في رحاب الصادقين ..(2) الشهيد محمد حسن هيكل

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 04:59 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-08-2017, 10:43 AM

طارق ابراهيم ابوالفضل
<aطارق ابراهيم ابوالفضل
تاريخ التسجيل: 01-28-2013
مجموع المشاركات: 466

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في رحاب الصادقين ..(2) الشهيد محمد حسن هيكل

    10:43 AM August, 08 2017

    سودانيز اون لاين
    طارق ابراهيم ابوالفضل-جدة
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الشهيد محمد حسن هيكل
    جامعة السودان كلية الهندسة
    من ابناء حلفا
    تاريخ الاستشهاد 1998
    من الذين شاركوا في معركة الميل الاربعين المشهورة
    وكان خليفة الشهيد علي عبدالفتاح في تلك المعركة
    وشارك غيرها في كثير من المعارك


    سرالختم أدروب يكتب لصفحة السائحون عن استشهاد هيكل
    اما الشهيد هيكل فانا خير من يحدثكم عنه اذ كنت شاهداً على صعود روحه الطاهرة الى بارئها.
    متحرك الشهيد عبد السلام
    تكوّن متحرك الشهيد عبدالسلام سليمان -الذى استشهد فيه هيكل- نفرةً للهجوم على النيل الازرق وشرق السودان فكان الخطر يهدد البلاد فى كل مكان وجيش التمرد بمعاونة ارتريا واثيوبيا يتقدم فى هذه الجبهات فكان لابد من ايقافهما فأطلق اخونا حاج ماجد محمد احمد صيحته المشهورة "من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليصلين العيد فى بن الوليد.." فتدافع الشباب والطلاب والشيوخ الى معسكر بن الوليد فتكون ما يسمى بالدبابين ثلاثة وكانت عبارة عن دورتين للصاعقة من أفضل مايكون التدريب وهو الوقت الذى قابلت فيه الشهيد هيكل وصرنا سوياً فى كل شئ لا نفترق حتى للنوم.. وبعد التدريب تم تشكيل القوة الى كتيبتين تحت اسم متحرك الشهيد عبدالسلام سليمان أما الكتيبة الاولى فكان أميرها أخونا "جبريل آدم بلال" طالب بالازهرى وقتها - الآن مع العدل والمساواة - أسأل الله أن يجمعنا به مرة أخرى ويخزئ شيطان الفرقة والشتات على أيدى إخواننا السائحون. أما الكتيبة الثانية فكان أميرها أخونا "إبراهيم الرباطابى" ثم استلمتها منه أنا فى الديسة بعد أن تم أخذه الى عدراييل.. وكان الشهيد "هيكل" حكمداراً للكتيبتين و"مغاربة" أميراً عاماً للمتحرك وكان يعج بخيرة كوادر وأبناء الحركة الاسلامية والمجاهدين كوادر حقيقية فعلاً فى الجامعات ثم تحرك المتحرك بقيادة المقدم "الطيب المصباح" و"سعيد الراجل" وجنابو "ود ابراهيم" و"عبدالفتاح" و"مرتضى محمود" وجنابوا "عبدالله" مكثنا فى الديسة مدة شهر ثم تحركنا نحو هدفنا "جبل أُولو" فى خريف يصعب معه السير مما أخرنا عند هدفنا المحدد شهراً كاملاً.
    وصف الشهيد
    أولاً الشهيد هيكل كما وصفه عمنا عبدالله البشير من مدنى ربنا (يطراه بالخير) قال (أمثال هيكل ده قليل ما تلقاه فى الدنيا) لأنك تجده مع الصغار يضحك ويداعب ويمازح كأن عمره عشرة سنوات وإذا رأيته أمام المجاهدين يتكلم بحزم وشده وهمة يحرّض الناس كأن عمره أربعون عاماً وهو فى الحقيقة عند استشهادة كان عمره أربعة وعشرون عاماً, وكان حكمداراً عاماً لمتحرك الشهيد عبدالسلام سليمان الذى يتكون من كتيبتين كنت أمير إحداهما وكان جبريل ادم بلال أمير الاخرى فكنت قريباً من هيكل طوال فترة سبعة أشهر.
    اللقاء مع هيكل
    كنت أكبُر هيكل بخمس سنوات. بالتحديد أول لقاءنا كان 1998 بمعسكر خالد بن الوليد وكان هيكل فى جامعة السودان وكنت فى جامعة ام درمان الأهلية وقد سبقنى إلى المعسكر بنحو شهر معه الأخ أبوبكر حمزة, وبمجرد أن جئت إلى المعسكر وبعد التعارف عندما انتهينا من التعارف وهيكل حاضراً وبحسب انتمائنا للشرق سوياً فهو من كسلا وانا من بورتسودان ما كان منه إلا قال لى (يا أدروب بعد اللقاء عايزك) وكان هيكل بحكم أنه أمير المعسكر يحتاح لزول يساعده في العمل الإدارى فرشحنى لذلك وقد قمت به خير قيام وهى المرة الاولى التى اتعرف فيها على الشهيد وبالمناسبة هو الذى أطلق على لقب أدروب الذى ظل يلازمنى حتى الان, وبعدها توطدت علاقتى به كل يوم الى الأفضل حتى أصبحت لا أستطيع مفارقته ولو لثانية وكنا ننام في المعسكر على نمرة واحدة حتى تم تشكيل متحرك الشهيد عبدالسلام سليمان المتحرك الى جنوب النيل الأزرق وكان حينها أمير المتحرك وكنت أنا أمير الكتيبة الثانية وكان كل وقته معى بالكتيبة لا يفارقنى ولا أفارقه لأن إرادة الله كانت أن يستشهد وهو بين يديَّ.
    آخرجلسة سمر:
    فى خريف 1998 فى تمام الساعة الواحدة صباحاً ونحنا فى خور الشهداء وغداً متقدمين الى جبل أُولو جلسنا نتسامر وكنا ثلاثة الشهيد هيكل والشهيد مجاهد قسم الله من القضارف وأنا جلسنا وكان الكل قد خلد الى النوم لأن يوم غداً يوماً صعباً فبدأ الكلام الشهيد هيكل وأنشد أنشودته المحببة بصوت خافت (جيش التجمع) وهى قصيدة كانت تلازمه حتى فى أركان النقاش ثم يستلم الحديث الشهيد مجاهد ويتحدث بصوت خافت عن الشهداء الذين قالوا بعد أن شافوا النعيم من يخبر عننا إخواننا ليزهدوا فى الدنيا فتولى الله عنهم ذلك ثم تلا قوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا ... الى آخر الآية ..) ثم تحدثت وكنت أرى نفسى أقل من الرجلين وأنشدت قصيدة الشيخ الصافى جعفر.. (اليوم قد وضح السبيل) فيقوم هيكل ويقبلنى فى رأسى وهو يقول الله أكبر .. ثم يقطع علينا السمر الأخ إسماعيل مغاربة وهو يدعونا لإجتماع داخل خيمة الأمير مع الضباط. وقد كان بينهم الشهداء حكيم عبدالرسول والشهيد بابكر شيش ولهما قصة نحكيها لاحقاً المهم كان الاجتماع بخصوص ترتيب القيادة الميدانية غداً رجعنا ثانية لنتسامر وانضم الينا الشهيد وائل بسطان والشهيد غريب الله وبينما نحن كذلك مر علينا الملازم النشط محمد التلب وقال لينا قوموا يا (اخوانا وفروا لينا لياقتكم الذهنية والبدنية محتاجين ليها بكرة فانصرفنا) وكنت قد نسيت نمرتى فى المؤخرة فقدرت موقفى ونمت مع هيكل .. لم ننم طويلاً حتى قام هيكل وأطلق صافرته المعهودة والتى تجعل حتى الضباط فى حالة تأهب قصوى فمر بى وأنا أربط البوت وفى يدى مشط فأخذه منى وسرح رأسه وقال وهو يبتسم .. كده الواحد يقابل حوريته مرتب ومنظم ولا شنو يا أدروب؟
    آخر ورد غاب عنه هيكل
    كانت لنا خيمة تضم هيكل وأخونا جمال على ووائل بسطان ومجاهد قسم الله وشخصى وكان لنا ورد أطلق عليه هيكل اسم الرباعى لأنه فعلاً يتكون من أربعة أدعية محصنة علمنا اياها عمنا عبدالله البشير فى معسكر خالد بن الوليد منها حديث أبوالداردء (اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت ... إلخ ) وهو مشهور بألا يصيب الانسان معه مكروه وكنا نداوم عليه فى خيمتنا.
    فى صبيحة يوم الهجوم ونحن نجلس لأداء الورد فقدنا هيكل ولم نجده وظننا أنه مشغول بترتيبات التقدم بحكم مسئوليته وعندما عاد دار بيننا الحديث وهيكل معلق كلاشه على رقبته قال وهو يضحك .. (عملتوا الورد) سارعنا انا وجمال وقلنا له بكل ثقة نعم فقال .. (دقستوا) طبعاً هذه الكلمة لم أعرها اهتمام او قل لم افهمها ولأول مرة لا أفهم هيكل مباشرة ربما توتر الموقف لم يجعلنى اركز فيما قال (دقستوا !!!) لكنه كان مدركاً وواعياً فيما يقول وهو يرسم بسمته المعهودة فكان فى اخر المعركة فعلاً دقسنا انا وجمال وارتقى هيكل إلى ربه وقد كان قاصداً لغيابه من الورد اليومى لانه كان يريد الشهادة والورد يحمى منها بدليل عودتنا من دونه
    قبل التحرك
    اغرب ماحدث من الشهيد هيكل قبل استشهاده بساعة واحده ونحنا متحركين على معسكر جبل اولو هيكل كان موزع فى الكتيبة الثانية معانا لكنه كان فى السرية الثالثة ليقودهم حسب تعليمات الرائد صلاح الدين واذكر ان المجاهد نورالدين جبارة الاحمر موزع معاى فى السرية الاولى وحسب ترتيبات الجيش فى المعركة السرية الاولى تهجم وفيها انا ونورالدين والسرية الثانية ترابط والثالثة احتياطى وكان فيها الشهيد هيكل .. يعنى بحسابات الدنيا المفروض هيكل مايهجم معانا ويكون احتياطى حسب تعليمات الرائد .. لكن تعالوا شوفوا ماحدث ولمن الزول يكون ربنا فعلا داير ليه شهادة وارتقاء مع الشهداء فى جناته العليا فى اقل من خمسة دقائق تحاور هيكل مع اخونا نورالدين جبارة لان نوالدين كان عنه خبرة فى ادارة السلاح بحكم انتمائه للواء الادارة جبل اولياء ولان سرية الاحتياطى كان فيها من العربات السلاح والذخيرة وفي أقل من دقائق اخذ مكان هيكل واخذ هيكل مكانه فى السرية الاولى معنا وتقدمنا دون ان يعرف الرائد تفاصيل الصفقة التى ارتقت بالشهيد هيكل الى جنات الخلد الى جوار اخوانه الشهداء ..لاحقاً نتحدث عن ساعتين من الاشنباك مع الخوارج وقصة الشهادة

    التحرك إلى جبل أول
    فيما اذكر وإن لم تخنى الذاكرة ان الشهيد هيكل يوم الاستشهاد كان مصاباً فى إصبعه الكبير بالرجل اليمني وكانت الإصابة بسبب أنه (شات) بقدمه حجر كان فى طريقه وهو فى الديسة لذلك كان يلبس شبشب بدل البوت , رغم ذلك كان متقدم الناس وكان يقفز فوق الاشجار والاشواك ولا يبالى ويسبق طلع الانتشار وينبهه القائد اكثر من مره .. الحذية ياهيكل ويرجع هيكل الى الحذية ثم يسبق الطلع مرة أخرى كانه موعود بشئ لا يعرف سره الا الله لكن يحسه هيكل لا غيره فكان الوعد والموعد بعد ساعة فقط من الهجوم
    بيعة الموت :
    مما أذكر من أحداث صاحبت هجوم جبل اولو من قبل متحرك الشهيد عبد السلام سليمان وبرفقة الشهيد هيكل رغم أن الأحداث كانت تمر سريعاً لضيق الوقت ونزول التعليمات سريعة بالهجوم لان جبل اولو كان يمثل مركز ثقل للخوارج حيث يقع في منطقة وسط بين أعالي النيل وجنوب النيل الأزرق و كانت فيه قوة كبيرة جداً من الخوارج ووقتها كانت المعارضة أو التجمع الديمقراطي ينشط في تلك المنطقة بحكم قربها من أثيوبيا ومن المفارقات وأثناء عمليات التمشيط والاستطلاع التي تقوم بها قوات GPS على الجبل قبل الهجوم الكبير شهدت المنطقة زيارة ابن لقيادي كبير فى التجمع وقلت مفارقات لان الشخصية اليوم في خندق الحكومة وقدرة ربنا سبحانه وتعالى أن هذه الشخصية خرجت بأعجوبة من كمين ناس عبد الواحد وأبو كلام
    الجبل أصبح هدف أساسي حتى للقيادات في الخرطوم لان الجبل كما ذكرت أصبح مركز توزيع الدعم العسكري واللوجستي للخوارج وقبل الهجوم بيوم جاء الشهيد إبراهيم شمس الدين والفريق الدابي وعادل السماني وقائد منطقة جنوب النيل الأزرق الذي ظل معادياً للمجاهدين طيلة بقائنا فى المنطقة المهم ... جاوا وودعوا المجاهدين وأمروا الطيب المصباح بالهجوم ... وحتى الليلة التي سبقت ونحن في خور الشهداء جمعنا الشهيد ليلاً ومعي الشهيد مجاهد قسم الله وسيد الهجا برفقة الشهيد وائل وفى يده ورقة يكتب شيئاً وكان يرسلنا إلي الدفاعات ويقول (نادوا فلان و فلان امشوا جيبوا فلان) اختار كل أمراء الكتائب والسرايا والفصائل ثم اختار بعض الشخصيات التي يعرفها هو بحكم مرافقتهم فى العمليات وبعد ساعة كنا قد جمعنا من الكتيبة الأولى والثانية وكتيبة الجيش عدد مقدر جداً فاق الخمسون فرداً وكان حينها الشهيد هيكل قد فرغ مما يكتب ثم دخل إلي خيمة الأمارة وجاء بإسماعيل مغاربة أمير المتحرك ثم أجلسه وسط المجاهدين ثم تحدث عن الجهاد والثبات وحرمة تولي المجاهد يوم الزحف ثم تكلم مغاربة وقال في مثل هذه المواقف نلجأ لأصحاب القضية كما كان يلجأ الرسول (ص) في حنين وبدر . ثم قال: (الزول الشايف نفسو ضعيف ما بقدر على أداء البيعة الدنيا ظلام نحن ماشايفنو ممكن ينصرف) وعرفنا بعدها ان الشهيد هيكل كان يكتب فى بيعة سماها بيعة الموت .. وهى بحق كانت بيعة للموت بيعة كانت رهيبة تشم فيها رائحة الموت وعبق البارود ولهب (الآر بي جى) .. وهى تقول في مطلعها (نبايعك على السمع والطاعة وان أحيط بنا ألا نولي الدبر وان كنا جرحى نقاتل حتى نقتل أو يفتح الله علينا .. وألا نعود إلى الوراء إلا ونحن منتصرون أو بأمر من القيادة) ... حقيقة هذه الوصية كانت معي إلى وقت قريب وأنا فى داخلية جامعة أمدرمان الأهلية إلا أنني فقدتها بسب كثرة الترحال مع أخريات .. إلا أنني والشهادة لله مهمات الشهيد مازالت معي "البطانية والنمرة والبطارية ومصحف صغير له قصة وحدث سنحكيها ان مد الله فى الاجيال... ربنا يتقبل هيكل وكل الشهداء وان يشفى الجرحى وان يغيث أسرهم بقرى حلفا الجديدة والقاش .. الهم اميين.
    قصة الاستشهاد
    بعد أن حاصرنا جبل أولو فى جنوب النيل الازرق صباحاً الساعة السادسة صباحاً استمر الاشتباك لمدة ساعتين متواصلتين دون انقطاع للذخيرة والظاهر ان هناك خلل فى الترتيب الحربى حيث كان من المقرر ان نهجم فى وقت واحد الكتيبة الاولى والثانية حتى نزعزع قوة العدو لكن لخطأ ما هجمت الكتيبة الأولى قبلنا بساعة كاملة فتم تشتيتها وفقدت عدد كبير من قوتها استشهاداً وجرحى فأمر قائدها بالانسحاب للترتيب والعودة مرة اخرى وكان من ضمن الشهداء الملازم غريب الله والملازم يوسف القراود والمجاهدين ود النوبة ونمر ووائل بسطان وحسب الرسول.. ويقدّر الله اننا نصل بعد ساعة ونشتبك ويحصل لنا ماحصل للكتيبة الاولى الا أن قائدنا "سعيد الراجل" رفض الانسحاب تحت اصرارنا بالقتال حتى آخر فرد لكن الإبتلاء كان عظيم وشديد ونحن نتفقد الصفوف أنا وهيكل وجدنا ان كل ضاربى الاسلحة الثقيلة اما جرحى واما شهداء ولا نملك ضارب واحد وقد خرجت مدرعاتهم وبدأت تناور فما كان مننا الا جلسنا الى مدفع SPG9 قمت بتذخيره له وهو يتابع عن طريق الدان سايد ويراقب إحدى مدرعاتهم وهى تحاول دخول صندوقنا القتالى وقبل أن يطلق الدانة أخذه قناص من فوق الجبل بطلقة على راسه قمت بسحبه الى الخلف ثم جلست مكانه وتتبعت المدرعة الا انها هربت مرة اخرى ويقدر الله ان تدخل هذه المدرعة الى داخل صندوقنا القتالى تائهة فيقوم الاخوة مغاربة ومن معه باسرها بقائدها .. ثم وضعت هيكل على فخذى وانا ألقنه الشهادة حتى فاضت روحه ثم سحبناه الى مؤخرتنا صلينا عليه ثم دفناه .. ربنا يتقبله
    الأمل والرجاء
    مما خصنى به الشهيد هيكل دون الاخرين بعد ان توطدت علاقتنا واصبحنا (بلديات) وكنت مسئول عن العمل الادارى للمتحرك ووزعت هيكل ادارى صغير على الكتيبة الاولى مسئولية اخونا عليان الدنعو والكتيبة الثانية مسئولية الشهيد معلا وسرية الدوشكات التى تحولت فيما بعد الى سرية الاستطلاع GPS مسئولية اخونا عبدالواحد عمر الحسن وحقيقة قمنا بضبط ادارى للمجاهدين غير مسبوق وقد تعلمنا ذلك بحكم وجودنا فى مكاتب الطلاب .. المهم ان عملية التمام والتوزيعات والبلاغات هذه ريحنا منها هيكل راحة كاملة لدرجة انه بقى ينادينا بالمنسقاتية طبعاً عنده حساسية ضد المنسقاتية ... المهم انه فى ساعات الصفا ودائماً ما تكون ليلاً والناس ماسكة دفاعاتها والكلام تحت البطانية والصمت رهيب يخيم على المتحرك كله الا من الرقباء النبطشيين وهم ياخذون التمام فى سرية تامة .. جلسنا على الأرض فى مكاننا المعهود بالقرب من دفاعات الكتيبة الثانية وبدأ الشهيد يتنفس عميقاً وكانه يريد ان يخصنى بشئ لكنه به حياء ثم استرسل وقال لى عارف يا أدروب الانسان فى الدنيا ربنا خلقه يعيش على الأمل والرجاء امل الدنيا ورجاء الاخرة ثم تلا قوله تعالى " وابتغى فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا) , ثم أضاف قائلاً (نصيب الدنيا ده أنا ماخليته ساى برضو رتبته ليه زى مارتبه للحورية هدومى وسرحت ليها شعرى عشان بعدين ماتتخلع من شكلنا ويضحك .. ) ثم ذكر لى انه تقدم لاحد الاخوات وخطبها رسمى وفى ظنى ان الأخوان فى جامعة السودان القريبين منه ما عارفين العلاقة دى .. المهم خصنى بحديث عنها وانه اذا قدر له العودة للدنيا سوف يتزوج بعد التخرج ولو ربنا اختارنا تعمل انصراف طوالى ويضحك .. وما يحيرنى فى الشهيد وقد لا تجده فى الاخرين يعيش فى الدنيا ويتكلم عنها كانه مخلد فيها ... ويتكلم عن الشهادة والشهداء وعلى عبدالفتاح كأنه مفارق لها اللحظة المهم انه كان على اهبة الاستعداد لاكمال نصف دينه وكان يمنى نفسه بانجاب مجاهدين صغار حتى انه يكتب على دبك كلاشه ابوطلحة ويأمرنا ان نناديه بأبي طلحة تقبل الله هيكل وجميع الشهداء.
    مواقف طريفة مع الشهيد هيكل
    فيما أذكر أيضاً من آخر قفشات الشهيد هيكل وهو يتونس مع الشهيد وائل بسطان بالرطانة طبعاً نحنا كنا فى وسطهم ومافاهمين لكن فسروها لنا فيما بعد : هيكل قال لوائل (من هنا أقرب القرية 15 حلفا الجديدة ولا أقرب الجنة ) فأجاب وائل قائلاً (بي جرجرة الجيش الما عايز يتحرك ده أقرب القرية 15) فرد هيكل: (لا طبعاً الجنة أقرب لأنه القرية 15 دايره تركب من القراود وتنزل فى بوط ومنها الى للدمازين واحتمال ما تلقى مواصلات طوالى ثم الخرطوم وجرجرة خلو الطرف وبعدين تركب لحلفا .. لكن الجنة طلقة واحدة توصلك أسرع من أف 16 الامريكية ثم ضحكوا جميعاً وبعدها أدخلونا معهم فى الضحك بعد أن ترجموا لنا الحوار
    وموقف آخر
    آخى مرتضى القرنبوز أصغر مجاهد في متحرك الشهيد عبد السلام وعمنا الحسين أكبر المجاهدين سناً ومسئول الجرحى موقف طريف حدث عندما جاءنا عمنا الحسين ونزلته لينا الطائرة الهيل والدنيا ليل وكنا في تماس مع (النجور) ومترقبين وأى (زول) ماسك مكانه والصمت رهيب إلا من صوت الضفادع فلما اقبل عمنا الحسين لكزنى الشهيد هيكل وقال لي في همس : (اقيف جنب عمك عشان متوقعي يكبر بصوت عالي) وأضاف: لو حاول يكبر امسك خشموا عشان ما يكشفنا (للنجور) يجهجهوا دفاعاتنا) . وقد صدق تنبؤ الشهيد وأول ما وصل عمنا الحسين إلى مكان القائد سعيد الراجل وهو بالقرب مننا رفع يده للتكبير فأشار إليه القائد بالصمت فأسرعت اليه وكنت خلفه فأمسكت فمه ثم رحبت به وطمأنته وسلمته مكانه بالقرب منا فكان خير معين لنا في مقبل الأيام
                  

08-09-2017, 07:38 AM

طارق ابراهيم ابوالفضل
<aطارق ابراهيم ابوالفضل
تاريخ التسجيل: 01-28-2013
مجموع المشاركات: 466

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في رحاب الصادقين ..(2) الشهيد محمد حسن هيكل (Re: طارق ابراهيم ابوالفضل)

    كان يسميه إخوته بقوات الدبابين 3 الأزرق نسميه في المتحرك متحرك جنوب النيل الأزرق مارس ومابعده من الشهور إلي نهاية العام 1998م بقيادة المقدم الركن وقتئذٍ اللواء الركن "معاش " الطيب المصباح – ذلكم القائد الهمام والبطل المغوار وزمرةٌ مباركة من الضباط والصف والجنود - ، وكان "هيكل " أحد أميز أركان أمارة المجاهدين ، لمَّ لا وهو الذي شارك في معارك ساندرو من العام 1993م حيث كان أصغر مجاهد في متحرك القادسية ، ومن ثم قوات الدبابين مع الشهيد علي عبد الفتاح والشهيد معاوية أحمد الطيب " سكران الجنة " والعديد من قناديل الفداء في ذلك الوقت الزمن النضير.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de