5 ما هذا أيها الحُبّ، أُجنِنتَ؟ كيف توقِدُ شمعةً بقلبي، وتوجَهُ الرّياحَ نحوها؟ أتودُّ اِقتِلاعي من جُذُوري؟ لن أعذُرَكَ البتّةُ إن حدثَ أيُّ شيءٍ في حديقةٍ أنشأتُها كملعبٍ خلف نبضِها بهذا القلبِ الذي تُنشِنُ عليهِ. ثم، ما الذي ترتدِيه؟ لا أنتَ جُننِتُ تماماً، فهذا فصلُ البّردِ يا صديقي، وأنتَ تضعُ قُبعةً فوق رأسِكَ فحسبُ.. صه، سأمشي دون صوتٍ إلى الحديقةِ وأقطِفُ لعينيكَ المزمُومتينِ حياءً من محلٍ ما صه، سأدعكَ في جُنُونِكَ وأضعُ روحي بين كفيِّ النّومِ مثلاً، أو السّهو، أو الغِناء..
6 نحبُّ الحياةَ، حين تُغمِضُ عينيها أو تفتحهما.. نحبُّ الحياةَ، نطأُ على أرضِها، ننهشُ تفاصِيلَها، نمدُّ لها طوقَ النّجاةِ، لكنها لكنها سُرعانَ ما تلتفِتُ نحونا، وترجُمُنا بالخواءِ نحبُّ الحياةَ، لأنها مُلوُّنةً، لأنها مُفخّخةً، لأنها لم تستِرحْ ساعةً منذ أن تعرّفتْ علينا منذ انطلقنا نطوِي وسائدَها، نُرتِّبُ شعرَها، نأخُذُها إلى الفضاءِ الطّلقِ فتُعاقِبُنا بالحُبِّ نحبُّ الحياةَ بكُلِّ المُمكِّنِ من الدّهاءِ نحبُّ الحياةَ…
7 بجرحِ نفسِكَ في الصّميمِ، تجرحُ آخرينَ، وإن لم يُقدّرَ لهم إدراكَ جرحِكَ.
8 ماذا إن سقطتِ الكُرةُ الأرضيّةُ وتبعثرنا في ظُلُماتِ مجرّةٍ ما؟
9 الطّبيعةُ العاريّةُ وجهُكِ في بدءِ تشكُّلِهِ لإقامةِ نبضِ الطّبيعةَ حتى نجرحَهُ بتضارِيسِنا القاسيةِ.
10 يتفرّعُ عن رأسي الكونُ وينفلِتُ كذلك خيّالٌ ليؤسِّسَ دُنياهُ في فضاءٍ بعيدٍ.
11 قُمْ، وافتحَ كُوّتِكَ في الجِدارِ يا ولدي وانطلِقْ ببحرِكَ لا تلُويّ على شيءٍ.
12 اليدُ كونٌ تهصِرُ بين إِصبعينِ الأرضَ، بمقدورِها وتدعُ ما تبقى منها كي تدِبَّ عليه الحياةُ، بمقدورِها كذلك أو نحو ذلك..
13 أرفعُ نِصفاً فيسقُطُ الثّاني فيما دونيّ، يتداعى الأساسُ ولا يعبُرُ شارِعٌ لشّارِعٍ.
14 هل رأيتْ ثمة زورقٌ هُناكَ وماءٌ يسعهُ لكنه، ماءً يتعثّرُ في الماءِ إن شربتَهُ تبلّلَ الزّورقُ، وإن تدفّقتَ إليهِ طلباً لبرٍّ تناهشُكَ الظمأُ فقُلْ لي، هل وصلتْ؟ إلى صديقي: عدنان خضر
15 داخِلُ الحَزنِ أكُتبُ أُغنيةً بجناحينِ تدلِفُ بيتَ عُرسٍ فيرقُصُ قلبُ عاشِقٍ وهو يعانِقُ كلِماتَها واحِدةً إثر أُخرى داخِلُ الحَزنِ أديرُ مصنعاً ليلياً لبطاطين تقِي بعضَ الأرواحِ لفحِ الصّقيع واُغطِّي بقبضتي زِرًّا ينفثُّ ريحَ الأسى إن سقطتْ نُدفةٌ ثلجٍ عليهِ، ذا مُشغِلُ ما أنا داخِلهُ داخِلُ الحَزنِ أُنظِفُ مجرى عينيّ بدأبٍ، فإن تدحرجتْ سهواً دمعةٌ ما، لم تُحبّسِ. ما الذي لا ينفضُّ عن النّفسِ، فتُقعي أبداً داخِلَ الحَزنِ، خلا أن القلبَ ساهِرُ؟
16 ما انفكُّ أشرحُ لعصافِيرَ تُحلِّقُ إبان همسِها الملدوغِ أنه ليس ثمة قفصٌ واحِدٌ في قلبي.
17 قالت: حين أحاوِلُ جرحَكَ أعزِفُ موسيقى حزينةً وأسألُكَ بقلقٍ: هل تأذيتُ؟
18 دلِلْ زُهورَكَ يا ولدي فإنها نوافِذُكَ إليكَ.
19 ينهضُ الشّارِعُ في كُلِّ شيءٍ ماشياً إلى الأعاليّ، إلى الأعاليّ فكيف لا ترونُهُ؟
25 لِتُعانِقَ كلِمةً فيستقِيمُ المَرادُ تُوشِكُ على تمزِيقِ روحِكَ فيهويّ المعنى في جُبِّ المسافةِ بين تنقيحاتِ الرُّوحِ والعِناقِ..
26 بحنجرتي تسرِي المباهِجُ حتى إذا ما غرفَ النّومُ ملامِحَهُ غنيتُ: أُحبُّكِ صحُويّ والقصائِدُ..
27 يأتِي صديقِيّ من غِيابِهِ المُترنِّحِ وعلى مِشيتِهِ غِبارُ المسافةِ، ليضعَهُ على الطّاوِلةِ في شكلِ شجنٍ لا ينقطِعُ، بدوري، وقد حبستُ أكثرَ من اِنعِكاسٍ، أُلقيّ شمسينِ من أصابِعي، وأقولُ: أين كان المسارُ حين انفجرتْ في السّاحةِ قُبلةُ اللّيلِ للنّهارِ، وانكدرتْ نُجومُ الأرضِ؟
28 أكُونُ المسافةَ، الوقتَ والشّارِعَ، وأزهارَ الحدائقِ التي تطِلُّ عليكِ حين تكُونُ خُطوتُكِ القادِمةَ.
29 يُغالِطُونَ في وِجُودِكَ خالِقي وأنا أُغالِطُ في وِجُودي!
30 يجرِّبُ عُصفُورٌ على شجرةِ المعانيّ أفكاراً قديمةً، رغِبَ حين واتتهُ، نِسيانَها لكنها، في السِّرِّ، طفِقتْ تحفِرُ لنواياها ملاذاتَ أجنِحةٍ تخفّفنَّ من جَردةِ الأمانيّ.
31 الذين أوقفُوا دمَهُم لصنمِ الوحشةِ يقضِمَهُ بظِلالِهِ الذّهبِيةِ مضُوا في التحرُّشِ بالمرايا وانتِهاكِ أشجارَ الحنينِ بالصّمتِ.
32 لو تُرِكَ الأمرُ للإِنسانِ لما أبقى في الحياةِ من شيءٍ…
33 من ذا الذي لا يُحِبُّ الحُبَّ ويُشغِلُه؟ ويسعى وســعهُ كي يأسُرَهُ ويُدلّلُـه.
34 ريشةٌ لرسمِ الأنفاسِ **************** في النِّسيانِ ريشةُ روحٍ مُمزّقةٍ اِنسلّتْ للتّوِّ من كهُوفِ السّهوِ في النِّسيانِ عقلٌ لا يلعقُ جِراحَهُ مرّتينِ في النِّسيانِ هبُوبٌ ما لها من مدارٍ يزِنُها، ولا من محلٍ تتفادى رابيتَهُ… مُقتحِمةٌ كُلَّ مجالٍ بذاتِ الأنفاسِ في النِّسيانِ تِنّينٌ، أوتارٌ هجرها السّعيرُ، نقُوشُ شكٍّ، مرايا مقلُوبةٌ، رجفةُ متُونٍ فاتِنةٍ، غنجُ أُنثى، تربُّصاتُ صَفِيٍّ بغواياتِهِ، قرعُ طبلٍ لساحِراتٍ… في النِّسيانِ أنفاسيّ المُصطفاةُ وعُرسي.
35 لن تجِدَ ومفتاحكَ خلا بابَ الجحيمِ ينتظِرُ..
36 لا أنصحُكَ بربطِ حِزامِ الأمانِ يا ولدي قبل ركضِ قلبِكَ في مِضمارِ الهوى..
37 إلى أين اِتّجهَ الحُبُّ تبِعناه راجِلونَ، على نفّاثةٍ، أو على ظهرِ سُلحفاة… حتى يعثُرُ علينا ميتونَ، أحياءٌ بأنفاسٍ لاهِثةٍ، سُكارى، غافُونَ، سابِحونَ بكأسِ ماء… نحنُ أسرى هذا الكائنُ الهُلاميّ نحن رعاياه نحنُ أفرادُ عائِلتِهِ اليتامى نحنُ خدمُ بَلاطِهِ، كهنتُهُ، مُريدوه… إلى أين اِتّجهَ الحُبُّ جئنا مِنا، من حيث كُنا، من حيث لم نكُن، وولينا الدّبر عنا فارقنا الأسى، فارقنا الشّارِعَ، فارقنا الجِهاتَ، طوينا المسافاتَ في رعُونةٍ دلقنا للنّهرِ الماء ثم أعِدنا رسمَ كُلّ شيءٍ على هواه إلى أين اِتّجهَ الحُبُّ مارسنا كُلّ شعائرٍ سلفتْ، كُلّ شعائرٍ آتيةٍ حتى بلغنا أولَ الحاءِ وابتلعناه . . . إلى صديقي: عدنان خضر
39 احلُمُ بالسّلامِ عليها فيسقُطُ جِدارٌ بيننا اسمهُ العالمُ.
40 تعالي بشِقِّكِ الأيسرِ، حيثُ أنتِ كُلّكِ كائنةً، أعني تلك الجِهةَ التي يعرِفُها قلبي ولا تقرأُها عينُ.
41 بلى يا مولانا (صلاح فائق) يقِفُ قِطارٌ مُكتظٌّ بالهارِبينَ من الحربِ بغُرفتي وللأسفِ الشّايُّ فقط ما أتقِنُ إِعدادهُ فيؤلِمونَ لأنفُسِهم ولي بعضَ ما أُربِّيَّ بغابتي من وحُوشٍ ثم يُغادِرُون بعد أن أوشكوا على الاِنتِهاءِ من بِرميلي عَرقٍ أدخِرهُما لموتى التفِتُ، فأجِدَهم قد نسوا القِطار!
42 أيُّ أُغنيةٍ لي هي أُحجِّيةٌ تتسلّينَ بحلِّها حتى يتّصِلُ شارِعيّ بقدميكِ.
43 لن أحذِفَ ولوجُ شمسٍ عبر بابِ السّهوِ ستضيءُ مثل أيِّ لحنٍ عابِرٍ شتّتَهُ شدُوكِ الشّاسِعِ بالرُّوحِ.
44 ما أبهظَ المشيّ على قدمينِ جائِرتينِ هندسَّ الشّارِعُ ملامِحَهُ لهما! 45 على الكُرسيّ مهارِبُ للأحاسِيسِ يذوِّبُها الهواءُ، فتستحيلُ حُرُوفُ..
46 في السّابِعةِ والنّصفِ صباحاً ينزلُ العالمُ من رأسي ويشرعُ في السّيرِ.
47 دون حذرٍ أدفعْ بابَ قلبٍ أنتَ ساكِنهُ الوحيدُ؟
48 لا تطرُقُ البابَ أنتَ بالدّاخِلِ قبل أن تأتيّ.
49 لقِطعٍ مُتساويةٍ قطّعتُ بُرتُقالةً وهوّنَ عليّ أن أدمُعِنا المحبُوسةُ ستلتئمُ في الجسدِ.
50 هُنا إن حطَّ طائرُكِ أو هُناك أنتِ تصعّدينَ تصعّدينَ وقلبي مهبطٌ و مِطارٌ وصالةٌ لأحاسِيسِكِ الزَّهرُ.
51 أجرحُ قلبَكِ عن قصدٍ ليضيءَ العالمُ.
52 حولي ماءٌ من كُلِّ ماءٍ، وأنا بحرٌ شرِبتهُ سُفُنُكِ.
53 الجُنديُّ الرّابِعُ في الصّفِ السّابِعِ، والذي لم يعرِفْ أبداً لِمَ هو هنا، أردتهُ رُصاصةُ قناصٍ كان جائلاً بعينيهِ المُغمضتينِ في فضاءاتِ أُغنيةٍ عاطِفيةٍ..
54 يقعُ ظِلُّ الجالِسِ على موسيقى العابِرينَ وهم يشُدُّونَ ملاءاتَ أحلامِهم على الشّارِعِ..
55 أنا في النّهرِ كسمكةٍ على سُدّةِ الثّرى أسبحُ كقارِبٍ جنحَ بهِ الموجُ ف يُشاعُ بأني غريقُ..
56 خفِفي عليّ عواصِفي موسيقى السُّكُونِ فإنها وساوِسُ وثملُ..
57 صوتُكَ تغلغلَ في الهواءِ ولم ينزِلْ إلى أُذنيّ..
58 وميلُ الشّجرِ مُحاولةٌ لتوقِيعِ مُثُولِهِ بين يديكِ، قيل وانحِناءةٌ لعبُورِكِ أقولُ.
59 هذا مِفتاحُ العالمِ بيدي فأين البابُ؟
60 حتى ظِلّيّ لا يرضى إلا أن يسيرَ وهو يُعانِقُكِ…
62 أنتِ تُكافِئنَ ذِكرياتيَّ المُشرّدةَ بملاذٍ بعيدٍ عن زقزقةِ العصافِيرِ المُتجوِّلةَ في الحوائطِ ليلَ نهار..
63 وجهي منذ أن رأكِ لم يعُدْ بمقدُورِهِ الظُّهورِ بمِرآةٍ أُخرى.
64 اعتمِرْ قُبعتَكَ أيها الحُبُّ أنت دون جوان لا يخلعَها ليركِضَ بقلبيّ المفتوقِ..
65 فالذي يحجُبُ الرُّوحَ عن العالمينَ فُولاذُ، فلا يطالُها العبثُ فالذي، إن رقتِ الرُّوحُ، أضحى لمقامَكَ غِلالةُ نسيمٍ، تشفُّ عن الأحاسيسِ الزُّهرِ فالذي يغدِقُ علينا البصرُ فالذي ما أن تقطُنَهُ، ليُحيلَ لكَ الفُولاذَ ماءَ فالذي أنتَ.
66 في المعركةِ سينتصِرُ الغُبارُ، يقِلُّ دمُ الكُونِ لكن الشّارِعَ لن ينسى أن ثمة حُلفاءَ لقلبِهِ وأرصفتِهِ لن يعودوا..
67 مُختلٌّ أيُّ حرفٍ بمسافاتٍ على وشُكِ العِناقِ ولم يُشِرنَ إليكِ أنتِ..
68 كأن السّكينةُ فضاءٌ رحِبُ أطُلُّ عليهِ، يطُلُّ عليَّ كأن الغِناءُ هواءٌ أشقشقُ لهُ، يشقشقُ لي كأني نُقطةُ دمٍ بدأت أولُ الأمرِ في خيالِ حبيبينِ، بدأت في دقاتِ قلبينِ، بدأت… سأسقُطُ إذن بين دفتي كِتابٍ لتتخلقَ الأجنحةُ، أسافِرُ على سُفُنِ الكلِماتِ إلى حيث كُلّ تيهٍ حياةُ أسافِرُ وما من موانئ ولا شُبهةُ ضِفاف..
69 اللُّغةُ مسرحُ الحُرُوفِ إن اجتمعت في زنازِينِ العِباراتِ المُلتئِمةَ أو تقافزت في المعانيّ الجائلةِ بالأرواحِ.. اللُّغةُ شمعةُ النّفوسِ الضَّجِرةِ..
70 وصلتُ مُتأخِراً بأغنيةٍ فياضةِ الشّجنِ إلى بيتِ مِزاجيّ في محطةِ الصّحوِ.. تعِبَ المُغني وتقطعتِ الأوتارُ.
71 المِرانُ الدّءوبُ على رمي الشّارِعِ في الهاويةِ لن يحملَهُ للتّخلّيَّ عن كيف يديرُ وجهَهُ عنكَ حتى تنصاعَ لنواميسِهِ..
72 أتقدَّمُ خُطوتينِ ثم أتقهقرُ لإِحصائِها فأجِدُها قد نَقصتْ خُطوةٌ ونِصفٌ!
73 على أيِّ حالٍ هذا مسارُ الأسرارِ فأتَّخِذَ لِنفسِكَ حيطتَها وأْشربْ البحرَ كُلَّما اِمتلأَ.
74 لقد مَلأتَ الكوبَ لِأخِرِهِ حقاً لكِنّكَ ركِبتَ موجاً لم تغسِلْهُ الهشاشةُ يا صديقي.
75 كانت الإشارةُ كافِيةٌ لِلاِنعِطافِ إلى الشَّمالِ!
76 قال: أحتاجُ جِدًّا لِشهقةٍ واحِدةٍ أضعُ معها قلبِيّ في المجالاتِ الرَّحِبةِ وأمُوتُ.
77 قال الحطَّابُ: صالحتُ قبل قلِيلٍ بين العِطرِ وقارُورتِهِ التي فرٌ عنها ذلك في طرِيقي لِهدمِ بُستانٍ.
161 الصّباحُ أبعدُ من كيف تسِيرُ وأنت تنظُرُ إلى أقدامِ الشّاشةِ.
162 بيدٍ عبأها السّرابُ يسقِنا الزّمنُ وبلا نخلٍ أو غابٍ سحلتنا المُدُنُ هذا وارِدَ الكِتابِ فلم الشّجنُ؟
163 مُجدّداً ستنسى وأنتَ في الصّفحةِ الثّالِثةِ بعد المائةِ أن تُريقَ لِلحِكايةِ شهوةَ أن تموتَ بخِنجرِ قاتِلٍ في (الحي الخطير)*. * اسم رواية ل (محمد بن ميلود)
165 كرِّسِ اللّحظةَ القادِمةَ، من هناك، من مُنعطفِ الورِيدِ الثّالِثَ عشرَ الذي يعلُو قليلاً عن بابِ المُسامرةِ اللَّطيفةَ بينكَ وطيفَ طيِّبةٍ ماتتْ وهي تشتهيُّ أن تولّدَ لتكونا معاً في مُجابهةِ هذا الموتَ المُتناسِلَ في الكُونِ… كرِّسها يا قلبي المفتوقَ لقهقهةٍ ماجِنةٍ ماجِدةٍ بطولِ المسافةِ بين البِنتِ وولادِتها التي لم تتِمّ.. وانكتِمَ إلى الأبدِ.
166 داخِلَ موجُ الهُتافِ تجوالُ طرائقٍ وطرائدٍ، لُغةٌ ولودةٌ. خارِجَ بحرُ الرُّوحِ لا أحدُ، لا زاويةُ، لا بيتُ. بين الموجِ والبحرِ أفتحْ قوسينَ ضعْ رمزاً واحِداً واضِحاً خارِجهما وانكِسرْ.
167 نواحٌ ضالٌ منذ الأزلِ يتراكضُ بين أصابِعي السَّبعينَ هل من جِدارٍ ليِّنٍ، ينصحُني عابِرٌ ما، لأُعلِقَهُ عليهِ؟
168 الجائِعونَ لأرغِفةِ الطُّمأنينةِ نزفوا دمَ أرواحِهم في القلقِ وصّدأتْ ذِكرياتُهمُ الغارِقةَ في النّزقِ.
169 تحت ضِرسيّ الكلِماتُ متى تعرّقَ حرفٌ عالجتِ المسافةَ أمواجُ.
170 أولُ الوافِدينَ نحوي أنتِ وأخرهم قلبي الذي يظن بأنه استوعبك.
171 أمشي بِرفقٍ هُنا في الغِيابِ لأن الوقعَ يحدثُ هُناك، قُربَ قلبُ أُمي.
يناير2017م
02-13-2017, 05:21 AM
بله محمد الفاضل
بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة