نار ونور د. ربيع عبدالعاطى عبيد لا نخشى إلا الله * يعتقد بعض المعارضين للحكومة الحالية بصفة خاصة ، والإنقاذ بوجه عام بأننا نخشى بأس السلطة ، أو يسيل لعابنا لمناصبها ووظائفها ، و مخصصاتها ، وهم لا يعلمون بمثل هذا الإتهام بأن هناك من ركل الدنيا خلفه ، وترك الوظيفة وراءه ، وإمتشق سلاحه فكان شهيداً في بدايات عصرٍ لم يكن فيه نفط قد تدفق ، ولا ذهب قد أستخرج ، ولا بنية أساسية قد برزت في شكل خدمات إلى حيز الوجود . * ويشهد الله بأننا في أروقة الحزب الحاكم نمارس قدراً من الشجاعة في حدها الأعلى ، جرحاً وتعديلاً ، تصويباً وتصحيحاً ، ولا يتم ذلك بإضطراب في التعبير ، ولا بلجلجة في اللسان ، وإنما يكون ذلك دائماً بالصدع والصوت العالي ، وياليت أجهزة الإعلام وخاصة من ينتسبون إليها من المعارضين تتاح لهم فرصة للإطلاع على ما نقوله ، تبرئة لذمتنا ، وممارسة للنصح الذي هو إستجابة لأوامر الحق تبارك وتعالى بأن يكون لإرضاء الله وللرسول ، ولائمة المسلمين ، وعامتهم . * والذين يدعون بأننا نؤيد متخذي القرار بينما هم قد ساروا في مسارات الباطل ، لا يدركون الحقيقة التي مفادها بأننا لسنا بطانة للتصفيق ولا للتزمير ، أو حرق البخور ، والتربيت على الأكتاف ، ولكننا جنود فكرة ، وأهل عقيدة ، وأصحاب منهج ، يدعو للإستقامة ، ويناهض كل توجهات الزيغ ، والضلال ، والإنحراف. * والذين يخشون السلطة ، وردة فعلها أمام النصيحة ، خاصة إذا كانت مرة المذاق ، هؤلاء لا يدركون بأن الحياة لا تحتمل المجاملات ، ولا العمر يقبل المراهنات ، والمداورات ، والمناورات ، فإذا كانت السلطة بيد أحد اليوم فهي لا تدوم ، ولو دامت له لدامت لغيره ، وفي التاريخ القريب والبعيد ، عبرة ، وعظة ، ومنهاج هو الأولى بالسلوك وأجدر بالإتباع . * وإنطلاقاً من المفاهيم التي تدعو للصدق ، والشفافية ، وإقرار المبادئ السامية ، والإحتكام للقواعد التي هي الأصل في التوجيهات القرآنية ، والربانية ، فإن من أراد أن يتوارى خجلاً ، أو يؤثر السلامة خوفاً، فيكون ماسكاً عن النصيحة ومكمماً لفيه ، عليه أن يعلم بأن الجبن ، والخور ، لا يجلبان سعادة ، ولا يطيلان عمراً ، وما أبلغ ما قاله الصحابي الجليل خالد بن الوليد الذي قال لقد خضت مع رسول الله (ص) أكثر من ثمانين غزوة ، ولا يوجد موضع في جسمي إلا وبه ضربة سيف ، أو طعنة رمح ، وها أنذا أموت على فراشي كما يموت العير ، فلا نامت أعين الجبناء . * فما أعظمكم يا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذين ما كانوا حديثاً يفترى ، ولا فتوناً يتردد نبأ أعظم ثلة ظهرت في دنيا العقيدة والإيمان .
10-02-2017, 01:49 PM
Hassan Farah
Hassan Farah
تاريخ التسجيل: 08-29-2016
مجموع المشاركات: 8878
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة