02:43 PM January, 19 2017 سودانيز اون لاين عبد الوهاب السناري-نيروبي مكتبتى رابط مختصر
قال رواد التفسير أن إبليس والحية هما من هبط مع آدم وحواء من جنتهما. بينما أوضحت في أبحاثي أنهما سكنا في جنة أرضية وأن امر الهبوط لم يشمل لا إبليس ولا الحية بل أبنائهما الذين ولدوا في الجنة:https://sites.google.com/site/abdelwahabsinnary/
تكمن أهم الدلائل في عدم توجيه أمر الهبوط إلى غير الناس في قوله تعالى على لسان آدم وحواء: "قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا" في الآية 23 من سورة الأعراف:قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23): سورة الأعراف (7). يدل ورود: "أَنفُسَنَا" في صيغة الجمع وليس المثنى يدل على تظلم أنفس أخرى من هبوطهما. فلو أراد آدم وحواء الإشارة إلى تظلمهما وحدهما دون سواهما من الناس لقالا: "ظلمنا نفسينا" أسوة بورود: "نفس" ومشتقاتها في القرآن الكريم، وإلا لكان في ذلك إستثناء لابد من إيراد أسباب مقنعة لحدوثه. إذا علمنا أن المولى، عز وجل، لم يأمر أحداً، سوى آدم وحواء بالسكن في الجنة، فكيف تمكنت الأنفس التي تظلمت من أكلهما من الشجرة المحرمة: "قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا" من التواجد في الجنة، إن لم يقدموا إليها من خارجها؟ الحل الوحيد لهذا اللغز، أنهم وُلِدوا في الجنة، مما بالضرورة يعني، أنهم كانوا أبناء آدم وحواء من صلبهما مباشرةً. ولابد أن نتسائل أيضاً عن السر وراء إشتمال أمر الهبوط لهؤلاء الأبناء، وتعريضهم لشظف العيش، على الرغم من أنهم لم يأكلوا من الشجرة المحرمة؟ ولعل الإجابة على ذلك تكمن في إستحالة بقائهم في الجنة بعد خروج أبويهم منها، لأنهم كانوا صغاراً في السن.وهذا ما يفسر قول آدم وحواء أنهما ظلما أنفسهم، وليس فقط نفسيهما: "قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا"، لأنهما بأكلهما من الشجرة المحرمة وخروجهما من الجنة، عرَّضا ليس فقط نفسيهما، بل أنفس أبنائهما الصغار الذين كانوا يعتمدون عليهما في كسب عيشهم، للظلم. فإذا علمنا أن أمر الهبوط لآدم وحواء كان بمثابة عقاب لهما لأكلهما من الشجرة المحرمة، فإن هبوط أبنائهما كان هبوطاً بحكم الضرورة. وسوف يُمَكِننا التمييز بين هبوط آدم وحواء وهبوط أبنائهما من إيجاد تفسير منطقيٍ للنصوص التي تطرقت لهذين الهبوطين:
فالمخاطبون بقوله تعالى: "اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ" وبقوله تعالى: "اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً" هم جميع من شملهم أمر الهبوط. أما قوله تعالى: "اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا" فتخاطب: "اهْبِطَا" فيه المجموعتين التين شملهما أمر الهبوط (مجموعة آدم وحواء من جهة، ومجموعة أبنائهما من جهةٍ أُخرى)، بينما تشير: "جَمِيعًا" إلى جميع من شملهم أمر الهبوط. وقد تضمنت الآيات التالية وصفاً للأحداث التي سبقت هبوط آدم وحواء وبنيهما، والتي أعقبت أكل آدم وحواء من الشجرة المحرمة:
لما أكل آدم وحواء من الشجرة المحرمة، نزع الشيطان عنهما لباسهما وتركهما عاريين: "يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا"، الأمر الذي أظهر سوءاتهما: ("لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا"، "بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا"، "لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا"، "فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا"). فهرع أدم وحواء لتغطية عوراتهما من ورق الجنة: "وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ" عندما وجدا نفسيهما عاريين أمام أبنائهما. هرع آدم وحواء لتغطية سوءاتهما وإخفائها على وجه السرعة من ورق الجنة عندما تيقنا مما حل بهما: "وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ". وهنا يبرز سؤالٌ مفاده: هل نزع إبليس لباس آدم وحواء فقط، أم أنه نزع أيضاً لباس أبنائهما. ولعل الإجابة على هذا السؤال تضمنها قوله تعالى:
فقوله تعالى مخاطباً بني آدم من صلبه مباشرةً: "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا" يدل أن سوءات بني آدم كانت أيضاً بادية، وإلا فما السر وراء أن ينزل المولى عليهم لباساً لمواراة سوءاتهم؟ تدل كل الإيماءات السالفة أن الشيطان لم ينزع فقط ثياب آدم وحواء، إنما نزع أيضاً ثياب جميع أبنائهما، فأنزل المولى، عز وجل، لباساً يواري به سوءات بني آدم تكريماً لهم، لأنهم لم يأكلوا من الشجرة المحرمة. أما آدم وحواء، فتمثل أول عقاب لهما في كشف إبليس لعوراتهما وتعريتهما أمام أبنائهما. وتمثل ثاني عقاب لهما في إنزال المولى، جل شأنه، للباس الذي ستر به عورة أبنائهما، بينما بقيا هما عاريين أمامهم.
وربما مثَّل هذا المشهد أول درس عملي لآدم وحواء ولإبنائهما عن مقدرة الشيطان على فتنة الناس. وقد ذكَّر المولى، سبحانه وتعالى، بني آدم، أن اللباس الذي أنزله عليهم كان من آياته: "ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ"، أي من المعجزات التي أشهدهم إياها، حتى يتفادوا فتنة الشيطان لهم مستقبلاً، مثلما فتن أبويهم وأخرجهما من الجنة من قبل: "يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ".ويؤكد قوله تعالى: "لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ" أن المخاطبين في هذا النص هم بنو آدم من صلبه مباشرة الذين هبطوا معه. يمكننا ملاحظة تحول أسلوب الخطاب في النص السابق من المباشر إلى غير المباشر. فقد خاطب المولى، جل شأنه، بني آدم في البداية خطاباً مباشراً: "يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ"، ثم عاد بعد ذلك وأشار إليهم بضمير الغائب: "لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ". فإنْ أشارت الآية الكريمة إلى ذرية آدم عبر الأجيال والذين لم يزل بعضهم على قيد الحياة، لقال: "لعلكم تذكرون". فقد وردت: "لعلهم" 44 مرة في القرآن الكريم، أشارت في 42 موضع منهاً إلى الجماعة التي لم تتم مخاطبتهم خطاباً مباشراً، ولم ترد إلا في الآية 174 من سورة الأعراف، وفي الآية 26 من نفس السورة للإشارة إلى الجمع الذين خوطبوا خطاباً مباشراً:
إن النتيجة الحتمية التي يدل عيها الخطاب غير المباشر في قوله تعالى: "وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" وقوله تعالى: "لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ" الموجه لبني آدم بعدما خاطبتهم النصوص السالفة والتي وردت في ذات السياق خطاباً مباشراً أن بني آدم المخاطبون كانوا بنوه المباشرين وليس جميع الناس. وبالمقابل، فقد وردت: "لعلكم" 68 مرة في القرآن الكريم للإشارة فقط إلى الجماعة التي تُخَاطب خطاباً مباشراً. فبدلاً من الإصرار على التفاسير التقليدية التي عفا عليها الزمان علينا أن نتأمل في الإعجاز القرآني الذي ورد في هذه النصوص ليزداد الذين آمنوا إيمانا.ويؤكد كل هذا أن الثياب أُنزلتْ على بني آدم من صلبه مباشرةً وليس على ذرية آدم عبر الأجيال كما ذهب إلى ذلك المفسرون. فقد وردت الإشارة إليهم بقوله تعالى: "لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ" رغم خطابهم خطاباً مباشراً للتأكيد أنهم ماتوا من قبل. وقد أراد المولى، جل شأنه، بهذه الآيات، ليس فقط أن يذكرهم بذلك المشهد، بل ليشرحه أيضاً لهم لكي يزول اللبس الذي أصاب عقولهم نحوه. فقد إلتبس الأمر على بني آدم نسبةً لصغر سنهم وعدم تفتح عقولهم، ونسبةً لجهلهم بالكيفية التي يغوي بها إبليس الناس. فقد رأوا أفعالاً تحل بهم وبأبويهم، ولكنهم لم يتمكنوا من رؤية إبليس الذي فعل بهم كل ذلك. وقد حدا ذلك بالمولى، عز وجل، أن يشرح لهم دور الشيطان فيما حل بهم جميعاً، لأنهم لم يتمكنوا من رؤيته عندما نزع عنهم لباسهم: "إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ". وقد هدأ ذلك الشرح من روعهم، وعرَّفهم بإبليس المتخفي، وأوضح لهم بالمثل الحي الكيفية التي يمكن أن يغوي بها إبليس الناس، على الرغم من عدم تمكنهم من رؤيته، حتى يتعرفوا عليه ويتجنبوه مستقبلاً.ولابد من الإشارة هنا إلي أن التمييز بين هبوط آدم وحواء من جهة، وبين هبوط أبنائهما من جهة أخرى، شبيهٌ بإنزال المولى، جل شأنه، للثياب التي وارى بها سوءات بني آدم وعدم تغطيته لسوءات آدم وحواء عندما نزع إبليس عنهما لباسهما. فقد كان في ترك المولى، جل شأنه، لآدم وحواء دون لباس عقاب لهما على ما فعلا، بينما مَثَّل إنزاله للثياب التي غطى بها عورات أبنائهما، تكريماً لهم لأنهم لم يأكلوا من الشجرة المحرمة.هذا، وقد عجز رواد التفسير عن فهم الأسباب من وراء نزع إبليس لآدم وحواء لباسهما لأن نزع اللباس من أي زوجين أمام بعضهما البعض لا يسبب لهما ذات الحرج الذي يسببه نزع لباسهما أمام أبنائهما.
كما أن بعض المعاصرين فسروا أَمْر المولى، جل شأنه، لآدم وحواء بعدم الأكل من الشجرة على أنه تعبير مجازي يدل على منعهم من ممارسة الجنس. وقال بعضهم أن ذلك الأكل تسبب في تولد الرغبة الجنسية لديهما. بينما يدل التفسير الذي سقناه في هذا البحث على عدم إقتران الأكل من الشجرة المحرمة بالجنس، بل أنه كان أكلاً حقيقياً من شجرة حقيقية. فجميع المفردات الدالة على أكل آدم وحواء من الشجرة: "الشجرة، الأكل، رغد، ذاق"، تدل أنهما أكلا أكلاً حقيقياً من شجرة حقيقية.أخيراً، لا بد من الإشارة أن هذا التفسير هو الأوحد الذي حلحل جميع العقد التاريخية ذات الصلة بهبوط آدم وحواء من جنتهما من إقرار آدم وحواء بظلمهم لأنفسهم (بدلاً عن نفسيهما)، ومن الإشارة لمن هبطوا بصيغة المثنى والجمع في ذات الوقت، ومن معضلة إنزال الثياب على بني آدم. وأتمنى صادقاً ممن يصرون على التفاسير الأخرى أن يحاولوا نقده بصورة موضوعية من خلال ما ورد في القرآن الكريم أو يأتوا بتفسير بديل يحلل جميع هذه العقد ولا يتناقض فيه تفسيرهم للنصوص ذات الصلة بالموضوع، وبالله التوفيق.
حياتي دكتور، لازالت تعيش على كوكب الأرض مجتمعات بشرية أهلها عراة تماما ولايعرفون العلاقة بين كشف الأعضاء التناسلية والخجل كما هو حال المجتمعات اللابسة، فهل أنت تقول أن آدم وعائلته الذين هم ليسوا أول البشر حسبما فهمت أنه رأيك كانو ضمن مجتمع لابس يعتبر اللبس حشمة والعري شيئا مخجلا؟ ولماذا يسمي الخالق الأعضاء التناسلية سوأة وهي أعضاء جمعت بين وظيفتي الإخراج والتكاثر اللتين هما من صفات الكائنات الحية؟
بصراحة هذه المرة تفسيرك يبدو لي أنه استسهل حل المعضلات الآدمية، لماذا لاتكون السوءات والملابس استعارات بلاغية لوصف أشياء أخرى نفسية وليست الملابس والأعضاء التناسلية الإخراجية؟
كما أنني لم تتضح لي تماما معالم نظريتك لوجود الشيطان في الجنة أو وجود الشيطان أصلا وتسلطه على البشر: كائن مكلف وجوده سابق لآدم يؤمر بالسجود لآدم مما يجعله غيورا ويقرر عصيان معبوده وطلب استمرار حياته لينتقم من ذلك الكائن وذريته بدفعهم للمعصية! نحن الآن نعرف أن الكون ليس كما فهمه الأقدمون وأن الكون به عدد لايحصى من الكواكب التي قد تكون فيها حياة وكائنات شبيهة بالبشر فهل لكل كوكب شيطان مختلف أم أن إبليس مختص بكوكب الأرض ولن يتعرض للبشر الذين سيهاجرون للمريخ في المستقبل القريب؟
معضلة الشيطان تقود لمعضلة أخرى هي معضلة الخير والشر ومعضلة لماذا خلق الكون وهي معضلات لايوجد لها حل واضح في الأديان: فهناك أديان آمنت بإلهين أحدهما للخير وآخر للشر وهناك من آمن بإله خير محض وأن الكون لم يخلقه ذلك الإله بل خلقه مخلوق من مخلوقات ذلك الإله لكنهم فشلوا في تفسير كيف نشأ الشر في نفس الكائن الوسيط! ومعضلة خلق الكون تتمثل في الكلام الشائع عن أن الهدف من الخلق هو إما الحاجة وإما العبث وكلاهما لايليق بالإله المتسامي، أنها معضلات من فوقها معضلات من تحتها معضلات لايبدو أن هناك أي حل لها سوى أن يجعلها المؤمن مناطق يحظر الاقتراب الفكري منها، أو يلجأ لحل عالم الرياضيات الفيلسوف عمر الخيام: الغاء العقل بالسكر حتى الثمالة وبلا نهاية! بالمناسبة يا دكتور حسبما قرأت من سيرتك أنك أستاذ جامعي في كينيا التي لها علاقة مباشرة بحفريات البشر القدماء وعلماء الأحافير المشهورين كليكي، وعلم الجينات يقود أيضا لتأكيد نشأة البشر في أفريقيا في حين أن قصة آدم التي بين يدينا في الكتاب المقدس والأساطيرالسومرية لم نسمع أن لها مطابقا في أفريقيا: بالصدفة فأنا أقرأ الآن كتابا عن روحانيات شعب السان أو البوشمن في جنوب أفريقيا الذين أثبت علم الجينات أنهم أقدم سلالة بشرية، أي يفترض أنهم أقرب البشرية لأصلها، كما أنهم أقدم ثقافة مستمرة في العالم: فهم لايزالون يعيشون في مرحلة الجمع والالتقاط في العصر الحجري، للأسف لم أجد في أسأطيرهم أو معتقداتهم الدينية كبير شبه بالدين الشرق أوسطي، تلك معضلة أخرى!
01-20-2017, 06:12 AM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
لقد تطرقت للعديد من القضايا والتي سأحاول الرد عليها بقدر الإمكان.
نعم، آدم لم يكن أول البشر وقد بينت أنه عاش قبل ٦ - ٧ ألف سنة بينما عمر الإنسان في الأرض تجاوز المائة ألف عام. تشير الدلائل العلمية أن بداية الإنسان كانت في أفريقيا ثم انتقل الى آسيا من خلال مضيق باب المندب. وعلى الرغم من أن آسيا هي موطن الأديان إلا أن العديد من المجتمعات الأفريقية إعتنقت وما زال بعضها يعتنق ديانات أقل تعقيداً من الديانات المعروفة. فالكثير منها يعتقد بوجود إله ولكن غالبيتهم تعتقد بوجود ذلك الله في بعض الظواهر الطبيعية النادرة والمهيبة بالقرب منهم، مثل الجبال الشاهقة. كما أنهم يعتقدون بأن أرواح أجدادهم الميتين تمثل حلقة الوصل بينهم وبين الإله. كما أن هذه القبائل تتميز ببعض العادات التي تعتبر شاذة بين العديد من المجتمعات الحديثة مثل العري وعدم دفن جثث الأموات وتركها للحيوانات المفترسة لإلتهامها. ويبدو أن برودة الطقس في آسيا خاصة في زمن الشتاء حدا بأول ناس هاجروا من أفريقيا بأن يحتموا من البرد بلبس الملابس فأصبحت عادة. كما أن تغطية المناطق الجنسية هي عادة متبعة لدى العديد من القبائل التي لا تتميز بلبس الملابس.
في رأيي أن في وصف الأعضاء التناسلية بالسوءة ذو صلة بالنواحي الأخلاقية وليس بالنواحي الوظيفية. فكما نعلم أن العديد من المجتمعات قديمها وحديثها فيها قوانين لتغطية سوءاتها وأيضا لتنظيم حياتها الجنسية المتعلقة بهذه السوءات.
أما وجود الشيطان أو الملائكة فهي من الأمور الدينية الغيبية مثلها مثل القصص التاريخية والأحداث المستقبلية والتي قد يصعب التحقق منها إلا من خلال المرجعية الدينية. ولذا فإنه يستحيل خضوعها للتحليل والجدل الموضوعي. بالنسبة لي فإن الدين يتكون من جوانب عقلية يمكن التحقق من صحتها بالإضافة الى الجوانب الغيبية. وإذ أخذنا بما ورد في القرآن الكريم من حث لنا في التفكر في الخلق فإني أرى أن ذلك التفكر يمكن المرء من التحقق من صحة الدين الذي يتبعه. ولذا فإني أبحث في النواحي العقلانية التي تقع ضمن تخصصي في علم الأحياء وأقرأ أبحاث غيري من ذوي التخصص في العلوم الطبيعية الأخرى في غير مجال تخصصي. ومن ثم فإني أبني قناعاتي الدينية إستناداً على مدى مطابقة الكيفية التي وصف بها الدين الكيفية التي تم بها الخلق مع ما ورد في العلوم. فإن وجدت تطابقاً فذلك يدل بالنسبة لي على صدق الدين خاصة إذا تعلق الأمر بالمعلومات التي لم يمكن الوصول إليها في الماضي لكون أنه لا يمكن أن يصدر مثل هذا القول من أي إنسان مهما كان لأن مثل هذه العلوم المتاحة لنا اليوم كانت في باب الغيبيات في ذلك الزمان. وبالتالي فإن إيماني بالغيبيات التي لا يمكن التحقق منها ينبع من هذه المطابقة العقلية.
للحق أقول أن وصف القرآن الكريم لخلق الإنسان في نصوص موجزة وعميقة هو ما قوى إيماني بالقرآن الكريم بأنه ليس بشري الأصل. ومع تطور العلم يمكننا أيضاً التحقق مما ورد فيه مما كان يعتبر في عالم الغيب. بعض هذه الغيبيات التي بدأت في التكشف تتعلق بوصف القرآن لأحداث يوم القيامة وما يحدث للسماوات والأرض والتي بدأت في التكشف للعلم مؤخراً والتي تدل على ما يحدث لهذا الكون عند نهايته ونشؤ كون جديد منه.
مع تحياتي
01-20-2017, 04:31 PM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
هنالك نقطة أخيرة أود التعقيب عليها وهي أن فكرة آدم هو أول البشر يضحضها القرآن الكريم وكذلك العلوم الحديثة. وإذا لم يتم التخلص منها فسوف نظل نتمسك بتفاسير متناقضة لا تجدي نفعاً. ويكمن الخلاص منها في تفسير القرآن الكريم بالقرآن نفسه وهو المنهج الذي يقف ضده العديد من علماء المسلمين اليوم ربما لأن تطبيقه سيحب البساط من تحت أرجلهم. فآدم كان أول الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم.
تحياتي
02-10-2017, 09:43 PM
صلاح جادات
صلاح جادات
تاريخ التسجيل: 10-15-2010
مجموع المشاركات: 23447
((إستحالة بقائهم في الجنة بعد خروج أبويهم منها، لأنهم كانوا صغاراً في السن))
فرضية الاستحالة فيها تجاهل لشئ اساسي وهوان الجنة في الدين الاسلامي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وبالتالي فان (نجاة) طفيلن في الجنة أمر هين جدا وحتى يمكن حدوثة على الارض فما بالك بالجنة، بل قد لا ابالغ لو قلت ان زعمك فيه تقليل من شأن جنة المسلمين.
*** التحية للجميع .... ((قالا))... هي ضمير ((مثني)) ....(( ظلمنا أنفسنا )) تفيد الجمع والمثني .... *** كتاب الحاوي في تفسير القرآن - قال بن عاشور (((( وهما قد قالا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا}، وأنفسنا جمع نَفْس، ولم يقولا نفسينا، بل قالا {أَنفُسَنَا} أي أن قلبيهما أيضًا قد صفيا وخلصا من أثر تلك المعصية، وأن ذلك مطمور وداخل في نفوس ذريتهما. اهـ. )))) دليل آخر عي أن الجنة كان بها ((اٍثنين فقط هما آدم وحواء ...بدون أولاد)) ((منقول من مركز الدراسات والأبحاث العلمانية في العالم العربي)) رابعا: الأكل من الشجرة والخروج من الجنة قصة ادم وحواء في التوراة والقران 2/11/2017 http://www.ssrcaw.org/ar/print.art.asp؟aid=489962andac=2 2/3 في القران: (ويا ادم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين. فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين. وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين. فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم انهكما عن تلكما الشجرة واقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين) الأعراف: 22 _ 19. (فوسوس اليه الشيطان قال يا ادم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى. فاكلا منهما فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفات عليهما من ورق الجنة وعصى ادم ربه فغوى) طه: 121 _ 120. في التوراة: (1 وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله٬ فقالت للمرأة: أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة. 2 فقالت المرأة للحية: من ثمر شجر الجنة نأكل3 ٬ وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله: لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموت. 4 فقالت الحية للمرأة: لن تموتا ! بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كا عارفين الخير والشر. 6 فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل٬ وأنها بهجة للعيون٬ وأن الشجرة شهية للنظر. فأخذت حواء من ثمرها وأكلت٬ وأعطت رجلها أيضا معها فأكل. 7 فانفتحت أعينهما وعرفا أنهما عريانان٬ فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مازر) التكوين 3. (22 وقال الرب الاله: هو ذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر. والان لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضا ويأكل ويحيا الى الأبد. 23 فأخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها) التكوين 3. تعليق: الفرق الظاهر بين القصة التوارتية والقرانية هو الحية والشيطان. فالحية في التوراة هي التي أغرت حواء واصبحت عدوه لبني الانسان٬ وفي القران هو الشيطان. في كلا الحالتين هناك كائن عاقل يكيد لادم وحواء. تذكر القصة التوراتية وجود شجرتين احدهما للخلد والثانية للمعرفة. بينما بذكر القران وجود شجرة واحدة لا نغع فيها٬ والغرض منها الابتلاء فقط٬ لاختبار ادم هل يطبع الامر ام لا. ولكن الشيطان زعم لادم أن الاكل منها يجعل ادم وحواء اما ملكين او خالدين. هناك شجرتان ونتيجتان وهما الخلد والمعرفة٬ وهناك شجرة واحدة وكذبتان وهما الملائكية والخلد. والملائكة تعرف الخير وتعمل به٬ وتعرف الشر ولا تعمل به٬ وهذا يقابل معرفة الخير والشر في التوراة. فالحاصل ان القصة هي هي مع تعديل للقصة التوراتية. لكن هذا التعديل يفقد القصة القرانية اتساقها المنطقي. اذ لا علاقة بين العري والاكل من الشجرة٬ حيث انه لا فائدة من الشجرة سوى الاختبار. كما لا معنى لاغراء الشيطان لادم بأن يصبح من الملائكة وهم قد سجدوا له٬ وفوق هذا هو مختلف عنهم جوهرا فقد خلق من طين٬ كما أن له زوجة٬ فكيف سيتحول هو وزوجته الى زوجين من الملائكة؟ كما ان الخلد هو مصير ادم في النهاية٬ فكيف سيغريه به الشيطان؟ وادم والشيطان والملائكة يعرفون أن هناك بعث وجنة ونار٬ وخلد. ان هذا معلوم من الحوار الذي دار عند خلق ادم وامتناع الشيطان للسجود له وطلبه من الله أن يمهله الى يوم يبعثون.
02-11-2017, 08:47 AM
علاء سيداحمد
علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
قد يكون هذا التفسير مستغرباً في باديء الأمر لأن المفسرون لم يفطنوا إليه ولأنهم لم يتبعوا منهج تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه. لكنه التفسير الوحيد الذي يتسق فيه تفسير جميع النصوص ذات الصلة بالموضوع وهو الأمر الذي لا تتيحه التفاسير الأخرى. فقط لو تبين لنا أن بني آدم الذين تشير إليهم النصوص كانوا بنيه من صلبه مباشرةً لزالت العقد واتضحت الصورة. وبالطبع إن هذا التفسير لا يتعارض مع القرآن الكريم خاصةً لو تذكرنا قصة قابيل وهابيل المشهورة. أتمنى أن تعيدوا قراءة الموضوع على هذا الأساس ولعلي أراكم تتفقون معي.
والله الموفق
02-12-2017, 05:41 AM
الصادق يحيى عبدالله
الصادق يحيى عبدالله
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 929
الأخ السناري السلام عليكم ورحمة الله صراحة استنتاجاتك غير صحيحة مع احترام اجتهادك. يا أخي بعيداّ عن منطقك غير المتماسك فإن القرآن نزل بلسان عربي مبين ! أخي إن اجتهادك هذا لا يبين سوى ضعفك في اللغة العربية وهي لغة القرآن الكريم! فكيف ساغ لك أن تستخف بأقوال المفسرين من جهابذة اللغة الفصحاء المعربين وأنت بهذا الضعف بلغة القرآن؟
02-12-2017, 06:19 AM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
ولا أجد كثير عناء لإثبات ضعفك بلغة القرآن ورصد شواهده من أخطائك الوافرة، التي تصدم القارئ من سطرك الأول؛ إذ كتبت " أن إبليس والحية هما من هبط مع آدم وحواء من جنتهما..." والصحيح أن تقول: " إن إبليس والحية هما من هبطا مع آدم وحواء من جنتهما..." فهمزة إن تكسر بعد القول قاعدة والمثنى لا يعود إليه ضمير الفاعل مستترا مفردا! بل يثبت الضمير ظاهرا متصلا بفعله أولست الداخل بحجتك من منطق المثنى والمفرد والجمع؟
02-12-2017, 06:22 AM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
في سطرك الثالث تقول: "ولا الحية بل أبنائهما الذين ولدوا في الجنة..." والصحيح: ولا الحية بل أبناءهما الذين ولدوا في الجنة ... لأن (أبناءهما) معطوف على منصوب بالمفعولية للفعل شمل، وأنت كسرتها بلا مسوغ!
02-12-2017, 06:37 AM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
تقول يا سناري: وهي أن فكرة آدم هو أول البشر يضحضها القرآن الكريم وكذلك العلوم الحديثة . وإذا لم يتم التخلص منها فسوف نظل نتمسك بتفاسير متناقضة لا تجدي نفعاً. ويكمن الخلاص منها في تفسير القرآن الكريم بالقرآن نفسه وهو المنهج الذي يقف ضده العديد من علماء المسلمين اليوم ربما لأن تطبيقه سيحب البساط من تحت أرجلهم. فآدم كان أول الأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم. انتهى كلامك. أولا يا سناري يدحضها وليس يضحضها ولو أنك ملم بلغة القرآن لعلمت أنه مفردة قرآنية ! ( حجتهم داحضة ) هكذا وردت بالقرآن الكريم ياخي حججك كلها داحضة أنت لا تستطيع الاستفادة من القرآن في تصحيح مفرداتك فكيف لك أن تفسر القرآن بالقرآن؟ طبعاً مزاعمك بشأن المفسرين والعلوم الحديثة كلها مزاعم باطلة
02-12-2017, 10:58 AM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
كون آدم هو أول البشر لا يتناقض بتاتاً مع كونه كان خليفةً في الأرض. فإذا بحثنا في القرآن الكريم لتبين لنا أن خليفة ومشتقاتها وردت فيه بمعنى خلافة ناس لناس آخرين. ثم أنه ورد في القرآن الكريم أن داوود كان خليفةً في الأرض مثلما كان آدم خليفةً في الأرض، فما الفرق بين خلافة آدم وخلافة داوود؟ وإذا خلف داوود بشراً مثله وإذا خلف قوم عاد وثمود ناساً مثلهم فلماذا لم يخلف آدم ناساً مثله؟
هذا وقد كتبت مقالاً عن خلافة آدم في سودانيز اون لاين بعنوان: من هو آدم، عليه السلام؟
مع تحياتي
02-12-2017, 11:11 AM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
لابد من التمييز بين المعنى القرآني والمعنى اللغوي للمفردة. المعني القرآني هو الذي نستخلصه من تكرار تلك المفردة ومشتقاتها من خلال ما ورد في القرآن الكريم فقط وليس مما ورد في قواميس اللغة أو كتب الآدب والتراث.
فلم ترد أنفسنا قط للدلالة على مثنى في القرآن الكريم إلا في النص الذي أوردته وهذا ما يجب الوقوف عليه إذا أردنا إتباع منهجي في تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه.
تحياتي
02-12-2017, 06:16 AM
البرنس ود عطبرة
البرنس ود عطبرة
تاريخ التسجيل: 01-09-2017
مجموع المشاركات: 1234
الكلام دا خطير وناقشناه من قبل وقل الدخول للتعليق والسرد سألك صاحب البوست كم سؤال ارجوا ان يجيب عليها بوضوح لتعم الفائدة وهي :
1/ هل الله ظلام للعبيد ؟؟؟ وهل يأخذ أحد بجريرة احد اخر ؟؟؟ ما ذنب الأبناء ان وجد هذا فعلا ؟؟؟ فاليتامى يموت ابويهما وهم في الصغر فمنطقك هذا لماذا يموتا قبل ان يكبر الأبناء ؟؟؟ اليس الله المتحكم في كل شيء ؟؟؟
2/ (انفسنا) فعلا جمع فشملت (ابونا آدم وامنا حواء وابليس عليه لعنة الله) كما قال الله تعالى (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) وقال الله تعالى كذلك (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا) وهم المقصودين لانهم مع ابليس كانوا بالجنة ؛ لذلك الجمع غير مستغرب ؛ فإبليس عليه لعنة الله ان تاب في الجنة فان الله تواب رحيم يغفر لمن يشاء ولكن لحكمته جل جلاله جعل ابليس عليه اللعنة يصل لبونا آدم وحواء ويفتنهما ويوقعهما في المعصية لينزلوا الي الأرض جميعا عدوا بعض
3/ عمر الأرض قبل البشر (الجن) وارسل الله لهم جنوده الملائكة بعد افساد الأرض ورفعوا ابليس وكان صغيرا كما جاء في الأثر ؛ فالأرض ليس من عمرها قبلنا البشر بل مخلوقات أخرى وهي الجن وكان لهم رسلا من الله كما لنا انبياء من الله عز وجل فما رايك في هذا ؟؟؟
4/ اقراء كتب الماسونية (اقصد الكبيرة والمراجع) ستجد في شعارهم الهرم كلمة بالإنجليزي وهي (تاغوت او طاغوت) فيها نفس هذا الحديث من الدجال عليه ولعنه الله وانه ظلم وانزل من الجنة ؛ لذلك الأبحاث تسير الان بان الدجال هو قابيل او قايين كما ورد في العهد القديم وانه بعد قتل أخيه (صار تائها هاربا) ومن المنظرين طبعا هو الي نزول المسيح عليه السلام ؛ فاين وجدت هذا الكلام ؟؟؟
02-12-2017, 06:39 AM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
حديثك عن أن الله ليس بِظَلاَّم للعبيد ليس حجةً على تفسيري إذا علمنا أن الأبناء كانوا صغاراً ولا يقوون عى ضنك العيش. بل ربما كان في هبوطهم مع أبويهم نوع من المغفرة من المولى العُلى القدير لآدم وحواء الذين استدركا أنهما بأكلهما من الشجرة المحرمة قد ظلما أبناءهما لأنهم بالهبوط من الجنة التي كانوا لا يجوعون فيها ولا يعروا كانوا سيعانون من ضنك العيش. ولكن الله تعالى تاب عن آدم وحواء بعدما استغفرا ربهما وأهبط معهما أبنائهما. وربما كان هبوط الأبناء معهما جزءً من هذه المغفرة لان ذلك يجنبهما العذاب النفسي والمتمثل في التفكير في مصير هؤلاء الأبناء
أخي، ألا ترى أن في إشتمال أنفسنا لإبليس والحية شطط كبير؟ ألا تعلم أخي أن نفس ومشتقاتاها وردت في القرآن الكريم فقط للإشارة للذات الإلهية والنفس البشرية. فهذه الكلمة من السمو بمكان ولذا فقط إختص بها، جل شأنه، ذاته والإنسان الذي كرمه. تأمل معي أخي قوله تعالى:
فهو عندما خاطب الناس قال: "جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا"، لكن عند الإشارة إلى الأنعام قال: "وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا" لاحظ أنه لم يقل من أنفس الأنعام أزواجاً وذلك تكريماً لمفردة النفس.
ثم من ظلم من؟ أنت تقول أخي أن آدم وحواء ظلما إبليس والحية بأكلهما من الشجرة المحرمة. فهل حقيقة هذا ما تقصده؟ فكيف يظلم آدم وحواء الحية وإبليس وهما من تسبب في هبوطهما أليس العكس هو الصحيح؟
تحياتي
02-12-2017, 01:57 PM
البرنس ود عطبرة
البرنس ود عطبرة
تاريخ التسجيل: 01-09-2017
مجموع المشاركات: 1234
Quote: الأخ البرنس ود عطبرة حديثك عن أن الله ليس بِظَلاَّم للعبيد ليس حجةً على تفسيري إذا علمنا أن الأبناء كانوا صغاراً ولا يقوون عى ضنك العيش. بل ربما كان في هبوطهم مع أبويهم نوع من المغفرة من المولى العُلى القدير لآدم وحواء الذين استدركا أنهما بأكلهما من الشجرة المحرمة قد ظلما أبناءهما لأنهم بالهبوط من الجنة التي كانوا لا يجوعون فيها ولا يعروا كانوا سيعانون من ضنك العيش. ولكن الله تعالى تاب عن آدم وحواء بعدما استغفرا ربهما وأهبط معهما أبنائهما. وربما كان هبوط الأبناء معهما جزءً من هذه المغفرة لان ذلك يجنبهما العذاب النفسي والمتمثل في التفكير في مصير هؤلاء الأبناء
أولا : يا اخي الفاضل هذا حديث غير مسنود بدليل من الكتاب والسنة وما كتبته فقط (تنظير) فمن قال الاطفال الذين لا يقوون على انفسهم لابد من الحاقهم بابويهم ؟؟؟ سفن تغرق في البحار يموت الوالدين وينجوا الاطفال الرضع ولم يكملوا الشهور ؟؟؟ وطائرات تحترق ينجوا طفل ويموت الوالدين ؟؟؟ حروب في العالم يموت الوالدين ويبقون اطفال ما بين عمر يوم وعمر السنة ؟؟؟ هذا ليس بمنطق ؛ الدين دليل من الكتاب او السنة او اجتهاد في مجرى الكتاب والسنة وعدم تدخل في امر الغيب .
ثانيا : نحتاج لدليل على ان هبوط الاولاد جزء من المغفرة اي دليل من التوراة (العهد القديم) او الانجيل او الذبور او القران الكريم او السنة او حديث مرفوع لاحد السلف الصالح او التابعين ؟؟؟ اما اطلاق الاحكام هكذا غير مقبول ابدا ابدا !!! فمن الممكن ياتي احد اخر ويقول لم يهبطوا جميعا وهبط بعضهم (الاولاد) فما الدليل . الان انا بنظر ليك واقول لهم يهبطوا جميعا الاولاد اذا صح الهبوط للاولاد ولن تستطيع ان تجادلني !!! لذلك لابد من دليل او تأؤيل وفق المنهج الديني المعترف به كتاب وسنة
ثالثا : هل ربنا سبحانه وتعالى تقتضي حكمته وقدرته ان يؤخر العقاب لهذا الحد بعد المعصية ؟؟؟ المراءة تحمل في 9 شهور و10 ايام ولنفترض ان هبط ولد واحد معهما ونفترض ان عمره كان يوم واحد ؛ فهل ربنا سبحانه وتعالى اخر هبوطهما تسع شهور وعشر ايام ؟؟؟ وانت كمان قلت اولاد وليس ولد !!! فهل ربنا سبحانه وتعالى اخرهما كل هذه السنين ؟؟؟ لان المعصية دلاهما ابليس على شجرة وقال لهما اننها شجرة الخلد ؟؟؟ ولم تثبت انها شجرة الخلد كما قال الله تعالى (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) ؛ ما ان اكلا منها حتى بدت سؤاتهما كما قال الله تعالى (فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ؛ فهذا قبل المعصية لم يعرفا المعاشرة او لم يكن لهما فكره عن المعاشرة والعورة كما في الحديث الشريف مفسرا لهذه الاية وعن ابن عباس قال: كان الذي وارى عنهما من سوآتهما أظفارهما ... وقال وهب بن منبه: كان لباس آدم وحواء نورا على فروجهما لا يرى هذا عورة هذه ولا هذه عورة، هذا فلما أكلا من الشجرة بدت لهما سوآتهما. رواه ابن جرير بإسناد صحيح إليه . لذلك ما الحكمة من الله عز وجل اخر العقاب (الهبوط للارض) كل هذه الشهور والسنين ان كان الاولاد اكثر من واحد ؟؟؟
Quote: أخي، ألا ترى أن في إشتمال أنفسنا لإبليس والحية شطط كبير؟ ألا تعلم أخي أن نفس ومشتقاتاها وردت في القرآن الكريم فقط للإشارة للذات الإلهية والنفس البشرية. فهذه الكلمة من السمو بمكان ولذا فقط إختص بها، جل شأنه، ذاته والإنسان الذي كرمه. تأمل معي أخي قوله تعالى: فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ: الشورى (١١). فهو عندما خاطب الناس قال: "جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا"، لكن عند الإشارة إلى الأنعام قال: "وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا" لاحظ أنه لم يقل من أنفس الأنعام أزواجاً وذلك تكريماً لمفردة النفس. ثم من ظلم من؟ أنت تقول أخي أن آدم وحواء ظلما إبليس والحية بأكلهما من الشجرة المحرمة. فهل حقيقة هذا ما تقصده؟ فكيف يظلم آدم وحواء الحية وإبليس وهما من تسبب في هبوطهما أليس العكس هو الصحيح؟ تحياتي
أولا : قال تعالى في سورة العنكبوت (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) كل نفس منفوسه الانس والجن يدخلون في هذه الآية لان الجن يموت والانس يموت وهذه الآية لو جعل الله تعالى كلمة (نفس للبشر) لما شمل الله تعالى الجميع ب(كل) ولكان الخطاب مميز ما بيننا وبقية الانفس ؛ قال الله تعالى في سورة الأنبياء (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) ؛ تحمل ذات الدلالات وان كل نفس ميته من انسها وجنها ؛ قال الله تعالى في سورة هود (يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فكلنا مجموعون ليوم القيامة انسا وجنا ولا لنفس منا ان تكلم الا بأذنه فمنهم الشقي والسعيد وهذا أيضا شمل النفس للجن والانس ؛ فيوم القيامة كلنا سنحاسب وكلنا سنسأل ؛ قال تعالى في سورة الانفطار (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) ؛ فجمع الانس والجن ولا تملك نفسا لنفس شيئا فالحساب شامل ولن يحاسب الانس فقط بل انسهم وجنهم والا لكان ميز الله تعالى الانفس او ان الجن غير محاسبين معنا يوم الجمع . فكلمة نفس تكررت في القران الكريم (47 مرة) اغلبها تجمع الانس والجن واتيتك بثلاث نماذج ويوجد نموذج قادم في الفقرة الثانية ؛ ووردت كلمة النفس معرفة (7 مرات) مرات فيها الجمع ما بين الانس والجن في آيات ؛ ووردت كلمة انفسهم ( 72 مرة) مرة بالقران الكريم وفيها الكثير من الآيات التي توضح شمل كلمة النفس للأنس والجن ؛ ووردت كلمة الانفس (5 مرات) كقول الله تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) هنا أيضا شمل الله تعالى الانفس من جنها وانسها (فالله يتوفى الانفس) جن او انس ؛ ارجوا ان تراجع كل الآيات التي بها كلمة (نفس ومشتقاتها) لتعرف ان النفس يمكن ان تطلق على الجن فالجن نفس وابليس نفس
ثانيا : قال الله تعالى في سورة طه (قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) ؛ هذا السامري وهو المسيح الدجال يخاطب سيدنا موسى عليه السلام وقال له (وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي) وهو شيطان الانس كما ان ابليس هو شيطان الجن ؛ وله خواص وهبها له الله عز وجل ويمكنه رؤية الملائكة ؛ فبمفهومك ثاني طاغوت وملعون من رحمة الله تعالى لا يجوز استخدام كلمة نفس معه وهو في النار وملعون ومسخ واعور وكل القبح به ؛ هل هنا مقصود نفس غير النفس التي نعرفها ؟؟؟؟ واحد الشياطين والملعونين من الله عز وجل استخدم الله تعالى معه كلمة نفس ما تكتبه اخي الفاضل لا تعتمد على بعد النظر والبحث عن كافة الأمور والجوانب المتعلقة بالموضوع ؛ قبل ان تخوض في حديث كهذا وهو غيب أولا يجب الايمان به ؛ وثانيا دراسة كافة التفاصيل فلا تأخذ اية واحده او ايتين تجدهما حققا المطلوب وتنبي عليهما بحث كامل او فكرة كاملة وسأذيدك في الفقرة القادمة من الشعر بيت وبمثابة هدية لك وهي :
ان كلمة الناس (تشمل كل المخلوقات التي سكنت الأرض وامرها الله بعبادته من انس وجن) فقول (رب الناس) كأنما قول (رب الانفس) لان الله تعالى بحكمته وقدره وجلاله انزل كتاب محكم آياته فقول (رب الناس) فهل الله رب البشر فقط ؟؟؟ بل هو رب البشر او بني ادم او الانس والجن وكل الخلق تحياتي
02-12-2017, 03:22 PM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
نفس ومشتقاتها لم ترد في القرآن الكريم فقط ٤٧ مرة كما ذكرت أنت بل ٢٩٨ مرة.. ولكي لا تقول أن حديثك كان فقط نفس أود التوضيح أنك تقصد نفس ومشتقاتها لأنك أوردتها في صيغة الجمع والمفرد في الآيات التي استشهدت بها!
ثانيا أود التأكيد أن نفس ومشتقاتها لم ترد في القرآن الكريم صراحةً للإشارة للجن، دعك عن الحية كما ذكرت أنت سالفاً.
ثالثاً فلننظر الى النص الذي أوردته أنت في سياق النصوص التي وردت قبله وبعده:
والله يا اخوي قاعد تكابر بدون اي دليل !!! ما أجبت على كل النقاط ومسكت في جزئية واحدة وبكملها ليك قال تعالى في سورة الأنعام (: "يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين)[الأنعام: 130
مافي أوضح من الآية دي الآية توضح قالوا الإنس والجن شهدنا على (انفسنا) انا جبت ليك الدراسة مفصله وما كان عندي زمن لكتابة كل التعليق واختصرت كدا موضوع الهبوط لآدم وحواء وابليس عليه لعنة الله
02-12-2017, 06:47 PM
علاء سيداحمد
علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
ليس هناك دليل يمكن الركون اليه فى قولك ان ّ ( ادم عليه السلام له ابناء ولدوا فى الجنة ) وانت شخصيا حتى الان لم تأتى بدليل على ذلك .. وبالنسبة لخلق ادم عليه السلام : ادم هو اول الخلق ولم يخلق الله تعالى بشرا قبل ادم عليه السلام حسب نصوص القرآن الكريم وصحيح السنة
وادم عليه السلام لم يخلف احدا من خلق الله تعالى فى الارض لا جـــن ولا بن ولاغير ذلك من الخلق والدليل على ذلك :
ذكر المفسر الكبير ابن كثير عليه الرحمه فى تفسيره مايلى :
Quote: { وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : قال الله للملائكة : إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا وأجعل فيها خليفة وليس لله عز وجل خلق إلا الملائكة ، والأرض ليس فيها خلق ، قالوا : ( أتجعل فيها من يفسد فيها [ ويسفك الدماء ] ؟ ! وقد تقدم ما رواه السدي ، عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما من الصحابة : أن الله أعلم الملائكة بما يفعل ذرية آدم ، فقالت الملائكة ذلك اى : اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء }
ذكر المفسر الكبير الامام الطبرى فى تفسيره ما يلى :
Quote: { 604 - حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد : قال الله تعالى ذكره للملائكة : إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا وأجعل فيها خليفة . وليس لله يومئذ خلق إلا الملائكة ، والأرض ليس فيها خلق .}
605 - حدثني به موسى بن هارون ، قال : حدثنا عمرو بن حماد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السدي في خبر ذكره ، عن أبي مالك ، وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة ، عن ابن مسعود ، وعن ناس من أصحاب النبي [ ص: 452 ] صلى الله عليه وسلم : أن الله جل ثناؤه قال للملائكة : " إني جاعل في الأرض خليفة " قالوا : ربنا وما يكون ذلك الخليفة ؟ قال : يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا . فكان تأويل الآية على هذه الرواية التي ذكرناها عن ابن مسعود وابن عباس : إني جاعل في الأرض خليفة مني يخلفني في الحكم بين خلقي . وذلك الخليفة هو آدم ومن قام مقامه في طاعة الله والحكم بالعدل بين خلقه
انظر جيداً الى قول المفسرين الكبيرين الامام الطبرى وابن كثير حيث يقولان :
وليس لله عز وجل خلق إلا الملائكة ، والأرض ليس فيها خلق ... ولا تنسى ابداً انّ الجن كانوا ملائكة فى تلك الفترة اى : قبل رفض السجود لادم والعصيان
02-12-2017, 07:23 PM
علاء سيداحمد
علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
خلافة آدم ليس المقصود بها : خلافة احد غيره فى الارض انما عمارة الارض وعبادة الله والتكاثر وخلافة الذرية بعضها بعضا الخـــلق فى القرآن :حسب نصوص القرآن الكريم فان ادم عليه السلام هو اول البشر ..مفهوم الخلـــق فى القرآن الكريم بمعنى التكوين والتغيير حيث لا يأتى ابــداً بمعنى الخلـــق من عدم بــــل بتحويـــل مادة الى شئ آخر ( اى الخلق من مادة اولية ) مثال : مادة خلق الانسان التراب خلق بقية الناس ( ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ ) 8 السجدة اى : التناسل بالنطفة مادة خلــق الجــن نار السموم ( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ) 27 الحجر مادة خلق الملائكة النور ( كما فى الصحيح ) مادة خلق الدواب الماء قال تعالى ( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) 45 النور السماء والارض قال تعالى ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) 30 الانبياء ( قال ابن عباس والحسن وعطاء والضحاك وقتادة : يعني أنها كانت شيئا واحدا ملتزقتين ففصل الله بينهما بالهواء ) القرطبى والفصل بينهما كان بالانفجار العظيم ..
ما زلنا مختلفين في أمر الخلافة إذا أخذناها من وجهة نظر قرآنية لأني كما ذكرت من قبل أن الخلافة كما وردت في القرآن الكريم تدل على خلافة ناس لناس غيرهم.
وليس هناك نص قرآني يدل أن آدم هو أول الخلق. فجميع النصوص التي تشير على خلق الناس من نفس واحدة لا تصرح بإسم آدم، بل قد بينت في مقال سابق عن معضلة الشرك الذي نسبه المفسرون لآدم. كما أني أوضحت من قبل أيضاً أن آدم ليس هو الإنسان الوحيد المخلوق من تراب أو من طين ولذا فإن هذه النصوص لا تؤيد قصة الهيكل الطيني والتي تناولتها أيضاً في مقال سابق.
أتفق معك أن الخلق لا يكون من عدم وهي النقطة التي طرحتها من قبل مراراً وتكراراً وعارضها الكثيرون، ويسعدني أن هناك من يتفق معي حولها.
مادة خلق الإنسان والنبات، بل جميع المخلوقات بالتكاثر هي التراب. أما الطين فهو الأصل الذي إنبثقت منه أول مخلوقات والتي تطورت فيما بعد وكان الإنسان أحد نتاجها. وقد أشرت فيما قبل عن التناقض الذي يحدثه تفسير أن آدم هو أول الخلق كما ورد في سورة السجدة، إذ لا يعقل أن تكتمل تسوية آدم ونفخ الروح فيه بعدما خلقت ذريته. ولكي لا يأتي أحد بقصة أخذ الذرية من ظهر آدم أقول له أن الذرية أخذت من ظهر بني آدم وليس من ظهره.
تحياتي
02-12-2017, 07:26 PM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
أتفق معك فيما قلت عن إشتمال النفس على الجن أيضاً فجزاك الله خيراً وليس في الأمر مكابرة في كتاب الله إنما البحث عن الحقيقة المجردة ولكني رغم بحثي لم أفطن لهذه الآية.
ولكن يبقي السؤال عما أوردته عن ظلم آدم لإبليس والحية لأن الظلم وقع عليهما من إبليس والحية وليس العكس صحيح. وإن كان الأمر كذلك فعلى من وقع ذلك الظلم.
تحياتي
02-12-2017, 08:33 PM
علاء سيداحمد
علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
Quote: ما زلنا مختلفين في أمر الخلافة إذا أخذناها من وجهة نظر قرآنية لأني كما ذكرت من قبل أن الخلافة كما وردت في القرآن الكريم تدل على خلافة ناس لناس غيرهم.
هناك فرق بين خلافة ادم وخلافة ذريته يقول الحق تبارك وتعالى :
قال تعالى ( كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين ) 133 الانعام
الاية تتحدث عن الاستخلاف ومايتبعه من اهلاك قوم وانشاء قوم اخرين من بعض مؤمنى الفئة الهالكة . اي : بعد أن أهلكهم أجمعين ومثال ذلك : كما أنشأ البشر نشأة ثانية من ذرية من أنجاهم الله في السفينة مع نوح عليه السلام ..
وقال تعالى ( فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) 40 العنكبوت ارسلنا عليه حاصبا اى : ريحا عاصفا وحجارة من سجيل كقوم لوط عليهم اللعنه . ومنهم من اخذته الصيحة كقوم ثمود . . ومنهم من اغرفنا كقوم نـــــــــــــــوح وفـــــرعــــون وقـــومـــه عليهم اللعنه .
وهؤلاء جميعهم اهلكهم الله وانشأ من بعدهم قوما اخرين ..
وخلافة ادم عليه السلام تختلف عن خلافة ذريته لانه لم يخلف احدا غيره بينما ذريته هم الذين خلفوه وخلفوا بعضهم بعضا .. الخلافة وردت بمعان كثيرة فى القرآن الكريم
Quote: وليس هناك نص قرآني يدل أن آدم هو أول الخلق
هناك ادلة كثيرة على انّ ادم عليه السلام هو اول البشر قال تعالى :
Quote: أتفق معك أن الخلق لا يكون من عدم وهي النقطة التي طرحتها من قبل مراراً وتكراراً وعارضها الكثيرون، ويسعدني أن هناك من يتفق معي حولها.
ليس فى القرآن الكريم دليل على الخلق من عــــــــــــــــدم انما هناك ادلة كثيرة على الخــــــــلق على غير مثال سابق ( وكل الخلق فى القرآن من مـــادة ) ومثال ذلك : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) 117 البقرة ( أي : خالقهما على غير مثال سبق ، قال مجاهد والسدي : وهو مقتضى اللغة ، ومنه يقال للشيء المحدث : بدعة . كما جاء في الصحيح لمسلم ) تفسير ابن كثير - ( هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا ) الانسان 1 { حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ ) آدم أتى عليه ( حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) إنما خلق الإنسان ها هنا حديثا، ما يعلم من خليقة الله كانت بعد الإنسان. حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله: ( هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) قال: كان آدم صلى الله عليه وسلم آخر ما خلق من الخلق. } تفسير الطبرى
وهذا دليل على ان الله سبحانه وتعالى لم يخلق بشرا قبل ادم عليه السلام لانه اخر ماخلق من خلق ولم يرد دليل على انه سبحانه خلق بشرا قبل ادم عليه السلام ,,
وفى الخلق من مادة ايضا يمكننا الاخذ بحديث عمران بن حصين ( كان الله ولم يكن شئ قبله وفى رواية ولم يكن شئ معه وفى اخرى : ولم يكن شئ غيره ) اهـ
02-13-2017, 05:24 AM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
يا الأخ السناري أنت تناقض نفسك تقول:((إذا علمنا أن الأبناء كانوا صغاراً ولا يقوون عى ضنك العيش. بل ربما كان في هبوطهم مع أبويهم نوع من المغفرة من المولى العُلى القدير لآدم وحواء الذين استدركا أنهما بأكلهما من الشجرة المحرمة قد ظلما أبناءهما لأنهم بالهبوط من الجنة التي كانوا لا يجوعون فيها ولا يعروا)) من قال إن الجنة بها ضنك العيش؟ وهي الموصوفة بأن ساكنها لا يجوع فيها ولا يظمأ ولا يضحى؟
إذا علمنا أن الأبناء كانوا صغاراً ولا يقوون عى ضنك العيش
هل في الامكان تقديم اي نص يشير الى ان آدم وحواء لهما ابناء في الجنة؟ كلمة انفسنا لا يمكن الاستدلال بها و تأكيد انها اشارة الى وجود ذرية. وكما اشار الدكتور محمد سليمان فان الجنة متوفر فيها كل شيء فاي ضنك عيش تتكلم عنه. على مر التاريخ و على اختلاف الاديان فان وصف الجنة متقارب الا وصفك بان بها ضنك عيش.
المعروف حسب التفاسير و الروايات و الفهم العام للنص القرآني ان آدم و حواء لم يكونا يدركان ان لديهما اجهزة تناسلية طوال وجودهما في الجنة الى ان دلهما ابليس - لعنه الله - على الاكل من الشجرة المحرمة بعدها شاهد كل منهما عورة الثاني فطفقا يأخذان من ورق الشجر ليسترا عورتيهما عن بعضهما. هذا يعني انه لم تكن هنالك علاقة جنسية لعدم معرفتهما بهذين العضوين. فكيف يتوالدان دون وجود عضو الفعل؟ بعد الاكل من الشجرة و رؤية العضوان التناسليان خاطبهما الله و انزلهم من الجنة، اذن لا يمكن القول انهما انجبا ابناءا في الفترة ما بين رؤية الاعضاء التناسلية و الطرد من الجنة لان الله خاطبهما مباشرة.
Quote: وكما اشار الدكتور محمد سليمان فان الجنة متوفر فيها كل شيء فاي ضنك عيش تتكلم عنه. على مر التاريخ و على اختلاف الاديان فان وصف الجنة متقارب الا وصفك بان بها ضنك عيش.
هل الجنة المقصودة هي جنّة الآخرة ؟
لنستمع إلى د. عدنان إبراهيم .. على فيديو اليوتيوب أدناه:-
ركّز في اليوتيوب ابتداءً من التوقيت: 1:30
02-13-2017, 11:58 AM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
بالطبع لم يرد نص قرآني يدل على أن آدم وحواء كان لهما أولاد في الجنة. وبالمقابل فقد عجز المفسرون عن تفسير هبوط آدم وحواء من وجهة نظر قرآنيه. تتمثل نقاط الضعف التفسيرية هذه في خطاب المولى، جل شأنه، لهما في صيغة المثنى قبل الأكل من الشجرة المحرمة بينما جاء أمر الهبوط على صيغة الأمر والمثنى معاًً. ثم هناك أمر نزول الثياب على بني آدم بينما لم تنزل هذه الثياب على أبويهما لأكلهما من الشجرة المحرمة. أضف إلى ذلك قضية الظلم الذي وقع على أنفس أخرى بسبب أكل آدم وحواء من الشجرة المحرمة. كل هذه الأمور لم يجد لها المفسرون تفسيراً مقنعاً ولذا فإنهم استعانوا في تفاسيرهم بالإسرائيليات وبالأحاديث التي إختلطت بها ولذا فقد جاءت تفاسيرهم صورةً منسوخة مما ورد في التوراة. وتسبب ذلك في العديد من التفاسير التي تتعارض مع القرآن الكريم ويدخل ضمن ذلك الروايات التي قالت أن آدم وحواء لم يملكا أجهزة تناسلية بينما يقرن القرآن صراحة كشف السوءات بنزع إبليس للباسهما. يقر القرآن الكريم صراحةً أن إبليس نزع عنهما لباسهما ليبدي لهما ما وري عنهما من سوءاتهما، وهو ما يدل أنها كانت موجودة ومتوارية باللباس الذي تسببه نزعه في إظهارها.
أما إنجاب الأبناء فقد حدث أثناء عيشهما في جنتهما الأرضية. وهنا أيضاً ورد في الأحاديث التي إختلطت بالإسرائيليات أنهما عاشا فقط بضع ساعات في الجنة قبل أن يأكلا من الشجرة المحرمة. ولم يفطن رواد التفسير، ربما للأفكار المسبقة التي ورثوها عن الإسرائيليات، أن بني آدم المخاطبين هم أباؤهما المباشرين من صلبهما وليسوا جميع الناس. ويخلخل هذا التفسير عقدة إنزال الثياب إلى بني آدم والتي لا يذكر أيُ منا متى وكيف نزلت عليه هذه الثياب.
ختاماً، لابد للإشارة أن القرآن الكريم لم يصرح بالعديد من الأمور لكننا نستنتجها من قرآائن الأحوال ومن سياق النصوص وصياغها وأيضاً من الإيماءات العديدة التي يذخر بها القرآن الكريم. كما لابد من الإشارة أن نصوص الحقائق القرآنية والتي تدخل قصة آدم ضمنها تفسر بعضها بعضاً دون الحوجة لأحاديث أو قصص توراتية لتفسيرها. فما علينا إلا أن نجمع النصوص ذات الصلة بأي موضوع ثم نفسّرها بحيث لا يتناقض تفسيرنا لأي نص من هذه النصوص مع تفسيرنا لأي نص آخر. فإذا أردنا على سبيل المثال أن نتأكد من قصة الهيكل الطيني فما علينا إلا أن نتأمل في النصوص ذات الصلة بها لنتأكد أنها لا وجود لها.
تحياتي
02-13-2017, 06:41 AM
البرنس ود عطبرة
البرنس ود عطبرة
تاريخ التسجيل: 01-09-2017
مجموع المشاركات: 1234
Quote: الأخ البرنس ود عطبرة أتفق معك فيما قلت عن إشتمال النفس على الجن أيضاً فجزاك الله خيراً وليس في الأمر مكابرة في كتاب الله إنما البحث عن الحقيقة المجردة ولكني رغم بحثي لم أفطن لهذه الآية. ولكن يبقي السؤال عما أوردته عن ظلم آدم لإبليس والحية لأن الظلم وقع عليهما من إبليس والحية وليس العكس صحيح. وإن كان الأمر كذلك فعلى من وقع ذلك الظلم. تحياتي
الأخ السناري سلام من الله عليك ورحمة منه وبركات
أولا : عن الظلم أنا لا اقصد من ظلم من ولكن أبونا آدم وحواء عصيا امر ربهما واكلا من الشجرة لذلك (ظلما نفسيهما) وابليس عليه لعنة الله تعالى وقع في المعصية ورفض السجود وعصا امر ربه (ظلم نفسه) كذا عندما يقول الله تعالى في الآية (ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا) مقصود الثلاث كل ظلم نفسه ؛ الحية (أنا لا ادخلها لأنها لأنها وسيلة بأمر ربها) فهذا المقصود من (ظلمنا انفسنا) .
ثانيا : قال الله تعالى في سورة الأعراف (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) ؛ فقالا ابونا ادم وامنا حواء ربنا : ظلمنا انفسنا بما فيهم ابليس خطاب الجمع بان كل مهم ظلم نفسه بالمعصية ؛ فامر الله تعالى بهبوطهم جميعا للأرض (آدم وحواء وابليس) ليكون كل منهم عدوا للأخر ولكم في الاض المستقر لكليكما فيها تحيون وتموتون ؛ والآيات بعدها توضح الخطاب لنا (كبني آدم) فقال الله تعالى في الأعراف بعد الآيات أعلاه ( يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) من رحمته علينا بعد المعصية وانكشفت سوأت ابينا ادم وامنا حواء انزل الله لنا لباسا يواريها ولباس التقوى خير (مقصود الهالة الربانية للمؤمنين وهي التي تحميه من خطر الجن يوجد مرجع كامل يسمى لباس التقوى راجعه)
ثالثا : مسألة الاستحلاف كان الجن يعمر الأرض قبل بني آدم عليه السلام وقبل خلق سيدنا آدم عليه السلام ؛ وكان يرسل الله لهم الرسل ليعبد في الأرض فعصوا وتجبروا وعاثوا فيها في الأرض الفساد فارسل الله الملائكة جنده فقتلوهم وهرب جزء منهم واخذ ابليس الي السماء وكان صغيرا ليعيش مع الملائكة وكان موحد وعارف بقدرة الله قبل ان يقع في المعصية ؛ فقال الله تعالى في سورة الجن (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) فمنهم الصالحون الموحدون بالله منذ الازل وقبل خلق الانسان (كنا طرائق قددا) اهواء مختلفة وشتى كما جاء في التفسير (الطبري) ؛ فراجع الطبري في باب (القول في الأحداث التي كانت في أيام ملك إبليس وسلطانه)
رابعا : الاستحلاف هي استخلاف بني آدم في الأرض بعد الذين كانوا قبلهم على الأرض جن وغيره وهذا لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى ؛ وكما ذكرت لك ان الجن كانوا بالأرض قبل البسر وافسدوا فيها لهذا قالت الملائكة لله عز وجل (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) كما كان الجن قبل البشر يقتلون ويفسدون الى ان ارسل الله لهم جنوده ؛ لان الملائكة شهود الله تعالى وجنوده على من في الأرض ؛ وكانوا رسلا وشهودا وجنودا للجن قبل بني آدم (والله اعلم)
02-13-2017, 07:12 AM
عمار قسم الله
عمار قسم الله
تاريخ التسجيل: 12-21-2015
مجموع المشاركات: 1022
السلام عليكم دكتور السناري وضيوفك الكرام . نقدر اجتهادك وهذا التأمل العميق في نصوص القرآن .. ومحاولة كما ذكرت تفسير القرآن من نفسه أي تتبع الألفاظ في مواقع وآيات مختلفة أي تفسير عقلي دون المعهود بالتفسير النقلي . ودكتور محمد الحسن سليمان رد بأن مفسري القرآن من السلف هم أهل اللغة والمتمكنين منها .. لذلك كل الألفاظ التي أشكلت على الناس قاموا بتفسيرها لغويا .. وتحاجج بأن شخص غير متمكن من لغة القرآن حتما سيقع في أخطاء تفسير المعاني .. وليثبت أنك ليس من أهل اللغة استخرج أخطاء لغوية من تفسيرك نفسه . لكن أنا سأذهب في نفس تجاهك العقلي هذا والمنطقي وأطرح بعض الأسئلة فقط ؟ 1- آدم عليه السلام وأمنا حواء بعد أن أكلا من الشجرة المحرمة وبدأت لهما سواءتهما ..1- هل هم كانوا لابسين وانقشع عنهما الرداء ؟ ..أم أنهما اكتسبا أحساس جديد وهو الشعور بالخجل لم يكن معهودا لديهما .؟ 2- قبل خلق آدم ربنا خاطب الملائكة قائلا (أني جاعل في الأرض خليفة ) طيب كيف يكون الانزال في الأرض عقوبة للذنب من أكل الشجرة في حين أن آدم أصلا خلق ليصبح خليفة في الأرض بالتالي نزوله لها سيكون حتميا وفقا للهدف الذي خلق من أجله . 3- ثالثا ذكرت أن آدم وحواء كان لهما أولاد ولدوا في الجنة وتم انزالهم للأرض مع والديهما . وبالتالي طالما آدم عليه السلام وأمنا حواء أكملا حياتهما الزوجية في الأرض أصبح ايضا لهم أبناء ولدوا في الأرض.. هل السلالات البشرية الموجودة حتى الآن من من سلالة أبناء الجنة أم من سلالة أبناء الأرض أم اختلطوا ببعض . وما موقف هابيل وقابيل ولدي آدم الذين ذكرت قصتهما في القرآن حيث قتل أحدهما الآخر وتعلم من الغراب كيف يواري سوءة أخيه . هل هما من مواليد الجنة أم من مواليد الأرض ؟. هل تعتقد أن اختلاف البشرة والشكل بين بني آدم نتاجا لهذا الاختلاف ( بين مواليد الجنة ومواليد الأرض) ؟ سنعود لباقي الاستفسارات
Quote: 2- قبل خلق آدم ربنا خاطب الملائكة قائلا (أني جاعل في الأرض خليفة ) طيب كيف يكون الانزال في الأرض عقوبة للذنب من أكل الشجرة في حين أن آدم أصلا خلق ليصبح خليفة في الأرض بالتالي نزوله لها سيكون حتميا وفقا للهدف الذي خلق من أجله .
هذا يدعم فرضية أنّ جنّة آدم وحواء كانت في الأرض .. والله أعلم ...
Quote: هل تعتقد أن اختلاف البشرة والشكل بين بني آدم نتاجا لهذا الاختلاف ( بين مواليد الجنة ومواليد الأرض) ؟
اختلاف لون البشرة والملامح والشكل بصورة عامة يرجع إلى عملية الانتخاب الطبيعي .. بمعنى من عاشوا فترات طويلة في المناطق الحارة بمرور الزمن اكتسبوا البشرة السوداء لتحملها الأشعة فوق البنفسجية ...
02-14-2017, 00:48 AM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
يقول بعض السلفيين أنه لا يحق لمن لم ينشأ في بيئة عربية أن يفسر القرآن الكريم ويستدلون بذلك ببعض الأخطاء في النطق والكتابة. ولو كانت اللغة حكراً لإنسان لما ظهر بيننا الخوارزمي والرازي وغيرهم ممن أضافوا للعلوم والتفسير، ولما وجد المستشرقون وغيرهم من العلماء البارزين من غير العرب مثل أحمد ديدات وغيرهم. هذا ما يحاولون إسكاتنا به نحن الذين يصفوننا بالعجم. أما إذا برز مجدد من الجزيرة العربية مثل عدنان إبراهيم أو من الشام مثل عدنان الرفاعي يُزعم هؤلاء أن تفسير القرآن الكريم إنحصر فقط في السلف الصالح. وكذلك يقول بعض الشيعة أنه لا يحق لغير أهل البيت تفسير كتاب الله. وهم بذلك يريدون أن يقمعوا أي صوت يسعى إلى تصحيح كل من يحاول تصحيح التفاسير المغلوطة خوفاً منهم من سحب البساط من تحت أرجلهم. وقد تناسى هؤلاء أن الله تعالى يأمرنا بتدبر كتابه سواء أن كنا من غير أهل البيت أو كنا من العجم أو العرب أو من السلف الصالح أو من المعاصرين.
الأدهى والأمر أخي أن هناك من بيننا نحن العجم من يردد مثل هذه العنصرية البغيضة ناسين أن هذا الكلام ينطبق أيضاً عليهم. أمنياتنا لهم جميعاً أن يفيقوا قبل أن يكونوا يوماً ما خبراً من أخبار كان.
نعم، كان آدم وحواء لابسين قبل الأكل من الشجرة المحرمة وقد أخفى ذلك اللباس سوءاتهما كما تخفيها ملابسنا عنا في هذا الزمان. وعندما نزع إبليس عنهما وعن أبنائهما أيضاً لباسهما طفق آدم وحواء يخصفان عليهما من ورق الجنة لتغطية عوراتهما التي بدت بفعل نزع إبليس لذلك اللباس. بينما أنزل الله تعالى اللباس على أبنائهما ليغطي بها سوءاتهم وذلك تكريماً لهم لأنهم لم يأكلوا من الشجرة المحرمة. وقد كان خجلهما أصلاً بفعل عريهما أمام أبنائهما كنوع من العقاب الإلهي لهما. أتمنى أن تعد قراءة النصوص ذات الصلة من هذا المنطلق ليزول الغموض.
قبل خلق آدم ربنا خاطب الملائكة قائلا (أني جاعل في الأرض خليفة ) طيب كيف يكون الانزال في الأرض عقوبة للذنب من أكل الشجرة في حين أن آدم أصلا خلق ليصبح خليفة في الأرض بالتالي نزوله لها سيكون حتميا وفقا للهدف الذي خلق من أجله
آدم خلق أساساً في الأرض وعاش فيها طيلة حياته. وهبوطه كان من جنته الأرضية والتي كانت تقع في مكان عالي إلى أرض منخفضة نسبياً، وهبوطه شبيه بهبوط قوم موسى إلى مصر. وخلافة آدم في الأرض شبيهة بخلافة داوود في الأرض، فكلاهما عاش طيلة حياته في الأرض ولم يهبط إليها من السماء. هذا رابط لأبحاثي عن خلافة آدم: https://sites.google.com/site/abdelwahabsinnary/home/mn-hw-adm-lyh-alslam
في البداية لابد لي من الإعتذار لمن لم أوفق بالرد عليهم وذلك نسبة لتراكم الردود إضافة على العمل والمشغوليات المتربطة به ولكن أعدكم بأني سوف أحاول الرد لأكبر عدد منكم. أكرر إعتذاري مجدداً.
هذا جزء من مقال سابق أوضحت فيه أن: "بعضكم لبعض عدو" تدل فقط على عداوة الناس للناس مما ينفي أن الآيات تشير إلى إبليس أو الحية.
يؤكد قوله تعالى: "بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ" لمن شملهم أمر الهبوط أن إبليس لم يكن ضمن من شملهم ذلك الأمر. فقد لا يخفى على القارئ الكريم أن القرآن الكريم عَبَّر عن عداوة آدم وحواء لإبليس بالقول أن الشيطان عدو لهما، وليس بعبارة: "بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ":
وبالمثل، فقد عَبَّر القرآن الكريم عن عداوة إبليس أو الشيطان للناس بأن قال لهم أنه عدو لهم، وليس بعبارة: "بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ"، كما هو الحال في الأمثلة التالية:
فإذا إستهدينا بما ورد في القرآن الكريم، لتَبيَن لنا، أنه ليس في قوله تعالى: "بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ" أي إشارة إلى عداوة آدم وحواء لإبليس، أو لعداوة الناس لإبليس. كما أن البحث في القرآن الكريم يوضح بجلاء أن: "بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ"، و: "بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ" وردتا فيه، لا للتعبير عن التفاعل بين إبليس والناس، لكن للتعبير عن التفاعل بين الناس بعضهم البعض، أو للتعبير عن التفاعل بين معشر الجن والإنس. فما ورد في القرآن الكريم في وصف التفاعل بين الناس بعضهم البعض قوله تعالى:
إذاً، يمكننا القول أن قوله تعالى: "بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ" ورد في القرآن الكريم للتعبير عن عداوة الناس لبعضهم البعض أو عن عداوة الناس للجن. وأنه لم يرد فيه قط للتعبير عن عداوة إبليس للناس. وعليه، يمكننا إستبعاد إبليس ممن شملهم أمر الهبوط لأن قوله تعالى: "بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ" لا ينطبق عليه. لم يبقى لنا في القائمة، بعد إستبعادنا لإبليس والحية، إلا معشر الإنس والجن، وهم من قال بعض المفسرين أن قوله تعالى: "اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا"، في الآية 123 من سورة طه، قد يشير إليهم. وعزى هؤلاء المفسرون ذلك إلى ورود: "اهْبِطَا"، والتي تفيد المثنى؛ وورود: "جَمِيعًا"، وهي التي تفيد الجمع، في نفس الآية. وقال هؤلاء المفسرون، أن التحول في الخطاب من صيغة المثنى إلى الجمع، يشير أن أمر الهبوط في هذه الآية، كان موجهاً إلى معشر الجن والأنس. لكن يمكننا إستبعاد هذا التأويل لسببين رئيسيين. أول هذين السببين أن الحديث عن معشر الجن والأنس ورد في القرآن الكريم في صيغة الجمع، وليس في صيغة المثنى:
أما الآية الوحيدة التي تطرقت إلى معشر الجن والإنس في صيغة المثنى، فيدل سياقها أنها لا تتحدث عن عموم الجن والأنس، ولكن عن فردين بعينيهما من الجن والأنس أضلا المشركين، والدليل على ذلك قوله تعالى: "الَّذَيْنِ"، والذي يدل على المثنى:
إذاً، لو خاطب قوله تعالى: "اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا" معشر الجن والأنس، لقال: "أهبطوا منها جميعا"، أسوة بالآيات القرآنية التي تشير إلى معشر الجن والإنس في صيغة الجمع، وليس في صيغة المثنى. ويدل هذا أن من شملهم أمر الهبوط كانوا جميعاً من الناس كما يدل عليه قوله تعالى مخاطباً من شملهم أمر الهبوط: "اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا".
02-13-2017, 12:25 PM
البرنس ود عطبرة
البرنس ود عطبرة
تاريخ التسجيل: 01-09-2017
مجموع المشاركات: 1234
تنبيه بسيط لمن يحسبون الوقت او الزمن وللاخ عبد الوهاب السناري في الوقت او الزمن الذي قضاه ابونا آدم عليه السلام في الجنة ؛ نحن في الارض الحساب عندنا معتمد على الشمس (للسنة الميلادية) وعلى القمر (للسنة الهجرية) ووهذا بدوره يتوقف على بعد الارض من القمر والشمس ؛ وحتى في مجرتنا توجد كواكب سنينها وايامها وشهورها مختلف اطوالها لبعدها او قربها من الشمس او القمر ويجد كواكب بها اكثر من قمر ؛ لذلك الجنة علم غيب وطول اليوم او السنة في الغيب ولا نعلم كيف يتم قياس اليوم والساعة وهي امور لا يعلمها الا الله تعالى وذكر عنها في كتابه الكريم قوله في سورة الحج (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) ؛ فقال يوم عند الله كالف سنة مما نعد نحن الان ؛ وقال تعالى في سورة السجدة (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) ؛ وكما قال الله تعالى في سورة المعارج (تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) – العروج من الارض للسماء مقدار اليوم (خمسين الف سنة) لذلك في الجنة اليوم كبير جدا مقارنه لما قال الله تعالى في كتابه الكريم وخصوصا اول ايه اليوم (كالف سنة) لذلك لن يكون الحساب دقيق الذي قضاه سيدنا ادم عليه السلام في الجنة ولو قدرناها يجب ان نحول العدد من حساب السنة الارضية للسنة في الجنة او البعد الاخر ؛ كالقبر فالميت في بعد اخر لا نعرف طول اليوم فيه وهو في علم الغيب فلن نفتح قبرا نجد احد يعذب او احد في نعيم لان الروح انتقلت لبعد اخر بجسد او لا هذا من علم الغيب ويجب الايمان به (والله اعلم)
02-13-2017, 02:35 PM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
وددت أن أختم مداخلاتي لهذ اليوم بهذا المقال عن الخلط في تفسير: "بني آدم" كما وردت في القرآن الكريم. فهي تشير فقط إلى الرعيل الأول من أبنائهما من صلبهما مباشرةً. لكن المفسرون ظنوا أنها تشير إلى بنيه من جميع الناس. والآن دعونا نتطرق إلى النصوص التي حدث فيها خلطاً بسبب هذا الإستقراء الخاطئ لنرى كيف يستقيم تفسيرها على أساس أنها تشير فقط إلى الرعيل الأول من أبنائهما من صلبهما مباشرةً. وقد فضلت تحميله كموضوع منفصل حتى تسهل متابعته والرد عليه.
الجنة التى طُرد منها ابليس هى الجنة السماوية جنة المأوى- جنة الخلود - دار النعيم والتى فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ( عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ) 14 - 15 النجم حيث كان مع الملائكة فى تلك الجنة وطرده الله سبحانه وتعالى منها لانه لم يمتثل لاوامره للملائكة بالسجود لادم فى اول خلقه ..
اذاّ طرد ابليس من الجنة وانزاله الى الارض كان قبل طرد آدم وحواء من الفردوس .. الجنة التى طُرد منها آدم ليست هى الجنة المذكوره اعلاه انما هى جنة او دار ابتلاء وتكليف لانه سبحانه كلفهما بالا يأكلا من الشجرة المذكورة هنا : ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ) 35 البقرة وخروج آدم وحواء منها تدل على انها ليست جنة الخلد ..
ولوفرضنا جدلا انها جنة الخلد السماوية فكيف لابليس ان يعود الى الجنة فى السماء بعد ان طرده الله منها ويوسوس لآدم ويغريه ليأكل من الشجرة المنهية والمعروف انّ نهى الكافرين من دخول جنة الخلد نهى تأبيد فكيف لابليس ان يعود الي جنة المؤمنين فى السماء وهو مطرود منها قال تعالى : ( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ) 77- 78 ص ؟؟؟
وكل الدلائل تشير ( ومنها دليل : استطاعت ابليس الدخول الى تلك الجنة والوسوسة الى ادم وحواء واغوائهما ) انّ تلك الجنة انما هى جنة ارضية لا سماوية ..
وايضا من الادلة : رجوع ابن تيمة الحرانى بعد فتواه الشهيرة بان جنة ادم وحواء انما هى جنة الخلد وترجيحه بأن الجنة المذكورة انما هى جنة ارضية :
كان اصح القولين ان جنة آدم جنة التكليف لم تكن فى السماء فان ابليس دخل الى جنة التكليف جنة آدم بعد اهباطه من السماء
النبوات : 704/2
02-14-2017, 02:48 PM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
ولكن لدي شك عميق حول جنة إبليس المزعومة والسبب في ذلك أن القرآن الكريم لم يصرح بها كما هو الحال عن جنة آدم والتي ذكرت فيه صراحةً. فكل ما ورد في القرآن الكريم عن إبليس هو الأمر له بالهبوط أو الخروج منها. وقد رجح المفسرون أن منها قد تشير إلى زمرة الملائكة أو المقامة السامية التي كان فيها قبل أن يعصى أمر ربه بالسجود لآدم. تحياتي
02-15-2017, 07:40 AM
Mohamed E. Seliaman
Mohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863
تحياتي يا الأخ السناري تقول:((ختاماً، لابد للإشارة أن القرآن الكريم لم يصرح بالعديد من الأمور لكننا نستنتجها من قرآائن الأحوال ومن سياق النصوص وصياغها وأيضاً من الإيماءات العديدة التي يذخر بها القرآن الكريم. كما لابد من الإشارة أن نصوص الحقائق القرآنية والتي تدخل قصة آدم ضمنها تفسر بعضها بعضاً دون الحوجة لأحاديث أو قصص توراتية لتفسيرها. فما علينا إلا أن نجمع النصوص ذات الصلة بأي موضوع ثم نفسّرها بحيث لا يتناقض تفسيرنا لأي نص من هذه النصوص مع تفسيرنا لأي نص آخر. )) --------------------- من أتيت بقضية الحية و صلتها بفصة آدم وحواء؟
02-15-2017, 12:29 PM
طه جعفر
طه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7410
ربما كان هنالك فرد اسمه آدم و ربما إنه قد كان نبياً هذا الفرد الأسطوري ( المقدس) لا يمكن أن يكون الشخص الذي انطلقت من نسله البشرية جمعاء لأن الجنس البشري قد تطور عن القرود العليا و ما زال يحمل صفاتها ما يحكم هذا النوع من الحقائق هو منجزات علمي التصنيف و الوراثة المحتوي الجيني للإنسان ليس أصيلاً فهو موروث من آباء سابقين و إذا تتبعنا المكون الجيني للإنسان فسيرجعنا إلي المخلقوات الأولية لتي تطورت عنها المخلوقات معقدة التركيب و الوظائف
Kingdom: Animalia Phylum: Chordata Subphylum: Vertebrata Class: Mammalia Subclass: Theria Infraclass: Eutheria Order: Primates Suborder: Anthropoidea Superfamily: Hominoidea Family: Hominidae Genus: Homo Species: sapiens
حاولت الأديان جميعاً تفسير ظاهرة الحياة و الأديان معتقدات و ليس نظريات علمية لأن النظرية العلمية قابلة للنقد و التطوير بعكس الأديان الدكتور السنار مشكوراً يحاول نفي التناقض بين العلم و الدين و هذا جهدٌ نحترمه و نقدره و من يتمسك بحرفية النصوص و أفهام الغابرين (من يسمون بالسلف الصالح علي سبيل الوهم ) لها ليس جديراً بالمحاورة و سيجد كلام دكتور سناري غريباً و يعاديه الإنسان من هذه الأرض و لا علاقته بالسماوات و لم ينزل و لم يصعد و لم يخلقه أحد هذا ما يقوله العلم
لذلك ستكون محاولات الدكتور السناري ذات قيمة لمن يعقلون فقط لا لمن ينقلون عن الغابرين من علماء الأزمان الغابرة
و بالمناسبة شارلز داورن لم يقل إن أصل الإنسان قرد بل قال" الكائنات في اسفل الجدول الجيلوجي بسيطة التركيب و الوظائف و الكائنات في أعلي الجدول الجيلوجي معقدة التركيب و الوظائف" و هذا هو ما يعرف بنظرية النشوء و الإرتقاء. فاذا تناقض الدين مع هذا الفهم فالمشكلة في الدين و طرائق فهمه و ليس في سلامة و صحة النظرية . هذه النظرية يثبتها التواتر المتحجري fossil content في البني الصخرية للأرض و من ذلك التركيب ظهر الجدول الجيلوجي فأين فرصة المغالطة مع الجدول الجيلوجي
علم التاكسونومي هو الذي أثبت الصلات الوظيفية و الشكلية و من ناحية المحتوي الجيني بين القرود العليا و الإنسان
لذلك قول الدكتور السناري بأن آدم الديني يحيل إلي سلالة و ليس فرداً فهو الأقرب لمنطق العلم لأن الشرط التطوري يسفر عن جنس جديد ينبثق بالتدريج عن جنس غابر و لا تظهر الأجناس الجديدة فجأة بل هي سيرورة في مبتداها جنس و في منتهاها جنس جديد
كفكرة البيضة و الدجاجة فليس هنالك أسبقية لا للبيضة و لا للدجاجة لان الدجاجة تعلمت أن تبيض من أسلافها المنقرضين
طه جعفر
02-15-2017, 01:22 PM
علاء سيداحمد
علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
1- آلا تجوع فيها ... الطعـام قال تعالى ( الذى اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) 2- ولا تعــــــرى ... اللباس قال تعالى ( يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ) 26 الاعراف 3- لاتظمــأ فيهـا .... الماء قال تعالى ( وجعلنا من الماء كل شئ حى ) 30 الانبياء 4- ولا تضحــى .... المسكن قال تعالى ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ) 80 النحل فى الحضر بيوت وفى السفر خيام من جلود الانعام
تلك المطالب الحياتية المولى سبحانه وتعالى ضمنها للبشرية جمعاء فى الارض والى قيام الساعة لاننا ايضا فى دار تكـــلـــيف وابتلاء تماما مثل ابونا آدم وامنا حواء فى جنتهما .. المولى سبحانه وتعالى ضمن لنا هذه المطالب كما ضمنها لادم وحواء من قبل واذا ضاقت بنا مستأنسين بقوله تعالى ( سيجعل الله بعد عسر يسرا ) 7 الطلاق او نهاجر فى ارض الله بحثاُ عن ارزاقنا مصداقا لقوله ( الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها ) 97 النساء
02-15-2017, 04:32 PM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
قصة الحية مأخوذة من قصة خلق آدم كما وردت في العهد القدم وقد أشار إليها جل رواد التفسير. فقد قالوا أن الحية أخفت إبليس في جوفها وأدخلته الجنة في خفية عن الملائكة حتى يتمكن من الوسوسة لآدم وحواء. وقد ذكرت في بحثي أنه لا يمكن الأخذ بها لأن الأحاديث التي تستند عليها أقل ما يمكن وصفها به أنها ضعيفة وبالطبع عدم إيماني بها يأتي من منطلق عدم ورودها في القرآن الكريم.
تحياتي
02-16-2017, 07:18 AM
نصر الدين عثمان
نصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3955
من المعلوم أيضاً أن المرحوم الدكتور/ عماد الدين محمد بابكر قد توصل إلى فهم مماثل من خلال نظريته التي أفردها في كتابه (آذان الآنعام) - الجدير بالتأمل - بمشاركة شقيقه المهندس علاء.. وقدم حجج وبراهين كثيرة من القرآن ومن اللغة... للتدليل على أن الجنة المقصودة لم تكن في السماء وإنما كانت جنة أرضية في (وادي عرفات) .. وقارب فيها مسيرة الإنسان منذ الخليقة بشعيرة الحج..ووالتي وافق فيها نظرية التطور إلى حد كبير.. وأن (آدم) لم يكن هو الإنسان الأول وإنما سبقته (أوادم) كثيرة.. والشيء بالشيء يذكر .. فإن للأستاذ محمود محمد طه تفرقة لطيفة بين (بنو آدم) و(الإنسان) في خطاب القرآن .. انتهى فيها إلى أن (بنو آدم) هو الطور الآدني وأن (الإنسان) هو الطور الأكمل.....
02-16-2017, 07:32 AM
نصر الدين عثمان
نصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3955
جزيل الشكر لتعريف القارئ الكريم بن اولات الأخوين عماد وعلاء وكذلك محمود محمد طه عن آدم وبنيه وجنته. وفِي نظري أن جميع هذه المحاولات هي في حقيقة الأمر محاولات تصحيحية لقصة الخلق التي توارثناها من كتب اليهود ليتضح لنا يوماً بعد يوم أنها تتناقض مع ما ورد في القرآن الكريم. ولابد أن أشير هنا إلى أن التفسيرات التي ذكرتها قريبة كثيراً من تفسيرات الجماعة الأحمدية.
شكري وتقديري
02-23-2017, 02:42 PM
صلاح جادات
صلاح جادات
تاريخ التسجيل: 10-15-2010
مجموع المشاركات: 23447
السناري لك التحية : - ارجع لمداخلتي انا قلت ليك هل لكلمة نفسينا ورود في اللغة العربية وليس القرأن - في بيت شعر او خطبة او غيره ؟
Quote: فلم ترد أنفسنا قط للدلالة على مثنى في القرآن الكريم إلا في النص الذي أوردته وهذا ما يجب الوقوف عليه إذا أردنا إتباع منهجي في تفسير القرآن الكريم بالبحث فيه.
02-24-2017, 04:19 AM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
ارجع لمداخلتي انا قلت ليك هل لكلمة نفسينا ورود في اللغة العربية وليس القرأن - في بيت شعر او خطبة او غيره ؟
طلبك فيه بعض الغرابة ولم أفهم القصد منه لكني قررت أن أستجيب له حتى لا أتهم بالتجاهل المتعمد:
اللحياني: العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت نَفْسَين فإِذا قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا، وكذلك جميع العدد، قال: وقد يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع، قال: حكي جميع ذلك عن الكسائي. والعرب قد تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن، وذلك أَن النَّفْس قد تأْمره بالشيء وتنهى عنه، وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه، فجعلوا التي تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى؛ وعلى ذلك قول الشاعر:يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ، وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ، أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا يَطُورُها؟ وأَنشد الطوسي: لمْ تَدْرِ ما لا؛ ولَسْتَ قائِلَها، عُمْرَك ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً فِيهَا وفي أُخْتِها، ولم تَكَدِ وقال آخر: فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت: ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ، تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها ونَفْسٌ تقول: اجْهَدْ نجاءك، لا تَكُنْ كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم: عندي ثلاثة أَنْفُسٍ. والنَّفْسُ من الدباغ: قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من القرظ وغيره. يقال: هب لي نَفْساً من دباغ؛ قال الشاعر: أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي تُدِيرُ في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ؟ قال الأَصمعي: بعثت امرأَة من العرب بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت: تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من السرعة، أَرادت قدر دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به.
تحياتي
02-24-2017, 07:46 PM
صلاح جادات
صلاح جادات
تاريخ التسجيل: 10-15-2010
مجموع المشاركات: 23447
السناري لك التحية طلبي ليس فيهو اي غرابة بل الغريب ردك البوست بتاعك كما قلت سابقا مبني علي كلمتين انفسنا ونفسينا - نفسينا دي انت القلتها جبتها من وين ( انت قلت انفسنا جمع ولو الامر مثني كان الاية تكون نفسينا وليس انفسنا ) والاخ علاء ذكر ليك ان انفسنا للمثني والجمع وقسم ذكر ليك ان الاية بدأت بقالا وهي للمثني
Quote: الأخ صلاح جادات ارجع لمداخلتي انا قلت ليك هل لكلمة نفسينا ورود في اللغة العربية وليس القرأن - في بيت شعر او خطبة او غيره ؟ طلبك فيه بعض الغرابة ولم أفهم القصد منه لكني قررت أن أستجيب له حتى لا أتهم بالتجاهل المتعمد: اللحياني: العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت نَفْسَين فإِذا قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا، وكذلك جميع العدد، قال: وقد يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع، قال: حكي جميع ذلك عن الكسائي. والعرب قد تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن، وذلك أَن النَّفْس قد تأْمره بالشيء وتنهى عنه، وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه، فجعلوا التي تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى؛ وعلى ذلك قول الشاعر:يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ، وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ، أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا يَطُورُها؟ وأَنشد الطوسي: لمْ تَدْرِ ما لا؛ ولَسْتَ قائِلَها، عُمْرَك ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً فِيهَا وفي أُخْتِها، ولم تَكَدِ وقال آخر: فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت: ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ، تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها ونَفْسٌ تقول: اجْهَدْ نجاءك، لا تَكُنْ كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم: عندي ثلاثة أَنْفُسٍ. والنَّفْسُ من الدباغ: قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من القرظ وغيره. يقال: هب لي نَفْساً من دباغ؛ قال الشاعر: أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي تُدِيرُ في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ؟ قال الأَصمعي: بعثت امرأَة من العرب بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت: تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من السرعة، أَرادت قدر دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به. تحياتي
02-24-2017, 09:37 PM
د.محمد حسن
د.محمد حسن
تاريخ التسجيل: 09-05-2006
مجموع المشاركات: 15194
أيام التنافس بين الهلال والمريخ في الانشطة الرياضية قام الهلال بتسجيل السباح ممدوح مصطفى فقام المريخ بتسجيل كيجاب وقبل التسجيل ذهبو للعم شاخور قالوا له نريد تسجيل كيجاب فاجابهم ( بجيب لي قون في الهلال؟) تاها دحين القول الكتير ده بزيل حكومة الانقاذ؟
02-25-2017, 05:20 AM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
أرى أن هذا النقاش يدور في حلقة مفرغة وإذا أردت له أن يستمر فلابد لنا من أن نأخذ بقواعد اللغة العربية كما وردت في قواميسها وليس كما تريدها أنت. فقد إقتطفت أنا من هذه القواميس أن نفس ترد على صيغة المثنى في اللغة العربية. كما أني أوردت الدليل على ذلك والذي طلبته أنت من كلام العرب. ولابد لك أيضاً من القبول بأن نفسينا (وليس أنفسنا) هي التعبير الأمثل عند إشارة المثني (آدم وحواء) لأنفسهما على حسب قواعد اللغة العربية. وإلا فلا داعي أن نستمر في نقاش لا طائل منه.
تحياتي
02-25-2017, 07:19 PM
صلاح جادات
صلاح جادات
تاريخ التسجيل: 10-15-2010
مجموع المشاركات: 23447
السناري ليك التحية بل انت البتلف في حلقة مفرغة انا كلامي واضح ومختصر من وين جبت كلمة نفسينا ( الكلمة دي انت الذكرتها ) - المسألة ليست قبول وتعبير امثل . وين قواعد اللغة وضحت ان نفسينا هي مثني نفس ؟
Quote: الأخ صلاح أرى أن هذا النقاش يدور في حلقة مفرغة وإذا أردت له أن يستمر فلابد لنا من أن نأخذ بقواعد اللغة العربية كما وردت في قواميسها وليس كما تريدها أنت. فقد إقتطفت أنا من هذه القواميس أن نفس ترد على صيغة المثنى في اللغة العربية. كما أني أوردت الدليل على ذلك والذي طلبته أنت من كلام العرب. ولابد لك أيضاً من القبول بأن نفسينا (وليس أنفسنا) هي التعبير الأمثل عند إشارة المثني (آدم وحواء) لأنفسهما على حسب قواعد اللغة العربية. وإلا فلا داعي أن نستمر في نقاش لا طائل منه. تحياتي
02-26-2017, 11:31 AM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
السناري لك التحية : - ها ها ها يا اخ انا كلامي محدد جدا جدا جبت نفسينا من وين ؟ - راجع الرابط النزلتو براك هل فيهو اثر لنفسينا - لقد راجعت الرابط واخذ من زمن كبير دون فائدة - ما تضيع زمنك وزمنا ساي - ده مايحويه الرابط وعلي المشاهد الحكم :
هيئة التحرير || اتصل بنا || عن الباحث العربي || الرئيسية
المصدر: لسان العرب مقاييس اللغة الصّحّاح في اللغة القاموس المحيط العباب الزاخر
النتائج حسب المصدر نفس نفس نفس النَّفْسُ نفس نسس سفه فيض فيظ جزي نسم فوق أمر عذر قوت
نفس (لسان العرب) النَّفْس: الرُّوحُ، قال ابن سيده: وبينهما فرق ليس من غرض هذا الكتاب، قال أَبو إِسحق: النَّفْس في كلام العرب يجري على ضربين: أَحدهما قولك خَرَجَتْ نَفْس فلان أَي رُوحُه، وفي نفس فلان أَن يفعل كذا وكذا أَي في رُوعِه، والضَّرْب الآخر مَعْنى النَّفْس فيه مَعْنى جُمْلَةِ الشيء وحقيقته، تقول: قتَل فلانٌ نَفْسَه وأَهلك نفسه أَي أَوْقَتَ الإِهْلاك بذاته كلِّها وحقيقتِه، والجمع من كل ذلك أَنْفُس ونُفُوس؛ قال أَبو خراش في معنى النَّفْس الروح: نَجَا سالِمٌ والنَّفْس مِنْه بِشِدقِهِ، ولم يَنْجُ إِلا جَفْنَ سَيفٍ ومِئْزَرَا قال ابن بري: الشعر لحذيفة بن أَنس الهذلي وليس لأَبي خراش كما زعم الجوهري، وقوله نَجَا سَالِمٌ ولم يَنْجُ كقولهم أَفْلَتَ فلانٌ ولم يُفْلِتْ إِذا لم تعدّ سلامتُه سلامةً، والمعنى فيه لم يَنْجُ سالِمٌ إِلا بجفن سيفِه ومئزرِه وانتصاب الجفن على الاستثناء المنقطع أَي لم ينج سالم إِلا جَفْنَ سيف، وجفن السيف منقطع منه، والنفس ههنا الروح كما ذكر؛ ومنه قولهم: فَاظَتْ نَفْسُه؛ وقال الشاعر: كادَت النَّفْس أَنْ تَفِيظَ عَلَيْهِ، إِذْ ثَوَى حَشْوَ رَيْطَةٍ وبُرُودِ قال ابن خالويه: النَّفْس الرُّوحُ، والنَّفْس ما يكون به التمييز، والنَّفْس الدم، والنَّفْس الأَخ، والنَّفْس بمعنى عِنْد، والنَّفْس قَدْرُ دَبْغة. قال ابن بري: أَما النَّفْس الرُّوحُ والنَّفْسُ ما يكون به التمييز فَشاهِدُهُما قوله سبحانه: اللَّه يَتَوفَّى الأَنفُس حين مَوتِها، فالنَّفْس الأُولى هي التي تزول بزوال الحياة، والنَّفْس الثانية التي تزول بزوال العقل؛ وأَما النَّفْس الدم فشاهده قول السموأَل: تَسِيلُ على حَدِّ الظُّبَّاتِ نُفُوسُنَا، ولَيْسَتْ عَلى غَيْرِ الظُّبَاتِ تَسِيلُ وإِنما سمي الدم نَفْساً لأَن النَّفْس تخرج بخروجه، وأَما النَّفْس بمعنى الأَخ فشاهده قوله سبحانه: فإِذا دخلتم بُيُوتاً فسلموا على أَنْفُسِكم، وأَما التي بمعنى عِنْد فشاهده قوله تعالى حكاية عن عيسى، على نبينا محمد وعليه الصلاة والسلام: تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك؛ أَي تعلم ما عندي ولا أَعلم ما عندك، والأَجود في ذلك قول ابن الأَنباري: إِن النَّفْس هنا الغَيْبُ، أَي تعلم غيبي لأَن النَّفْس لما كانت غائبة أُوقِعَتْ على الغَيْبِ، ويشهد بصحة قوله في آخر الآية قوله: إِنك أَنت عَلاَّمُ الغُيُوب، كأَنه قال: تعلم غَّيْبي يا عَلاَّم الغُيُوبِ. والعرب قد تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن، وذلك أَن النَّفْس قد تأْمره بالشيء وتنهى عنه، وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه، فجعلوا التي تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى؛ وعلى ذلك قول الشاعر:يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ، وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ، أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا يَطُورُها؟ وأَنشد الطوسي: لمْ تَدْرِ ما لا؛ ولَسْتَ قائِلَها، عُمْرَك ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً فِيهَا وفي أُخْتِها، ولم تَكَدِ وقال آخر: فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت: ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ، تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها ونَفْسٌ تقول: اجْهَدْ نجاءك، لا تَكُنْ كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم: عندي ثلاثة أَنْفُسٍ. وكقوله تعالى: أَن تقول نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جنب اللَّه؛ قال ابن سيده: وقوله تعالى: تعلم ما في نفسي ولا أَعلم ما في نفسك؛ أَي تعلم ما أَضْمِرُ ولا أَعلم ما في نفسك أَي لا أَعلم ما حقِيقَتُك ولا ما عِنْدَكَ عِلمُه، فالتأَويل تعلَمُ ما أَعلَمُ ولا أَعلَمُ ما تعلَمُ. وقوله تعالى: ويحذِّرُكم اللَّه نَفْسَه؛ أَي يحذركم إِياه، وقوله تعالى: اللَّه يتوفى الأَنفس حين موتها؛ روي عن ابن عباس أَنه قال: لكل إسنسان نَفْسان: إِحداهما نفس العَقْل الذي يكون به التمييز، والأُخرى نَفْس الرُّوح الذي به الحياة. وقال أَبو بكر بن الأَنباري: من اللغويين من سَوَّى النَّفْس والرُّوح وقال هما شيء واحد إِلا أَن النَّفْس مؤنثة والرُّوح مذكر، قال: وقال غيره الروح هو الذي به الحياة، والنفس هي التي بها العقل، فإِذا نام النائم قبض اللَّه نَفْسه ولم يقبض رُوحه، ولا يقبض الروح إِلا عند الموت، قال: وسميت النَّفْسُ نَفْساً لتولّد النَّفَسِ منها واتصاله بها، كما سَّموا الرُّوح رُوحاً لأَن الرَّوْحَ موجود به، وقال الزجاج: لكل إِنسان نَفْسان: إِحداهما نَفْس التمييز وهي التي تفارقه إِذا نام فلا يعقل بها يتوفاها اللَّه كما قال اللَّه تعالى، والأُخرى نفس الحياة وإِذا زالت زال معها النَّفَسُ، والنائم يَتَنَفَّسُ، قال: وهذا الفرق بين تَوَفِّي نَفْس النائم في النوم وتَوفِّي نَفْس الحيّ؛ قال: ونفس الحياة هي الرُّوح وحركة الإِنسان ونُمُوُّه يكون به، والنَّفْس الدمُ؛ وفي الحديث: ما لَيْسَ له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا مات فيه، وروي عن النخعي أَنه قال: كلُّ شيء له نَفْس سائلة فمات في الإِناء فإِنه يُنَجِّسه، أَراد كل شيء له دم سائل، وفي النهاية عنه: كل شيء ليست له نَفْس سائلة فإِنه لا يُنَجِّس الماء إِذا سقط فيه أَي دم سائل. والنَّفْس الجَسَد؛ قال أَوس بن حجر يُحَرِّض عمرو بن هند على بني حنيفة وهم قتَلَة أَبيه المنذر بن ماء السماء يوم عَيْنِ أَباغٍ ويزعم أَن عَمْرو ابن شمر (* قوله «عمرو بن شمر» كذا بالأصل وانظره مع البيت الثاني فإنه يقتضي العكس.) الحنفي قتله: نُبِّئْتُ أَن بني سُحَيْمٍ أَدْخَلوا أَبْياتَهُمْ تامُورَ نَفْس المُنْذِر فَلَبئسَ ما كَسَبَ ابنُ عَمرو رَهطَهُ شمرٌ وكان بِمَسْمَعٍ وبِمَنْظَرِ والتامُورُ: الدم، أَي حملوا دمه إِلى أَبياتهم ويروى بدل رهطه قومه ونفسه. اللحياني: العرب تقول رأَيت نَفْساً واحدةً فتؤنث وكذلك رأَيت نَفْسَين فإِذا قالوا رأَيت ثلاثة أَنفُس وأَربعة أَنْفُس ذَكَّرُوا، وكذلك جميع العدد، قال: وقد يجوز التذكير في الواحد والاثنين والتأْنيث في الجمع، قال: حكي جميع ذلك عن الكسائي، وقال سيبويه: وقالوا ثلاثة أَنْفُس يُذكِّرونه لأَن النَّفْس عندهم إنسان فهم يريدون به الإِمنسان، أَلا ترى أَنهم يقولون نَفْس واحد فلا يدخلون الهاء؟ قال: وزعم يونس عن رؤبة أَنه قال ثلاث أَنْفُس على تأْنيث النَّفْس كما تقول ثلاث أَعْيُنٍ للعين من الناس، وكما قالوا ثلاث أَشْخُصٍ في النساء؛ وقال الحطيئة: ثلاثَةُ أَنْفُسٍ وثلاثُ ذَوْدٍ، لقد جار الزَّمانُ على عِيالي وقوله تعالى: الذي خلقكم من نَفْس واحدة؛ يعي آدم، عليه السلام، وزوجَها يعني حواء. ويقال: ما رأَيت ثمَّ نَفْساً أَي ما رأَيت أَحداً. وقوله في الحديث: بُعِثْتُ في نَفَس الساعة أَي بُعِثْتُ وقد حان قيامُها وقَرُبَ إِلا أَن اللَّه أَخرها قليلاً فبعثني في ذلك النَّفَس، وأَطلق النَّفَس على القرب، وقيل: معناه أَنه جعل للساعة نَفَساً كَنَفَس الإِنسان، أَراد: إِني بعثت في وقت قريب منها، أَحُس فيه بنَفَسِها كما يَحُس بنَفَس الإِنسان إِذا قرب منه، يعني بعثت في وقتٍ بانَتْ أَشراطُها فيه وظهرت علاماتها؛ ويروى: في نَسَمِ الساعة، وسيأْتي ذكره والمُتَنَفِّس: ذو النَّفَس. ونَفْس الشيء: ذاته؛ ومنه ما حكاه سيبويه من قولهم نزلت بنَفْس الجيل، ونَفْسُ الجبل مُقابِلي، ونَفْس الشيء عَيْنه يؤكد به. يقال: رأَيت فلاناً نَفْسه، وجائني بَنَفْسِه، ورجل ذو نَفس أَي خُلُق وجَلَدٍ، وثوب ذو نَفس أَي أَكْلٍ وقوَّة. والنَّفْس العَيْن. والنَّافِس: العائن. والمَنْفوس: المَعْيون. والنَّفُوس: العَيُون الحَسُود المتعين لأَموال الناس ليُصيبَها، وما أَنْفَسه أَي ما أَشدَّ عينه؛ هذه عن اللحياني.ويقال: أَصابت فلاناً نَفْس، ونَفَسْتُك بنَفْس إِذا أَصَبْتَه بعين. وفي الحديث: نهى عن الرُّقْيَة إِلا في النَّمْلة والحُمَة والنَّفْس؛ النَّفْس: العين، هو حديث مرفوع إِلى النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، عن أَنس. ومنه الحديث: أَنه مسح بطنَ رافع فأَلقى شحمة خَضْراء فقال: إِنه كان فيها أَنْفُس سَبْعَة، يريد عيونهم؛ ومنه حديث ابن عباس: الكِلابُ من الجِنِّ فإِن غَشِيَتْكُم عند طعامكم فأَلقوا لهن فإِن لهن أَنْفُساً أَي أَعْيناً. ويقالُ: نَفِس عليك فلانٌ يَنْفُسُ نَفَساً ونَفاسَةً أَي حَسَدك. ابن الأَعرابي: النَّفْس العَظَمَةُ والكِبر والنَّفْس العِزَّة والنَّفْس الهِمَّة والنَّفْس عين الشيء وكُنْهُه وجَوْهَره، والنَّفْس الأَنَفَة والنَّفْس العين التي تصيب المَعِين. والنَّفَس الفَرَج من الكرب. وفي الحديث: لا تسبُّوا الريح فإِنها من نَفَس الرحمن، يريد أَنه بها يُفرِّج الكربَ ويُنشِئ السحابَ ويَنشر الغيث ويُذْهب الجدبَ، وقيل: معناه أَي مما يوسع بها على الناس، وفي الحديث: أَنه، صلى اللَّه عليه وسلم، قال: أَجد نَفَس ربكم من قِبَلِ اليمن، وفي رواية: أَجد نَفَس الرحمن؛ يقال إِنه عنى بذلك الأَنصار لأَن اللَّه عز وجل نَفَّس الكربَ عن المؤمنين بهم، وهم يَمانُونَ لأَنهم من الأَزد، ونَصَرهم بهم وأَيدهم برجالهم، وهو مستعار من نَفَس الهواء الذي يَرُده التَّنَفُّس إِلى الجوف فيبرد من حرارته ويُعَدِّلُها، أَو من نَفَس الريح الذي يَتَنَسَّمُه فيَسْتَرْوِح إِليه، أَو من نفَس الروضة وهو طِيب روائحها فينفرج به عنه، وقيل: النَّفَس في هذين الحديثين اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من نَفّسَ يُنَفِّسُ تَنْفِيساً ونَفَساً،كما يقال فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْريجاً وفَرَجاً، كأَنه قال: اَجد تَنْفِيسَ ربِّكم من قِبَلِ اليمن، وإِن الريح من تَنْفيس الرحمن بها عن المكروبين، والتَّفْريج مصدر حقيقي، والفَرَج اسم يوضع موضع المصدر؛ وكذلك قوله: الريح من نَفَس الرحمن أَي من تنفيس اللَّه بها عن المكروبين وتفريجه عن الملهوفين. قال العتبي: هجمت على واد خصيب وأَهله مُصْفرَّة أَلوانهم فسأَلتهم عن ذلك فقال شيخ منهم: ليس لنا ريح. والنَّفَس خروج الريح من الأَنف والفم، والجمع أَنْفاس. وكل تَرَوُّح بين شربتين نَفَس. والتَنَفُّس استمداد النَفَس، وقد تَنَفَّس الرجلُ وتَنَفَّس الصُّعَداء، وكلّ ذي رِئَةٍ مُتَنَفِّسٌ، ودواب الماء لا رِئاتَ لها. والنَّفَس أَيضاً: الجُرْعَة؛ يقال: أَكْرَع في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسَين أَي جُرْعة أَو جُرْعَتين ولا تزد عليه، والجمع أَنفاس مثل سبب وأَسباب؛ قال جرجر: تُعَلِّلُ، وَهْيَ ساغِبَةٌ، بَنِيها بأَنْفاسٍ من الشَّبِمِ القَراحِ وفي الحديث: نهى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء. وفي حديث آخر: أَنه كان يَتَنفّسُ في الإِناء ثلاثاً يعني في الشرب؛ قال الأَزهري: قال بعضهم الحديثان صحيحان. والتَنَفُّس له معنيان: أَحدهما أَن يشرب وهو يَتَنَفَّسُ في الإِناء من غير أَن يُبِينَه عن فيه وهو مكروه، والنَّفَس الآخر أَن يشرب الماء وغيره من الإِناء بثلاثة أَنْفاسٍ يُبينُ فاه عن الإِناء في كل نَفَسٍ. ويقال شراب غير ذي نَفَسٍ إِذا كان كَرِيه الطعم آجِناً إِذا ذاقه ذائق لم يَتَنَفَّس فيه، وإِنما هي الشربة الأُولى قدر ما يمسك رَمَقَه ثم لا يعود له؛ وقال أَبو وجزة السعدي: وشَرْبَة من شَرابٍ غَيْرِ ذي نََفَسٍ، في صَرَّةٍ من نُجُوم القَيْظِ وهَّاجِ ابن الأَعرابي: شراب ذو نَفَسٍ أَي فيه سَعَةٌ وريٌّ؛ قال محمد بن المكرم: قوله النَّفَس الجُرْعة، وأَكْرَعْ في الإِناء نَفَساً أَو نَفَسين أَي جُرْعة أَو جُرْعتين ولا تزد عليه، فيه نظر، وذلك أَن النّفَس الواحد يَجْرع الإِنسانُ فيه عِدَّة جُرَع، يزيد وينقص على مقدار طول نَفَس الشارب وقصره حتى إِنا نرى الإِنسان يشرب الإِناء الكبير في نَفَس واحد علة عدة جُرَع. ويقال: فلان شرب الإِناء كله على نَفَس واحد، واللَّه أَعلم. ويقال: اللهم نَفِّس عني أَي فَرِّج عني ووسِّع عليَّ، ونَفَّسْتُ عنه تَنْفِيساً أَي رَفَّهْتُ. يقال: نَفَّس اللَّه عنه كُرْبته أَي فرَّجها. وفي الحديث: من نَفَّسَ عن مؤمن كُرْبة نَفَّسَ اللَّه عنه كرْبة من كُرَب الآخرة، معناه من فَرَّجَ عن مؤمن كُربة في الدنيا فرج اللَّه عنه كُرْبة من كُرَب يوم القيامة. ويقال: أَنت في نَفَس من أَمرك أَي سَعَة، واعمل وأَنت في نَفَس من أَمرك أَي فُسحة وسَعة قبل الهَرَم والأَمراض والحوادث والآفات. والنَّفَس مثل النَّسيم، والجمع أَنْفاس. ودارُك أَنْفَسُ من داري أَي أَوسع. وهذا الثوب أَنْفَسُ من هذا أَي أَعرض وأَطول وأَمثل. وهذا المكان أَنْفَسُ من هذا أَي أَبعد وأَوسع. وفي الحديث: ثم يمشي أَنْفَسَ منه أَي أَفسح وأَبعد قليلاً. ويقال: هذا المنزل أَنْفَس المنزلين أَي أَبعدهما، وهذا الثوب أَنْفَس الثوبين أَي أَطولهما أَو أَعرضهما أَو أَمثلهما. ونَفَّس اللَّه عنك أَي فرَّج ووسع. وفي الحديث: من نَفَّس عن غريمه أَي أَخَّر مطالبته. وفي حديث عمار: لقد أَبْلَغْتَ وأَوجَزْتَ فلو كنت تَنَفَّسْتَ أَي أَطلتَ؛ وأَصله أَن المتكلم إِذا تَنَفَّسَ استأْنف القول وسهلت عليه الإِطالة. وتَنَفَّسَتْ دَجْلَةُ إِذا زاد ماؤها. وقال اللحياني: إِن في الماء نَفَساً لي ولك أَي مُتَّسَعاً وفضلاً، وقال ابن الأَعرابي: أَي رِيّاً؛ وأَنشد: وشَربة من شَرابٍ غيرِ ذِي نَفَسٍ، في كَوْكَبٍ من نجوم القَيْظِ وضَّاحِ أَي في وقت كوكب. وزدني نَفَساً في أَجلي أَي طولَ الأَجل؛ عن اللحياني. ويقال: بين الفريقين نَفَس أَي مُتَّسع. ويقال: لك في هذا الأَمر نُفْسَةٌ أَي مُهْلَةٌ. وتَنَفَّسَ الصبحُ أَي تَبَلَّج وامتدَّ حتى يصير نهاراً بيّناً. وتَنَفَّس النهار وغيره: امتدَّ وطال. ويقال للنهار إِذا زاد: تَنَفَّسَ، وكذلك الموج إِذا نَضحَ الماءَ. وقال اللحياني: تَنَفَّس النهار انتصف، وتنَفَّس الماء. وقال اللحياني: تَنَفَّس النهار انتصف، وتنَفَّس أَيضاً بَعُدَ، وتنَفَّس العُمْرُ منه إِما تراخى وتباعد وإِما اتسع؛ أَنشد ثعلب: ومُحْسِبة قد أَخْطأَ الحَقُّ غيرَها، تَنَفَّسَ عنها جَنْبُها فهي كالشِّوا وقال الفراء في قوله تعالى: والصبح إِذا تَنَفَّسَ، قال: إِذا ارتفع النهار حتى يصير نهاراً بيّناً فهو تَنَفُّسُ الصبح. وقال مجاهد: إِذا تَنَفَّس إِذا طلع، وقال الأَخفش: إِذا أَضاء، وقال غيره: إِذا تنَفَّس إِذا انْشَقَّ الفجر وانْفَلق حتى يتبين منه. ويقال: كتبت كتاباً نَفَساً أَي طويلاً؛ وقول الشاعر: عَيْنَيَّ جُودا عَبْرَةً أَنْفاسا أَي ساعة بعد ساعة. ونَفَسُ الساعة: آخر الزمان؛ عن كراع. وشيء نَفِيسٌ أَي يُتَنافَس فيه ويُرْغب. ونَفْسَ الشيء، بالضم، نَفاسَةً، فهو نَفِيسٌ ونافِسٌ: رَفُعَ وصار مرغوباً فيه، وكذلك رجل نافِسٌ ونَفِيسٌ، والجمع نِفاسٌ. وأَنْفَسَ الشيءُ: صار نَفيساً. وهذا أَنْفَسُ مالي أَي أَحَبُّه وأَكرمه عندي. وقال اللحياني: النَّفِيسُ والمُنْفِسُ المال الذي له قدر وخَطَر، ثم عَمَّ فقال: كل شيء له خَطَرٌ وقدر فهو نَفِيسٌ ومُنْفِس؛ قال النمر بن تولب: لا تَجْزَعي إِنْ مُنْفِساً أَهْلَكْتُه، فإِذا هَلَكْتُ، فعند ذلك فاجْزَعي وقد أَنْفَسَ المالُ إِنْفاساً ونَفُس نُفُوساً ونَفاسَةً. ويقال: إِن الذي ذكَرْتَ لمَنْفُوس فيه أَي مرغوب فيه. وأَنْفَسَني فيه ونَفَّسَني: رغَّبني فيه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: بأَحْسَنَ منه يومَ أَصْبَحَ غادِياً، ونفَّسَني فيه الحِمامُ المُعَجَّلُ أَي رغَّبني فيه. وأَمر مَنْفُوس فيه: مرغوب. ونَفِسْتُ عليه الشيءَ أَنْفَسُه نَفاسَةً إِذا ضَنِنْتَ به ولم تحب أَن يصل إِليه. ونَفِسَ عليه بالشيء نَفَساً، بتحريك الفاء، ونَفاسَةً ونَفاسِيَةً، الأَخيرة نادرة: ضَنَّ. ومال نَفِيس: مَضْمون به. ونَفِسَ عليه بالشيء، بالكسر: ضَنَّ به ولم يره يَسْتأْهله؛ وكذلك نَفِسَه عليه ونافَسَه فيه؛ وأَما قول الشاعر:وإِنَّ قُرَيْشاً مُهْلكٌ مَنْ أَطاعَها، تُنافِسُ دُنْيا قد أَحَمَّ انْصِرامُها فإِما أَن يكون أَراد تُنافِسُ في دُنْيا، وإِما أَن يريد تُنافِسُ أَهلَ دُنْيا. ونَفِسْتَ عليَّ بخيرٍ قليل أَي حسدت. وتَنافَسْنا ذلك الأَمر وتَنافَسْنا فيه: تحاسدنا وتسابقنا. وفي التنزيل العزيز: وفي ذلك فَلْيَتَنافَس المُتَنافِسون أَي وفي ذلك فَلْيَتَراغَب المتَراغبون. وفي حديث المغيرة: سَقِيم النِّفاسِ أَي أَسْقَمَتْه المُنافَسة والمغالبة على الشيء. وفي حديث إِسمعيل، عليه السلام: أَنه تَعَلَّم العربيةَ وأَنْفَسَهُمْ أَي أَعجبهم وصار عندهم نَفِيساً. ونافَسْتُ في الشيء مُنافَسَة ونِفاساً إِذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم. وتَنافَسُوا فيه أَي رغبوا. وفي الحديث: أَخشى أَن تُبْسط الدنيا عليكم كما بُسِطَتْ على من كان قبلكم فتَنافَسوها كما تَنافَسُوها؛ هو من المُنافَسَة الرغبة في الشيء والانفرادية، وهو من الشيء النَّفِيسِ الجيد في نوعه.ونَفِسْتُ بالشيء، بالكسر، أَي بخلت. وفي حديث علي، كرم اللَّه وجهه: لقد نِلْتَ صِهْرَ رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، فما نَفِسْناه عليك. وحديث السقيفة: لم نَنْفَسْ عليك أَي لم نبخل. والنِّفاسُ: ولادة المرأَة إِذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءٌ. والنَّفْسُ الدم. ونُفِسَت المرأَة ونَفِسَتْ، بالكسر، نَفَساً ونَفاسَةً ونِفاساً وهي نُفَساءُ ونَفْساءُ ونَفَساءُ: ولدت. وقال ثعلب: النُّفَساءُ الوالدة والحامل والحائض، والجمع من كل ذلك نُفَساوات ونِفاس ونُفاس ونُفَّس؛ عن اللحياني، ونُفُس ونُفَّاس؛ قال الجوهري: وليس في الكلام فُعَلاءُ يجمع على فعالٍ غير نُفَسَاء وعُشَراءَ، ويجمع أَيضاً على نُفَساوات وعُشَراوات؛ وامرأَتان نُفساوان، أَبدلوا من همزة التأْنيث واواً. وفي الحديث: أَن أَسماء بنت عُمَيْسٍ نُفِسَتْ بمحمد بن أَبي بكر أَي وضَعَت؛ ومنه الحديث: فلما تَعَلَّتْ من نِفاسها أَي خرجت من أَيام ولادتها. وحكى ثعلب: نُفِسَتْ ولداً على فعل المفعول. وورِثَ فلان هذا المالَ في بطن أُمه قبل أَن يُنْفَس أَي يولد. الجوهري: وقولهم ورث فلان هذا المال قبل أَن يُنْفَسَ فلان أَي قبل أَن يولد؛ قال أَوس بن حجر يصف محاربة قومه لبني عامر بن صعصعة: وإِنَّا وإِخْواننا عامِراً على مِثلِ ما بَيْنَنا نَأْتَمِرْ لَنا صَرْخَةٌ ثم إِسْكاتَةٌ، كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ أَي بولد. وقوله لنا صرخة أَي اهتياجة يتبعها سكون كما يكون للنُّفَساء إِذا طَرَّقَتْ بولدها، والتَطْريقُ أَن يعسر خروج الولد فَتَصْرُخ لذلك، ثم تسكن حركة المولود فتسكن هي أَيضاً، وخص تطريق البِكر لأَن ولادة البكر أَشد من ولادة الثيب. وقوله على مثل ما بيننا نأْتمر أَي نمتثل ما تأْمرنا به أَنْفسنا من الإِيقاع بهم والفتك فيهم على ما بيننا وبينهم من قرابة؛ وقولُ امرئ القيس: ويَعْدُو على المَرْء ما يَأْتَمِرْ أَي قد يعدو عليه امتثاله ما أَمرته به نفسه وربما كان داعَية للهلاك. والمَنْفُوس: المولود. وفي الحديث: ما من نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلا وقد كُتِبَ مكانها من الجنة والنار، وفي رواية: إِلا :كُتِبَ رزقُها وأَجلها؛ مَنْفُوسَةٍ أَي مولودة. قال: يقال نَفِسَتْ ونُفِسَتْ، فأَما الحيض فلا يقال فيه إِلا نَفِسَتْ، بالفتح. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَنه أَجْبَرَ بني عَمٍّ على مَنْفُوسٍ أَي أَلزمهم إِرضاعَه وتربيتَه. وفي حديث أَبي هريرة: أَنه صَلَّى على مَنْفُوسٍ أَي طِفْلٍ حين ولد، والمراد أَنه صلى عليه ولم يَعمل ذنباً. وفي حديث ابن المسيب: لا يرثُ المَنْفُوس حتى يَسْتَهِلَّ صارخاً أَي حتى يسمَع له صوت. وقالت أُم سلمة: كنت مع النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، في الفراش فَحِضْتُ فخَرَجْتُ وشددت عليَّ ثيابي ثم رجعت، فقال: أَنَفِسْتِ؟ أَراد: أَحضتِ؟ يقال: نَفِسَت المرأَة تَنْفَسُ، بالفتح، إِذا حاضت. ويقال: لفلان مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ أَي مال كثير. يقال: ما سرَّني بهذا الأَمر مُنْفِسٌ ونَفِيسٌ. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: كنا عنده فَتَنَفَّسَ رجلٌ أَي خرج من تحته ريح؛ شَبَّهَ خروج الريح من الدبر بخروج النَّفَسِ من الفم. وتَنَفَّسَت القوس: تصدَّعت، ونَفَّسَها هو: صدَّعها؛ عن كراع، وإِنما يَتَنَفَّس منها العِيدانُ التي لم تفلق وهو خير القِسِيِّ، وأَما الفِلْقَة فلا تَنَفَّسُ. ابن شميل: يقال نَفَّسَ فلان قوسه إِذا حَطَّ وترها، وتَنَفَّس القِدْح والقوس كذلك. قال ابن سيده: وأَرى اللحياني قال: إِن النَّفْس الشق في القوس والقِدح وما أَشْبهها، قال: ولست منه على ثقة. والنَّفْسُ من الدباغ: قدرُ دَبْغَةٍ أَو دَبْغتين مما يدبغ به الأَديم من القرظ وغيره. يقال: هب لي نَفْساً من دباغ؛ قال الشاعر: أَتَجْعَلُ النَّفْسَ التي تُدِيرُ في جِلْدِ شاةٍ ثم لا تَسِيرُ؟ قال الأَصمعي: بعثت امرأَة من العرب بُنَيَّةً لها إِلى جارتها فقالت: تقول لكِ أُمي أَعطيني نَفْساً أَو نَفْسَيْنِ أَمْعَسُ بها مَنِيئَتي فإِني أَفِدَةٌ أَي مستعجلة لا أَتفرغ لاتخاذ الدباغ من السرعة، أَرادت قدر دبغة أَو دبغتين من القَرَظ الذي يدبغ به. المَنِيئَةُ: المَدْبَغة وهي الجلود التي تجعل في الدِّباغ، وقيل: النَّفْس من الدباغ مِلءُ الكفِّ، والجمع أَنْفُسٌ؛ أَنشد ثعلب: وذِي أَنْفُسٍ شَتَّى ثَلاثٍ رَمَتْ به، على الماء، إِحْدَى اليَعْمُلاتِ العَرَامِس يعني الوَطْبَ من اللبن الذي دُبِغَ بهذا القَدْر من الدّباغ. والنَّافِسُ: الخامس من قِداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: وفيه خمسة فروض وله غُنْمُ خمسة أَنْصباءَ إِن فاز، وعليه غُرْمُ خمسة أَنْصِباءَ إِن لم يفز، ويقال هو الرابع.
نفس (العباب الزاخر) النَّفْسُ: الرُّوْحُ، يقال: خَرَجَتْ نَفْسُه، قال:
نَجَا سالِمٌ والنَّفْسُ منه بِشِـدْقِـهِ ولم يَنْجُ إلاّ جَفْنَ سَيْفٍ ومِئْزَرا
أي بِجِفْنِ سَيْفٍ وبِمِئْزَرِ.والنَّفْسُ -أيضاً-: الجَسَدُ، قال أوس بن حَجَر:
والتّامُور: الدّم.وأمّا قَوْلُهم: ثلاثَةُ أَنْفُسٍ فَيُذَكِّرُوْنَه، لأنَّهُم يُرِيْدونَ بِهِ الإنْسَانَ. والنَّفْسُ العَيْنُ، يقال: أصابَتُ فلان نَفْسٌ. ونَفَسْتُكَ بنَفْسٍ: أي أصَبْتُكَ بِعَيْنٍ. والنّافِس: العائنُ. وفي حديث محمّد بن سِيْرِين أنَّه قال: نُهِيَ عن الرُّقى إلاّ في ثَلاثٍ: النَّمْلَةِ والحُمَةِ والنَّفْسِ. ومنه حديث ابنِ عبّاس -رضي الله عنهما-: الكِلابُ مِنَ الجِنِّ، فإذا غَشِيَتْكُم عِنْدَ طَعامشكم فألْقُوا لَهُنَّ، فإنَّ لَهُنَّ أنْفُساً. ومنه قول النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- حِيْنَ مَسَحَ بَطْنَ رافِع -رضي الله عنه-: فألقى شَحْمَةً خَضْرَاءَ كانَ فيها أنْفُسُ سَبْعَةٍ. يَرِيْدُ عَيَوْنَهم.وقوله تعالى: (ظَنَّ المُؤْمِنُونَ والمُؤْمِناتُ بأنْفُسِهم خَيْراً)، قال ابنُ عَرَفَة: أي بأهْلِ الإيمان وأهْلِ شَرِيْعَتِهم.وقوله تعالى: (ما خَلْقُكُم ولا بَعْثُكُمُ إلاّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) أي كَخَلْقِ نَفْسٍ واحِدَة، فَتُرِكَ ذِكْرُ الخَلْقِ وأُضِيْفَ إلى النَّفْسِ، وهذا كما قالَ النابِغة الذُبْيَاني:
وقد خِفْتُ حتى ما تَزِيْدَ مَخافَـتـي على وَعِلٍ في ذي المَطَارَةِ عاقِلِ
أي على مَخَافَةِ وَعِلٍ.والنَّفْسُ -أيضاً-: العِنْدُ، قال الله تعالى: (تَعْلَمُ ما في نَفْسي ولا أعْلَمُ ما في نَفْسِكَ) أي تَعْلَمُ ما عِندِي ولا أعْلَمُ ما عِنْدَك، وقال ابن الأنباريّ: أي تَعْلَمُ ما في نَفْسي ولا أعْلَمُ ما في غَيْبكَ، وقيل: تَعْلَمُ حَقيقَتي ولا أعْلَمُ حَقِيْقَتَك.ونَفْسُ الشيء: عَيْنُه، يُوَكَّدُ به، يقال: رأيْتَ فلان نَفْسَه وجاءني بِنَفْسِه.والنَّفْسُ -أيضاً-: دَبْغَةٍ مِمّا يُدْبَغُ به الأدِيْمُ من القَرَظ وغيرِه، يقال هَبْ لي نَفْساً من دِباغٍ. قال الأصمَعيّ: بَعَثَتِ امرأةٌ مِنَ العَرَبِ بِنْتاً لها إلى جارَتِها فقالَت: تقولُ لَكِ أُمِّي: أعْطِيْني نَفْساً أو نَفَسَيْنِ أمْعَسُ به مَنِيْئتي فإنّي أفِدَةٌ؛ أي مُسْتَعْجِلَةٌ؛ لا أتَفَرَّغُ لاتِّخاذِ الدِّباغِ من السُّرْعَةِ.وقال ابن الأعرابيّ: النَّفْسُ: العَظَمَة. والنَّفْسُ الكِبْرُ. والنَّفْسُ العِزَّة. والنَّفْسُ الهِمَّة. والنَّفْسُ الأنَفَة.والنّافِسُ: الخامِسُ من سِهَامِ المَيْسَر، ويقال: هو الرَّابِع.والنَّفَسُ -بالتحريك-: واحِدُ الأنْفاسِ، وفي حديث النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسَلَّم-: أجِدُ نَفَسَ رَبِّكُم من قِبَلِ اليَمَن. هو مُسْتَعار من نَفَسِ الهَوَاءِ الذي يَرُدُّه المُتَنَفِّسُ إلى جَوْفِهِ فَيُبَرِّد مِن حَرَارَتِه ويُعَدِّلُها، أو مِن نَفَسِ الرِّيح الذي يَتَنَسَّمُه فَيَسْتَرْوِح إليه ويُنَفِّسُ عنه، أو مِن نَفَسِ الرَوْضَةِ وهو طِيْبُ رَوائحِها الذي يَتَشَمَّمْه فَيَتَفَرَّج به، لِمَا أنْعَمَ به رَبُّ العِزَّة مِنَ التَّنْفيسِ والفَرَجِ وإزالَة الكُرْبَة. ومنه قولُه -صلى الله عليه وسلّم-: لا تَسُبُّوا الرِيْحَ فإنَّها من نَفَسِ الرحمن. يُريدُ بها أنَّها تُفَرِّجُ الكُرَبَ وتَنْشُرُ الغَيْثَ وتُنْشِئُ السَّحَابَ وتُذْهِبُ الجَدْبَ. وقولُه: "من قِبَلِ اليَمَنِ" أرادَ به ما تَيَسَّرَ له من أهل المَدينَة -على ساكِنيها السّلام- من النُّصْرَة والإيْواءِ، ونَفَّسَ اللهُ الكُرَبَ عن المؤمِنينَ بأهْلِها، وهم يَمَانُوْنَ.ويقال: أنتَ في نَفَسٍ من أمْرِكَ: أي في سَعَةٍ. واعْمَلْ وأنْتَ في نَفَسٍ من عُمُرِكَ: أي في فُسْحَةٍ قَبْلَ الهَرَمِ والمَرَضِ وَنَحوِهما. وقال الأزهَريّ: النَّفَسُ في هذَين الحَدِيْثَيْنِ: اسمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدَر الحقيقيّ، من نَفَّسَ يُنَفِسُّ تَنْفِيْساً ونَفَساً، كما يقال: فَرَّجَ يُفَرِّجُ تَفْرِيْجاً وفَرَجاً، كأنَّه قال: أجِدُ تَنْفِيْسَ رَبِّكم من قِبَلِ اليَمَنِ، وكذلك قولُه -صلى اله عليه وسلّم-: فإنَّها من نَفَسِ الرَّحمن، أي من تَنْفِيْسِ الله بها عن المَكْرُوْبِيْنَ.وقَوْلُه:
عَيْنَيَّ جُوْدا عَبْرَةً أنْفاسا
أي ساعَةً بَعْدَ ساعَةٍ.وقال أبو زَيد: كَتَبْتُ كِتَاباً نَفَساً: أي طَويلاً. والنَّفَسُ -أيضاً-: الجُرْعَةُ، يقال: اكْرَعْ في الإناءِ نَفَساً أو نَفَسَيْنِ ولا تَزِدْ عليه. والشُّرْبُ في ثَلاثَةِ أنْفاسٍ سُنَّة. ومثال نَفَسٍ وأنْفاسٍ: سَبَبٌ وأسْبابٌ، قال جَرير:
تُعَلِّلُ وهي ساغِبَةُ بَنِيهـا بأنْفاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ
ويقال: شَرَابٌ غَيرُ ذي نَفَسٍ: إذا كانَ كَرِيْهَ الطّعْمِ آجِناً إذا ذاقَه ذائقٌ لم يَتَنَفَّسْ فيه، وإنَّما هي الشَّرْبَةُ الأولى قَدْرُ ما يُمْسِك رَمَقَه ثمَّ لا يَعُودُ له لأجُوْنَتِه، قال الراعي:
سَقَيْتَها صادِياً تَهْوِي مَسـامِـعَـه قد ظَنَّ أنْ لَيْسَ من أصْحَابِهِ ناجِ
ويُروى: "غَيرِ ذي قَنَعٍ" أي ذي كَثْرَةٍ؛ أي هِيَ أقَلُّ من أنْ تَشْرَبَ منها ثَمَّ تَتَنَفَّسَ.وقال ابن الأعرابيّ: شَرَابٌ ذو نَفَسٍ: أي فيه سَعَةٌ ورِيٌّ.وشَيْءٌ نَفِيْسٌ ومَنْفوسٌ: يُتَنَافَسُ فيه ويُرْغَبُ، قال جَرير:
لو لم تُرِد قَتْلَنا جادَتْ بِمُطَّرَفٍ مِمّا يُخالِط حَبَّ القَلْبِ مَنْفُوْسِ
المُطَّرَفُ: المُسْتَطْرَفُ.ولفلان نَفِيْس: أي مال كثير. وما يَسُرُّني بهذا الأمْرِ نَفِيْسٌ.وهذا أنْفَسُ مالي: أي أحَبُّه وأكْرَمُه عندي.ونَفِسَ به -بالكسر-: أي ضَنَّ به.ونَفِسْتُ عليه الشَّيْء نَفَاسَة: إذا لم تَرَهُ أهْلاً له.ونَفِسْتَ عَلَيَّ بِخَيْرٍ قَليل: أي حَسَدْتَ. وقال أبو بكر -رضي الله عنه- يومَ سَقِيْفَة بَني ساعِدَة: مِنّا الأُمَراءُ ومنكم الوُزَراءُ، والأمرُ بَيْنَنا وبَيْنَكُم كَقَدِّ الأُبْلُمَةِ، فقال الحُبَابُ بن المُنْذِر -رضي الله عنه-: أمَا واللهِ لا نَنْفَسُ أنْ يكونَ لكم هذا الأمْرُ، ولكنّا نَكْرَهُ أنْ يَلِيَنا بَعْدَكم قَوْمٌ قَتَلْنا آباءهم وأبْناءهم. قال أبو النَّجْمِ:
يَرُوْحُ في سِرْبٍ إذا راحَ انْبَهَرْ لم يَنْفَسِ اللهُ عَلَيْهِنَّ الصُّـوَرْ
أي لم يَبْخَلْ عليهنَّ بتَحْسِيْنِ صُوَرِهِنَّ. يقال: نَفِسْتُ عليكَ الشَّيْء: إذا لم تَطِبْ نَفْسُكَ له به. ونَفِسْتُ به عن فلان: كقَوْلهم: بَخِلْتُ به عليك وعنه، ومنه قوله تعالى: (ومَنْ يَبْخَلْ فإنَّما يَبْخَلُ عن نَفْسِه. الشَّيْءُ -بالضم- نَفَاسَةً: أي صارَ مَرْغُوباً فيه.والنِّفَاسُ: وِلادُ المَرْأةِ، قال أوْس بن حَجَرٍ:
لنا صَرْخَةٌ ثُمَّ إسْـكـاتَةٌ كما طَرَّقَتْ بِنِفاسٍ بِكِرْ
فإذا وَضَعَتْ فهي نُفَسَاءُ ونَفْسَاءُ -مثال حَسْنَاءَ- ونَفَسَاءُ -بالتحريك-. وجمع النُّفَسَاءِ: نِفَاسٌ -بالكسر-، وليس في الكلام فُعَلاَءُ يُجْمَعُ على فِعَالٍ غيرِ نُفَسَاءَ وعُشَرَاءَ، وتُجْمَعَانِ -أيضاً- نُفَسَاواتٍ وعُشَراواتٍ. وامْرَأَتانِ نُفَسَاوانِ؛ أبْدَلُوا من همزة التَّأنيثِ واواً. وقد نَفِسَت المَرْأَةُ بالكسر-، ويقال أيضاً: نُفِسَت المرأة غُلاماً على ما لم يُسَمَّ فاعِلُه-، والوَلَدُ مَنْفُوْسٌ. وفي حديث النَّبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: ما مِن نَفْسٍ مَنْفُوْسَة إلاّ وقد كُتِبَ مكانُها من الجَنَّة والنّار. وفي حديث سعيد بن المُسَيَّب: لا يَرِثُ المَنْفوسَ حتى يَسْتَهِلُ صارِخاً. ومنه قولُهم: وَرِثَ فلان هذا قَبْلَ أنْ يُنْفَسَ فلان: أي قَبْلَ أن يُوْلَدَ.ونَفِسَت المَرْأةُ -بالكسر-: أي حاضَت، وقال أبو حاتِم: ويقال: نُفِسَت -على ما لَم يُسَمّ فاعِلُه-. ومنه حديث أُمُّ سَلَمَة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: كُنتُ مع النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- في الفِرَاشِ، فَحِضْتُ فانْسَلَلْتُ، وأخْذْتُ ثِيابَ حِيْضَتي ثُمَّ رَجَعْتُ، فقال: أنَفِسْتٍ؟؛ أي أحِضْتِ؟. وفي حديثٍ آخَرَ: أنَّ أسْماء بِنْت عُمَيْس -رضي الله عنها -نَفِسَتْ بالشَّجَرة، فأمَرَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلّم- أبا بَكْرٍ -رضي الله عنه- أنْ يَأْمُرَها بأنْ تَغْتَسِلَ وتُهِلَّ.ونَفِيْسٌ: من الأعْلام.وقَصْرُ نَفِيْسٍ: على مِيْلَيْنِ من المّدينَة -على ساكنيها السلام-، يُنْسَبُ إلى نَفِيْسٍ بن محمد من مَوالي الأنْصَارِ.ولكَ في هذا الأمر نُفْسَةٌ -بالضم-: أي مُهْلَةٌ. ونَفُوْسَةُ: جِبال بالمَغْرِب بَعْدَ إفْرِيْقِيَة.وأنْفَسَني فلان في كذا: أي رَغَّبَني فيه. وأنْفَسَه كذا: أي أعْجَبَه بنَفْسِه ورَغَّبَه فيها. وفي حديث سعيد بن سالِم القَدّاح وذَكَرَ قِصَّة إسماعيل وما كانَ من إبراهيم -صلوات الله عليهما- في شأنِهِ حينَ تَرَكَه بِمَكَّةَ مع أُمِّه، وأنَّ جُرْهُمَ زَوَّجُوه لَمّا شَبَّ، وتَعَلّمَ العَرَبِيّة، وأنْفَسَهُم، ثمَّ إنَّ إبراهيم -صلوات الله عليه- جاءَ يُطالِع تَرْكَتَه. ومنه يقال: مالٌ مُنْفِسٌ ومُنْفَسٌ أيضاً، قال النَّمِرُ بن تَوْلَبٍ رضي الله عنه:
لا تَجْزَعي إنْ مُنْفِساً أهْلَكْـتَـهُ وإذا هَلَكْتُ فَعِنْدَ ذلكَ فاجْزَعي
ويقال: ما يَسُرُّني بهذا الأمرِ مُنْفِسٌ: أي نَفِيْسٌ. ولفلانٍ مُنْفِس: أي مالٌ كثيرٌ.ونَفَّسْتُ فيه تَنْفِيْساً: أي رَفَّهْتُ، يقال: نَفَّسَ الهُ عنه كُرْبَتَه: أي فَرَّجَها، قال رؤبة:
بِمِخْنَقِ لا يُرْسِلُ التَّنْفِيْسـا
وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: مَنْ نَفَّسَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً من كُرَبِ الدُنْيا نَفَّسَ اللهُ عنه كُرْبَةً من كُرَبِ يوم القِيامَة.وتَنَفَّسَ الرَّجُل. ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن التَّنَفُّسِ في الإناء. وفي حديث آخَر إنَّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- كانَ يَتَنَفَّسُ في الإناءِ ثلاثاً. والحَديثانِ ثابِتان، والتَّنَفُّس له مَعْنَيَان: أحَدُهما أن يَشْرَبَ ويَتَنَفَّسَ في الإناء من غيرِ أن يُبِيْنَه عن فيه؛ وهو مَكروه؛ والتَّنَفُّس الآخَر أن يَشْرَب الماءَ وغيره مِنَ الإناء بثلاثَةِ أنْفاسٍ فَيُبِيْنَ فاهُ عن الإناءِ في كُلِّ نَفَسٍ.وتَنَفَّسَ الصُّبْحُ: إذا تَبَلَّجَ، قال الله تعالى: (والصُّبْحِ إذا تَنَفَسَّ)، قال العجّاج يَصِفُ ثوراً:
حتى إذا ما صُبْحُهُ تَنَفَّـسـا غَدا يُباري خَرَصاً واسْتَأْنَسا
وتَنَفَّسَتِ القَوْسُ: تَصَدَّعَت.ويقال للنَهارِ إذا زادَ: تَنَفَّسَ، وكذلك المَوجُ إذا نضخ الماءَ.وتَنَفَّسَتْ دِجْلَةُ: إذا زادَ ماؤها.ونافَسْتُ في شَيْءٍ: إذا رَغِبْتَ فيه على وَجْهِ المُباراةِ في الكَرَم.وتَنَافَسوا فيه: أي رَغِبوا فيه، ومنه قوله تعالى:(وفي ذلك فَلْيَتَنَافَسِ المُتَنافِسُونَ).والتركيب يدل على خُروج النَّسِيم كيفَ كانَ من ريحٍ أو غَيْرِها، وإلَيْهِ تَرْجِعُ فُرُوعُه.
نفس (الصّحّاح في اللغة) النَفْسُ: الروحُ. يقال: خرجت نَفْسُهُ. قال أبو خراش:
ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سيفٍ ومِئزرا نجا سالِمٌ والنَفْسُ منه بِشِـدْقِـهِ
والنَفْسُ: الدمُ. يقال: سالت نَفْسُهُ. وفي الحديث: "ما ليس له نَفْسٌ سائِلَةٌ فإنَّه لا يُنَجِّسُ الماءَ إذا مات فيه. أيضاً: الجسدُ. قال الشاعر:
أبياتَهُمْ تامورَ نَفْسِ المُنْذِرِ نُبِّئْتُ أنَّ بني سُحَيْمٍ أَدخلوا
والتامورُ: الدمُ. وأمَّا قولهم: ثلاثة أنْفُسٍ، فيذكِّرونه لأنَّهم يريدون به الإنسان. والنَفْسُ العينُ. يقال: أصابت فلاناً نَفْسٌ. ونَفَسْتُهُ بنَفْسٍ، إذا أصبته بعينٍ. والنافِسُ: العائِنُ. والنافِسُ: الخامسُ من سهام الميسر، ويقال هو الرابع. ونَفْسُ الشيء: عينه يؤكَّد به. يقال: رأيت فلاناً نَفْسَهُ، وجاءني بنَفْسِهِ. والنَفْسُ أيضاً: قَدْرُ دَبْغَةٍ مما يُدْبَغُ به الأديمُ من القَرَظِ وغيره. يقال: هَبْ لي نَفْساً من دِباغٍ. والنَفَسُ بالتحريك: واحد الأَنْفاسِ. وقد تَنَفَّسَ الرجل، وتَنَفَّسَ الصُعَداء. وكلُّ ذي رئةٍ مُتَنَفِّسٌ. ودوابُّ الماء لا رِئاتَ لها. وتَنَفَّسَ الصبح، أي تَبَلَّج. وتَنَفَّسَتِ القوسُ، أي تصدَّعتْ. ويقال للنهار إذا زاد: تَنَفَّسَ، وكذلك الموجُ إذا نضحَ الماء. وقول الشاعر:
عَيْنَيَّ جودا عَبْرَةً أَنْفاسا
أي ساعة بعد ساعة. والنَفْسُ أيضاً: الجُرعة. يقال: اكْرَعْ في الإناء نَفساً أو نَفَسَيْنِ، أي جُرعةٌ أو جرعتين، ولا تزد عليه. والجمع أَنْفاسٌ. قال جرير:
بأَنْفاسٍ من الشَبِمِ القَراحِ تعَللُ وهيَ ساغِبَة بنيهـا
ويقال أيضاً: أنت في نَفَسٍ من أمرك، أي في سعةٍ. وشيءٌ نَفيسٌ، أي يُتَنافَسُ فيه ويُرْغَبُ. وهذا أَنْفَسُ مالي، أي أحبُّهُ وأكرمُهُ عندي. وأنْفَسَني فلانٌ في كذا، أي رغَّبني فيه. ولفلان مُنْفِسٌ ونَفيسٌ، أي مالٌ كثيرٌ. يقال: ما يسرُّني بهذا الأمر مُنْفِسٌ ونَفيسٌ. ونَفِسَ به بالكسر، أي ضنَّ به. يقال: نَفِسْتُ عليه الشيءَ نَفاسَةً إذا لم تَره يستأهله. ونَفِسْتَ عليَّ بخير قليل، أي حسدتْ. ونَفُسَ الشيء بالضم نَفاسَةً، أي صار نفيساً مرغوباً فيه. ونافَسْتُ في الشيء مُنافسةً ونِفاساً، إذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم. وتنافسوا فيه، أي رغِبوا. وقولهم: لك في هذا الأمر نُفْسَةٌ، أي مُهْلَةٌ. ونَفَّسْتُ عنه تَنْفيساً، أي رفَّهت. يقال: نَفَّسَ الله عنه كربته، أي فرَّجها. والنِفاسُ: وِلادُ المرأة إذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءٌ ونسوةٌ نِفاسٌ. ويجمع على نُفَساواتٍ، وامرأتان نُفَساوانِ. وقد نَفِسَتِ المرأةُ بالكسر نِفاساً ونَفاسَةً. ويقال أيضاً: نُفِسَتِ المرأةُ غلاماً، على ما لم يسمّ فاعله، والولد منْفوسٌ. وفي الحديث: "ما من نَفْسٍ مَنْفوسَةٍ إلا وقد كُتِبَ مكانُها من الجنَّة والنار". وقولهم: وَرِثَ فلانٌ قبل أن يُنْفَسَ فلانٌ، أي قبل أن يولد.
النَّفْسُ (القاموس المحيط) النَّفْسُ: الرُّوحُ، وخَرَجَتْ نَفْسُهُ، و= : الدَّمُ، "ما لا نَفْسَ له سائِلَةٌ لا يُنَجِّسُ الماء" والجَسَدُ، والعَيْنُ. نَفَسْتُهُ بِنَفْسٍ: أصَبْتُهُ بعَيْنٍ. ونافِسٌ: عايِنٌ، و=: العِنْدُ {تَعْلَمُ ما في نَفْسِي ولا أعلمُ ما في نَفْسِك}، أي: ما عندي وما عندك، أو حَقِيقَتِي وحَقِيقَتَك، وعَيْنُ الشيءِ جاءنِي بنَفْسِهِ، وقَدْرُ دَبْغَةٍ مما يُدْبَغُ به الأديمُ من قَرَظٍ وغيرِهِ، والعَظَمَةُ، والعِزَّةُ، والهِمَّةُ، والأنَفَةُ، والعَيْبُ، والإِرادة، والعقوبةُ، قيلَ: ومنه: {ويُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ} وبالتحريك: واحدُ الأنْفَاسِ، والسَّعَةُ، والفُسْحَةُ في الأمرِ، والجَرْعَةُ، والرِّيُّ، والطويلُ من الكلامِ. كَتَبَ كِتاباً نَفَساً: طويلاً. وفي قوله: "ولا تَسُبُّوا الريح فإنها من نَفَسِ الرحمنِ"، و"أجدُ نَفَسَ رَبِّكُمْ من قِبَلِ اليمنِ": اسمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ المَصْدَرِ الحَقِيقيِّ، من نَفَّسَ تَنْفِيساً ونَفَساً، أي: فَرَّجَ تَفْرِيجاً، والمعنى: أنها تُفَرِّجُ الكَرْبَ، وتَنْشُرُ الغَيْثَ، وتُذْهبُ الجَدْبَ، وقولُه: "من قِبَلِ اليمنِ" المراد: ما تَيَسَّرَ له، صلى الله عليه وسلم، من أهلِ المَدينَةِ وهم يَمانونَ من النُّصْرَةِ والإِيواءِ. وشَرابٌ ذو نَفَسٍ: فيه سَعَةٌ ورِيٌّ. وغيرُ ذي نَفَسٍ: كَريهٌ آجِنٌ، إذا ذاقَهُ ذائِقٌ، لم يَتَنَفَّسْ فيه. والنافِسُ: خامِسُ سِهامِ المَيْسِرِ. وشيءٌ نَفِيسٌ ومَنْفُوسٌ ومُنْفِسٌ، كمُخْرِجٍ: يُتَنَافَسُ فيه، ويُرْغَبُ، وقد نَفُسَ، ككَرُمِ، نَفَاسَةً ونِفاساً ونَفَساً. والنَّفِيسُ: المالُ الكثيرُ. ونَفِسَ به، كفرحَ: ضَنَّ، و~ عليه بخَيْرٍ: حَسَدَ، و~ عليه الشيءَ نَفَاسةً: لم يَرَهُ أَهْلاً له. والنِّفاسُ، بالكسر: وِلاَدَةُ المرأةِ، فإذا وضَعَتْ، فهي نُفَساءُ، كالثُّؤَباءِ، ونَفْساءُ، بالفتح ويُحَرَّكُ ج: نُفَاسٌ ونُفُسٌ ونُفْسٌ، كجِيادٍ ورُخالٍ نادراً، وكُتُبٍ وكُتْبٍ، ونَوافِسُ ونُفَساواتٌ. وليس فُعَلاءُ يُجْمَعُ على فِعَالٍ غَيْرَ نُفَساءَ وعُشَراءَ وعلى فُعالٍ غيرَها. وقد نَفِسَتْ، كسمعَ وعُنِيَ، والوَلَدُ مَنْفُوسٌ، وحاضَتْ، والكسرُ فيه أكثَرُ. ونَفيسُ بنُ محمدٍ: من مَوالِي الأنْصَارِ، وقَصْرُهُ على مِيلَيْنِ من المَدِينَةِ. ولَكَ نُفْسَةٌ، بالضم: مُهْلَةٌ. ونَفُوسَةٌ: جِبالٌ بالمغرب. وأنْفَسَهُ: أعْجَبَهُ، و~ في الأمرِ: رغَّبَهُ. ومالٌ مُنْفِسٌ ومُنْفَسٌ: كثيرٌ. وتَنَفَّسَ الصُّبْحُ: تبَلَّجَ، و~ القوْسُ: تصدَّعَتْ، و~ المَوْجُ: نَضَحَ الماءَ، و~ في الإِناءِ: شَرِبَ من غيرِ أن يُبِينَهُ عن فيه، وشَرِبَ بِثلاثةِ أنْفَاسٍ، فأبانَهُ عن فيه في كُلِّ نَفَسٍ، ضِدٌّ. وفي الحديثِ أنه صلى الله عليه وسلم: "كانَ يَتَنَفَّسُ في الإِناء"، و:نَهَى عن التَّنَفُّسِ في الإِناء". ونافَسَ فيه: رَغِبَ على وَجْهِ المُبارَاةِ في الكَرَمِ، كتَنَافَسَ.
نفس (مقاييس اللغة)
النون والفاء والسين أصلٌ واحد يدلُّ على خُروج النَّسيم كيف كان، من ريح أو غيرها، وإليه يرجعُ فروعه. منه التَّنَفُّس: خُروج النَّسِيم من الجوف. ونَفَّسَ الله كُربَته، وذلك أنَّ في خُروج النَّسيم رَوْحاً وراحةً. كلُّ شيءٍ يفرَّجُ به عن مكروب. وفي الحديث: "لا تَسُبُّوا الرِّيح فإنَّها من نَفَس الرَّحمن" يعني أنَّها رَوحٌ يتنفَّس به عن المكروبين. وجاء في ذكر الأنصار: "أجِدُ نَفَس رَبِّكم من قِبَلِ اليَمَن"، يراد أن بالأنصار نُفِّسَ عن الذين كانوا يؤذَوْن من المؤمنين بمكَّة. ويقال للعَيْن نَفَسٌ. وأصابت فلاناً نَفْسٌ. والنَّفْس الدَّم، وهو صحيح، وذلك أنَّه إذا فُقِد الدّمُ من بَدَنِ الإنسان فَقَدَ نَفْسَه. والحائض تسمَّى النُّفَساءَ لخرُوج دَمِها. والنِّفاس: وِلادُ المرأة، فإذا وَضَعت فهي نُفَساء. ويقال ورِثْتُ هذا قبل أن يُنْفَسَ فلانٌ، أي يولَد. والولدُ منفوس. والنِّفاس أيضاً: جمع نُفَساء. ويقال كرَعَ في الإناء نَفَساً أو نَفَسَيْن. ويقال للماء نَفَسٌ، وهذا على تسميته الشَّيء باسم غيرِه، ولأنَّ قِوام النَّفس به. والنَّفسُ قِوامُها بالنَّفَس. قال: على نَفَسٍ من [ماءِ] ماوِيّةَ العَذْبِ
ومن الاستعارة: تَنفّسَت القَوسُ: انشقَّت. وشيءٌ نفيس، أي ذو نفس وخَطَر يُتنافَسُ به. والتّنافُس: أن يُبرِزَ كلُّ واحد من المتبارزَين قوَّةَ نَفْسه. وقولُهم في الدِّباغ نَفس، هذا هو القياس، أي يَسير منه، قَدرُ ما يُدبَغ به الإهاب مَرَّة، شبّهه في قلَّته بنَفَسٍ يُتَنفَّس. وقياس الباب في هذا وفيما معناه واحد.
نسس (العباب الزاخر) النَّسُّ: السَّوْقُ، يقال: نَسَسْتَ النّاقَةَ أنُسُّها نَسّاً: أي زَجَرْتُها، ومنه: المِنَسَّة للعّصا. وفي حديث النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّه كانَ يَنُسُّ أصْحابَهُ؛ أي يَسُوْقُهُم، يَمْشِي خَلْفَهُم ويُقَدِّمُهم، وقد كُتِبَ الحديث بتَمامِه في تركيب س ر ب. وفي حديث عمر -رضي الله عنه-: أنَّه كانَ يَنُسُّ الناسَ بالدِّرَّةِ بَعْدَ صلاةِ العِشَاء ويقول: انْصَرِفُوا إلى بُيُوتِكم.وفي حديث مجاهد: من أسماء مكَّة بكَّة، وهي أُمَّ رُحمٍ، وهي أمُّ القُرى، وهي كُوثى، وهي النّاسَّة -ويروى: الباسَّة-، لأنَّ من بغى فيها أو أحْدَثَ حَدَثاً أٌخْرِجَ عنها فكأنَّها ساقَتْه. قال رؤبة يصف العفائف:
حَصْبً الغُوَاةِ والعَوْمَجَ المَنْسوسا
والنَّسُّ: اليُبْسُ، يقال: نَسَّ يَنُسُّ ويَنِسُّ نُسُوْساً ونَسَّاً: أي يَبِسَ.وقيل سُمِّيَت مكَّة ناسَّة لِقِلَّةِ الماء بها إذْ ذاك، قال أبو حِزامٍ غالبُ بن الحارِث العُكْليّ:
ويروى: وبَلَدٍ. أي يابِسَةٍ من العَطَش.وقال ابن دريد: نَسَّتِ الجُمَّةُ: إذا تَشَعَّثَتْ.والنَّسِيْسَة: الإيكال بين الناس، قالَها ابن السكِّيت.والنَّسِيْسَة: البَلَلْ الذي يكون بِرأس العُوْدِ إذا أُوْقِدَ.والنَّسِيْسَة: الطبيعة.والنَّسِيْسُ: الجوعُ الشديدُ.وقال الليث: النَّسِيْسُ: غايَة جُهد الإنسان.والنَّسِيْسُ: بَقِيَّةُ الروح، قال أبو زُبَيْد حرملة بن المنذر الطائيّ يصف أسَداً شَبَّهَ نَفْسَه به:
إذا ضَمَّتْ يَداهُ إليه قِـرْنـاً فقد أودى إذا بُلِغَ النَّسِـيْسُ
ويروى: "مَتى تَضْمُمْ"، وقيل المُراد من النَّسِيْسِ هاهُنا: الأخْذُ بالنَّفَسِ، ويقال: عِرْقانِ في اللَّحْمِ يَسْقِيانِ المُخَّ.ويقال: بُلِغَ من الرَّجُل نَسِيسُه ونَسِيسَتُه: إذا كادَ يموت.واخْتُلِفَ في معنى قولِ الكُمَيْت:
فقال الليث: أرادَ لا أزال بارّاً بهم ما بَقِيَ فِيَّ نَسِيْسٌ. وقال غيره: أراد بالنَّسِيْسِ الخَليقَة والطَبِيعَة.وقال الليث: النَّسُّ: لُزُومِ المَضَاءِ في كُلِّ أمْرٍ، ويقال: هو سُرعَة المَضَاءِ في كُلِّ أمرٍ، ويقال: هو سُرْعَة الذهاب ووُرود الماء خاصَّةً. وأنْشَدَ قول العجّاج الذي سَبَق:
ومَهْمَهٍ يُمْسي قَطَاهُ نُسَّسَاً
ويروى: وبَلَدٍ.والتَّنْسَاس: السَّيْر الشَّديد، قال الحُطَيْئَة يهجو الزَّبْرِقان بن بَدْرٍ:
وقد نَظَرْتُـكُـم إيْنَـاءَ عـاشِـيَةٍ للخِمْسِ طالَ بها حَوْزي وتَنْساسي
ويروى: أعشاءَ صادِرةٍ.والنُّسُسُ -بضمَّتَيْن-: الأصول الرديئة.والنَّسْنَاس والنِّسْنَاس -بالفتح والكَسْر-: جِنسُ من الخَلْقِ يَثِبُ أحَدُهُم على رِجْلٍ واحِدَة. وفي الحديث: أنَّ حَيَّاً من عادٍ عَصَوا رَسُولَهُم، فَمَسَخَهُم الله نَسْنَاساً، لكُلِّ إنْسانٍ منهم يَدٌ ورِجْلٌ مِنْ شِقٍّ واحِد، يَنْقُزُونَ كما يَنْقُزُ الطائرُ، ويَرْعَوْنَ كما تَرْعى البَهائِمُ. ويقال: إنَّ أولئك انْقَرَضوا، والذينَ هُم على تِلْكَ الخِلْقَةِ لَيْسُوا من نَسْلِ أولئك، ولكنّهم خَلْقٌ على حِدَةٍ.وقال الجاحِظ: زَعَمَ بَعْضُهُم أنَّهم ثلاثَةُ أجناس: ناس ونسناس ونَسَانِس. وعن أبي سعيد الضرير: أنَّ النَسَانِس الإناثُ منهم، وأنشَدَ للكُمَيْت:
فما النّاسُ إلاّ نَحْنُ أمْ ما فَعَالُهَم ولو جَمَعوا نَسْنَاسَهُم والنَّسَانِسا
وقيل: النَّسَانِسُ: السِّفَلُ والأنذال، والنَّسَانِس أرفَعُ قَدراً من النَّسْناس. وقد يكون النَّسْنَاس واحِد النَّسَانِس. وفي حديث أبي هُرَيْرَة -رضي الله عنه-: ذَهَبَ الناس وبَقِيَ النَّسْناس. قال ابن الأعرابيّ: هُمْ ياجُوجُ وماجُوجُ. وقيل: خَلْقٌ على صُوْرَةِ النَّاسٍ، أشْبَهُوهم في شَيْءٍ، وليسوا من بَنِي آدَمَ، وقيل: بل هُم مِن بَني آدَم.والنَّسْنَاسُ فيما أنْشَدَ ابن الأعرابيّ:
قَطَعْتُها بذاةِ نَسْنَاسٍ بـاقْ
صَبْرُها وجَهْدُها، يقال: ناقةٌ ذاةُ نَسْنَاسٍ: أي ذاةُ سيْرٍ باقٍ.وقال ابن عبّاد: قَرَبٌ نَسْنَاسٌ: سريعٌ.ويقال: قَطَعَ اللهُ نَسْنَاسَ فلانٍ: أي نَفَسَهُ وأثَرَه.ويقال للفَحْل إذا ضَرَبَ النّاقة على غَيْرِ ضَبَعَةٍ: قد أنَسَّها.وقال ابن شُمَيل: نَسَّسْتُ الصَبِيَّ تَنْسِيْساً: وهو أن تقولَ له: إسْ إسْ لِيَبُوْلَ أو يَتَغَوَّطْ.وقال أبو عمرو: نَسَّسَ البَهِيْمَةَ: مَشّاها.وجوعٌ نَسْنَاسٌ: شديدٌ.وقال ابن الأعرابيّ: النِّسْنَاس -بالكسر-: الجوع الشديد.وريحٌ نَسْنَاسَة وسَنْسَانَة: بارِدَة.ونَسْنَاس من دُخان: أي دُخان نار.ونَسْنَسَتْ الرِّيحُ وسَنْسَنَتْ: إذا هَبَّت هُبوباً بارِداً.والنَّسْنَسَة -أيضاً-: الضَّعْفُ، قال ابن دريد: وأحسِبُ أنَّ النَّسْناسَ من هذا.ونَسْنَسَ الطائِر: إذا أسْرَعَ في طَيَرانِه.وقال ابن عبّاد: نَسْنَسْتُ لِفُلانٍ دَسِيْسَ خَبَرٍ. وتَنَسَّسْتُ منه خَبَراً: أي تَنَسَّمْتُه.والتركيب يدل على نَوعٍ مِنَ السَوْق؛ وعلى قِلَّةٍ في الشَّيْءِ ويَخْتَصُّ به الماء.
سفه (لسان العرب) السَّفَهُ والسَّفاهُ والسَّفاهة: خِفَّةُ الحِلْم، وقيل: نقيض الحِلْم، وأَصله الخفة والحركة، وقيل: الجهل وهو قريب بعضه من بعض. وقد سَفِهَ حِلْمَه ورأْيَه ونَفْسَه سَفَهاً وسَفاهاً وسَفاهة: حمله على السَّفَهِ. قال اللحياني: هذا هو الكلام العالي، قال: وبعضهم يقول سَفُه، وهي قليلة. وقولهم: سَفِهَ نَفْسَهُ وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه، كان الأَصلُ سَفِهَتْ نفسُ زيد ورَشِدَ أَمْرُه، فلما حُوِّل الفعل إلى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه، لأَنه صار في معنى سَفَّهَ نَفْسَه، بالتشديد؛ هذا قول البصريين والكسائي، ويجوز عندهم تقديم هذا المنصوب كما يجوز غلامَه ضرب زيدٌ. وقال الفراء: لما حُوِّل الفعلُ من النفس إلى صاحبها خرج ما بعده مُفَسِّراً ليدل على أَن السَّفَه فيه، وكان حكمه أَن يكون سَفِه زيدٌ نَفْساً، لأَن المُفَسِّر لا يكون إلا نكرة، ولكنه ترك على إضافته ونصب كنصب النكرة تشبيهاً بها، ولا يجوز عنده تقديمه لأَن المفسر لا يتقدَّم؛ ومثله قولهم: ضِقْتُ به ذَرْعاً وطَبْتُ به نَفْساً، والمعنى ضاق ذَرْعي به وطابت نفسي به. وفي التنزيل العزيز: إلاّ من سَفِهَ نَفْسَه؛ قال أَبو منصور: اختلف النحويون في معنى سَفِهَ نَفْسه وانتصابه، فقال الأَخفش: أَهل التأْويل يزعمون أَن المعنى سَفَّه؛ ومنه قوله: إلا من سَفِهَ الحقَّ، معناه من سَفَّه الحقَّ، وقال يونس النحوي: أُراها لغة ذهب يونس إلى أَن فَعِلَ للمبالغة كما أَنَّ فَعَّلَ للمبالغة، فذهب في هذا مذهب أَهل التأْويل، ويجوز على هذا القول سَفِهْتُ زيداً بمعنى سَفَّهْتُ زيداً؛ وقال أَبو عبيدة: معنى سَفِهَ نفسَه أَهلك نفسَه وأَوْبَقَها، وهذا غير خارج من مذهب يونس وأَهل التأْويل؛ وقال الكسائي والفراء: إن نفسه منصوب على التفسير، وقالا: التفسير في النكرات أَكثر نحو طِبْتُ به نَفْساً وقَرِرْتُ به عيناً، وقالا: إن أَصل الفعل كان لها ثم حوِّل إلى الفاعل؛ أَراد أَن قولهم طبت به نفساً معناه طابت نفسي به، فلما حول الفعل إلى صاحب النفس خرجت النفسُ مُفَسِّرة، وأَنكر البصريون هذا القول، وقالوا إن المفسرات نكرات ولا يجوز أَن تجعل المعارف نكرات، وقال بعض النحويين: إن قوله تعالى: إلاَّ من سَفِهَ نَفْسَه؛ معناه إلا من سَفِهَ في نفسه أَي صار سفيهاً، إلا أَن في حذفت كما حذفت حروف الجر في غير موضع؛ قال الله تعالى: ولاجُناحَ عليكم أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكم؛ المعنى أَن تسترضعوا لأَولادكم، فحذف حرف الجر من غير ظرف؛ ومثله قوله: نُغالي اللَّحْمَ للأَضْيافِ نِيّاً، ونَبْذُلُه إذا نَضِجَ القُدورُ المعنى: نغالي باللحم. وقال الزجاج: القول الجيد عندي في هذا أَن سَفِهَ في موضع جَهِلَ، والمعنى، والله أَعلم، إلا مَنْ جَهِل نَفْسَه أَي لم يُفَكِّرْ في نفسه فوضع سَفِهَ في موضع جَهِلَ، وعُدِّيَ كما عُدِّيَ، قال: فهذا جميع ما قاله النحويون في هذه الآية، قال: ومما يقوِّي قول الزجاج الحديث الثابتُ المرفوع حين سئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الكِبْر فقال: الكِبْرُ أَن تَسْفَهَ الحَقَّ وتَغْمِطَ الناسَ، فجعل سَفِهَ واقعاً معناه أن تَجْهَلَ الحق فلا تراه حقّاً، والله أَعلم. وقال بعض أَهل اللغة: أَصلُ السَّفَهِ الخُُِفَّةُ، ومعنى السفيه الخفيفُ العقل، وقيل أَي سَفِهَتْ نَفْسُه أي صارت سفيهة، ونصب نفسه على التفسير المحوّل. وفي الحديث: إنما البَغْيُ من سَفِهَ الحقَّ أَي من جهله، وقيل: من جهل نفسه، وفي الكلام محذوف تقديره إنما البغي فِعْلُ من سَفِهَ الحقَّ. والسَّفَهُ في الأَصل: الخِفَّة والطَّيْشُ. ويقال: سَفِهَ فلانٌ رأْيه إذا جهله وكان رأْيه مضطرباً لا استقامة له. والسَّفيه: الجاهل. ورواه الزمخشري: من سَفَهِ الحَقِّ، على أَنه اسم مضاف إلى الحق، قال: وفيه وجهان: أَحدهما على أَن يكون على حذف الجار وإيصال الفعل كان الأَصلُ سَفِهَ على الحق، والثاني أَن يضمن معنى فعل متعد كجهل، والمعنى الاستخفاف بالحق وأَن لا يراه على ما هو عليه من الرُّجْحان والرَّزانة. الأَزهري: روى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال الزّافِهُ السَّرابُ والسافِهُ الأَحمق. ابن سيده: سَفِهَ علينا وسَفُهَ جهل، فهو سَفِيهٌ، والجمع سُفَهاء وسِفَاهٌ، قال الله تعالى: كما آمنَ السُّفَهاء؛ أَي الجُهّال. والسفيه: الجاهل، والأُنثى سفيهة، والجمع سَفِيهات وسَفائِهُ وسُفَّهٌ وسِفاهٌ. وسَفَّه الرجلَ: جعله سفيهاً. وسَفَّهَهُ: نسبه إلى السَّفَه، وسافَهه مُسافَهة. يقال: سَفِيه لم يَجِدْ مُسافِهاً. وسَفَّه الجهلُ حِلْمَه: أَطاشه وأَخَفَّه؛ قال: ولا تُسَفِّهُ عند الوِرْد عَطْشَتُها أَحلامَنا، وشَريبُ السَّوْءِ يَضْطرِمُ وسَفِهَ نفْسَه: خَسِرَها جَهْلاً. وقوله تعالى: ولا تُؤْتوا السُّفَهاء أَموالكم التي جعل الله لكم قياماً. قال اللحياني: بلغنا أَنهم النساء والصبيان الصغار لأَنهم جُهّال بموضع النفقة. قال: وروي عن ابن عباس أَنه قال: النساءُ أَسْفَهُ السُّفهاء. وفي التهذيب: ولا تؤتوا السفهاء أَموالكم، يعني المرأَة والولد، وسميت سفيهة لضعف عقلها، ولأَنها تُحْسِنُ سياسة مالها، وكذلك الأَولاد ما لم يُؤنَس رُشْدُهم. وقولُ المشركين للنبي، صلى الله عليه وسلم: أَتُسَفِّه أَحْلامنا، معناه أَتُجَهِّلُ أَحْلامَنا. وقوله تعالى: فإن كان الذي عليه الحقُّ سفيهاً أَو ضعيفاً؛ السفيه: الخفيفُ العقل من قولهم تَسَفَّهَتِ الرِّياحُ الشيءَ إذا استخفته فحركته. وقال مجاهد: السفيه الجاهل والضعيف الأَحمق؛ قال ابن عرفة: والجاهل ههنا هو الجاهل بالأَحكام لا يحسن الإِملال ولا يدري كيف هو، ولو كان جاهلاً في أَحواله كلها ما جاز له أَن يُداين؛ وقال ابن سيده: معناه إن كان جاهلاً أَو صغيراً. وقال اللحياني: السفيه الجاهل بالإملال. قال ابن سيده: وهذا خطأٌ لأَنه قد قال بعد هذا أَو لا يَسْتطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ. وسَفُه علينا، بالضم، سَفاهاً وسَفاهَةً وسَفِهَ، بالكسر، سَفَهاً، لغتان، أَي صار سفيهاً، فإذا قالوا سَفِهَ نَفْسَه وسَفِهَ رَأْيَه لم يقولوه إلاَّ بالكسر، لأَن فَعُلَ لا يكون متعدّياً. ووادٍ مُسْفَه: مملوء كأَنه جاز الحدَّ فسَفُهَ، فمُسْفَه على هذا مُتَوَهَّم من باب أَسْفَهْتُه وَجَدْته سفيهاً؛ قال عَدِيُّ بن الرِّقاع: فما به بَطْنُ وادٍ غِبَّ نَضْحَتِه، وإن تَراغَبَ، إلا مُسْفَهٌ تَئِقُ والسَّفَهُ: الخِفَّة. وثوب سَفِيهٌ لَهْلَهٌ سَخِيف. وتَسَفَّهَتِ الرياحُ: اضطَرَبت: وتَسَفَّهت الريحُ الغُصونَ: حرَّكتها واستخفتها؛ قال:مَشَيْنَ كما اهْتَزَّتْ رِماحٌ تَسَفَّهَتْ أَعالِيَها مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ وتَسَفَّهَتِ الريحُ الشجرَ أَي مالت به. وناقة سَفِيهة الزِّمامِ إذا كانت خفيفة السير؛ ومنه قول ذي الرمة يصف سيفاً: وأَبْيَضَ مَوْشِيِّ القَمِيصِ نَصَبْتُه على ظَهْرِ مِقْلاتٍ سَفِيهٍ جَديلُها يعني خفيفٍ زِمامُها، يريد أَن جديلها يضطرب لاضطراب رأْسها. وسافَهَتِ الناقةُ الطريقَ إذا خَفَّتْ في سيرها؛ قال الشاعر: أَحْدُو مَطِيَّاتٍ وقَوْماً نُعَّسا مُسافِهاتٍ مُعْمَلاً مُوَعَّسا أَراد بالمُعْمَلِ المُوعَّسِ الطريقَ الموطوء؛ قال ابن بري: وأَما قول خلف بن إسحق البَهْرانيّ: بَعْثنا النَّواعِجَ تَحْتَ الرِّحالْ، تَسافَهُ أَشْداقُها في اللُّجُمْ فإنه أَراد أَنها تَترامى بلُغامِها يَمْنةً ويَسْرَة، كقول الجَرْمي: تَسافَهُ أَشْداقُها باللُّغامْ، فتَكْسُو ذَفارِيَها والجُنُوبا فهو من تَسافُهِ الأَشْداق لا تَسافُهِ الجُدُلِ، وأَما المُبَرّدُ فجعله من تَسافُه الجُدُل، والأَول أَظهر. وسَفِه الماءَ يَسْفَهُه سَفْهاً: أَكثر شربه فلم يَرْوَ، والله أَسْفَهه إياه. وحكى اللحياني: سَفِهْتُ الماءَ وسافَهْتُه شربته بغير رِفْقٍ. وسَفِهْتُ الشرابَ، بالكسر، إذا أَكثرت منه فلم تَرْوَ، وأَسْفَهَكَه الله. وسافَهْتُ الدَّنَّ أَو الوَطْبَ: قاعَدْتُه فشَرِبْتُ منه ساعةً بعد ساعة. وسافَهْتُ الشرابَ إذا أَسرفت فيه؛ قال الشَّمَّاخ: فَبِتُّ كأَنني سافَهْتُ صِرْفاً مُعَتَّقَةً حُمَيَّاها تَدُورُ الأَزهري: رجل ساهِفٌ وسافِهٌ شديد العطش. ابن الأَعرابي: طعام مَسْهَفَة ومَسْفَهة إذا كان يَسْقِي الماءَ كثيراً. وسَفَهْتُ وسَفِهْتُ، كلاهما، شُغِلْتُ أَو شَغَلْتُ. وسَفِهْتُ نصيبي: نَسِيتُه؛ عن ثعلب، وتَسَفَّهْتُ فلاناً عن ماله إذا خدعته عنه. وتَسَفَّهْتُ عليه إذا أَسمعته.
فيض (لسان العرب) فاض الماء والدَّمعُ ونحوهما يَفِيض فَيْضاً وفُيُوضةً وفُيُوضاً وفَيَضاناً وفَيْضُوضةً أَي كثر حتى سالَ على ضَفّةِ الوادي. وفاضَتْ عينُه تَفِيضُ فَيْضاً إِذا سالت. ويقال: أَفاضَتِ العينُ الدمعَ تُفِيضُه إِفاضة، وأَفاضَ فلان دَمْعَه، وفاضَ الماء والمطرُ والخيرُ إِذا كثر. وفي الحديث: ويَفيضُ المالُ أَي يَكْثُر من فاضَ الماء والدمعُ وغيرُهما يَفيض فَيْضاً إِذا كثر، قيل: فاضَ تدَفَّقَ، وأَفاضَه هو وأَفاضَ إِناءه أَي مَلأَه حتى فاضَ، وأَفاضَ دُموعَه. وأَفاضَ الماءَ على نفسه أَي أَفْرَغَه. وفاض صَدْرُه بسِرِّه إِذا امْتَلأ وباح به ولم يُطِقْ كَتْمَه، وكذلك النهرُ بمائه والإِناء بما فيه. وماءٌ فَيْضٌ: كثير. والحَوْضُ فائض أَي ممتلئ. والفَيْضُ: النهر، والجمع أَفْياضٌ وفُيوضٌ، وجَمْعُهم له يدل على أَنه لم يسمّ بالمصدر. وفَيْضُ البصرةِ: نَهرها، غَلب ذلك عليه لِعظَمِه. التهذيب: ونهرُ البصرةِ يسمى الفَيْضَ، والفَيْضُ نهر مصر. ونهرٌ فَيّاضٌ أَي كثير الماء. ورَجل فَيّاضٌ أَي وهّاب جَوادٌ. وأَرض ذاتُ فُيوضٍ إِذا كان فيها ماء يَفِيضُ حتى يعلو. وفاضَ اللّئامُ: كَثُروا. وفرَس فَيْضٌ: جَوادٌ كثير العَدْو. ورجل فَيْضٌ وفَيّاضٌ: كثير المعروف. وفي الحديث أَنه قال لطَلحةَ: أَنت الفَيّاضُ؛ سمي به لسَعةِ عَطائه وكثرته وكان قسَمَ في قومه أَربعمائة أَلف، وكان جَواداً. وأَفاضَ إِناءه إِفاضةً: أَتْأَقَه؛ عن اللحياني، قال ابن سيده: وعندي أَنه إِذا ملأه حتى فاض. وأَعطاه غَيْضاً من فَيْضٍ أَي قليلاً من كثير، وأَفاضَ بالشيء: دَفَع به ورَمَى؛ قال أَبو صخر الهذلي يصف كتيبة: تَلَقَّوْها بِطائحةٍ زَحُوفٍ، تُفِيضُ الحِصْن مِنها بالسِّخالِ وفاضَ يَفِيضُ فَيْضاً وفُيوضاً: مات. وفاضَتْ نَفسُه تَفِيضُ فَيْضاً: خرجت، لغة تميم؛ وأَنشد: تَجَمَّع الناسُ وقالوا: عِرْسُ، فَفُقِئَتْ عَيْنٌ، وفاضَتْ نَفْسُ وأَنشده الأَصمعي وقال إِنما هو: وطَنَّ الضِّرْس. وذهبنا في فَيْض فلان أَي في جَنازَتِه. وفي حديث الدجال: ثم يكونُ على أَثَرِ ذلك الفَيْضُ؛ قال شمر: سأَلت البَكْراوِيّ عنه فقال: الفَيْضُ الموتُ ههنا، قال: ولم أَسمعه من غيره إِلا أَنه قال: فاضت نفسُه أَي لُعابُه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج رُوحه. وقال ابن الأَعرابي: فاضَ الرجلُ وفاظَ إِذا مات، وكذلك فاظت نفسُه. وقال أَبو الحسن: فاضَت نفسه الفعل للنفس، وفاضَ الرجلُ يَفِيض وفاظَ يَفِيظُ فَيْظاً وفُيوظاً. وقال الأَصمعي: لا يقال فاظت نفسه ولا فاضت، وإِنما هو فاض الرجل وفاظ إِذا مات. قال الأَصمعي: سمعت أَبا عمرو يقول: لا يقال فاظت نفسه ولكن يقال فاظ إِذا مات، بالظاء، ولا يقال فاض، بالضاد. وقال شمر: إِذا تَفَيَّضُوا أَنفسهم أَي تَقَيَّأُوا. الكسائي: هو يَفِيظُ نفسه (* قوله «يفيظ نفسه» أي يقيؤها كما يعلم من القاموس في فيظ.). وحكى الجوهري عن الأَصمعي: لا يقال فاض الرجل ولا فاضت نفسه وإِنما يَفِيضُ الدمعُ والماء. قال ابن بري: الذي حكاه ابن دريد عن الأَصمعي خلاف هذا، قال ابن دريد: قال الأَصمعي تقول العرب فاظ الرجل إِذا مات، فإِذا قالوا فاضت نفسُه قالوها بالضاد؛ وأَنشد: فقئت عين وفاضت نفس قال: وهذا هو المشهور من مذهب الأَصمعي، وإِنما غَلِطَ الجوهري لأَن الأَصمعي حكى عن أَبي عمرو أَنه لا يقال فاضت نفسه، ولكن يقال فاظ إِذا مات، قال: ولا يقال فاضَ، بالضاد، بَتَّةً، قال: ولا يلزم مما حكاه من كلامه أَن يكون مُعْتَقِداً له، قال: وأَما أَبو عبيدة فقال فاظت نفسه، بالظاء، لغة قيس، وفاضت، بالضاد، لغة تميم. وقال أَبو حاتم: سمعت أَبا زيد يقول: بنو ضبة وحدهم يقولون فاضت نفسه، وكذلك حكى المازني عن أَبي زيد، قال: كل العرب تقول فاظت نفسُه إِلا بني ضبة فإِنهم يقولون فاضت نفسه، بالضاد، وأَهل الحجاز وطيِّءٍ يقولون فاظت نفسه، وقضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه، وزعم أَبو عبيد أَنها لغة لبعض بني تميم يعني فاظت نفسه وفاضت؛ وأَنشد: فقئت عين وفاضت نفس وأَنشده الأَصمعي، وقال إِنما هو: وطَنّ الضِّرْسُ. وفي حديث الدجال: ثم يكون على أَثر ذلك الفَيْضُ؛ قيل: الفَيْضُ ههنا الموت. قال ابن الأَثير: يقال فاضت نفسُه أَي لُعابه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج رُوحه.وفاضَ الحديثُ والخبَرُ واسْتَفاضَ: ذاعَ وانتشر. وحَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ: ذائعٌ، ومُسْتَفاض قد اسْتَفاضُوه أَي أَخَذُوا فيه، وأَباها أَكثرهم حتى يقال: مُسْتَفاضٌ فيه؛ وبعضهم يقول: اسْتَفاضُوه، فهو مُسْتَفاضٌ. التهذيب: وحديث مُسْتَفاضٌ مأْخوذ فيه قد استفاضُوه أَي أَخذوا فيه، ومن قال مستفيض فإِنه يقول ذائع في الناس مثل الماء المُسْتَفِيض. قال أَبو منصور: قال الفراء والأَصمعي وابن السكيت وعامة أَهل اللغة لا يقال حديث مستفاض، وهو لحن عندهم، وكلامُ الخاصّ حديثٌ مُسْتَفِيضٌ منتشر شائع في الناس.ودِرْعٌ فَيُوضٌ وفاضةٌ: واسعةٌ؛ الأَخيرة عن ابن جني. ورجل مُفاضٌ: واسِعُ البَطْنِ، والأُنثى مُفاضةٌ. وفي صفته، صلّى اللّه عليه وسلّم: مُفاض البطنِ أَي مُسْتَوي البطنِ مع الصَّدْرِ، وقيل: المُفاضُ أَن يكون فيه امْتِلاءٌ من فَيْضِ الإِناء ويُريد به أَسفلَ بطنِه، وقيل: المُفاضةُ من النساء العظيمة البطن المُسْتَرْخِيةُ اللحمِ، وقد أُفِيضَت، وقيل: هي المُفْضاةُ أَي المَجْمُوعةُ المَسْلَكَيْنِ كأَنه مَقْلُوبٌ عنه. وأَفاضَ المرأَةَ عند الافْتِضاضِ: جعل مَسْلَكَيْها واحداً. وامرأَة مُفاضةٌ إِذا كانت ضخمة البطن. واسْتَفاضَ المكانُ إِذا اتَّسع، فهو مُسْتَفِيضٌ؛ قال ذو الرمة: بحَيْثُ اسْتَفاضَ القِنْعُ غَرْبيَّ واسِط ويقال: اسْتَفاضَ الوادي شجراً أَي اتَّسع وكثُرَ شجره. والمُسْتَفِيضُ: الذي يَسأَل إِفاضةَ الماء وغيره. وأَفاضَ البَعِيرُ بِجِرَّتِه: رَماها مُتَفَرِّقةً كثيرة، وقيل: هو صوتُ جِرَّتِه ومَضْغِه، وقال اللحياني: هو إِذا دَفَعَها من جَوْفِه؛ قال الراعي: وأَفَضْنَ بعْدَ كُظُومِهِنَّ بِجِرَّةٍ مِنْ ذي الأَبارِقِ، إِذْ رَعين حَقِيلا ويقال: كظَمَ البِعيرُ إِذا أَمسك عن الجِرَّة. وأَفاضَ القومُ في الحديث: انتشروا، وقال اللحياني: هو إِذا اندفعوا وخاضُوا وأَكْثَروا. وفي التنزيل: إِذ تُفِيضُونَ فيه؛ أَي تَنْدَفِعُونَ فيه وتَنْبَسِطُون في ذكره. وفي التنزيل أَيضاً: لَمَسَّكُمْ فيما أَفَضْتُم. وأَفاضَ الناسُ من عَرَفاتٍ إِلى مِنى: اندفعوا بكثرة إِلى مِنى بالتَّلْبية، وكل دَفْعةٍ إِفاضةٌ. وفي التنزيل: فإِذا أَفضتم من عرفات؛ قال أَبو إِسحق: دلَّ بهذا اللفظ أَن الوقوف بها واجبٌ لأَنَّ الإِفاضةَ لا تكون إِلا بعد وُقُوف، ومعنى أَفَضْتُم دَفَعْتم بكثرةْ. وقال خالد بن جَنْبة: الإِفاضةُ سُرْعةُ الرَّكْضِ. وأَفاضَ الراكِبُ إِذا دفع بعيره سَيْراً بين الجَهْدِ ودون ذلك، قال: وذلك نِصْفُ عَدْوِ الإِبل عليها الرُّكْبان، ولا تكون الإِفاضة إِلا وعليها الرُّكْبانُ. وفي حديث الحج: فأَفاضَ من عَرفةَ؛ الإِفاضةُ: الزَّحْفُ والدَّفْعُ في السير بكثرة، ولا يكون إِلا عن تفرقٍ وجَمْعٍ. وأَصل الإِفاضةِ الصَّبُّ فاستعيرت للدفع في السير، وأَصله أَفاضَ نفْسَه أَو راحلته فرَفَضُوا ذكر المفعول حتى أَشْبه غير المتعدِّي؛ ومنه طَوافُ الإِفاضةِ يوم النحر يُفِيضُ من مِنى إِلى مكة فيطوف ثم يرجع. وأَفاضَ الرجلُ بالقِداحِ إِفاضةً: ضرَب بها لأَنها تقع مُنْبَثَّةً متفرقة، ويجوز أَفاضَ على القداح؛ قال أَبو ذؤيب الهُذلي يصف حماراً وأُتُنه: وكأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ، وكَأَنَّه يَسَرٌ، يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ يعني بالقِداحِ، وحروفُ الجر يَنُوبُ بعضُها مَنابَ بعض. التهذيب: كل ما كان في اللغة من باب الإِفاضةِ فليس يكون إِلا عن تفرُّق أَو كثرة. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: أَخرج اللّهُ ذَرِّيَّةَ آدمَ من ظهره فأَفاضَهم إِفاضَةَ القِدْحِ؛ هي الضرْبُ به وإِجالَتُه عند القِمار، والقِدْحُ السهمُ، واحدُ القِداح التي كانوا يُقامِرُونَ بها؛ ومنه حديث اللُّقَطَةِ: ثم أَفِضْها في مالِكَ أَي أَلْقِها فيه واخْلِطْها به، من قولهم فاضَ الأَمرُ وأَفاضَ فيه. وفَيّاضٌ: من أَسماء الرجال. وفَيّاضٌ: اسم فرس من سَوابق خيل العرب؛ قال النابغة الجعدي: وعَناجِيج جِيادٍ نُجُبٍ نَجْلَ فَيّاضٍ ومن آلِ سَبَلْ وفرس فَيْضٌ وسَكْبٌ: كثير الجَرْي.
فيظ (لسان العرب) فاظ الرجلُ، وفي المحكم: فاظَ فَيْظاً وفُيوظاً وفَيْظُوظةً وفَيَظاناً وفَيْظاناً؛ الأَخيرة عن اللحياني: مات؛ قال رؤْبة: والأَزْدُ أَمسَى شِلْوُهُم لُفاظا، لا يَدْفِنُون منهمُ مَن فاظا، إِن مات في مَصيفِه أَو قاظا أَي من كثرةِ القَتْلى. وفي الحديث: أَنه أَقطَع الزُّبَيْر حُضْرَ فرَسِه فأَجْرَى الفرَسَ حتى فاظ، ثم رَمَى بسوطِه فقال: أَعْطُوه حيث بلَغ السوْطُ؛ فاظ بمعنى مات. وفي حديث قَتْل ابن أَبي الحُقَيْقِ: فاظَ والِهُ بَني إِسرائيل. وفاظت نفسُه تَفِيظُ أَي خرَجتْ رُوحُه، وكَرِهَها بعضُهم؛ وقال دُكَيْنٌ الراجز: اجتَمَعَ الناسُ وقالوا: عُرْسُ، فَفُقِئَتْ عَيْنٌ، وفاظَتْ نَفْسُ وأَفاظه اللّهُ إِياها وأَفاظه اللّه (* قوله «وأَفاظه اللّه إلخ» كذا في الأصل.) نفسَه؛ قال الشاعر: فهَتَكْتُ مُهْجةَ نَفسِه فأَفَظْتُها، وثأَرْتُه بمُعَمّم الحِلْم (* قوله في البيت «بمعمم الحلم» كذا بأَصله، ولعله بمعمم الحكم أَي بمقلد الحكم، ففي الأَساس: وعمموني أَمرهم قلدوني.) الليث: فاظت نفسُه فَيْظاً وفَيْظُوظةً إِذا خرَجَت، والفاعل فائظٌ، وزعم أَبو عبيدة أَنها لغةٌ لبعض تميم، يعني فاظت نفسُه وفاضت. الكسائي: تَفَيَّظُوا أَنفسَهم، قال: وقال بعضهم لأُفِيظَنَّ نفسَك، وحكي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه لا يقال فاظت نفسه ولا فاضت، إِنما يقال فاظ فلان، قال: ويقال فاظ المَيِّتُ، قال: ولا يقال فاض، بالضاد، بَتَّةً. ابن السكيت: يقال فاظ الميتُ يَفيظ فَيْظاً ويَفُوظُ فَوْظاً، كذا رواها الأَصمعي؛ قال ابن بري: ومثل فاظ الميتُ قولُ قَطَرِيّ: فلم أَرَ يوماً كان أَكثَرَ مَقْعَصاً، يُبِيحُ دَماً، من فائظٍ وكَلِيم وقال العجاج: كأَنَّهم، من فائظٍ مُجَرْجَمِ، خُشْبٌ نَفاها دَلْظُ بَحْرٍ مُفْعَمِ وقال سُراقةُ بن مِرْداس بنِ أَبي عامر أَخو العباس بن مِرْداس في يوم أَوْطاسٍ وقد اطَّرَدَتْه بنو نصر وهو على فرسه الحَقْباء: ولولا اللّهُ والحَقْباءُ فاظت عِيالي، وهي بادِيةُ العُروقِ إِذا بَدَتِ الرِّماحُ لها تَدَلَّتْ، تَدَلِّيَ لَقْوةٍ من رأْسِ نِيقِ وحان فوْظُه أَي فَيْظُه على المعاقَبة؛ حكاه اللحياني. وفاظ فلانٌ نفسَه أَي قاءَها؛ عن اللحياني. وضربته حتى أَفَظْتُ نفسَه. الكسائي: فاظَت نفسُه وفاظ هو نفسَه أَي قاءَها، يتعدَّى ولا يتعدَّى، وتَفَيَّظُوا أَنفسَهم: تَقَيَّؤُوها. الكسائي هو تَفِيظُ نفسُه. الفراء: أَهلُ الحجاز وطَيِّءٌ يقولون فاظت نفسُه، وقُضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه. وقال أَبو زيد وأَبو عبيدة: فاظت نفسُه، بالظاء، لغة قيس، وبالضاد لغة تميم. وروى المازني عن أَبي زيد أَن العرب تقول فاظت نفسُه، بالظاء، إِلاَّ بني ضبة فإِنهم يقولونه بالضاد؛ ومما يُقوِّي فاظت، بالظاء، قولُ الشاعر: يَداكَ: يَدٌ جُودُها يُرْتَجَى، وأُخْرَى لأَعْدائها غائظه فأَما التي خيرُها يرتجى، فأَجْوَدُ جُوداً من اللافِظه وأَما التي شَرُّها يُتَّقَى، فنَفْسُ العَدُوِّ لها فائظه ومثله قول الآخر: وسُمِّيتَ غَيَّاظاً، ولستَ بغائظٍ عَدُوّاً، ولكن للصَّدِيقِ تَغِيظ فلا حَفِظ الرحمنُ رُحَك حَيَّةً، ولا وهْيَ في الأَرْواحِ حين تفِيظ أَبو القاسم الزجاجي: يقال فاظَ الميتُ، بالظاء، وفاضت نفسُه، بالضاد، وفاظت نفسُه، بالظاء، جائز عند الجميع إِلاَّ الأَصمعي فإِنه لا يجمع بين الظاء والنفس؛ والذي أَجاز فاظت نفسه، بالظاء، يحتج بقول الشاعر: كادت النفسُ أَن تَفِيظَ عليه، إِذ ثَوَى حشْوَ رَيْطةٍ وبُرُودِ وقول الآخر: هَجَرْتُك، لا قِلىً مِنِّي، ولكنْ رأَيتُ بَقاءَ وُدِّك في الصُّدُودِ كهَجْرِ الحائماتِ الوِرْدَ، لمَّا رأَتْ أَنَّ المِنِيَّةَ في الوُرودِ تَفِيظُ نفوسُها ظَمأً، وتَخْشَى حِماماً، فهي تَنْظُرُ من بَعِيدِ
جزي (لسان العرب) الجَزاءُ: المُكافأََة على الشيء، جَزَاه به وعليه جَزَاءً وجازاه مُجازاةً وجِزَاءً؛ وقول الحُطَيْئة: منْ يَفْعَلِ الخَيْرَ لا يَعْدَمْ جَوازِيَهُ قال ابن سيده: قال ابن جني: ظاهر هذا أَن تكون جَوازِيَه جمع جازٍ أَي لا يَعْدَم جَزاءً عليه، وجاز أَن يُجْمَع جَزَاءٌ على جَوازٍ لمشابهة اسم الفاعل للمصدر، فكما جمع سَيْلٌ على سَوائِل كذلك يجوز أَن يكون جَوَازِيَهُ جمع جَزَاءٍ. واجْتَزاه: طَلبَ منه الجَزاء؛ قال: يَجْزُونَ بالقَرْضِ إِذا ما يُجْتَزَى والجازِيةُ: الجَزاءُ، اسم للمصدر كالعافِية. أَبو الهيثم: الجَزاءُ يكون ثواباً ويكون عقاباَ. قال الله تعالى: فما جَزاؤُه إِن كنتم كاذبين، قالوا جَزاؤُه من وُجِدَ في رَحْله فهو جَزاؤُه؛ قال: معناه فما عُقُوبته إِنْ بان كَذِبُكم بأَنه لم يَسْرِقْ أَي ما عُقُوبة السَّرِقِ عندكم إِن ظَهَر عليه؟ قالوا: جزاء السَّرِقِ عندنا مَنْ وُجِدَ في رَحْله أَي الموجود في رحله كأَنه قال جَزاء السَّرِقِ عندنا استرقاق السارِقِ الذي يوجد في رَحْله سُنَّة، وكانت سُنَّة آل يعقوب. ثم وَكَّده فقال فهو جَزاؤه. وسئل أَبو العباس عن جَزَيْته وجازَيْته فقال: قال الفراء لا يكون جَزَيْتُه إِلاَّ في الخير وجازَيْته يكون في الخير والشر، قال: وغيره يُجِيزُ جَزَيْتُه في الخير والشر وجازَيْتُه في الشَّرّ. ويقال: هذا حَسْبُك من فلان وجازِيكَ بمعنىً واحد. وهذا رجلٌ جازِيكَ من رجل أَي حَسْبُك؛ وأَما قوله: جَزَتْكَ عني الجَوَازي فمعناه جَزتْكَ جَوازي أَفعالِك المحمودة. والجَوازي: معناه الجَزاء، جمع الجازِية مصدر على فاعِلةٍ، كقولك سمعت رَوَاغِيَ الإِبل وثَوَاغِيَ الشاءِ؛ قال أَبو ذؤَيب: فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخانَةً، فتلك الجَوازي عُقْبُها ونَصِيرُها أَي جُزِيتَ كما فعَلْتَ، وذلك لأَنه اتَّهَمه في خليلتِه؛ قال القُطاميُّ: وما دَهْري يُمَنِّيني ولكنْ جَزتْكُمْ، يا بَني جُشَمَ، الجوازي أَي جَزَتْكُم جَوازي حُقُوقكم وذِمامِكم ولا مِنَّةَ لي عليكم. الجوهري: جَزَيْتُه بما صنَعَ جَزاءً وجازَيْتُه بمعنىً. ويقال: جازَيْتُه فجَزَيْتُه أَي غَلَبْتُه. التهذيب: ويقال فلانٌ ذو جَزاءٍ وذو غَناءٍ. وقوله تعالى: جَزاء سيئة بمثلها؛ قال ابن جني: ذهب الأَخفش إِلى أَن الباء فيها زائدة، قال: وتقديرها عنده جَزاءُ سيئة مثلُها، وإِنما استدل على هذا بقوله: وجَزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مِثْلُها؛ قال ابن جني: وهذا مذهب حسن واستدلال صحيح إِلا أَن الآية قد تحتمل مع صحة هذا القول تأْويلين آخرين: أَحدهما أَن تكون الباء مع ما بعدها هو الخبر، كأَنه قال جزاءُ سيئة كائنٌ بمثلها، كما تقول إِنما أَنا بك أَي كائنٌ موجود بك، وذلك إِذا صَغَّرت نفسك له؛ ومثله قولك: توكلي عليك وإِصغائي إِليك وتوَجُّهي نحوَك، فتخبر عن المبتدإِ بالظرف الذي فِعْلُ ذلك المصدر يتَناوَلُه نحو قولك: توكلت عليك وأَصغيت إِليك وتوجهت نحوك، ويدل على أَنَّ هذه الظروفَ في هذا ونحوه أَخبار عن المصادر قبلها تَقَدُّمها عليها، ولو كانت المصادر قبلها واصلة إِليها ومتناولة لها لكانت من صلاتها، ومعلوم استحالة تقدُّم الصِّلة أَو شيءٍ منها على الموصول، وتقدُّمُها نحوُ قولك عليك اعتمادي وإِليك توجهي وبك استعانتي، قال: والوجه الآخر أَن تكون الباء في بمثلها متعلقة بنفس الجزاء، ويكون الجزاء مرتفعاً بالابتداء وخبرة محذوف، كأَنه جزاءُ سيئة بمثلها كائن أَو واقع. التهذيب: والجَزاء القَضاء. وجَزَى هذا الأَمرُ أَي قَضَى؛ ومنه قوله تعالى: واتَّقُوا يوماً لا تَجْزي نفسٌ عن نفس شيئاً؛ يعود على اليوم والليلة ذكرهما مرة بالهاء ومرة بالصفة، فيجوز ذلك كقوله: لا تَجْزي نفسٌ عن نفس شيئاً، وتُضْمِرُ الصفةَ ثم تُظْهرها فتقول لا تَجْزي فيه نفسٌ عن نفس شيئاً، قال: وكان الكسائي لا يُجِيزُ إِضمار الصفة في الصلة. وروي عن أَبي العباس إِضمارُ الهاء والصفةِ واحدٌ عند الفراء تَجْزي وتَجْزي فيه إِذا كان المعنى واحداً؛ قال: والكسائي يضمر الهاء، والبصريون يضمرون الصفة؛ وقال أَبو إِسحق: معنى لا تَجْزي نفس عن نفس شيئاً أَي لا تَجْزي فيه، وقيل: لا تَجْزيه، وحذف في ههنا سائغٌ لأَن في مع الظروف محذوفة. وقد تقول: أَتيتُك اليومَ وأَتيتُك في اليوم، فإِذا أَضمرت قلتَ أَتيتك فيه، ويجوز أَن تقول أَتَيْتُكه؛ وأَنشد: ويوماً شَهِدْناه سُلَيْماً وعامِراً قَليلاً، سِوَى الطَّعْنِ النِّهَالِ، نَوافِلُهْ أَراد: شهدنا فيه. قال الأَزهري: ومعنى قوله لا تَجْزي نفسٌ عن نفس شيئاً، يعني يوم القيامة لا تَقْضِي فيه نفْسٌ شيئاً: جَزَيْتُ فلاناً حَقَّه أَي قضيته. وأَمرت فلاناً يَتَجازَى دَيْني أَي يتقاضاه. وتَجازَيْتُ دَيْني على فلان إِذا تقاضَيْتَه. والمُتَجازي: المُتَقاضي. وفي الحديث: أَن رجلاً كان يُدايِنُ الناس، وكان له كاتبٌ ومُتَجازٍ، وهو المُتَقاضي. يقال: تَجازَيْتُ دَيْني عليه أَي تقاضَيْته. وفسر أَبو جعفر بن جرير الطَّبَرِيُّ قوله تعالى: لا تَجْزي نفْسٌ عن نفس شيئاً، فقال: معناه لا تُغْني، فعلى هذا يصح أَجْزَيْتُك عنه أَي أَغنيتك. وتَجازَى دَيْنَه: تقاضاه. وفي صلاة الحائض: قد كُنَّ نساءُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يَحِضْنَ أَفأَمَرَهُنَّ أَن يَجْزِينَ أَي يَقْضين؟ ومنه قولهم: جَزاه الله خيراً أَي أَعطاه جَزاءَ ما أَسْلَف من طاعته. وفي حديث ابن عمر: إِذا أَجْرَيْتَ الماءَ على الماءِ جَزَى عنك، وروي بالهمز. وفي الحديث: الصومُ لي وأَنا أَجْزي به؛ قال ابن الأَثير: أَكثَرَ الناسُ في تأْويل هذا الحديث وأَنه لِمَ خَصَّ الصومَ والجَزاءَ عليه بنفسه عز وجل، وإِن كانت العباداتُ كلها له وجَزاؤها منه؟ وذكروا فيه وُجُوهاً مدارُها كلها على أَن الصوم سرٌّ بين الله والعبد، لا يَطَّلِع عليه سواه، فلا يكون العبد صائماً حقيقة إِلاَّ وهو مخلص في الطاعة، وهذا وإِن كان كما قالوا، فإِن غير الصوم من العبادات يشاركه في سر الطاعة كالصلاة على غير طهارة، أَو في ثوب نجس، ونحو ذلك من الأَسرار المقترنة بالعبادات التي لا يعرفها إِلاَّ الله وصاحبها؛ قال: وأَحْسَنُ ما سمعت في تأْويل هذا الحديث أَن جميع العبادات التي ُتقرب بها إِلى الله من صلاة وحج وصدقة واعتِكاف وتَبَتُّلٍ ودعاءٍ وقُرْبان وهَدْي وغير ذلك من أَنواع العبادات قد عبد المشركون بها ما كانوا يتخذونه من دون الله أَنداداً، ولم يُسْمَع أَن طائفة من طوائف المشركين وأَرباب النِّحَلِ في الأَزمان المتقدمة عبدت آلهتها بالصوم ولا تقرَّبت إِليها به، ولا عرف الصوم في العبادات إِلاَّ من جهة الشرائع، فلذلك قال الله عزَّ وجل: الصومُ لي وأَنا أَجْزي به أَي لم يشاركني فيه أَحد ولا عُبِدَ به غيري، فأَنا حينئذ أَجْزي به وأَتولى الجزاء عليه بنفسي، لا أَكِلُه إِلى أَحد من مَلَك مُقَرَّب أَو غيره على قدر اختصاصه بي؛ قال محمد بن المكرم: قد قيل في شرح هذا الحديث أَقاويل كلها تستحسن، فما أَدري لِمَ خَصَّ ابن الأَثير هذا بالاستحسان دونها، وسأَذكر الأَقاويل هنا ليعلم أَن كلها حسن: فمنها أَنه أَضافه إِلى نفسه تشريفاً وتخصيصاً كإِضافة المسجد والكعبة تنبيهاً على شرفه لأَنك إِذا قلت بيت الله، بينت بذلك شرفه على البيوت، وهذا هو من القول الذي استحسنه ابن الأَثير، ومنها الصوم لي أَي لا يعلمه غيري لأَن كل طاعة لا يقدر المرء أَن يخفيها، وإِن أَخفاها عن الناس لم يخفها عن الملائكة، والصوم يمكن أَن ينويه ولا يعلم به بشر ولا ملك، كما روي أَن بعض الصالحين أَقام صائماً أَربعين سنة لا يعلم به أَحد، وكان يأْخذ الخبز من بيته ويتصدق به في طريقه، فيعتقد أَهل سوقه أَنه أَكل في بيته، ويعتقد أَهل بيته أَنه أَكل في سوقه، ومنها الصوم لي أَي أَن الصوم صفة من صفات ملائكتي، فإِن العبد في حال صومه ملك لأَنه يَذْكُر ولا يأْكل ولا يشرب ولا يقضي شهوة، ومنها، وهو أَحسنها، أَن الصوم لي أَي أَن الصوم صفة من صفاتي، لأَنه سبحانه لا يَطْعَم، فالصائم على صفة من صفات الرب، وليس ذلك في أَعمال الجوارح إِلاَّ في الصوم وأَعمال القلوب كثيرة كالعلم والإرادة، ومنها الصوم لي أَي أَن كل عمل قد أَعلمتكم مقدار ثوابه إِلاَّ الصوم فإِني انفردت بعلم ثوابه لا أُطلع عليه أَحداً، وقد جاء ذلك مفسراً في حديث أَبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: كل عمل ابن آدم يُضاعَفُ الحسنةُ عشر أَمثالها إِلى سبعمائة ضِعْفٍ، قال الله عز وجل: إِلاَّ الصوم فإِنه لي وأَنا أَجْزي به، يَدَعُ شهوتَه وطعامه من أَجلي، فقد بيَّن في هذا الحديث أَن ثواب الصيام أَكثر من ثواب غيره من الأَعمال فقال وأَنا أَجزي به، وما أَحال سبحانه وتعالى المجازاة عنه على نفسه إِلاَّ وهو عظيم، ومنها الصوم لي أَي يَقْمَعُ عدوِّي، وهو الشيطان لأَن سبيل الشيطان إِلى العبد عند قضاء الشهوات، فإِذا تركها بقي الشيطان لا حيلة له، ومنها، وهو أَحسنها، أَن معنى قوله الصوم لي أَنه قد روي في بعض الآثار أَن العبد يأْتي يوم القيامة بحسناته، ويأْتي قد ضرَب هذا وشَتَم هذا وغَصَب هذا فتدفع حسناته لغرمائه إِلاَّ حسنات الصيام، يقول الله تعالى: الصوم لي ليس لكم إِليه سبيل. ابن سيده: وجَزَى الشيءُ يَجْزِي كَفَى، وجَزَى عنك الشيءُ قضَى، وهو من ذلك. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال لأَبي بُرْدة بن نِيَارٍ حين ضَحَّى بالجَذَعة: تَجْزِي عنك ولا تَجْزِي عن أَحد بعدَك أَي تَقْضِي؛ قال الأَصمعي: هو مأْخوذ من قولك قد جَزَى عني هذا الأَمرُ يَجْزِي عني، ولا همز فيه، قال: ومعناه لا تَقْضِي عن أَحد بعدك. ويقال: جَزَتْ عنك شاةٌ أَي قَضَتْ، وبنو تميم يقولون أَجْزَأَتْ عنك شاةٌ بالهمز أَي قَضَت. وقال الزجاج في كتاب فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ: أَجْزَيْتُ عن فلان إِذا قمتَ مَقامه. وقال بعضهم: جَزَيْتُ عنك فلاناً كافأْته، وجَزَتْ عنك شاةٌ وأَجْزَتْ بمعنىً. قال: وتأْتي جَزَى بمعنى أَغْنَى. ويقال: جَزَيْتُ فلاناً بما صنع جَزَاءً، وقَضَيْت فلاناً قَرْضَه، وجَزَيْتُه قرضَه. وتقول: إِن وضعتَ صدقَتك في آل فلان جَزَتْ عنك وهي جازِية عنك. قال الأَزهري: وبعض الفقهاء يقول أَجْزَى بمعنى قَضَى. ابن الأَعرابي: يَجْزِي قليلٌ من كثير ويَجْزِي هذا من هذا أَي كلُّ واحد منهما يقوم مقام صاحبه. وأَجْزَى الشيءُ عن الشيء: قام مقامه ولم يكف. ويقال: اللحمُ السمين أَجْزَى من المهزول؛ ومنه يقال: ما يُجْزِيني هذا الثوبُ أَي ما يكفيني. ويقال: هذه إِبلٌ مَجازٍ يا هذا أَي تَكْفِي، الجَملُ الواحد مُجْزٍ. وفلان بارع مَجْزىً لأَمره أَي كاف أَمره؛ وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه أَنشده لبعض بني عمرو بن تميم: ونَحْنُ قَتَلْنا بالمَخارِقِ فارساً، جَزاءَ العُطاسِ، لا يموت المُعاقِب قال: يقول عجلنا إِدراك الثَّأْر كقدر ما بين التشميت والعُطاس، والمُعاقِبُ الذي أَدرك ثَأْره، لا يموت المُعاقِب لأَنه لا يموت ذكر ذلك بعد موته، لا يَمُوت من أَثْأَرَ أَي لا يَمُوت ذِكْرُهُ. وأَجْزَى عنه مُجْزَى فلان ومُجْزاته ومَجْزاه ومَجْزاته؛ الأَخيرة على توهم طرح الزائد أَعني لغة في أَجْزَأَ. وفي الحديث: البَقَرَةُ تُجْزِي عن سبعة، بضم التاء؛ عن ثعلب، أَي تكون جَزَاءً عن سبعة. ورجلٌ ذو جَزَاءٍ أَي غَناء، تكون من اللغتين جميعاً. والجِزْيَةُ: خَراجُ الأَرض، والجمع جِزىً وجِزْيٌ. وقال أَبو علي: الجِزَى والجِزْيُ واحد كالمِعَى والمِعْيِ لواحد الأَمْعاء، والإِلَى والإِلْيِ لواحد الآلاءِ، والجمع جِزاءٌ؛ قال أَبو كبير: وإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى، تَذَرُ البِكارةَ في الجِزَاءِ المُضْعَفِ وجِزْيَةُ الذِّمِّي منه. الجوهري: والجِزْيةُ ما يؤخذ من أَهل الذمة، والجمع الجِزَى مثل لِحْيةٍ ولِحىً. وقد تكرر في الحديث ذكر الجِزْية في غير موضع، وهي عبارة عن المال الذي يَعْقِد الكتابيُّ عليه الذمة، وهي فِعْلَةٌ من الجَزاء كأَنها جَزَتْ عن قتلِه؛ ومنه الحديث: ليس على مسلم جِزْية؛ أَراد أَن الذمي إِذا أَسلم وقد مر بعضُ الحول لم يُطالَبْ من الجِزْية بِحِصَّةِ ما مضى من السَّنة؛ وقيل: أَراد أَن الذمي إِذا أَسلم وكان في يده أَرض صُولح عليها بخراج، توضع عن رقبته الجِزْيةُ وعن أَرضه الخراج؛ ومنه الحديث: من أَخَذ أَرضاً بِجِزْيَتِها أَراد به الخراج الذي يُؤَدَّى عنها، كأَنه لازم لصاحب الأَرض كما تَلْزَم الجِزْىةُ الذميَّ؛ قال ابن الأَثير؛ هكذا قال أَبو عبيد هو أَن يسلم وله أَرض خراج، فتُرْفَعُ عنه جِزْيَةُ رأْسه وتُتْرَكُ عليه أَرضُه يؤدي عنها الخراجَ؛ ومنه حديث علي، رضوان الله عليه: أَن دِهْقاناً أَسْلَم على عَهْدِه فقال له: إِن قُمْتَ في أَرضك رفعنا الجِزْْيةَ عن رأْسك وأَخذناها من أَرضك، وإِن تحوّلت عنها فنحن أَحق بها. وحديث ابن مسعود، رضي الله عنه، أَنه اشترى من دهْقان أَرضاً على أَن يَكْفِيَه جِزْيَتَها؛ قيل: اشترَى ههنا بمعنى اكْتَرَى؛ قال ا بن الأَثير: وفيه بُعْدٌ لأَنه غير معروف في اللغة، قال: وقال القُتَيْبي إِن كان محفوظاً، وإِلا فَأَرى أَنه اشتري منه الأَرضَ قبل أَن يُؤَدِّيَ جِزْيَتَها للسنة التي وقع فيها البيعُ فضمّنه أَن يقوم بخَراجها. وأَجْزَى السِّكِّينَ: لغة في أَجْزَأَها جعل لها جُزْأَةً؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك لأَن قياس هذا إِنما هو أَجْزَأَ، اللهم إِلا أَن يكون نادراً.
نسم (لسان العرب) النَّسَمُ والنَّسَمةُ: نفَسُ الروح. وما بها نَسَمة أَي نفَس. يقال: ما بها ذو نسَمٍ أَي ذو رُوح، والجمع نَسَمٌ. والنَّسيمُ: ابتداءُ كلِّ ريحٍ قبل أَن تَقْوى؛ عن أَبي حنيفة. وتنَسَّم: تنفَّس، يمانية. والنَّسَمُ والنسيمُ: نفَس الرِّيح إِذا كان ضعيفاً، وقيل: النَّسيم من الرياح التي يجيء منها نفس ضعيف، والجمع منها أَنسامٌ؛ قال يصف الإِبل: وجَعَلَتْ تَنْضَحُ من أَنْسامِها، نَضْحَ العُلوجِ الحُمْرِ في حَمَّامِها أَنسامُها: روائح عَرَقِها؛ يقول: لها ريح طيبة. والنَّسِيمُ: الريح الطيبة. يقال: نسَمت الريحُ نسيماً ونَسَماناً. والنَّيْسَمُ: كالنسيم، نَسَم يَنْسِمُ نَسْماً ونَسِيماً ونَسَماناً. وتَنسَّم النسيمَ: تَشمَّمه. وتَنَسَّم منه علْماً: على المثل، والشين لغة عن يعقوب، وسيأْتي ذكرها، وليست إِحداهما بدلاً من أُختها لأَن لكل واحد منهما وجهاً، فأَما تَنَسَّمت فكأَنه من النَّسيم كقولك اسْتَرْوَحتُ خَبراً، فمعناه أَنه تَلطَّف في التِماس العلم منه شيئاً فشيئاً كهُبوب النسيم، وأَما تنَشَّمت فمن قولهم نَشَّم في الأَمر أَي بَدأَ ولم يُوغِل فيه أَي ابتدأْت بطَرَفٍ من العلم من عنده ولم أَتمكَّن فيه. التهذيب: ونَسيم الريح هُبوبها. قال ابن شميل: النسيم من الرياح الرُّويدُ، قال: وتنَسَّمتْ ريحُها بشيء من نَسيمٍ أَي هبَّت هبوباً رُويداً ذات نَسيمٍ، وهو الرُّوَيد. وقال أَبو عبيد: النَّسيم من الرياح التي تجيء بنفَسٍ ضعيف. والنَّسَمُ: جمع نَسَمة، وهو النَّفَس والرَّبْوُ. وفي الحديث: تَنكَّبوا الغُبارَ فإِن منه تكون النَّسَمةُ؛ قيل: النَّسَمة ههنا الرَّبْوُ، ولا يزال صاحب هذه العلة يتنَفَّس نفساً ضعيفاً؛ قال ابن الأَثير: النَّسَمةُ في الحديث، بالتحريك، النفَس، واحد الأَنفاس، أَراد تَواترَ النفَس والرَّبوَ والنَّهيجَ، فسميت العلة نَسَمة لاستراحة صاحبِها إِلى تنفسِه، فإِن صاحب الرَّبوِ لا يزال يتنفَّس كثيراً. ويقال: تنَسَّمت الريحُ وتنسَّمْتها أَنا؛ قال الشاعر: فإِن الصَّبا رِيحٌ إِذا ما تنَسَّمَتْ على كِبْدِ مَخْزونٍ، تجَلَّتْ هُمومُها وإِذا تنَسَّم العليلُ والمحزون هبوبَ الريح الطيِّبة وجَد لها خَفّاً وفرَحاً. ونَسيمُ الريح: أَوَّلها حين تُقْبل بلينٍ قبل أَن تشتدّ. وفي حديث مرفوع أَنه قال: بُعِثْت في نَسَمِ الساعة، وفي تفسيره قولان: أَحدهما بُعِثْت في ضَعْفِ هُبوبها وأَول أَشراطها وهو قول ابن الأَعرابي، قال: والنَّسَم أَولُ هبوب الريح، وقيل: هو جمع نَسَمةٍ أَي بُعِثت في ذوي أَرواح خلقهم الله تعالى في وقت اقتراب الساعة كأَنه قال في آخر النَّشْءِ من بني آدم. وقال الجوهري: أَي حين ابتدأَت وأَقبَلت أَوائِلُها. وتنَسَّم المكانُ بالطِّيب: أَرِجَ؛ قال سَهْم بن إِياس الهذلي: إِذا ما مَشَتْ يَوْماً بوادٍ تنَسَّمَتْ مَجالِسُها بالمَنْدَليِّ المُكَلَّلِ وما بها ذو نَسيم أَي ذو رُوح. والنَّسَم والمَنْسَمُ من النَّسيم. والمَنْسِم، بكسر السين: طرف خفّ البعير والنعامة والفيل والحافر، وقيل: مَنْسِما البعير ظُفْراه اللذان في يديه، وقيل: هو للناقة كالظفر للإنسان؛ قال الكسائي: هو مشتق من الفعل، يقال: نَسَمَ به يَنْسِمُ نَسْماً. قال الأَصمعي: وقالوا مَنسِمُ النعامة كما قالوا للبعير. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: وَطِئَتْهم بالمَناسِم، جمع مَنسِم، أَي بأَخفافِها؛ قال ابن الأَثير: وقد تطلق على مَفاصل الإِنسان اتساعاً؛ ومنه الحديث: على كل مَنسِمٍ من الإِنسان صَدقةٌ أَي كل مَفْصِل. ونَسَم به يَنسِمُ نَسْماً: ضرب؛ واستعاره بعض الشعراء للظَّبْي فقال: تَذُبُّ بسَحْماوَيْنِ لم يَتَفَلَّلا، وَحى الذِّئبِ عن طَفْلٍ مَناسِمُه مُخْلي ونَسِمَ نَسَماً: نَقِبَ مَنسِمُه. والنَّسَمةُ: الإِنسان، والجمع نَسَمٌ ونَسَماتٌ؛ قال الأَعشى: بأَعْظَمَ منه تُقىً في الحِساب، إِذا النَّسَماتُ نَقَضْنَ الغُبارا وتَنسَّم أَي تنفَّس. وفي الحديث: لمَّا تنَسَّموا رَوْحَ الحياة أَي وَجدوا نَسيمَها. والتَّنَسُّم: طلبُ النسيم واسْتِنشاقه. والنَّسَمةُ في العِتْق: المملوك، ذكراً كان أَو أُنثى. ابن خالويه: تَنسَّمْت منه وتَنشَّمْت بمعنى. وكان في بني أَسد رجلٌ ضمِن لهم رِزْقَ كلِّ بِنْتٍ تولَد فيهم، وكان يقال له المُنَسِّم أَي يُحْيي النَّسَمات؛ ومنه قول الكميت: ومنَّا ابنُ كُوزٍ، والمُنَسِّمُ قَبْله، وفارِسُ يوم الفَيْلَقِ العَضْبُ ذو العَضْبِ والمُنَسِّمُ: مُحْيي النَّسَمات. وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: مَنْ أَعتق نَسَمَةً مُؤمِنةً وقى اللهُ عز وجل بكل عُضْوٍ منه عُضْواً من النار؛ قال خالد: النَّسَمةُ النَّفْسُ والروحُ. وكلُّ دابة في جوفها رُوح فهي نَسَمةٌ. والنَّسَمُ: الرُّوح، وكذلك النَّسيمُ؛ قال الأَغلب: ضَرْبَ القُدارِ نَقيعةَ القِدِّيمِ، يَفْرُقُ بينَ النَّفْسِ والنَّسيمِ قال أَبو منصور: أَراد بالنفْس ههنا جسمَ الإِنسان أَو دَمَه لا الرُّوحَ، وأَراد بالنَّسيم الروحَ، قال: ومعنى قوله، عليه السلام: مَنْ أَعْتَقَ نَسَمةً أَي من أَعتق ذا نَسَمةٍ، وقال ابن الأَثير: أَي مَنْ أَعْتَقَ ذا رُوح؛ وكلُّ دابَّةٍ فيها رُوحٌ فهي نَسَمةٌ، وإِنما يريد الناس. وفي حديث علي: والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأَ النَّسَمةَ أَي خَلَقَ ذاتَ الروح، وكثيراً ما كان يقولها إِذا اجتهد في يمينه. وقال ابن شميل: النَّسَمَةُ غرة عبد أَو أَمة. وفي الحديث عن البراء بن عازب قال: جاء أَعرابي إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: عَلِّمْني عملاً يُدْخِلُني الجنة، قال: لئن كنت أَقْصَرْت الخُطْبةَ لقد أَعْرَضْت المَسْأَلة، أَعْتِق النَّسَمةَ وفُكَّ الرقبةَ، قال: أَوَليسا واحداً؟ قال: لا، عِتْقُ النَّسَمةِ أَن تَفَرَّدَ بعتقها، وفك الرقبة أَن تُعينَ في ثمنها، والمِنْحة الوَكوف، وأَبقِ على ذي الرحم (* قوله «والمنحة الوكوف وأَبقِ على ذي الرحم» كذا بالأصل، ولعله وأعط المنحة الوكوف وأبق إلخ) الظالم، فإِن لم تُطِقْ ذلك فأَطْعِم الجائعَ، واسْقِ الظمْآنَ، وأْمُرْ بالمعروف وانْهَ عن المنكر، فإِن لم تُطِقْ فكُفَّ لِسانَك إِلا مِنْ خَيرٍ. ويقال: نَسَّمْتُ نَسَمة إِذا أَحْيَيْتَها أَو أَعْتَقْتها. وقال بعضهم: النَّسَمة الخَلْقُ، يكون ذلك للصغير والكبير والدوابِّ وغيرها ولكل من كان في جوفِه رُوحٌ حتى قالوا للطير؛ وأَنشد شمر:يا زُفَرُ القَيْسِيّ ذو الأَنْف الأَشَمّْ هَيَّجْتَ من نخلةَ أَمثالَ النَّسَمْ قال: النَّسَمُ ههنا طيرٌ سِراعٌ خِفافٌ لا يَسْتَبينُها الإِنسان من خفَّتِها وسرعتِها، قال: وهي فوق الخَطاطيف غُبْرٌ تعلوهنَّ خُضرة، قال: والنَّسَمُ كالنفَس، ومنه يقال: ناسَمْتُ فلاناً أَي وجَدْت ريحَه ووَجدَ رِيحي؛ وأَنشد: لا يَأْمَنَنَّ صُروف الدهرِ ذو نَسَمٍ أَي ذو نفَسٍ، وناسَمه أَي شامَّه؛ قال ابن بري: وجاء في شعر الحرث بن خالد بن العاص: عُلَّتْ به الأَنْيابُ والنَّسَمُ يريد به الأَنفَ الذي يُتَنَسَّمُ به. ونَسَمَ الشيءُ ونَسِمَ نَسَماً: تغيَّر، وخص بعضهم به الدُّهن. والنَّسَمُ: ريحُ اللبَن والدسَم. والنَّسَمُ: أَثر الطريق الدارِس. والنَّيْسَمُ: الطريق المُستقيم، لغة في النَّيْسَب. وفي حديث عمرو بن العاص وإِسلامِه قال: لقد اسْتقام المَنْسِمُ وإِن الرجل لَنَبيٌّ، فأَسْلَمَ. يقال: قد استَقامَ المَنْسِمُ أَي تَبَيَّنَ الطريقُ. ويقال: رأَيت مَنْسِماً من الأَمر أَعْرِفُ به وَجْهَه أَي أَثراً منه وعلامة؛ قال أَوْس بن حَجَر: لَعَمْرِي لقد بَيَّنْت يومَ سُوَيْقةٍ لِمَنْ كان ذا رأْيٍ بِوِجْهةِ مَنْسِمِ أَي بوجهِ بيانٍ، قال: والأَصل فيه مَنْسِما خُفِّ البعير، وهما كالظُّفرين في مُقدَّمه بهما يُسْتبان أَثرُ البعير الضالّ، ولكل خُفٍّ مَنْسِمان، ولِخُفِّ الفِيل مَنْسِمٌ. وقال أَبو مالك: المَنْسِمُ الطريق؛ وأَنشد للأَحْوَص: وإِن أَظْلَمَتْ يوماً على الناسِ غَسْمةٌ، أَضَاءَ بكُم، يا آل مَرْوانَ، مَنْسِمُ يعني الطريق، والغَسْمة: الظُّلْمة. ابن السكيت: النَّيْسمُ ما وجدتَ من الآثار في الطريق، وليست بِجادّة بَيّنَةٍ؛ قال الراجز: باتَتْ على نَيْسَمِ خَلٍّ جازع، وَعْثِ النِّهاض قاطِع المَطالِع والمَنْسِمُ: المَذْهب والوجهُ منه. يقال: أَين مَنْسِمُك أَي أَين مذهبُك ومُتوجَّهُك. ومن أَين مَنْسِمُك أَي من أَين وِجْهتُك. وحكى ابن بري: أَين مَنْسِمُك أَي بيتُك. والناسِمُ: المريضُ الذي قد أَشفى على الموت. يقال: فلان يَنْسِم كنَسْم الريح الضعيف؛ وقال المرّار: يمْشِينَ رَهْواً، وبعد الجَهْدِ من نَسَمٍ، ومن حَياءِ غَضِيضِ الطَّرْفِ مَسْتورِ ابن الأَعرابي: النَّسِيم العرَقُ. والنَّسْمة العرْقة في الحمّام وغيره، ويجمع النَّسَم بمعنى الخَلْق أَناسِم. ويقال: ما في الأَناسِم مثلُه، كأَنَّه جمع النَّسَم أَنْساماً، ثم أَناسمُ جمعُ الجمع.
