10-14-2017 05:27 AM كدبلوماسي مهني، تدرّج في درجات السلم الوظيفي الدبلوماسي من عتبته الأولي، وكشخص وفقني الله ان اجتاز الاختبارات المؤهلة للالتحاق بالسلك الدبلوماسي على راس الدفعة التي التحقت به في العام ١٩٧٧، وأكرمني الله ان أجيد التخاطب والكتابة بكل من اللغة العربية، والإنجليزية، والفرنسية، وان تكون العلوم السياسية أحد مواد تخرجي من جامعة الخرطوم، وان أكون ضمن الذين أنعم عليه الاسلاميون بشرف الصالح العام منذ بواكير تسلطهم. أعترف بأن ما حدث من فعل مشين في نيويورك أكثر من مرة لم يكن محل استغراب أو مفاجأة لي. فمعرفتي بهم كدبلوماسي عمل معهم وكوزير دولة بالخارجية بعد اتفاق جبوتي ٩٩، وكسفير للسودان بالاتحاد الأوربي لاحقا، قوت من قناعتي بأن الإسلاميين بطبعهم وطبع فكرهم لا يصلحون للمهنة الدبلوماسية لأنهم ليس فقط لايمتلكون الأهلية لممارسة المهنة ولكن لأنهم بطبعهم وطبع فكرهم خارجون عن الشائع المألوف.
من ضمن ما أذكره وأنا سفير ببروكسل، أرسل علي عثمان محمد طه إبن أخيه "حمدي حسب الرسول محمد طه" دبلوماسياً للبعثة ببروكسل بدرجة سكرتير اول وهو خريج جامعة بيروت العربية فرع الاسكندرية وهو ذو علاقة محدودة بأي لغة أوروبية أو بأساسيات العمل الدبلوماسي. نقلت لوكيل الوزارة في ذلك الوقت الكادر الاسلامي النافذ د. "مطرف صديق" والسفير الحالي ببروكسل، من منطلق معرفتي بمتطلبات منطقة التمثيل ان مثل هذا الدبلوماسي اصلح له وللوزارة ان يعمل في بعثة دبلوماسية لا تحتاج لأي لغة أوروبية. ولكن يبدو ان إرساله لبروكسل كان أصلاً لكي تتعالج هناك شقيقته التي كانت مصابة بالسرطان، وقدر الله ان تموت هناك أثناء تلقيها للعلاج، وان يبقي شقيقها في البعثة، وان يترقي خلال ثلاث سنوات لدرجة السفير، وهو الآن سفيرا للسودان في اليونان، وان أعاقب أنا علي نصحي بنقله لسفارة تتسق وقدراته بالإحالة مرة اخري للصالح العام.
أكتب هذه القصة لاقول ان هذا هو طبعهم وطبع فكرهم ودائما ما يغلب الطبع التطبع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة