|
د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!!
|
حمل السمندل تاجه، وأمام مملكة النهار غنى،
ففتحت المدينة بهجة ابراجها، وتلالأت فى صوته الذهبي
أعلام الغبار:
"من ذلك الراقص فوق المجزره
يقلق أمن المقبره
اقاتل أجير
أم هارب قد جاء يستجير؟"
"أنا السمندل
يعرفنى الحاضر والغابر والمستقبل
مغنيا مستهترا بين مغانى العالم المندثره
وزهرة دامية فى بطن أنثي فى الدجى منتظره
أولد تحت شملة الظلام
أفح كالثعبان بين عرق الشهوة والأحلام
وفى ظهيرة الكلام
اشرف مثل الصقر فى وحشته العالية المستبشره
يختار فى حكمته بين خطى الفرائس المنحدره
وكم عبرت والدروع الحمر حولى والخيول المغلمه
أسوار "ممفيس" و"طروادة" و"الأندلس" المهدمه
ثم انثنيت هاربا
فى زى شحاذ ضرير آمن فى خرق الثياب
ينام فى مزبلة السوق مع الكلاب
اسكر فى "الكرخ" وفى "دارين"
أو يملأ جوفى لهب السراب"
" وحين تدخل فى حلمك الأخير يا سمندل
ماذا تراك سوف تفعل؟"
" أمتد بين الطين والنجمه
بين السيف والكلمه،
والزهرة والزهار
خيطا خفيفا من خيوط النار"
وضع السمندل تاجه وقميصه النارى يسطع فى الغبار
ومشي ،
خفيفا واثقا،
ملكا على بلد النهار،
مرحا يدور مع الفصول ،
ويستدير مع الثمار
ويسيل فى عرق تحدر من جباه الكادحين
فى منجم الروح الأخير يحفرون وينبشون
عن جوهر النار الغريب ،
ويجمعون وينقشون
ألواحه الخضراء فى حرص بأشكال البشائر..
السمندل ملك النهار حديقة الورد الأخيره
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
ما زلت أذكر- كالأمس القريب - تلك الأمسيه الشاحبه ..وأجلس على نفس الكرسي الذي كتب فيه بتأنى ..وعلى منضدته الخاصه جدا.... وكأننى لم اغادر ذلك الكرسي أو أغير الجلسه الى اليوم......... ومازلت أري وجه أمى مرات ومرات...وضوح كالشمس واسعف مستشفى سوبا...والمساعد الطبي ..............
...واسمع الصراخ والعويل..... يمر الشريط............ ويكرر نفسه.... ثم..
..20 عاما مرت كومضه...وكأنها لم تتجاوز العشرين ثانيه...........
...... احتفلوا معى يا صحاب بحياة محمد عبد الحى...والدى الراحل المقيم له الرحمه..... الذي أحب ذاك التراب فالهمه ...ترابا لم يطب لنا فيه المقام بدونه.....فغادرنا بقلوب مثقله.... لتمر الأيام...وناتى اليوم بقلوب مفعمة بفرح مؤلم وفخر حزين....نحتفل بحياته..
..بوست شعري...نثري...سيرة حياة لشاعر وناقد ومعلم...وأب...
...ولكل من اتصل بي من خارج المنبر وراسلنى... المشاركه عبر [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: د.نجاة محمود)
|
وصلتني هذه المشاركه من الأستاذ عبد العزيز الشغيل عبر بريدي الخاص ، الشكر للأستاذ عبد العزيز و هو يرفد البوست بعميق كلماته :
الخرطوم.. دفعة آداب 88. الدفعة الأشهر بالنجاح والجمال والتميز.. وكنا كعادتنا نجلس في بينشات الآداب ... نتغنى للحياة ونرسم طريق المستقبل..وكان يدهشنا الجمال.. ونعجب له ونقف له.... كنا مجموعة طيبة .. أصبح جلها أساتذة في نفس الكلية: د. خالد محمود، ود. فؤاد شيخ الدين، والأستاذ محمد الخاتم، والأستاذ/ محمد عمر محمود ، وغيرهم كثيرون لا تسعفني الذاكرة..
وكنا نقف مندهشين لتلك المرأة الصارمة التي تقف بسيارتها لتنزل ذلك الدكتور.. وترفض أن يساعدها أحد.. سألنا عن ذلك الدكتور فعرفنا أنه محمد عبد الحي.. جاء أحد من الدفعة التي قبلنا مكفهراً ذات صباح حيث طلب منهم محمد عبد الحي بحثاً صغيراً عن الجن في روايات شكسبير... ساعدناه واستفدنا من ذلك.. هذا بجانب ما تفضل عليه السينير بالفطور وليمون البيزنس. وعندها ذهبنا إلى معارض الكتاب نبحث عن محمد عبد الحي.. واقتنيت العودة إلى سنار ولا زلت أحتفظ به .. ولكنه بعيد عني في السودان.. لقد احتفظت به هنالك خوفاً من ضياعه.. فكم من نفيس الكتب قد ضاعت..
وفي الرياض، وفي إحدى الندوات العامرات وجدت تلك المرأة.. وقامت بتكريمها جمعية الصحفيين السودانيين.. أنها تستحق ذلك.. وكذا الراحل المقيم..
إن اكتشاف عبد الحي وفك شفرته سيصعب ويتعذر في الوقت الراهن ما لم تظهر مدارس نقدية جديدة.. تستطيع وصل كل الخطوط المتشابكة..
ودمتم.. عبد العزيز محمد عمر الشغيل صحفي - الرياض
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
Quote: طبت حيا و ميتا أبا وضاح . |
النخلة الوحيده تتالق فى هواء الفجر بين الشمس والقمر
النخله(3) من حديقة الورد الأخيره
..شكرا للتفاعل السريع عزيزي أمين...وبالفعل طاب حيا... فقد عاش مشغولا يرسم صورة الشاعر...ويفرز التبر من التراب......... وطاب ميتا...بطيب الدعاء وكثيره...وبما ترك من نقش على الحجر لا تمحوه رياح بل نفك طلاسمه كل يوم...لتصدق نبؤاته............
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: حمور زيادة)
|
Quote: ليهنأك الأب يا شيراز .. لا استطيع أن اعزيك .. فعلى مثل أبيك تبكي البواكي يا اختي ] |
...حمور...
..احاول أن أحيل بكائي الى احتفاء واحتفال... لكن..يا لصعوبة الامر...فكلما قرأت كلماته كتلك...وكهذي...أجهش بالشوق...:
إقرعي فى عتمة الصمت المدوي يا نواقيس الرياح الأربعه عل ذاك الميت يصحو ويغنى تحت شمس مبدعه
نواقيس الرياح الأربعه حديقة الورد الخيرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
Quote: وسيظل...أبدآ بيننا....ذكرى عطرة وحضور جميل....] |
استاذ اسماعيل....
شكرا لحضورك...
بكرت سعاد وهجرت طاووسا والربع كان بوجهه مأنوسا الال غرق أهلها وركائبا حملت بدورا غضة وشموسا لم يبق إلا حلية مكسورة فى الرمل تلمع صبوة وطقوسا وجه المدينة نخلة منخورة الفار يولمها ويدعو السوسا
رحيل الطاؤوس حديقة الورد الأخيره
------------- رمضان كريم ...ودمت بخير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
صديقي الجنوبي امبريزا هل تعرفينه يا دكتورة ؟
لقاني زهجان ( زهجة أسد ) قلت له قافله معاي ..
وصاني اشتري الاعمال الكاملة لمحمد عبد الحي وان
اختلي بنفسي والكتاب .. قال لي : حا تسكر وتغيب
عن الوعي ورأسك حا يتملئ باسئلة كبيرة شديد وحا تتعامل
مع الكتاب بتقديس ... ومازال الكتاب جديد لنج رغم مرور
سنوات مما اقتنيته وداسي ولمن اقرف من الدنيا استدعيه
وغالباً بكون في نهاية الليل وبدايات اليوم التالي ..
طبت حيا وميتا أبي ومعلمي محمد عبد الحي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: حمور زيادة)
|
الاخت د, شيراز
رمضان كريم
سنار تُسفرُ في بلاد العرب جرحاً أزرقاً، قوساً حصاناً أسود الأعراف فهداً قافزاً في عتمة الدم معدناً في الشمس مئذنة نجوماً من عظام الصخر رمحاً فوق مقبرة
هذا الهرم الرائع
د.محمد عبد الحي بيننا
انه نسمه انه ملاك فى صوره انسان
نسأل المولى جلَّ شأنه في هذا الشهر الكريم
ونضرع اليه بالصلاة والدعاء
ان يشمل محمد عبد الحي
بواسع رحماته وجزيل بركاته.
وأن ينزله منزل صدق مع الأبرار والصديقين
تحياتي للوالده الدكتوره المربيه عائشه موسى
وتقبلي تحيات د.اسيا شـريف
اخوك
مبــارك كنه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Adil Isaac)
|
قرأت (العودة الى سنار ) و أنا في المرحله الثانويه ، و سمعت عن الدكتور طيب الله ثراه من عثمان النصيري ، و الذي هو بحق مثلما قال حمور (محب ابيك الاكبر ) ثم تعرفت علي وضاح في الجامعه و لسنين عددا لم أكن أعرف أن وضاح عبدالحي ، هو وضاح محمد عبدالحي . تقول دكتوره نجاه :
Quote: ومن ترك العودة الى سنار لن يموت ابدا في ذاكرة الشعب |
و أنا أضيف : و من ترك إبنا مثل وضاح لا يموت أبدا !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: خالد العبيد)
|
1989 تقدمنا وانا والاخ الصديق محمود ميسرة السراج ونحن صيادلة في ذاك الوقت نعمل بالقطاع الخاص.. جئنا الي مكاتب دار النشر جامعة الخرطوم كنت احمل معي مسودة بخط اليد من مجموعة قصائد وكذلك محمود.. فلقد قررنا نشر كتبنا من خلال الدار التي كانت في قمة النشاط.. اذكر ان سيف الجامعه هو الذي تولي متابعة ديواني الاصيل والمركب وديوان محمود ميسرة السراج.. وقد حدث ان وضعت هذه القصائد في يد دكتور محمد عبد الحي ولم نكن ندري بذلك الا بعد ان كتب ابيك مقدمات الدواوين التي اجيزت للنشر..كان ذلك في لك الايام .. بعدها علمنا بحالته الصحية..يا لله لم نكن ندري ان تلك كانت ربما اخر المراجعات...ثم كان الانقلاب العسكري..الذي اطاح بالامل في الحرية..اضطررت الي الرحيل..تركت توكيلا الي محمود لمتابعة الديوان الذي علمنا مؤخرا ان المطبعة تعرضت للحريق..مازالت تلك المجموعة من القصائد معي وهي الان في مرحلة الاعداد للنشر بعد عشرين عاما.. نعم لقد قرانا العودة الي سنار مرات ومرات..بل ان السمندل اصبح اسمالاحد الاصدقاء.. ياسر محجوب..ولقد كانت كلية الاداب والعلوم من الاماكن المحببة الي نفوسنا...اذكر تلك الشعبة واذكر ابيك..وكل تلك الاحداث والاماكن..
نامل ان تطل الحرية علي ربوع الوطن الحبيب الذي قدم لنا دكتور محمدعبد الحي..وجيل من العمالقةمازالت اكتافهم تحمل احلام الاجيال التي تنتظر مهرجانات الحرية والابداع...منهم تعلمنا..ان نكتب.. ونغني..فالتحية.. والتجلة..
علي امل.. وطن بحجم..الحلم في رحم الترقب سوف يولد من فجر الحريق.. وينال الضوء حصتة من التحديق ويقظة الاجيال من نوم عميق.. لن تعرف الشمس سوي المجئ الي القري ولن يكون سوي الشروق.. اخدود صبر يعبر الصحراء نيلا لن يترك النهر الضفاف لن يتوه ولن يضيق..
لك التحية شيراز اجل فالغياب في حاجة الي تعريف جديد وتسمية اخري فكم حاضر غائب حتي عن ظلاله وكم من غائب اكثر كثافة في حضورة من الضوء انهم يولدون في الاجيال ويعيدون ترتيب ايام الاسبوع والسنين.. ونحن نسال ..وهم قابعون في ذاكرة الاشياء..
يا لله يا لله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: salah ismail)
|
الدكتورة شيراز محمد عبد الحي رمضان كريم وكل سنة وأنت طيبة
لن أنسى ذلك الفرح الغامر الذي اعتراني حين اقتنائي للعودة إلى سنار كنت أسميه موسم العودة إلى سنار على موسم الهجرة إلى الشمال لقامتنا الغائب الحاضر أيضا الطيب صالح
الليلة يستقبلي أهلي خيل تحجل في دائرة النار وترقص في الأجراس وفي الديباج امرأة تفتح باب النهر وتدعو
لك الرحمة د. محمد عبد الحي ولشعرك الخلود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: عبدالعزيز الكنزي)
|
مغسولة كل الحواس فارحلى مع الطيور
يا روح حرة،
تحية لك العزيزه شيراز
ومحمد عبد الحي حلو الشيره والسريره
ترك دربا للتحاور ومدرسه شعرية وفكريه
قويه وما كتبه وخلفه ونشره من علم وفكر هو حقيقه
كل يوم ينبعث لقراء جدد ولقرايه جديده
ومن خلف فكرا وشعرا ما بموت
قد يلد الانسان ولاد وبنات لكن لا يصبح في الذاكره الا عبر سيرة عيالو
لكن محمد عبد الحي شاعر عظيم ومفكر ذو عقل ثاقب
له الرحمه ولاسرته حسن الذكري عشرين عاما
تعيش سيرته وسط جهل تنشره قوي الهوس الديني
وتسمي الشوارع باسماء الارهابيين عبيد منو نسيت اسمو
ويسمي شارع الستين
ويجهل ان يطلق علي مبدعي\ات الشعب
امثال عبد الحي وصلاح احمد ابراهيم ومصطفي سيد احمد
واحمد الطيب زين العابدين والاستاذ محمود اسماء لكي يحتفي الشعب بمفكريه ومفكراته
حتي الاحياء يستاهلو\ن التكريم
حكومه الفقر الدمار لا تذكر الناس البشبهوا محد عبد الحي
انا من مدني وعند زيارة محمد عبد الحي للمدينه تزدهر اكثر من انتشار لوز القطن لها
ويسعد محمد محي الدين وعلي مؤمن ومحمد الفاتح ابو عاقله وبشير زمبه
بالزياره ويدوم الحديث
رحم الله محمد عبد الحي وذكري رحيل رمز كبير من رموز الحركية العلمية والادبية بالوطن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: عبدالعزيز الكنزي)
|
د. شيراز والزملاء زوار خيط ذكرى الدكتور الشاعر محمد عبدالحي .. صاحب العودة إلى سنار ..
رمضان كريم وكل عام وأنتم بخير .. رحم الله محمد عبدالحي ، لا زلنا ننوس على هوامش ما أبدع ، فالننتهز سانحة هذه الذكرى لقراءة أعمق لأعماله المنشورة والتي سوف ..
في آخر إحتفال للجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون طلب مني دون سابق إنذار أن أقدم الليلة بنادي الرياض الأدبي وكانت عن الشعر السوداني .. وافقت على الفور لأدفع الحرج عن الزملاء فبعض من كان ينبغي أن يقدموا ويشاركوا تأخروا عن الحضور جلست في مكان المقدم وأمسكت بالمايكرفون وسلمت على الحضور على عجل ودخلت في العودة إلى سنار فهزت الحضور من المهتمين بالشعر من الجنسيات المختلفة .. قال لي المقدم المشارك الدكتور/ عبدالله الوشمي مباشرة بعد مقطع من العودة إلى سنار - (ياخي شعر محمد عبدالحي ده شعر عجيب) .. كتب عبدالحي العودة وهو دون العشرين ..
رحم الله محمد عبدالحي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: سمير شيخ ادريس)
|
هل أنت غير غير إشارة لمعت على طرق الصحارى ؟ ملك يزور مع الظلام .. كي يفاجيء في الدجى أحلى العذارى
شيراز بحثت عن قصاصة سلمتها لك قبل 14 سنة مكتوب عليها ( السمندل يغنى وحيدا) كانت فى احدى ذكريات السمندل .. لم أحدها لاضعها هنا سيظل عبد الحى ليس مستحوذا احلامنا فحسب بل من يرسم حلمنا الاتى من اغوار تاريخنا الماضى
يقينى ان الزمان لن يجود بمثله ثانية الا اذا تكررت اسطورة سمندله فابتعث من رماده المحترق اكثر جمالا واشراقا وهو ذا يتجدد كل صباح شعاعا يمنح الشمس الضياء[/ [B
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
مقتطف من دراسة للأستاذ عبدالمنعم عجب الفيا بعنوان: الغابة والصحراء.. جماليات الثقافة السودانية نشرت بمجلة العربي 2006م وسنار هي عاصمة مملكة سنار أو سلطنة الفونج والتي عرفت أيضًا بالمملكة الزرقاء أي السوداء. فالسودانيون يستعملون الأزرق كمرادف للأسود. ومنه جاء اسم النيل الأزرق أي الأسود. وذلك لشدة اعتكار مياهه من كثرة الطمي. ويقولون رجل أزرق أسود, وكانت العرب تستعمل الأخضر في ذات المعنى, فتقول رجل أخضر أي أسمر أو أسود. وكذلك يفعل السودانيون, وهذا مثال على الخصوصية اللغوية لأهل السودان. ويرجع اختيار مملكة سنار أو السلطنة الزرقاء (1504-1821م) كنموذج معادلة الهوية السودانية إلى أنها أول مملكة سودانية تكونت بتحالف القبائل العربية والقبائل الإفريقية. وقد أسقط هذا التحالف الممالك المسيحية التي كانت تحكم سودان وادي النيل, وأقام مكانها أول مملكة إسلامية عربية - إفريقية كانت النواة الحقيقية للسودان المعروف الآن. ولعل الفضل في رواج مفهوم سنار كنموذج لهذا التمازج يعود إلى الشاعر المرهف د.محمد عبدالحي الذي يعتبر أحد أبرز رموز الحداثة الشعرية في العالم العربي وديوانه المشهور (العودة إلى سنار) خير دليل على ذلك. وإذا كانت صيغة الغابة والصحراء قد ارتبطت في البداية بمجموعة بعينها من شعراء الستينيات هم محمد عبدالحي ومحمد المكي إبراهيم والنور عثمان أبكر, فإن هذا التوصيف للثقافة السودانية قد وجد قبولاً ورواجًا بين أغلب المثقفين والكتّاب في تلك الفترة, وتردد في أشعار الكثيرين منهم. وربما يرجع نجاح مفهوم (الأفروعربية) المطروح من خلال رمزية (الغابة والصحراء) آنذاك إلى الوعي القومي السوداني الذي أفرزته الظروف والتحولات السياسية والاجتماعية التي قادت إلى ثورة أكتوبر 1964م.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: بدر الدين الأمير)
|
محمد عبد الحي من أشعر شعراء السودان، بل من أشعر الشعراء الذين كتبوا بالعربية في النصف الثاني من القرن العشرين، ولو لم يكن سودانيا لتوجه النقاد والشعراء العرب أميرا عليهم ولكتبت عنه الكتب والمقالات، ولو كتب ما كتب من شعر بالإنحليزية والفرنسية لصارت سيرته ضمن شعراء علميين يشار لهم بالبنان في القرن العشرين. نخلده بإعادة نشر شعره وبتدريسه في المدارس والجامعات وبتخصيص الجوائز بإسمه وإطلاق اسمه على قاعات المحاضرات بكليات الأدب زفصزل المدارس الثانوية وعلى شوارع في مدني والخرطوم بحري وبإحياء ذكراه الثانوية في جرائدنا ومنابرنا أنديتنا الثقافية ومنظماتنا الفكرية والأدبية. العزيزة شيراز وأنا أقرأ ما تكتبين تدور برأسي الذكريات وهي ما بقيت في خالدة فله المجد ولك لأسرتك التحايا والود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
Quote: حين تنامى الينا خبر موته سنة 1989 23 اغسطس كانت ابنتى زاريا عمرها اسبوع بالكمال والتمام. ومن يومها لا ياتي عيد ميلاد زاريا دون ان اتذكر الرحيل الفاجع المبكر لعبقري الشعر السوداني..
مع فائق الاحترام لزوجته الدكتورة عائشة موسى بناته وابنائه..
والخلف ما مات ومن ترك العودة الى سنار لن يموت ابدا في ذاكرة الشعب,, |
...بالفعل د.نجاة ..دائما أجد نفسي اقرأ مقاطع من سنار فى عقلي.... فتقز الى مخيلتى لوحات ملونه وتأخذنى سنار فى رحله بموسيقي وصخب حي... فأتأكد أكثر بأن والدي قطعا قصد الخلود بكتابته لتلك السنار..... .. ....كل الشكر...ومتأكده أن فى جعبتك الكثير عن الغابه والصحراء ..ففى انتظارك...
.............. وكل سنه وزاريا بخير...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
[QUOTE]التقيته مرات قصار بين دار النشر التربوى ودار الاساتذةواخر مرة كانت في صحيفة من صحف الديمقراطية هرب اسمها مني الان وسعينا معا للقاء الاستاذ عيسي الحلو محرر الملحق الثقافي للمساهمة في ملف حول الصراع بين جيل الستينات وجيل الثمانينات لااذكر ايضا عنوان الملف ولكني اذكر ان عراكا مفاجئا نشب بين المرحوم سامي سالم واخر واني والصديق عبد المنعم الريح ووالدك الكريم خرجنا معا وكان اخر عهدنا بالديمقراطية التي انطوت صفحتها بعد زمن قصير ...
|
العزيزه أمال....
..أذكر سعى ابي الحثيث للقاء الأستاذ عيسي الحلو...بل أذكر منزل عيسي الحلو الذي زرته بملل مع ابي ...وكنت حينها طفله أجهل تماما بأننى فى حضرة صناع تاريخ السودان الثقافي الحديث ......وابحث الآن فى ذاكرتى وذاكرة الآخرين عن اي تفصيله تعود بي عبر بوابة الزمن لأجد الإجابات فى إشارات كثيره ...بدأت فى استيعابها الآن بعد أن فقدت الفرصه.... فالنافذه الى ليلة القدر تفتح مرة....!!!!! ...حزن كثيف يا امال...
اسمع صوت امرأة تفتح باب الجبل الصامت ،تأتى
بقناديل العاج إلى درجات الهيكل والمذبح
ثم تنام - ينام الحراس - لتولد بين الحرحر والأجراس شفة، خمرا، قيثارا، جسدا ينضج بين ذراعى شيخ يعرف خمر الله وخمر الناس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: د.نجاة محمود)
|
Quote: ...... احتفلوا معى يا صحاب بحياة محمد عبد الحى...والدى الراحل المقيم له الرحمه..... الذي أحب ذاك التراب فالهمه ...ترابا لم يطب لنا فيه المقام بدونه.....فغادرنا بقلوب مثقله.... لتمر الأيام...وناتى اليوم بقلوب مفعمة بفرح مؤلم وفخر حزين....نحتفل بحياته.. |
د.شيراز.....سلام انها لخطئية فادحة ان لانرى فى الموت غير الموت.. واحمد لك انك تكتبين عن الراحل المقيم محمد عبد الحى لم تنزلقين فى فخ الرئاء الذى امقت ولاشك انك تكرهين. فمثل محمد عبد الحى لايمكن ان يموت وسوف يظل اهل السودان يذكرون محمدا طالما انهم يصلون بلسان ويغنون بلسان.. اكتبى هذه السيرة الناصعة لاجيال كثيرة تاتى من بعدنا..وحق لنا ان نفخر اننا سوف نحكى لابناءنا اننا عشنا زمن محمد عبدالحى.. رعاك الله،،،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: د.نجاة محمود)
|
سلام يا دكتورة وتحياتي
Quote: وحرية البحث العلمي لا يحدها ورثة او معجبين..
واطلب من الاخت شيراز هنا ان يسمح للباحثين ان يروا مخطوطة العودة الى سنار دون اذن حيث ترفض دار الواثائق اعطائها لاي باحث.. بعد ان انكرت لفترة طويلة وجود هذه الوديعة وتأكدي باتاحة هذه المخطوطات ستيشجع عدد كبير من الباحثين لكتابة عن الراحل حيث يرفض طلاب الدراسات العليا الكتابة في الثقافة السودانية لصعوبة جمع الداتافمن الافضل ان يكتب الباحث عن سامي البارودي او مطر او درويش من الكتابة عن اي شاعر سوداني لعدم توفر المعلومات الاولية..
واود هنا ان اشكر الدكتورة عائشة على حسن تعاونها معي حين كنت اكتب بحث الدكتوراه خاصتي |
ترى لماذا ترفض دار الوثائق عدم رؤية مخطوطة العودة الى سنار والسؤال برضو لدار الزثائق وللاخت شيراز
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: خالد العبيد)
|
اول مرة رايناك فيها ياشيراز بين ممرات جامعة الخرطوم ..
كنا نبحث دهشين عن عودتنا الي سنار في ملامحك الطيبة ..
كنا للتو قد شفينا تماما من تناقض الهوية السودانية هذا المرض المزمن
فقد اهدانا والدك الراحل المقيم وردة حب دائمة وآلف بين ضدينا
كان اشبه بالذي فتح نفاجا لجدولين علي بستان فسري الماء يروي عطش التراب
شخصيا فقد أزال ابوك فكرتي البلهاء عن عروبتي السالبة وعن زنجيتي المستلبة
وسودنني اصيلا كما الذهب وان تكاثرت العناصر .
علي عاتق الابناء عبء كبير حينما يكون الاب اعظم من الملوك .
خاصة وان هناك اجيال من الغباء تكاثرت دون ان تقرأ تاريخها فتعزز انتماءها بالاصالة.
بابكر زيكو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: بابكر عثمان مكي)
|
Quote: فاليكتب عنه كل من يحبه بالطريقة التي يراها يوما ما سيتكون تراثا كميا وكيفيا عن كتاباته
لم تكتب عنه الى الان اكثر من دراستين اكاديميات ( على حسب متابعتي ). اتمنى ان تكتب لنا هذه الدراسات الفطيرة وتبين لنا لماذا فطيرة حتى تحفظ له تراثه.. من اقل الشعراء الذين كتب عنهم هو محمد عبدالحي وهناك متسع في دراسته يكفي لان يكتب الاف الطلاب فيه حيث ان شعره متنوع الاشكال والمضامين.. وهو من الاوائل الذين كتبوا قصيدة النثر في السودان وقد كان شاعرا تجريبيا مجيدا..
وحرية البحث العلمي لا يحدها ورثة او معجبين.. |
الاستاذ / معتصم والدكتورة نجاة وناظمي خيط الذكرى العشرين للدكتور / محمد عبدالحي - السمندل يستحوذ على أحلامنا
كل عام وأنتم بخير .. والوطن يكرم مبدعيه .. والعودة إلى سنار ترددها آجهزة التسجيل في جهات السودان الأربع ..
فالنقرأ عبدالحي بعد عشرين عاماً من رحيله سنفهمه أكثر فقد كتب قصة السودان من جذورها ليتسع أفقنا ولكننا لا زلنا ننوس في الضباب وتصادم النخلة الأبنوس .. وقد كتب لنا كلنا فالنحي ذكراه بما فهمناه من إبداعه العالي أو ما أحسسناه من رمزيته الشفافة كل على طريقته كما قالت د. نجاة .. المهم أن نتوغل ولو بعد طول غياب في هذا الإبداع الإستثنائي الذي لا زال مطموراً ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
..ولد الإبن الثانى لعزيزه فوزى والمهندس عبد الحى محمود بمدينة الدامر فى يناير من 1944 ليقابل بفرح غامر ويصبح رفيق المهندس عبد الحى محمود فى أسفاره وترحاله المرتبطه بعمله كأوائل المهندسين خريجى كلية غردون آنذاك.... فوجد محمد الصغير نفسه يتنقل من مدينه الى اخري ليزور منذ نعومة أظفاره اقاصي الوطن من شماله والى جنوبه ومن غربه وإلى أقصي الشرق...ويرى بأم عينيه اختلافات الطبيعه والبيئه والثقافات....ويطرب اينما ذهب لموسيقي من نوع مختلف.... فكانت تلك الأيام بالنسبة له ادراكا مميزا ووعيا كان تائها عنه... ..وربما كانت تلك الطبيعه الساحره ورؤيته لمختلف الحيوانات..كانت كؤثرا قويا فى كتابته بعدها...فلا نجد قصيده تخلو من ذكر لحيوان ..أو نبات فقصائده تتنفس ككائن حى وتاخذك فى رحلات من اللوان كلوحه وتغرقك فى صخب موسيقي غامر كمقطوعه!! ...فدفن راسه باكرا فى كتب التاريخ وتاريخ الثقافات المختلفه فى السودان..... وبدأت رحلته مع الوطن الأم والوطن الكتاب........ وربما منذ تلك الأيام بدأت ولادة سنار فى عقله وعينيه....حيث تمخضت تجاربه الأوليه فى الكتابه عن سنار قبل أن يكمل عامه العشرين....فقال البعض ..الواد خال...باشارة الى خاله الشاعر الفذ سعد الدين فوزى..."من وادي عبقر".."الحركه العماليه فى السودان"...ولكن يبدو أن الصغير قد اظهر علامات تفوقه على خاله نفسه حينما بدأت شاعريته وحساسيته المفرطه فى التبلور والظهور حتى قبل أن يتخرج من حنتوب الثانويه.......... ...وبالفعل تخرج الإبن الفخر..من حنتوب بعلامات مميزه...فهللت الأسره ان جاءها طبيب...وتوقع الجميع تلقائيا أن يدرس الإبن النابغه كلية الطب بجامعة الخرطوم..... ودفعه عبد الحى دفع الوالد الفخور والمربي الذي يطمح الى مستقبل" مضمون" لابنائه....... وتمشيا للتوقعات...دخل محمد عبد الحى كلية الطب...ودرس فيها الى السنه الثالثه...ثم واجه عند مفترق الطرق ذاك حقيقة منازعاته ....فقد كانت روح الشاعر ..الناقد..الأديب تنتزعه انتزاعا من الكتب العلميه وجو الكليه...الى هناك حيث الشعر يحوم فى آفاق الآداب...وكثيرا ما وجد نفسه فى قلب المنتديات الثقافيه وباحثا عن مجالس العلامه عبد الله الطيب عليه الرحمه... ....فتخلى محمد فى وقفة صدق مع نفسه عن حلم الطب ليجري باحثا فى قصور الماء عن ساحرة الماء الغريبه...وعن اجابات فى احضان الفلسفه والاداب...فتخرج ببكالوريوس كلية الاداب من جامعة الخرطوم فى 1967....
كلمات شعري
لم يجئ يوما بها أنبيق ساحر
تلك القوارير القديمة
لم أهجنها،
ولا تلك المباخر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: د.نجاة محمود)
|
هنالك ما تعلق بذاكرتي من ملف كان مخصص للشاعر العظيم محمد عبد الحي كان هذا الملف في مجلة "حـــــــــــــــــــــروف" التي كانت تصدر من جامعة الخرطوم اتذكر بعض العبارات التي كنت ارددها في بداية التسعينات، و التي وردت في سياق تخليد ذكراه في هذه المجلة
( محمد عـــــــــــبد الحـــــــــــــــي شــــــــاعر اللغة القــــــــــديمة الجــــــــديدة، صـــوت الأرض و حفيف النجم صـــوت عميق تجوهر في سمـــــــــــاء اللغة، ليشّكل .............................................. صـــــــــوت يسكنه الشعـــــــر و الوهـــــــــــــــــــــــــــــــج و الجمــــــــــــــــــــــــــــــــــال، من صخــــــــــــــر اللغة، يتقطع الشعر، ينحت و يعيد تركيب ابدجباته علي مرايا رؤياه من اكون، بغير هذا الصوت، هذا الرمــــــــــــــــــــز يخلقني و اخلقــــــــــــــــــــه، ... وجه المدينة، تحت شـــــــــــمــــــــــــس الليل و الحب العميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــق
د.محمد عبد الحي
لك الرحمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: سعد مدني)
|
.
والدك كان مبدعاً يا شيراز
والمبدعون يبقون دائما
خالدون بخطاهم
قرأته من مكتبة والدي، في سني الطفولة
وبذا، علمني الحكمة
والحب الرفيع
.......
شكرا لبابا، لأنه علمني أن أقرأ، وأحب الناس، وأحترمهم
وشكرا لوالدك الذي أهدانا شعرا، وحبا، ومعرفة
ولأستاذتنا الجليلة عائشة موسى التقدير الذي تستحقه، دائما
..
مع محبتي لك وللعائلة
إيمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: إيمان أحمد)
|
...وتخرج الإبن بمرتبة الشرف من جامعة الخرطوم...وتمت الفرحه بتعيينه معيدا فى الجامعه...وابتعث مباشرة الى ليدز لنيل درجة الماجستير...وهناك كان القدر المفرح حيث التقي شريكة حياته عائشه موسي والتى كانت مبتعثه بدورها ضمن أوائل المعلمات المبتعثات من المركز البرطانى اثقافى ...تزوج بعائشه فى الخرطوم وعادا الى المملكه المتحده حيث كانت الانجازات تتري...فالوضاح...والماجستير...ثم العوده الى ربوع الوطن .. حيث كانت شهرته قد طبقت الافاق فى مجالس الأدب والفلسفه....خاصة بعد أن انتشر ديوان العوده الى سنار ...فى وقت كان جدل الهويه السودانيه فى اوجه ... تعمقت فى تلك الفتره صلاته بأدباء آخرين بنفس الهم ...ممن عرفوا بمدرسة الغابه والصحراء...ولهذه التفصيله مساحة أخرى نخوضها لاحقا........ كان محمد فى بداية السبعينات قد بدا فعليا فى تأملاته ونقده وبحثه فى مجالات الأدب المقارن... وتوج ذلك الاهتمام بنيله درجة الدكتوراة من جامعة أكسفورد..فى الأدب المقارن...بأطروحة ما زالت تدرس فى الجامعة الى يومنا هذا.... ...ورجع مرة أخرى الى السودان حاملا وسام الدكتوراة ورافضا مغادرة وطنه الا لينهل من المعرفه.... حيث تقلد بعدها منصب رئيس شعبة اللغه الانجليزيه والترجمه ...ثم مديرا عاما لمصلحة الثقافه فى 1976..حيث كان مؤسسا لفرقة الفنون الشعبيه ومسرح الطفال......يعمل بارق ووبنشاط محموم فى اتجاه حلم بتحويل الساحه الثقافيه فى السودان الى شعلة من الحراك والتواصل مع الجذور وابراز التنوع والتعدد العرقي الثقافي للسودان...... وكان وقتها أب لوضاح وشيراز......ولعشرات من طلاب الآداب...تجدهم فى مكتب وقرب باب الخروج...وفى اماسيه مع الأسره..واينما كان...!!
......... سهرن تبنى نصف تمثال من الرخام
تطهر النظام
من درن الفوضي، تصفي لغة الكلام تلملم العظام
من طرف الغابة والصحراء
من طرق نائية ،
بطرق قريبه،
وطرق مجهولة الأسماء
يجمعها-فى ظلمة الشعر- لهيب القلب والأحلام
لعلها فى لحظة فريده
تلتم ، تحيا هيكلا جديدا ينمو عليه جسد القصيده.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
هنا انا والموت جالسان.. في حافة الزمان وبيننا المائدة الخضراء.. والنرد والخمرة والدخان من مثلنا هذا المساء؟
ثم:
هو الموت يسعى الينا بلا قدم.. في الدجى والنهار ولدنا له ناضجين استدرنا له.. فلماذا البكاء، اتبكي الثمار.. اذا اقبل الصيف يحقنها في الخلايا بنار الدمار
حُلم حـتى فى حقوق الموت أمام الموت... كان وسيظل قلب الهـوية السودانية ، الإنسـانية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
...بدأت معركة والدى مع المرض منذ الثمانينات(وفى رواية السبعينات...ولكنه كان يكابر ويكابد المرض بالحركه الدائمه)....حيث اتضح ضعفا فى احد صمامات القلب.. وبدا الجسد يخون ذلك العقل الجبار باولى الجلطات الدماغيه والتى سافر بعدها الى المملكه المتحده باجازه سبتيه لاتمام علاجه.....وهناك...كان الخبر...بجانب تاثر الحركه فقد اصابت الجلطه مراكز الكلام وبعض من الذاكره.... وهنا...كانت عائشه وارادتها الفولاذيه...أن لا مناص غير العلاج...والتعافي...فنحن والسودان فى انتظارك!!...ولحقنا بهم...وضاح..شيراز..معتز... وبدأ فى تعلم الكتابه بيده اليسري...والمعالجه الفيزيائيه للحركه... وعلاج النطق من الصفر... فاثبت اصرارا لا مثيل له...وجلدا على دائه لا يضاهي.......... وبالفعل رجع الى السودان والى الجامعه بنصف جسد و لكن عقل يكتظ بعشرات القصائد ... ونشاط لا يوحى بمرضه البته!..وولدت حينها حديقة الورد الأخيره .....وريل...الطفلة الأخيره.........فى بداية الثمانينات..... ...وتواصلت المعركه ...فداء الفالج يشد...ووالدي يجذب.... إلى أن أصيب بالجلطه الثالثه فى 1987....والتى اقعدته تماما عن الحركه...وبقيت له يده اليسري فقط.... وعقله المتقد...ولسانه الذي لا يكل ولا يمل...فخالف وادهش كل التوقعات السالبه حينما رجع الى قاعة محاضراته وطلابه وبحوثه... بكرسيه المدولب الشهير.. واذكر نهمه البالغ للقراءة والبحث فى تلك الفترة وكأنه كان يسابق الزمن... ويحاول كسب رهان ما..فلم بتباطأ يوما فى ذهابه الى محاضرة السابعه والنصف ... ولم يمر يوم الا وأراه متسمرا دون شكوى لساعات وساعات بكرسيه المدولب فى الحديقة الخلفيه لبيت الجامعه ببري...يقرأ بتركيز ثابت لا يتشتت...ثم يداعبنا ويناوش الجميع فى شاي المغرب ...ويواصل فى الصالون غرفته المفضله...على منضدته الخاصه جدا... يكتب... ويشطب... ويسافر بعيدا فى عوالم لا يراها الا هو... وينفصل عن ضجيج البيت الصغير ...وريل المتمسكه بعجلات الكرسي... وشيراز ومعتز يشاغبون بعضهم حوله...وعائشه تحوم كملاك.... ينفصل حتى أنى أذكر كم كنا نستغرب ان ينظر اليك ولكن من خلالك... ويكتب...يكتب...ويسابق فارس الزمن الخرافى!!
حمل العود المرنا(بضم الميم وكسر الراء وشد النون) وامتطى مهرا جموحا وتغنى بين غابات النخيل: غبت عنا لم تعد ، عادت عصافير الأصيل غبت عنا ايها الطفل الجميل.
وعلى الرمل ارتمي بلبل غنى صبيات الحمى ذات يوم بالغرام.
هل تري يجدي الكلام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
..وفى 1989 كان فى قمة عطائه الفكرى...مثقل بالهم الثقافي وجدل الهويه.... وبكم هائل من البحوث الطلابيه العليا...وبالكتب التى كان من المفترض ان يراجعها أو يكتب مقدماتها.. ...كان عدوه القديم والذي حوله بارادته الى صديقه اللدود...المرض... كان قد استحوذ على ذاك الجسد ...فدخل الى مستشفى سوبا...... ترافقه عائشه الصبوره الجلده...مرافقا دائما...وحضورا لا يغيب عن جانبه...تحاول ان تصد المحتوم....خرج من المستشفي لقضاء آخر الأعياد بيننا... فكنا فى قمة الفرح...بعودة ابي وكرسيه الى قلوبنا ... وكنا بجهالة الطفوله وفرح الحياة خالين الذهن عما ينتظرنا فى الغد القريب من فجيعه!!.......... ........ويا ليتني علمت أن ذاك كان آخر الأعياد...لربما جلست اليه أكثر... وتركت"الملاهى" والأصدقاء...
......وغادر والدى بابتسامته الساخره المعهوده...(فكم كان يفضح الزمن).. وجسد يلتهمه ألم خفي..وهزال واضح....غادر للمرة الاخيره... تاركا حديقتنا الصغيره جافة وشاحبه على غير العاده...وشجرة الجوافه (التى عقرت فجأة)... ليعود الي ذاك البيت وقد فارقت روحه ذلك الجسد الذي ضاق بها...!! ..توفى محمد عبد الحى فى قمة عطائه الفكرى وعبقريته الشاعريه وهو فى سن الخامسه والأربعين.... فى 23 من أغسطس 1989.........تاركا خلفه غرثا فكريا وأدبيا ضخما.... وتاركا محبيه يكابدون ألم الفراق..... وتاركا...عائشه كالنخلة الوحيده التى طالما كتب عنها.... تقف لتصد الرياح عن اطفال تجمعوا حولها فى هلع... تاركا...وضاح...شيراز...معتز وريل...
......الموت........
الموت: (سهم منطلق فى الزمن الآتى منطلق ، منطلق ، منطلق ، لا يصل)
الموت: (ساقية تغرف ماء البحر لتسقي عشب البحر) الموت: (عين كحلاء الرمش مزججة الحاجب لا تبصر غير الدهر)
الموت: ألف تعدو فى الصحراء عبر الباء وعبر التاء (لا تصل النون ، لا تصل الهاء ، ولا تصل الياء)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
Quote: لابنة شيراز.... لك ولأخوتك والأحباب (والمتفرجين) حولك... لكم جميعا التحية والتقدير علي هذه الوقفة المخلصة والرؤى العميقة الهادئة المتأنية في ذكرى رجل يستحق أن نبحث أوراقه بعد مضي عقدين من الزمان ... كان هو قد قدر نصفها لنستوعب رسالته... نبشت أوراق كثيرة لأساهم في هذا البوست الثر ... لكن أظن إن حالي الآن لا يسمح بهذا القدر من التركيز... ,أرجو أن تصححي الدكتورة نجاة (لها التحية) إن ما يشغلنا الآن أبعد ما يكون عن قولها: (في مقام إبنة تبكي والدها العظيم) ... لم يأت وقت البكاء بعد يا شيراز: متفق عليه.
رحمة الله علي محمد وعلي والديه ومن ولدا ووالديهم إلي يوم الدين.
ورد مايلزم التعليق :
د. نجاة: كُتبت ثلاث رسائل ماجستير عن محمد عبد الحي – الشاعر في جامعة الملك سعود فقط ؛* ولا أستبعد أن تكون هناك رسائل أخري. وهناك رسالة في قسم الترجمة جامعة الخرطوم. وباحث يحضر الآن لدرجة الدكتوراة حول شعر محمد عبد الحي. وأعلم إن هناك عدة دراسات أجريت حول سنار من أقدمها دراسة الأخت الدكتورة فاطمة شداد رحمها الله بجانب عدد من الدراسات في بعض الجامعات في المغرب العربي. وأخري بإشراف الدكتورة سلمى خضراء الجيوسي. أما كتابه في الأدب المقارن فهو يدرس ضمن المنهج الدراسي في أكثر من جامعة أمريكية... وما خفي أعظم. أعتذر عن عدم التثبيت المرجعي لهذه النقاط وهذا شأنكم كباحثين ولا يخفي عليك خطورة تعليقك كمتخصصة في سيرة عبد الحي تستخدم أطروحتك الآن كمرجع هام في هذا الشأن.
*معتصم ود الجمام...أحيي غيرتك علي محمد عبد الحي كرمز أدبي.. ولكن لا أحد يستطيع أن (يلوك تراثه أو يخر مجه)... بدون انفعال يا معتصم لك التحية.
*خالد العبيد... أشكرك علي الصورة وأشكر الأبناء والأخوة من التشكيليين والأصدقاء الذين زانوا سماء الرياض بألوانهم وكلماتهم في تلك الأمسية فكان احتفالاً حقيقياً بالذكرى وبالأسرة لكم جميعاً التقدير وستظهر بعض تلك الصور في طبعات الدواوين إذا أراد الله.
*** الوديعة: أودعها محمد عبد الحي بنفسه في دار الوثائق. أوصى عدم فتحها قبل عشر سنوات من وفاته. ذهبت أنا ووضاح لدار الوثائق للإطمئنان علي وجودها .. وقد كان.. عُدت لدار الوثائق بعد تمام العشر سنوات؛ وفتحتها بوجود مدير دار الوثائق واضطلعت عليها وكتبت علي ظاهر الظرف إن الأسرة تسمح للباحثين الإضطلاع عليها وعدم استلافها... ثم عدت الآن بعد انتقال دار الوثائق الي مقرها الجديد واستعرتها لبضعة ساعات داخل الدار وأعدتها كما وجدتها... وقد وجدت تعاون من المسئول الذي كان هو من استلم الظرف شخصياً من محمد... وليس هنا المجال لوصف المحتويات فهذا شأن من يريد البحث. أهدي شيراز وزوارها هذه الورقة الخاصة إحتفاءً معهم بالذكرى العطرة: لم يكن الشعر فقط "سنار": (1) سقط البرد علينا من ثنيات السماء أيها الغائب عنا قد تشهتك الدماء معطف الثلج إلي غسالة بالكهرباء جورب الصوف أمام النار في ليل الشتاء وشراب ساخن في مغص البطن الخواء غير أن القلب في الشارع كالطفل اليتيم دون شال وحذاء تحت أمطار الشتاء (2) شالك الأخضر ضاعا وتعرًى غُصن السروة في الريح ارتياعا واحتمى العصفور في السقف وحيداً طار عنه السرب بالأمس وخلاه وحيداً غير حلم شعً كالجمرة في ليل الشتاء غير حلم شعً كالجمرة في ليل الشتاء
(3) زمني عصفورة تضرب في الصحو وعبر المطر عن يمين الشمس أحياناً ؛ وحيناً عن شمال القمر.
(أعتقد أحسن تغيًر للنثر) –
نام الخليٌ وأنت تطوي الليل بعد الليل سهدا وغفا الحبيب مع الحبيب وأنت مثل السيف فردا متوهجاً تحت الظلام تفوق نجم الليل وقدا
- وما علي الغريب في البلد البعيد من حرج - ولا تُقرأ "فردا" علي الفتح إلا بتأويل "تغفو"محذوفة، أوبمطًها إلي تفوًق – وهذا من أسرار اللغة- التوحُد يا عائشة ينتج لغة سرية – خاصة جداً ، وهي متعبة ينفتح في مركزها الصمت دائماً- قرأت الكلام الردئ المشوش الذي كتبه أحدهم عن سنار، وقد اختلط عليه الأمر جداً – أولاً لم أكتب قصيدتي في انجلترا حنيناً للعودة إلي السودان – لو أردت..................................... سنار قصيدة دينية لا علاقة لها بما يقلق عقله. وهي عن" عودة الروح إلي ربها راضية مرضية ". ولكن.... جاء السحور.....لكم التحية مرة أخري عائشة مؤسي السعيد] |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
Quote: إن ما يشغلنا الآن أبعد ما يكون عن قولها: (في مقام إبنة تبكي والدها العظيم) ... لم يأت وقت البكاء بعد يا شيراز: متفق عليه |
الاستاذة عائشة موسى تحياتي ورمضان كريم وكل سنة وانت واقفة على أقدامك تواصلين الكتابة الرصينة .. شكرا على الاضافة الكبيرة وعيننا على ما سترفدين به هذا الخيط الذي نؤمل أن يأتينا من سبأ بنبأ عبر نبشك لأوراق عبد الحي التي لم يتم كشفها بعد
ليتك لو كنتي معنا في الرياض التي استقبلت رمضان بتحضيرات جدية للأحتفال بالذكرى العشرين للراحل الكبير محمد عبدالحي عبر عدد من الفعاليـــات الثقافية التي يتوقع أن تتضمن معرض تشكيلي وندوات ثقافية وشعرية وذلك بالتضامن بين الجمعية السودانيـــة للثقافة والآداب والفنون وجمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة، ولا بد أنك ستشاركين من هنا أو من هناك .. تحياتي وكل وعام وأنتم بخير والوطن يتعافى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
Quote: اضواء على الشاعر محمد عبد الحي
اوردنا في الحلقة الاولى اهم الملامح التي تطرق لها الاستاذ علي مؤمن في مقاربته عن الشاعر الكبير والاكاديمي المرموق الدكتور محمد عبد الحي بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لرحيله، جدير بالذكر ان المقاربة اعدت لمركز عد حسين الثقافي وذلك في محاولة من اسرة المركز لايفاء الراحل الكبير بعض ما يستحقه من اجلال وتقدير. * ادباء الجزيرة: تفتح الوعي المبكر والتوق المتعاظم للمعرفة، والاهتمام الفائق بالثقافة والفنون وبحركة الابداع في عمومها، كانا ضمن العوامل التي جعلت محمد عبد الحي وثلة من مجايليه يسهمون في بناء وتأسيس تنظيم (ثقافي /ابداعي) اهلي يهتم بحركة الثقافة والمنتج الابداعي، ومن ثم ينتج للمثقفين وعموم المبدعين فرصة للتحاور وتبادل الاراء ووجهات النظر فيما يتعلق بابداعاتهم اضافة لانسحاب ذات الشأن على المطروح بالمنابر والدوريات الثقافية بالصحف السيارة، ومن هذا المنظور وعلى هذه الخلفية قام شاعرنا برفقة بعض المهتمين بالمسائل الثقافية والابداعية بمدينة ود مدني، بانشاء وتأسيس رابطة ادباء الجزيرة في بدايات النصف الثاني من القرن المنصرم، ومما لا شك فيه انهم وهم يقومون بهذا العمل، ويعدون له العدة ويرسمون له الخطط، ورد ببالهم وخواطرهم ما تمثله مدينة ود مدني في خارطة الفكر والثقافة بالبلاد، واحسب انهم قد تداولوا باجتماعاتهم ولقاءاتهم في هذا الشأن، اذ ان هذه المدينة العريقة شهدت في النصف الثاني من سنوات الثلاثين (اي قبل قيام رابطة ادباء الجزيرة بحوالي العشرين عاما) قيام جمعية ود مدني الادبية بكل ما تمثله وتعنيه من ثقل فكري، وثقافي وسياسي تمثل في عطائها الثر بالمجالات التي ذكرناها انفا، كما تمثل ايضا في رموزها السامقات والشامخات: الاستاذ احمد خير المحامي، والشيخ مدثر علي البوشي وغيرهم. غني عن القول ان هذه الجمعية قد لعبت دورا كبيرا وهاما في الحركة الثقافية والتنويرية ومن ثم ساهمت ضمن غيرها من الجمعيات الشبيهة في دفع الحركة الوطنية خطوات وخطوات نحو الامام، وقد تضافرت هذه المجهودات التي بذلت، هنا وهناك، وفي شتى بقاع الوطن في الارتفاع، بمعدلات الوعي بالقضايا العامة إلى ان تمخض عن ذلك قيام مؤتمر الخريجين العام، وقد اسفر نشاط المؤتمر في تأجيج حركة التوعية العامة واذكاء شعلتها التي ظلت متقدة حتى قيام المؤتمر الادبي الاول في (1939) وقد تواصل هذا البذل والعطاء وتفاعل حتى اسفر اخر الامر عن قيام الاحزاب السياسية التي حققت ضمن غيرها من فعاليات شعبنا وقواه الوطنية الاستقلال السياسي في غرة يناير 1956م. ان الدور الثقافي لجمعية ود مدني مقرؤا مع ادوار ثقافية لجهات وتنظيمات اخرى اضافة لادوار بعض الافراد كالمفكر المعروف ابن ود مدني (بابكر كرار) والمثقف البارز (توفيق احمد البكري). وهو ايضا من ابناء ذات المدينة، ان الادوار هذه كان لها كما نعتقد، اكبر الاثر في عقول ووجدان وافئدة مجموعة رابطة ادباء الجزيرة وضمنهم شاعرنا محمد عبد الحي، واحسب انه منذ ذلك الوقت تعاظم لديه الاهتمام الجاد بالشأن العام وبقضايا الوطن وقد رافقه ذلك الامر إلى اخريات حياته القصيرة جدا بحساب الايام والسنوات إلى ان تخطفته المنية: هنا انا والموت جالسان في حافة الزمان وبيننا المائدة الخضراء والنرد والخمرة والدخان من مثلنا هذا المساء؟ عاصر الفنلن التشكيلي حسين جمعان بلندن فترة هامة ومضيئة في مشروع عبد الحي العودة إلى سنار كما قام ايضا برسم وتصميم ديوان شاعرنا حديقة الورد الاخيرة. كما يقول جمعان الاتي: اعترف ان عبد الحي في لندن كان يستمع كثيرا للموسيقى الاسيوية وبالذات الهندية، وقد انكب على قراءة الكتاب المقدس، وقرأ عدة اشياء تتعلق بالحيوان وسلوكه ووقف على التاريخ القديم وقفة تأمل، ودرس الاجرام والافلاك، ووقف على الرسوم الايضاحية القديمة للمجرات والنجوم، ودرس حياة وعادات الانسان القديم في الحضارات المختلفة، وخاصة النوبية وتحرى في حركة التشكيل المعاصرة والقديمة ولعل هذا ما جعل شعر محمد عبد الحي بمثابة لوحة تكاد تنصهر وتتوحد فيها كل الفنون. وفي هذا الاطار نجد ان قصيدة شاعرنا المطولة العودة إلى سنار يصنفها البعض بأنها مسرحية، في حين يصنفها البعض الآخر بأنها رواية شعرية. ايضا وفي ذات السياق والمعاني يقول الدكتور عمر عبد الماجد الصديق الحميم لشاعرنا وزميله في الدراسة عن رفيق دربه الاتي: (كان محمد عبد الحي موسوعة في الثقافة اذ كان متعدد الاهتمامات يتحدث حديث العارف المتبحر في التاريخ، السياسة، الشعر، الفلسفة، المسرح، الموسيقى، الرسم، التصوف، والفلك.. كما يتحدث ايضا عن وضاح اليمن، الشيرازي، المتنبئ، الخيام ، ابن سينا، ابن رشد، ابن خلدون، شكسبير، بودلير، حمزة الملك طمبل، والتجاني يوسف بشير.. الخ، حديث العارف الملم وكأنه عاش مع هؤلاء النفر وعايشهم عن قرب وعرف اسرار ودقائق فنونهم وصناعتهم. وقد كست هذه الثقافة الرفيعة شعره بعمق عميق الغور ومن ثم جعلت منه شعرا عصيا الا على من ثابروا على الاطلاع الواسع والمتنوع). - كتب الشاعر محمد عبد الحي رائعته العودة إلى سنار في بداية سنوات الستين من القرن الماضي، وقد اثارت القصيدة منذ ان تم نشرها على صفحات صحيفة الرأي العام في عام 1963 ولا تزال- وستظل كما احسب- كماً هائلاً وكبيراً من النقاش، اضافة لكونها اصيحت محوراً للعديد من الدراسات والابحاث التي تطرقت لها عبر شتى الرؤى والمحاور. جدير بالذكر ان القصيدة ذاتها قد نشرت في العام (1965م) على صفحات مجلة حوار اللبنانية وهي مجلة متخصصة في الابداع الادبي، وقد قالت الدكتورة سلمى الخضراء عن هذه القصيدة الاتي: انها اي -العودة إلى سنار- تعكس التصاقا حميما بالبيئة وبالتراث الشعبي وتاريخ الحضارة في السودان، ان الشاعر بانهماكه في معالم البيئة السودانية، انما يكتب في العرف الشعري الذي بدأه المجذوب ايضا يوم كتب قصيدة المولد في سنة (1957م) فرسم كما بريشة رسام صورا لاحتفالات المولد النبوي في الخرطوم. * سنار المعني: كتب محمد عبدالحي ملحمته الذائعة الصيت العودة إلى سنار واعاد كتابتها مرات عدة، قام خلالها واثنائها بالتنقيح والتشذيب، والاضافة والاسقاط، واعادة النظر في القصيدة بصورة مستمرة إلى ان استقرت على شكلها النهائي والاخير، الا انها وفي مراحل كتابتها العديدة، واعادة النظر بشكل مستمر فيها وفي صياغاتها وتركيبها نجدها قد استغرقت شاعرنا لسنوات طوال، ومن ثم اخذت منه الكثير والكثير جدا، الامر الذي جعله يخشى ان يدور في فلكها، ويصعب عليه (من بعد) الانفلات من اسرها وقد عبر شاعرنا عن هذه المعاني بالقول الاتي: (لقد اصبحت هذه القصيدة مركزا جاذبا لقواي الشعرية واذا لم اتخلص منها تماما فستظل تجتذبني وذلك مضر) إلى قوله (ربما كانت العودة إلى سنار دفعة في كيان الفنان في شبابه حينما رغب في ان يشكل في مصهر روحه ضمير امته، الذي لم يخلق بعد وربما كانت (اي القصيدة) فتحا اخر والا فكيف افسر انها كتبت سبع مرات او نحو ذلك وكأنها تدرج من مقام إلى مقام، حيث تاريخ الذات وتاريخ القبيلة شئ واحد). غني عن القول ان القصيدة كتبت ثماني مرات اخر تالية لحديث عبد الحي هذا، وبذا تكون كتبت خمسة عشرة مرة، يذكر ان سنار بكل ما تشيعه من معاني وتوحي به من دلالات جد عميقة قد شغلت مجمل امتنا وحظيت بكبير اهتمامها بذات القدر الذي شغلت فيه شاعرنا والتصقت بوجدانه ودواخله، وصارت بالتالي محورا لبعض فنه وابداعه ممثلا في رائعته العودة إلى سنار وغيرها من ابداعه الشعري: سنار تسفر في بلاد العرب جرحا ازرقا، قوسا حصانا اسود الاعراف فهدا قافزا في عتمة الدم معدنا في الشمس مئذنة نجوما من عظام الصخر رمحا فوق مقبرة كتاب ان محمد عبد الحي، الشاعر، الفذ، الاديب المتميز، والمبدع الجهير الصوت، والاكاديمي الغزير المعرفة، رفد المكتبة الثقافية والابداعية وامدها بالعديد من الروائع النفيثات نورد منها الاتي: اجراس القمر، رؤيا الملك، العودة إلى سنار، معلقة الاشارات، السمندل يغني، حديقة الورد الاخيرة، واقنعة القبيلة.. الخ. ان هذا الشاعر، رفيع الطراز، والمثقف المرموق، بل قل هذا الطود الشامخ سيظل معلما بارزا ولافتا في الساحة الثقافية والابداعية ببلادنا وهو كما قبل عنه لم يعش سوى ستة واربعين عاما، قضى منها ستة وثلاثين عاما في الصحة الكاملة، ورغما عن ذلك تراكم انتاجه تراكما يلاحظ المتأمل فيه صعوبة الاحاطة به من حيث الكم والكيف، اضافة لذلك فقد اثبت شاعرنا، كما تحدث المتحدثون، ان الابداع ارادة وعزيمة .. الخ، وبهذه المعاني الطيبات ظل محمد عبد الحي ينتج وينتج، بالرغم من مرضه ووهن جسده وضعفه وقد تواصل انتاجه، ربما، بنفس الوتائر التي تواصل بها وهن الجسد وضعفه، إلى ان جاءت ساعة الرحيل عن هذه الفانية: هو الموت يسعى الينا بلا قدم في الدجى والنهار ولدنا له ناضجين استدرنا له فلماذا البكاء، اتبكي الثمار اذا اقبل الصيف يحقنها في الخلايا بنار الدمار نسأل المولى جل شأنه ونضرع اليه ونحن نختتم حديثنا ان يشمل محمد عبد الحي بواسع رحماته وجزيل بركاته وان ينزله منزل صدق مع الابرار والصديقين. هامش: استفدنا في هذه المقاربة من مساهمة قدمناها من قبل عن الراحل، اضافة للملف الذي خصص له بحروف العدد 2/3 مزدوج ديسمبر، مارس 1990 – 1991. B] |
المصدر: الملف الثقافي من جريدة الأيام اليوميه...قبل سنتين..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
عبد العزيز الكنزي..... سعدت كثيرا بمرورك.....وأخذتنى مع خالد العبيد وصورو الى تلك الأماسي الساحره التى اضاءت شموعا كثيره فى أجواء الرياض......هل نعشم بمزيد من الصور؟؟ .......
بالله شوف اللوحه دى يا كنزي:
المينه(1) من (كانم) و(تمبكتو) و(فاس). زنوج وأندلسيون من (لامو) و(زنجبار) من (عيذاب) و(الحجاز) واليمن من (الفسطاط )و(البحرين) بدو أوربيون اثيوبيون واثيوبيات وهنود بوجوه كتماثيل البرونز ورجال بجباه مفعمة بالذهب والنخيل عنب اسود وتين وزيري وقمح شامى خشب الساج والصندل وجلود الفهود حجر السنبادج الذي تخرط به الجواهر وفارات المسك والحرير
والمخطوطات والكتب الغربيه
تحمل الى قصر الملك ذي الخمسة طوابق فى مركز الدائرة من مدينة (سنار) المحروسه
المدينه(2) .....وخارج السور يقطن الموتى واللصوص العاهرات والغرباء الذين ألقت بهم تلك السعادة المرهقه التى لا مفر منها فى هذه الديار والعبيد الهاربون.
..خليك قريب..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
شكرا امين والشكر الجزيل عبرك للاستاذ عبد العزيز الشغيل....
Quote: وكنا نقف مندهشين لتلك المرأة الصارمة التي تقف بسيارتها لتنزل ذلك الدكتور.. وترفض أن يساعدها أحد.. سألنا عن ذلك الدكتور فعرفنا أنه محمد عبد الحي.... |
...فى الحقيقه يا استاذ عبد العزيز..كان والدى عليه الرحمه يمانع كثيرا أن يساعده على النزول من السياره الى الكرسي غير أمى اطال الله بقائها... وكانت هى بدورها ترفض اصلا مساعدة الاخرين...أو ربما هذا الانطباع الذي وصفته أنت بالصرامه.... اتكأ عليها فكانت خير متكأ....
...وكثيرا ما افكر بأنه قصده هى عندما كتب:
النخلة الوحيده تتألق فى هواء الفجر بين الشمس والقمر..
....سعيده بمرورك...وبمساهمتك ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: عفاف أبو حريرة)
|
...أمجد... ..كان تواصلا غريبا بين روحه وروح شاعر الإشراقه.... فكتب عنه كثيرا... وله قراءه فى اشراقة التيجانى يوسف بشير... إلا أننى فعلا عندما قرأت تلك المقاطع بالذات أحسست وكأنه يرى نفسه فى التيجانى الفذ النابغه الذي مات صغيرا بدوره....
-1- هل أنت غير إشارة لمعت على طرق الصحارى ملك يزور مع الظلام لكى يفاجئ فى الدجى أحلى العذاري.
-2- هم ما رأوا غير الزمان، وما رأيت سوى زمان ناضر، كالطفل فى الفردوس يمرح، رغم رائحة الحنوط ورغم رمل المقبره
-3- هم ما رأوا غير السقوط: هنا سقوط أو هناك وكان بالأمس السقوط وفى غد حتما يكون وما رايت سوي توهج حمرة التفاخة الأولى وقد رجعت الى بيت الغصون المزهره
-4- صوت تجوهر فى حوافى الغيب، صمت عامر كالشمس مصباح توهج فى دم اللغة القديمه مبهما كالحلم ماء فى علبة البلور محتبس وروح من لهيب أزرق قد أسرجتها الشمس فى كهف الدماء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
الأستاذ صلاح....
بالفعل استغرب دوما هذا اللبس فى تعريف الحضور والغياب.... خاصة وأننى كثيرا ما أجد نفسي أخاطب ابي.... وأندهش لحضوره الدائم فى كل ما مر من أحداث.... وكثيرا ما اقرأ له كلمات... تصف هذا الزمن بحذافيره....فإما نبؤة عبقريه ...وإما حضور فذ...
...رأيتهم: أما، ابا، أطفالا على رصيف مهجور يرتدون شمس الكلمات الزرق والأسمالا
فواحد فى رغبة يسأل عن مغاره وواحد فى غربة يسأل عن إشاره
ويسأل الأطفال عن خبز فيطعمون بالحجاره.
....Quote: اذكر ان سيف الجامعه هو الذي تولي متابعة ديواني الاصيل والمركب وديوان محمود ميسرة السراج.. وقد حدث ان وضعت هذه القصائد في يد دكتور محمد عبد الحي ولم نكن ندري بذلك الا بعد ان كتب ابيك مقدمات الدواوين التي اجيزت للنشر..كان ذلك في لك الايام .. بعدها علمنا بحالته الصحية..يا لله لم نكن ندري ان تلك كانت ربما اخر المراجعات...ثم كان الانقلاب العسكري..الذي اطاح بالامل في الحرية] |
..وبالفعل يا استاذ صلاح كانت آخر المراجعات والتى أتمها باصرار مهيب...وعزيمة فولاذيه... وهو على فراش الموت فى سوبا.... أذكر بوضوح كم هائل من الأوراق والبحوث...بجانبه حتى اللحظة الأخيره!!....... فعلا جيل يسرب الينا إحساس بالفقر والتخاذل.... فهم الثقافه والتثقيف...والعلم والتعلم...كان واجبا دائم الحضور فى أذهانهم.... وعشقا لا تنطفئ شعلته فى قلوبهم..... وكم تأملت فى حالنا اليوم....وفكرت أن والدي لم يكن ليحتمل هذا الهذيان والسقوط بعد قدوم الطفابيع كما قالها بشري الفاضل....أو الغربان كما قالها هو..!!!!
....حين مد السماط وجاء الغراب بادنا، رافلا فى حلى الطواويس دار الشراب ثم مزق لحم الكتاب بين برثن صقر عجوز ومخلب ضبع ذكى تفرفر بالموت تحت الخضاب والجماهير تهتف: عاش الغراب الغراب الغراب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
العزيز عادل اسحاق....
...كثيرا ما وجدت فى نفسي بعض من الحسد لتلامذته ...فانى أكاد أجزم بأنهم عرفوه أكثر مما عرفت....وحتما عايشوا فيه وجه المعلم ... والأديب الفذ .... ربما لم أكن بالنضج الكافى لأستوعب أننى فى حضرة قامه سيتغنى لها الوطن لاحقا... وربما لم يكن يعنينى فى شئ كونه شاعرا أو كذا...انما فقط كونه ابي الذي أحببت....
...Quote: أنا لازلت تلميذا غريراً في شأن التعامل مع و قبول فقد الآباء و يبدو من حديثك أن الزمن يساهم بلا شئ في هذا الشأن... معك أحتفل بحياة والدك الدكتور محمد عبد الحي بالمزيد من الغناء مع سمندله في نينوى عاصمة الربيع..ذلك الربيع الذي أضفاه على كل فصول أعوام ابنائه/بناته و أبناء/بنات شعبه..ولا يزال B] |
...وصدقا يا عادل...ستظل بعد عشرين عاما تلميذا على هذا الكم الهائل من الألم والشوق الذي يتجدد يوميا فى تفاصيل صغيره لا يراها غيرك....والزمن عنصر محفز وليس بأي حال مثبط!!.... نينوي...احتفال رائع بموسيقي الإنتماء................ لك التحيه وكل الشكر..........واقرأ معى فرح عميق بأول الإشارات البحريه باقتراب العوده ...
...بالأمس مر أول الطيور فوقنا، ودار دورتين قبل أن يغيب... كانت كل مرآة على المياه فردوسا من الفسفور - يا حدائق الفسفور والمرايا أيتها الشمس التى توهجت واهترأت فى جسد الغياب، ذوبي مرة أخيره، وانطفئي، بالأمس رأينا أول الهدايا ضفائر الأشنة والليف على الأجاج من بقايا الشجر الميت والحياة فى ابتدائها الصامت بين علق البحار فى العالم الأجوف حيث حشرات البحر فى مرحها الأعمى تدب فى كهوف الليف والطحلب لا تعي انزلاق الليل والنهار.
وحمل الهواء رائحة الأرض، ولونا غير لون هذه الهاوية الخضراء وحشرجات اللغة المالحة الأصداء.......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: د.نجاة محمود)
|
الاخت د شيراز
لك التحايا العطرة لك ولاسترتك الكريمة وانتى تسترجعى زكريات والدلك الراحل المقيم
ان الموسوعة الشعرية والادبية ستظل خالدة ومتوارثة عبر الاجيال السودانية
وليس لنا الا نترحم عليه فى هذة الايام المباركة
فرحم الله والدكم بمثل ما اعطى من كلامات صادقة نقية ستظل باقية فى وجدان الامة السودانية
ورحم الله والدكم بقدر ما اعطى وتخرجت على يدية الاجيال
ورحم الله والدكم بقدر ما ربا تربيه وانشأ اجيالا تحمل اليراع من بعدة لتسطر اجمل الكلامات
يوسف عبد الرحيم ابوسنينه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Yousif A Abusinina)
|
عزيزي جعفر....
Quote: لن أنسى ذلك الفرح الغامر الذي اعتراني حين اقتنائي للعودة إلى سنار كنت أسميه موسم العودة إلى سنار على موسم الهجرة إلى الشمال لقامتنا الغائب الحاضر أيضا الطيب صالح |
..فقدنا الكثير فى سنين عجاف...محمد عبد الحى...المجذوب...صلاح أحمد ابراهيم.. على المك...العلامه عبد الله الطيب...والمبدع الطيب صالح..... ...على عاتقنا الآن أمانة تخليد تراث ثر تركوه...ومواصلة مسيرة بدئوها بتفانى....
...سنار يا جعفر اعيدت كتابتها سبعه مرات ... وكثيرا ما أتأمل فى هذا الإصرار,,,والتجديد وتصحيح النفس.... وتجدد الرءيا واتساعها يوما عن يوم........ واقارن بقصر النظر الذى نعانى منه اليوم..ز أول نسخه من سنار كتبها وعمره لم يتجاوز العشرين.... ثم زادت ونقصت وتغيرت وتعمقت الى أن وصلت شكلها الحالى.... لا أقول النهائي...فربما اذا أمد الله فى أيامه لكانت تلك الرائعه سنار...بثوب وافق جديد فى يومنا هذا.............
......صاحبي! قل ما تري بين شعاب الأرخبيل أرض ديك الجن أم قيس القتيل؟ أرض أوديب ولير أم متاهات عطيل...؟ أرض سنغور عليها من نحاس البحر صهد لا يسيل؟ أم بخار البحر قد هأ فى البحر لنا مدنا طيفية؟رؤيا جمال مستحيل...؟ أم صباحا أم أصيل؟ أم كهوف القاع ترتج ظلالا ورسوما حينما حرك وحش البحر فخذيه: أيصحو من نعاس صدفى؟أم يمج الماء والنار الحميما؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
طبت حياً وميتاً أديبنا محمد عبد الحي ..
النشيد الأول
البحــــر
بالأمس مرَّ أوّل الطّيور فوقنا ، ودار دورتين قبل أن يغيبَ ، كانت كلُّ مرآة على المياه فردوساً من الفسفورِ – يا حدائق الفسفور والمرايا أيّتها الشمس التى توهّجتْ واهترَأت فى جسد الغياب ، ذوبى مرّة أخيرةً ، وانطفئى ، أمسِ رأينا أوّل الهدايا ضفائر الأشنةِ والليفِ على الأجاجِ من بقايا الشجر الميت والحياة فى ابتدائها الصامتِ بين علق البحارْ فى العالمِ الأجوفِ حيثَ حشراتُ البحرِ فى مَرَحِها الأعْمَى تدب فى كهوفِ الليفِ والطحلبِ لا تعى انزلاقَ الليلِ والنهارْ وحمل الهواءْ رائحةَ الأرضِ ، ولوناً غير لون هذه الهاوية الخضراءْ وحشرجات اللغة المالحة الأصداءْ. وفى الظَّلامْ فى فجوةِ الصَّمت التى تغور فى مركز فجوةِ الكلامْ ، كانت مصابيح القرى على التِّلال السودِ والأشجارْ تطفو وتدنو مرَّةَّ ومرَّةَّ تنأى تغوصُ فى الضَّباب والبُخَارْ تسقطُ مثل الثّمر النّاضجِ فى الصَّمتِ الكثيفِ بين حدِّ الحلم الموحشِ وابتداء الانتظارْ. وارتفعتْ من عتمةِ الأرضِ مرايا النّارْ وهاهىَ الآن جذوع الشّجر الحىِّ ولحمُ الأرضِ والأزهارْ.
الليلة يستقبلنى أهلى :
خيل’’ تحجل فى دائرة النّارِ ، وترقص فى الأجراس وفى الدِّيباجْ امرأة تفتح باب النَّهر وتدعو من عتمات الجبل الصامت والأحراجْ حرّاس اللغة – المملكة الزرقاءْ ذلك يخطر فى جلد الفهدِ ، وهذا يسطع فى قمصان الماءْ.
الليلة يستقبلنى أهلى :
أرواح جدودى تخرج من فضَّة أحلام النّهر ، ومن ليل الأسماءْ تتقمص أجساد الأطفالْ. تنفخ فى رئةِ المدّاحِ وتضرب بالساعد عبر ذراع الطبّالْ.
الليلة يستقبلنى أهلى :
أهدونى مسبحةَّ من أسنان الموتي إبريقاً جمجمةً ، مُصلاَّة من جلد الجاموسْ رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوسْ لغةً تطلعُ مثلَ الرّمحْ من جسد الأرضِ وعبَر سماء الجُرحْ.
الليلة يستقبلنى أهلى.
وكانت الغابة والصحراءْ امرأةً عاريةً تنامْ على سرير البرقِ فى انتظارِ ثورها الإلهى الذى يزرو فى الظلامْ. وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً. يزهر فى سلطنة البراءه وحمأ البداءهْ. على حدودِ النورِ والظلمةِ بين الصحوِ والمنامْ.
النشيد الثانى
المدينة
سأعود اليوم يا سنَّار ، حيث الحلم ينمو تحت ماء الليل أشجاراً تعرّى فى خريفى وشتائي ثم تهتزّ بنار الأرض، ترفَضُّ لهيباً أخضر الرّيش لكى تنضج فى ليل دمائي ثمراً أحمر فى صيفى ، مرايا جسدٍ أحلامه تصعد فى الصّمتِ نجوماً فى سمائى سأعودُ اليوم ، ياسنّارُ ، حيث الرمزُ خيط’’، من بريقٍ أسودٍ ، بين الذرى والسّفح ، والغابةِ والصحراء ، والثمر النّاضج والجذر القديمْ. لغتى أنتِ. وينبوعى الذى يأوى نجومى ، وعرق الذَّهب المبرق فى صخرتىَ الزرقاءِ ، والنّار التى فيها تجاسرت على الحبِّ العظيمْ فافتحوا ، حرَّاسَ سنّارَ ، افتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة افتحوا للعائد الليلة أبوابَ المدينة افتحوا الليلة أبواب المدينة. - "بدوىُّ أنتَ ؟" "لا –" - " من بلاد الزَّنج ؟" " لا –" أنا منكم. تائه’’ عاد يغنِّى بلسانٍ ويصلَّى بلسانٍ من بحارٍ نائياتٍ لم تنرْ فى صمتها الأخضرِ أحلامُ المواني. كافراً تهتُ سنيناً وسنينا مستعيراً لى لساناً وعيونا باحثاً بين قصور الماء عن ساحرةِ الماء الغريبه مذعناً للرِّيح فى تجويف جمجمة البحر الرهيبه حالماً فيها بأرض جعلت للغرباء -تتلاشى تحت ضوء الشمس كى تولد من نار المساءْ _ ببناتِ البحر ضاجعنَ إله البحر فى الرغو... (إلى آخِرِهِ ممّا يغنِّى الشعراءْ!) ثمَّ لّما كوكب الرعب أضاءْ إرتميت. ورأيتُ ما رأيتُ : مطراً أسود ينثوه سماء’’ من نحاسٍ وغمام’’ أحمر’. شجراً أبيض – تفاحاً وتوتاً – يثمرُ حيث لا أرض ولا سقيا سوى ما رقرق الحامض من رغو الغمام. وسمعتُ ما سمعتُ : ضحكات الهيكل العظمىِّ ، واللحم المذابْ فوق فُسفورِ العبابْ يتلوى وهو يهتزّ بغصّات الكلامْ. وشهدتُ ما شهدتُ : كيف تنقضّ الأفاعى المرعده حينما تقذف أمواج الدخان المزبده جثةً خضراء فى رملٍ تلظىَّ فى الظلامْ. صاحبى قلْ ! ما ترى بين شعاب الأرخبيلْ أرض "ديك الجن" أم "قيس" القتيل ؟ أرض "أوديب" و"ليرٍ" أم متاهات " عطيل" ؟ أرض "سنغور" عليها من نحاس البحر صهدُُ لا يسيلْ؟ أم بخار البحر قد هيّأ فى البحر لنا مدناً طيفيّةً ؟ رؤيا جمالٍ مستحيل؟ حينما حرّك وحش البحر فخذيه : أيصحو من نعاسٍ صدفى ؟ أم يمجُّ النار والماء الحميما؟ وبكيتُ ما بكيت : من ترى يمنحنى طائراً يحملنى لمغاني وطنى عبر شمس الملح والريح العقيمْ لغة تسطعُ بالحبِّ القديمْ. ثم لّما امتلأ البحرُ بأسماكِ السماءِ واستفاقَ الجرسُ النائم فى إشراقةِ الماء سألتُ ما سألت’ : هل ترى أرجع يوما لا بساً صحوىِ حلما حاملاً حلمىَ همّا فى دجى الذاكرة الأولى وأحلام القبيلة بين موتاى وأشكال أساطير الطفوله. أنا منكم .جرحكم جرحى وقوسى قوسكم. وثنى مجَّد الأرضَ وصوفىِّ ضريرُُ مجَّد الرؤيا ونيران الإلهْ. فافتحوا حرَّاس سنّارّ ، افتحوا بابَ الدَّم الأوّلِ كى تستقبل اللغةَ الأولى دماهْ حيث بَلُّور الحضورْ لهبُُ أزرقُ فى عينِ المياهْ حيثُ آلافُ الطيورْ نبعتْ من جسدِ النّارِ. وغنّتْ فى سماوات الجباهْ. فافتحوا ، حرّاسَ سنّار ، افتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة افتحوا الليلة أبواب المدينة افتحوا..... " إنّنا نفتح يا طارقُ أبواب المدينة "إن تكن منّا عرفناك ، عرفنا " وجهنا فيك : فأهلاً بالرجوعْ " للربوعْ. " وإذا كنتَ غريباً بيننا " إنّنا نسعد بالضِّيف ، نفدِّيهِ " بأرواحٍ ، وأبناءٍ ، مالْ " فتعالْ. " قد فتحنا لك يا طارقُ أبواب المدينة " قد فتحنا لك يا طارقُ... " قد فتحنا...." ودخـــلتُ حافيا منكفئا عارياً ، مستخفياً فى جبة مهترئة وعبرتُ فى الظلامْ وانزويت فى دياجير الكلام ونمــــتُ مثلما ينامُ فى الحصى المبلول طفل الماءْ والطّير فى أعشاشهِ والسمك الصغير فى أَنهارِهِ وفى غصونها الثِّمارُ والنجوم فى مشيمةِ السماءْ.
النشيد الثالث
الليـــــــل
وفتحت ذراعها مدينتى وحضنها الرغيدْ - أيّة أنهارٍ عظيماتٍ وغاباتٍ من البروق والروعودْ – تنحلّ أعضائى بخاراً أحمراً يذوب فى دمائها تعوم روحى طائراً أبيض فوق مائها ويطبق الليل الذى يفتحُ فى الجمجمة البيضاءْ خرافةً تعودُ ، وهلةً ووهلــةً ، إلى نطفتها الأشِياءْ فيها ، وينضج اللهيبُ فى عظام شمسها الفائرة الزرقاءْ ويعبر السمندلُ الأحلامَ فى قميصه المصنوع من شرارْ. فى الليل حيث تنضج الخمرةُ قبل أن تموج فى الكرومِ قبل أن تختم فى آنية الفخّارْ فى الليل حيث الثمر الأحمرُ والبرعمُ والزهرةُ فى وحدتها الأولى من قبل أن تعرف ما الأشجارْ فى الليل تطفو الصور الأولى وتنمو فى مياه الصَّمتِ حيث يرجع النشيدْ لشكلِهِ القديمِ قبلَ أن يسمِّى أو يسمَّى ، فى تجلّى الذات ، قبل أن يكون غيرَ ما يكونُ قبل أن تجوِّفَ الحروفُ شكلَهُ الجديدْ.
النشيد الرابع
الحـــــــلم
رائحة البحر التى تحملها الرياحْ فى آخر الليل ، طيور’’ أفرختْ فى الشفق البنفسجىِّ بين آخر النجوم والصباحْ أنصتْ هنيهةً ! تسمع فى الحلم حفيف الرِّيش حين يضرب الجناحْ عبر سماوات الغيابْ هل دعوة إلى السفر؟ أم عودة إلى الشجر ؟ أم صوت بشرى غامضُُ يزحف مثل العنكب الصغير فوق خشبات البابْ يبعثه من آخر الضمير مرَّةَّ عواء آخر الذئابْ فى طرف الصحراءِ ، مرَّةً رنين معدنٍ فى الصمَّتِ ، أو خشخشة الشوكَ الذى يلتفّ حول جسد القمرْ ومرَّةَّ تبعثه صلصة الأجراس حين ترقص الأسماك فى دوائر النجوم فى النَّهَرْ. أم صوت باب حلمٍ يفتحه فى آخر الليل وقبل الصبحْ المَلَك الساهر فى مملكة البراءة وحمأ البداءه تحت سماء الجرحْ يَمُدُّ لى يديه يقودنى عبر رؤى عينيه عبر مرايا ليلك الحميمة للذهب الكامن فى صخورك القديمة فأحتمى – كالنطفة الأولى – بالصور الأولى التى تضىءُ فى الذّاكرة الأولى وفى سكون ذهنك النقىِّ تمثالاً من العاجِ، وزهرة وثعباثاً مقدساً وأبراجاً وأشكالاً من الرخامِ والبلُّور والفَخّارْ. حلمُُ ما أبصرُ أم وهمُُ؟ أم حق يتجلّى فى الرؤيا ؟ فى هاجرةِ الصَّحْراء أزيح قباب الرملَ عن نقشٍ أسودَ ، عن مَلِكٍ يلتفًّ بأسماء الشفرةِ والشمسِ والرمز الطّافر مثل الوعلِ فوق نحاسِ الصَّحراءْ. أسمع صوت امرأةٍ تفتحُ باب الجبل الصَّامت ، تأتي بقناديل العاج إلى درجات الهيكل والمذبحْ ثم تنامُ – ينامُ الحرَّاسْ – لتوليد بين الحرحر والأجراسْ شفةً خمراً ، قيثاراً ، جسداً ينضج بين ذراعىْ شيخٍ يعرف خمرَ اللهِ وخمر النّاسْ. لغة’’ فوق شفاهٍ من ذهبٍ أم نورُُ فى شجر الحُلمِ المزهرْ عند حدود الذَاكرةِ الكبرى الذّاكرة الأولى؟ أم صوتي يتكوَّر طفلاً كى يولدَ فى عتباتِ اللغةِ الزرقاءْ ؟ وتجىءُ أشباح مقنّعة’’ لترقص حرَّةً ، زمناً، على جسدى الذى يمتد أحراشاً ، سهوباً : تمرح الأفيالُ، تسترخى التماسيح ، الطيور تهبُّ مثل غمامةٍ ، والنحل مروحة’’ ويغنِّى وهو يعسل فى تجاويف الجبالِ ، وتسدير مدينة’’ زرقاءُ فى جسدى، ويبدأ صوتُها ، صوتْى ، يجسِّد صوت موتاىَ الطليقْ حلم’’ ؟ رؤىِّ وهميّة’’ ؟ حقُّ؟ أنا ماذا أكون بغير هذا الصوت ، هذا الرمز ، يخلقنى وأخلقه على وجه المدينة تحت شمس الليل والحبِّ العميقْ وحينما يجنح آخر النجوم للأفولْ ويرجع الموتي إلى المخابىء القديمة كيما ينامون وراء حائط النّهارْ أنام فى انتظارْ آلهة الشمس وقد أترع قلبى الحبُّ والقبولْ.
النشيد الخامس
الصــــــبح
مرحى! تطلُّ الشمسُ هذا الصبحَ من أفق القبولْ لغةً على جسد المياهِ ، ووهجَ مصباحٍ من البلُّورِ فى ليل الجذورِ ، وبعضَ إيماءٍ ورمزٍ مستحيلْ. اليومَ يا سنّار أقْبَلُ فيكِ أيّامى بما فيها من العشب الطفيلىِّ الذى يهتزُّ تحتَ غصونِ أشجارِ البريقِ. اليومَ أقْبَلُ فيكِ أيّامى بما فيها من الرّعب المخمَّر فى شرايينى. ومافيها من الفرح العميقِ. اليومَ أقْبَلُ فيكِ كلَّ الوحلِ واللّهب المقدَّس فى دمائكِ ، فى دمائي. أحنو على الرَّملَ اليبيسِ كما حنوتُ على مواسمكِ الغنيّة بالتدفق والنماء. وأقولُ: يا شمسَ القبولِ توهّجى فى القلبِ صفيِّنى ، وصفِّى من غبارٍ داكنٍ لغتى ، غنائى.
سنَّارُ تسفَر فى نقاءِ الصحو ، جرحاً أزرقا، جبلاً ، إلهاً ، طائراً فهــداً ، حصاناِ ، أبيضاً ، رمحاً كتـــابْ رجعت طيور البحر فَجْرَاً من مسافات الغيابْ. البحر يحلم وحده أحلامه الخضراء فى فوضى العبابْ. البحرُ؟ إنّ البحر فينا خضرة’’ ، حلم’’ ، هيولى ، شجراً ارى ، وأرى القوارب فوق ماء النّهرِ والزرّاع فى الوادى ، وأعراساً تقامُ ، ومأتماً فى الحىِّ ، والأطفال فى الساحات ، والارواح فى ظلَّ الشجيرةِ فى الظهيرةِ حين يبتدىُْ الحديث برنّه اللغة القديمةْ. الشمس تسبح فى نقاء حضورها ، وعلى غصونِ القلب عائلةُ الطيّورِ، ولمعةُُ سحرية’’ فى الريحِ ، والأشياء تبحر فى قداستها الحميمةْ. وتموج فى دعةٍ ، فلا شىءُُ نشازُُ كلُّ شىءٍ مقطعُ ، وإشارةُُ تمتد من وترٍ إلى وترٍ ، على قيثارة الأرض العظيمةْ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: ابو جهينة)
|
Quote: التقيته مرات قصار بين دار النشر التربوى ودار الاساتذةواخر مرة كانت في صحيفة من صحف الديمقراطية هرب اسمها مني الان وسعينا معا للقاء الاستاذ عيسي الحلو محرر الملحق الثقافي للمساهمة في ملف حول الصراع بين جيل الستينات وجيل الثمانينات لااذكر ايضا عنوان الملف ولكني اذكر ان عراكا مفاجئا نشب بين المرحوم سامي سالم واخر واني والصديق عبد المنعم الريح ووالدك الكريم خرجنا معا وكان اخر عهدنا بالديمقراطية التي انطوت صفحتها بعد زمن قصير |
العزيزه أمال حسين.....
أذكر تماما منزل عيسي الحلو الذي كان كثير التردد عليه فىوقت ما...وأذكر الأستاذ عيسي الحلو يزورنا..... ولكنها ذكريات طفله ملوله....لم تك تعى أنها فى حضرة قامات...وكنوز قوميه... ولا تعي أن الموت سيكون وجها ساخرا فى يوم ما.......... وبالفعل بعد تلك الفتره بدأت صحته فى التدهور بشده حتى استقبلته سوبا بحضن حزين ولم يغادرها حيا............شهر بعد ضياع الديمقراطيه.....
........ الموت كان وطنا يضئ فى المطر أمام عينيك
هنا النخل يجيش فى مخابئ الشجر مستغرقا يطبخ زبد العسل البري والعصير فى الثمر منعقد .. وفى الهواء من ذكر النخل لقاح، والحقول مثقلة بالتبر هذا آخر الفصول فالشمس فوق الأرض تستميت والسماء وارية الزرقه والأشياء تسكن فى سعادة التمام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
Quote: سأعودُ اليوم ، ياسنّارُ ، حيث الرمزُ خيط’’، من بريقٍ أسودٍ ، بين الذرى والسّفح ، والغابةِ والصحراء ، والثمر النّاضج والجذر القديمْ. لغتى أنتِ. وينبوعى الذى يأوى نجومى ، وعرق الذَّهب المبرق فى صخرتىَ الزرقاءِ ، والنّار التى فيها تجاسرت على الحبِّ العظيمْ فافتحوا ، حرَّاسَ سنّارَ ، افتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة افتحوا للعائد الليلة أبوابَ المدينة افتحوا الليلة أبواب المدينة.
|
دكتورة شيراز ومحبي الراحل الدكتور محمد عبدالحي..طابت أوقاتكم أرجو أن يتزامن الاحتفال بذكرى الراحل المقيم والمزمع اقامته في الرياض مع انطلاق مشروع للتوثيق والتدوين لكل كتاباته.وللدراسات التي تناولت تجربته الثرة.. ومعا من أجل مدونة للسمندل على هذه الشبكة ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: إيمان أحمد)
|
رايته في التصاوير بجانبه صلاح احمد ابراهيم ومحمد المكي واحمد قباني والاخوة ابناء النقاش واحمد عبد المعطي حجازي وكان التجمع بمنزلنا معهم كانت العمة خديجة صفوت وعبد العزيز صفوت ابي الذي اعلن الحداد عندما سمع برحيل محمد عبد الحي واعلنه ثانية لصلاح وغادر لاحقا بهم
Quote: نسأل المولى جلَّ شأنه في هذا الشهر الكريم ان يشملهم جميعا بواسع رحماته. وأن يحشرهم مع الأبرار والصديقين
تحياتي للوالده الدكتوره المربيه عائشه موسى |
وتحيات والدتي الدكتورة سميرة منديل للاسرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: nassar elhaj)
|
Quote: شيراز بحثت عن قصاصة سلمتها لك قبل 14 سنة مكتوب عليها ( السمندل يغنى وحيدا) كانت فى احدى ذكريات السمندل .. لم أحدها لاضعها هنا سيظل عبد الحى ليس مستحوذا احلامنا فحسب بل من يرسم حلمنا الاتى من اغوار تاريخنا الماضى |
...اهلا عزيزي سمير.....كتبت مداخله قبل قليل وضاعت فى مكان ما.... عموما... أذكر تماما قصاصتك التى حكيت عنها وتمنيت أن تجدها.... ففيها مناجاة للسمندل...وحزن عميق..... ...إن أكثر ما يدهشنى ويعمق بداخلى احساسا بالفقد والافتقاد...هو رسمه للمستقبل فعلا فى كثير من قصائده...ولا أدرى هل تلك نبؤة شاعر كما تفضلت د.نجاة أم بصيرة نافذة...أم ماذا.... فكثيرا ما وصف ما نحن فيه الآن...
فى الزمن اليباب ليس سوى الثعلب والحرباء والحية الرقطاء فى حفلهم هذا الذى تتويجه الغراب..
...شكرا سمير...وأعلم أن لديك الكثير...فى كراساتك الرماديه....لتجود به هنا...فمرحى!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
بخاري.....
بعض من قصائده حتما ستهدئ أعصابك....وتأخذك فى عوالم من الألوان والموسيقي والكائنات البحريه والبريه الغريبه.......... وتهيم بك فى رحلات بساط الريح من أرض سنغور ...الى أوديب وعطيل وقيس القتيل... حتى تحط بك بجانب شيخ صوفي ضرير.. يعرف خمر الله خمر الناس.........
..ولكن البعض الاخر سيحفزك لكى ترى قبح هذا العالم..وحقيقته....
... رايتهم: أما ابا اطفالا على رصيف الزمن المهجور يرتدون شمس الكلمات الزرق والأسمالا:
فواحد فى رغبة يسأل عن مغاره وواحد فى غربة يسأل عن إشاره
ويسأل الأطفال عن خبز فيطعمون بالحجاره.
...شكرا على الحضور والمتابعه...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
الأستاذ صبري الشريف........
الغريبه شارع عبيد حاجه كده ده دايما كان بستفزنى....وبفكر انو تسمية الشوارع دى تخليد وذكرى وهى بمثابة تمثال ...باق لأزمان عديده...فلم لا تكون هناك شوارع بأسماء رموز استحقوا التخليد؟؟ ......... عموما...كثير من الذاكره الثقافيه والسياسيه لشعبنا تواجه خطر التغيير والتحريف فى ظل الانقاذ....لذا فلنحتفل دوما بعظمائنا...وأدبائنا...ونوثق لثوراتنا...ولنحتفل..يا صبري لنحتفل...
.... الله كن لى مركزا للعنف، واستعارة تلبس فى لغتى شجيرة شائكة تنفجر النيران من فروعها إشارة ترجنى تقذف بي إلى العلى لغما إذا ما دستها فى آخر الزمان فى زحف عقلي ولسانى ليلة وليلة عبر حدود الشك والإيمان للخطر الكامن فى مستعمرات الظلمة الكبري
.......الله فى زمن العنف...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
محمد حيدر المشرف ...شكرا لمرورك.........
الشيخ اسماعيل يشهد بدء الخليقه
1-الفهد
وفجأة رأينا الفهد مسترخيا فى ظلمة الأوراق الخضراء ، فى الفوضي الجميلة بين الغصون
النحل يعسل فى شقوق الجبل
والأرنب تستحم على الصخرة فى الشمس وهى تحرك اذنيها مثل شراعين موسيقيين صغيرين لم تحلق هذه الصقور باكرا؟
الغابة فى سفح الجبل وبين فخذيه أنثي اقدم من كل الإناث
نساء اشجر تعري نفسها السماء تدق طبلها الأزرق الجلد وما زال بريق سيف البرق عالقا بالهواء الجديد
هذا الرحم جدرانه الأمطار، والنباتات المتسلقه وثمار الباباي والمنقة الذهبيه.
...اذكر يا محمد حيدر أنه كان يهتم اهتمام خاص بالأشجار فى حديقتنا الصغيره... وكانت له نبته خاصه مفضله لديه... نبتة الباباي خارج نافذة غرفته والتى كان يدعوها سجنه..... اصبح لكل منا دور فى سقياها عندما اصبح وصول كرسيه متعذرا الى اطراف الحديقة...... ....والغريب..... أن الحديقة ذبلت رغم كل الجهود بعد وفاته...وحزنت ايما حزن..... ولم يستوعب هذه الحقيقه كأمر واقع الا الحاجه نصره جدتى بحكمتها المعهوده....لها الرحمه.... "الجنينه فات سيدها...ولحقتو"
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
Quote: بورتريه ل د.محمد عبد الحى الشاعر المرهف صاحب العودة إلى سنار ومدرسة الغابة و الصحراء البورتريه موضوع على الكرسى المدواب الذى قضى فية أواخر أيامه. ] |
...شكرا صديقي ماضي للمشاركه فى احتفالنا هذا بصوره من بوست الصور النادره.... وهذه الصوره نادره بحق حيث قل أو قل انعدم ظهوره بالكرسي فى أجهزة الإعلام.... رغما عن أنه كان ملازما له منذ 87 وحتى وفاته..... فهل لضعف التوثيق من إعلامنا لرموز بارزه كمحمد عبد الحى... أو لمرضه الكثير وبعده النسبي عن الساحه والمشهد الاعلامى فى السنين الأخيره من عمره؟؟؟؟؟
....عموما...تصور يا ماضي أن الإذاعه السودانيه لا يحتوى أرشيفها على توثيق لحياته أو برنامج طويل معه ولا التلفزيون.... اختفت الأشرطه التوثيقيه له...والجلسات المصوره.... غير ما عرض الأستاذ عصام أبو القاسم مذيع البيت السودانى فى العام الماضي...
....أسئله كثيره واحتمالات تدور فى الخاطر.... عموما....لحسن الظن.... أناشد بإسم الأسره وبإسم كل محبي محمد عبد الحى...والغابه الصحراء وبإسم كل الباحثين والموثقين... أناشد أي شخص أو جهه تمتلك تسجيل إذاعى أو تلفزيونى لمحمد عبد الحى أن يتصل بى مباشرة......... فهناك مشروع مكتبه توثيقيه كامله نسعى إليه لمساعدة الباحثين والطلاب.... لتخليد ذكرى رمز ثقافي وعلامه بارزه فى الشعر السودانى الحديث......
..... فى الحلم رايت "سعدى" و"حافظ" يتناجيان فى حديقة الورد الأخيرة قرب المسجد المهجور:
الأرض وطننا فيها كل شئ أو لا شئ الله أقرب من حبل الوريد
لقد رحل جميع الصحاب وبقينا وحدنا فى العالم كالنحل البري فى نقرة الجبل
وسكر الجميع وقامروا فى حانة الدم والنور وكسبنا وحدنا سؤ السمعه لا يمكن أن تفصل عبق العبير من عفن الوباء فى هذه الدمن المخضره.
الملك حذاء نلبسه لنمشي به فى الزمان
علينا أن نمشي حفاة فى مملكة الفقر لا حراس على الحدود ولا جلسات استجواب ، واجراءان أمن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
الأستاذ باسط المكى.....
Quote: شيراز التحية والاجلال لهذا الهامةوالقامة الذي اثري حياتنا الثقافية حي في كل البلد وفي كل سطر وحرف B] |
..... فى القفر وحدى تحت شمس مروى اقرأ- والبخور يغمرنى ما زال، مازالت مواكب النذور تساق عبر الردهات حيث نبعت من الصخور راقصتي السوداء وأشرقت فيها عروق الذذهب الأحمر والأسماء. يا ملكي...فلتأمر الآن المغنى كى يغنى نغمة الرضا إلى الالهة القديمه باللغة القديمه ولتبدأ الرقصة عاجلا فصوت الريح عبر الرمل والحقول يثقله صهيل آلاف الخيول....
....شكرا على المرور والإحتفاء...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
عزيزي محمد عبد الجليل....
شكرا على الحضور الدائم والإحتفاء معى ....
....كتبت مداخله قيمه نشرت فيها بعض من كتابه تمتلئ بإشارات بارزه للناقد والأديب عجب الفيا... ولفت نظرى إضاءه هامه....
Quote: ولعل الفضل في رواج مفهوم سنار كنموذج لهذا التمازج يعود إلى الشاعر المرهف د.محمد عبدالحي الذي يعتبر أحد أبرز رموز الحداثة الشعرية في العالم العربي وديوانه المشهور (العودة إلى سنار) خير دليل على ذلك.] |
....وبالفعل..احتفى العالم العربي بمحمد عبد الحى أكثر من احتفائنا به... فقد كرم فى مهرجان المربد الشعري بالعراق فى الثمانينات ... ونال جائزة الشعر الحديث...واصبح من المدعوين بثبات دائم الى حضوره الى وفاته فى 89.... وكتب عنه بحثا وتوثيق كثير من الأدباء العرب منهم سلمى الجيوشي والأستاذ الدكتور عبد النبي صطيف من دمشق.... أمامنا مهام كثيره,,,من توثيق وتخليد لا ستخلاص دروس ونقل تجارب....وتعليم أجيال... وليس عن محمد عبد الحى فحسب..بل لكثير من مبدعى بلادى الذين الهمونا بحساسيتهم وأهدونا ثقافة نفتخر بها......
...كان حلما أن نرى البدء وميلاد الطقوس....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد عبد الحي..20 عاما ومازال السمندل يستحوذ على أحلامنا..!! (Re: Shiraz Abdelhai)
|
وجب على أن اشكر كل من يحتفى معى فى هذا البوست بحياة والدى ...وابداعه....
....وعذرا إن تأخرت فى الترحيب بكل الصحاب ...لا يعنى هذا غير اندهاشي بغزارة المشاركه....
...وانشغالى غير المبرر بما هو اقل أهمية.............
...وسأعود حتما لكل منكم تفصيلا......................
....كما اشكر بالطبع كل من بادر وراسلنى عبر البريد افلكترونى ولتلك الرسائل مساحة هنا.................
| |
|
|
|
|
|
|