|
Re: الأستاذ محمود محمد طه.. سيذكرني قومي إذا ج� (Re: Yasir Elsharif)
|
هل إنصرف المسلمون عن تقاليدهم؟ تعقيب على الدكتور طه حسين
كتب إبن البان في جريدة السودان الجديد: الأستاذ محمود محمد طه، رئيس الحزب الجمهوري، من كبار المهتمين بشئون الدين الإسلامي، ومن أقطابه المجتهدين في تطوره، وتمشيه مع العصر الحديث.. وله فيه من النظريات، والتفاسير، آراء وآراء، طالما احتدم النقاش حولها، ولما ينته بعد... التقيت به أمس فقلت له: أثناء المؤتمر الثقافي الإسلامي المسيحي الذي عقد في ((البندقية)) أواخر سبتمبر من هذا العام، في أثناء هذا الإجتماع حمل المستشرق الإنجليزي ((فيلبي)) على المسلمين في القرن العشرين، واتهمهم بأنهم قد تخلوا عن احترام قوانين القرآن، نتيجة لرغبتهم الشديدة في محاكاة الغرب.. وقد رد له الدكتور طه حسين الذي كان يمثل مكانة في الإجتماع فقال: ان أهم خصائص قوانين القرآن هي مرونة أحكامها بحيث تتلاءم مع الأوضاع ملاءمة عملية، سواء أكان ذلك من الناحية الأخلاقية للفرد، أو الناحية الإجتماعية، والسياسية، والظروف التاريخية... ولا ريب أن ذلك يفسح المجال لتحقيق نظام ديمقراطي حديث في البلاد الإسلامية دون الخروج عن قوانين القرآن نصا، وروحا.. ورجوت الأستاذ محمود أن يحدث قراء السودان الجديد معلقا على حملة المستشرق، ومعقبا على الدكتور، فتفضل قائلا: اما قول المستشرق ((فيلبي)): أن المسلمين، في القرن العشرين، قد تخلوا عن احترام قوانين القرآن، رغبة منهم في مجاراة المدنية الغربية، فحق، لا يماري فيه رجل يحترم عقله.. ذلك بأن المدنية الغربية قد سحرت أعين المسلمين ببهرجها، وإسترهبت عقولهم بنجاح مساعيها في الحقل المادي، فتخلوا عن القرآن، وقوانين القرآن – وأما رد الدكتور طه حسين، فأخشى أن أقول أنه لا يشرف رجلا مثقفا، بله ((طه حسين)).. وهو مثل من أمثلة تهرب العاجزين حين يعجزون حتى عن مواجهة عجزهم.. فطه يقول: ((ان أهم خصائص قوانين القرآن هي مرونة أحكامها بحيث تتلاءم مع الأوضاع ملاءمة عملية)).. وهو قول يعتبر في هذا المقام أن قوانين القرآن لمرونتها تطابق المدنية الغربية مطابقة عملية.. ثم يقول بعد ذلك: ((ولا ريب أن ذلك يفسح المجال لتحقيق نظام ديمقراطي حديث في البلاد الإسلامية دون الخروج عن قوانين القرآن نصا وروحا)).. وهو قول يخدع به كثير من المسلمين أنفسهم حين يطيب لهم أن ينساقوا وراء الاتجاهات الغالبة في يسر، ولين.. والحق أن مرونة القرآن لا توصف بالمقدرة على أن تتلاءم مع الأوضاع ملاءمة عملية، وإنما توصف بالمقدرة على أن تتسع، فتشمل وجوه النشاط الفكري، والعملي، الذي يجد بتطور العقل البشري، وبالمقدرة على توجيه هذا النشاط توجيها جديدا، وصالحا، كلما ضل طريقه إلى غاياته.. وبتعبير آخر فإن القرآن لا يتلاءم مع الأوضاع وإنما يعرضها على الوضع الذي لا يرضى به بديلا، ثم يشذبها، ويهذبها، حتى تسلس له، وتنسجم معه.. ومن المألوف أن الأوضاع تحتوي على أخلاط شتى من الصالح، والطالح، ووظيفة القرآن وظيفة الميزان الذي يعطي كلا قيمته، ووزنه، وينبذ ما لا قيمة له، ولا وزن.. فمثلا المدنية الغربية التي نعى المستشرق العالم على المسلمين مجاراتها فقدت موازين القيم، فوضعت المادة قبل كل اعتبار، وجعلت الرفاهية وكدها من السعي في الحياة، والقرآن حين يعلمنا (لا إله إلا الله) يعطينا الميزان الذي به نعلم أن المادة، والرخاء، والرفاهية، جميعها، وسائل إلى تحقيق حياة الفكر، وحياة الشعور... هي وسائل ضرورية، يجب ألا تحتقر، ولا تهمل، ولكن ما ينبغي لها أن تتخذ غاية في ذاتها، كما تتخذها المدنية الغربية عامة، والشيوعية، بوجه خاص.. وقول الدكتور عند ذكره الديمقراطية الحديثة ((دون الخروج عن قوانين القرآن نصا وروحا)) خطأ ورطه فيه، إما تمليقه الرأي العام الإسلامي، وإما جهله بحقيقة الأمر، فيما يتعلق بتطوير قوانين القرآن.. والحق الذي لا مرية فيه: أن قوانين القرآن، فى نصها وروحها ، إنما هي وسيلة .. بيد أن الوسيلة فى روح القرآن، أقرب إفضاء إلى الغاية، من الوسيلة في نصه.. ولذلك لا يرى القرآن بأسا بالخروج على النص، بل ان الخروج على النص عمل يستهدفه التطور، الذي يرعاه، ويهديه القرآن.. ولنضرب لذلك مثلا.. فالقرآن نص على قانون الميراث نصا مفصلا، مع أن روح القرآن تأبى أن تقر من يعرفها، ويأخذ نفسه بها، على أن يمتلك ما يورث، وإنما تعلمه أن يصرف عنه، إلى سواه، كل ما زاد عن حاجته.. إن قوانين القرآن، في نصها، وسيلة إلى روحه.. وهي بذلك متطورة، وروح القرآن هي ((لا إله إلا الله)).. وهي وسيلة، وشيكة الإفضاء إلى الغاية منه.. وهي بذلك كالخالدة، لأنها طرف من الغاية.. والذي يسر لها الخلود مرونتها.. وسبب مرونتها شمولها.. وأيسر آيات شمولها صياغتها من نفي وإثبات.. ما من شك أن تحقيق النظام الديمقراطي الحديث، الذي ورد في رد الدكتور، أمر يستهدفه الإسلام.. وسيحققه.. وهو، في أثناء تحقيقه، لا يتمسك إلا بروح قوانين القرآن، دون نصها، وهذا أمر يحسن بالمسلمين ان يتفطنوا له..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه.. سيذكرني قومي إذا ج� (Re: Yasir Elsharif)
|
شجرة الزيتون تعقيب على الأستاذ الجليل عباس محمود العقاد
1958/3/29 عزيزي موسى:- تحية طيبة مباركة.. وبعد فقد إطلعت على جوابك الذي حوى سؤالك عن شجرة الزيتون التي ورد ذكرها في الآيات الخمس التي سقتها من سورة ((النور)) و((الأنعام)) و((النحل)) و((التين)) و((عبس))، كما إطلعت على رأي الأستاذ العقاد الذي تفضلت فأرسلته لي في جوابك مع السؤال، وهو رأي، كما قلت أنت، لا يحوي شيئا يحسن السكوت عليه.. والتفاسير التقليدية في هذا الباب، لا تبلغ مبلغ الرضا من عقل متطلع.. وأول ما تجب الإشارة إليه هنا أن تفسير القرآن في سبحاته العليا، لا يلتمس إلا في التوحيد.. وقليل جدا من المفسرين، الفينة بعد الفينة، يستطيعون أن يردوا هذا المورد الصافي.. هنالك عبارة صوفية، لا بد أنك قد سمعت عنها، وهي قولهم: ((ما في الكون إلا الله)).. يريدون بذلك أن التعدد البادي على شخوص المخلوقات المختلفة، المتعددة، إن هو إلا رمز يشير إلى الوحدة، ودليل يقود إليها.. بل أن التعدد إن هو إلا مظهر الوحدة.. وهم يقولون في قوله تعالى، مخبرا عن عباده الصالحين: ((يحبهم ويحبونه))، يقولون إنما يحب نفسه.. وفي هذه النقطة أمر دقيق جدا تاه في آفاقه أكثر الصوفية، وهو التمييز بين التعدد والوحدة، أو قل بين الخلق، والخالق، إلى الحد الذي لا يبطل الشرع، ولا يوقع الشرك.. ودقة هذا الأمر تأتي من كونه وسطا بين طرفين، فمن الصوفية من يرى طرف الخلق، ويشغل به عن طرف الخالق، فيتورط في الشرك.. وهو بذلك أقرب إلى علماء الشريعة، الفقهاء.. ومن الصوفية من يرى طرف الخالق ويذهل عن طرف الخلق، ويصرف عن معايشة الجماعة.. وهو بذلك أقرب إلى الممحقين، المجذوبين.. وكلا الطرفين ناقص، على تفاوت فيه. والكمال هو التوسط بين الطرفين، حيث يستطاع التمييز الدقيق، المؤدي، للتخلص من الشرك الخفي، وإلى تنظيم حياة المجتمع بتطبيق الشريعة.. هذا إستطراد قصير أردت به إلى تقرير حقيقة علمية، دقيقة، يقوم عليها التوحيد، وهي أن الخلق ليسوا غير الخالق، ولا هم إياه، وإنما هم وجه الحكمة العملية، عليه دلائل، وإليه رموز.. ومن هنا نخلص إلى قوله تعالى: ((والتين، والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين)).. يقول المفسرون في ذلك أن الله، تبارك، وتعالى، أقسم بهذه الأعيان.. ((والتين)).. هو المعروف، المأكول.. ((والزيتون)) كذلك.. ((وطور سينين)) جبل بسيناء هو الذي كلم الله عليه موسى بن عمران.. وهذا ((البلد الأمين)) مكة المكرمة.. ولكن هذا التفسير قريب من القرب، وهو ما تعطيه اللغة.. وفي المعرفة الحقيقية أن الله لا يقسم إلا بنفسه.. وهذه الأعيان في السورة إن هي إلا رموز إليه، تعالى، تترقى، في سلم، من القاعدة إلى القمة.. وهو سلم على شكل هرمي إن صح هذا التعبير.. وهي، قبل أن تصل في سلم الترقي إلى مستوى الرمز إليه، تعالى، إنما ترمز إلى الإنسان، لأنه، في هذا السلم، بينهما – أعني بين الأعيان، وبين الله، تبارك وتعالى.. وذلك لأن الله، تبارك، وتعالى، قد خلق الإنسان على صورته، وليس المقصود، بالطبع الصورة الحسية، وإنما المقصود قرب صفات العبد من صفات الرب، على حد تعبير السادة الصوفية.. وجماع صفات الله تعالى هي: العالم، المريد، القادر.. وجماع أسمائه هي: الله، الرحمن، الرحيم.. والنسب الموصول بين الله، تبارك، وتعالى، وبين الإنسان إنما هو هذه الصفات، وهذه الأسماء.. وقد جعل الله تبارك، وتعالى، الإنسان عالما، مريدا، وقادرا، والفرق بينه، تبارك، وتعالى، وبين الإنسان، هو أن صفاته تعالى في جانب الكمال، وصفات الإنسان في جانب النقص.. وما عمل الإنسان، في العبادة، إلا محاولة قطع هذه المسافة التي تفصل بين صفات النقص، وصفات الكمال.. وإلى هذه الإشارة بقول المعصوم: ((تخلقوا بأخلاق الله إن ربي على سراط مستقيم)).. وما ذاك إلا بترفع العابد عن نقص صفاته، وتعلقه بكمال صفات الله.. ويمكن التمثيل، وتعالى الله عن كل مثيل، لكمال الصفات بقمة الهرم، وللنقص بالقاعدة.. والحق أن هذه الصورة ليست غريبة، فإن قوى البشرية، المركوزة في البنية الجسدية، لها هذا الشكل الهرمي.. وهي بذلك ذات مستويات لا تقع تحت حصر. ولكن أهمها أربع مستويات، تشكل هرما صغيرا، قرب القمة.. وهذه هي النفس الحيوانية، والنفس الإنسانية، والنفس الملائكية ((الروح))، و ((الروح))، هي النفس العليا، وهي القلب.. والقلب هو مقرها، جميعها، وهو جماعها.. ولقد وردت الإشارة، في القرآن، إلى كل أولئك: فإلى النفس الحيوانية قوله تعالى: ((وما أبرئ نفسي: إن النفس لأمارة بالسوء)).. وإلى النفس الإنسانية قوله تعالى: ((لا!! أقسم بيوم القيامة * ولا!! أقسم بالنفس.. اللوامة.. )) وإلى النفس الملائكية – ((الروح)) أو ((الذكاء))، قوله تعالى: ((ونفس وما سواها * فألهمها فجورها، وتقواها)) وإلى القلب، وهو النفس الكبرى، قوله تعالى: ((يا أيتها النفس المطمئنة * أرجعي إلى ربك، راضية، مرضية)).. وفي هذه الآيات، التي نحن بصددها، رمز إلى هذه المستويات الأربع بالأعيان الأربعة، هكذا: ((التين)) النفس الحيوانية، و((الزيتون)) النفس الإنسانية، و((طور سينين)) النفس الملائكية، ((الروح)) و ((هذا البلد الأمين)) القلب.. ولما كان سؤالك يخص ((شجرة الزيتون)) فإنا نترك جانبا الأعيان الأخرى.. وقد وصلنا، في إستطرادنا، إلى أن ((الزيتون)) يرمز إلى ((النفس الإنسانية)).. وهي وسط بين ((النفس الحيوانية)) و ((النفس الملائكية))، ولذلك قال تعالى في سورة ((النور)).. ((شجرة مباركة – زيتونة – لا شرقية، ولا غربية)) ، أي وسط بين طرفين: الملك والحيوان.. وهي تنشأ من لقاح الحيوان والملك، كما ينشأ الجنين من لقاح المرأة والرجل.. وهذا الثالوث هو قوى العقل الثلاث: الذاكرة – النفس الحيوانية – والخيال – النفس الملائكية – والفكر – النفس