فوق (لسان العرب) فَوْقُ: نقيض تحت، يكون اسماً وظرفاً، مبني، فإذا أًضيف أًعرب، وحكى الكسائي: أَفَوْقَ تنام أَم أَسفَلَ، بالفتح على حذف المضاف وترك البناء، قوله تعالى: إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً مّا بعوضةً فما فَوْقَها؛ قال أبو عبيدة: فما دونها، كما تقول إذا قيل لك فلان صغير تقول وفَوْقَ ذلك أي أصغر من ذلك؛ وقال الفراء: فما فَوْقَها أي أعظم منها، يعني الذُّباب والعَنْكبوت. الليث: الفَوْقَ نقيض التحت، فمن جعله صفة كان سبيله النصب كقولك عبد الله فَوْقَ زيدٍ لأنه صفة، فإن صيرته اسماً رفعته فقلت فوقُه رأسُه، صار رفعاً ههنا لأنه هو الرأس نفسه، ورفعت كلَّ واحد منهما بصاحبه الفَوْقُ بالرأس، والرأسُ بالفَوْقِ. وتقول: فَوْقَهُ قَلَنْسُوتُهُ، نصبت الفَوْقَ لأنه صفة عين القَلَنْسُوة، وقوله تعالى: فخرَّ عليهم السقف من فَوْقِهِمْ، لا تكاد تظهر الفائدة في قوله من فَوْقِهِمْ لأن عليهم قد تنوب عنها. قال ابن جني: قد يكون قوله من فَوْقِهِم هنا مفيداً، وذلك أن قد تستعمل في الأفعال الشاقة المستثقلة عَلى، تقول قد سِرْنا عشْراً وبَقيَتْ علينا ليلتان، وقد حفظت القرآن وبقيت عَلَيَّ منه سورتان، وقد صمنا عشرين من الشهر وبقي علينا عشر، وكذلك يقال في الاعتداد على الإنسان بذنوبه وقُبْح أفعاله: قد أَخرب عليّ ضَيْعَتي وأعْطَبَ عليَّ عَواملي، فعلى هذا لو قيل فخرَّ عليهم السقف ولم يُقَلْ من فوقهم، لجاز أن يظن به أنه كقولك قد خربت عليهم دارهم، وقد هلكت عليهم مواشيهم وغلالهم، فإذا قال من فوقهم زال ذلك المعنى المحتمل، وصار معناه أنه سقط وهم من تحته، فهذا معنىً غيرُ الأول، وإنما اطّردَتْ على في الأفعال التي قدمنا ذكرها مثل خربت عليه ضَيْعَتُه، وبطلت عليه عَواملهُ ونحو ذلك من حيث كانت عَلى في الأصل للاستعلاء، فلما كانت هذه الأحوال كُلَفاً ومَشاقَّ تخفضُ الإنسان وتَضَعُه وتعلوه وتَتَفَرَّعُه حتى يخضع لها ويَخْنع لما يَتَسَدَّاه منها، كان ذلك من مواضع عَلى، ألا تراهم يقولون هذا لك وهذا عليك؟ فتَسْتعمل اللام فيما تُؤثِرهُ وعلى فيما تكرهه؛ قالت الخنساء: سَأحْمِلُ نَفْسي على آلَةٍ، فإمَّا عَلَيْها وإمَّا لَها وقال ابن حلزة: فلَهُ هنالِكَ، لا عَلَيْهِ، إذا دَنِعَتْ نفوسُ القومِ للتَّعْسِ فمِنْ هنا دخلت على هذه في هذه الأفعال. وقوله تعالى: لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم؛ أراد تعالى: لأكلوا من قَطْر السماء ومن نبات الأرض، وقيل: قد يكون هذا من جهة التوسعة كما تقول فلان في خير من فَرْقِهِ إلى قَدَمه. وقوله تعالى: إذ جاؤوكم من فَوْقِكم ومن أسْفَلَ منكم؛ عَنى الأحزاب وهم قريش وغَطَفان وبنو قُرَيظةُ قد جاءتهم من قَوقهم وجاءت قريش وغطَفان من ناحية مكة من أسفل منهم. وفاقَ الشيءَ فَوْقاً وفَواقاً: علاهُ. وتقول: فلان يَفُوقَ قومه أي يعلوهم، ويفوق سطحاً أي يعلوه. وجارية فائِقةٌ: فاقَتْ في الجمال. وقولهم في الحديث المرفوع: إنه قَسَم الغنائم يوم بدر عن فُواقٍ أي قسمها في قدر فُواقِ ناقةٍ، وهو قدر ما بين الحلبتين من الراحة، تضم فاؤه وتفتح، وقيل: أراد التفضيل في القسمة كأنه جعل بعضهم أفْوقَ من بعضٍ على قدر غَنائهم وبَلائهم، وعن ههنا بمنزلتها في قولك أعطيته عن رَغْبَةٍ وطِيبِ نفس، لأن الفاعل وقت إنشاء الفعل إذا كان متصفاً بذلك كان الفعل صادراً عنه لا محالة ومجاوزاً له؛ وقال ابن سيده في الحديث: أرادوا التفضيل وأنه جعل بعضهم فيها فَوْق بعض على قدر غنائهم يومئذ؛ وفي التهذيب: كأنه أراد فَعَل ذلك في قدر فُواق ناقة، وفيه لغتان: من فَواق وفُواق. وفاقَ الرجل صاحبه: علاه وغلبه وفَضَلَهُ. وفاقَ الرجل أصحابه يَفُوقهم أي علاهم بالشرف. وفي الحديث حُبّب إليّ الجمال حتى ما أُحب أن يَفُوقني أحد بشِراك نعل؛ فُقْت فلاناً أي صرت خيراً منه وأعلى وأشرف كأنك صرت فَوْقه في المرتبة؛ ومنه الشيء الفائقُ وهو الجيد الخالص في نوعه؛ ومنه حديث حنين: فما كان حِصْنٌ ولا حَابِسٌ يَفُوقانِ مِرْدَاسَ في مَجْمَعِ وفَاقَ الرجلُ فُوَاقاً إذا شخصت الريح من صدره. وفلان يَفُوق بنفسه فُؤوقاً إذا كانت نفسه على الخروج مثل يَرِيقُ بنفسه. وفَاقَ بنفسه يَفُوقعند الموت فَوقاً وفُؤوقاً: جاد، وقيل: مات. ابن الأعرابي: الفَوْق نفس الموت. أبو عمرو: الفُوق الطريق الأول، والعرب تقول في الدعاء: رجع فلان إلى فُوقه أي مات؛ وأنشد: ما بالُ عِرْسي شَرِقَتْ بِريقِها، ثُمَّتَ لا يَرجِعْ لها في فُوقِها؟ أي لا يرجع ريقها إلى مجراه. وفَاقَ يَفُوق فُؤوقاً وفُواقاً: أَخذه البَهَرُ. والفُواقُ: ترديد الشَّهْقة العالية. والفُواق: الذي يأخذ الإنسانِ عند النزع، وكذلك الريح التي تَشْخَصُ من صدره، وبه فُواق؛ الفراء: يجمع الفُواق أفِيقَةً، والأصل أفْوِقَة فنقلت كسرة الواو لما قبلها فقلبت ياء لإنكسار ما قبلها؛ ومثله: أقيموا الصلاة؛ الأصل أقْوِمُوا فألقوا حركة الواو على القاف فانكسرت وقلبوا الواو ياء لكسرة القاف فقُرِئَتْ أقيموا، كذلك قولهم أفِيقة. قال: وهذا ميزان واحد، ومثله مُصيبة كانت في الأصل مُصْوبِة وأفْوِقَة مثل جواب وأجْوِبة. والفُوَاق والفَوَاق: ما بين الحلبتين من الوقت لأنها تحلب ثم تُتْرَك سُوَيعةً يُرضعها الفَصيل لتَدِرّ ثم تحلب. يقال: ما أقام عنده إلا فُوَاقاً. وفي حديث علي: قال له الأسير يوم صفِّين: أنْظِرْني فُوَاق ناقة أي أخِّرني قدر ما بين الحلبتين. وفلان يفوق بنفسه فُؤوقاً إذا كانت نفسه على الخروج. وفُوَاق الناقة وفَواقها: رجوع اللبن في ضرعها بعد حلبها. يقال: لا تنتظره فُوَاق ناقة، وأقام فُوَاق ناقة، جعلوه ظرفاً على السعة. وفُوَاق الناقة وفَواقها: ما بين الحلبتين إذا فتحتَ يدك، وقي: إذا قبض الحالب على الضَّرْع ثم أرسله عند الحلب. وفيقَتُها: درّتها من الفُواق، وجمعها فيقٌ وفَيقٌ، وحكى كراع فَيْقَةَ الناقة، بالفتح، ولا أدري كيف ذلك. وفَاقَت الناقة بدِرّتها إذا أرسلتْها على ذلك. وأفَاقَتِ الناقة تُفِيق إفاقةً أي اجتمعت الفِيقةُ في ضرعها، وهي مُفِيق ومُفِيقةٌ: دَرّ لبنها، والجمع مَفَاويق. وفَوّقَها أهلُها واسْتَفَاقوها: نَفَّسوا حلبها؛ وحكى أبو عمرو في الجزء الثالث من نوادره بعد أن أنشد لأبي الهيثم التغلبي يصف قِسيّاً: لنا مسائحُ زُورٌ، في مَراكِضِها لِينٌ، وليس بها وَهْيٌ ولا رَفَقُ شُدَّت بكل صُهَابيّ تَئِطُّ به، كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُيُقُ قال: الفُيُق جمع مُفِيق وهي التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب، وذلك أنهم يحلبون الناقة ثم يتركونها ساعة حتى تفيق. يقال: أفَاقَت الناقة فاحْلُبْها. قال ابن بري: قوله الفُيُق جمع مُفِيقٍ قياسه جمع فَيُوق أو فَائقٍ. وأفاقَتِ الناقةُ واسْتَفَاقها أهلُها إذا نَفَّسوا حلبها حتى تجتمع دِرّتها. والفُواقَ والفَوَاق: ما بين الحلبتين من الوقت، والفُواق ثائب اللبن بعد رضاع أو حلاب، وهو أن تُحْلب ثم تُتْرك ساعة حتى تَدِرّ؛ قال الراجز: أَلا غلامٌ شَبَّ من لِدَاتِها، مُعاوِدٌ لشُرْبِ أفْوِقَاتِها أفْوِقاتٌ: جمع أفْوقِةٍ، وأفْوقةٌ جمع فُوَاقٍ. وقد فاقَتْ تَفُوقُ فُوَاقاً وفِيقةً؛ وكلما اجتمع من الفُواق دِرَّةٌ، فاسمها الفِيقةُ. وقال ابن الأعرابي: أفاقتِ الناقةُ تُفِيقُ إفاقةً وفُوَاقاً إذا جاء حين حلبها. ابن شميل: الإفاقةُ للنافة أن تَرِدَ من الرعي وتُتْرك ساعة حتى تستريح وتفيق، وقال زيد بن كُثْوة: إفاقةُ الدِّرة رجوعها، وغرارُها ذهابها. يقال: اسْتَفِقِ الناقةَ أي لا تحلبها قبل الوقت؛ ومنه قوله: لا تَسْتَفِقْ من الشراب أي لا تشربه في الوقت، وقيل: معناه لا تجعَلْ لشربه وقتاً إنما تشربه دائماً. ابن الأعرابي: المُفَوَّقُ الذي يُؤخَذ قليلاً قليلاً من مأكول أو مشروب. ويقال: أفاقَ الزمانُ إذا أخصب بعد جَدْب؛ قال الأعشى: المُهِيِنينَ ما لَهُمْ في زمان السْـ سوءِ، حتى إذا أفَاقَ أفَاقُوا يقول: إذا أفاقَ الزمانُ بالخِصْب أفاقُوا من نحر الإبل. وقال نصير: يريد إذا أفاقَ الزمانُ سهمِه ليرميهم بالقحط أفاقُوا له سِهامهم بنحر الإبل.وأفَاوِيقُ السحاب: مطرها مرة بعد مرة. والأفاويقُ: ما اجتمع من الماء في السحاب فهو يُمطر ساعة بعد ساعة؛ قال الكميت: فباتَتْ تَثِجُّ أفاوِيقُها، سِجالَ النِّطافِ عليه غِزَارَا أي تثجُّ أفاويقُها على الثور الوحشي كسجال النطاف؛ قال ابن سيده: أراهم كَسَّرُوا فُوقاً على أَفْواقٍ ثم كسّروا أفْواقاً على أفاوِيقَ. قال أبو عبيد في حديث أبي موسى الأشعري وقد تذاكر هو ومعاذ قراءةَ القرآن فقال أبو موسى: أما أنا فأَتَفَوَّقُه تَفَوُّقَ اللَّقوح؛ يقول لا أقرأ جزئي بمرة ولكن أقرأ منه شيئاً بعد شيء في آناء الليل والنهار، مشتق من فُوَاق الناقة، وذلك أنها تُحلب ثم تترك ساعة حتى تدرّ ثم تحلب، يقال منه: فاقت تَفُوق فُواقاً وفِيقةً؛ وأنشد: فأضْحَى يَسُحُّ الماءَ من كل فِيقةٍ والفيِقةُ، بالكسر: اسم اللبن الذي يجتمع بين الحلبتين، صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها؛ قال الأعشى يصف بقرة: حتى إذا فِيقة في ضرعها اجْتَمَعَتْ، جاءت لتُرْضِع شِقَّ النَّفْسِ، لو رَضَعا وجمعها فيقٌ وأفْواقٌ مثل شِبْر وأشبار، ثم أفاوِيقُ؛ قال ابن هَمّام السلولي: وذَمُّوا لَنَا الدُّنْيا، وهم يَرْضَعُونها أفاوِيقَ، حتى ما يَدِرُّ لها ثعْلُ قال ابن بري: وقد يجوز أن تجمع فِيقةٌ على فِيقٍ، ثم تجمع فِيَقٌ على أفْواقٍ، فيكون مثل شِيعَةٍ وأَشِيَاعٍ؛ وشاهد أفواق قول الشاعر: تَعْتادُهُ زَفَرَاتٌ حين يَذْكرُها، يَسْقِينَهُ بكؤوس الموت أفْواقا وفَوَّقْتُ الفصيل أي سقيته اللبن فُواقاً فُواقاً. وتَفَوَّقَ الفصيل إذا شرب اللبن كذلك؛ وقوله أنشده أبو حنيفة: شُدَّت بكل صُهَابيٍّ تِئِطُّ به، كما تَئِطُّ إذا ما رُدَّتِ الفُيُقُ فسر الفُيُقَ بأنها الإبل التي يرجع إليها لبنها بعد الحلب، قال: والواحدة مُفِيقٌ؛ قال أبو الحسن: أما الفُيُقُ فليست بجمع مُفِيق لأن ذلك إنما يجمع على مَفَاوق ومفَاوِيق، والذي عندي أنها جمع ناقة فَووق، وأصله فُوُقٌ فأبدل من الواو ياء استثقالاً للضمة على الواو، ويروى الفِيَقُ، وهو أقيس، وقوله تعالى: ما لها من فَوَاقٍ؛ فسره ثعلب فقال: معناه من فَتْرَةٍ، قال الفراء: ما لها من فَوَاقٍ، يقرأ بالفتح والضم، أي ما لها من راحة ولا إفاقة ولا نظرة، وأصلها من الإفاقة في الرضاع إذا ارتضعت البَهْمةُ أُمَّها ثم تركتها حتى تنزل شيئاً من اللبن فتلك الإفاقة الفَواقُ. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: عيادة المريض قَدْرُ فُوَاقِ ناقةٍ. وتقول العرب: ما أقام عندي فُواقَ ناقةٍ، وبعض يقول فَوَاق ناقة بمعنى الإفاقة كإفاقةِ المَغْشِيّ عليه؛ تقول: أفَاقَ يُفِيقُ إفَاقَةً وفَواقاً؛ وكل مغشيٍّ عليه أو سكران معتوهٍ إذا انجلى ذلك عنه قيل: قد أفاقَ واسْتَفَاقَ؛ قالت الخنساء: هَرِيقي من دُوموعك واسْتَفيقي * وصَبراً إن أَطقْتِ ولن تُطِيقي قال أبو عبيدة: من قرأ من فَوَاقٍ، بالفتح، أراد ما لها من إفاقةٍ ولا راحة، ذهب بها إلى إفاقة المريض، ومن ضمها جعلها من فُوَاق الناقة، وهو ما بين الحلبتين، يريد ما لها من انتظار. قال قتادة: ما لها من فواق من مرجوع ولا مَثْنَوِيّةٍ ولا ارتداد. وتَفَوَّقَ شرابَهُ: شربه شيئاً بعد شيء.وخرجوا بعد أفاوِيق من الليل أي بعدما مضى عامة الليل، وقيل: هو كقولك بعد أقطاع من الليل؛ رواه ثعلب. وفِيقةُ الضحى: أوَّلها. وأفاق العليلُ إفاقة واسْتَفاقَ: نَقِه، والاسم الفُواقَ، وكذلك السكران إذا صحا. ورجل مْستَفيق: كثير النوم؛ عن ابن الأعرابي، وهو غريب. وأفاقَ عنه النعاسُ: أقلع. والفَاقةُ: الفقر والحاجة، ولا فعل لها. يقال من القافَةِ: إنه لمُفْتاقٌ ذو فاقةٍ. وافتاق الرجلُ أي افتقر، ولا يقال فاق. وفي الحديث: كانوا أهل بيت فاقةٍ؛ الفاقةُ: الحاجة والفقر. والمُفْتاق: المحتاج؛ وروى الزجاجي في أماليه بسنده عن أبي عبيدة قال: خرج سامة بن لؤَي بن غالب من مكة حتى نزل بعُمَان وأنشأَ يقول: بَلِّغا عامِراً وكَعْباً رسولاً: إنْ نَفْسي إليهما مُشْتاقَةْ إن تكنْ في عُمَانَ دَاري، فإني ماجدٌ، ما خرجْتُ من غير فَاقَهْ ويروى: فإني غالبيّ خرجت؛ ثم خرج يسير حتى نزل على رجل من الأزْدِ فَقَرَاهُ وبات عنده، فلما أصبح قعد يَسْتَنُّ، فنظرت إليه زوجة الأزدي فأعجبها، فلما رمى سواكه أخذتها فمصتها، فنظر إليه زوجها، فحلب ناقة وجعل في حلابها سمّاً وقدمه إلى سامة، فغمزته المرأة فَهَراقَ اللبنَ وخرج يسير، فيينا هو في موضع يقال له جوف الخَمِيلةِ هَوَتْ ناقته إلى عَرْفَجةٍ فانْتَشَلَتْها وفيها أفْعى فنفَحَتْها، فرمت بها على ساق سامة فنهشتها فمات، فبلغ الأزدية فقالت ترثيه: عينُ بَكِّي لسامةَ بنِ لُؤيٍّ، علِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاَّقَة لا أرَى مثلَ سامةَ بن لُؤيٍّ، حَمَلَتْ حَتْفَهُ إليه النّاقَة رُبَّ كأسٍ هَرَقْتَها ابنَ لؤيٍّ، حَذَرَ الموت، لم تكن مُهراقَةْ وحُدُوسَ السُّرى تَرَكْت رديئاً، بعد جِدٍّ وجُرْأةٍ ورَشاقَة وتعاطيت مَفْرَقاً بحُسَامٍ، وتَجَنَّبْتَ قالة العَوّاقَةْ وفي حديث علي، عليه السلام: إن بني أمية ليُفَوَّقونني تُراثَ محمد تَفْوْيِقاً أي يعطونني من المال قليلاً قليلاً. وفي حديث أبي بكر في كتاب الزكاة: من سئل فَوقَها فلا يعطه أي لا يعطي الزيادة المطلوبة، وقيل: لا يعطيه شيئاً من الزكاة أصلاً لأنه إذا طلب ما فوق الواجب كان خائناً، وإذا ظهرت منه خيانة سقطت طاعته. والفُوقُ من السهم: موضع الوَتَر، والجمع أفْوَاق وفُوَقٌ. وفي حديث علي، عليه السلام، يصف أبا بكر، رضي الله عنه: كنتَ أخفضهم صوتاً وأعلاهم فُوقاً أي أكثرهم حظّاً ونصيباً من الدين، وهو مستعار من فُوقِ السهم موضع الوَتَر منه. وفي حديث ابن مسعود: اجتمعنا فأمّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ أي ولَّيْنَا أعلانا سهماً ذا فُوقٍ؛ أراد خيرنا وأكملنا تامّاً في الإسلام والسابقة والفضل. والفُوق: مَشَقُّ رأس السهم حيث يقع الوَتَر، وحرفاة زَنَمتَاهُ، وهذيل تسمي الزَّنَمَتَينِ الفُوقَتَينِ؛ وأنشد: كأنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منه، خلالَ الرأًس، سِيطَ به مُشِيحُ وإذا كان في الفُوقِ مَيَل أو انكِسَارٌ في إحدى زَنَمتَيْه، فذلك السهم أفْوَق، وفعله الفَوَقُ؛ وأنشد لرؤبة: كَسَّر من عَيْنَيْه تقويم الفَوَقْ والجمع أفْوَاقٌ وفُوَق. وذهب بعضهم إلى أن فُوَقاً جمع فُوقةٍ؛ وقال أبو يوسف: يقال فُوقَةٌ وفُوَقٌ وأفْوَاق، وأنشد بيت رؤبة أيضاً، وقال: هذا جمع فُوقَةٍ، ويقال فُقْوَة وفُقاً، على القلب. ابن الأعرابي: الفَوَقَةُ الأدباءُ الخطباء. ويقال للإنسان تشخص الريح في صدره: فاقَ يَفُوقُ فُوَاقاً. وفي حديث عبد الله بن مسعود في قوله: إنَّا أصحابَ محمد اجتمعنا فأمَّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ؛ قال الأصعمي: قوله ذا فُوقٍ يعني السهم الذي له فُوقٌ وهو موضع الوَتَرِ، فلهذا خصَّ ذا الفُوقَ، وإنما قال خيرنا ذا فُوقٍ ولم يقل خيرنا سَهْماً لأنه قد يقال له سهمٌ، وإن لم يكن أُصْلِح فُوقُه ولا أُحْكِمَ عملهُ، فهو سهم وليس بتامّ كاملٍ، حتى إذا أُصْلِح فُوقُه وأُحْكِمَ عملهُ فهو حينئذ سهم ذو فُوقٍ، فجعله عبد الله مثلاً لعثمان، رضي الله عنه؛ يقول: إنه خيرنا سهماً تامّاً في الإسلام والفضل والسابقة، والجمع أفْواقٌ، وهو الفُوقَةُ أيضاً، والجمع فُوَقٌ وفُقاً مقلوب؛ قال الفِنْدْ الزِّمَّانيّ شَهْلُ بن شَيْبان: ونَبْلي وفُقَاها كَـ مَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ وقال الكميت: ومن دُونِ ذاكَ قِسِيُّ المَنُو نِ، لا الفُوقُ نَبْلاً ولا النُّصَّل أي ليست القوس بفَوْقاءِ النَّ بْل وليست نِبالُها بفُوقٍ ولا بِنُصَّلٍ أي بخارجة النصال من أرعاظها، قال: ونصب نبلاً على توهم التنوين وإخراج اللام كما تقول: هو حسنٌ وَجْهاً وكريمٌ والداً. والفَوَق: لغة في الفُوق. وسهم أفْوَقُ: مكسور الفُوقِ. وفي المثل: رددته بأفْوَقَ ناصلٍ إذا أخْسَسْتَ حظه. ورجع فلان بأفْوَقَ ناصلٍ إذا خس حظه أو خاب. ومثَل للعرب يضرب للطالب لا يجد ما طلب: رجع بأفْوَقَ ناصلٍ أي بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له أي رجع بحَظٍّ ليس بتمام. ويقال: ما بَلِلْتُ منه بأفْوقَ ناصلٍ، وهو السهم المنكسر. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: ومَن رَمى بكم فقد رَمى بأفْوَقَ ناصلٍ أي رمى بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له. والأفْوَقُ: السهم المكسور الفُوقِ. ويقال: مَحالةٌ فَوْقاءُ إذا كان لكل سِنٍّ منها فُوقَانِ مثل فُوقَيِ السهم. وانْفَاقَ السهمُ: انكسر فُوقُه أو انشق. وفُقْتُه أنا أفُوقُه: كسرت فُوقَه. وفَوَّقْتُه تَفْوِيقاً: عملت له فُوقاً. وأفَقْتُ السهم وأوفَقْتُه وأوفَقْتُ به، كلاهما على القلب: وضعته في الوَتَر لأرْمي به، وفي التهذيب: فإن وضعته في الوتر لترمي به قلت فُقْتُ السهم وأفْوَقْتهُ. وقال الأصمعي: أفَقْتُ بالسهم وأوْفَقْتُ بالسهم،بالباء، وقيل: ولا يقال أوْفَقُتُه وهو من النوادر. الأصمعي: فَوَّق نبله تَفْويقاً إذا فرضها وجعل لها أفْواقاً. ابن الأعرابي: الفُوقُ السهام الساقطات النُّصُول. وفاق الشيءَ يفُوقُه إذا كسره؛ قال أبو الربيس: يكاد يَفُوقِ المَيْسَ، ما لم يَرُدّها أمينُ القوَى من صُنْعِ أيْمَنَ حادر أمين القوى: الزمام، وأيْمَنُ: رجل، وحادر: غليظ. والفُوق: أعلى الفصائل؛ قال الفراء: أنشدني المفضل بيت الفرزدق: ولكن وجَدْتُ السهمَ أهْوَنَ فُوقُهُ عليكَ، فَقَدْ أوْدَى دَمٌ أنت طالبُهْ وقال: هكذا أنشدنيه المفضل، وقال: إياك وهؤلاء الذين يروونه فُوقَة؛ قال أبو الهيثم: يقال شَنَّة وشِنان وشَنّ وشِنَان، ويقال: رمينا فُوقاً واحداً، وهو أن يرمي القوم المجتمعون رمية بجميع ما معهم من السهام، يعني يرمي هذا رمية وهذا رمية. والعرب تقول: أقْبِلْ على فُوقِ نَبْلك أي أقْبِلْ على شأنك وما يعنيك. النضر: فُوقُ الذكر أعلاه، يقال: كَمَرَةٌ ذات فُوقٍ؛ وأنشد: يا أيُّها الشيخُ الطويلُ المُوقِ، اغْمِزْ بهنَّ وَضَحَ الطَّريق غَمْزَك بِالحَوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ، بين مَنَاطَيْ رَكَبٍ محلوق وفُوقُ الرَّحِم: مَشَقّه، على التشبيه. والفَاقُ: البانُ. وقيل: الزيت المطبوخ؛ قال الشماخ يصف شعر امرأة: قامَتْ تُرِيكَ أثِيثَ النبْتِ مُنْسدِلاً، مثل الأسَاوِد قد مُسِّحْنَ بالفاقِ وقال بعضهم: أراد الإنفاق وهو الغض من الزيت، ورواه أبو عمرو: قد شُدِّخن بالفاقِ، وقال: الفاقُ الصحراء. وقال مرة: هي الأرض الواسعة. والفاقُ أيضاً: المشط؛ عن ثعلب، وبيت الشماخ محتمل لذلك. التهذيب: الفاقُ الجَفْنة المملوءَة طعاماً؛ وأنشد: تَرَى الأضيافَ يَنْتَجِعُونَ فاقي السُّلَمِيُّ: شاعر مُفْلِقٌ ومُفِيق، باللام والياء. والفائقُ: مَوْصل العنق في الرأس، فإذا طال الفائقُ طال العنق. واسْتَفَاق من مرضه ومن سكره وأفاق بمعنى. وفي حديث سهل بن سعد: فاستْفاقَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: أيْنَ الصبيُّ؟ الاسْتِفاقةُ: استفعال من أفاقَ إذا رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه. وفي الحديث: إِفاقةُ المريض (* قوله «وفي الحديث إفاقة المريض إلخ» هكذا في الأصل، وفي النهاية بعد قوله وعاد إلى نفسه: ومنه إفاقة المريض). والمجنون والمغشي عليه والنائم. وفي حديث موسى، عليه السلام: فلا أدري أفاقَ قَبْلي أي قام من غَشيْته. الفُواقَ، وكذلك السكران إذا صحا. ورجل مْستَفيق: كثير النوم؛ عن ابن الأعرابي، وهو غريب. وأفاقَ عنه النعاسُ: أقلع. والفَاقةُ: الفقر والحاجة، ولا فعل لها. يقال من القافَةِ: إنه لمُفْتاقٌ ذو فاقةٍ. وافتاق الرجلُ أي افتقر، ولا يقال فاق. وفي الحديث: كانوا أهل بيت فاقةٍ؛ الفاقةُ: الحاجة والفقر. والمُفْتاق: المحتاج؛ وروى الزجاجي في أماليه بسنده عن أبي عبيدة قال: خرج سامة بن لؤَي بن غالب من مكة حتى نزل بعُمَان وأنشأَ يقول: بَلِّغا عامِراً وكَعْباً رسولاً: إنْ نَفْسي إليهما مُشْتاقَةْ إن تكنْ في عُمَانَ دَاري، فإني ماجدٌ، ما خرجْتُ من غير فَاقَهْ ويروى: فإني غالبيّ خرجت؛ ثم خرج يسير حتى نزل على رجل من الأزْدِ فَقَرَاهُ وبات عنده، فلما أصبح قعد يَسْتَنُّ، فنظرت إليه زوجة الأزدي فأعجبها، فلما رمى سواكه أخذتها فمصتها، فنظر إليه زوجها، فحلب ناقة وجعل في حلابها سمّاً وقدمه إلى سامة، فغمزته المرأة فَهَراقَ اللبنَ وخرج يسير، فيينا هو في موضع يقال له جوف الخَمِيلةِ هَوَتْ ناقته إلى عَرْفَجةٍ فانْتَشَلَتْها وفيها أفْعى فنفَحَتْها، فرمت بها على ساق سامة فنهشتها فمات، فبلغ الأزدية فقالت ترثيه: عينُ بَكِّي لسامةَ بنِ لُؤيٍّ، علِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاَّقَة لا أرَى مثلَ سامةَ بن لُؤيٍّ، حَمَلَتْ حَتْفَهُ إليه النّاقَة رُبَّ كأسٍ هَرَقْتَها ابنَ لؤيٍّ، حَذَرَ الموت، لم تكن مُهراقَةْ وحُدُوسَ السُّرى تَرَكْت رديئاً، بعد جِدٍّ وجُرْأةٍ ورَشاقَة وتعاطيت مَفْرَقاً بحُسَامٍ، وتَجَنَّبْتَ قالة العَوّاقَةْ وفي حديث علي، عليه السلام: إن بني أمية ليُفَوَّقونني تُراثَ محمد تَفْوْيِقاً أي يعطونني من المال قليلاً قليلاً. وفي حديث أبي بكر في كتاب الزكاة: من سئل فَوقَها فلا يعطه أي لا يعطي الزيادة المطلوبة، وقيل: لا يعطيه شيئاً من الزكاة أصلاً لأنه إذا طلب ما فوق الواجب كان خائناً، وإذا ظهرت منه خيانة سقطت طاعته. والفُوقُ من السهم: موضع الوَتَر، والجمع أفْوَاق وفُوَقٌ. وفي حديث علي، عليه السلام، يصف أبا بكر، رضي الله عنه: كنتَ أخفضهم صوتاً وأعلاهم فُوقاً أي أكثرهم حظّاً ونصيباً من الدين، وهو مستعار من فُوقِ السهم موضع الوَتَر منه. وفي حديث ابن مسعود: اجتمعنا فأمّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ أي ولَّيْنَا أعلانا سهماً ذا فُوقٍ؛ أراد خيرنا وأكملنا تامّاً في الإسلام والسابقة والفضل. والفُوق: مَشَقُّ رأس السهم حيث يقع الوَتَر، وحرفاة زَنَمتَاهُ، وهذيل تسمي الزَّنَمَتَينِ الفُوقَتَينِ؛ وأنشد: كأنَّ النَّصْلَ والفُوقَيْنِ منه، خلالَ الرأًس، سِيطَ به مُشِيحُ وإذا كان في الفُوقِ مَيَل أو انكِسَارٌ في إحدى زَنَمتَيْه، فذلك السهم أفْوَق، وفعله الفَوَقُ؛ وأنشد لرؤبة: كَسَّر من عَيْنَيْه تقويم الفَوَقْ والجمع أفْوَاقٌ وفُوَق. وذهب بعضهم إلى أن فُوَقاً جمع فُوقةٍ؛ وقال أبو يوسف: يقال فُوقَةٌ وفُوَقٌ وأفْوَاق، وأنشد بيت رؤبة أيضاً، وقال: هذا جمع فُوقَةٍ، ويقال فُقْوَة وفُقاً، على القلب. ابن الأعرابي: الفَوَقَةُ الأدباءُ الخطباء. ويقال للإنسان تشخص الريح في صدره: فاقَ يَفُوقُ فُوَاقاً. وفي حديث عبد الله بن مسعود في قوله: إنَّا أصحابَ محمد اجتمعنا فأمَّرْنا عثمان ولم نَألُ عن خيرنا ذا فُوقٍ؛ قال الأصعمي: قوله ذا فُوقٍ يعني السهم الذي له فُوقٌ وهو موضع الوَتَرِ، فلهذا خصَّ ذا الفُوقَ، وإنما قال خيرنا ذا فُوقٍ ولم يقل خيرنا سَهْماً لأنه قد يقال له سهمٌ، وإن لم يكن أُصْلِح فُوقُه ولا أُحْكِمَ عملهُ، فهو سهم وليس بتامّ كاملٍ، حتى إذا أُصْلِح فُوقُه وأُحْكِمَ عملهُ فهو حينئذ سهم ذو فُوقٍ، فجعله عبد الله مثلاً لعثمان، رضي الله عنه؛ يقول: إنه خيرنا سهماً تامّاً في الإسلام والفضل والسابقة، والجمع أفْواقٌ، وهو الفُوقَةُ أيضاً، والجمع فُوَقٌ وفُقاً مقلوب؛ قال الفِنْدْ الزِّمَّانيّ شَهْلُ بن شَيْبان: ونَبْلي وفُقَاها كَـ مَراقِيبِ قَطاً طُحْلِ وقال الكميت: ومن دُونِ ذاكَ قِسِيُّ المَنُو نِ، لا الفُوقُ نَبْلاً ولا النُّصَّل أي ليست القوس بفَوْقاءِ النَّ بْل وليست نِبالُها بفُوقٍ ولا بِنُصَّلٍ أي بخارجة النصال من أرعاظها، قال: ونصب نبلاً على توهم التنوين وإخراج اللام كما تقول: هو حسنٌ وَجْهاً وكريمٌ والداً. والفَوَق: لغة في الفُوق. وسهم أفْوَقُ: مكسور الفُوقِ. وفي المثل: رددته بأفْوَقَ ناصلٍ إذا أخْسَسْتَ حظه. ورجع فلان بأفْوَقَ ناصلٍ إذا خس حظه أو خاب. ومثَل للعرب يضرب للطالب لا يجد ما طلب: رجع بأفْوَقَ ناصلٍ أي بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له أي رجع بحَظٍّ ليس بتمام. ويقال: ما بَلِلْتُ منه بأفْوقَ ناصلٍ، وهو السهم المنكسر. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: ومَن رَمى بكم فقد رَمى بأفْوَقَ ناصلٍ أي رمى بسهم منكسر الفُوقِ لا نصل له. والأفْوَقُ: السهم المكسور الفُوقِ. ويقال: مَحالةٌ فَوْقاءُ إذا كان لكل سِنٍّ منها فُوقَانِ مثل فُوقَيِ السهم. وانْفَاقَ السهمُ: انكسر فُوقُه أو انشق. وفُقْتُه أنا أفُوقُه: كسرت فُوقَه. وفَوَّقْتُه تَفْوِيقاً: عملت له فُوقاً. وأفَقْتُ السهم وأوفَقْتُه وأوفَقْتُ به، كلاهما على القلب: وضعته في الوَتَر لأرْمي به، وفي التهذيب: فإن وضعته في الوتر لترمي به قلت فُقْتُ السهم وأفْوَقْتهُ. وقال الأصمعي: أفَقْتُ بالسهم وأوْفَقْتُ بالسهم،بالباء، وقيل: ولا يقال أوْفَقُتُه وهو من النوادر. الأصمعي: فَوَّق نبله تَفْويقاً إذا فرضها وجعل لها أفْواقاً. ابن الأعرابي: الفُوقُ السهام الساقطات النُّصُول. وفاق الشيءَ يفُوقُه إذا كسره؛ قال أبو الربيس: يكاد يَفُوقِ المَيْسَ، ما لم يَرُدّها أمينُ القوَى من صُنْعِ أيْمَنَ حادر أمين القوى: الزمام، وأيْمَنُ: رجل، وحادر: غليظ. والفُوق: أعلى الفصائل؛ قال الفراء: أنشدني المفضل بيت الفرزدق: ولكن وجَدْتُ السهمَ أهْوَنَ فُوقُهُ عليكَ، فَقَدْ أوْدَى دَمٌ أنت طالبُهْ وقال: هكذا أنشدنيه المفضل، وقال: إياك وهؤلاء الذين يروونه فُوقَة؛ قال أبو الهيثم: يقال شَنَّة وشِنان وشَنّ وشِنَان، ويقال: رمينا فُوقاً واحداً، وهو أن يرمي القوم المجتمعون رمية بجميع ما معهم من السهام، يعني يرمي هذا رمية وهذا رمية. والعرب تقول: أقْبِلْ على فُوقِ نَبْلك أي أقْبِلْ على شأنك وما يعنيك. النضر: فُوقُ الذكر أعلاه، يقال: كَمَرَةٌ ذات فُوقٍ؛ وأنشد: يا أيُّها الشيخُ الطويلُ المُوقِ، اغْمِزْ بهنَّ وَضَحَ الطَّريق غَمْزَك بِالحَوْقاءِ ذاتِ الفُوقِ، بين مَنَاطَيْ رَكَبٍ محلوق وفُوقُ الرَّحِم: مَشَقّه، على التشبيه. والفَاقُ: البانُ. وقيل: الزيت المطبوخ؛ قال الشماخ يصف شعر امرأة: قامَتْ تُرِيكَ أثِيثَ النبْتِ مُنْسدِلاً، مثل الأسَاوِد قد مُسِّحْنَ بالفاقِ وقال بعضهم: أراد الإنفاق وهو الغض من الزيت، ورواه أبو عمرو: قد شُدِّخن بالفاقِ، وقال: الفاقُ الصحراء. وقال مرة: هي الأرض الواسعة. والفاقُ أيضاً: المشط؛ عن ثعلب، وبيت الشماخ محتمل لذلك. التهذيب: الفاقُ الجَفْنة المملوءَة طعاماً؛ وأنشد: تَرَى الأضيافَ يَنْتَجِعُونَ فاقي السُّلَمِيُّ: شاعر مُفْلِقٌ ومُفِيق، باللام والياء. والفائقُ: مَوْصل العنق في الرأس، فإذا طال الفائقُ طال العنق. واسْتَفَاق من مرضه ومن سكره وأفاق بمعنى. وفي حديث سهل بن سعد: فاستْفاقَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: أيْنَ الصبيُّ؟ الاسْتِفاقةُ: استفعال من أفاقَ إذا رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه. وفي الحديث: إِفاقةُ المريض (* قوله «وفي الحديث إفاقة المريض إلخ» هكذا في الأصل، وفي النهاية بعد قوله وعاد إلى نفسه: ومنه إفاقة المريض). والمجنون والمغشي عليه والنائم. وفي حديث موسى، عليه السلام: فلا أدري أفاقَ قَبْلي أي قام من غَشيْته.
أمر (لسان العرب) الأَمْرُ: معروف، نقيض النَّهْيِ. أَمَرَه به وأَمَرَهُ؛ الأَخيرة عن كراع؛ وأَمره إِياه، على حذف الحرف، يَأْمُرُه أَمْراً وإِماراً فأْتَمَرَ أَي قَبِلَ أَمْرَه؛ وقوله: ورَبْرَبٍ خِماصِ يَأْمُرْنَ باقْتِناصِ إِنما أَراد أَنهنَّ يشوّقن من رآهن إِلى تصيدها واقتناصها، وإِلا فليس لهنَّ أَمر. وقوله عز وجل: وأُمِرْنا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ العالمين؛ العرب تقول: أَمَرْتُك أَن تفْعَل ولِتَفْعَلَ وبأَن تفْعَل، فمن قال: أَمرتك بأَن تفعل فالباء للإِلصاق والمعنى وقع الأَمر بهذا الفعل، ومن قال أَمرتُك أَن تفعل فعلى حذف الباء، ومن قال أَمرتك لتفعل فقد أَخبرنا بالعلة التي لها وقع الأَمرُ، والمعنى أُمِرْنا للإِسلام. وقوله عز وجل: أَتى أَمْرُ اللهِ فلا تَسْتَعْجِلوه؛ قال الزجاج: أَمْرُ اللهِ ما وعَدهم به من المجازاة على كفرهم من أَصناف العذاب، والدليل على ذلك قوله تعالى: حتى إِذا جاء أَمرُنا وفارَ التَّنُّور؛ أَي جاء ما وعدناهم به؛ وكذلك قوله تعالى: أَتاها أَمرُنا ليلاً أَو نهاراً فجعلناها حصِيداً؛ وذلك أَنهم استعجلوا العذاب واستبطؤوا أَمْرَ الساعة، فأَعلم الله أَن ذلك في قربه بمنزلة ما قد أَتى كما قال عز وجل: اقْتَرَبَتِ الساعةُ وانشقَّ القمر؛ وكما قال تعالى: وما أَمرُ الساعة إِلا كلَمْحِ البَصَرِ. وأَمرتُه بكذا أَمراً، والجمع الأَوامِرُ. والأَمِيرُ: ذو الأَمْر. والأَميرُ: الآمِر؛ قال: والناسُ يَلْحَوْنَ الأَمِيرَ، إِذا هُمُ خَطِئُوا الصوابَ، ولا يُلامُ المُرْشِدُ وإِذا أَمَرْتَ مِنْ أَمَر قُلْتَ: مُرْ، وأَصله أُؤْمُرْ، فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال الكلمة حذفت الهمزة الأَصلية فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة، وقد جاءَ على الأَصل. وفي التنزيل العزيز: وأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة؛ وفيه: خذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ. والأَمْرُ: واحدُ الأُمُور؛ يقال: أَمْرُ فلانٍ مستقيمٌ وأُمُورُهُ مستقيمةٌ. والأَمْرُ: الحادثة، والجمع أُمورٌ، لا يُكَسَّرُ على غير ذلك. وفي التنزيل العزيز: أَلا إِلى الله تصير الأُمورُ. وقوله عز وجل: وأَوْحَى في كل سماءٍ أَمْرَها؛ قيل: ما يُصلحها، وقيل: ملائكتَهَا؛ كل هذا عن الزجاج. والآمِرَةُ: الأَمرُ، وهو أَحد المصادر التي جاءت على فاعِلَة كالعَافِيَةِ والعاقِبَةِ والجازيَةِ والخاتمة. وقالوا في الأَمر: أُومُرْ ومُرْ، ونظيره كُلْ وخُذْ؛ قال ابن سيده؛ وليس بمطرد عند سيبويه. التهذيب: قال الليث: ولا يقال أُومُرْ، ولا أُوخُذْ منه شيئاً، ولا أُوكُلْ، إِنما يقال مُرْ وكُلْ وخُذْ في الابتداء بالأَمر استثقالاً للضمتين، فإِذا تقدَّم قبل الكلام واوٌ أَو فاءٌ قلت: وأْمُرْ فأْمُرْ كما قال عز وجل: وأْمُرْ أَهلك بالصلاة؛ فأَما كُلْ من أَكَلَ يَأْكُلُ فلا يكاد يُدْخِلُون فيه الهمزةَ مع الفاء والواو، ويقولون: وكُلا وخُذَا وارْفَعاه فَكُلاه ولا يقولون فَأْكُلاهُ؛ قال: وهذه أَحْرُفٌ جاءت عن العرب نوادِرُ، وذلك أَن أَكثر كلامها في كل فعل أَوله همزة مثل أَبَلَ يَأْبِلُ وأَسَرَ يَأْسِرُ أَنْ يَكْسِرُوا يَفْعِلُ منه، وكذلك أَبَقَ يَأْبِقُ، فإِذا كان الفعل الذي أَوله همزة ويَفْعِلُ منه مكسوراً مردوداً إِلى الأَمْرِ قيل: إِيسِرْ يا فلانُ، إِيْبِقْ يا غلامُ، وكأَنَّ أَصله إِأْسِرْ بهمزتين فكرهوا جمعاً بين همزتين فحوّلوا إِحداهما ياء إِذ كان ما قبلها مكسوراً، قال: وكان حق الأَمر من أَمَرَ يَأْمُرُ أَن يقال أُؤْمُرْ أُؤْخُذْ أُؤْكُلْ بهمزتين، فتركت الهمزة الثانية وحوِّلت واواً للضمة فاجتمع في الحرف ضمتان بينهما واو والضمة من جنس الواو، فاستثقلت العرب جمعاً بين ضمتين وواو فطرحوا همزة الواو لأَنه بقي بعد طَرْحها حرفان فقالوا: مُرْ فلاناً بكذا وكذا، وخُذْ من فلان وكُلْ، ولم يقولوا أُكُلْ ولاأُمُرْ ولا أُخُذْ، إِلا أَنهم قالوا في أَمَرَ يَأْمُرُ إِذا تقدّم قبل أَلِفِ أَمْرِه وواو أَو فاء أَو كلام يتصل به الأَمْرُ من أَمَرَ يَأْمُرُ فقالوا: الْقَ فلاناً وأَمُرْهُ، فردوه إِلى أَصله، وإِنما فعلوا ذلك لأَن أَلف الأَمر إِذا اتصلت بكلام قبلها سقطت الأَلفُ في اللفظ، ولم يفعلوا ذلك في كُلْ وخُذْ إِذا اتصل الأَمْرُ بهما بكلام قبله فقالوا: الْقَ فلاناً وخُذْ منه كذا، ولم نسْمَعْ وأُوخُذْ كما سمعنا وأْمُرْ. قال الله تعالى: وكُلا منها رَغْداً؛ ولم يقل: وأْكُلا؛ قال: فإِن قيل لِمَ رَدُّوا مُرْ إِلى أَصلها ولم يَرُدُّوا وكُلا ولا أُوخُذْ؟ قيل: لِسَعَة كلام العرب ربما ردُّوا الشيء إلى أَصله، وربما بنوه على ما سبق، وربما كتبوا الحرف مهموزاً، وربما تركوه على ترك الهمزة، وربما كتبوه على الإِدغام، وكل ذلك جائز واسع؛ وقال الله عز وجل: وإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قريةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فيها؛ قرأَ أَكثر القراء: أَمرْنا، وروى خارجة عن نافع آمَرْنا، بالمدّ، وسائر أَصحاب نافع رَوَوْهُ عنه مقصوراً، وروي عن أَبي عمرو: أَمَّرْنا، بالتشديد، وسائر أَصحابه رَوَوْهُ بتخفيف الميم وبالقصر، وروى هُدْبَةُ عن حماد بن سَلَمَةَ عن ابن كثير: أَمَّرْنا، وسائر الناس رَوَوْهُ عنه مخففاً، وروى سلمة عن الفراء مَن قَرأَ: أَمَرْنا، خفيفةً، فسَّرها بعضهم أَمَرْنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها، إِن المُتْرَفَ إِذا أُمر بالطاعة خالَفَ إِلى الفسق. قال الفراء: وقرأَ الحسن: آمَرْنا، وروي عنه أَمَرْنا، قال: وروي عنه أَنه بمعنى أَكْثَرنا، قال: ولا نرى أَنها حُفِظَتْ عنه لأَنا لا نعرف معناها ههنا، ومعنى آمَرْنا، بالمد، أَكْثَرْنا؛ قال: وقرأَ أَبو العالية: أَمَّرْنا مترفيها، وهو موافق لتفسير ابن عباس وذلك أَنه قال: سَلَّطْنا رُؤَساءَها ففسقوا. وقال أَبو إِسحق نَحْواً مما قال الفراء، قال: من قرأَ أَمَرْنا، بالتخفيف، فالمعنى أَمرناهم بالطاعة ففسقوا. فإِن قال قائل: أَلست تقول أَمَرتُ زيداً فضرب عمراً؟ والمعنى أَنك أَمَرْتَه أَن يضرب عمراً فضربه فهذا اللفظ لا يدل على غير الضرب؛ ومثله قوله: أَمرنا مترفيها ففسقوا فيها، أَمَرْتُكَ فعصيتَني، فقد علم أَن المعصيةَ محالَفَةُ الأَمْرِ، وذلك الفسقُ مخالفةُ أَمْرِ الله. وقرأَ الحسن: أَمِرْنا مترفيها على مثال عَلِمْنَا؛ قال ابن سيده: وعسى أَن تكون هذه لغةً ثالثةً؛ قال الجوهري: معناه أَمَرْناهم بالطاعة فَعَصَوْا؛ قال: وقد تكون من الإِمارَةِ؛ قال: وقد قيل إِن معنى أَمِرْنا مترفيها كَثَّرْنا مُتْرَفيها؛ قال: والدليل على هذا قول النبي، صلى الله عليه وسلم؛ خير المال سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ أَو مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ؛ أَي مُكَثِّرَةٌ. والعرب تقول: أَمِرَ بنو فلان أَي كَثُرُوا. مُهَاجِرٌ عن عليّ بن عاصم: مُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ أَي نَتُوجٌ وَلُود؛ وقال لبيد: إِنْ يَغْبِطُوا يَهْبِطُوا، وإِنْ أَمِرُوا، يَوْماً، يَصِيرُوا لِلْهُلْكِ والنَّكَدِ وقال أَبو عبيد في قوله: مُهْرَةٌ مَأْمورة: إِنها الكثيرة النِّتاج والنَّسْلِ؛ قال: وفيها لغتان: قال أَمَرَها اللهُ فهي مَأْمُورَةٌ، وآمَرَها الله فهي مُؤْمَرَة؛ وقال غيره: إِنما هو مُهرة مَأْمُورة للازدواج لأَنهم أَتْبَعُوها مأْبورة، فلما ازْدَوَجَ اللفظان جاؤُوا بمأْمورة على وزن مَأْبُورَة كما قالت العرب: إِني آتيه بالغدايا والعشايا، وإِنما تُجْمَعُ الغَدَاةُ غَدَوَاتٍ فجاؤُوا بالغدايا على لفظ العشايا تزويجاً للفظين، ولها نظائر. قال الجوهري: والأَصل فيها مُؤْمَرَةٌ على مُفْعَلَةٍ، كما قال، صلى الله عليه وسلم: ارْجِعْنَ مَأْزُورات غير مَأْجورات؛ وإِنما هو مَوْزُورات من الوِزْرِ فقيل مأْزورات على لفظ مأْجورات لِيَزْدَوِجا. وقال أَبو زيد: مُهْرَةٌ مأْمورة التي كثر نسلها؛ يقولون: أَمَرَ اللهُ المُهْرَةَ أَي كثَّرَ وَلَدَها. وأَمِرَ القومُ أَي كَثُرُوا؛ قال الأَعشى: طَرِفُونَ ولاَّدُون كلَّ مُبَارَكٍ، أَمِرُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ ويقال: أَمَرَهم الله فأَمِرُوا أَي كَثُرُوا، وفيه لغتان: أَمَرَها فهي مأْمُورَة، وآمَرَها فهي مُؤْمَرَةٌ؛ ومنه حديث أَبي سفيان: لقد أَمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبي كَبْشَةَ وارْتَفَعَ شَأْنُه؛ يعني النبيَّ، صلى الله عليه وسلم؛ ومنه الحديث: أن رجلاً قال له: ما لي أَرى أَمْرَكَ يأْمَرُ؟ فقال: والله لَيَأْمَرَنَّ أَي يزيد على ما ترى؛ ومنه حديث ابن مسعود: كنا نقول في الجاهلية قد أَمِرَ بنو فلان أَي كثروا. وأَمِرَ الرجلُ، فهو أَمِرٌ: كثرت ماشيته. وآمَره الله: كَثَّرَ نَسْلَه وماشيتَه، ولا يقال أَمَرَه؛ فأَما قوله: ومُهْرَةٌ مَأْمُورَةٌ فعلى ما قد أُنِسَ به من الإِتباع، ومثله كثير، وقيل: آمَرَه وأَمَرَه لغتان. قال أَبو عبيدة: آمرته، بالمد، وأَمَرْتُه لغتان بمعنى كَثَّرْتُه. وأَمِرَ هو أَي كَثُرَ فَخُرِّجَ على تقدير قولهم علم فلان وأَعلمته أَنا ذلك؛ قال يعقوب: ولم يقله أَحد غيره. قال أَبو الحسن: أَمِرَ مالُه، بالكسر، أَي كثر. وأَمِرَ بنو فلان إِيماراً: كَثُرَتْ أَموالهم. ورجل أَمُورٌ بالمعروف، وقد ائتُمِرَ بخير: كأَنَّ نفسَه أَمَرَتْهُ به فَقَبِلَه. وتأَمَّروا على الأَمْرِ وائْتَمَرُوا: تَمَارَوْا وأَجْمَعُوا آراءَهم. وفي التنزيل: إِن المَلأَ يَأْتِمرونَ بك ليقتلوك؛ قال أَبو عبيدة: أَي يتشاورون عليك ليقتلوك؛ واحتج بقول النمر بن تولب: أَحَارُ بنَ عَمْرٍو فؤَادِي خَمِرْ، ويَعْدُو على المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ قال غيره: وهذا الشعر لامرئ القيس. والخَمِرُ: الذي قد خالطه داءٌ أَو حُبٌّ. ويعدو على المرء ما يأْتمر أَي إِذا ائْتَمَرَ أَمْراً غَيْرَ رَشَدٍ عَدَا عليه فأَهلكه. قال القتيبي: هذا غلط، كيف يعدو على المرء ما شاور فيه والمشاورة بركة، وإِنما أَراد يعدو على المرء ما يَهُمُّ به من الشر. قال وقوله: إِن المَلأَ يأْتمرون بك؛ أَي يَهُمون بك؛ وأَنشد: إِعْلمَنْ أَنْ كُلَّ مُؤْتَمِرٍ مُخْطِئٌ في الرَّأْي، أَحْيَانَا قال: يقول من ركب أَمْراً بغير مَشُورة أَخْطأَ أَحياناً. قال وقوله: وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف؛ أَي هُمُّوا به واعْتَزِمُوا عليه؛ قال: ولو كان كما قال أَبو عبيدة لقال: يَتَأَمَّرُونَ بك. وقال الزجاج: معنى قوله: يَأْتِمرُونَ بك؛ يَأْمُرُ بعضهم بعضاً بقتلك. قال أَبو منصور: ائْتَمَر القومُ وتآمَرُوا إِذا أَمَرَ بعضهم بعضاً، كما يقال اقتتل القوم وتقاتلوا واختصموا وتخاصموا، ومعنى يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً بقتلك وفي قتلك؛ قال: وجائز أَن يقال ائْتَمَرَ فلان رَأْيَهُ إِذا شاور عقله في الصواب الذي يأْتيه، وقد يصيب الذي يَأْتَمِرُ رَأْيَهُ مرَّة ويخطئُ أُخرى. قال: فمعنى قوله يَأْتَمِرُونَ بك أَي يُؤَامِرُ بعضهم بعضاً فيك أَي في قتلك أَحسن من قول القتيبي إِنه بمعنى يهمون بك. قال: وأَما قوله: وأْتَمِرُوا بينكم بمعروف؛ فمعناه، والله أَعلم، لِيَأْمُرْ بعضُكم بعضاً بمعروف؛ قال وقوله: اعلمن أَنْ كل مؤتمر معناه أَن من ائْتَمَرَ رَأَيَه في كل ما يَنُوبُهُ يخطئُ أَحياناً؛ وقال العجاج: لَمّا رَأَى تَلْبِيسَ أَمْرٍ مُؤْتَمِرْ تلبيس أَمر أَي تخليط أَمر. مؤتمر أَي اتَّخَذَ أَمراً. يقال: بئسما ائْتَمَرْتَ لنفسك. وقال شمر في تفسير حديث عمر، رضي الله عنه: الرجالُ ثلاثةٌ: رجلٌ إِذا نزل به أَمرٌ ائْتَمَرَ رَأْيَهُ؛ قال شمر: معناه ارْتَأَى وشاور نفسه قبل أَن يواقع ما يريد؛ قال وقوله: اعلمن أَنْ كل مؤتمر أَي كل من عمل برأْيه فلا بد أَن يخطئ الأَحيان. قال وقوله: ولا يأْتَمِرُ لِمُرْشِدٍ أَي لا يشاوره. ويقال ائْتَمَرْتُ فلاناً في ذلك الأَمر، وائْتَمَرَ القومُ إِذا تشاوروا؛ وقال الأَعشى: فَعادَا لَهُنَّ وَزَادَا لَهُنَّ، واشْتَرَكَا عَمَلاً وأْتمارا قال: ومنه قوله: لا يَدَّري المَكْذُوبُ كَيْفَ يَأْتَمِرْ أَي كيف يَرْتَئِي رَأْياً ويشاور نفسه ويَعْقِدُ عليه؛ وقال أَبو عبيد في قوله: ويَعْدُو على المَرءِ يَأْتَمِرْ معناه الرجل يعمل الشيء بغير روية ولا تثبُّت ولا نظر في العاقبة فيندَم عليه. الجوهري: وائْتَمَرَ الأَمرَ أَي امتثله؛ قال امرؤٌ القيس: ويعدو على المرءِ ما يأْتمر أَي ما تأْمره به نفسه فيرى أَنه رشد فربما كان هلاكه في ذلك. ويقال: ائْتَمَرُوا به إِذا هَمُّوا به وتشاوروا فيه. والائْتِمارُ والاسْتِئْمارُ: المشاوَرَةُ، وكذلك التَّآمُرُ، على وزن التَّفاعُل. والمُؤْتَمِرُ: المُسْتَبِدُّ برأْيه، وقيل: هو الذي ي
02-27-2017, 01:36 AM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
لكي أختصر لك الأمر، نقلت ما يلي من الرابط الذي أرفته أنا
والعرب قد تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن، وذلك أَن النَّفْس قد تأْمره بالشيء وتنهى عنه، وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه، فجعلوا التي تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى؛ وعلى ذلك قول الشاعر:يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ، وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ، أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا يَطُورُها؟ وأَنشد الطوسي: لمْ تَدْرِ ما لا؛ ولَسْتَ قائِلَها، عُمْرَك ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً فِيهَا وفي أُخْتِها، ولم تَكَدِ وقال آخر: فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت: ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ، تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها ونَفْسٌ تقول: اجْهَدْ نجاءك، لا تَكُنْ كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم: عندي ثلاثة أَنْفُسٍ.
تحياتي
02-27-2017, 08:15 PM
صلاح جادات
صلاح جادات
تاريخ التسجيل: 10-15-2010
مجموع المشاركات: 23447
السناري لك التحية - هسع الكلام النقلتو ده فيهو كلمة نفسينا ! - يا اخي ارجع وشوف كم مرة كررت لك من وين جبت كلمة نفسينا . اخذت تلف وتدور دون فائدة - جبت رابط ضيعنا وقتنا وفلفلنا ولم نجد فيه كلمة نفسينا ومن قبل لفيت ودورت دون اجابة - والان ناقل ليك كلام لا علاقة له بسؤالنا ( ما تمشي تلف وتجي تقول لي ليهو علاقة وتقعد تفلسف في الموضوع ) - كلامنا واضح . وانت ما عندك اجابة ولكن ما عايز تعترف وفضلت اللف والدوارن للتشتيت ( وللمشاهد الحكم ) - خلينا من نفسينا وارجع جاوب علي بقية المداخلات ( ننزل ليك الاسئلة مرة اخري ولا حاتقعد تنطط ) - بعدين يا اخ ده دين وليس سياسة
Quote: الأخ صلاح لكي أختصر لك الأمر، نقلت ما يلي من الرابط الذي أرفته أنا والعرب قد تجعل النَّفْس التي يكون بها التمييز نَفْسَيْن، وذلك أَن النَّفْس قد تأْمره بالشيء وتنهى عنه، وذلك عند الإِقدام على أَمر مكروه، فجعلوا التي تأْمره نَفْساً وجعلوا التي تنهاه كأَنها نفس أُخرى؛ وعلى ذلك قول الشاعر:يؤَامِرُ نَفْسَيْهِ، وفي العَيْشِ فُسْحَةٌ، أَيَسْتَرْجِعُ الذُّؤْبَانَ أَمْ لا يَطُورُها؟ وأَنشد الطوسي: لمْ تَدْرِ ما لا؛ ولَسْتَ قائِلَها، عُمْرَك ما عِشْتَ آخِرَ الأَبَدِ وَلمْ تُؤَامِرْ نَفْسَيْكَ مُمْتَرياً فِيهَا وفي أُخْتِها، ولم تَكَدِ وقال آخر: فَنَفْسَايَ نَفسٌ قالت: ائْتِ ابنَ بَحْدَلٍ، تَجِدْ فَرَجاً مِنْ كلِّ غُمَّى تَهابُها ونَفْسٌ تقول: اجْهَدْ نجاءك، لا تَكُنْ كَخَاضِبَةٍ لم يُغْنِ عَنْها خِضَابُهَا والنَّفْسُ يعبَّر بها عن الإِنسان جميعه كقولهم: عندي ثلاثة أَنْفُسٍ. تحياتي
03-02-2017, 03:01 AM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
أراك تحب الجدل من أجل الجدل، وكنت أظنك تعلم أن نفسينا مشتقة من نفسين لأنها الأصل الذي اشتقت منه نفسينا ونفسيهما.
فقد كان النقاش يدور حول قول: آدم وحواء: "ظلمنا أنفسنا" وكان رأيي لو أنهما ظلما نفسيهما فقط لقالوا: "ظلمنا نفسينا" بدلاً عن: "ظلمنا أنفسنا". وقد فهمت من نقاشك أنه كان يدور حول عدم إستخدام نفسين في كلام العرب ولذا حاولت أن أشرح لك ذلك على الرغم من أنه يدخل ضمن أبسط قواعد اللغة العربية.
أرى أنه لا جدوى في الخوض في هذا الحوار أكثر من هذا لأنه لا يجدي نفعاً.
تحياتي
03-02-2017, 09:08 PM
صلاح جادات
صلاح جادات
تاريخ التسجيل: 10-15-2010
مجموع المشاركات: 23447
السناري لك التحية : ها ها ها - عايز تلقي ليك مخرج . الهروب في الحالات الزي دي ما بكون بهذه الطريقة الساذجة - وين انا جادلتك اهو البوست موجود ما لحق ينزل من الصفحة الاولي - انا في كل مداخلاتي طلبت مصدر كلمة واحدة فقط . وانت اخذت تلف وتدور مرة جايب رابط عبارة عن مجلد وليس فيه اثر للكلمة - هسع لو سالوك الرابط ده جبتو ليه ؟ - ومرة تقعد تفلسف دون ان توري المشاهد هل للكلمة ورود في اللغة العربية ؟ - وعندما غلبك التسوي قلت اشتقت من نفسين ... خلاص يعني انت احسن من فطاحلة العرب - انت لو بتعرف قواعد اللغة البسيطة ما كان قلت كلامك ده - بعدين الحوار لسع في اولو وانت بتعك في كلمة نفسينا وقلنا ليك خليها . وجاوب علي بقية الاسئلة ( ده الانت عايز تهرب منو ) - قلت لي ادم ولد في الجنة واولادو كبرو في الجنة وبلغو لدرجة انو عملو ليهم مساجد في الجنة .. ها ها ها - ومع هذا ابليس ما كان شغال بيهم الشغلة . شغال بادم وحواء فقط - الآية التي استندت عليها بدأت بقالا . وهي مثني اي كل بقية الآية تتيع هذا المثني . وحتي الان ماقلت رايك شنو - وهناك كثير من الاسئلة ولكنك تريد الهروب ( وانا كنت متوقع ذلك لهذا لو لاحظت في البوستين بيدت معاك بسيباسة واحدة واحدة
Quote: الأخ صلاح أراك تحب الجدل من أجل الجدل، وكنت أظنك تعلم أن نفسينا مشتقة من نفسين لأنها الأصل الذي اشتقت منه نفسينا ونفسيهما. فقد كان النقاش يدور حول قول: آدم وحواء: "ظلمنا أنفسنا" وكان رأيي لو أنهما ظلما نفسيهما فقط لقالوا: "ظلمنا نفسينا" بدلاً عن: "ظلمنا أنفسنا". وقد فهمت من نقاشك أنه كان يدور حول عدم إستخدام نفسين في كلام العرب ولذا حاولت أن أشرح لك ذلك على الرغم من أنه يدخل ضمن أبسط قواعد اللغة العربية. أرى أنه لا جدوى في الخوض في هذا الحوار أكثر من هذا لأنه لا يجدي نفعاً. تحياتي
03-03-2017, 05:04 PM
عبد الوهاب السناري
عبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229
يبدو أن النقاش في حكاية النفسين دي ما يجدي نفعاً ولننتقل للنقاط الأخرى.
لم أقل أن جميع بني آدم ولدوا في الجنة ولم أقل أن جميعهم كبروا في الجنة ولم أقل أنهم كبروا حتى عملوا ليهم مساجد في الجنة ولكن ده كان فهمك الخاطئ للموضوع.
أنا قلت أن بني آدم الذين ولدوا في الجنة هم من هبطوا معه. الدليل على أنهم لم يكبروا في الجنة يتمثل في قولى أن سبب هبوطهم كان بسبب صغر سنهم وعدم مقدرتهم على شظف العيش.
يبدو أنك لخبطت الحكاية لخبطة شديدة يا أخي. فهل يعقل أني أقول أنهم هبطوا صغاراً وعملوا ليهم مساجد في الجنة؟
أتمنى أن تراجع قولي وتفهمه مظبوط وتعيد سؤالك من جديد.
تحياتي
03-03-2017, 06:53 PM
صلاح جادات
صلاح جادات
تاريخ التسجيل: 10-15-2010
مجموع المشاركات: 23447
السناري لك التحية : - قلت بني كتار وانتشروا في الارض ومحتاجين اكثر من مسجد : وقلت الجنة في الارض وان الهبوط من مكان مرتفع الي مكان منخفض - يعني في النهاية كل ذلك في الارض - وانا قلت لك : قلت بني ادم المباشرين كتار واصبحوا اقوام ورسلو ليهم رسل منهم : - كلامك ده بيعني ان الرسل رسلوهم لاخوانهم . رسول رسلو لاخوانه معقولة ( ماتجيني بقصة يوسف .. يوسف رسلو لقومه ) - طيب ده بيعني ان بني ادم المباشرين كبار وبالغين وافسدو في الارض ثم رسلو ليهم رسل منهم - عارف ده بيعني شنو . انهم تزوجو وانجبو ذرية . وفي الحالة دي البوست بتاعك ايضا انهده ( اي ان هناك ذرية اخري ليس من صلب ادم مباشرة ) - الا اذا كانو عقيمين وما بنجبو .. ودي استحالة في ان اقوام بحالها لا تنجب - الا اذا كانو بالغين ومع هذا لا يتزوجو ودي استحالة في ان اقوام بحالها لا تتزوج ( الرسل دائما بيرسلو للبالغين الفاسدين ) - وده بعني ان ابناء ادم المباشرين منه علي كثرتهم كانو فاسقين وده ايضا استحالة وحتي الان لم ترد
Quote: الأخ صلاح يبدو أن النقاش في حكاية النفسين دي ما يجدي نفعاً ولننتقل للنقاط الأخرى. لم أقل أن جميع بني آدم ولدوا في الجنة ولم أقل أن جميعهم كبروا في الجنة ولم أقل أنهم كبروا حتى عملوا ليهم مساجد في الجنة ولكن ده كان فهمك الخاطئ للموضوع. أنا قلت أن بني آدم الذين ولدوا في الجنة هم من هبطوا معه. الدليل على أنهم لم يكبروا في الجنة يتمثل في قولى أن سبب هبوطهم كان بسبب صغر سنهم وعدم مقدرتهم على شظف العيش. يبدو أنك لخبطت الحكاية لخبطة شديدة يا أخي. فهل يعقل أني أقول أنهم هبطوا صغاراً وعملوا ليهم مساجد في الجنة؟ أتمنى أن تراجع قولي وتفهمه مظبوط وتعيد سؤالك من جديد. تحياتي [quote/]
03-03-2017, 06:59 PM
صلاح جادات
صلاح جادات
تاريخ التسجيل: 10-15-2010
مجموع المشاركات: 23447
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة