قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ...

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 07:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة يوسف السماني يوسف(يوسف السماني يوسف)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2011, 07:19 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ...

    ابنوسة سامقة كسمو عزها واصلها تلفحت ثوب الأدب منذ نعومة أظافرها و تدثرت بحب الوطن فبانت ملامح مكونات نفسها بين نشاءه شمالية وجذور جنوبية شكلت ملامح طيبتها وبساطتها وإنسانيتها ونقاء سريرتها فكانت رمزا للمراءاة الوطنية السودانية . إنها الدكتورة استيلا قايتانو الكاتبة المتميزة بصحيفة الراكوبة الالكترونية صاحبة القلم الصادق والإبداع المتفرد .




    Quote: استيلا قايتانو

    عندنا صديق كل ما نقول : يا منعم اصلنا ما سمعناك يوم نبذت الحكومة ؟ يرد علينا بانها ما بتستاهل .! هسي والباقي عشرة يوم او اقل والزول حيبقى اجنبي بقدرة قادر من غير ما يتحرك من بلدو حقوا الواحد يعمل قفشات اخيرة كدا لأنو بعد ما نبقى أجانب ما اظن حيخلونا نتفاصح ونطول لسانا في دولة ما دولتنا ، هسي يوم شفتو ليكم حبشي نبذ الحكومة دي؟ ابداً ! ولا هندي قال "زندكي نهي " لعمايلها ؟ ولا في الاحلام حتى . الغريبة انهم بيكونو مستغربين اننا مجقلبين ليه رغم انو الحكومة ذي العسل وهم يحسون في وطنهم الثاني بالسعادة ، اظن السر في حكاية الوطن الثاني دي لأن كل الاوطان الأولى تكون مضرة باناسها ، والغريبة تطلع بامتيازات في الوطن الثاني تحت حماية الوطن الاول الطفشك بالزندية من البلد.

    مفارقات التاسع من يناير 2011 :

    - الغريبة أن 9 يناير 2011 هو يوم التصويت للانفصال ولكن هناك احساس انه يوم الانفصال نفسه (عموما ما فارقة ).

    - السودان بدل أرض المليون ميل مربع وأكبر دول افريقية مساحة يبقى ارض المليون ميل مربع الا جنوب (اووو ماي قود ) .

    - بعد 9 يناير تصحو الواحدة منا الصباح وتكتشف انها متزوجة من واحد اجنبي ( ديم يو مين) .

    -الغريبة أكتر انو مافي زول بقول الانفصال سمح رغم انو في ناس دايرنو ، ودا واضح انو اي زول بيتبرى منو ناس الحركة بيقولو ناس الانقاذ السبب في الانفصال وناس الانقاذ بيقولو ناس الحركة هم السبب ، ناس المعارضة برضو بيقولو ناس الانقاذ السبب ، الظاهر الشينة منكورة (عموما اتنين لو قالوا ليك راسك مافي اهبشو).

    - الغريبة انا ذي كل الشباب السوداني المعصور ، النفسو يطلع برة البلد للبحث عن وضع افضل حتى ولو كان ثمن ذلك ان تكون اجنبياً ولكن نتيجة" للكج الراكبنا " اذا به سأصبح اجنبية من غير ما اطلع من السودان..!!
    في بلد بتريحك ذي بلدنا دي؟ على الاقل سوف تتوفر لي ان اختبر مقولة تصور كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني (يمكن يكون عادي زي الزبادي) .

    - تاني خلاص نقة نحن جنوبين مهمشين وعبيد والعرب مستعليين ثقافيا وحقارين وبعاينو لينا كيف كيف ، دي خلاص حتنتهي ولكن عند الانفصال هل وفقت نيفاشا اوضاع الجنوبيين الجدد والشماليين الجدد ، يعني ناس سنار والنيل الابيض ديل حيبقو جنوبيين الشمال وناس اعالي النيل وولاية الوحدة حيبقو شماليين الجنوب في زول سألهم علما بان بعد الانفصال مافي جنوبي داير يبقى شمالي ولا العكس حسب نظرة اي واحد للاخر مافي عربي داير يبقى جانقي ولا في جنوبي داير يبقى مندوكورو . (ششيت)

    - ولاية الوحدة تؤيد انفصال الجنوب (دي ذي مدرسة النجاح التي لم ينجح فيها احد ) .

    -الغريبة لحدي وقت قريب لم يكن يذكر الجنوبيين بدون ان يسبقها كلمة الاخوة ولم يكن يذكر الجنوب دون ان يتبعه كلمة الحبيب الان شدة ما مكجنين حكاية الانفصال دي بقو يقولوا الجنوبيين والجنوب كدا حاف، والغريب اكتر نزحت هاتان الكلمتان الى غرب السودان فبقو يقولو اخوانا في دارفور في غربنا الحبيب، فهاتين الكلمتين كانهما حقنتا تخدير لتصمت وتتحمل التهميش، صدقني لو اصلاً في اخوة حقيقية ما كان دا كلو حصل ولو اصلا كانت في محبة ما كان في زول اتمرد .( ولاشنو؟)

    - من اغرب المفارقات انو السياسيين في الدولتين الشمالي والجنوبي ما دايرين اسم السودان ، ولكل اسبابه.. الجنوبيون قد يختارون اسم ليس فيه السودان نسبة لان سمعة السودان عالميا ليست جيدة، وبعض الشماليين يقترحون تغير اسم السودان الشمالي لانهم عرب اقحاح وليس لهم صلة بالسود (بالله شوف).

    -بعض التحليلات تقول ان اسرائيل تسعى جادة الى تفتيت السودان الى خمسة ديلات صغيرة وهزيلة ،الآن بدأت بالجنوب.. ودافور هي التالية لانها تطالب بحق تقرير المصير وربما تسبقها النيل الازرق وجنوب كردفان لان الحكومة اصابتها نشوة انها تخلصت من نقة التعددية التي كان ينادي بها الجنوبيون وربما نست او تناست بان هناك زنوج اخرون ما زالوا ملتصقين بدولة الشمال فاعلنت العروبة والشريعة في دولتها الجديدة متنفسة الصعداء، فأثارت غضبة النيل الازورق وجنوب كردفان وقد يعلنون دولتهم قريباً، وبعدهما الشرق واقصى الشمال وربما ولاية الجزيرة ، ولكن قد نكون اذكي من اسرائيل نحقق رغبتها الى حين تحقيق رغبتنا في الانفصال من المؤتمر الوطني ومن ثم اتحاد هذه الدول مرة اخرى على اسس جديدة وبذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد، اولا نكون خدعنا اسرائيل التي تتذاكى على العالم لتحقيق مصالحها مفترضة في الآخرين الغباء، وتحيا فوق جثث مواتها، وثانيا نكون قد تخلصنا من المؤتمر الوطني بان نملُص منو السودان حبة حبة طالما انو مصر يلبس السلطة.

    - قريبا سوف ينفض السامر وكل زول يشوف شغلتو العرب بخيتة وسعيدة عليهم العروبة ونتمنى لهم الاتحاد والقوة مع الدول العربية ويتم الغاء كل ما يفرقهم وينعموا بوحدة الارض واللغة والعقيدة وعملة قوية فنسمها (العورو) تيمناً ( باليورو) وتصبح قوة ضاربة في الشرق الاوسط ، ووالافارقة بخيتة وسعيدة عليهم الافرقة ونتمى لهم الاتحاد والقوة مع الدول الافريقية وينعموا بوحدة الهوية واللغة وعملة صعبة فنسمها (الافرو) تميناً (باليورو) وتصبح قوة ضاربة في افريقيا كيتا فيك يا اسرائيل، لان اذا لم يحدث هذا الهدف السامي وهو تحقيق قوة عظمى بحجم ان يكون السودان كبش الفداء رغم انه كاد ان يكون افضل هؤلاء، حينها فقط سيغفر لنا التاريخ، ولكن اذا انشغلنا بالحروب الحقيقية او المفتعلة ولم نتعلم من نيفاشا كيفية الجلوس على طاولات التفاوض سوف نندم كثيرا ولن يغفر لنا التاريخ، لاننا صبرنا كل تلك السنين على جراحات مفتوحة ونازفة، واننا في هذه الفترة بالذات وضعنا ايدينا على العلة ولم نتحمل مرارة الدواء وصممنا آذاننا من سماع صرخات تلك الجروح وهي تندمل ولم نستطع الصبر على آلام الشفاء وبكل بساطة رفضنا الدواء ، ليلتهب الجرح مرة اخرى في النيل الازرق ودارفور وجنوب كردفان .
    والله يعلم الى اين سوف تصل الغرغرينة حينها يكون قد فات الاوان ستصبح تضحيتنا بوطن كاد ان يثبت عظمته من اجل دولتين تقلقان المنطقة وقد خسرنا كل شئ من اجل لا شئ . (الله يجازي اللي كان السبب) .

    -اخيرا نقول كل سنة والناس طيبين بالذات السنة الجاية دي وربنا يلطف بالسودانيين ويجعل العواقب سليمة .ماري كريسماس .
    .

    هذا الموضوع تم نشره بموقع الراكوبه الالكتروني .
                  

01-03-2011, 08:02 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: يوسف السماني يوسف)

    استيلا قايتانو - القاصة المبدعة
    شكرا يا يوسف، إختيار في الصميم في زمان الإستفتاء، بعد أن يذهب
    الجنوب سنعرف فداحة ما خسرنا

    وليمة ما قبل المطر - استيلا قايتانو

    اولير اسمه يعني العراء، ذلك لان امه انجبته هناك عندما داهمها المخاض
    وهي تحتطب ، بلدته محاطة بالغابة والسماء.
    كان يغط في نوم عميق عندما بدأ ذلك الظل يزحف بطيئا نحو بلدته فبدأت مثل
    انسان ضخم يسحب غطاء نحو جسده، توارت الشمس خلف غيوم داكنة، الاشجار
    تتمايل بفعل رياح خفيفة ، تلوح لكرنفال الطبيعة المفاجئة .. بدأت النسوة
    نصف العاريات في التحرك مثل سرب النحل، يشرعن في نقل ما نشرنه من بافرا
    وذرة نابت الي داخل الاكواخ، كن يتصايحن راطنات ، تنبه كل الاخري او تمازحها،
    واخريات مهرولات وعلي رؤوسهن قدور الماء والصغيرات كان الماء ينحدر
    علي صدورهن النابتة فيضفي لونا اسود مصقول علي بشرتهن.
    جلس الرجال تحت سقيفة ضخمة تجاور ساحة الرقص تتوسطهم مدفأة من الاخشاب
    الجافة لاشعالها عند هطول الامطار في صخب من الضحك والغناء، اطلقته اخواتهم
    او حبيباتهم، واصفاتهم بالشجاعة والقوة ويتخلل الاغنية بعض الغزل، كان
    المقصود بالوصف يهب واقفا ضاربا ارجله بالارض ملوحا برمحه في الفضاء
    كانه يقاتل عدوا لا يراه احدا سواه.
    عالم اخر طفولي ، تشده شجرة عرديب ضخمة مغرية اياه بالثمار الرطبة
    التي تساقطت بفعل الرياح، بعضهم كان باسطا ذراعيه مثل طائر
    منشدين اغنية المطر:
    ما ترا تالي.. سكي سكي ما تجي .. ماترا تالي.. سكي يكي ما تجي .
    ايتها الغيوم صبي .. اذا كنت رزازا فلا تأتي .. فلا تأتي.. عندما
    يفقد احدهم توازنه يسقط منكبا علي الارض في ضجة من ضحك البقية
    ويزداد الضحك كلما حاول النهوض فيجد نفسه مشدودا نحو الارض والاكواخ
    والغابة تدور حوله في سرعة كانها في سباق ، بعد انتهاء الدوار
    يعود الى اللعب مرة اخري.
    ركض صديقا «اولير» طفلين في السادسة من العمر ، يشدك ذاك البريق
    الذي في عينيهما شدا، اتجها نحو خالتهما لتوقظه حتي لا تفوته
    وليمة ما قبل المطر، رفضت في حنو قائله : ليس من اللائق ايقاظ النائم،
    لانه بحاجة الي ذلك والا لم ينم.. ! اظهرا بعض الرضا عائدين الي الشجرة
    كانوا في قمة نشوة اللعب، كانت ضحكاتهم وشجارهم يصل متقطعا الي داخل
    الاكواخ مصاحبة معها حفيف الغابة.
    زمجرت السماء كان هناك كائن يختبئ خلف الافق مصدرا تلك الاصوات ، مع
    بداية الرزاز اتجه غالبية الاطفال نحو اكواخهم ذات الجدر الدائرية
    رافعين عقيرتهم بانشودة المطر دائرين حول انفسهم ساقطين علي الارض
    في براءة تطغي علي كل شئ حتي علي عريهم . انهمك الصديقان في التقاط
    الثمار عازمين علي التقاط نصيب صديقهما النائم، كبر حجم القطرات
    الباردة التي كانت تتفجر عندما تلامس جسميهما ، الرياح تعصف بكل شئ،
    ايضا هناك المزيد من الثمار، وذلك الكائن خلف السحب يصدر اصواتا
    مكتومة مصاحبة لبريق قوي.
    هرولت ام «اولير» الي الداخل حاملة بعض الاخشاب الجافة وقد بللها
    المطر حتي التصق ثوبها بجسدها النحيف، امرتها الجدة قائلة:
    اخلعي هذا الرداء الاحمر الاترين هذه الصواعق؟! حينها كانت ترقد
    حفيدها علي جنبه حتي لا يستلقي علي ظهره.
    فجاءه انفجار هائل، ثم برق طويل يخطف البصر، كأن هناك من امسك
    بتلابيب السماء ومزقها الي شطرين ، تلجمت القرية وهي تستمع
    الي ذلك الطنين الذي ينزلق في دهاليز آذانهم ، والكل علي يقين
    تام بان هذه الصاعقة قد وصلت الارض لا محالة.
    استيقظت القرية من بياتها الرعبي علي تولول النسوة اللائي كانت
    اكواخهن تحيط بالشجرة ، الشجرة التي انشقت من المنتصف تماما، نصف
    مرمي يتصاعد منه دخان يتراقص في خبث، والنصف الاخر ينزف دما اخضرا، كان
    هناك فاس هوي من السماء ليرسم ذلك الذهول المخيف، ذهول الحياة عندما
    تنتزع فجأة ، صرخت احداهن منبهة القوم علي ان هناك طفلين تعرضا
    لضربة الصاعقة ، تبعثر الجمع للبحث عن الجثتين لا بد ان الصاعقة
    قد القتهما بعيدا، عثروا عليهما التفوا حولهما ينظرون في رعب
    الي ذلك الشريط الاسود الدي يمتد من رأسيهما الي ما بين فخذيهما، شريطا
    يوضح ذلك الاحتراق المفاجئ، كأنهما انشطرا وتم لحامهما مرة اخري ، ثم
    ثمار متفحمة التصقت علي كفيهما الصغيرتين .
    كانت الفاجعة تلجم الامهات ، حتي تلك الدموع التي تقف في المقل تأبي
    ان تنحدر، كن يضربن علي صدورهن وبطونهن التي انجبت
    وارضعت من ستأخذه الصاعقة.
    هدات السماء معلنة رضاها بهذا القربان، تبعثر الرجال، اسرع
    احدهم الي فناء الرقص ساحبا اكبر الطبول ضاربا عليه برتابة
    معلنا النبأ في كل القرية والقرى المجاورة، بعد قليل انحدر
    الناس من كل مداخل القرية مشاركة في العزاء.
    النسوة تراقبن ام الطفلين اللتان كانتا تتدحرجان علي الارض
    حتي لا تؤذي حداهما نفسها ، تم تمديد الجثتين والقاء ورق
    الموز عليهما لحين تجهيز القبر... قبرا موحدا
    خلف اكواخ والدتا الطفلين.
    تفلت جدة اولير لعابا داكنا بفعل التمباك علي رأس حفيدها
    المحبوب قائلة: اشكر من جعلك تنام في هذا الوقت بالذات فقد
    انقذك النوم من موت محقق ، ويعلم الله اذا مت لكنت لحقة بك
    لا محالة لذا ستنام كلما بدأت الامطار في الهطول مدي حياتك .
    خرج اولير داعكا عينيه وهو يسمع النسوة، القي نظرة علي ورق الموز
    محاولا اختراقها في فضول طفولي عنيد، حاولت اخريات دفعه
    بعيدا ، واخريات ازددن عويلا ودحرجة علي الارض، خاصة والدتا
    الطفلين ، وسط دهشته تلك كان صوت الرعد يقترب والسحب تحبو
    بثقل علي جدار السماء برقت السماء فجأة مصدرة رعدا منتزعة
    الجثتين من تحت ورق الموز ، والقتهما بعيدا كأنها تكشف لاولير
    ما حاول الاهل اخفاءه، صرخت النسوة واخريات ركضن صوب اكواخهن ،
    شرعت الجدات بفعل بعض الطقوس لزجر الصاعقة ، كن ينثرن الماء
    والتراب في كل الاتجاهات، واكبرهن سنا كانت تقول :
    اهدي ايتها الصاعقة... اهدئي ايتها الارواح .. يجب ان تعلمي
    بانك فطرتي قلوبنا.. فيكفي ذلك دعي الطفلين بسلام.. وهيا ارحلي
    .. ارحلي بعيدا وخذي دماء ضحاياك بعيدا.. بعيدا عن هنا.
    هدأت السماء كأنها سمعت هذا الرجاء الاقرب الي اللوم ، ارتمي
    اولير في حجر جدته باكيا مرتعد الاوصال وذاك الشريط الاسود يتقافز
    امام عينيه، هذا يعني الموت! موت صديقيه يعني انهما لن يلعبا
    معه لعبة الاستخباء، الموت يعني انهما لن يزجرا الطير من المزارع
    وهم يعلمون الببغاوات الشتائم المصاحبة لاسماء اصحاب مزارع الفاكهة
    البخلاء الذين لا يسمحون لهم بأكلها ، ويغرقون في الضحك عندما يسمعون
    صاحب الاسم يتبادل الشتائم مع الببغاوات مرشقا اياها بالحجارة خلال
    تجهيز القبر كانت الجثتان تنتفضان مع كل خطفة برق تحت ورق الموز،
    ارتدت والدتا الطفلين جلود حول حورتيهما تعبيرا عن الحزن، تم الدفن
    في صمت مهيب اذ يجب ان يتم الدفن دون بكاء، اطبق السكون علي المكان
    سوي من تنهدات اولير في حجر جدته وهو يراقب قملة ضخمة تزحف بتكاسل
    ثم تختفي بين طيات تنورتها.
    امطرت السماء مرة اخري بعد الدفن ، وصوت الرعد يبتلع نواح النسوة
    المتعب، ابتل القبر، والصاعقة لا تريد ترك ضحاياها كما طلبت منها
    الجدات، كأنهما مشدودان نحوها بخيوط خفية، كلما ارعدت كان القبر
    يرتفع ويخمد مع زجر الجدات واستنكارهن، استمر ذلك عدة مرات، فتبدو
    الارض كأنها تتنهد وهي تحاول التمسك بجزئها الذي عاد ، الجزء الذي تحاول
    السماء انتزاعه ورميه في العراء ، صاحب هذا الصراع تشقق القبر
    كما التربة الخصبة .
    ماتت الجدة بسرها ، كبر اولير كان يغرق في لعنة جدته كلما هطلت الامطار،
    وفي نومه كانت الاحداث تتواتر علي ذهنه، كان يعيشها كأنها تحدث الان،
    احيانا كان يأتي محمولا علي كتف اصدقائه عندما ينام في رحلة صيد او
    اي مكان اخر. كانت امه تراقبه وتوصيه بانه اذا احس بقرب المطر
    يجب ان يعود البيت، ولكنه كثيرا ما يندمج مع اصدقائه ينسي حتي
    تداهمه الامطار وسرعان ما ينام لتعود به الذاكرة اللعينة الي عمر السادسة.
    كان قويا لا يعجزه شئ مما يفعله الشباب، يرقص بكل طاقته فينال بذلك
    اعجاب الفتيات اللائي تتدافعن ليراقصهن. يجيد السباحة كأنه من سكان
    النهر، يتسلق الاشجار مثل قرد، الكل يستقبله باستحسان لسماحته مع
    الكل، كان عيبه الوحيد النوم عند هطول المطر.
    نمت مكان القبر شجرة عرديب اكثر ضخامة من تلك ذات ثمار حلوة،
    الكل يأكل منها عدا اولير الذي كان يري فيها لمعة عيني صديقيه،
    يلمح في تمايل اغصانها مرحهما وشقاوة طفولتهما ، فهي وليدة ثمار
    كانت له، ثمار انطوت وتغذت عليهما فكيف يأكل صديقيه؟! يشتم منها
    رائحة دمائهما المحترقة التي ستلتصق في مؤخرة حلقه للابد؟ كان يحاول
    النسيان عندما تغفو عنه السماء، ولكن .. ! اخذته امه للعرافة شاكية
    ما يصيب ابنها عند هطول المطر ، كانت العرافة معطية ظهرها لهم وجسمها
    ملئ بالاحجبة والتمائم، احس اولير بالتقيؤ عندما اخترقت تلك الروائح
    الغريبة انفه، واضطرب عندما لمح ثعبان كبير يقبع في قرعة كبيرة،
    وقرعة اخري مليئة بالدماء وطائر غريب يصدر اصواتا ادمية، نطقت العرافة
    باسمه كانها تعرفه عن كثب وسالته بما يحس به اثناء هطول المطر حكي لها
    كل شئ، بعد ذلك اصدرت بعض الاصوات المخيفة والابخرة تتصاعد نحو السقف
    المخروطي ، اعطت الاوامر للطائر الغريب الذي طار خارجا ثم عاد بعد قليل
    ليخبرها بان الجدة هي التي لعنت حفيدها خوفا عليه ، طلبت العرافة معزة
    سوداءوبقرة حلوب ، علي ان يتم العلاج غدا صباحا قبل شروق الشمس.
    خرج اولير من ذلك الكوخ والعرق يتصبب منه في غزارة وتنفسه اللاهث
    يلفح انفه، كان اصدقاؤه في انتظاره في فناء الرقص ، سألوه عن ما دار
    طمأنهم بان العلاج سيتم غدا صباحا قبل شروق الشمس اطلق بعضهم
    صياحات فرح واخرون احتضنوه تعبيرا عما يجيش في دواخلهم من خير تجاهه.
    كانوا علي استعداد لرحلة صيد في الغابة، حاملين الرماح والفؤوس
    والسكاكين، خرجوا من القرية تاركين خلفهم النسوة منهمكات
    في اعداد الطعام والمريسة المصنوعة من الذرة النابت في جو احتفالي.
    اختفت القرية في خضم من الخضرة، وقد توغلوا اكثر نحو الغابة، يغنون
    اغاني زنجيةمشبعة بكلمات القوة والشجاعة ناسين بذلك قسوة المسافة
    والحشائش المؤذية بدأت الحيوانات البرية تظهر وتختفي بين الحشائش
    الطويلة وهم يزدادون حماسا وحذرا، في قمة نشوتهم تلك تلبدت السماء
    بالسحب ، وذلك الكائن خلف الافق يصدر زئيره ، ارتبك اولير وقرر العودة ،
    علم اصدقاؤه السبب قائلين لن تعود فان القرية علي مبعدة من هنا وسوف
    تصادفك الامطار في الطريق ، لذا يجب ان تكون معنا، فلا تنزعج اذا نمت ،
    عموما فهو اخر يوم لهذه اللعنة فدعنا نستمتع ونحن نرفعك علي اكتافنا
    للمرة الاخيرة، فلن نحملك بعد اليوم، ضحك الجميع وفي عيونهم ذلك
    البريق الصادق الذي يؤكده حبهم له.
    اعترضهم نهر كبير ينحدر من قمة جبل عالي ذا مياه قوية، قرروا اجتيازه
    الي الضفة الاخري ، لان الحيوانات الكبيرة تقبع هنا مثل الجواميس
    والغزلان والافيال. سألهم اولير عن اجادتهم للسباحة منبها اياهم
    الي قوة اندفاع النهر، استعرض بعضهم عضلاته مؤكدا قدرته واخرون اظهروا
    عدم ثقتهم بانفسهم، كانت نتيجة ذلك ان قسمهم اولير الي فريقين ،
    القي الفريق الاول بانفسهم في النهر واولير خلفهم للانقاذ، كان يساعد من
    يفقد السيطرة علي الامواج، حتي اوصلهم الضفة الاخري، عاد كانه يسبح في
    الهواء ليفعل المثل مع الفريق الثاني، ثم عاد لاخذ بعض الرماح والاقواس
    والسكاكين والاسهم، لبس الاقواس متقاطعة في صدره، غرس السكاكين في حزامه
    الجلدي حول خصره، امسك بالرماح والاسهم وقفز في النهر ضاربا الماء بيده
    وارجله وهو في سباق مع المطر ، كان صوت اصدقائه المشجع يصله ضعيفا مع
    هدير الماء، بدأت القطرات تتقافز علي سطح النهر ثم تذوب واولير يشق الماء
    بكل قوته ، ولكن الامطار انهمرت فجأة والبرق يرسم تصدعاته في السماء مرسلة
    لهبا علي قمة الجبل. بدأت اطرافه تسترخي وهو يصارع اقوي اثنين، مياه نهر
    هائج ولعنة الجدة، كانت الامواج تتقاذفه مثل قطعة فلين، عندما تنهض فيه
    غريزة الحياة كان يحرك يده التي ثقلت وصارت مثل هراوة كبيرة مشدودة نحو
    القاع، يحركها كأنه ينفض عن ذهنه تلك الذاكرة التي بدأت تزحف مثل سم نحو
    عقله كان صوت الرعد يصم اذنيه والبرق يعمي بصره، لا يسمع اصدقاؤه الذين
    بهتوا عندما ابتلعته الامواج والنهر مثل حيوان ضخم يتقلب في مرقده مبتلعا
    كل شئ حتي جذوع الاشجار ، واولير في احضان الطبيعة يتحول الي طفل في
    السادسة يتنهد في حجر جدته ذات الرائحة النفاذة وهو يراقب قملة تزحف
    متكاسلة ثم تندس بين طيات تنورتها ، وذلك اللعاب الداكن يثقل فروة رأسه،
    فأس يهوي من السماء شاطر شجرة الي نصفين ثم نزيف دخاني وسائل اخضر،
    جثث تتدحرج وقبر متشقق.
    تركوه هناك نائما نومته الابدية ، غارقا في لعنة جدته ، والنهر
    يأخذه بعيدا بعيدا عن انشودة المطر، بعيدا عن القرية المحاطة
    بالغابة والسماء بعيدا عن البافرا وورق الموز.
                  

01-03-2011, 09:16 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    التحية لكما يا سماني وعبد الجليل

    على هدية عام جديد وسعيد - غصباً عن عين العدو -

    الدكتورة استيلا عرفتها من الورق ناشطة مجتمع ومحاربة سياسية

    فقد وقعت في طريقي كمترجمة بعض أوراقها وآراءها الجريئة المتفائلة

    (والمتشائمة أحياناً كثيرة)

    ولكنها اليوم

    تنفذ الى وجداني من طريق آخر

    لهفي على من قدمتهم وليمتها قرباناً

    ولهفي على من ينتظر

    والأمهات يصيبهن الدوار وهن يتلفتن شمالا وجنوباً

    في توجُس!

    ووصلت رسالتك يامحمد من عمك:

    منقو .....لا عاش من يفصلنا

    وهي تحت المجهر

    لكما ولاستيلا وعبركما لصديقتي وأختي أنيسة بمانشستر

    التحية

    وأقول لها فلتحافظ على هويتها البريطانية

    من يدري من أين يبدأ التاريخ في دورته الجديدة !
                  

01-03-2011, 10:37 AM

Deng Goc
<aDeng Goc
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: عائشة موسي السعيد)
                  

01-03-2011, 10:42 AM

Deng Goc
<aDeng Goc
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: Deng Goc)

    منشور في الراكوبة نقلا عن اجراس الحرية



























    ________________________________________
    ملاحظ انو ناس الراكوبة شغالين نقل ...بس ما بقولو ناقلينو من وين ؟
                  

01-03-2011, 11:06 AM

Deng Goc
<aDeng Goc
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 683

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: Deng Goc)

    !!!


    بس فعلا الزولة كتابة

    راجع اجراس اليوم
                  

01-03-2011, 02:07 PM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: Deng Goc)

    Quote: منشور في الراكوبة نقلا عن اجراس الحرية


    الاخ العزيز دينق
    سلام
    كتابات استيلا تستحق النشر في كل المواقع لان امثالها قله في الغثاء الذي نشاهدة التحية الاجراس الحرية ولك ولكل دعاة السودان الجديد .
    حتما ستشرق شمس الوحدة في وطن مختلف عما هو عليه .

    تخريمه

    دينق لم انتبة لنشرك للموضوع بالمنبر لذلك نشرتة مرة اخري
                  

01-03-2011, 11:57 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: عائشة موسي السعيد)

    Quote: لو كنت اوبرا

    استيلا قايتانو

    بما انني لست اوبرا وينفري بت عم ابو الجعافر كما يحب ان يشير اليها دائما، بحجة قرابة لون البشرة حتى استطيع ان اوثر في الرأي الشعبي والرسمي وذلك حين رفضت ذكر اسم مرشحها ابان الانتخابات الامريكية التي فاز بها الرئيس اوباما، بدافع تقول انه اخلاقي وذلك حتى لا تؤثر في الرأي العام الامريكي في اختيار الرئيس المناسب له حسب اراداته الحرة، بعيدا عن سحر اوبرا التي يحبها الكل في امريكا دون منازع وينقادون الى ما تقول حتى ولو على سبيل المزاح، فهي تلك الاعلامية الامريكية من اصول افريقية التي لها سحر ضخ الكثير من الطاقات الايجابية في الناس وديدنها في الحياة هو خلق فرق في حياة الناس على كل الاصعدة مادية كانت او معنوية، وترتقي بمشاهديها الى اعلى درجات السعادة، فاوبرا تستطيع ان تجعلك نجما في سموات العالم او تخسف بك تحت الارض حتى بدون قصد. قالوا ان طبيب استضافته وتحدث عن الاضرار التي يمكن ان تنجم عن تناول اللحم فقالت على سبيل المزاح: (لن أكل البيرقر مرة اخرى)، وتاني يوم طوالي من ما قالت الكلام.. البيرقر بار في السوق، مما ادت الى ان تقاضيها شركة من الشركات بدعوى انها تضررت من تصريحات اوبرا.

    ما جعلني افكر الشأن السوداني كله بان المشكلة في الاخلاق دي، ففي بلادي يخرج روؤس الدولة ويقولوا رأيهم في شأن الوحدة والانفصال مبيتين النية بان ينقاد الشعب خلف رأيه، إلا لماذا يأتي الشعور العام بانو الشعب الجنوبي مغشوش سوى من سيصوتون للوحدة او من سيصوتون للانفصال، لماذا يغلب ذلك الاحساس بان ليست هناك ارادة حقيقية لشعب جنوب السودان ؟؟؟؟ ببساطة لانو مافي اخلاق.

    عدم الاخلاق يأتي من ان هناك دعوة عامة للخيارين مع الاصرار على اخفاء كل الحقائق السلبية لتلك الخيارات. يعني لو ناس المؤتمر الوطني ديل قالوا نحن اي والله دايرين وحدة وحكاية التنمية دي مقدور عليها كان الليلة ولابكرة لكن حكاية العلمانية والتعددية والديمقراطية والسودان الجديد ما راكبة لينا هو السودان القديم مالو ماذي الفل ياهو مقضي غرضنا لا فيهو شق ولا طق دايرين تجددو لي شنو وليه البزار دا؟ وبصراحة الكلام حق الفرنجا دا بدينا احساس (كُفر كُفر) كدا عشان كدا اعفونا منها كان بتقدرو!؟ وناس الحركة الشعبية قالوا ليهم نحن والله مقدرين صراحتكم والله دي شروطنا وكنا حنستغرب لو وافقتوا عليها والله ضكرانين، لكن للاسف دي شروطنا ما دايرين غير كدا، يفتح الله ويستر الله، خلاص كانت نيفاشا حتبقى مجرد اتفاقية لوقف اطلاق النار والخمسة سنين كانت حتبقى هدنة تتم فيها كل الحاجات المذرورين فيها الليلة، وكان حتكون تلاتة لجان كبيرة فقط واحدة لابيي والتانية لترسيم الحدود التالتة لترتيبات ما بعد الانفصال، وكان ادوا روحهم فرصة سنة لابيي قول سنتين، وسنة لترسيم الحدود، سنة لترتيبات ما بعد الانفصال، وخلال دا كولو تتم العودة الطوعية في سلاسة ومن غير عذاب والستة شهور الدايرين يخرتونا فيهم ديل يخلونا نودع بعض بمهلة.

    والله لو حصل كدا كان اخير لا وحدة جاذبة وطاردة، والقرار من الاول يكون معروف الانفصال والاموال المشت للبطاقات والصناديق حقت الاستفتاء دي يستفيدو منها في حاجات تانية . بكدا نكون طلعنا باقل الخسائر يعنى مش اخير يكون انفصال مجان ومتفق عليه بدل ما يكون انفصال تستهلك كل الطاقات البشرية والمادية للوصول لنفس النتيجة؟ تاني حتقولو لي ارادة شعب الجنوب ، شعب الجنوب مارق من حرب مطلعة عينو مريض وفقران وجاهل وعشمان في حبيبة اولادو المتعلمين ديل، لذا ارادتها هي ارادة قادتها فنحن لسنا في سويسرا حيث لا يوجد متعلمين الا حديثي الولادة.
    فانسان الجنوب البيسط الذي لا يتحدث سوى لغته الخاصة، المزارع منه والراعي وصائد الاسماك يضع ثقته في ابنائه الذين يتمتعون بسحر التعليم لكي يفعلوا احسن ما عندهم لتفيدوه واذا لم تتوفر هذه الفائدة في الوقت الراهن على الاقل لا تضروه، فهو لايريد بطولات اذا كان ما ياتي هو القرار الافضل او تزجو به في تحمل المسؤلية الكاملة في حالة اسوأ السيناريوهات بحجة ان تلك كانت ارادته. وبما انني لست اوبرا لاني مفلسة ومحبطة ولا استطيع صنع فرق ولو على المستوى الشخصي.
    فوحدة الانقاديين ما سمحة والانفصال العدائي قبيح والطيور على اشكالها دعوها تقع وتكسر رقبتها كمان، في قليلات الايام الاتية ابحثو لنا عن وحدة جميلة وارجو الا تكون مستحيلة او انفصال وجيه .

    القرار بارادتكم


    منقول من الراكوبة
                  

01-03-2011, 12:12 PM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: عائشة موسي السعيد)

    Quote: الدكتورة استيلا عرفتها من الورق ناشطة مجتمع ومحاربة سياسية

    فقد وقعت في طريقي كمترجمة بعض أوراقها وآراءها الجريئة المتفائلة

    (والمتشائمة أحياناً كثيرة)

    ولكنها اليوم

    تنفذ الى وجداني من طريق آخر

    لهفي على من قدمتهم وليمتها قرباناً

    ولهفي على من ينتظر

    والأمهات يصيبهن الدوار وهن يتلفتن شمالا وجنوباً

    في توجُس!



    الوالدة الدكتورة عائشة موسي
    كل عام وانتي والاسرة بالف خير
    استيلا اديبة تتنفس الابداع وهي من بنات الوطن الجميلات اللاتي يوتشحن بحب الوطن ويحملن وعيهن مشاعل تضئ عتمة مجتمعهن بلغة بسيطة وتواصل انساني مترع بالطيبة .
                  

01-03-2011, 11:38 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: ترا تالي.. سكي سكي ما تجي .. ماترا تالي.. سكي يكي ما تجي .
    ايتها الغيوم صبي .. اذا كنت رزازا فلا تأتي .. فلا تأتي.. عندما
    يفقد احدهم توازنه يسقط منكبا علي الارض في ضجة من ضحك البقية
    ويزداد الضحك كلما حاول النهوض فيجد نفسه مشدودا نحو الارض والاكواخ
    والغابة تدور حوله في سرعة كانها في سباق ، بعد انتهاء الدوار
    يعود الى اللعب مرة اخري


    ودعبدالجليل
    سلام

    استيلا مبدعه مترعه بحب الوطن قلمها يبحث عن الفضيلة وسط ركام الرزيلة ومداد يسكب الحق في بركة الباطل وهي تحكي عن معاناة الشعب السوداني في كتاباتها .
                  

01-03-2011, 11:50 AM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: يوسف السماني يوسف)

    Quote: بعض التحليلات تقول ان اسرائيل تسعى جادة الى تفتيت السودان الى خمسة ديلات صغيرة وهزيلة ،الآن بدأت بالجنوب.. ودافور هي التالية لانها تطالب بحق تقرير المصير وربما تسبقها النيل الازرق وجنوب كردفان لان الحكومة اصابتها نشوة انها تخلصت من نقة التعددية التي كان ينادي بها الجنوبيون وربما نست او تناست بان هناك زنوج اخرون ما زالوا ملتصقين بدولة الشمال فاعلنت العروبة والشريعة في دولتها الجديدة متنفسة الصعداء، فأثارت غضبة النيل الازورق وجنوب كردفان وقد يعلنون دولتهم قريباً، وبعدهما الشرق واقصى الشمال وربما ولاية الجزيرة ، ولكن قد نكون اذكي من اسرائيل نحقق رغبتها الى حين تحقيق رغبتنا في الانفصال من المؤتمر الوطني ومن ثم اتحاد هذه الدول مرة اخرى على اسس جديدة وبذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد، اولا نكون خدعنا اسرائيل التي تتذاكى على العالم لتحقيق مصالحها مفترضة في الآخرين الغباء، وتحيا فوق جثث مواتها، وثانيا نكون قد تخلصنا من المؤتمر الوطني بان نملُص منو السودان حبة حبة طالما انو مصر يلبس السلطة.
    ]


    طبعا تحليلات المخطط الصهيونى (المختسكه دى) إلا الواحد يضحك عليها ويسخر منها كما فعلت استيلا
    شكرا لها انها فعلا كاتبه مبدعه
                  

01-03-2011, 12:01 PM

البدري عبد الله
<aالبدري عبد الله
تاريخ التسجيل: 07-30-2009
مجموع المشاركات: 1911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: أحمد أمين)

                  

01-03-2011, 12:05 PM

الصادق صديق سلمان
<aالصادق صديق سلمان
تاريخ التسجيل: 07-11-2006
مجموع المشاركات: 4010

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: البدري عبد الله)

    أستاذ يوسف السماني

    Quote: استيلا مبدعه مترعه بحب الوطن قلمها يبحث عن الفضيلة وسط ركام الرزيلة ومداد يسكب الحق في بركة الباطل وهي تحكي عن معاناة الشعب السوداني في كتاباتها


    ونعم الرأي في استيلا

    الصادق
                  

01-04-2011, 06:57 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: الصادق صديق سلمان)

    Quote: ونعم الرأي في استيلا


    الاخ الصادق صديق
    تحياتي
    استيلا مبدعة يتدفق مدادها صدقا في قراطيس كاذبه تفجر براكين وعيهافي اسوار الجهل وتحمل بين جوانحها معاناة شعب بسيط لايستطع التعبير عن نفسة الا عبر بساطة الادباء
                  

01-04-2011, 06:31 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: البدري عبد الله)

    البدري عبدالله
    كل عام وانت بخير
    شكرا علي الاحساس في زمن الجمود
                  

01-04-2011, 05:45 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: أحمد أمين)

    Quote: طبعا تحليلات المخطط الصهيونى (المختسكه دى) إلا الواحد يضحك عليها ويسخر منها كما فعلت استيلا
    شكرا لها انها فعلا كاتبه مبدعه


    الاخ العزيز احمد امين
    تحياتي

    سخرت استيلا منها وكل وطني كذلك لان اسرائيل اصبحت نغمة فشل الانقاذييين ومن معهم واصبحت العصا التي ترفع في وجه كل نقض او معارضة لسياسات الدوله ,
                  

01-04-2011, 05:55 AM

موسي عيسي
<aموسي عيسي
تاريخ التسجيل: 05-03-2009
مجموع المشاركات: 1905

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: يوسف السماني يوسف)

    ود السماني لك التحية و انت تفرد لنا شعاعا لانسانة لم تسعفنا مشغوليات هذه البسيطة من معرفتها من

    قبل و لكني حقيقة وجدت جذوة و حبا عمقيا لكتاباتها و هي حقا كما ككل شعب اهلي بالجنوب سوف نفتقدهم

    و لكن لن يطول ذلك القراق كثيرا لاننا منهم و هم منا و سوف نسعي بل نظل نجاهد صادقين لان يضمد

    جرح جنوبنا قريبا و لا ترحلوا عنا بعيد ا اخوتي بالجنوب فانا بكم لاحقون قريبا سوف نرفع كل انواع الرماح

    حتى تعودوا كما كنتم اعزاء للسودان و السودان عزيز بكم ،الدكتورة الغالية استيلا لك المجد والتحية من علياء

    سوداننا الذي اغتصب و سوف يكون لكم الفضل بمجهوداتكم في اعادة توحيد صف السودان قريبا فلا تياسوا

    و لا تملوا ..................................!!!!
                  

01-04-2011, 06:26 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: موسي عيسي)

    Quote: الدكتورة استيلا عرفتها من الورق ناشطة مجتمع ومحاربة سياسية

    فقد وقعت في طريقي كمترجمة بعض أوراقها وآراءها الجريئة المتفائلة

    (والمتشائمة أحياناً كثيرة)

    ولكنها اليوم

    تنفذ الى وجداني من طريق آخر

    لهفي على من قدمتهم وليمتها قرباناً

    ولهفي على من ينتظر

    والأمهات يصيبهن الدوار وهن يتلفتن شمالا وجنوباً

    في توجُس!

    ووصلت رسالتك يامحمد من عمك:

    منقو .....لا عاش من يفصلنا

    وهي تحت المجهر


    الاستاذة - عائشة موسى - تحياتي،

    ستيلا وزميلاتها وزملائها ما فتئوا يمشون
    على أشواك زلازلهم يبدعون لدوزنة الوجدان
    العام في الوطن المكفهر (لا شكرا ينتظرون
    ولا من)
                  

01-04-2011, 06:39 AM

azhary awad elkareem

تاريخ التسجيل: 09-26-2007
مجموع المشاركات: 1336

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote:
    إلا إستيلا قايتانو يا جماعة!! ... بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم
    الثلاثاء, 04 كانون2/يناير 2011 05:11

    اجتمعنا في هيئة التدريس بجامعة الخرطوم بعد هزيمة حرب 1967 وقررنامقاطعة واردات الغرب. وأخذ الاجتماع "بريك" رحنا نتصور فيه ما سنستبدل به كل واردة غربية. سنستبدل قماش المناطيل بقنج شندي. وهكذا. ثم بدا الأمر يصعب حين سأل أحدهم ماذا سنقدم للمسافرين على خطوطنا الجوية. وأشمأز أكثرنا من فكرة كسرة بملاح ويكة وأنت بين طيات السحاب. ثم بدا لنا رويداً رويداً أن تمريننا في الإحلال والإبدال عبث لاستحالة أن يقاطع الأفندي الغرب. فمقاطع نفسه إبليس. وبلغنا الذروة من ذلك حين سأل الدكتور فيصل أيوشامة عن ما سنستبدل به معجون الأسنان. وأظنه فكر ثم قدر ولم يرتح لفكرة مسواك الأراك البديلة. فصاح فينا:
    -الكلينوس! إلا الكلينوس يا جماعة.
    وفكرت قبل أيام في ما سافقده بانفصال الجنوب. فوجدت الإحلال والابدال سهلاً. سيحل المؤتمر الوطني محل الحركة الشعبية، ونافع وآخرون محل باقان، وصديق عبد الرحيم محل منقو زمبيري . وإذا رحلت عنا "للغابات ورا تركاكا" فحمداً لله أنه سيبقى معنا من "من نخلاتك يا حلفا". وإذا ذهب "العرايا في الجنوب" فسيبقى معنا "الحزانى في الشمال والعطشى في الغرب والجوعي في الشرق". وإذا هجرنا ملوال الجنوب فسيبقى معنا محمد الشمال وأدروب الشرق وإساغة الغرب، حتى إشعار آخر. وإذا رحلت عن مناهجنا اتفاقية أديس أبابا (1972) فسنعوض عنها بإتفافية البقط. وإذا حنثنا بعهد مؤتمر جوبا (1947) فسنحنث بوعود مؤتمرات قادمات بلا حصر. ما مشكلة! وأما ياسر سعيد عرمان فهو الكل يوم معانا لا يقبل إحلالاً ولا إبدالاً. ثم تذكرت استيلا قايتانو فصحت: إلا استيلا قايتانو: الكاتبة الجنوبية النجيضة الفصيحة.
    كنت نوهت بمقال لها قبل نحو سنة حول وجوب أن يجلس شباب الجنوبيين إلى ما اسمته طاولة النفس. فدعتهم ليفيقوا من "سكرة الحرية" وأن يستردوا أنفسهم من المغيبات من سكر ومخدرات وعصابات عنف. وسألتهم أن يواصلوا المسيرة من حيث وقف آباؤهم. فمن غير المعقول أن تكون "العصابة" هي أول ما يخطر على بالهم متى تمتعوا بحرية التنظيم والتعبير. وزادت بأن هذا الوقفة مع الذات هي حرب أخرى من الأسئلة المقلقة ستقتضي الإجابة عليها نضالاً وجلوساً "مع النفس في طاولة مفاوضات جادة" حتى نصل إلى اتفاق سلام شامل مع أنفسنا قبل الآخرين. اعجبني هذا التشبيك المجازي بين اتفاق نيفاشا وبين اتفاق آخر ينتظر الجنوبيين عقده مع أنفسهم. وككل كاتب فاستيلا مهندسة نفس بشرية. فلا مهرب لها إذاً من استنفار "النفس اللوامة".
    وقرأت لها منذ ايام كلمة غاية في الطرافة حاولت بها بلع غصص الانفصال الوشيك. فقالت إنها ستتفاصح ضد الشماليين لأنها ستكون المرة ألأخيرة تتمتع فيها بهذا الحق بعد أن صار الانفصال قاب قوسين. فمتى انفصلت كضمت مثل كل الأجانب في الشمال. وقالت: هل سمعت ابداً هنديا قال "زنكي نهي" احتجاجاً على الشماليين. وقالت إن من فضل السودان القديم عليها أنها "ستغترب" بعد الانفصال إغتراب لم تركب له طائرة، خدمة منزلية، في مكانها، حيث هي، بينما ظلت تحلم بالاغتراب طويلاً. بل ربما تصجو بالانفصال صباح العاشر من يناير وأنت متزوج بأجنبية أو أجنبي. وقالت إنها افتقدت عبارة "الإخوة الجنوبيون" و"الجنوب الحبيب" في خطاب الشماليين بعد عزم الجنوب على الانفصال. واستبدلوا ذلك ب"الأخوة الدارفوريون" و"دارفور الحبيبة". فواضح أن العبارات مجرد حقن لاحتمال التهميش والصبر عليه. ثم استعجبت للخبر الذي قال إن ولاية الوحدة تدعو للانفصال وشبهت الولاية ب"مدرسة النجاح التي لم ينجح منها أحد".
    إستيلا الكتّابة! إلا إستيلا يا جماعة.


    نقلاً عن سودانايل الإلكترونية..
    نشر فى صحيفة ألأحداث 3/1/2011
                  

01-05-2011, 05:52 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: azhary awad elkareem)

    الاخ ازهري عوض
    تحياتي

    المبدعه استيلا تنشر كتاباتها في كل المواقع الا المنبر ولذلك حاولت ان انشر بعض من كتابتها هنا
                  

01-04-2011, 11:49 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: الاستاذة - عائشة موسى - تحياتي،

    ستيلا وزميلاتها وزملائها ما فتئوا يمشون
    على أشواك زلازلهم يبدعون لدوزنة الوجدان
    العام في الوطن المكفهر (لا شكرا ينتظرون
    ولا من)


    ودعبدالجيل
    سلام
    ما اجمل الابداع حينما يلامس شغاف القلب .


    Quote: تخيّر لخطوك إيقاعها !

    (1)

    لك الله يا زامِرَ الحيِّ
    ما عاد شدْوُكَ يطربُ..
    فالكلُّ صُمٌ وبُكْم!
    سكارى من الوجد كانوا
    فما أبصر العائدون..
    من الكرنفال ثقوب الجدار !
    وما خجلوا مثلما..
    تستحي نجمة من ضياء النهار
    تداعى البناءُ
    على جوغة المنشدين !
    تخير لمزمارك الوقت
    والحفل ، والدار
    إنّ البكاء على الأمس عار
    وجمّش هزارك باللحن
    حتى يثوب السكارى
    إلى رشدهم !
    (2)
    ويأسرك الحلم
    تحسب - جهلاً- بلادك..
    جنة رضوان !
    تشتط في الحبِّ حدّالتصوّفِ!
    ماكنْتَ - والحبُّ أعمى -
    ترى قمراًنائماً في الظلامْ!
    توسّدْ همومَك
    ما عاد لحنٌ يرفُّ على القلبِ ..
    عنْدَ المنامْ!
    ولا كلُّ شيءٍ - كما يدّعون-
    على ما يُرامْ !
    أخافُ عليك من الحزنِِ يطويك !
    من فرحٍٍ خانَ عشّاقَه
    واختفى في الزحامْ!
    ومن ضحكةٍ تشتهيها
    فترتدُّ كالرُّمْح في الصدر!
    عفواً.. ففي زمن الغدر
    تجفلُ من ظلِّها نخلةٌٌ
    يرسمُ الرّعْبُ دائرةً
    أو خطوطاً هُلاميّةً
    فوقَ هامِ المنازل!
    (3)
    تخيّرْ لخطوك إيقاعَها
    بلادُك تدفنُ تاريخَها جهرةً
    تجلسُ القرْفصاءَ
    وتحسبُ في غمرةِ اليأس أمجادَها!
    فيا وطناً في الرؤى والمجاز
    يا وطناً ظلّ يهرب منا
    فنسعى إليه قطيعاً من الغرباءْ !
    ويا وطناً تتباهى الفحولة فيه
    بسلخ جلود النساء !
    هل خان صبْحُك أحلامَك الوارفاتِ
    وضنّ السحاب عليك بقطرة ماء؟!
    حنانيك ..
    هل ضل أرض المعارك
    فرسانك المولعون..
    بفقه الضرورة والحيض؟
    هل نام في غمده السيف
    إلا السياط على ظهر أنثى؟
    حنانيك ..
    رغم الظلام المهول
    فأنت المقدم فينا
    وما زلت رغم الأعاصير
    شمساً تغيب بليل
    لتشرق حباً ..
    وفألاً جميلاً علينا!

    فضيلي جماع
    ديسمبر 2010
                  

01-06-2011, 05:38 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: ستيلا وزميلاتها وزملائها ما فتئوا يمشون
    على أشواك زلازلهم يبدعون لدوزنة الوجدان
    العام في الوطن المكفهر (لا شكرا ينتظرون
    ولا من)



    محمد عبدالجليل
    سلام

    من سار علي درب الكفاح وصل
                  

01-04-2011, 09:03 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه "؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: موسي عيسي)

    Quote: ود السماني لك التحية و انت تفرد لنا شعاعا لانسانة لم تسعفنا مشغوليات هذه البسيطة من معرفتها من

    قبل و لكني حقيقة وجدت جذوة و حبا عمقيا لكتاباته



    الحبيب موسي عيسي
    تحياتي
    استيلا تدخل القلب دون استئذان وتنصب خيمة حبها في تلال النفوس الصحيحة .


    و
    Quote: لكن لن يطول ذلك القراق كثيرا لاننا منهم و هم منا و سوف نسعي بل نظل نجاهد صادقين لان يضمد

    جرح جنوبنا قريبا و لا ترحلوا عنا بعيد ا اخوتي بالجنوب



    امتداد جسور التواصل الاجتماعي تبقي بين شطري الوطن رغم الحواجز الوهمية التي ابتدعها مجرمي التقسيم ولكن لا تخف ياعزيزي سيعود الجنوب الي حضن امة عندما تغرف سفينة تجار السياسه في لجة المصالح .

    Quote: سوداننا الذي اغتصب و سوف يكون لكم الفضل بمجهوداتكم في اعادة توحيد صف السودان قريبا فلا تياسوا

    و لا تملوا


    لاياس ياعزيزي بل سنحمل مشاعل الامل لتضئ مشروع الوطن الواحد القادم من غياهب الوعي بقضايانا
                  

01-04-2011, 07:04 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه ؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: يوسف السماني يوسف)

    Quote: (نحو الموت والسجون)

    استيلا قايتانو

    المكان : حي شعبي أو بالأدق عشوائي
    الموقع : بعيد عن العاصمة بعد الصالحين عن الجحيم
    الزمن : زمن النزوح – زمن الحرب .. الحرب التي ضدك أو ضدك
    السكان : غُبش
    الرائحة : البراز والخمر
    الشوارع مثل ثعابين قصيرة تنتهي بطرق مسدودة دائماً ، أهلها أدرى بشعابها ، إذا كنت تتجول في هذه الشوارع لأول مرة ، وأنت تنساب بآلية في طريق طويل فيه كل مقومات الشارع قد ينتهي بكل بغرفة نوم أحدهم.

    أنت تعيش هنا بعد أن فقدت كل شئ هناك ، وتحلم بالعودة قريباً لذا تفعل كل أشياءك بصورة مؤقتة ، من أجل هذا فأنت تصارع كل يوم من أجل المأكل والمشرب .. والملبس لا يهمك أمره كثيراً ، حتى صُرعت أخيراً ، صُرعت وأنت تعول أسرة ، أنت الآن راقد وواع تماماً بعجزك ، ترقد والسل يدب في أحشائك دبيب السوس في العود ، تحولت كلماتك إلى سعال وصديد ، عظامك البارزة مواسير تنساب فيها الحمى ، هناك أيضاً تقرحات على ظهرك من كثرة الإستلقاء ، هذا بيني وبينك لأن لا أحد يعلم عنها شئ حتى الآن ، لا شئ تفعله سوى النظر ، النظر فيما حولك ، صرت عيناً ... ترصد كل الأشياء حتى الأصوات. الآن أنت متكوم في غرفتك الخاصة .. الغرفة الوحيدة التي تخصك وتخص أفراد أسرتك زوجتك وتوأميك ولكنك ترى كل ما يحدث في شارع حيّك العشوائي أو بتسمية أكثر لباقة "معسكر النازحين" ترى الأطفال عراة وحفاة وهم يتمرغون في القذارة يقضون وقتهم في اللعب ومطاردة الكلاب في فوضى ، الأمهات والآباء بتجهون حثيثاً نحو الموت والسجون والجنون .. ترصد هذه الحلقات كل يوم من موقعك هذا ، حلقات كثيرة من الناس ، حلقات صراع ، حلقات شجار بالآلات الحادة وحلقات رقص التي تكون في العادة أكثر من بقية الحلقات ، رقص لأن أحدهم تزوج ، رقص لأن أحدم تمت ترقيته ، ورقص لأن أحداهما أنجبت طفلاً ، ورقص لأن أحدهم مات.

    يصلك كل ما في الشارع من أحداث لأنك تقريباً تسكن في الشارع ، الآن يصلك صوت تبول أحد السكاري على جدار غرفتك ، وتقيوء ذاك أما بابك وتدحرج ذاك مقاوماً للدوار ، تري النسوة في نشاطهن اليومي ينقلن الخمور من مكان لآخر متنافسات على الخامة الجيدة ونظافة مجلس الزبائن ، فالشعار المرفوع هنا " بيتك للكل ، لأن الكل في بيتك ، لأن بيتك في الشارع والشارع من تراب".

    زوجتك واحدة من النسوة ، تعمل في نشاط غريب ، تقوم بدورك ودورها في البيت ، فأنت محبط ومريض ومثخن بجراحات لا تندمل ، لم تستطيع أن تقي جسدك وعقلك ومعنوياتك من هذا الدمار الذي حل بك ، أنت صورة لكثيرين لكنهم فقط يندسون خلف زجاجات الخمر حتي لا يطحنهم هذا الحاضر المرير. عينك بؤرة تلتقي فيها كل الأشعة المرتدة من حيّك ، حيّك الذي يمتد يوماً بعد يوم إلى أقصى الأقاصي مستقبلاً النازحين والمتساقطين من ركب المدينة الصاروخي ، ليعيشوا هذه الحياة ، حياة لا مجال فيها للتساؤلات لأن كل الأسئلة لها إجابة واحدة ومعروفة للك " لا خيار ".

    ومن منطلق هذه الإجابة يتعامل الكل دون حسرة أو ذكريات جميلة قد تقطع عليهم مجرى حياتهم ، فزوجتك الآن تعمل بنشاط النمل ، لا تعلم متى تنام فأنت ترصد إستيقاظها ليلاً ونهاراً ، ليلاً تسهر معك لتخفيف عنك الألم والحمى ، في ذات الوقت تصنع الخمر ، فهي مثل عمال المناجم ، تتصبب عرقاً ودموعاً ، تدك الأرض لإخفاء الآثار حذراً من الكشة ، فهي تنقل الخامة من حفرة إلى النار ومن النار إلى حفرة أخرى ، ثم حفرة ثالثة لتبتلع الفضلات المتبقية. فيجب إخفاء تلك الآثار جيداً حتى لا تكتشفها "الكشة" غداً. وفي النهار تنساب بين الزبائن ملبية طلباتهم ، وتوفير أدوات الشواء لهم ، لقد أعتدت على هذه الفوضى حتى صارت جزء منك ، كل هذا الضجيج يتم حول رأسك.. أنت مغتاظ لدرجة الموت من السكارى الذين يحيطونك من حين لآخر ، واصفين لك وصفات مذهلة للعلاج ، ورائحتهم التي تفوح شواء وخمر وبصل تجعلك تكاد تتقيأ أحشائك ، كل هذا وأنت عبارة عن عين ترصد فقط ، يحيرك نشاط زوجتك المفرط ، هي تحس بأنها إذا توقفت ستقف معها أشياء كثيرة منها قلبك ، وإذا نامت قد تفقدك وتفقد توأميها.

    تحيرك أيضاً إبتسامتها المفرطة رغم نزيفها الداخلي لأن السكاري سيظنون أن أخلاقها ضيقة فأنهم لا يحبذون ذوات الأخلاق الضيقة ، ها هي قادمة نحول نحيفة تتلاعب داخل ثوبها مثل ملعقة داخل كوب ، تستطيع بكل يسر أن تتابع عروقها وتفرعاتها من المنبع إلى المصب والعكس ، ترفع الوسادة التي تحت رأسك واضعة النقود تفعل هذا الشئ في كل دقيقة تقريباً تجرى حساباتها وتضعها دون اعتبار لأي رأس ملقي هناك كأنك والوسادة شئ واحد ، ولعلك تختلف قليلاً لأنك تسعل فالوسادات لا تسعل ، عندما تفعل ذلك يكاد رأسك ينفجر من الألم يتبعها سعالك فتنتبه لوجودك وتسندك بيد وتمسك العلبة التي تحوي بعض التراب لتبصق فيها لعابك الصديدي المريض باليد الأخرى، يتم ذلك خلال مخاطبتها مع أحدهم ومناقشتها له، ثم تسقيك بعض الماء وتذهب لتلبية الطلبات بعد قليل تأتي وتلقمك بعض الطعام وتسقيك الحليب ، ليس بينكم لغة فهي تتحاشي النظر إلى عينيك التي ترصد كل شئء حتى تفكيرها تفعل كل هذه الأشياء بآلية فيخيل إليك أنها تفعل أشياء كثيرة في آن واحد.

    حضر الصغيران ووقفا بعيداً ، كأنه ليس بيتهما ، فهو بيتهما في الليل فقط عند النوم ، لا يقتربان من الزبائن ، لأنهما يذكران ذلك اليوم الذي ضربتهما الأم ضرباً مبرحاً ، عندما دلفا وتلقفهما السكاري وصاروا يتحدثون معهم ، وكل واحد منهم يحس بمسؤلية تجاههما فيحشر اللحم في أفواههما ويدس بعض العملات في أيديهما لشراء الحلوى ، كانت الأم ترمقهما بنظرة تأديبية حارقة حتى لا يأخذا النقود ، ولكن السكاري أصروا عليهما، لأنهم كانوا في عالم آخر ، عالم الإفراط في كل شئ فكانوا يقولون بأن الأب أخيهم ، وآخر يلعن المرض ، وآخر يحضنهما باكياً مع توالي الأكل على أفواههما والنقود في أيديهما ، لم تستطع الأم أن تخرجهم من التراجيديا المفرطة تلك فذهبت وإنتزعتهما من وسطهم وأخذتهما خلف الغرفة الوحيدة وضربتهما ضرباً مبرحاً وهددتهما بأنهما إذا فعلا ذلك مرة أخرى فأنها ستذبحهما ذبحاً قائلة: أأنتم أفضل من هؤلاء الأطفال الذين يلعبون في الشارع. منذ ذاك اليوم إذا ارادا شيئاً وقفا هناك إلى أن تبصرهم فتأتي وفي أحايين أخرى لا تبصرهم فيعودان إلى مطاردة الكلاب والتبرز في العراء والعلب الفارغة، متناسين الجوع والعطش حتى المساء.

    أنت الآن تسمعها وهي تقول لجارتها بأنها أدخرت النقود الكافية لتأخذك غداً إلى المستشفى، لأنك إذا مت فأنها لن تغفر لنفسها أبداً، فتتكور أنت ألماً.

    تعلم جيداً هذه الفوضى التي تسود المكان ، السكارى هاربون، النسوة مهرولات يخبئن الخمور وأخريات يغلقت أبواب غرفهن في زعر فالفرار .. الفرار .. والفرار وتصلك تلك الأصوات الطفولية هاتفه: الكشة .. الكشة .. الكشة. تماماً هي نفس النغمة عندما يهتفون: الأغاثة .. الأغاثة .. الأغاثة، هم كذلك لا يفرقون بين المصيبة والمصيبة.

    يلي هذا الهاتف إقتحام تلك الكتائب المسلحة لحفظ النظام العام ومحاربة الرذيلة والحرام والترويض أيضاً، يتفرقون في كل البيوت ويسكبون السوائل على الأرض حتى الماء الذي تم الحصول عليه بعد شقاء مرير ، ويدحرجون البراميل على الأرض، فيقبضون على ذلك وتلك، ويضربون آخر وفي أقل من القليل تمتلئ عرباتهم بالسكارى والنسوة والأواني وتتحرك إلى حيث أتت ، ركض الأطفال خلف الشاحنات باكين منادين على أمهاتهم ، أباءهم ويضيع بكائهم وسط شخير عربات البوليس، ويتلاشى صراخهم وسط الغبار والعادم، كان طفلاك معهم لأن زوجتك لم تنجو هذه المرة، كنت تراقبها عندما نبش ذاك الأرض ووجد مكان مخبئها وأخرج الخمور وسكبها على أرضية الغرفة، كانت تتمتم وعيناها ذاهلتان: فقط لو أتوا في الأسبوع القادم .. كانت تكرر هذه الجملة ، وهي تقف هناك ويديها إلى الخلف كانت تتمايل أماماً وخلفاً كأنها تهديد طفلاً، وتتحاشى النظر إليك كأنها تخشى إلا تجدك، جرها ذاك أمامه بقسوة، كنت تعلم أنها كانت تريد أن تقول شيئاً ولكن...!!؟؟ أختفت العربات في الأفق وعاد الصغار منهكين من البكاء ودموعهم قد تركت أثراً مالحاً على تلك الخدود الجافة عادوا كما كانوا متناسين ما حدث هنا ، عادوا لمطاردة الكلاب والتبرز في العراء والعلب الفارغة محافظين على طفولتهم التي في أحضان اللامعقول.

    عاد صغيراك إلى البيت ووجدا فوضى من الأواني المبعثرة والأسّرة المقلوبة رأساً على عقب والخمور المهدرة على الأرض، بيتك صورة مصغرة للحيّ كله، بذل الصغيران جهدهما لوضع الأمور في نصابها أنت متكور عبارة عن قطعة من الألم ، تحس بتهتكات في صدرك، والحمى تسري في عظامك أكثر ما يؤلمك أنك تحولت إلى عين، عينك ستة على ستة تنظر فقط لا غير، ترى طفلتك التي تحسب بأنها في هذه الأثناء يجب أن تحل محل الأم فصار حازمة، وذامة شفتيها فتبدو أكبر من سنينها القليلة بعشرات المرات، طفلك لا يفارق الضحك شفتيه فهو مصر على إظهار تلك الفراغات في لثته.

    عندما تسعل يهرولان نحوك تشد هي من ذراعيك ويسندك هو من ظهرك لتبصق لعابك الصديدي في العلبة ، لقد ذهبت الأم إلى السجن، الطفلان يعلمان أنها ستعود، وأنت تعلم أيضاً، ولكن بأكثر دقة .. تعلم أنها ستعود ولكن ليس قريباً .. ربما لن تجدك وتعلم أيضاً بأن ألمها أكبر من آلامك لأنها تعلم بغيرها لن تكون الأشياء هنا.

    ساد ضجيج آخر ولكنه يختلف وصاح الأطفال: الأغاثة .. الأغاثة .. الأغاثة .. كل من في الحيّ يحمل صفيحاً وأكياساً فارغة وعلباً لتقلي الأغاثة ، فعل طفلاك مثلما فعلوا، وأمتدت الصفوف، كباراً وصغاراً ونساء ورجالاً وكثرت الشجارات وبكاء الأطفال طمعاً في حفنة دقيق أو قطرة زت، الشمس تشرق وتغيب على الرؤوس، يوم واحد لا يكفي، وتنظر أنت .. أنت العين تنظر إلى تلك الجوالات وعلب الزيت وقد كتب فيها بالخط العريض باللون الأزرق U.S.A وواحدة عليها نجمة حمراء علب الزيت U.S.A لبن البدرة (المشهور بين الأهالي بـ for dogs ) U.S.A جوالات الدقيق U.S.A وتفوّه ... لعابك الصديد .. ولكن ليس في العلبة هذه المرة ، بل على وسادتك .. لأن الأطفال كانوا هناك في الصفوف الأخيرة.

    الصغيرة كانت تصنع لكما الطعام .. طعام لا طعم لا ولا رائحة ولكن لا مفرد من أكله وإلا ستموت جوعاً .. وأنه لفضيحة أن يموت الإنسان جوعاً في بلد هو سلة غذاء العالم.

    لقد نفذت النقود التي تركتها زوجتك تحت الوسادة .. فقط لولا الإغاثة ...

    بعد عدة أيام ظهرت جرارات من على البعد ، هتف الأطفال: الكشة .. الكشة تصادمت النسوة مع السكارى في الطرقات بحثاً عن مكان لتخبئة تجارتهن وتمرغ السكارى على الأرض في طريق الفرا .. ولكن بعد قليل لم يكن الأمر كذلك .. فهتفوا مرة أخرى مستبشرين: الأغاثة .. الأغاثة ، وتدفقوا في الشوارع وفي أياديهم الأكياس والعلب الفارغة .. أيضاً لم يكن الأمر كذلك فسبهم الكبار ورشقوهم بالحجارة ، أبتعدوا عن الحيّ كانوا يعلمون بأن هناك شئ ولكن لا يعلمون كنهه ، وأنت .. العين كنت تعلم ولكن لا تستطيع الهتاف ، اقتربت تلك المعاول التي تسير على أربع أكثر، تم هدم كل البيوت التي كانت قائمة على الشوارع الرئيسية كما قالوا ومناطق الخدمات ومجرى السيل، وبهذه الأسباب أصبحت البيوت الواقفة هنا وهناك مثل أسنان في فهم عجوز خرف ، حتى غرفتك الوحيدة ذابت تحت وطأة الجرارات. اليوم التالي، شمس حارقة، تحول الحيّ الطيني إلى خرق عالقة في الهواء لتقي رؤوس الرضع من الهجير، تنتفض مع الرياح وتتلوى في كل الإتجاهات، والبقية في إنتظار المساء ليجود لهم بالظل، أنت هناك متكوم تحت ظل الغرفة الوحيدة التي قربك، واثاثك من حولك، الحمي الآن تسرى في عظامك سريان السم في الأوردة، لا تعلم شئ عن زوجتك، طفلاك شبحان يظهران ويختفيان، رفعت عينك إلى السماء تتمنى شيئاً، ربما الموت، ولكن الطبيعة باغتتك بمفاجآتها، كانت هناك عاصفة ترابية تتجمع في الأفق ومن خلفها سحب داكنة تصنع كائنات عملاقة ولكنها سرعان ما تغير شكلها قبل أن تحدد ماهية الأشكال، ساد إضطراب فيما حولك، الكل يبحث عن ما يأويه من ثورة الطبيعة تلك، حيث لا مأوى، غطت الأمهات أطفالهن بالمشمعات والملاءات مع تجمع كل أفراد الاسرة في مكان واحد ليقي كل الآخر بجسده.

    سعلت كثيراً أثناء العاصفة الترابية حتى كدت تفقد وعيّك لولا تلك القطرات المائية التي لامست وجهك، حضر صغيراك وتلفتا يمنى ويسرى .. أنت من تهمهم في هذه الأثناء، بحثا عن مشمع لتغطيتك، أمسكت هي الطرفين الأماميين وأمسك هو بالطرفين الخلفيين، وصنعا لك سقف ليقيك من المطر، إنحدرت منك دمعة تغلي، وأنت تراهما تحت المطر، يصارعان الرياح التي أخذت تعصف بهما وأحياناً تنزع من أيديهما السقف ويهرولان لجلبه بسرعة قبل أن تبتل أنت, هو يضحك مظهراً فراغات لثته، الأمر بالنسبة إليه لعبة .. لكنها سخيفة بعض الشئ ، وهي ذامة شفتيها لتبدو أكبر من أعوامها بعشرات المرات وتنظر إلى الأفق كأنها في إنتظار شئ ما ، كنت تراهما من تحت المشمع وهما يحاولان جاهدين بألا تمسك قطرة، ألتمعت تلك القطرات التي كانت عالقة بنهايات إذنيهما مثل البلور فلاح لك أمل هناك .. أمل بعيد .. بعيد جداً.

    توقفت الأمطار، هما الآن يخلعان أثوابهما الرطبة ويندسان تحت فراشك من البرد والرطوبة، كنت مصدر دفء لهما، عظامك الساخنة تغلى، وصدرك يغلى بالسعال، نام ذاك وهو يحلم بعودة الأم واللعب في ماء المطر وإصطياد الأسماك الضآلة التي إنجرفت مع الماء من الترعة القريبة، وترى تلك وعيناها مثبتة في الأفق كأنها في إنتظار شئ ما ، أما أنت فكنت تتسلل من الحياة شيئاً فشيئاً حتى لا ينتبها لغيابك.
    نشر بتاريخ 03-12-2010
                  

01-05-2011, 06:07 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه ؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: يوسف السماني يوسف)

    Quote: ما جعلني افكر الشأن السوداني كله بان المشكلة في الاخلاق دي، ففي بلادي يخرج روؤس الدولة ويقولوا رأيهم في شأن الوحدة والانفصال مبيتين النية بان ينقاد الشعب خلف رأيه، إلا لماذا يأتي الشعور العام بانو الشعب الجنوبي مغشوش سوى من سيصوتون للوحدة او من سيصوتون للانفصال، لماذا يغلب ذلك الاحساس بان ليست هناك ارادة حقيقية لشعب جنوب السودان ؟؟؟؟ ببساطة لانو مافي اخلاق.

    عدم الاخلاق يأتي من ان هناك دعوة عامة للخيارين مع الاصرار على اخفاء كل الحقائق السلبية لتلك الخيارات. يعني لو ناس المؤتمر الوطني ديل قالوا نحن اي والله دايرين وحدة وحكاية التنمية دي مقدور عليها كان الليلة ولابكرة لكن حكاية العلمانية والتعددية والديمقراطية والسودان الجديد ما راكبة لينا هو السودان القديم مالو ماذي الفل ياهو مقضي غرضنا لا فيهو شق ولا طق دايرين تجددو لي شنو وليه البزار دا؟ وبصراحة الكلام حق الفرنجا دا بدينا احساس (كُفر كُفر) كدا عشان كدا اعفونا منها كان بتقدرو!؟
                  

01-05-2011, 09:05 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52687

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه ؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    حضرت ل أستيلا لقاء تلفزيوني قبل حوالي عام، وفي الحقيقة كانت به مهزوزة ومجاملة أكثر من اللازم. يمكن قد يكون لصغر سنها ولحجم تجربتها في الحياة.

    أنا لا أدري هنا أستيلا تريد أن تنتهز هذه الظروف التي تمر بها البلاد و تكتب من أجل الكتابة فقط أم أن هذا هي عواطفها وما تشعر به تجاه ما يحدث.

    لأن كل جنوبي أي جنوبي يعلم جيدا في ظل وجود حكومة الانقاذ في السلطة أن الانفصال أت ولا محالة غير ذلك أبدا. كنت أتوقع أن تتعاطف أستيلا مع أهلها الذين كانوا يعيشون حول العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى في حالات يرثى لها وما هو مستقبلهم في ظل هذه الوحدة الزائفة.
                  

01-05-2011, 10:18 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه ؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: Deng)

    الاخ دينق
    عام سعيد



    Quote: حضرت ل أستيلا لقاء تلفزيوني قبل حوالي عام، وفي الحقيقة كانت به مهزوزة ومجاملة أكثر من اللازم. يمكن قد يكون لصغر سنها ولحجم تجربتها في الحياة.


    استيلا مبدعه وكاتبه لها مستقبل كبير وليس بالضرورة ان ات تكون متحدثة لبقة فهي اديبة .


    Quote: أنا لا أدري هنا أستيلا تريد أن تنتهز هذه الظروف التي تمر بها البلاد و تكتب من أجل الكتابة فقط أم أن هذا هي عواطفها وما تشعر به تجاه ما يحدث


    الحكم علي استيلا بهذة القسوة يادينق يكون عقبة في طريق ابداعها . لان كتاباتها عن مشاكل السوان عموما وانسان الجنوب علي وجه الخصوص راجع مقالاتها التي سوف ادرجها في هذ البوست مجتمعة .

    لك الود
                  

01-05-2011, 10:50 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه ؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: يوسف السماني يوسف)

    Quote: قد يكون قدرنا

    إستيلا قايتانو

    هل هو قدرنا أن نولد في أرض هي أوسع بلاد العالم ولكن نجدها سجن بالكاد يكون متر × متر لا نستطيع حتى مد أرجلنا قدر لحافنا فيها.
    هل هو قدرنا أن نولد في أرض فيها أطول نيل في العالم ويموت إنسانها وحيوانها ونباتها عطشاً؟
    هل هو قدرنا أن نولد في أرض خصبة وأخذت لقب سلة غذاء العالم ويطحن الجوع مواطنيها؟
    هل هو قدرنا أن سنحت لنا فرصة لبناء دولة وسياسة رشيدة ، تبلغ من العمر خمسين عاماً وما زالت مراهقة تتخبط في أهوائها؟

    هل هو قدرنا أن كل العالم يتجه نحو التكتلات والاتحادات لصنع مركز للقوة ونحن نتجه نحو الانفصال والتفتت وربما نصبح جارتين صديقتين في دولتين مستقرتين وهذا ما يتمناه زلوط في أحلامه وما يعشم به كعشم أبليس في جنات الله.
    لأننا بعيدون كل البعد عن الاستقرار كيف لا وقد صنفنا من قبل بأننا من دول العالم الأكثر توتراً وزلزلة ونهدد استقرار المنطقة بأسرها. هل هو قدرنا أن نرفس نعمة أن نكون الأفضل على مستوى أفريقيا بحكمة إدارتنا لهذا الكم الهائل من الثراء النوعي على كل المستويات بيئة – اقتصاد – مجتمع ، لنقدم للعالم الثالث نموذج للتعايش السلمي رغم التنوع ، ولكن يبدو بأن الفتنة تغلب الحكمة في بلادنا كما تغلب الكثرة الشجاعة.

    هل هو قدرنا بأن حتى الآن لم تولد حكومة تغلب مصلحة الوطن على المصلحة الحزبية وتغلب مصلحة العامة على أنانية الذات وموالاة الأقارب وإلا كيف يستشرى كل هذا الفساد وأكل المال العام وعدم المسائلة؟

    هل هو قدرنا أن ننام متوسدين القلق من باكر ونحن نفترش الخوف من المستقبل؟ هل هو قدرنا أن نسرح مبتعدين من ضحكات أطفالنا حين نلاعبهم ونحن نفكر في مستقبلهم، وحين تجيش فداحة الأشياء نتمنى لو لم ننجبهم؟

    هل هو قدرنا أن نكون مجرد مستهلكين ، مستهلكو معرفة بعد أن تكتب القاهرة وتطبع بيروت فكنا القراء وربما لا زلنا ، مستهلكو خدمات لأننا معوزين جوع ومرض وجهل ، مستهلكو رياضة ... وإلا كيف فإننا - قاعدين فراجة – وآخرون - يبرطعون - في ملاعبنا؟

    هل هو قدرنا أن دائماً هناك هوة بين المسئول والمواطن لا المواطن قادر أن يصل المسئول ولا هو داير يجى ويحس مجرد إحساس بنبض الشارع ليسمع قلوب مواطنيه الواجفة؟

    هل هو قدرنا إلا يتسع ديوان المشوارات والمؤتمرات إلى جميع رجالات ساستنا ... دائماً هناك من هم بالخارج أما جبراً أو حردان أو حتى ساي مجرد "كجين " ثم تأتي نظرية المؤامرة والتآمر لتقضى على أخضر ويابس المؤتمرين ولو كان ذاك يصب في مصلحة الوطن والناس؟ هل هو قدرنا أن نسمع حلو الكلام اليوم لنرى مرارة الفعل غداً؟



    قد يكون قدرنا (2)

    أتمنى أن تشرق شمس يوم ما ويفكر فيه كل السودانيين بقلب رجل واحد ما زال في صدره ضمير حي ، هكذا كما يفعل من أسرف في الحياة وأذى نفسه والآخرين ويغتنم لحظة التوبة تلك ، يرتجف أمام كل تلك الأسئلة الصعبة ... لماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ .. وهل في العمر متسع للإصلاح؟

    هكذا أجد نفسي في أحلام يقظتي أغلق علينا أبواب السودان بعد أن يجتمع الجميع داخله حكومتهم ومعارضيهم ، كبارنا وصغارنا ، رجالنا ونساءنا ، وكل فرد يحمل في وجدانه بصمة سوداني ... لنقف لحظة ونسأل أنفسنا كيف وصلنا إلى هنا؟ ولماذا ؟ .. كيف تم قيادتنا خلال هذه الـ 50 عاماً لننتهى على شرفة وادي سحيق مظلم من تاريخ البلاد ثم نخير بأن ننط الهوة أو ننط جوة ، وهما خياران أحلاهما مر.

    قد يكون قدرنا أن ننط جوة ثم تخيل ماذا ينتظرنا هناك؟ ما يؤلم حقاً هو أن نجد أنفسنا أضحوكة العالم ونحن نتقافز هنا وهناك لتدويل مشاكلنا؟ ونقبل صاغرين أوامر سادة العالم عندما يقولوا لنا : جلوس ... ونفذوا هذه الاتفاقية ... من مفارقات الأشياء هو أن نختلف حول تنفيذ الاتفاقية!!!؟ فهو أصلاً اتفاق من أين يأتي الاختلاف؟

    أن تكون كريماً أكثر إذا تمت دعوة أخوية للجلوس والتحاور ؟ ولكن من أين نأتي بهذا الأدب ؟ إذا كانت نشأتنا في الأساس قائمة على الأوامر .. أوامر من الأب والأم والأخوة الكبار أوامر من الأساتذة أو من رب العمل وهكذا؟
    لم ننشأ على أن يناقشنا أحد فيما نريد أو ما لا نريد ولكنا آليات لتنفيذ من يريده الآخرون. ما نحن فيه الآن هو مسئولية الجميع الساسة بالتخبط وضيق الأفق والمفكرون والمثقفون بالإنكفاء والإحباط والمواطنون بالصمت.

    لقد آن أوان القول ويكفينا الصمت حتى اللحظة فالجراحات تدعو أن نصرخ وننبه لخطورة المسائل وأمامنا لنحدد بأن نكون أو لا نكون. فمصلحة العالم هو أن نؤمن له الغذاء في ظل الفجوة الغذائية وأن نؤمن له المياه في ظل شح المياه الصالحة للشرب ودول أفريقيا التي ما زالت تتناحر أعينهم علينا لنقدم لهم نموذج في التعايش السلمى لدولة يكثر فيها التنوع. هل في مقدرونا أن نقدم خدمة للعالم الذي أرهقنا عواصمه بمشاكلنا بأن نحقق له هذه الضمانة... الغذاء والماء ومن ثم الحياة؟ وهل في مقدورنا أن نكون عصا موسى في أن نحول أفريقيا إلى دنيا جديدة تعيش في أمن وإستقرار ورخاء بعد أن نقدم لهم النموذج الذي يتطلعون إليه؟

    فيا سادتنا الذين في الكراسي ويا سادتنا الذين يحملون السلاح .. في أيديكم أن تحولوا هذه البلاد إلى محرقة وإنسانها إلى رماد ... أو أن تحولوها إلى جنة في الارض وإنسانها إلى محظوظ يتمتع بكل أنواع الثراء -مادي – معنوى – ثقافي – بيئي – في ظل ديمقراطية وحكم رشيد ... لنبدع جميعاً في رحاب الحرية والكفاية. وتذكروا دائماً أن الإنسان السوداني يستحق أن يعيش في الجنة وأن يكون محظوظاً – يستحق بكل جدارة.
    نشر بتاريخ 12-10-2010



    Quote: كان يا ما كان

    استيلا قايتانو

    *كان يا ما كان في قديم الزمان في عصر صمت الابناء :
    ان تنازعن امرأتان على طفل كل واحدة منهن تدعي انه طفلها ، احتار القاضي في امرهما واصرار كل واحدة على اثبات انه طفلها فخشي الظلم وديدنه ان يحكم بالعدل فعمل بالحكمة والفطنة فامر بان يقسم الطفل بينهما قبلت الاولى اما الاخرى فجزعت ورفضت بان يقطع اوصال الطفل بينهما ووافقت بان تأخذها تلك حينها عرف القاضي الام الحقيقية وهى تلك المجزوعة التي رفضت تقطيع الطفل واثرت آلام الفقد مقابل حياة طفلها فقال صيحيح قلب الام على وليدها فامر باعطائها الطفل وكانت العدالة في صفها.
    * كان ياما كان في حديث الزمان في عصر صمت الامهات : ان تنازع ابنان على ام ، كل واحد يحاول اثبات انها امه ، احتار القاضي في امرهما واصرار كل واحد انها امه رغم الاختلاف الكبير بينهما ، كان الاول يبدو عليه انه يستأثر بكل شي فبدا عليه الرضا، كان الاخر معدم ويبدو عليه الحرمان، رغم ذلك كان كل واحد منهما متشدد في ان تلك الام امه، فخشي الظلم وديدنه ان يحكم بالعدل فعمل بالحكمة القديمة التي انقذته في زمن من الازمان والفطنة ذاتها معتمدا كل الاعتماد على ان الحقيقة ستظهر بجلاء كما ظهرت حقيقة الامومة، وابتسم في اسارير نفسه وهو يصدر الحكم فامر بان تقسم الام بينهما ، فصمت الابنان ، شرع القاضي في التنفيذ وامر السياف بان يقطعها الى نصفين احدهما يأخذ النصف الاعلى والاخر النصف الاسفل ، صرخ الابنان في نفس الوقت : لا .... لن اخذ النصف ناقص وتشاجرا .... قال الذي يبدو عليه الرضا : خذ الجزء الاسفل بها ساقين فانت تجيد المشاوير والتشرد لذا فهذا النصف هو الذي يناسبك. قال الذي يبدو عليه الحرمان : لا لن ادعك تستأثر بكل شئ سوف ااخذ الجزء الاعلى فلم انعم بعقلها او قلبها ودفء حضنها من قبل لذا لك النصف الاسفل ، واحتدم النزاع وكادت تقود الى قتال ، واصبح القاضي اكثر حيرة وحرج كيف لا وهو الذي لم تخنه الحكمة من قبل ولم تتلاعب به الفطنة ، صحيح ان قلب الابناء على حجر فاوقف الحكم لحين ان يهدأ الشقيقان ويتشاور هو مع حليفتيه الحكمة والفطنة . قالت الفطنة : اقسمها الى نصفين ولكن بالطول هذه المرة . اضافت الحكمة : هذا عين الصواب حتى لا يظلم احد ، سوف ياخذ كل منهما نصف جثة كاملة دون نقصان وبه كل انصاف كاملة ، ولا ندري كيف يتسق كلمة كاملة مع انصاف الاشياء . اعجب القاضي بالفكرة طالما انها ستبرئ ذمته امام القضاء وامام الله وهو لا يدرى ان حتى الحكمة والفطنة لها زمانها ومكانها , فامر بشطر الام الى نصفين بالطول فوافق الابنان عندما لم يجدا ما يختلفان عليه ، الذي يبدو عليه الرضا غير مبال حسبما ما اوحى اليه دلاله والمعدم ينازع نفسه حسبما املى اليه غضبه . نفذ الحكم وكان السياف يعمل بسيفه جيئة وذهابا شاطرا الام الى نصفين .. نصف ام وامة .. نصف عقل وعلم .. نصف بصر وبصيرة .. نصف حنان و حنين .. نصف ذكرى وذاكرة .. نصف قلب وفؤاد .. نصف فرح وحزن .. نصف ضحكة وابتسامة .. نصف دمع وعرق .. نصف دفء وحضن .. نصف لحم ودم .. نصف احشاء وعظم .. نصف رحم وامومة ...نصف ...و....نصف ...نصف...ونصف الى نصفُ نصفِ ونصف ولكن كان وحده يقف هناك .. الالم في كامل حضوره ، يقف بين نصفي جثة . اخذ كل واحد منهما نصف جثته فرحا ولكن الى حين ، وجد الذي يبدو عليه الرضا نصف جثته كاملا ولكن ليس به قلب ووجد الذي يبدو عليه الحرمان نصف جثته كاملة ولكن ليس به كبد وحمل كل واحد منهما سلاحه واتجه صوب الاخر كل مطالبا ما يفتقده بالقوة وانشغلا بحرب طويلة ونسي كل واحد منهما دفن نصف جثته، الى ان سممت الرائح الكريهة الاجواء وفرض عليهم جيرانهم الحصار ومنعوا من ان يتحاربا بمنطق ان حاربهم الجميع ، حينها عاد كل منهما لنصف جثته الناقصة لدفنها واثناء ذلك اكتشف كل منهما بان في احشاء جثته طفل صغير اهملوه اثناء حرب على نصف جثة ميتة ليضيع منهم امل حياة كاملة، فخرجت منهما صرخة داوية تردد صداها في سماء المكان ليستيقظوا في ساعات الاشراق الاولى من كابوس مجنون ملأ اذنيهما بالعويل والانين ورائحة جثث محترقة ، فلم يتمالكا نفسيهما ولم يشفع لهم الصحيان بان ذلك كان مجرد كابوس مزعج ، اخذا يهرولا في بيتهما الكبير بحثاً عن امهما فوجداها هناك جالسة في الشرفة مستقبلة الاضواء والنسيم ، تلاعب حفيديها اللذان ناما مبتسمين بين ذراعيها التفتت منزعجة على ضجيج جري في المكان وهمها راحة حفيديها وقبل ان تسألهما منزعجة عما بهما ؟ اجاباها بابتسامة كبيرة فقط كأنهما يحمدان الله على ان ذاك كله كان مجرد كابوس و تصادما بكتفيهما في حميمية وحمل كل منهما طفله الى غرفته يغني له اغنية مشبعة باماني الغد ومآلات اليوم وذاكرة الامس ، وتركت هي لتستريح قليلا بعد ان انهكها تشاكسهما في الماضي فلن يتركاها وحدها لتعاني مرة اخرى من مشاكسة حفيديها دون مساعدة منهما ، شعرت بالرضا والامتنان وفي جلستها تلك اخذتها غفوة القيلولة وحلمت بالحقول الخضراء والمواسم الغنية التي لا توحي بالانتهاء يرتع فيها ذريتها ، فعبرت ابتسامة مضيئة سماء وجهها تحاكي تلك العلامة التي تدل على الصواب عندما يرسمها المعلم في كراسة التاريخ .
    نشر بتاريخ 04-01-2011
                  

01-05-2011, 11:50 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه ؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: يوسف السماني يوسف)

    Quote: رنة الناس

    آليات أمي في دق العرب


    استيلا قايتانو

    موقفان جعلاني أتأكد بان أمي انانياً بت انانيا، الموقف الأول هو عندما اتت جارة كانت (مقتربة) وهي لا تعرف الجيران الجديد جاءت لما شافت الناس جنوبيين جات دقت الباب وعلى التعترها لاقتها أمي تبادلا السلام وبعد داك المرة قالت لأمي: عند غسيل مافي واحدة هنا بتغسل؟ وقبال ما تتم ابتسامتها المحرجة ما كان من أمي إلا وجلدتها جلد شديد وقامت مشكلة كبيرة ومع تدخل الجيران الباقين وطلعوا الجارة الجديدة غلطانه وحنسوا أمي التي كانت بين الكلمة والأخرة تقول: والله انتو عرب ديل حقارين..

    تحليلي لهذا الموقف إنو أمي غلطانه ومرة جيرانها دي ما قاصدت الحقارة ما أصلوا البخدموا في البيوت ديل كلهم المهمشات إذا كان جنوبيين ولا غرابه عشان لقمة العيش كان ممكن يعني تشاكلها بخشمها ساي أو تستنكر الموقف أو تقول معليش النمرة غلط ولكن داخل أمي هناك غضب متراكم ولا يستطيع أحد اقناعها تتخلى عن نظريتها بان: العرب ديل بس دق ياهو يجيب رأس تومن!

    الموقف الثاني: هو أنني تشاجرت مع إحدى بنات العرب في المدرسة ودقتني وجيت أبكي.. سألت أمي: مالو أنت! وبصوت باكي من تبحدث الحماية: اتشاكلت مع سارة، وهو قام دقاني وجرا بيتم، فما كان منها إلا أن انطفت واعطتني علقة ساخنة وهي تقول: بت عرب يدقوك.. أنت أوير... في عرب (سج) في عرب (سج) في عرب (ساج) طبعاً التكرار معاها موسيقى مرافقة من محط السوط على الرجل.. في عرب... سج.. في عرب... سج... في عرب.... ساج... في عرب بدق جنوبي... يا مجنون انتا... أتا غنميه ولا شنو.. ثم طردتني خارجاً للأخذ بثأري وقفلت برة الشارع وبعد أن هدأت وهدأت أنا: قالت لي بنبرة حاسمة.. أسمع هنا يا استيلا تاني مرة كان اتا جا قول في بنية عرب دقاك.. أنا ياهو بدقوا اتا دق لمن اتا بيبولوا في قماشك... أنتا جنوبيين ديل مافي عرب بدقو إنا... مطرة بس.. اتا اسمع.. مطرة ياهو بدق آنينا..

    لا تدري أمي بأن درسها هذه ذهبت أدراج الرياح لأنها لا تعلم بانها انجبت بت مسكينة الغنماية تأكل عشاها ومسالمة لدرجة الغباء، هذه كانت آلية أمي وآلية كثير من الجنوبيين في وقت من الاوقات وهو الانفجار في وجوه كل العرب.. بتهمة أنهم حقارين وكان مزاج الجنوبي لغم موقوت في انتظار من يطأهو حتى يكون ضحية لشظايا لسان وأيدي المستفذ، لكن هسا الجنوبيين بعد ما بقوا فصيحين ذي كدا وضربتهم ضللة الخرطوم دي، بقوا بدقوا بلسانهم وأقلامهم وليس في من يغلط في حق الجنوبيين فقط بل أي إنسان قوي يغلط في حق الضعيف، بعد داك اكتشفوا انو ما كل العرب حقارين وإنو في عرب حقارين تجاه عرب تانين ذي ما في جنوبيين حقارين تجاه جنوبيين تانين، ولا تعلم أمي بأن الكل الآن في الصقيعة ومطرة نيفاشا تمطر عليهم رغم ارتجاف الكل من قساوة برد تنفيذ الاتفاقية ولكن في النهاية نتمناها برداً وسلاماً على كل الشعب السوداني وأقول لأمي العرب السكانين معاك في الحلة ما حقارين وإنما الحقارين هي الحكومات التي لم تساوي بين أفراد الشعب وكان رد الفعل هو حمل السلاح وفقدان الأمن وقتل الأبرياء، نتمنى ان تكون نيفاشا كبش فداء للسودان الحبيب حتى ننعم جميعاً في ظل وطن واحد وحكومة راشدة تحترم الإنسان السوداني في بقاع المليون ميل (دا لو ما بقت خمسمائة ميل بياي وخمسمائة بهناك) الله يستر.. ونصبح أقويا بوحدتنا وتنوعنا ولا أحد يستطيع أن يدقنا.. مطر بس.. ونغني معاً شين.. شين... شين.. مطرة دقو انا... أنا بقى شين... ِين..مطرة بس أتكن أسمع..
    نشر بتاريخ 04-10-2010


    Quote: آلية خالتي فوزية في الرد على الجنوبية

    استيلا قايتانو

    خالتي فوزية هي أم بنت "العرب الدقتني".. عندما دخلت ابنتها وشعرها أشعث وفي جسمها غباش أثر المعركة التي خرجت منها منتصرة طبعاً.. ماكان من أمها الا أن صرخت
    : دا شنو يا بت البشتنة دي والعولاق دا؟
    ردت البت:اتشاكلنا مع استيلا.. دقيتها..
    فما كان من أمها الا أن لفحت توبها وولت: سجمي.. سجمي.. دقيتي بت الجنوبيين؟
    مالك دايرة ترحلينا من الحلة يا بت اللذين.. وخرجت تطلب الصلح، قبل أن يهجم عليها الجنوبيون.. شر هجمة.

    خرجت تعوعل.. ووب عليّ.. ووب عليّ.. الليلة نعمل شنو كان جونا؟ وتوصي أولادها بقفل كل الأبواب والشبابيك، وألا يفتحوا لأحد، وتلعن ابنتها الشقية.. أتت إلى أمي تفدي أولادها من الهجوم الكاسر للجنوبيين.. اذا بقت علقة.. تأخذها قبلها وتخمد النار في مكمنها.. واذا بقى صلح كمان الحمد لله..

    وكان بيتنا في ذاك الوقت مكتظاً بالسكان، عندما زادت موجات النزوح. ثلاث خالات وأولادهم، وأولاد أعمام، وأولاد لايمتون لنا بصلة، بس جنوبيين.. قاعدين في أوضة وبرندة وحوشين كبار، وشوال فترتية تاكلنه في الحيطة.
    فخيشت أن يهجم هذا الجيش العرمرم عليها، جات ودقت الباب، فتحت إحدي الأخوات.. سألت من أمي وأتتها.. وتَبَادلْن السلام.. ردت أمي بابتسامة طمأنتها.. ثم قالت: معليش البنات اتشاكلوا.. وبتي دي هسي دقيتها دقة ال######ة.. هديك تبكي.. قلت: أجيك أعتذر ليك..
    ما كان من أمي ألا أن ضحكت!!
    لا أدري هل هو من تلطيف الاعتذار للجو؛ أم هو انتصار خفي لها، لأن (العرب الحقارين ديل راسهم جا).

    ثم قالت: هسي أنت جاي من هناك عشان دشمان بتاع شفع؟ ما شفع أصلهم بتشاكلوا الليلة وبكرة بيلعبوا تاني ما بعض. ما في داعي نحن الكبار نخش فوقو.

    كسرت الدش في يدها.. مش؟. ثم فضلتها الى الداخل وشفتن الشاي سوا ومنذ ذلك اليوم لم يفرقهن شيء سوى الرحول، وبت العرب الدقتني أصبحت من أقرب صديقاتي.

    فآلية خالتي فوزية في التعامل مع الجنوبيين في ذاك الزمان مبني على الخوف؛ لأنهم طوالي بدقوا من طرف.. بكسروا كسرة نضيفة.. فكان ذلك حاجزاً منع الاقتراب سوى بحذر شديد.. وكان تعامل أمي مع العرب مبني على أنهم حقارين، فصنعت حاجزاً منعت الاقتراب لأن اقتراب الحرب يا اما لمصلحة أو للحقارة.. صنعت شخيط كي يقف العرب بعيد منها. وكانت خالاتي يثرن مشكلة كبيرة فقط اذا سألهم أحد: انتو جنوبيات.. طوالي الشرارة تتطاير حتى عيونهن : جنوبيين مالهم.. تعالي هنا.. انت قاصد شنو آه.. وكفتك.. كفتك.. الشكلة تقوم في مجرد سؤال؟

    في ذاك الزمان كانت كلمة جنوبي نبذة!! ولا أدري لم يعتبرونه نبذة؟ أظنو لأن العرب (حقارين) ما بقولوا جنوبي ساكت، بكونوا قاصدين حاجة تانية أو لأنه لم يكن هناك شئ يفخرن به كأنسان جنوبي يحمل كل سلبيات الحرب.. الفقر.. والجهل.. والمرض والمزاج الموحش، وكمية من العقد التي ليس لها أول ولا آخر.

    فيا أمي وخالاتي وخالتي فوزية آلياتكن لن تجد مساحة في هذا الزمان؛ لأن جنوبي اليوم ليس جنوبي الأمس وعرب اليوم ليس عرب الأمس، فهناك جيل جديد آليته الحوار.. كسر كل الأسوار للتعريف بذاته. ومستعد للتعرف على الآخر دون خوف أو علقة لأنو الجداد خلي الشكل.

    عندما نسمع من يسأل: هل انت جنوبي؟ نرد بكل فخر وابتسامة للضرس الآخير بنعم، لأن هناك ما نفخر به.. علم.. ومعرفة.. نفرض على الآخر أن يحترمنا.. يستمد ذلك من احترامنا له ليس بالقوة ولكن بقوة الأداء ولفت الانتباه يا بيجاجية..
    والتفكير في العرب أنهم حقارين بس لمجرد أنهم عرب هذا تفكير سودان قديم.. والتفكير في الجنوبيين أو كل المهمشين على أنهم قاعدين على الهبشة وبدقوا أيضاً تفكير سودان قديم يقود الى الانغلاق وبالتالي نعود الى الصفر.

    نحن جيل اليوم نفتح قلوبنا للحوار والتعارف والتعايش.

    تحذير:

    أوع يكون كلامي دا أثر وتمشي تتفاصح قدام جنوبين في زقلونا وطردونا وتقول ليهم جنوبين..!!.. (مخير).. كان أخدت علقة ما علي.. لأنو السودان دا لسه ما اتجدد كله ولسه في عرب حقارين.ز ولسه في جنوبيين بردوا على الاستفزاز بالدق.ز وأعمل حسابك من المطرة.

    نشر بتاريخ 08-10-2010
                  

01-05-2011, 01:18 PM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه ؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: يوسف السماني يوسف)

    Quote: لعنة الشمال

    استيلا قايتانو

    إذا جاز لنا تقسيم جنوبيي السودان بعد اندلاع جحيم الحرب فيها كمدنيين إلى عدة أقسام قد نخلص إلى عدة فئات؛ فئة مكثت في مناطقها متشبثة بأراضيها متحملة كل مخاطر الحرب، وكل ما يحيط بها من انتهاكات للإنسانية والانسانية، قاومت الموت الذي يحيط بها من كل ناحية.. ذاقت مرارة فقد الاقارب والأحبة أمام عينيه دون ان يتمكن حتى من دفنهم, وفئة لجأت إلى الدول المجاورة مثل يوغندا، والفئة الأكبر هي التي نزحت شمالاً؛ فمنهم من استقر في الشمال ومنهم من لجأ إلى مصر حيث هناك اصطدموا بالعنصرية الحقيقية من عامة الشعب المصري, يسخرون منهم عياناً بياناً من لونهم وشكلهم وشلوخهم دون استحياء أو خوف حيث أنهم ينادونهم باسم (بونقا بونقا) ويعني القرد هكذا وسط ضحكاتهم المتهكمة دون أن يقول أحدهم (بغم) لأن قول بغم وسط العرب الحقيقيين هؤلاء يعني أنك تدخل معركة خاسرة لانهم في لحظة سوف (يخمسونك) ويشرّطون ملابسك ويجعلونك أضحوكة لليسوي واللي ما يسواش، مما جعل جنوبيي السودان في مصر يفهموا حاجة عن العنصرية الحقة وكيف أنّ السودان رحمة.

    جنوبيو السودان الذين نزحوا إلى الشمال هم من أكثر الجنوبيين المثيرين للجدل خاصة هذه الأيام، فهم يشكلون كروتاً تتلون في أيدي الساسة تارة خضراء بأنّهم من ضحدوا فكرة أنّ الحرب الأهلية ليس بين شعبي الجنوب وشعبي الشمال وإنّما هي حرب بين الحكومة المركزية حركات مسلحة تنادي بحقوق معينة لإنسان الجنوب وتنادي برفع الظلم السياسي والاقتصادي والتنموي وربما الاجتماعي عنه تارة تصبحون كروتاً صفراء الكل يحذر منها فحكومة الجنوب التي كفرت باستحالة الوحدة الجاذبة تخشى أن يخيب هؤلاء أملهم بالتصويت للوحدة مما قد يقلب موازين الأصوات، وأيضاً حكومة الخرطوم تتمنى أن يصوتوا للانفصال لأنهم يعتمدون عليهم في قلب الطاولة على دعاة الانفصال مع العلم بأن عددهم الحقيقي هو الفيصل، وحتى هذا العدد أصبح هو ايضاً كرتاً في أيدي الساسة ينقص ويزيد حسب ما تقتضيه المصالح السياسية تارة يصبحون كروتاً حمراء مهددين بالطرد والتعرّض إلى العنف بعد إعلان الانفصال إذا ما زالوا متمسّكين بالشمال ولم يقنعوا بمسألة العودة إلى الجنوب.

    غير أنّ الصراع السياسي حوله قد ينظر إليه نظرة لا تخلو من اتهامه بأنّه تربية جلابة أو الجلابة اشتروا راسو أو أنه يتعرّض لتشويش وعيه عبر وسائل الإعلام فهو ضحية من الساهل أن يقع في شرك المؤتمر الوطني بأبسط طعم كل هذا يدور في معزل عن القياس الحقيقي لإنسان جنوب السودان الموجود في الشمال قد لا يكون لديه بطولات يحكيها ولكن ذلك لا ينفي أنّ له تجاربه التي صقلته وجعلته واعياً كفاية بمشاكله ومشاكل البلاد، يكفي أنه انتشر في بقاع السودان وعرف أنّ الظلم واقع على الجميع، ويكفي أنّ الحرب عندما اندلعت كانت الحكومات مستعدة للحرب، ولكنّها غير مستعدة للضحايا خاصة النازحين منهم، ويكفي انهم وخلال العشرين عاماً ونيفاً صارعوا وتغلبوا على ما يُسمى مشاكل عدم التكيف البيئي والثقافي والمجتمعي، وانتجوا أجيالا لا يحملون الحقد والكراهية على أحد وواعين تماماً بأهمية الاختلاف والمختلف.

    ويتحملون مسؤولية أخطائهم وعرفوا أن وقوع الظلم يحتاج لقطبين جبروت ظالم وضعف ضحية، فلم يرضوا به حتى فرضوا احترامهم على الآخرين بالعطاء والأخلاق والصبر؛ حتى نجحوا في تجاوز آثار الحرب وتصالحوا مع واقعهم ولم يستسلموا للعب دور الضحية طوال سنوات النزوح، فوقفوا على أرجلهم وعلموا أولادهم وامتلكوا أراضي ووظائف وأيضاً أولادهم فعلوا ذلك حتى ولو كانت هذه الأراضي في أبعد الأراضين ولكن بيته عزيز عليه لأنه لم يمتلكه بأخوي وأخوك، فكم من تكسير وتعويض حتى استقر أخيراً وكوّن علاقته الاجتماعية بناءً على متطلبات إنسانية بحتة. فكانت هناك علاقات مثل الصداقات القوية والجيرة الطيبة، وربما قد تصل إلى التزاوج وأحفاد يحملون جينات سودانية قد يكونون في رأي البعض أنهم مزيج ملعون ولكن دا الحاصل. ما أريد قوله هو ألا يتم التعامل مع جنوبيي الشمال على هذا النحو الظالم لا غين بكل سهولة ما مرّ به خلال عقدين من الزمان فهو مجرب وليس طبيب، لذا يجب سؤاله فقد جرب الحرب والنزوح والبداية من الصفر، وجرب العودة الطوعية والعودة العكسية ولكل أسبابه، وهم أعلم.. فنرجو أن تعطوهم الأمان والضمان لمشروع العودة الطوعية الثانية هذه وليس (كلفت كلفت).. وكأن الحرب قامت أول امبارح والجنوبون جو امبارح والليلة بسهولة يقوموا بشيلوا بقجهم ويرجعوا, م واعين تماماً لحساسية الموقف ولحاجة مسقط رأسهم لهم، وواعين بأن وجودهم هنا حتى إعلان نتيجة الاستفتاء قد يشكل خطورة على حياتهم وممتلكاتهم حسب تهديد البعض، وإذا ذهبوا إلى الجنوب مطرودين من الشمال فلن يسلموا من ألسنة وعيون البعض والذين سيقولون سراً ما قلتوا جلابة؟

    يرى البعض أن جنوبيي الشمال أصبحوا مدللين وضاربين الضللة وما عايزين يتعبوا حبة!

    نقول لهم لقد تعبوا مافيه الكفاية ولا شيء يساوي الاستقرار والإحساس بالأمان، ويبدو أن لأي فعل سياسي في هذا البلد قربان، فكان هناك قربان للحرب ما يقارب مليوني نفس بشرية، وكان هناك قربان السلام يوم وفاة د. جون قرنق ما يقارب العشرات رغم عدم وجود احصاءات، ويبدو أنه سيكون هناك قربان ليقدم لحضرة المدعو الاستفتاء، ونرجو ألا يفوق عددهم ما فات من ضحايا.

    ويبدو من هذه القراءة أن جنوبيي الشمال مصابون بما يسمى لعنة النزوح شمالاً ليحملوا وصمة عار كل من أخطأ وأخفق في حق الناس والوطن، فالذين لجأوا إلى امريكا واستراليا وكندا فهؤلاء قد كتب الله سلامتهم، ومن لجأوا إلى يوغندا وكينيا هؤلاء ما في مشكلة كأنهم في الجنوب، أما هؤلاء الذين اتجهوا شمالاً فقال الله بقولهم. يجب عليهم حسم معركة التجاذب بين ترك الوظيفة وانتزاع الأولاد من المدارس وترك الأرض والناس الحبايب والعودة للبداية من الصفر مرة أخرى أو أن يترك أمره لله ويمكث بفكره أنه سيدافع عن أسرته إذا نفذ المهددون تهديداتهم وهوجموا حتى يسقطوا قرباناً للاستفتاء. ولكن ماهو تصنيفهم بعد ذلك كضحايا هل هم فطايس لانفصال مؤلم أم شرفاء لوحدة غير مشروطة وشهداء رفضوا ان يُقسموا كما تقاسموا السلطة والثروة والأرض؟

    نشر بتاريخ 20-10-2010
                  

01-06-2011, 07:55 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه ؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: يوسف السماني يوسف)

    Quote: واجعني في البحر السكات

    إستيلا قايتانو

    في الحقيقة ما واجعني وبس، فارسني عديل وفاقع مرارتي، حكاية سكوت الشعب السوداني على المظالم التي تمر به وهو ماشاء الله في الصبر، ويقول بكل خشوع غايتو الحمد لله صابرين..!! الصبر دا دايرين تعملوا بيه شنو؟ تخشو بيه موسوعة قنس للأرقام القياسية!؟ الموسوعة ذاتها ما أظن تفتح صفحاتها لأرقام قياسية فلكية غير معقولة.

    يكثر هذه الأيام الحديث عن الغلاء، والشعب المسكين، والحكومة الفاسدة الجشعة جوعت الناس... و.... و.. لكن في الحقيقة المواطن يمثل شريكاً أصيلاً في ظلم نفسه، يعني نفهم انو الحكومة تعمل أي حاجة ما مشكلة لكن لدرجة خطف اللقمة من أفواه الناس وأبنائهم ويكون أيضاً ما في مشكلة دي في حد ذاتها مشكلة.
    مالكم "أيها الشعب السوداني الفضل" ناس المؤتمر الوطني ديل عملوا ليكم عمل؟. غايتو لو راجين يحنو عليكم يوم، علي بالحرام شنبات فايز السليك ديل يقومن في الظلط. فالحكومة أسست لنفسها وشرعنت نفسها وما في طريقة تاني الا بعد أربع سنين ويمكن يجو تاني طبعاً، عشان كدا فكرة الحكومة تنقلب أو يجي زول تاني في الايام دي حنين شيلوها برة، وفكروا في آليات تلقوا بيها حقكم. فالحكومة مسؤولة عنكم ومن واجباتها انها تبذل الغالي والرخيص عشان تعيشو حياة كريمة، مش انتو مسؤولين عنها وتصرفوا عليها كمان.
    اذا كنتم راجين حقكم بجيكم بالصمت والصبر جرجيركم صفر. فأنتم من تمنحون الحكومة السلطة فكيف تجبركم أن تتنازلوا عن السلطة. يكفي أن ينظر المواطن الى صينية غداه ليعرف مدى تدهور حالته المادية والغذائية؛ وذلك بغياب اغذية مهمة من صينية الغداء، مثلاً السلطة الخضراء دي كانت فيها طماطم وجزر وفلفلية وبصل أبيض وليمون وجرجير وعجور، وأحيانا خيار وخس، ولكن حسي صفا على العجور والليمون فقط كل الاعضاء الكرام انسحبوا عن صحن السلطة بدون اعتذار. الخوف بعد شوية حتى دي ذاتها ما تلموا فيها!. ولسع صابرين.
    هسي في مصر القريبة دي لمن يزيدوا العيش ولاّ أي سلعة رئيسية الناس بتطلع بالصحون والحلل احتجاجاً حتى ولو ما حدث تغيير ولكن يكفي أن يقول الناس احم احم نحن هنا ولنا صوت، ماذا دهى السودانيين ولاّ أصواتهم دي صوتو بيها كلها في الانتخابات المزعومة وما فضلت بحة؟!
    قولوا حاجة! لأن هناك خيط رفيع بين صبر كدا مفتوح ساكت غير مشروط وبين أن تكون شيطان أخرص يبالغ في الصمت على حقه هو. انتو لو ما قلتو للحكومة دي نحن هنا وخلاص تعبنا ودي ما حالة دي ماحتجيب خبركم لأنها ما فاضية ليكم عندها حاجات أهم من صحن سلطتكم ورطل سكركم.
    لو منتظرين الحكومة تخجل على نفسها من عمايلها فيكم تكونوا دقستوا. فهي تستمد قوتها من ضعفكم، اذا كان الشعب قوي فذلك خير لهم وخير لحكوماتهم لأن قوة الشعب تمنع الحكومات من ارتكاب الاخطاء والمظالم والحماقات. ما تتّكلوا على انتقادات الصحفيين لسياسات الدولة تجاه المواطن فهي قد تشجعكم الى حين اصطدامكم بالواقع المذري لمطبخكم الذي يوقظ رقرقة عصافير امعائكم الخاوية فمقاومة ظلم الحكام يحتاج الى حداث وسواي؛ لأن الكلام الساي بدون فعل تخدر ولكنها لا تسكن الألم الى الأبد.
    والله ما عجبنا هذا التغيير المذرى في حياة الناس. الناس كان تأكل اللحم والآن يتزاحمون بالصفوف للحصول على الكمونية. كانوا يأكلون الدجاج والآن يكتفون بالقوانص.
    والجايات كان بقيتوا على صبركم دا أكثر خموا وصروا ساي. لن يحصل على المساعدة من لا يساعد نفسه، فأنتم بحق يوجعنا صمتكم ولكن قد نتعب يوماً فيسكتنا الوجع من صمتكم. بتبالغوا والله.
    في عصور المجاعات المفتعلة لايهم الشعب قلب الحكومات بل قلب الموائد والرهيفة تنقد. فنحن ضد الوضع عير المتزن، ناس اتعودوا يأكلوا وناس اتعودوا يجوعوا، ناس اتعودوا يقلعوا وناس اتعودوا يقلعوا منهم لو ما كدا عليك الله في واحد من الصباح يمشي يقطع ايصال لمخالفة لم يرتكبها؟
    نشر بتاريخ 16-10-2010
                  

01-06-2011, 11:04 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه ؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: يوسف السماني يوسف)

    Quote: كان يا ما كان

    استيلا قايتانو

    *كان يا ما كان في قديم الزمان في عصر صمت الابناء :
    ان تنازعن امرأتان على طفل كل واحدة منهن تدعي انه طفلها ، احتار القاضي في امرهما واصرار كل واحدة على اثبات انه طفلها فخشي الظلم وديدنه ان يحكم بالعدل فعمل بالحكمة والفطنة فامر بان يقسم الطفل بينهما قبلت الاولى اما الاخرى فجزعت ورفضت بان يقطع اوصال الطفل بينهما ووافقت بان تأخذها تلك حينها عرف القاضي الام الحقيقية وهى تلك المجزوعة التي رفضت تقطيع الطفل واثرت آلام الفقد مقابل حياة طفلها فقال صيحيح قلب الام على وليدها فامر باعطائها الطفل وكانت العدالة في صفها.
    * كان ياما كان في حديث الزمان في عصر صمت الامهات : ان تنازع ابنان على ام ، كل واحد يحاول اثبات انها امه ، احتار القاضي في امرهما واصرار كل واحد انها امه رغم الاختلاف الكبير بينهما ، كان الاول يبدو عليه انه يستأثر بكل شي فبدا عليه الرضا، كان الاخر معدم ويبدو عليه الحرمان، رغم ذلك كان كل واحد منهما متشدد في ان تلك الام امه، فخشي الظلم وديدنه ان يحكم بالعدل فعمل بالحكمة القديمة التي انقذته في زمن من الازمان والفطنة ذاتها معتمدا كل الاعتماد على ان الحقيقة ستظهر بجلاء كما ظهرت حقيقة الامومة، وابتسم في اسارير نفسه وهو يصدر الحكم فامر بان تقسم الام بينهما ، فصمت الابنان ، شرع القاضي في التنفيذ وامر السياف بان يقطعها الى نصفين احدهما يأخذ النصف الاعلى والاخر النصف الاسفل ، صرخ الابنان في نفس الوقت : لا .... لن اخذ النصف ناقص وتشاجرا .... قال الذي يبدو عليه الرضا : خذ الجزء الاسفل بها ساقين فانت تجيد المشاوير والتشرد لذا فهذا النصف هو الذي يناسبك. قال الذي يبدو عليه الحرمان : لا لن ادعك تستأثر بكل شئ سوف ااخذ الجزء الاعلى فلم انعم بعقلها او قلبها ودفء حضنها من قبل لذا لك النصف الاسفل ، واحتدم النزاع وكادت تقود الى قتال ، واصبح القاضي اكثر حيرة وحرج كيف لا وهو الذي لم تخنه الحكمة من قبل ولم تتلاعب به الفطنة ، صحيح ان قلب الابناء على حجر فاوقف الحكم لحين ان يهدأ الشقيقان ويتشاور هو مع حليفتيه الحكمة والفطنة . قالت الفطنة : اقسمها الى نصفين ولكن بالطول هذه المرة . اضافت الحكمة : هذا عين الصواب حتى لا يظلم احد ، سوف ياخذ كل منهما نصف جثة كاملة دون نقصان وبه كل انصاف كاملة ، ولا ندري كيف يتسق كلمة كاملة مع انصاف الاشياء . اعجب القاضي بالفكرة طالما انها ستبرئ ذمته امام القضاء وامام الله وهو لا يدرى ان حتى الحكمة والفطنة لها زمانها ومكانها , فامر بشطر الام الى نصفين بالطول فوافق الابنان عندما لم يجدا ما يختلفان عليه ، الذي يبدو عليه الرضا غير مبال حسبما ما اوحى اليه دلاله والمعدم ينازع نفسه حسبما املى اليه غضبه . نفذ الحكم وكان السياف يعمل بسيفه جيئة وذهابا شاطرا الام الى نصفين .. نصف ام وامة .. نصف عقل وعلم .. نصف بصر وبصيرة .. نصف حنان و حنين .. نصف ذكرى وذاكرة .. نصف قلب وفؤاد .. نصف فرح وحزن .. نصف ضحكة وابتسامة .. نصف دمع وعرق .. نصف دفء وحضن .. نصف لحم ودم .. نصف احشاء وعظم .. نصف رحم وامومة ...نصف ...و....نصف ...نصف...ونصف الى نصفُ نصفِ ونصف ولكن كان وحده يقف هناك .. الالم في كامل حضوره ، يقف بين نصفي جثة . اخذ كل واحد منهما نصف جثته فرحا ولكن الى حين ، وجد الذي يبدو عليه الرضا نصف جثته كاملا ولكن ليس به قلب ووجد الذي يبدو عليه الحرمان نصف جثته كاملة ولكن ليس به كبد وحمل كل واحد منهما سلاحه واتجه صوب الاخر كل مطالبا ما يفتقده بالقوة وانشغلا بحرب طويلة ونسي كل واحد منهما دفن نصف جثته، الى ان سممت الرائح الكريهة الاجواء وفرض عليهم جيرانهم الحصار ومنعوا من ان يتحاربا بمنطق ان حاربهم الجميع ، حينها عاد كل منهما لنصف جثته الناقصة لدفنها واثناء ذلك اكتشف كل منهما بان في احشاء جثته طفل صغير اهملوه اثناء حرب على نصف جثة ميتة ليضيع منهم امل حياة كاملة، فخرجت منهما صرخة داوية تردد صداها في سماء المكان ليستيقظوا في ساعات الاشراق الاولى من كابوس مجنون ملأ اذنيهما بالعويل والانين ورائحة جثث محترقة ، فلم يتمالكا نفسيهما ولم يشفع لهم الصحيان بان ذلك كان مجرد كابوس مزعج ، اخذا يهرولا في بيتهما الكبير بحثاً عن امهما فوجداها هناك جالسة في الشرفة مستقبلة الاضواء والنسيم ، تلاعب حفيديها اللذان ناما مبتسمين بين ذراعيها التفتت منزعجة على ضجيج جري في المكان وهمها راحة حفيديها وقبل ان تسألهما منزعجة عما بهما ؟ اجاباها بابتسامة كبيرة فقط كأنهما يحمدان الله على ان ذاك كله كان مجرد كابوس و تصادما بكتفيهما في حميمية وحمل كل منهما طفله الى غرفته يغني له اغنية مشبعة باماني الغد ومآلات اليوم وذاكرة الامس ، وتركت هي لتستريح قليلا بعد ان انهكها تشاكسهما في الماضي فلن يتركاها وحدها لتعاني مرة اخرى من مشاكسة حفيديها دون مساعدة منهما ، شعرت بالرضا والامتنان وفي جلستها تلك اخذتها غفوة القيلولة وحلمت بالحقول الخضراء والمواسم الغنية التي لا توحي بالانتهاء يرتع فيها ذريتها ، فعبرت ابتسامة مضيئة سماء وجهها تحاكي تلك العلامة التي تدل على الصواب عندما يرسمها المعلم في كراسة التاريخ .
    نشر بتاريخ 04-01-2011
                  

01-06-2011, 08:30 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22758

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه ؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: يوسف السماني يوسف)

    Quote: تاني خلاص نقة نحن جنوبين مهمشين وعبيد والعرب مستعليين ثقافيا وحقارين وبعاينو لينا كيف كيف ، دي خلاص حتنتهي ولكن عند الانفصال هل وفقت نيفاشا اوضاع الجنوبيين الجدد والشماليين الجدد ، يعني ناس سنار والنيل الابيض ديل حيبقو جنوبيين الشمال وناس اعالي النيل وولاية الوحدة حيبقو شماليين الجنوب في زول سألهم علما بان بعد الانفصال مافي جنوبي داير يبقى شمالي ولا العكس حسب نظرة اي واحد للاخر مافي عربي داير يبقى جانقي ولا في جنوبي داير يبقى مندوكورو . (ششيت)


    تحياتي أبو رامي
    و مشكور على نقل المقال
                  

01-08-2011, 07:07 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه ؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: ابو جهينة)

    الاخ ابوجهينة
    تحياتي

    شكرا للمرور الجميل احاول ان الفت انتباه القراء لواحدة من اميز المبدعات السودانيات .
                  

01-08-2011, 07:07 AM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه ؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: ابو جهينة)

    الاخ ابوجهينة
    تحياتي

    شكرا للمرور الجميل احاول ان الفت انتباه القراء لواحدة من اميز المبدعات السودانيات .
                  

01-08-2011, 01:45 PM

يوسف السماني يوسف
<aيوسف السماني يوسف
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 3838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قبال مــــــــــــــا ابقـــــه اجنـــبيه ؟؟؟؟؟ استيلا قايتانو ... (Re: ابو جهينة)

    Quote: لومنتظرين الحكومة تخجل على نفسها من عمايلها فيكم تكونوا دقستوا. فهي تستمد قوتها من ضعفكم، اذا كان الشعب قوي فذلك خير لهم وخير لحكوماتهم لأن قوة الشعب تمنع الحكومات من ارتكاب الاخطاء والمظالم والحماقات. ما تتّكلوا على انتقادات الصحفيين لسياسات الدولة تجاه المواطن فهي قد تشجعكم الى حين اصطدامكم بالواقع المذري لمطبخكم الذي يوقظ رقرقة عصافير امعائكم الخاوية فمقاومة ظلم الحكام يحتاج الى حداث وسواي؛ لأن الكلام الساي بدون فعل تخدر ولكنها لا تسكن الألم الى الأبد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de