الإنسانية.. وهذه القوى الثلاث أعني قوى العقل – وهي الذاكرة، والخيال وبينهما الفكر، يمكن الحديث عنهما من نواح كثيرة.. وإنما يهمني هنا أن أبرز قيمة العبادة، الإسلامية منها بشكل خاص، في التأثير على تطوير هذه القوى.. نحن كثيرا ما نتحدث عن جارحتي العقل، والقلب، ونقول الإنسان الكامل من جمع صفاء الفكر، وسلامة القلب، أو، بتعبير آخر، من إستمتع بحياة الفكر، وحياة الشعور، والحق أن حياة الفكر، وحياة الشعور، حياة واحدة، ذلك بأن حياة الفكر هي السبب المباشر، والوحيد، لتحقيق حياة الشعور.. وهذه الأخيرة هي الحياة الكاملة، وهي المعبر عنها بالدار الآخرة، أو بالحياة الآخرة، ولقد قال الله تعالى فيها: ((وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو، ولعب، وأن الدار الآخرة لهي الحيوان، لو كانوا يعلمون)).. وإنما أراد بكلمة ((الحيوان)) الحياة الكاملة، وهي حياة الشعور، وهي، كما سلف القول، نتيجة لحياة الفكر.. فكلما صفا الفكر، كلما اتسعت، وتعمقت، حياة الشعور.. والفكر هو بمثابة الولد الذي ينجب بين والدين: الذاكرة، والخيال.. وكلما نجب الوالدان، كلما كان الولد نجيبا – بمعنى أنه كلما كانت الذاكرة قوية، ومحيطة، ودقيقة، وكان الخيال، واسعا، مجنحا، طليقا، كلما كان الفكر سليما، نافذا، عبقريا.. والخيال والذاكرة مرتبطان.. وهما يمثلان الماضي والمستقبل.. وكلما رجعت الذاكرة بعيدا في الماضي، كلما انسرح الخيال بعيدا في المستقبل.. والأصل كله الذاكرة – ((النفس الحيوانية)).. ولأمر ما سمي ((ذكر الله)) ذكرا!! ولأمر ما قال الله تعالى: ((ولقد يسرنا القرآن للذكر، فهل من مدكر؟؟ )) أي متذكر!! وما الذي يتذكره المتذكر، أو يذكره الذاكر؟؟ سيقولون لك يذكر ((الله)).. ولكن هذا قول يحتاج إلى شرح، وتفسير.. ولست أدري هل أمضي في هذا الحديث المتشعب أم أقتصر؟؟ لعل من الخير أن أكتفي بهذا الآن في هذا الباب.. وما أحب أن أختم حديثي دون أن أنبهك إلى أمر هام جدا هو أن تفسير القرآن آن له أن يتعمق، وأن يرجع إلى أصله الأصيل في النفس البشرية بعد أن كان متعلقا، عند جميع المفسرين، بالأعيان المذكورة في الآفاق البعيدة، لأنه بذلك يصبح ميسرا للذكر، معرفا بالنفس، هاديا إلى الله.. وهذه هي وظيفة القرآن بالأصالة.. والله تعالى يقول: ((سنريهم آياتنا – في الآفاق، وفي أنفسهم، حتى يتبين لهم أنه الحق.. أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد؟؟ )) إن القرآن علم نفس.. وهنا قيمته الحقيقية، ومعناه الأخير، الذي تفتقر إليه الإنسانية، قاطبة.. وواجب أهله أن يبينوا ذلك للناس بكل سبيل.. ويوم تتبين للناس قيمة القرآن الحقيقية سيلزمونه بجوع بطونهم، ومشقة أنفسهم..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه.. سيذكرني قومي إذا ج� (Re: Abureesh)
|
تسلم يا عزيزي أبو الريش بالله عليك تأمل ما خطه قلم الأستاذ هنا في هذا المقال أسفله عن "الإله". ولكن "أين من يفهم أين" أو كما قال الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي في هذه الأبيات: نسمات هواك لها أرج تحيا وتعيش بها المهج وببهجة وجه جلال جمال كمال صفاتك أبتهج ما القوم سوى قوم عرفوك وغيرهم همج همج قوم فعلوا خيراً وجدوا وعلى درج العليا درجوا شربوا بكؤوس تفكرهم من صرف هواك وما مزجوا دخلوا فقراء إلى الدنيا وكما دخلوا منها خرجوا لا كان فؤاد ليس يهيم إلى ذكراك وينزعج دخلوا فقراء على الدنيا وكما دخلوا منها خرجوا يا مدعياً لطريقهم قوِّم نظرا بك ينعوج تهوى ليلى وتنام الليل فوحقك ذا طلب سمج
ـــــــــــــــــــــــــــ
الإله - تعقيب على الأستاذ الجليل عباس محمود العقاد
عزيزي موسى: تحية طيبة مباركة، وبعد، فإني، في حقيقة الأمر، لا أزال مشغولا، ولكني أجدني قد أجلت الإجابة على سؤالك كثيرا، ولذلك فلا بد من الإجابة، على نحو من الأنحاء، مهما كانت قصيرة.. وأول ما يقال في هذا الموضوع هو أن الكتابة عن ((الإله)) عمل لا يحسنه غير الصوفية.. فإذا ما أقدم عليه الفلاسفة، وهم كثيرا ما يقدمون عليه، فإنهم لا يبلغون منه مبلغا به تطمئن القلوب، وإن بلغ منه بعضهم مبلغا به تقتنع العقول، كما فعل الأستاذ الجليل العقاد.. واقتناع العقول بالله هو بداية اطمئنان القلوب إليه تعالى، ذلك بأن العقول تدل على الله ، ولا تعرفه.. ولا يكون تمام الطمأنينة إلا بالمعرفة.. ولقد فطن السادة الصوفية إلى ذلك، فقالوا: ((وجودك ذنب لا يقاس به ذنب)).. يعنون بذلك إعتمادك على العقل في معرفتك الله حجاب لا يساويه حجاب آخر، مهما كثف. ومحك الفرق بين الفلاسفة والصوفية، أو قل، إن شئت، بين علم العقول، وعلم القلوب، هو في أمر التسيير والتخيير.. وهذا الأمر يتضح بجلاء في قول الأستاذ الجليل العقاد: (والقرآن صريح كذلك في حث الناس على الاستعانة بأنفسهم، والاعتماد على قوتهم، مع الاعتماد على القوة الإلهية في مقام الدعاء، والصلاة.. فلا يقبل من إنسان أن يفرط في مستطاعه، ومستطاع عمله، ولا يحرمه، مع ذلك، رجاءه في معونة القدرة الإلهية، حين لا يستطيع.. وذلك قصارى ما يعطيه الدين، من قوة الصبر، وقوة الرجاء، ((يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر، والصلاة.. إن الله مع الصابرين)).. فهو يلهم الناس: أن الله لا يخذلهم، إن نصروا أنفسهم، ولا يحرمهم الطاقة التي تفوق الطاقة، حين يتجهون إلى الله، وكل دين لا يكفل لأصحابه هذا الرجاء فهو دين لا معنى له، ولا حاجة إليه، وإنما المراد به أن الإيمان بالله قائم على الإيمان بقدرته، وكماله وعدله، وسلطانه في الوجود، واتصاله بهذا الوجود.. فإن لم يكن المعبود كذلك فما هو بأهل للإيمان به، على الاستغناء عنه، أو على الحاجة إليه).. وأول ما تجب الإشارة إليه هو: أن الإيمان بالله قائم على الحاجة إليه.. على خلاف ما يرى الأستاذ الجليل.. ولقد نشأ الإيمان بالله قبل أن يعرف الله. وقد يبدو هذا القول غريبا، لدى النظرة الأولى، ولكنه حق.. فإن الإيمان بالله ينبع من حاجة القلوب إليه، وهي حاجة شعور، لا حاجة فكر، وعقل.. نعم! إن المعرفة بالله تزيد الإيمان بالله، ولكن الإيمان ينشأ قبلها.. ويقول الأستاذ: (( وإنما المراد به أن الإيمان بالله قائم على الإيمان بقدرته، وكماله، وعدله، وسلطانه في الوجود)) ولا يقوم إيمان المؤمن بقدرة الله إلا عن حاجة العاجز إلى قدرة القادر.. وهكذا إلى آخر الصفات التي ساقها الأستاذ.. والحقيقة أن المعرفة بالله، التي تزيد إيمان المؤمن به، إنما هي معرفة مبلغ الحاجة إليه.. فأنت، إن كنت ترى أنك مستطيع في بعض الأمور، وأنك محتاج إلى معونة القدرة الإلهية حين يواجهك من الأمور ما لا تستطيعه، فإنك مؤمن بالله على نحو أتم ممن يرى نفسه مستطيعا دائما، فإن ظهر له من الأمور ما أعجزه فهو لا ينتظر المعونة الإلهية، وإنما ينتظراستئناف القدرة من عند نفسه.. ولكنك أقل إيمانا ممن يرى نفسه غير مستطيع لشيء، مهما قل، وإنما هو في حاجة إلى المعونة الإلهية حتى في النفس الذي يطلع وينزل.. فمبلغ إيمانك بالله هو مبلغ معرفتك بالحاجة إلى الله.. ولقد قال بعض العارفين: لا يتم إيمان أحد حتى يكاشف في قولة: ((لا حول، ولا قوة، إلا بالله)) ومعنى يكاشف أن يعرف، معرفة ذوق، معنى هذه القولة. وقول الأستاذ: ((القرآن صريح كذلك في حث الناس على الاستعانة بأنفسهم، والاعتماد على قوتهم)) إلخ إلخ.. ليس صحيحا في نظر العارفين.. فإنهم يرون صراحة القرآن في ذلك إنما هي مجاراة "لوهم" الناس ريثما ينقلهم القرآن إلى المعرفة التي ينتفي معها ((الوهم)) .. وقوله تعالى ((يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر، والصلاة.. إن الله مع الصابرين)) ليس معناه الأخير (استعينوا) على مصاعب الحياة، ولأواء العيش، وإنما معناه الأخير، والمطلوب بالذات، ((استعينوا)) بالصبر، والصلاة، على دواعي الجبلة التي تتوهم أنها مريدة ومستقلة بإرادتها، وهو ما أسميته ((بالوهم)).. وهذا الوهم ينقص العبودية لله وينقص الرضا بالله ربا.. ولذلك فقد جاء قوله تعالى للنبي الكريم: ((فاصبر على ما يقولون، وسبح بحمد ربك، قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها، ومن آناء الليل فسبح، وأطراف النهار.. لعلك ترضى)) والتسبيح هنا المقصود منه الصلوات الخمس، والعلة المطلوبة وراء الصبر، والصلاة، إنما هي الرضا... الرضا بربوبية الرب.. يقول الصوفية: الساير الى الله مريد.. ويعرفون الإرادة بأنها محاربة العادة.. والعادة هي التي أوحت إلينا أننا نملك إرادة مستقلة، يمكن الاعتماد عليها في حدود.. فإذا زاد الأمر عن تلك الحدود فيمكن البحث عن عون الله، عند ذلك، كما يبدو من كلام الأستاذ.. ومن خطأ الخوض في دقائق التوحيد بالعقل وحده نتج خطأ أساسي في كلمة الأستاذ الجليل العقاد، وهي قوله: ((فالحقيقة أن الزمان غير الأبد.. تنقصه كله، فلا ينقص من الأبد شيء.. وتزيده كله، فلا يزيد على الأبد شيء لأنهما وجودان مختلفان في الكنه، والجوهر.. مختلفان في التصور والإدراك.. فالأبد وجود، ولا تتصوره بغير الحركة.. )) هذا كلام العقاد.. الحقيقة أن الأبد زمان، والحركة فيه كامنة.. فقول الله تعالى: ((أولم ير الذين كفروا أن السموات، والأرض كانتا رتقا ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شيء حي)).. يعني أمرا هاما يتعلق بالأبد، وبالزمان.. ففي الرتق، قبل الفتق، يكمن الأبد، وتكمن، في الأبد، الحركة.. فلما بدأ الفتق ظهر الأبد وظهرت الحركة وظهر الزمان للتو.. فأما الأبد، فهو الزمن، بين الفتق بعد الرتق، والرتق بعد الفتق.. وأما الزمان، فهو أجزاء الأبد في تطور الأجرام السماوية، والأرضية، منذ أن حصل الفتق، بعد الرتق، وإلى أن يعود الرتق، بعد الفتق في نهاية دورة من دورات الوجود هي المعبر عنها بالحياة الدنيا.. فلكأن الأبد هو الزمان، في مجمله، ولكأن الزمان هو الأبد، في نشره، وتفاصيله، بين بداية، ونهاية، تسير في طريق لولبي.. والأمر المهم جدا هو أن وجود الله تعالى خارج عن الأبد، وعن الزمان.. وليس كما يقول الأستاذ الجليل: ((فالوجود الأبدي كامل، مطلق الكمال)) وهو يعني بذلك ذات الله – فإنها وحدها الكاملة، مطلقة الكمال.. ولقد عبر القرآن عن الخلود في النار بقوله: ((خالدين فيها أبدا))، في جملة مواضع، ثم عبر في موضع آخر بقوله: ((خالدين فيها ما دامت السموات والأرض))، وهو تحديد للأبد بالدورة الوجودية التي تسمى عندنا ((بالحياة الدنيا))، وتبدأ بحركات أجرام النظام الشمسي عندنا وتنتهي بانتهاء تماسك هذا النظام.. والآيات التي ساقها الأستاذ الجليل تدل على أنه يعتقد أن الإله، والرب، والله، شيء واحد، والحق غير ذلك.. فإنما الأمر أمر تعينات، ومراتب.. فذات الله، في صرافتها، لا سبيل إلى فهمها، على الإطلاق، لأنها لا تسمى، ولا تعرف، ولا يشار إليها.. فهي لا تطيقها الإشارة، ولا العبارة، فوقع منها، بمحض الرحمة، التنزل إلى مرتبة الإسم، ثم إلى مرتبة الصفة، ثم إلى مرتبة الفعل.. فوقعت معرفة العارفين باستقراء أثر الفعل، وهم الخلائق، على شتى صورها. فالذين أنكروا((الإله)) لم ينكروا (الله) على الإطلاق، وإنما أنكروا تدخله في الأفعال الدقيقة التي لا تخرج عن طاقة البشر، والتي ورد عنها تعبير الأستاذ الجليل على النحو الآتي – ((فهو يلهم الناس أن الله لا يخذلهم إن نصروا أنفسهم، ولا يحرمهم الطاقة التي تفوق الطاقة))، فقد توهم الناس أن لهم طاقة، فجاء إنكار ((الله)) في هذه المرتبة، وهي مرتبة الفعل، فكان إنكار ((الإله))، ولذلك فإن القرآن يقول عن الكافرين: ((ولئن سألتهم من خلق السموات، والأرض، وسخر الشمس، والقمر، ليقولن الله.. فأنى يؤفكون! )) وذلك لأن هذه الأفعال كبيرة، وجليلة، ولا يمكن أن يدخل في الوهم استطاعة قيام المخلوقات بها وإنما هي أفعال ((الله)).. أما حركاتهم هم وسكونهم هم، وكسب عيشهم اليومي فليس ((لله)) فيه دخل، في زعمهم.. فكلمة: ((لا إله إلا الله)) لا تعني، كما يقول الفقهاء ((لا معبود بحق إلا الله))، وإنما تعني: لا فاعل، في الوجود، لدقيق الأفعال، وجليلها، إلا الله.. تعني الله خلقكم وما تعملون.. تعني ((قل الله خالق كل شيء))، ((من الآية))، ((أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم؟؟ قل الله خالق كل شيء، وهو الواحد القهار)).. ولقد عرف العارفون أن أهل الجنة، في الجنة، يرون ربهم.. وأن أهل النار، في النار يحجبون عن ربهم، ولكنهم لا يحجبون عن ((الله))، على التحقيق.. وهناك حقيقة غريبة جدا استيقنها العارفون: هي أن القرآن، في المكان الأول، صفات الإنسان الكامل، الذي هو ((الله)) في مرتبة ((التعيُّن)) الأول، ولا يكون القرآن صفات لصرافة الذات إلا عند التناهي، حيث ينقطع التعبير وينبهم الكلام، وينتهي الأمر إلى ما وراء الحروف التي تفتتح بها السور.. ((ألم)).. ((كهيعص)).. إلى آخر ما هناك مما لا تحتمله اللغة.. والوجودان اللذان تحدث عنهما الأستاذ الجليل، حين قال: ((لأنهما وجودان مختلفان في الكنه، وفي الجوهر، مختلفان في التصور، والإدراك.. )) ليسا هما وجود ((الله))، في ذاته، ووجود المخلوقات، كما تصور الأستاذ الجليل. وليسا هما مختلفين في الكنه والجوهر، كما قال، وإنما هما مختلفان إختلاف مقدار.. فوجود الأبد هو وجود الإنسان الكامل الذي يبشر به القرآن.. ووجود الزمان هو وجود البشر، ومن دونهم من الخلائق التي تحاول، بجملتها وبأفرادها، أن تنجب الإنسان الكامل.. ولقد عبر القرآن عن الوجودين بقوله تعالى: ((إنا كل شيء خلقناه بقدر * وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)).. فالوجود بالقدر هو الوجود في الزمان، وفيه تبدو حركة التطور المستمر، وهو يطلب، في التطور، واستمرار الحركة، الترقي إلي مقام الأبد.. وإليه الإشارة هنا، بقوله تعالى: ((وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)).. وفي ((الأمر)) الحركة، كامنة، كما سبق قولنا بذلك، في عبارة الأبد.. ومعنى كامنة أن ترقي ((عالم الأمر)) ليس بفعل ((خارجي)) كما هو الحال في ((عالم الخلق)). وإلى نفس المعنى الإشارة بقوله تعالى: ((يمحو الله ما يشاء، ويثبت، وعنده أم الكتاب)).. فأم الكتاب هنا ((عالم الأمر)).. و((يمحو الله ما يشاء، ويثبت)) إشارة إلى ((عالم الخلق)) وإلى الحركة المستمرة فيه، بالترقي وبالتطور.. وهذان الوجودان كلاهما يطلبان الوجود ((الحقيقي))، وهو خارج الأبد، على التحقيق، كما هو خارج المكان.. فحديث الأستاذ العقاد عن هذا الوجود المطلق، ووصفه بالأبدية خطأ أساسي في التوحيد.. الوقت لا يتسع لإطالة الحديث الآن، فإن رأيت أن في هذا غناء. كان، وبها، وإلا فأمهلني حتى أفرغ مما أنا بصدده الآن.. وسأعود..
المخلص محمود محمد طه
[من كتاب رسائل ومقالات الأول]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه.. سيذكرني قومي إذا ج� (Re: Yasir Elsharif)
|
دكتور ياسر وضيوفك الكرام ... تحياتي،
Quote: ولما كان سؤالك يخص ((شجرة الزيتون)) فإنا نترك جانبا الأعيان الأخرى.. وقد وصلنا، في إستطرادنا، إلى أن ((الزيتون)) يرمز إلى ((النفس الإنسانية)).. وهي وسط بين ((النفس الحيوانية)) و ((النفس الملائكية))، ولذلك قال تعالى في سورة ((النور)).. ((شجرة مباركة – زيتونة – لا شرقية، ولا غربية)) ، أي وسط بين طرفين: الملك والحيوان.. وهي تنشأ من لقاح الحيوان والملك، كما ينشأ الجنين من لقاح المرأة والرجل.. وهذا الثالوث هو قوى العقل الثلاث: الذاكرة – النفس الحيوانية – والخيال – النفس الملائكية – والفكر – النفس الإنسانية.. وهذه القوى الثلاث أعني قوى العقل – وهي الذاكرة، والخيال وبينهما الفكر، يمكن الحديث عنهما من نواح كثيرة.. وإنما يهمني هنا أن أبرز قيمة العبادة، الإسلامية منها بشكل خاص، في التأثير على تطوير هذه القوى.. نحن كثيرا ما نتحدث عن جارحتي العقل، والقلب، ونقول الإنسان الكامل من جمع صفاء الفكر، وسلامة القلب، أو، بتعبير آخر، من إستمتع بحياة الفكر، وحياة الشعور، والحق أن حياة الفكر، وحياة الشعور، حياة واحدة، ذلك بأن حياة الفكر هي السبب المباشر، والوحيد، لتحقيق حياة الشعور.. وهذه الأخيرة هي الحياة الكاملة، وهي المعبر عنها بالدار الآخرة، أو بالحياة الآخرة، ولقد قال الله تعالى فيها: ((وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو، ولعب، وأن الدار الآخرة لهي الحيوان، لو كانوا يعلمون)) |
\
شكراً على هذه السياحة الروحية/الفكرية الماتعة.................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه.. سيذكرني قومي إذا ج� (Re: Yasir Elsharif)
|
دكتور ياسر وضيوفك الكرام ... تحياتي،
Quote: ولما كان سؤالك يخص ((شجرة الزيتون)) فإنا نترك جانبا الأعيان الأخرى.. وقد وصلنا، في إستطرادنا، إلى أن ((الزيتون)) يرمز إلى ((النفس الإنسانية)).. وهي وسط بين ((النفس الحيوانية)) و ((النفس الملائكية))، ولذلك قال تعالى في سورة ((النور)).. ((شجرة مباركة – زيتونة – لا شرقية، ولا غربية)) ، أي وسط بين طرفين: الملك والحيوان.. وهي تنشأ من لقاح الحيوان والملك، كما ينشأ الجنين من لقاح المرأة والرجل.. وهذا الثالوث هو قوى العقل الثلاث: الذاكرة – النفس الحيوانية – والخيال – النفس الملائكية – والفكر – النفس الإنسانية.. وهذه القوى الثلاث أعني قوى العقل – وهي الذاكرة، والخيال وبينهما الفكر، يمكن الحديث عنهما من نواح كثيرة.. وإنما يهمني هنا أن أبرز قيمة العبادة، الإسلامية منها بشكل خاص، في التأثير على تطوير هذه القوى.. نحن كثيرا ما نتحدث عن جارحتي العقل، والقلب، ونقول الإنسان الكامل من جمع صفاء الفكر، وسلامة القلب، أو، بتعبير آخر، من إستمتع بحياة الفكر، وحياة الشعور، والحق أن حياة الفكر، وحياة الشعور، حياة واحدة، ذلك بأن حياة الفكر هي السبب المباشر، والوحيد، لتحقيق حياة الشعور.. وهذه الأخيرة هي الحياة الكاملة، وهي المعبر عنها بالدار الآخرة، أو بالحياة الآخرة، ولقد قال الله تعالى فيها: ((وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو، ولعب، وأن الدار الآخرة لهي الحيوان، لو كانوا يعلمون)) |
\
شكراً على هذه السياحة الروحية/الفكرية الماتعة.................
| |
|
|
|
|
|
|
|