداخلية مع رفاقهم بهذه الكيفية المتعطشة للدماء وهم الذين ناضلوا وحاربوا واكلوا وشربوا معهم في خنادق القتال كما أنهم افارقة مثلهم حسب ما يدعون فكيف يمكن لهم ان يحسموا خلافاتهم مع من يعتبرونهم أعداء ومستعمرين من حاملي الثقافة العربية ومهما كانت اصولهم القبلية؟ بالله عليك من هو المستلب الحقيقي وبعد كل ما وصلت له البشرية من معرفة وتقدم وتطور وبعد أصبح العالم كله متداخل، هل هو الذي يقول بمعايير الثقافة واللغة والمصير والتاريخ المشترك لتحديد الهوية ويؤمن ويقر بالتنوع ولا يتنكر لجذوره أم هو الذي يقول بالعرق والدم واللون والسلالة؟ ومع ذلك يتعاطف مع المستعمر الأبيض الأشقر الذي أخد الملايين من سكان إفريقيا ونقلهم بالسفن مقيدين في الاغلال حيث مات نصفهم في عرض البحر ويكره العرب الذين اتوا الى أفريقيا يحملون رسالة سماوية تساوي بين الناس جميعا شعوبا وقبائل فاختلطوا مع سكان افريقيا في المناطق التي وصلوها وتصاهروا معهم حتى أصبحت بعض المناطق تعج بمختلف السحنات والسمات والألوان؟ من هو المستلب الحقيقي أكرر هل هو الذي يقول بالمعايير الثقافة واللغة والمصير والتاريخ المشترك لتحديد الهوية ويؤمن ويقر بالتنوع ولا يتنكر لجذوره أم هو الذي يريد أن يفحص جينات الناس فردا فردا ليميزهم ويتحقق من أصولهم ليكتبها مع فصيلة دمهم؟ بئس الفكر وبئس العقول التي أعماها الحقد. سؤال أخير قبل أن نختم في هذا الصياغ يجب أن يسأله أي إنسان الآن الآ وهو إذا كان هؤلاء حريصين على رفع الظلم عن مجموعاتهم السكانية وكما أنهم أفارقة حقيقيون ويدافعون عن حقوق القبائل الإفريقية التي تعرضت للظلم لماذا لم نرى واحد منهم فقط يدافع عن قبيلة النوير التي يتلحف أبنائها الآن الأرض ويفترشون السماء ويتعرضون لأكبر مأساة في التاريخ الحديث وباعتراف الجميع؟ الا تستحق هذه القبيلة منهم التضامن والمساندة والوقوف معها وكشف ما يحدث لها؟ ولماذا لم يتحدث منهم شخص واحد حول هذا الموضوع؟ ولماذا لا تخرج كوادر الحركة الشعبية والحركات الأخرى التي تتبنى الطرح العنصري للهوية في السودان والتي تفتح لها مكاتب في أوربا لتحديد موقفها من المأساة الإنسانية التي تتعرض لها قبيلة النوير السودانية الافريقية؟ بل أكثر من ذلك أسألهم لهم لماذا تسكتون عن اكبر حملة عنصرية تنظم في إسرائيل ضد ابنائكم الذين ذهبوا يحتمون بها في الزمن الرديء بعد أن روجتم علنا لعلاقاتكم معها وينتظرون الآن دورهم في السجن او الترحيل منها؟ أتحداهم لم ولن يتحدث أحدهم عن هذا الموضوع الإنساني او ذاك ولن يتضامن أحدهم مع هذه القبيلة الافريقية أو هؤلاء الافارقة لأن الذي يقتلها هو الذي يمدهم بالمال والسلاح لمواصلة الحرب الاهلية و كذلك الذي يضهد هؤلاء، وذلك هو الامر الذي ينسف كل الطروحات والشعارات الجوفاء عن الهوية وغيرها والتي يدعونها جملة وتفصيلا وكل من يقرأ منهم هذا الحديث الذي سينزل عليهم كالصاعقة سيدرك إن منطقه ليس مهزوم فقط وانما مخجل.
    وفي ختام هذا الحديث أنبه الى خطورة مجاراة التيار العنصري المتخلف من أصحاب نظرية العرق كما يوصف وتجربته المؤلمة الماثلة أمامنا في جنوب بلادنا وعدم الخضوع لابتزازه كما يجب الوقوف ضده وكشفه وتعريته وايقاف مخططه من اجل المحافظة على ما تبقى من بلادنا ووحدتها الوطنية ضمن تنوعها والسعي لتقريب الفوارق بيننا للعمل كيد واحدة من اجل الوقوف بالضد من كل القوى التي اقعدت بلادنا وادخلتها في متاهات التخلف والحروب الاهلية.

    والله ولي التوفيق
    بدوي محمد بدوي


                  

03-06-2018, 09:15 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: بدوي محمد بدوي)

    وهذه هي المداخلة التي كانت عبارة عن مقدمة لوضع المقالات والتي هي رد على مداخلة في بوست الهوية العروبة الافريقية العنصرية
    تحياتي مرة أخرى قبل أن أعود هنا مرة أخرى كما اسلفت




    Quote: يا بدوي.قلت لي زولك ال "غني عن التعريف" طلع بعثي؟؟ههههههههههههههههههههههههههههأنا لا أستغرب أبدا في الحروبات القائمة في السودان منذ قبل الاستقلال حتى اليوم.

    الاخوة الكرام،
    بعد التحية في هذه الجمعة المباركة بإذن الله وكما وعدناكم سابقا أن نبدأ ردنا على المداخلات المختلفة بالمداخلة أعلاه المقتضبة والمرحة المليئة بالهاهات نقول بأن ردنا عليها سيكون بثلاثة مقالات أتمنى ألا تكون ثقيلة على القراء الكرام والمشاركين في الحوار او الذين لديهم النية للمشاركة فيه، إرتجلناها سريعا لذلك ربما تكون ليس بالعناية المطلوبة ونعتقد إنكم تقدرون ظروف الوقت بالنسبة لنا ولكن لماذا ثلاثة مقالات؟ لأنها أي المداخلة بالرغم ان كلماتها معدودة الا أنها في رأينا تختصر مشهد له ثلاث ابعاد على الأقل وبالرغم من ان هذه الابعاد تتفاوت من حيث رؤية الناس لها كما انها ربما لا تكون منسجمة مع بعضها أخترنا أن نرد على كل بعد بجزء خاص به أطلقنا عليه لفظ مقال أو قل رد حيث نحاول في المقال الأول الرد على الفكر وممارسته الموجودة على ارض الواقع و المستترة وراء تلك الهاهات التي تتوسط المداخلة ذلك الفكر والممارسة الذي يقارب موضوع الهوية بشكل عام في السودان والتي يعبر عنه صاحب المداخلة ومن يتطابقون معه بشكل او بآخر في رؤيته. ولأننا واستنادا على النظرية التي توصلنا اليها هذه المرة وبدون مساعدة اصدقائنا الأعزاء والتي اسميناها جدل الفكر والشخص والتي سنحاول من خلالها أن نرد على الفكر والممارسة فقط وليس على الشخص باي حال سياتي ردنا على هذا البعد الفكري وممارسته بالمقال الأول الذي اسميناه (المسكوت عنه في موضوع الهوية) وقبل وضع هذا المقال نود أن نعتذر مسبقا بالنسبة لبعض الاخوة الذين نعتقد انهم يستخدمون موضوع الحمض النووي ومن باب المزاح ونتيجة ما ارتبط به من جدل حول الهوية والعروبة والافريقية والعنصرية في السودان لنقول كل من يتعاطى مع هذا الموضوع بهذه الصورة يجب أن يعلم انه ليس المستهدف الحقيقي بما عرجنا عليه حول هذا الموضوع في ردنا على المداخلة، اما البعد الثاني في المداخلة وهو ما يمكن ان يلاحظه حتى اعمى البصيرة وذلك لشده وضوحه وهو تحميل العرب والعروبة الحروب القائمة في السودان ومنذ الوجود البريطاني أي قبل استقلاله ليكون ردنا على هذا البعد من خلال مقال اسميناها أنا عربي نتحدث فيه عن مفهومنا وشعورنا تجاه موضوع العروبة في السودان كما نود مسبقا أن نعتذر حوله مسبقا للقراء الكرام ولأصدقائنا لأننا لم نجد فيه من مفر ومن باب التوضيح للقضية مسار الجدل الا أن نذكر فيه قبيلتنا أو قبيلة والدنا لأن والدتنا تنتمي لقبيلة أخري من قبائل السودان المتعددة وذلك لأن كل من يعرفنا لم يسمع منا الحديث القبلي الا في اطاره الإيجابي العام ونعتقد ان الغالبية العظمى من رفاقنا واصدقائنا وزملائنا الذين ربما يرون او يسمعون لأول مرة اننا نتحدث عن قبيلتنا رابطين ذلك بالحديث عن نفسنا سيستغربون جدا وربما سيعتقدون ربما ارتدينا عن النأي بالنفس عن الموضوع القبلي في السودان حيث تعودنا ان نقول اننا سودانيين فقط وحتى الذين يسالوننا عن قبائلنا نحاول فقط ان نذكر لهم مناطقنا التي عشنا او نعيش فيها وهذه مسالة ربما ارتبطت بالنشأة وفي مرحلة لاحقة بمرحلة الدراسة الجامعية التي ارتبطت لدينا ولدي الغالبية من اخوتنا السودانيين بالتركيز على الموضوع الوطني والتطرف في إدانة التفكير القبلي بكل مفاهيمه لاسيما السلبية بل وحتى المناطقي الجغرافي حيث لم نكن نشارك في روابط الأقاليم المناطقية بحيث كان تركيزنا جله يصب حول طرحنا لأنفسنا كسودانيين، على أية حال كان لابد من توضيح هذه القضية الحساسة بالنسبة لنا ولرفاقنا واصدقائنا لنذهب الان للبعد الثالث وهو يتمثل في ربط صاحب المداخلة مسالة العروبة والحديث عن الهوية العربية الثقافية بحزب البعث عند حديثه عن بعثية المفكر كاتب المقال الأول في هذا البوست وكأنما العروبة حكرا على البعثيين في السودان وان الذين يدافعون عنها هم البعثيين فقط ومن خلال هذا الربط أيضا تحميل حزب البعث المغلوب على أمره في السودان مسؤولية الفشل والحروب الحالية الخ. وقد أخترنا عنوانا لهذا المقال اسميناه (أنا بعثي) ونود أن نعتذر للقراء والمشاركين معنا في الحوار ونوضح لهم أن هدفنا من هذا الحوار ليس الحديث عن حزب البعث وكذلك ليس استقطاب الناس لحزب البعث بأي حال كما ان العروبة في السودان يجب أن يدافع عنها وبحسب تصورنا كل السودانيين بما فيها الذين لا يشعرون بانهم عرب ولكن فقط لأن لهم أخوه في الوطن وهم كثر يشعرون بانهم عرب أضف الى ذلك اننا ندرك جيدا أن غالبية أبناء شعبنا لا تستهويها الأحزاب السياسية في هذه المرحلة في بلادنا لأن الإحباط والفشل قد جعلها تفقد الثقة في غالبية هذه الأحزاب لاسيما بصيغها الحالية ولذلك عندما نتحدث عن حزب البعث في هذا المقال المسماة أنا بعثي نريد فقط أن ندافع عن أنفسنا ونوضح للناس جميعا إن فكر البعث لم ولن يكن ثغره ونقطة ضعف عند الحديث عن العروبة في السودان ومثل ما يريد أن يوحي من يريد ذلك بما فيهم صاحب المداخلة وانما هو ومن قوة منطقه سيبتعد عن الحوار معه كل الاخرين الذين يريدون تصويره بتلك الصورة. ولو أردنا طرح أفكار حزب البعث لخصصنا لها بوست منفصل نثق أنه لن يستطيع مجادلتنا فيه أي كان وهذه ليست أوهام قوة لأنه عندما كنا في الماضي نقيم الندوات بعنوان نحن والتنظيمات السياسية كنا في الغالب وبالكاد نجد من يورط نفسه في الحوار معنا وفي الوقت الذي نحترم فيه أيا كان عندما يتحاور معنا بموضوعية.
    نوضح هنا إن مداخلة الأخ الأخيرة والتي يرد فيها على الأستاذ بهاء الدين بكري ليست سوى توضيح لمداخلة الهاهات الأولى لم يكن الأخ يحتاجه بحسب رأينا ولكنه بالطبع مخير فيما يفعل.
    نعتذر للإطالة عليكم ونقول إنها نقاط كان لابد من توضيحها أولا حتى لا تختلط الأمور ويبقى هنا أخيرا أن نكرر أنه وبعد ردنا على المداخلة المذكورة والتي سنضع فيها المقالات الثلاث يوما بعد يوم وبعد نشر هذه المداخلة مباشرة لنعطي القارئ الكريم فرصة لالتقاط أنفاسه بعد ذلك سنرد على كل الاخوة المتداخلين أصحاب تلك المداخلات القيمة الواحد تلو الاخر ومن ثم نضع المقالات او الدراسات التي وعدنا بها ليتواصل هذا الحوار حول تلك المفاهيم الى ان يصل الى مراميه.
    والله ولي التوفيق،
    بدوي محمد بدوي

                  

03-06-2018, 09:26 PM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: جمال ود القوز)

    يا حبيبنا علي عبدالوهاب عثمان
    الزول دا من عندكم
    اتفضل اقرأ واتفرج .........
    ------------------------------------

