5 هكذا أشارَ في صمتٍ إلى لا جِهةٍ وغمرَ قدميهُ بِنظرةِ سلامٍ ثم غطّاهُمَا بِالثُّلُوجِ.
6 يُمكِنُ لِامرأةٍ واحِدةٍ أن تجُرَّ بحراً بِنظرةٍ وأن تضعَ على حِجرِها مدِينةٌ فيما تُوزِّعُ على اللّيلِ مطرَ الوردِ والهدِيلَ.
7 آهٍ ما أحلَى الشّارِعَ حين يمُدُّ يديهُ لِلغمامِ بِالسّلامِ فيحُجُّ إلى وُجُوهِنَا المنهُوبةُ النّسِيمُ ويغمُرُنَا التّيهُ والغرامُ.
8 مرآيا الدّهمِ》 ••••• الدّهمُ المُباغِتُ إثرَ التّوتُّرِ المُريعِ لما أُشرّعُ في قِراءةِ كِتابٍ ما وشغفِي القِرائِيّ لا حدّ لهُ أصطدِمُ بهذا الدّهمِ قبل البدءِ تتناهبُنِي الرّغباتُ بين الإقبالِ على الكِتابِ والاِستِجابةِ لِتُوترِي فلا أعرِفُ كيفَ أتخلّصُ من هذا أو ذاكَ والمُوسِيقى والصّوتُ، رفِيقُهَا الودُودُ إلى رُوحِي، لِتُسهِمَ في تهدِئتِهَا في حملِها على أجنِحتِهَا إلى أحدِ الخِيارِينِ الخيّرِينَ كُلّ ذا والرّهقُ ينهشُّ بدنِي يُعِينُهُ دائِي المُقِيمُ يُحوِلُنِي ذا إلى مُتملمِلٍ، كامِلُ التّملمُلِ من كُلِّ شيءٍ يتواترُ إِبّانَ اللّحظةِ. القراءةُ رُوحِي الكِتابةُ أنفاسِي المُوسِيقى تشعُّبِي الصّوتُ قاطِرةُ التّودُّدِ لِرعشاتِي والبدنُ شجرتِي التي يحتمِي بها كُلّ ذا...
9 أنوحُ وحدِي داخِلَ هذا البيتَ الذّاهِبُ حثِيثاً نحوَ التّآكُلِ، بدنِي أنوحُ بِأدمُعِ الأحاسِيسِ الفواحةَ على الجِلدِ المُزعزِعةَ لِلجَلدِ أنوحُ ولا يلُوحُ عليّ أثرٌ كأنّ هذا الوجهُ قُدّ من الصّقيعِ أو هكذا تسِّرُّ إليّ المِرآةُ لما اِستشرتُهَا عابِراً كطيرٍ إلى فضاءاتٍ تتوخّاهَا اِنعِكاساتُها ... تؤرجِحُنِي الرُّوحُ.
10 صمتُ الرّمادِي ••••••• "أنتَ تكتمِلُ بِالكلامِ وأنا أبدأُ بِالصّمتِ.. فلا تأخُذُنِي لاِكتِمالِكَ من حبلِ اِبتدِائِي.." لِمَ يتوجّبُ عليَّ الإِنصاتَ لصمتِكَ الرّمادِي لا احتاجُكَ لاِكتِمالِي لكِنّي احتاجُكَ لِنقصِكَ في اِكتِمالِي أضعُ يدَّ نزقِي بِقلبِكَ فيُدويُّ نبضاً يمشِي.. أنتَ تُربِتُ بِصمتِكَ المفُجُوعِ على ألوانِي فينفجِرُ ليلُها لِيتعرّى الضّوءُ تسطعُ اللّوحةُ التي رسمتُ في صحرائِي.. مُنذُ اِرتِحالِكَ حامِلاً صمتَكَ الذي يفترِشُ أشجانِي وأنا أغرِفُ اللّيلَ وأُخبّئُهُ في قدمِيّ كي تتقدّمَا، تَقدِما سِرًّا على التّوهانِ أنتَ خبّأتَ بِإِيماءةٍ لـ (كُنِ بِالخباءِ) خبّأتَ أرقَكَ، مسافاتَكَ، الوحشةَ، العِشقَ المخدُوشِ والأرعنِ، خبّأتَ تمامَ نقصِكَ الصّامِتِ بِنقصِي التّامِ في اِكتِمالِهِ... ثُمّ سِرتَ كيفما اِتّفقَ، سِرتَ كما اللّحنِ المشرُوخِ في العصبِ.. أنتَ كُرّاستِي التي سدّدتُ رسمَ أسطُرِهَا المُلتويةِ من بناتِ خيالِي فأنظُرْ إِنّي جنيتُ أكثرَ لمّا لوّنتُ وقتاً بِلوحتِي الكُبرَى بِمطرٍ وقوسِ قُزحٍ......... بِبعضِ بعضِ آثامِي داعبتُ صمتِي بِصمتِكَ إذنْ أحكمتُ شرنقةَ وقتِي بِخُيُوطِ النّقصِ إذنْ ما تحمِلَ لِي إذنْ وقد صمدتَ كخيطٍ في الشّرنقةِ؟ ما أفرزتَ لِي، أتحتَ، خبّأتَ لِاكتِمالِي الذي ينقُصُكَ؟ هل يحدُثُ عِندَكَ (وأنا أشهدُ بِنشِيجٍ يتقلصُ) ما يغمُرُهُ إِنصاتِي بِفيضِ دُرُوبٍ تعتنِقَهَا فيلُوحُ الضّوءُ تخرُجُ بِالأرِيجِ تتجرّعُهُ تمتلِئُ تكُونُ ويتناهبُنِي النّقصُ الزّاويُّ؟ ما حبّرَ لِي قلبُكَ السّراقُ، أخيلتُكَ المأسُورةَ التي تقِلُكَ وتمتلِئُ بِكَ كُلّمَا وكيفمَا لمحتُهَا وهي ترتادُنِي لِتأخُذَ وتأخُذَ فتأخُذُ، ما حبّرَ لِي عقلُكَ الذي يعرِفُكَ فحسبُ، أأرتطِمُ وأمزِجتِي لمّا نفرِدُ لِقلبِكَ وأخيلتِكَ وعقلِكَ ما تبغِي تقتنِصُهُ ترتوِي تكبُرُ كشجرٍ حتى تُعانِقُ عنانَ السّماءِ؟ . . . لِمَ يتوجّبُ عليّ ألا أحذِفُ –وإن سهواً- صمتَكَ بِأرجائِي؟
11 الألوانُ النّازلةُ بِسماتِهَا من سمواتِهَا على الملامِحِ، تُحدِّدُ أيَّ طُيُورٍ تجُوسُ في القلبِ، ومعنَى المسافاتِ والصّدَى، وأيُّ ضِحكة بِمقدُورِهَا أن تقذِفَ نبضاً من مكمنِ عزفِهِ إلى جُدرانِ الولهِ المُصّمتِ. 8/8/2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة