|
Re: يا الدرديرى كباشى استاذنك بفتح بوست رحيل (Re: سليمان القرشي)
|
يا سلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام ياخ أشكرك يا المغيره على هذه النفحة العطرة مرتين مرة أولى على الاتحاف بها ومرة أخرى على تخصيصي بها فهي لمست وهيجت فينا الذاكره على طاري الحبوبات وهذا الأرتباط الوجداني العجيب بالأرض وبما فيها . وأنا كمان آخر عهدي بحبوبتي لأمي وأنا أغادر كسلا نحو الخرطوم ومنها للغربة رحت أودعها ببيت جدنا بغرب القاش بكسلا استلفت عجلة من أحد الأصدقاء رحت ووجدتها وحدها تجلس على عنقريبها الهبابي بالحوش مكانها المفضل لا أحد سواها قلت لها يا يمة أنا جايي أودعك ماشي السعودية ودعتني وداعا مزودوجا . أولا وداعا عرفت بعدها أنه وداع الدنيا . بالسلام والعناق وبضع دمعات تقطرت منها على خدودي .. وأنا خارج من عندها نادتني للمرة الثانية قبل الخروج . وشدتني ناحيتها وحضنتني بقوة وهي تبكي بحرقة . كأنه أتاها وحي بأن هذه آخر مرة سترينه فيها . وعرفته أنه وداع الآخرة بعدها .. لم أفهم سببه في لحظتها . وفعلا هي كانت آخر صور رأيتها فيها . وبعدها بقليل من السنوات ودعت الدنيا .. وبقيت ذكريات وجهها الصبوح ودموعها تجري على خدودها المشلخة مثل الجداول تسقي الأسى وتنبت الذكريات .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يا الدرديرى كباشى استاذنك بفتح بوست رحيل (Re: درديري كباشي)
|
جدتنا أم أبينا رحمها الله فاطمة بنت الحاج أحمد توفيت ونحن لازالنا أطفالا صغارا لكن نذكرها من عجائبها كان يوما ما تضع لها الوالدة كورة الحليب تحت سريرها ذات خريف شلع البرق وضربت صاعقة وهي بتصرف غريب تناولت كورة الحليب ودلقته على الأرض تحت دهشتنا جميعا . ليه يا حبوبة عملتي كدا؟؟؟؟ تقول اللبن إذا ضربه البرق لا يصلح للشرب . هل هي نظرية كيميائية علمية أم دجل موروث من طقوس قديمة أمكاناتنا الذهنية ونحن صغار لم تمكنا من الخوض في الأسئلة لنعرف السبب . راح الحليب وظل الطقس الغريب مزروعا في أذهاننا الغضة . كذلك كانت تتعاطى التمباك ولها حقة ذاخرة دوما بما يوفره لها الوالد من تموين يوميا شقيقنا الأكبر وأبناء عمتنا كانوا يتعاطونه مثلها .. لكن ليس لهم مصدر تمويل تحايلوا عليها يوما بأنهم تظاهروا بمطاردة أحدهم بأنهم يريدون ضربه فجرى في حماها واختبأ تحت السرير وهي بطبيتها كانت تحميه منهم . لا تدري بأنها مؤامرة . إذ أفرغ المتخبئ تحتها مخزونها الأستراتيجي في كيس أعد خصيصا لتلك اللحظة.. ثم تظاهروا بالتوبة وإعفائه ليخرج من تحت السرير بغنيمته. وبعد قليل تكتشف المؤامرة لحظة سفة ما. وتبدأ تولول بعد أن تكتشف أن حقتها أفرغت تماما و شقاوة أحفادها . لا زالت ذكريات سوداء وبيضاء بلا ألوان .. مثل أفلام السينما القديمة . لكنها حية فينا الى الأبد
| |
|
|
|
|
|
|
|