    أنا عربي وبدون أي لكن

    لا تريدون من أي أحد في بلادي أن يقول إنه عربي؟ أقول لكم يقول كثر في بلادي أنهم عرب. ولكن دعوا شخصي الضعيف يشرح
    لكم قليلا، كيف ولماذا، أنا عربي ما رأيكم؟ أنا ابن النهر الخالد ودجلة والفرات وبرقة وعمان وطرابلس و الخرطوم والدار البيضاء
    وكل المدن السودانية والعربية، ما رأيكم؟ هل تريدون أن تفحصوا حمضي النووي وقبل أن تاتوا لفحص الحمض النووي دعوني
    أساعدكم قليلا لأسألكم هل تريدون معرفة قبيلتي في السودان؟ والدي من أب دنقلاوي وأم محسية أذن والدي دنقلاوي أذا أنا دنقلاوي
    بالرغم أن والدتي تنتمي لقبيلة أخرى؟ أذا أنا أعتبر نفسي من أحفاد بعنخي بشكل أو بآخر، وأكثر من ذلك تربط جدودي الصلات
    بمحمد احمد المهدي وقد طحنت غالبيتهم حروب المهدية لاسيما كرري مع خليفته التعايشي، ولأننا لم نتعود الحديث عن قبائلنا سيستغرب
    ذلك كثير ممن يعرفونني، أعتذر منهم جميعا. اكرر أنا عربي و أعتز باني عربي و ثقافتي والوعاء الذي يحويها هو اللغة العربية، ما
    هي المشكلة اذن هل يعني ذلك إنني تخليت عن قبيلتي؟ انا اعتز بقبيلتي وتاريخها وحضارتها ولو وجدت فرصة لأتعلم لغة قبيلتي لأغوص
    في معرفة حضارة اجدادي العظماء المعروفون سأفعل ذلك لأنني عندما أتيحت لي الفرصة تعلمت ثلاث لغات اجنبية لا تربطني بشعوبها أي
    علاقة سوى علاقات الدراسة والسفر والاغتراب، ماهي المشكلة في أن اتعلم لغة اجدادي الى جانب لغتي الحالية العربية لغة القرآن التي أحبها؟
    كما أستطيع أن اعبر بها عن نفسي والتي قرأت وعرفت من خلالها أجزاء مهمه من تاريخ العرب قبل وبعد الإسلام. بالإضافة إلى إنها ربطتني
    بالمنطقة العربية ومشاكلها وجعلتي أتطلع الي المساهمة في حلها وأدافع عنها، مدركا من هو عدوها، كما أؤمن بوحدتها من الخليج الى المحيط
    وبالمستوى الذي جعلني أشارك في الحرب العراقية الإيرانية لحماية بوابتها الشرقية وعمري حينها لم يتجاوز العشرين عاما وكان معي رفاقي
    من السودان وقابلت العراقيين والأردنيين والمصرين والتوانسة واليمنيين والمغاربة والارتريين والصوماليين وغيرهم من الجنسيات العربية الأخرى
    هناك ولم يسخر مني احد ولم يتهكم في لوني أو شكلي احد من هؤلاء الذين يعرفون المعنى النضالي الإنساني للعروبة، هؤلاء الذين يدافعون عن الامة
    العربية بأرواحهم هم فقط من اؤمن بأنهم يمثلون الامة العربية وقيمها الحقيقية، هؤلاء أصحاب المعاني النضالية والحضارية والإنسانية هم الذين يمكن
    أن استمد منهم عروبتي وليس من المتخلفين من العرب ومن غير العرب الذين ينظرون الى شكلي ولوني. ما هي المشكلة في انني عربي ولي قبيلة او
    عشيرة أيا كانت تلك القبيلة ومثلي مثل جميع الناس في السودان والمنطقة العربية كلها؟ أين هو التناقض؟ إذا سالت الافريقي الذي أتي اهله الى فرنسا قبل
    عشرات السنين وولد فيها ودرس وتعلم فيها وعاش فيها خمسين عاما فقط وربما لم يمكث في أفريقيا سوى أسابيع متقطعة يزور فيها من تبقى له من أهل، إذا
    سألته من أنت ماذا سيجيبك، بماذا ستكون أجابته وهو اسود اللون ولا يحتاج الى فحص حمضكم النووي لإثبات ما تريدون اثباته. ماذا ستكون اجابته اليس
    أنا فرنسيا وبلغة أفضل من لغة الكثير من فرنسيين آخرين مثلما ما هي لغتنا العربية التي هي أفضل من عرب آخرين؟ اترك هذا الافريقي الذي قضى خمسين
    عاما في فرنسا، فربما انه ما يزال يصنف نفسه غاني او سنغالي او غيره لأنه لم يتمكن من الاندماج في المجتمع الفرنسي بالشكل المطلوب للإجابة على السؤال
    من أنت واسأل أبنائه وبناته الذين ما يزالون سود اللون عن هويتهم ستجد الخبر اليقين عند سؤال الهوية. وإذا قال لذلك الشخص الافريقي في فرنسا شخص فرنسي
    أبيض أنت لست فرنسي، انت أفريقي أسود اللون، أرجع من حيث أتيت. ما هو تصنيف هذا الشخص حسب القوانين الاوربية التي تعرفونها؟ الا يحاكم بتهمة العنصرية
    والإساءة الى مواطنه؟ وكذلك ينطبق الامر على بريطانيا وامريكا ماذا يقول الناس الذين أتوا اليها من كل صوب؟ لماذا لم يصبحوا جميعهم هنود احمر؟ أنا افهم تماما أنه
    في بريطانيا وامريكا لا بد من تصنيف الناس انفسهم حسب أصولهم في الاستمارات التي يقومون بملئها لأي سبب من الأسباب كطلب الحصول على وظيفة او وثيقة او
    اعانة الخ... كأن تكتب انك ابيض او اسود او كاريبي او اسيوي او تقع ضمن تصنيفات أخرى بجانب انك امريكي بحيث تبرر تلك الدول هذه الممارسة بأهمية تلك التصنيفات
    للحصول على المعلومات حول أصول افراد المجتمع من اجل خلق حالة من التوازن داخل مؤسساته، وهو ما نعتقد أنه مجرد تبرير بينما الغرض من ذلك هو لتمكين إدارة
    المجتمع ومؤسساته وشركاته في السيطرة على افراده ولأسباب أخرى غير التي تبرر بها هذه الممارسة والدليل على ذلك ان مثل هذه الاستمارات غير موجودة في دول كثيرة
    أخرى في العالم بما فيها الدول الاوربية مثل المانيا وهولندا وغيرها. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن ما يصلح او ما تعود عليه الناس هنا ليس بالضرورة ان يصلح هناك
    وأقرب مثال على ما نقول هو محاولة الامريكان تطبيق هذا النموذج في العراق بعد احتلاله وهو الامر الذي رتب في النهاية نتائج كارثية على المجتمع. فعندما دخل الامريكان
    العراق ودمروا مؤسسات الدولة و وزاراتها، جاءوا بنفس تلك الاستمارات ليقوم الناس بملئها على نفس الشاكلة المتوفرة في أمريكا وأصبح المواطن العراقي مطالب بان يكتب
    ما إذا كان سني او شيعي او كردي او مسيحي الخ.... بجانب عراقيته، فماذا كانت النتيجة. انعدمت معايير الكفاءة التي كانت سائدة في الدولة العراقية السابقة وانتشرت الطائفية
    في الوزارات والجيش والشرطة وغيرها وأصبح الوزير واستنادا على المعلومات المتوفرة في هذه الاستمارات، ولأسباب أخرى أيضا يعين جميع الموظفين من طائفته أو قوميته
    ابتداء من وكيل الوزارة وحتى الفراش فأصبحت وزارات كاملة شيعية وأخرى سنية أو كردية الخ وشاع ما اسماه العراقيون بمبدأ المحاصصة الطائفية والقومية. والجدير بالذكر
    إن كل تلك الانتماءات الجانبية عندما تكتب في مثل هكذا استمارات لن تحل مشكلة، بل تزيد الأمور تعقيدا ويبدو لي انها مستخدمة الان في السودان بالشكل القبلي. ستجادلون كثيرا
    في موضوع الهوية وتقولون إن منطقي مقلوب فكيف تقارن المهاجر الافريقي المسكين الى فرنسا الدولة المتبلورة قوميتها في حين تطالبه بأن يتحول الى فرنسي وتطالبنا نحن اهل
    البلاد على تغيير هويتنا حسب المهاجرين العرب الذين أتوا الينا ولا تطالبهم هم أنفسهم بان يتحولوا الى افارقة يتكلمون لغاتنا ولهجاتنا، لأقول لكم لماذا لم يفرض عليهم اجدادنا لغتهم
    وثقافتهم حين أتوا في السابق، بينما العكس الذي حدث. أذهبوا إخرجوا جثثهم من باطن الأرض لتسألوهم لماذا لم تمنعوا انتشار اللغة والثقافة العربية في هذه المنطقة ولكن إن تقولوا
    إن هؤلاء المهاجرين مستعمرون فلابد انكم تلوون عنق الحقيقة، لأسألكم إذا كان المستعمر الحقيقي الفرنسي والذي اتى محملا بكل أسباب القوة المادية العسكرية ولم يأتي بأي رسالة
    سوى النهب الى افريقيا وحاول فرض لغته وثقافته بالقوة على الناس لم يستطع، فكيف تستطيع جماعات هاجرت الى افريقيا في الماضي وعلى دفعات ان تفرض ثقافتها بالقوة بينما يعجز
    الفرنسي؟ أقول إذا لم يكن الفيصل للحديث عن الهوية هو الشعور تعالوا نذهب لنطلع ونقرأ حول الثابت والمتحول في الهوية وارتباطه بالزمان والمكان وتطور اللغة والثقافات في المجتمع
    السوداني وأدعوكم للصبر معي قليلا لأقول أكثر من ذلك، أنا عربي وأنا سوداني واعتز باني سوداني ويمكن أن أضحٌي بالغالي والنفيس من اجل السودان ماهي المشكلة؟ وعروبتي هذه لا
    تلغى كوني سوداني، كما لا تلغي قبيلتي بالمعنى الإيجابي للقبيلة؟ ماهي المشكلة، ليس لدي مشكلة في ذلك اعتز وافتخر بكل هذه الانتماءات. ما هي المشكلة في كوني سوداني و اشعر بأنني
    أخ لجميع السودانيين من القبائل الأخرى ومن مختلف الديانات، مسلمون، مسيحيون، وثنيون وغيرهم من النسيج الاجتماعي المتعدد في السودان بلادي وفي الوقت نفسه فانا عربي تربطني
    لغتي العربية وثقافتي بمحيطي العربي الذي من حولي؟ ماهي المشكلة أن يكون هنالك مصريا فرعونيا او من أصل ارمني عربي رابطا مصيره بمصير الامة العربية أو عراقيا من أصل
    اشوري او أكدي عربي أو أن يكون لبنانيا من أصول شركسية عربيا ماهي المشكلة؟ جميعهم ليس لديهم مشكلة، انا فقط هو الذي لديه مشكلة بسب اللون؟ أنا لا اعتبر اللون معيارا للهوية.
    ولا أجد أي تناقض حقيقي في كوني سوداني وعربي. وإذا كنتم تريدون دائما الذهاب نحو اللون، أقول لكم تعرفون ان في كل الدول العربية هنالك أناس لونهم اسود، اليس هذا صحيحا؟
    ماهي المشكلة في أن يكون شخص اسود اللون وهو عراقي وعربي أو اسود اللون وهو قطري وعربي؟ كيف يرى الشخص القطري ولونه أسود نفسه؟ هل يرى أنه عربي أم يري أنه رقيق
    ينتظر سيده ليبيعه أو يعتقه؟ لماذا يتحدث الناس عن التطور وينحدرون الى عصور الظلام والتخلف. أسألكم هل هنالك تناقض بين كوني سوداني انتمي لأحدى القبائل وعربي في نفس الوقت؟
    أكرر أنا عربي، وأعرف أنكم ستقولون لي اذهب الى السعودية وأنظر كيف يعاملونك الناس هناك، أقول لكم أنا الآن في السعودية وأسألكم هل تعرفون أن السوداني في السعودية يتعرض للتهكم
    من قبل بعض السعوديين السود والذين هم أكثر سوادا منه أكثر مما يتعرض لذلك من السعوديين البيض كما ترونهم. ولا أدري إذا كان السعوديين بيضا، فبماذا سنوصف الالمان مثلا؟
    وكذلك يتعرض السودانيون الامريكان في أمريكا للتهكم من قبل الامريكان السود أكثر من الامريكان البيض، في حالة ما إذا كانوا لا يجيدون اللغة الإنجليزية بشكل جيد وأيضا يتعرض
    السودانيون الهولنديون في هولندا للتهكم من قبل السير وناميين والأنتيليين والذين هم أكثر سوادا منهم أكثر من الهولنديين البيض إذا ما اتضح أن لغتهم الهولندية ركيكة وهكذا في فرنسا
    وغيرها من الدول، هذا لا يعني أنه لا يوجد أناس عنصريين او متخلفين في كل هذه الدول ويتهكمون علينا بخلاف السود، وإنما أقول السبب الأساسي للتهكم هو اللهجة مع أمور أخرى
    سيأتي ذكرها، عندما أقول اللهجة أعرف أنكم تفهمون أنني أعني ما يطلق علية باللغة الإنجليزية (الآكسنت). إذا الموضوع لا يتعلق باللون فقط في حالة السعودية والدول العربية
    الأخرى، والا لماذا يتهكم علينا السعودي الاسود أيضا، انما يأتي الينا التهكم بالإضافة الى اللهجة وبشكل جوهري من ضعف بلادنا وتمزقها وجوعها وحروبها الاهلية فمن يجرؤ
    على التهكم على أي سوداني لو كنا أقوياء باقتصادنا وجيشنا ودولتنا. وهل لو كانت بلادنا قوية سيتهكم علينا أي كان؟ وكذلك يأتي الينا تهكم الأمريكي الأسود او السيروناومي الأسود
    بالإضافة الى موضوع اللغة الى نظرته الينا كمهاجرين من مناطق الجوع والتخلف نبحث عن الذهب في الدولة التي سبقنا اهله في المجيء اليها، يرى نفسه أحد أفراد ذلك المجتمع
    و يتضايق قليلا أو كثيرا من وجودنا لاقتسام فرص العمل والموارد التي بدأت تشح فيها معه، فيعبر عن ذلك السلوك بالتهكم مستغلا لهجتنا كثغرة لدينا، وهو سلوك قريب جدا مما
    نمارسه نحن أنفسنا مع بعض المهاجريين من الدول المجاورة لنا وكما تدين تدان. أذن عدم الاحترام يأتي الينا من الضعف الذي نعاني منه ونعمقه بالخلافات والحروب. ومن يتوقع
    أن يحترمه أي كان حتى لو كان في الواغ الواغ او الواق الواق ودولته ضعيفة وفقيرة تمزقها الحروب فهو واهم، والدليل على ما أقول إنه لغاية الان وفي الوقت الذي يحارب فيه السودانيون
    في اليمن فإن مستوى احترام الاخوة اليمنيين للسودانيين يعتبر أفضل نسبيا من دول عربية أخرى، مع ان اليمن تكاد تكون هي الدولة العربية الوحيدة التي بها عرب حضارمة أقحاح.
    وبالمناسبة أقول لأصحاب الحديث عن العرق انه يكاد ينعدم الآن وجود عرب أقحاح لا في السعودية ولا في العراق ولا في أي دولة عربية أخرى عدا الحضارمة في جبال اليمن، و مع
    هذا فاليمنيون يحترموننا لأنهم يتذكرون أنهم اغتربوا عندنا كما يتذكرون إن مدرسينا قد علموا أبناءهم اللغة العربية نفسها بالإضافة الى أنهم لم يسبقونا كثيرا في التطور مثل الذين
    توفر لهم النفط. نحن توفر لها ماهو أفضل من النفط ثم توفر لنا النفط أيضا ولكن للأسف ماذا فعلنا به؟ اما سرقنا أمواله وبنينا بها القصور او تحاربت قبائلنا التي حوله بعد أن غذى
    تجار الحروب أبنائها بالكراهية. أعود لأقول إن كل الدول العربية بها سحنات وألوان مختلفة والمفروض أنه في هذا العصر وبعد ان بلغت البشرية من الرشد ما بلغت أن يكون
    الانسان قد أصبح يُحترم لتفوقه وإنجازه وعطائه الإنساني وقدرته على التأثير وليس لشكله أو لونه أو عرقه أو أصله وفصله ومن يحكم على الناس من خلال الوانهم يجب
    أن يخرج على الأقل من دائرة التحضر ليذهب ويعيش في المجتمعات المنغلقة إذا وجدت. يجب ألا يفهم من هذا الحديث إننا لا نستوعب ولا نفهم و لا ندرك إن كثير من الناس
    مازالوا حتى اليوم يقّيمون الآخرين على أساس الوانهم ويعتبرون إن الانسان كلما ازداد سوادا كلما قلت قدراته، وانما نريد القول هنا إن تقييم الناس على إساس اللون وبهذه الكيفية
    انما هو الجهل والاستعلاء والعنجهية بعينها. ولذلك ندعو الى المفهوم الثقافي في موضوع الهوية وتقييم الانسان بقدرته على العطاء الإنساني أيا كان هذا العطاء. ونكرر إن أصحاب
    فكر العرق واللون قد أصبحوا ينظّرون ويعطون التبرير لهؤلاء الجهلة الذين يستعلون على الناس استنادا على الالوان وان هذا الامر لا يساعد باي حال على إرساء مفاهيم متقدمة
    في المجتمعات وعلينا جميعا التحرر من عقدة اللون فهذا الفكر العقيم ثبت عدم علميته وتخلى عنه أصحابه الحقيقين منذ زمن، فالألوان جميعها ضرورية لرسم أي لوحة كما إن
    اختلاف الألوان أضحى ضروري في المجتمعات الحديثة اما اللغة العربية الواحدة فهي بالإضافة الى الثقافة التي تحملها ومع وجود الخصائص المتعددة الاخرى عامل إيجابي
    للتواصل لو فقدناه لن نستطيع ان نتواصل كسودانيين مع بعضنا البعض ويجب ان نثمن دورها أيضا على هذه المسالة بدل ان نقع فيها بالشتائم ونحن نتحدثها ويحمل غالبيتنا
    اسمائها، كما إن التنكر لها وكراهيتها يخلق الحالة الحقيقية للتناقض وعدم التصالح مع النفس لأنه بالنسبة للغالبية العظمى من السودانيين فالموضوع لا يتعلق باللغة فقط،
    فاذا افترضنا جدلا، تعلم الناس لغة أخرى فماذا سيفعلون باسمائهم وأسماء ابائهم وجدودهم مثل، محمد و احمد ومحمود وعلي وعبدالله وعمر وعثمان وكذلك اسماء أمهاتهم
    وإخواتهم مثل زينب وفاطمة وعائشة وآمنة الخ، هل سيغيرونها أيضا؟. بالله عليك كيف يكره الانسان اللغة التي يعبر بها عن نفسه، يغني بها ويطرب ويكتب بها الشعر والقصة
    والرواية؟ ان ذلك هو عدم التصالح مع النفس بعينه والوقوع في فخ التأزم وجلد الذات والاستلاب الحقيقي. وأكرر هنا للذين ينظّرون الآن لموضوع اللون ويقولون لنا العرب لا
    يقبلون بكم نتيجة الوانكم اتركوهم تعالوا الى أفريقيا كأنما نحن موجودون في كوكب أخر وليس في قلب إفريقيا، لأقول لهم ما تعرفونه وتمارسونه أيضا واستنادا الى نظرية اللون، وهو
    مثل ما إن جزءا من العرب لا يقبل بنا كعرب ونتيجة للون، فإن جزءا من الأفارقة لا يقبل بنا كأفارقة ونتيجة للون أيضا، ولا يرى لوننا أفريقيا حقيقيا وانما ينظر الينا كخليط وهجين
    مشوه، وفي هذه الحالة ما ينطبق على العرب ينطبق تماما على الأفارقة. وعليه وفق منطقكم هذا ليس لنا مكان على الأرض إما أن نحلق في السماء مبتعدين منها أو نباد على سطحها
    أو أذا أردتم أن تعطونا فرصة للحياة على الأرض عليكم أن تستخدموا (القُرعة) بمعنى الطرة والكتابة كما يقول أحد أصدقائنا لحسم هذا الموضوع. لماذا لا تتركوا لنا بديلا أفضل.
    البديل متوفر ولا نستجديه من أحد. دعونا نحسم خيارنا على أسس إنسانية، لا تضعوا لنا حواجز وهمية بين انتماءات لا يوجد بينها تناقض الا في اذهانكم ولأوكد لكم ما ذهبت اليه،
    أقول مع هذا ورغم ذلك ومع إنني عربي وسوداني فأنا افريقي أيها الأصدقاء، ما هو رأيكم؟ كيف ذلك؟ أنا لا أنتظر ولا استمد عروبتي او أفريقيتي من نظرة الآخرين لي او تقيمهم
    لي سواء كانوا بعض الجهلة من العرب او من الافارقة. التاريخ والجغرافيا واللغة والثقافة والمصير المشترك هي العوامل التي تحدد تلك الانتماءات. دعوني أشرح لكم كيف إنني أفريقي
    لأقول لكم افريقيا هي القارة التي اسكنها، جذر حضارتي وتراثي يضرب في اعماقها لذلك اشعر بالانتماء اليها واتعاطف مع شعوبها وأسعى ليقوى بلدي السودان ويكون له مكانا مؤثرا
    فيها تربطه بدولها علاقات الصداقة وتبادل المصالح المشتركة والتعاون من أجل تقليل نفوذ المستعمرين الذين نهبوا خيراتها وزادوا سكانها جهلا وتخلفا على ما هم عليه من جهل
    وتخلف واعمل لمحاربة الدعوات العنصرية المتخلفة التي تجعل التصنيفات العرقية قانونا لها. هل ستنكرون علىٌ افريقيتي بهذا المعنى لأنني عربي؟ هل التوانسة والمغاربة
    والموريتانيين والليبيين وغيرهم ليسوا عربا وأفارقه؟ دعك من امازيغية البي بي سي فهي أيضا تمشي حاملة معها المجهر وجهاز الحمض النووي، ولأنها عنصرية متخلفة وكذابة تدعي
    الأفريقية على أساس الشكل وتصنف إمراه أخرى على أنها إفريقيا في شكلها في حين أن شكلها هي نفسها يختلف مع المرأة الأخرى مما يؤكد أنها ترى شكلا ولونا معينا للأفارقة يختلف
    عن شكلها ولونها، لأنه لا يعقل أن نأخذ الشكل واللون معيارا ونضع شكلين ولونين في تطابق. أعود وأقول الأفريقية أيضا ليس لها علاقة باللون والشكل، فإفريقيا قارة مثلها مثل اسيا
    أو أمريكا اللاتينية فيها البيض والسود والملونين لأسأل، هل تلغي هذه الافريقية عروبتي؟ هل هنالك عداء بين العرب وافريقيا؟ الى اين ذهب رفاق محمد الرسول العربي عندما اشتد
    عليهم الخناق من أهلهم؟ الم يلجؤوا الى افريقيا؟. ومنذ متى بدأت هجرات العرب الى افريقيا؟ ما هي المشكلة في أن يلعب بلدي السودان دورا إيجابيا في المساعدة في حل مشاكل افريقيا؟
    ويكون حلقة الوصل بين أفريقيا جنوب الصحراء وشمالها؟ الا يعطيه ذلك دورا مشرفا وكبيرا؟، ولكنه كيف يفعل ذلك عندما تضربه هو نفسه الحرب الاهلية ويتحارب افراده وقبائله
    وكل فرد منهم يحمل معه مجهره ليتبين جينات الآخر؟ أنا أعتز بترهاقا وإبنه بعانخي وبمحمد أحمد المهدي وعلي عبد اللطيف وبعمر ابن الخطاب وخالد ابن الوليد وعبد الرحمن
    الداخل الذي فتح الاندلس وبصدام حسين المجيد، ماهي المشكلة في ذلك؟ منذ أن كنت طفلا سمعت كثر من آبائي وأهلي يقولون بذلك كما سمعت أسطورة غنائي يغرد بعزم ترهاقا
    وإيمان العروبة، لذلك وفوق هذا وذاك أعتز بمحمد ابن عبد الله الرسول العربي الكريم ما هي المشكلة في ذلك؟ وأعتقد إني أعبر بهذا الفهم عن وجدان الغالبية من أبناء شعبي؟ البعض
    سيسالني ماذا يوجد عند العرب حتى تنتمي إليهم وكأني افهم إن مثل هؤلاء يمكن ان ينتموا للعرب عندما يصبحون أقوياء، أليست هذه هي علاقة التبعية بعينها عندما تنتمي لمجموعة
    لأنها قوية ومؤثرة؟ وهل نتخلى عن السودان لأنه ضعيف الأن؟ لنفترض أنه لا يوجد عند العرب الآن أي شيء إيجابي يذكر، فانا عربي أريد أن أساهم معهم في خلق الأشياء الإيجابية
    ما هو المانع؟ هم اخوتي في اللغة والثقافة والمصير المشترك، ضعفاء مفككين يحكمهم عملاء الاستعمار الذي قسم منطقتهم ووضع حدودها الجغرافية ودولها الحالية، وزرع إسرائيل
    في قلبها، وهم دائما مفعول بهم، فانا أريد ان اناضل من اجل وضع أسس لتعاونهم ووحدتهم لماذا تريدون منعي من القيام بذلك؟ كما أريد أيضا ان أساهم مع الافارقة أخوتي وجيراني في
    صنع الأشياء الإيجابية، فهم أيضا مفككون ومضطهدون، ومنهوبة ثرواتهم من قبل المستعمر الحقيقي والذي اين ما حل ترك مشاكلا وزرع الغاما تمنع التفاعل الطبيعي بين الناس، اريد
    ان أساهم مع هؤلاء في المساعدة بما أستطيع فعله. ولكن ليس على طريقتكم بأن احمل بندقيتي لأحارب جيراني يساعدني عدو افريقيا الأول المعروف للجميع لأجعل الاقتتال والحروب
    الاهلية سبيلهم الوحيد للفكر والممارسة والأمثلة كثيرة بما فيها المسكوت عنه الان عندكم. فلنفترض انه ليس عند العرب أي شيء يذكر في الحاضر وهو أمر أقرب الى الواقع أذا استثنينا
    مقاومة العرب للظلم والاحتلال هنا وهناك وابعدنا الإسلام الذي أصبح غالبية العرب لا يفهمونه بشكله الصحيح ، إن لم يكن فقط يتاجرون به للأغراض السياسية وغير السياسية، رغم
    أنه روحهم وزادهم ومعينهم الذي لا ينضب. وان تخلى جزء كبير منهم عن قيمهم السمحة من شجاعة ومروءة وكرم، فالحمد لله أنه مازال جزءا كبيرا من اهلي في السودان يكرم ضيفه
    ويحتفظ بقيمه رغم كل شيء. ولكن دعنا نفترض أن ذلك يقع في التاريخ فقط؟ هل تنكرون عليهم التاريخ أيضا؟ هل تنكرون عليهم بغداد التي غير حبرها مياه النهر عندما رمى المغول
    كتبها بداخله؟ هل تنكرون عليهم الاندلس؟ هل تنكرون عليهم معلقاتهم؟ هل تنكرون عليهم ثقافة المأمون ودين محمد؟ أقول ولمن يقع أحيانا في الفخ وبحسن نية ويلتقي دون أن يقصد
    مع الشعوبيين ويتصور أن الله قد أنزل الدين على العرب لأنهم جهلة وأشد كفرا ونفاقا وليهذبهم به مثل ما يدعيه أعداء العرب الذين أسقط العرب إمبراطوراتهم لينشروا دين الله في الأرض
    مثلما يعتقدون فيه، أقول له أترك الله جانبا وأجبني أنت، أذا كان لديك رسالة فلمن ستعطيها؟ اليس للذي تعتقد أنه قادر على توصيلها وخصوصا إذا كنت تعتقد إن هذه الرسالة مهمة.
    هل ستحّمل أمانتك الى من لا يستطيع حملها أم ستختار الأمين الذي سيحملها لك على أكمل وجه؟ هذا المنطق البسيط جدا الا يؤكد قدرة العرب على حمل رسالة الإسلام الذي أصبح
    روحا للعروبة وتراثا للعرب جميعا بما فيهم المسيحيين أنفسهم
    وغيرهم، الا يستحق العرب التقدير على الأقل من الذين وصلهم هذا الدين؟ والذين يكرهون العرب ويريدون ان يتخلوا عن لغتهم العربية واسمائهم كذلك فهل يريدون ان يتخلوا عن
    اسلامهم أيضا. فهو بالرغم من عالميته عربي أيضا، نعم عربي بقرآنه ورسوله وابطاله ومسرحه، فماذا سيبقى لهم بعد ذلك إن تخلوا عن كل ذلك؟ دعونا نسأل الذين يريدون حرمان
    العرب من كل ما هو إيجابي قبل الإسلام وتصويرهم كأنهم قوم جهلة غضب الله عليهم فانزل عليهم دينه، لماذا خياركم في الجاهلية هم خياركم في الإسلام، ولماذا بعث النبي العربي
    ليتمم مكارم الاخلاق، ولماذا جعلهم الله أمة وسطا ليكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول العربي عليهم شهيدا ومن هم هؤلاء؟ أنهم المسلمون ولكن من هم هؤلاء المسلمون حينها،
    الم يكونوا العرب مع ثلاثة اشخاص افاضل آخرين ولماذا كنتم خير امة أخرجت للناس؟ ومن هي هذه الامة التي أخرجت للناس؟ هل هي الامة الإسلامية؟ ومن هي الامة الإسلامية
    حينها وعند نزول الآيات؟ اليس العرب مع نفس الثلاثة اشخاص الافاضل الآخرين؟ ولماذا لسان الذي يلحدون اليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ولماذا انزل قرآنا عربيا غير ذي
    عوج ولقوم يعقلون ولعلكم تتقون وبلسان عربي مبين، ولماذا العربية هي اللسان ومن نطق بالعربية فهو عربي وكيف يسئ البعض الينا ومن الذين يريدون استفزازنا ويقولون إننا
    نستجدي العروبة من خلال اللغة كأنما نزلت علينا من السماء أو أتت الينا مخلوقات خارقة علمتنا لها وانسحبت من المشهد لتتركنا في الحيرة التي تريدون ادخالنا فيها .لقد أنزل
    الله القران على العرب لأنهم الأقدر على فهمه وحمله وتوصيله، و قد أنجزوا مهمتهم على أكمل وجه وعلى الذين يعتزون بإسلامهم أن يشكروا ويحترموا القوم الذين نشروه
    أيا كانوا، وان لا يربطوهم بالقيم التي تتنافى معه. الآن دعوني أرتبها لكم بطريقة أخرى أنا إفريقي وسوداني ولكني عربي، ختاما اعرف ان منكم من ينتظرني أن أختم هذا المقال
    إن جازت تسميته، بقولي وفي نهايته إنني انسان وهو محق، فأنا إنسان والعروبة لا تعني بالنسبة لي إي مفهوم أكثر من القيم الإنسانية كما لا تتعارض مع انتماءاتي الأخرى.
    والله ولي التوفيق،

    بدوي محمد بدوي
                  

03-06-2018, 09:35 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: عمر دفع الله)

    قبل أن أعود هنا لأوضح أمور كثيرة أمل أن لا يكون موضوع الكاريكاتير القادم للاخ عمر دفع الله حول الاخبار المنتشرة حاليا والتي تتناقله اغلب الأوساط حول طلب رسمي تقدمت به دول جنوب السودان للانضمام للجامعة العربية .


                  

03-06-2018, 10:11 PM

Elbagir Osman
<aElbagir Osman
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 21469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: بدوي محمد بدوي)

    قرأت لعصام أحمد البشير مقالاً في مجلة إسلامية كويتية يقول فيها إن المتنبئ لا يؤخذ برأيه في العروبة لأنه ليس عربياً خالصاً.. بل من المواليد.. لأن احد أبويه كردي..
    فتخيل..

    الباقر موسى
                  

03-07-2018, 07:29 AM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: عمر دفع الله)

    Quote: قبل أن أعود هنا لأوضح أمور كثيرة أمل أن لا يكون موضوع الكاريكاتير القادم للاخ عمر دفع الله حول الاخبار المنتشرة حاليا والتي تتناقله اغلب الأوساط حول طلب رسمي تقدمت به دول جنوب السودان للانضمام للجامعة العربية .

    بدوي إزيك!

    كدي قبل ما (تعود) ياريت تلخص فكرتك الأساسية ورؤيتك بدل (حقيبة المقالات)
    المتنقلة في كل بوست!

    انت عايز تقول شنو؟ إنك عربي وبدون؟

    موضوع الجنوب دا لا يرتبط بالبوست هنا مالم تكن (ترغب) في التلميح
    بأن (الجنوبيين صاروا عرب فما بالك بالسودانيين)!

    طبعاً (العرب) عندما تجمعت عليهم (عروبيات) الصومال وجزر القمر وموريتانيا والسودان
    بسبب نفس (الجامعة) لجأوا لكيان (يخص العرب) أسموه مجلس دول التعاون الخليجي.

    ____
    حردة ساي
                  

03-08-2018, 04:43 AM

Haytham Ghaly

تاريخ التسجيل: 01-20-2013
مجموع المشاركات: 4763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: حاتم إبراهيم)

    Quote: لجأوا لكيان (يخص العرب) أسموه مجلس دول التعاون الخليجي.


    يسوو شنو عاد

    اذا كان قبائل الزولو كلها تسعى للاستعراب .. وما عارف لي شنو.. وشنو المغري اصلاً

                  

03-15-2018, 04:29 PM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: Haytham Ghaly)

    السلام عليكم،
    لقد وعدنا من قبل إننا سنعود الى هنا لنوضح بعض الأمور المهمة وها قد عدنا لنقول إن أهم ما نريد توضيحه هو أنه ليس لدينا عداء شخصي مع أي كان كما أنه ليس لدينا النية أيضا في الدخول في عداء شخصي مع أي كان ونعتبر الجميع أخوتنا ومهما إختلفنا معهم في التصورات وقد جئنا لهذا المنبر لكي نطرح تصوراتنا لمختلف القضايا التي تهم وطننا باعتباره مكانا ديمقراطيا يتسع الجميع ولكل فيه الحق ان يطرح او أن يري نفسه بالطريقة التي يراها دون أن يتعدى على الآخرين وباختصار شديد وحتى نتمكن من غلق هذا البوست بصورة حضارية متقدمة نرجو لطفا وليس أمرا من صاحبه مسح الرسم الذي بدأه به وذلك لأننا نعتقد أن هذا الرسم يحاول المساس بمجموعة سكانية كبيرة وأصيلة في المجتمع السوداني وبصيغ تنميط معروفة ومستهلكة وممجوجة وغير مفيدة أقول مسح الرسم فقط مع الإبقاء على البوست كما هو لأن هنالك بعض الأمور البسيطة الأخرى يجب أجلائها قبل غلقه.
    والله ولي التوفيق.


                  

03-16-2018, 05:57 AM

بدوي محمد بدوي
<aبدوي محمد بدوي
تاريخ التسجيل: 01-18-2017
مجموع المشاركات: 192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: بدوي محمد بدوي)

    Quote: السلام عليكم،لقد وعدنا من قبل إننا سنعود الى هنا لنوضح بعض الأمور المهمة وها قد عدنا لنقول إن أهم ما نريد توضيحه هو أنه ليس لدينا عداء شخصي مع أي كان كما أنه ليس لدينا النية أيضا في الدخول في عداء شخصي مع أي كان ونعتبر الجميع أخوتنا ومهما إختلفنا معهم في التصورات وقد جئنا لهذا المنبر لكي نطرح تصوراتنا لمختلف القضايا التي تهم وطننا باعتباره مكانا ديمقراطيا يتسع الجميع ولكل فيه الحق ان يطرح او أن يري نفسه بالطريقة التي يراها دون أن يتعدى على الآخرين وباختصار شديد وحتى نتمكن من غلق هذا البوست بصورة حضارية متقدمة نرجو لطفا وليس أمرا من صاحبه مسح الرسم الذي بدأه به وذلك لأننا نعتقد أن هذا الرسم يحاول المساس بمجموعة سكانية كبيرة وأصيلة في المجتمع السوداني وبصيغ تنميط معروفة ومستهلكة وممجوجة وغير مفيدة أقول مسح الرسم فقط مع الإبقاء على البوست كما هو لأن هنالك بعض الأمور البسيطة الأخرى يجب أجلائها قبل غلقه.والله ولي التوفيق.


    للأسف أقول قد وصلنا قاع الانحدار وقد لعبت السلطة الحاكمة دورا أساسيا في ذلك ولقد اتضح الآن للجميع ان تلك الاوصاف التي كنا نصفهم بها في السابق ويعتبرها كثير من ناس متطرفة لم تكن كافية لوصفهم بها ولكن للأسف ليس السلطة وحدها هي التي انحدرت بنا الى ذلك الدرك الأسفل وانما آخرين يدعون التصدي لها استغلوا ظروف الياس والإحباط التي اصابت الناس فغذوا الأفكار العنصرية العقيمة والمريضة وزرعوها في بعض العقول التي خُربت بعد أن جعلتها تلك الظروف متهيئة لاستقبال تلك الأفكار الشاذة أفكار الكراهية وأي كراهية وانما كراهية الذات حتى اصبح شباب مثل الورد يكتبون هذا الكلام:

    Quote: اذا كان قبائل الزولو كلها تسعى للاستعراب .. وما عارف لي شنو.. وشنو المغري اصلاً


    بالله عليك انظر الى هؤلاء كيف يسعون لتربية الأجيال. وكيف ينفذون مخططا لا يدرون من يحركه يريد منهم العمل على تربية جيل تائه مشتت الافكار مثلهم لا يستطيع المواجهة ليسقط في اول محك مثل ما سقطوا هم ليس له هوية ولا طعم ولا رائحة سوى الكراهية واستفزاز الاخرين الذين هم اكثر من أهله واكثر من أصدقائه وأصدقاء اهله واكثر من جيرانه.

    بالله عليك هل يستطيع من كتب هذا الكلام والذي هو في الواقع لا يسئ بأي حال لمن قصد به الإساءة اليه وانما يسئ الى مجموعات إفريقية اصيلة لها تاريخيها وعاداتها وتقاليدها ولكن تنميطها في اللاوعي عن البعض مرتبط بكل ما هو سلبي وعنصري ومثل ما هو تنميط رسم الكراهية الموجود في أعلى هذا البوست، أقول لا يسئ بأي حال للجهة المقصود بها الإساءة ولكنه في المقام الأول يسئ الى من يحملون هذه الأفكار المتخلفة، لأسأل هنا: هل يستطيع من كتبه او أي من دعاة الافريقية العنصرية وممن يحملون تلك الأفكار المهترئة المجيء الى هنا لشرح ما يقصده به او حتى للدفاع عنه ام يا ترى هل ما زال من كتبه يمتلك قدر من الشجاعة ليمسحه فقط ودون ان يعتذر عنه.

    هذا هو ابسط مثال على ما سيوصلنا له فكر العرق واللون الذي أتينا الى هذا المنبر لضحده وسنفعل إن شاء الله.

    ومن يتحمل مسؤولية تحويل هذا البوست الى مكانا لبث السموم الكراهية والاستفزاز والعبارات التي لا تليق بالناس المحترمين؟ من يتحمل ذلك وهي موجودة أينما قرأت فيه.
    نحن لا نتحدث هنا عن أي انتقاد سياسي او فكري لنا او لأي شخص وانما نتحدث عن الكلام الشائن الذي لا يليق حتى بأصحابه الذين كتبوه.

    هذا البوست سيكون عبرة لمن يعتبر في هذا المنبر إذا لم يتدارك اصاحبه الامر واذا استمروا في دفن رؤوسهم في الرمال حتى يتعلم الناس قدر أنفسهم ويتعلمون احترام الاخر وتطبيق الشعارات التي ضحكوا بها على الناس فصاروا يحترمونهم ويتوددون إليهم عبرها.

    الى اللقاء ......

    (عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-16-2018, 06:34 AM)
    (عدل بواسطة بدوي محمد بدوي on 03-17-2018, 01:27 PM)

                  

03-16-2018, 08:09 AM

امتثال عبدالله

تاريخ التسجيل: 05-15-2017
مجموع المشاركات: 7424

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: بدوي محمد بدوي)

    ظننتك في البداية يا عمر دفع الله انك قد صبات( همزة في الالف)..وما عارفة بيكتبوها كيفن)
    وان بريمة قد سحرك بحجبات من فكي،،،هههههههه...
    مع وافر التقدير والاحترام
                  

03-17-2018, 08:24 AM

عمر دفع الله
<aعمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أنا عربي وبدون أي لكن ....... كاريكاتير (Re: امتثال عبدالله)

    ان بعض الظن اثم
    وامراء جهينة لا يسحرون الناس
    فهم كما قال حاديهم :
    نحن ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﻣﻠﻚ ﻭ ﺩﻳﺎﻧﻪ
    ﻭ ﺗﻮﺍﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻫﺎﺩﻳﺎﻧﺎ
    ﻧﺤﻨﺎ ﻧﻔﻮﺳﻨﺎ ﻣﻲ ﻣﻌﺎﺩﻳﺎﻧﺎ
    ﺗﺮﺗﻊ ﺩﻳﻤﺎ ﻓﻲ ﻭﺩﻳﺎﻧﺎ ......
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de