|
مؤامرة سلام دارفور ( زهير السراج ) ( جريدة السوداني ).
|
Quote: العدد رقم: 184 2006-05-11 مناظير مؤامرة سلام دارفور
زهير السراج
أصمت الحكومة أذنيها عن النصائح التي ظل كثيرون يتبرعون بها، وعلى رأسهم أستاذنا محجوب محمد صالح، بعدم اللجوء إلى طريقة (تجارة القطاعي) لحل المشاكل، بل معالجتها بنظرة كلية، وإشراك كل القوى السياسية في هذه المعالجة... وكانت النتيجة نشوء أوضاع وتعقيدات دستورية كبيرة ومتنوعة تعيق تنفيذ الاتفاقيات والوصول إلى حلول مرضية للجميع... وأبسط دليل على ذلك العوائق التي تقف عقبة في تطبيق اتفاقية نيفاشا، والتي ستواجه وربما تطيح باتفاقية دارفور التي جاءت ناقصة ومعيبة، واكتظت بالجمل الإنشائية التي يصعب ترجمتها إلى أفعال على أرض الواقع... مثل بند (نزع أسلحة الجنجويد) الذي وافقت عليه الحكومة بكل سهولة ويسر لأنها تعرف سلفاً انها تستطيع التحايل عليه بإنكار وجود ما يعرف باسم (الجنجويد)... أو التحايل في تعريف المصطلح .. وحتى لو توصلت الحكومة مع الآخرين إلى اتفاق على تعريف الجنجويد بأنها (المليشيات العربية).... فأين توجد هذه المليشيات وكيف يتيسر نزع أسلحتها بدون الدخول في صراع دموي رهيب مع القبائل العربية.. يغرق دارفور في بحور من الدم؟ كانت الحكومة تعلم تمام العلم عندما وافقت على هذا البند انه يستحيل ان يتحقق... فوافقت عليه مقابل عدم تقديم تنازلات في مكان آخر... وهي تضحك ملء شدقيها (الآن) على الديك الأمريكي المنفوش روبرت زوليك الذي صرح لأجهزة الإعلام، بأن الوسطاء نجحوا في الحصول على موافقة الحكومة بنزع سلاح المليشيات العربية... معتقداً حسب الفهم الذي صوره له غروره بأن هذه المليشيات تنتظر الآن في معسكرات لتأتي قوات الحكومة وتنتزع أسلحتها وهي طائعة مختارة!!. وما ينطبق على (الجنجويد) ينطبق على بقية بنود الاتفاقية مثل ملكية الأراضي والسلطة الانتقالية لدارفور وتعويض المتضررين!!. كل هذه البنود وغيرها، غارقة في الجمل الإنشائية والمصطلحات الضبابية وعدد هائل من اللجان والمفوضيات التي يحتاج تكوينها فقط إلى سنوات طويلة.. ودونكم اتفاقية نيفاشا.. بنظرة واحدة إليها وإلى ما آلت إليه... يمكنكم ان تتنبأوا بسهولة بمصير (وثيقة سلام دارفور) التي استعيرت لها صفة (سلام) زوراً وبهتاناً... بينما هي في حقيقة الأمر مؤامرة واضحة المعالم من (الإنقاذ) لاستمرار السيطرة على السلطة (كخيار أول) .. أو تمزيق البلاد وإغراقها في بحور من الدماء إذا لزم الأمر وبدأت السلطة تتسلل من بين يديها!!. ما كان أسهل على (الإنقاذ) لو أرادت معالجة مشاكل البلاد، ان تفعل ذلك... بنظرة كلية... تستوعب جماهير الشعب السوداني كافة، أساسها التنازل عن السلطة والثروة وإطلاق الحريات والاحتكام للديمقراطية (حتى .. ولو بعد سنوات) يتفق عليها الناس. ولكن الإنقاذ تريد ان تستأثر بالسلطة والثروة وحدها... تشتري هذا وتبيع ذاك... ولو أدى الأمر لتفتيت البلاد وتمزيقها وإحراقها!!. وللاسف الشديد... فإن الإنقاذ تجد في طريقها الكثيرين من الأغبياء أو المرتشين وضعاف النفوس لتقديم المساعدة لها في تنفيذ مؤامراتها ومخططاتها!!. |
|
|
|
|
|
|