أعلن المؤتمر الشعبي عن تخوفه من الثمن الذي ينتظر أن تدفعه الحكومة في حال موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رفع العقوبات في أكتوبر المقبل. تخوفات المؤتمر الشعبي حسبما أعلن عنها أمينه العام على الحاج في مقابلة صحفية له الأحد الماضي مع صحيفة العرب الجديد اثارت ردود أفعال وسط قطاعات واسعة من الشعب السوداني ففي الوقت الذي ينظر فيه مراقبون في حديثهم لـ”خرطوم بوست” للتخوفات على أنها مشروعة باعتبار أن الشعبي حديث عهد في شراكته مع غريمه السابق المؤتمر الوطني في الحكومة وان الثقة بين الحزبين لازالت مهزوزة يرى آخرون أن على أن الشعبي يتحسس وضعيته مبكرا قبل أن يقدمه الوطني كبش فداء لهذه العقوبات . الأمين العام للمؤتمر الشعبي وجه انتقادات حادة لشريكه في الحكم رافضا رضوخ النظام للضغوط الدولية ومؤكدا عزمه اتخاذ موقف حازم من المشاركة في الحكومة حال استمرار النظام في ذاك النهج. من هنا بدأ أستاذ العلاقات الدولية بجامعة أم درمان الإسلامية راشد التجاني حديثه مع “خرطوم بوست” منبها إلى أن تخوفات الشعبي أتت انطلاقا من حديث أمينه العام عن رضوخ النظام للضغوط الدولية، وهو أمر ينبئ بأن الشعبي مرعوب ليس من تقديمه قربان للولايات المتحدة لأنه حزب مسجل قانونا ضمن الأحزاب السياسية في البلاد، ولكن مكمن رعب الشعبي في تخوفه من حل مرحعيته الدينية، الحركة الإسلامية. ويرى التجاني أنه ربما شعر الشعبي بأن مطبخ التفاوض السوداني الأمريكي يريد وعلى نار هادئة التخلص من الحركة الإسلامية لاسيما وأن بعض التسريبات الشهر الماضي تحدثت عن حل الحركة الإسلامية . لكن ورغم ترجيح التجاني لتخوف الشعبي من حل الحركة الإسلامية إلا أن الخبير الاستراتيجي عوض سلمان يرى أن الشعبي غاضب من تصرف شريكه في الحكم عندما أدار له ظهره أيام مطالبته بإطلاق سراح الناشط الحقوقي د. مضوي وقال سلمان لخرطوم بوست أن تصريحات علي الحاج بأن الوطني لم يستجب لمطالبتهم ومع ذلك رضخ للضغوط خارجية مورست عليه لإطلاق سراحه أكبر دليل على غضب الشعبي الذي بدأ يشعر بخطر مخدق وخناق دولي ربما يطاله في المستقبل حال تحسن العلاقات برفع العقوبات الاقتصادية. وبعيدا عن ما ذهب إليه التجاني وسلمان يرى المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية آدم محمد أحمد أن الشعبي يتوهم أن الحكومة ستدفع ثمن غاليا حال وافق الرئيس الأمريكي على رفع العقوبات وقال آدم إن علي الحاج لا يملك اية معلومات عن المفاوضات بين الحكومة الأمريكية والنظام لانها تجري في نطاق ضيق وتكاد تكون محصورة في رئيس الجمهورية فقط بعد حل لجنة التفاوض في السودان وتولى ترامب ملف التفاوض مع الحكومة بنفسه. ويضيف أن تصريحات علي الحاج الغاضبة لا تستند إلى أي منطق لأن البنود والشروط متفق عليها مسبقا بين الجانبين ولا تخرج عن المسارات الخمس وليس من بينها ماهو مخفي على أحد في إطارها العام حتى تجعل علي الحاج يتخوف من ثمن غالي ربما يدفعه النظام في الخرطوم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة