ملحدون مع الإسلام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-27-2017, 10:29 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ملحدون مع الإسلام

    09:29 PM June, 27 2017 سودانيز اون لاين
    هشام آدم-Liège - Belgique
    مكتبتى
    رابط مختصر
    -------------

    ثمَّة تيارٌ ليبراليٌ يميل إلى قبول الخطاب التَّجديدي للإسلام، والتَّصالح معه، في مُقابل المُحافظة على عدائه للخطاب السَّلفي المُتطرّف، وهو ما يقودنا إلى وضع تصوراتٍ مبدئيَّةٍ عن موقف هؤلاء من الإسلام نفسه، كموضوعٍ مُستقلٍ عن المُسلمين، وعن تصوراتهم الذاتيَّة عن الإسلام، لأنَّ تسامح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين يعني الاعتراف -ضمنيًا- بأنَّ الإسلام نفسه -كـديانة لها تاريخٌ، ونصوصٌ تراثيَّةٌ- يُمكن أن يكون قد خضع لتأويلاتٍ مُتطرفةٍ ومُتشددة. ومن أجل هذا فإنَّهم يقفون ضد القراءات السلفيَّة، في مقابل القبول بالقراءات المُعتدلة والأكثر تسامحًا، رافعين -في ذلك- شعار أنَّ الإيمان والاعتقاد من المسائل الشخصيَّة التي يجب عليهم الدفاع عنها، باعتبارها حريَّاتٍ وحقوقٍ أصيلة. هذا الموقف في رأينا يُعبَّر عن تشويشٍ فكريٍ، يجعل هؤلاء يخلطون بين المفاهيم، ويُدخلون بعضها في بعض دون درايةٍ، ودون فهم. وفي هذا المقال سوف أحاول تناول موقف هؤلاء من الناحية المنطقيَّة، لنرى ما إذا كان موقفهم موفقًا أم غير ذلك.

    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-27-2017, 10:30 PM)
    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-27-2017, 10:48 PM)

                  

06-27-2017, 10:31 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    القرآن نصٌ تاريخيٌ؛ إذ لم ينشأ من العدم أو في الفراغ، مُستقلًا تمامًا عن زمانه، وثقافة أهل زمانه، وهذا النص وصل إلينا كما وصلت إلينا نصوصٌ تاريخيَّةٌ إسلاميَّةٌ أخرى، وكلها مُجتمعةً تُوضح لنا جوانب من الحياة السياسيَّة، والثقافيَّة، والاجتماعيَّة عن تلك الحقبة وأهلها. وبدون معرفة السياق التَّاريخي؛ فإنَّه من غير المُمكن فهم هذه النُّصوص، وهنالك انسجامٌ تامٌ بين النُّصوص والمرويَّات التَّاريخيَّة، والتي بدورها تُوضح لنا كيف كان الإسلام في وقته؛ فالتَّاريخ الإسلامي تاريخٌ كتبه المنتصر، والتَّاريخ الذي يكتبه المنتصرون دائمًا ما يكون مُصاغًا بطريقةٍ تخدم المُنتصر، وتُقلّل من شأن العدو المهزوم، وليس من المنطق الطعن في التَّاريخ الإسلامي من قِبل المُسلمين أنفسهم، بينما من الجائز أن يطعن غير المُسلمين بهذا التاريخ، الذي تناول ذكرهم، دون أن يكون لهم فرصة المُشاركة في صياغته، وهو ما يُعطينا إشارةً إلى صحَّة موقف التَّيار السَّلفي، وصحَّة قراءته للنُّصوص الدينيَّة.
                  

06-27-2017, 10:31 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    التَّيار الإسلامي المُعتدل يقوم أساسًا على مُخالفة المنطق، وذلك بالطعن في التَّاريخ الإسلامي الذي كتبه المُسلمون بأيديهم، ورغم لامنطقيَّة هذا الفعل من أساسه؛ إلَّا أنَّه يظل تصرفًا مُبررًا، لأنَّ هذا التَّاريخ لم يعد مُتوافقًا مع مُعطيات العصر الحديث وقيمه. فكانوا مُضطرين لإنكار هذا التراث وهذا التاريخ، في مُحاولةٍ لتخليص الإسلام ونصوصه من المواجهة، والتصادم المُباشر مع القيم الحديثة، والحيلولة دون تعريضه للنَّقد العقلاني، بعيدًا عن القداسة. وفي الواقع فإنَّ هذه القداسة هي التي حملت المُسلمين إلى افتراض السلميَّة، والتسامح في الإسلام، على العكس تمامًا من كل ما تقوله المرويات، وكُتب التُّراث الإسلاميَّة، والتي ما كتبها المُسلمون إلَّا خدمةً للإسلام أصلًا، فأصبحت القاعدة معروفةً: (كل نصٍ تراثيٍ يتعارض مع فكرة "سلميَّة الإسلام" فهو مردود، وكل نصٍ قرآنيٍ يتعارض مع فكرة "سلميَّة الإسلام" يجب إعادة تأويله)؛ فإذا أخذنا حديثًا كحديث شرب بول البعير على سبيل المثال، فإنَّنا لا نجد أي مُبررٍ يجعلنا نستبعده، فهو نصٌ مُتوافقٌ تمامًا مع البيئة الصحراويَّة، والفهم البدائي لطبيعة الأمراض، وطرق مُعالجتها؛ لاسيما وإنَّنا نرى كيف تعيش القبائل البدويَّة والقرويَّة اليوم، ناهيك عن قبائل بدويَّةٍ عاشت في الجزيرة العربيَّة قبل أكثر من 1400 عامًا من اليوم.
                  

06-27-2017, 10:32 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    والسُّؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذا كانت القداسة هي ما تدفع المُسلمين إلى إنكار مثل هذا الحديث، الذي ينم عن الجهل، والتخلف، والبدائيَّة، في مُحاولةٍ لتخليص شخصيَّة محمَّد المُقدّسة من هذه الصفات، فما هو دافع غير المُسلمين، الذين يقفون في صف الإصلاح الإسلامي؟ وغير بعيدٍ عن هذا السُّؤال، فإنَّنا نتساءل فعليًا عن موقف غير المُسلمين الداعمين لحركات الإصلاح والتَّجديد الإسلامي، من الآيات التي تتناول سبي النساء في الحروب، وتتناول التحريض على القتال، والعنف، والكراهيَّة ضد الآخر غير المُسلم؟ هل هم مُعترفون ببشاعة هذه النصوص وعدم صلاحيتها لهذا الزمان أم أنَّهم -كالمُسلمين- يرون أنَّه بالإمكان إعادة تأويل النَّص القرآني ليبقى صالحًا لكل زمانٍ ومكان؟ فإذا كان بالإمكان إعادة التَّأويل واستخراج معانِ غير عنيفةٍ من نصٍ عنيفٍ (ربما كان هو سبب ترك اللادينيين من أصولٍ إسلاميَّةٍ للإسلام)، فلماذا تركوا الإسلام إذن، طالما أصبح بالإمكان إعادة تدوير معاني القرآن، عبر إنكار التُّراث، وإعادة تأويل القرآن؟
                  

06-27-2017, 10:33 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الحقيقة أنَّه لا يُوجد منطقٌ سليمٌ يجعل اللادينيين أو المُلحدين من أصولٍ إسلاميَّةٍ إلى التَّصالح مع ما يُسمى بالإسلام المُعتدل؛ إلَّا أنَّ يكونوا واثقين بالفعل من أنَّ الإسلام (في أساسه) مُعتدلٌ، وأنَّ المُشكلة تكمن في الفهم والتفسير السلفي للنصوص، وهو موقفٌ نعتبره غريبًا وشاذًا، ولا علاقة له بمسألة حقوقيَّة حريَّة الاعتقاد، لأنَّ الاعتقاد الديني إنَّما يُبنى على "النَّص"، لأنَّ الأديان المُؤسساتيَّة هي من افترضت فكرة "الوحي" كأساسٍ للاعتقاد، فالأديان الإبراهيميَّة (وغيرها)، ليست عقائد روحيَّة شخصيَّة، بسبب وجود نصوص تُبيّن (بصورةٍ مُتعاليةٍ ومُفارقةٍ للواقع والذات) كيف يجب أن يكون الإيمان، وما هو الإيمان القويم، وما هو الإيمان غير القويم، فهذه الأفكار ليست نابعةً من "ذاتٍ" مُشخصنةٍ للأفراد؛ حتى يُمكننا دعم فكرة أنَّ الاعتقاد -في هذه الحالة- مسألةٌ شخصيَّة، لأنَّ هذه المُعتقدات لم تكن نتاج ضميرهم، وتفكيرهم، وتصوراتهم الخاصة، بل هي أفكارٌ جاهزةٌ، خرجوا إلى العالم ليجدوها أمامهم، وتوارثوها عن آبائهم، ولقنتها لهم مُجتمعاتهم، تلقينًا. والواجب على دعاة حريَّة الاعتقاد أن يرفضوا هذا النَّوع من الاعتقاد المُوجَّه، والمفروض على الأفراد، احترامًا لحريَّة الإنسان في الاعتقاد والتَّفكير.
                  

06-27-2017, 10:33 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    وعلى أيَّة حال؛ فإنَّنا إذا افترضنا أنَّ الإنسان إذا بلغ مرحلةً عمريَّةً مُعينة، تُتيح له التَّفكير بشكلٍ عقلانيٍ ومُتجرّد، وأنَّه في هذه المرحلة اعتنق هذه الأفكار عن قناعةٍ "شخصيَّةٍ"، فإنَّه تظل أمام المُلحدين واللادينيين من أصولٍ إسلاميَّةٍ من المُدافعين عن تيار التَّجديد الإسلامي، مُعضلة القداسة التي كانت الدافع وراء حركات التَّجديد والإصلاح، علمًا بأنَّ النهاية القصوى التي تنتهي إليها كل حركات الإصلاح هي: إنكار وجود أخطاءٍ في الدين، وبالتالي إجبار الآخرين على أنَّه لا تُوجد مُشكلةٌ في الإسلام أصلًا، وعندها سوف نتساءل عن جديَّة "الإصلاح" في هذه الحالة، إذ ليس من منطقٍ في الزعم بإصلاح الإسلام، والزعم بأنَّ الإسلام ليس به عيوبٌ في الوقت ذاته، لتصبح القضيَّة مسألة "إصلاح المُسلمين" وليس "إصلاح الإسلام". فهل يرى المُلحدون المُناصرين لدعوات التَّجديد أنَّ المُشكلة فعلًا ليست في الإسلام؟ هل هم مُتصالحون مع النَّص القرآني؟
                  

06-27-2017, 10:34 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    تكمن أهمية هذه الأسئلة في أنَّه في حال كانت الإجابة عليها بـ"نعم"، فإنَّه يتوجَّب عليهم عندها إيجاد مُبرراتٍ منطقيَّةٍ لتركهم للإسلام؛ طالما لا يجدون فيه خطأ أو مُشكلة، وطالما أنَّهم مُتصالحون مع النَّص القرآني. وفي حال كانت الإجابة بـ"لا"، فإنَّه يتوجب عليهم -أيضًا- إيجاد مُبرراتٍ منطقيَّةٍ لدعهم لتيارٍ يعلمون تمامًا أنَّه يُمارس الخداع والتدليس؛ فهل ارتضوا أن يكونوا مُخدوعين بمزاعم أنَّ النَّص القرآني ليس نصًا عنيفًا أو محرضًا للعنف والكراهيَّة فعلًا؟ أم أنَّهم رأوا أنَّ الخداع والتَّدليس في سبيل الوصول إلى التَّعايش السلمي أمرٌ لا بأس به؟
                  

06-27-2017, 10:34 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأمر أشبه بوصفةٍ يقوم بها مجموعةٌ من الطهاة، تُنتج وجبةً مسمومًا، وفي كل مرَّةٍ يتحجج بعض الطهاة بأنَّ المُشكلة في طريقة الإعداد، وليست في الوصفة، ثم يقومون بتقديم وجبةٍ تحتوي على مقاديرٍ غير مذكورةٍ في الوصفة، ويُريدون من الجميع أنَّ يُصدقوا أنَّه يُمكن عن طريقة نفس الوصفة إنتاج وجبةٍ غير مسمومة. الواقع أنَّ إعداد وجبةٍ غير مسمومةٍ ولذيذة في الوقت نفسه، هو أمرٌ جيدٌ جدًا، وبإمكاننا تناول هذه الوجبة والاستمتاع بها، وهذا الأمر لا يشترط أبدًا قبول فكرة أنَّ الوصفة لها علاقةٌ بالوجبة المُعدَّة. لأنَّ البعض -للأسف- يعتقد أنَّ مُجرَّد رفض الربط بين الوجبة اللذيذة وبين الوصفة المسمومة هو رفضٌ للوجبة اللذيذة نفسها، أو أنَّه دعوةٌ لتناول الوجبة المسمومة، وهذا غير صحيح؛ فنحن نتمنى أن يتعايش الجميع في سلام، وأن يختفي العنف والتَّطرف الديني، وأن يتم إلغاء العقوبات غير الإنسانيَّة كقطع اليد، وقطع الأيدي والأرجل من خلاف، والرجم، والجلد، ولكننا -في الوقت نفسه- نرفض مُحاولة خداعنا بأنَّ النَّص الإسلامي (التَّاريخي) الذي نعرفه، هو هو نفسه من يُوفر لنا هذه الأجواء السلميَّة والأخلاقيَّة، ورفضنا لهذا التَّدليس "التَّجديدي" لا يعني أبدًا أنَّنا نقبل بالإسلام التُّراثي أو السَّلفي.
                  

06-27-2017, 10:35 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    وإنَّه وإن كنَّا نجد للمُسلمين المُعتدلين عذرًا في التَّدليس، لأنَّه ليس من السَّهل على المُتدين أن يتخلى عن دينه، الذي يُعتبر هويته، ورابطه الأساسي بالمُجتمع الصغير والكبير، وأنَّ من الصعوبة بمكان أن ينسلخ المرء من مُجتمعه، وأسرته، وأصدقائه؛ إلَّا أنَّنا لا نجد عذرًا أو مبررًا للمُلحدين من أصولٍ إسلاميَّةٍ، عندما يقبلون بهذا التَّدليس؛ بل ويعتبرون هذا التَّدليس هو جوهر العقيدة الإسلاميَّة التي يجب أن تُحترم، وواقع الأمر أنَّ "مُنتجات" هذا التَّدليس هي ما يجب أن تُحترم، فنحن -لاشك- نحترم الحريَّات الشخصيَّة، ونحترم حريَّة الاعتقاد، ونحترم كرامة المرأة، ونحترم حريَّة الإنسان وحقه في أن يكون سيّد نفسه، لا عبدًا مملوكًا للغير، لا بسبب الحرب ولا بأي سببٍ آخر، ونحترم حق الإنسان في الاعتقاد واللااعتقاد، ولكننا لا نحترم أبدًا خداعنا والاستخفاف بعقولنا، لإقناعنا بأنَّ النَّص الإسلامي يحتوي على هذه الحقوق والحريَّات، في الوقت الذي نرى فيه آياتٍ تتعارض، وتتصادم مُباشرةً مع هذه الحقوق والحريَّات.
                  

06-27-2017, 10:35 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    وعلى نحو مُشابهٍ تقريبًا، فإنَّ موقف هؤلاء المُلحدين، يُذكرني بموقف الحزب الشيوعي السُّوداني، الذي اضطر إلى الانحراف عن أساسه الفلسفي والنظري، القائم أصلًا على الماديَّة الفلسفيَّة، والتي لا تعترف بقوىً ماورائيَّةٍ، ولا تعترف بأي خوارقٍ أو أفكارٍ مثاليَّة (وهي في واقعها الأساس الفلسفي للأديان، وللفكر الربوبي عمومًا)، وذلك فقط من أجل كسر الحاجز النفسي لدى الإنسان السُّوداني، من أجل أن يُوجد له قاعدةً جماهيريَّةً عريضة، يستطيع بها كسب الانتخابات، والحصول على مقاعد في البرلمان، ومن أجل هذا الغرض السياسي (والذي قد يبدو نبيلًا)، فإنَّه بدأ بتقديم بعض التنازلات، خصمًا من مبادئه الأساسيَّة، حتى انتقل الأمر من ترديد شعار: (الشيوعيَّة ليست ضد الإسلام)، إلى اعتناق شعار: (الشيوعيَّة هي الإسلام)، وفجأة أصبحت الشيوعيَّة هي الوسيلة الناجعة لتحقيق المقاصد العليا للشريعة الإسلاميَّة، وانتقل الأمر من ترديد شعار: (نحن نحترم حريَّة الاعتقاد)، إلى أنَّ أصبحت بعض العضويات -داخل الحزب الشيوعي- عضويَّاتٍ مُتدينة، وهي مُفارقةٌ غريبةٌ جدًا؛ إذ بدأ الحزب الشيوعي السُّوداني في التَّنكر والتَّنصل للأسس الفلسفيَّة التي قامت عليها الشيوعيَّة، على يد المُؤسسين الأوائل، وكل ذلك خوفًا من رفض المُجتمع السُّوداني للشيوعيَّة، والتي شاع عنها أنَّها تُعادل الإلحاد والكفر، فما كان من الحزب (في سبيل تقديم التَّنازلات)؛ إلَّا أن أصبح حزبًا دينيَّا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأصبح كل من ينتقد توجه الحزب الشيوعي السوداني، وموقفه من الدين مُعاديًا للدين بالضرورة، ومُناهضًا لقيم التَّسامح والتَّعايش الاجتماعي. وهكذا أصبح المُنتقدون يُصنفون مُباشرةً في خانة "السلفيَّة"، حتَّى وإن كانوا مُلحدين، وهو ما يحدث حرفيًا في مشكلتنا مع ما يُسمى بالإسلام المُعتدل؛ إذ أصبح كل رافضٍ للتدليس، والخداع، والكذب الواضح والبيّن، مُصنفًا كسلفي مُلحد، أو مُناهض للتعايش والسلم الاجتماعي (الممكن) عن طريق التجديد/التدليس، وخرج علينا مُصطلح إقصائيٌ جديد: Islamophobia. وضاع مفهوم (الاتساق) بين أقدام المُتعاركين.
                  

06-27-2017, 10:42 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    دعم ما يُسمى بالإسلام المُعتدل يعوق عملية "الإصلاح" المرجوة أو المزعومة، لأنَّ عملية الإصلاح لن تتم أبدًا إلَّا بالاعتراف أولًا بوجود خطأ، أمَّا مُحاولات إلقاء اللوم على الغير فهي لا تُعتبر عملية إصلاح؛ بل هي عملية تدليس وتنصل من المسؤوليَّة. وجود مادة في القانون تُسيء إلى كرامة الإنسان وتتعارض مع القيم الإنسانيَّة يتطلب إلغاء المادة نفسها، وليس إبقاء المادة على حالها، ومُطابتنا بالاعتقاد بأنَّ المادة غير موجودة أو أنَّها فعليًا لا تتعارض مع كرامة الإنسان ولا مع القيم الإنسانيَّة. هذا هو الإصلاح وليس شيء آخر، وإن كان المُسلمون غير قادرين ولا يجرؤن على فعل ذلك (وهو الشيء المُؤكد) فيجب ألا ننخدع أبدًا بشعارات برَّاقة مثل (إصلاح الخطاب الديني) أو (التجديد) أو غيرها من الشعارات، لأنَّها جميعًا تُحاول القفز على المُشكلة، وإعماء أبصار الآخرين عن العيوب، واعتبارها وكأنَّها غير موجودة. الإصلاح يتطلب اجديَّة والتَّصالح مع الذات، والرغبة الحقيقيَّة في الإصلاح، وليس الرغبة في "تجميل" الدين، وإن كان هذا واجب المُسلمين، فلا يجب أن يكون واجب المُلحدين أو اللادينيين من أصول إسلاميَّة، ومن أجل هذا فإنَّنا نرى موقف هؤلاء المُلحدين غريبًا وشاذًا؛ بل ومُتخاذلًا أيضًا.
                  

06-29-2017, 10:20 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)


    تحياتي هشام ادم
    كتب جعفر المنصور ردا على هذه الجزئية ما رأيت بأنه من الممكن أن يكون إثراء
    لهذا الطرح

    في الطبيعة السياسية لنفي الفردية والقدسية من عمليات المعرفة الموضوعية... أو الماركسية-اللينينية كمضاد للتصورات المثالية والعلومية المبتذلة في نقاشات إثبات أو نفي ضرورة القدسية في الطبيعة وفي المعيشة الإجتماعية.*

    *تحية للأستاذ هشام آدم ومثابرته على بحث موضوعات حرية الاعتقاد والفكر (بما فيها موضوع المشتغلين في القرن الواحد والعشرون ومظالمه العظمى بمناقشة إثبات وجود الله أو إثبات عدم وجوده.)*

    *يبدأ مقال الأستاذ هشام بسهو أو خطأ، فليست هناك نظرية أو فلسفة تسمى "المادية الفلسفية"، كما يزعم بل هناك فلسفات متنوعة مثالية الموضوعات محورها وضع أو اختيار أو إنتقاد تعريفات للإيمان أو للفكر أو التفكير أو للقيم أو الغايات، من شاكلة ما هو الايمان؟ ما هو الفكر الصحيح؟ وما هي السعادة؟ ونحو ذلك من أمور تدخل كلها ضمن طبيعة فهم فرد للطبيعة والحياة، بتصور حر مطلق يتعالى مع صاحبه على الأفكار والاعتقادات الأخرى وفق معرفته الذاتية للحقيقة الفلسفية.*

    *وتتداخل فلسفات هذه المعرفة المثالية بكينونات الأسماء والمعاني وبإختلافات الناس في تقدير أهمية أو أولوية أمر ما، مع اختلافات أخرى تبدأ باختيار فرد معين لموضوع دون تحديد عيار موضوعي لحسمها!*❗

    *بشكل عام إزاء الطبيعة تواشج الفلسفات المثاليات الإعتقاد بأن أمور الفكر واختياراته تسبق في الذهن كينونة الوجود وتعطيه أسماءه ومعانيه، في ذكاء يسبق وحود المخ! وتسميات تسبق وجود الطبيعة! وقياماتها سعي في إثبات وجود "الحكمة" قبل وجود الكون دون أن تقدم سبباً منطقياً لوجود هذه الحكمة أو تلك قبل وجود الكون ودون شرح علمي لكيف عرف أقطابها أسماء هذا الوجود؟ وكيف علموا وجود وطبيعة الحكمة السابقة له؟!*

    *ككل الأفكار الكبرى بما فيها فكرة تحديد أو تثبيت الايمان أو الإلحاد فان المثالية تحتوي عدداً من الأفكار والمذاهب فهي "خشم بيوت".*

    *مع الفلسفات المثالية واهتمامها اللامحدد واللامحدود باليقين الذهني توجد فلسفات مادية كان أكثرها ولم يزل ذو نزعة مثالية وذلك بحكم تركيزها على نفي وجود حكمة أو آلهة بلا عمل قبل وجود الكون!*❗ *وعلامة العحب والتنبيه لأن المنطق يناقش اللامنطق!*❗

    *أما الهامش المضاد للمركز في مجال فلسفات المادة فقد تجسد في فلسفة الطبيعة والعلوم أي تقييم محاولات فهم مفردات الطبيعة وكلياتها بداية في العصر الحديث بجهود سبينوزا، وكانت فلسفة العلم ذات معركتين الأولى ضد الأفكار الأدبية والدينية والخرافية منتصرة عليهم باحراءات التحديد والفحص والتمحيص والافتراض والبرهان والاثبات بالتجربة، اما المعركة الثانية فكانت ضد الفلسفة والايديولوجيا والاشتغال بتقييمات الذهن للأفكار والذهنيات الأخرى.*

    *وضح كوهن في كتابه "بنية الثورات العلمية" ان في أوج بدايات العصر الحديث كانت فلسفات العلم أو العلوم مفعمة بالرياضيات والفيزياء ثم بالبحث في طبيعة تنوع وتطور مفردات الطبيعة وغارقة في تفاصيل اتجاهات دراسات العلوم وفق اعادة إكتشاف المادة، فآنذاك كانت بحوث إكتشاف طبيعة وذرات المادة هي قمة العلم التجريبي الذي لايتعلق بأمور لاهوتية وكنائسية أو ادلوجانية لا كإثبات ولا كنفي، بل تبلورت فلسفة أمور العلم والعلوم الطبيعية والعلوم الإجتماعية بالتحديد الأولي والحساب والعدد ورصد المؤثرات والاثار والمقارنة والافتراض والتجربة، لتحقيق زيادة أو خفض في بعض العناصر أو الدراسات ومن هذا التداخل بين كشف المادة والعلم التجريبي نشأ الارتباط بين إسم المادة وفلسفة العلوم، وصارت أو أصبحت تعرف بشكل عام بإسم الفلسفة المادية، بينما المادية نفسها "خشم بيوت" وهي على غير ما الظن الشائع ليست فلسفة ضد التأليه كالفلسفة العلمية القديمة وهي أيضاً ليست فلسفة مع التأليه بل كانت فلسفة جديدة تهتم كثير من دوائرها بطبيعة دراسات أصول وأشكال وتغيرات المادة في صورها الخاصة الفيزياء والكيمياء والأحياء وفي عوالم الحساب والرياضيات وفي العلوم الحرفية ثم استفادت بها العلوم الإجتماعية.*

    *نشأت فلسفة ماركس داخل الفلسفة العلمية وإشرأبت ضد كل فلسفة وذلك بإستقلال موضوعي خاص بتركيزها على الصراع بين الطبقات الكادحة والمتربحة من إستغلال الكادحين أي دون أن يكون موقف ماركس وانجلز الرافض للفلسفتين الأعظم مجرد رد فعل خاص عليهما، ولكن بتبلورها الإجتماعي السياسي وموضوعها الطبقي تكرست أعمال ماركس وإنجلز كطرف جديد متميز ضد النزعتين الفلسفيتين المسيطرتين على سوق الأفكار وهما الفلسفات المثالية والفلسفة المادية المشتغلة برفض التدين*.

    *ركز ماركس على أن موضوع إثبات وجود الله أو إثبات عدم وجوده أمر غير قابل للبحث العلمي بل أن بحثه يقلب موضوعية العلم والمعرفة بكونه بحث لا نهائي ولا محدد، بل خارج كل أطر المعرفة الموضوعية والعقلانية وهي الأطر المحددة بالزمان والمكان والعناصر الطبيعية والإجتماعية للبحث العلمي والشيء أو الموضوع المبحوث، لذا يتحقق الخروج من العقلانية ببحث (حقيقة) غير محددة، وموضوع نفي أو إثبات وجود ما قبل الكون بآلهته وقدسياته يقع خارج الوجود الطبيعي (المحدد الأسس والأشكال والأزمات) بل في رفض لعبثية مناقشة موضوع إثبات الإيمان أو اثبات الإلحاد إزاء وقائع الحياة المعيشية والسياسية وتغيراتها وتناقضاتها أنجز ماركس وإنجلز عدداً مهماً من أعمالهما الشهيرة النافية والمضادة للدخول في صيغ التفكير الذاتي الأسس والنتائج ذات الحدود والإطارات المفتوحة والنقاشات اللاموضوعية، ويهذا الرفض لم يكن ماركس وانجلز من دعاة الدين ولا كانا من المركزين على نفي آلهة السماء، بل همهما إزالة الظلم الطبقي من الأرض بداية باهتمامهما بدور المعرفة والوعي والتنظيم الطبقي في نفي الاستغلال الدولي والطبقي الذي يعتقد البعض أنه اما وضع طبيعي أو جزء من حكمة إلهية، رغم ان الله ليس بظلام للعبيد، بل نذر ماركس وإنجلز حياتهما الفكرية لنفي الذات واعتقاداتها من عملية المعرفة العلمية ومن عملية تقرير الحقائق الاجتماعية، حاصرين النشاط العلمي في البحوث والدراسات المنضبطة بإجراءات ونتائج منطقية تغير إلى الأحسن اجتماعياً الوضع العام للشيء المبحوث، وبدأ ذلك باطروحة ماركس لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة يينا وكانت عن طبيعة المعرفة في أعمال ديموقرطس وأبيقور، وكذا نفيهما العلومية الذاتية وذلك عبر كتابهما "السيد دوهرنج وثورته العلمية"، وكذا نفي ماركس النزعة العلمانية والنزعتين التدينية المتطرفة والفارغة في كتابه الشهير "في المسألة اليهودية" ثم نفيا بكتابهما "ضد برنامج غوتا" كل دعاوى الحل السياسي الليبرالي والاقتصادوي لكل الأزمات الرئيسة، موضحاً أن طبيعة الحياة ليست تقريرات منعزلة أو عمومية يخطها كاتب من عبقريته بل أوضاع وتفاعلات وتغييرات لها تاريخ فيه أسس وقوانين ولها أشكال تختلف طبيعة فهمها وامكانات تغييرها حسب الأوضاع في كل مجتمع وثقافته وتاريخه وحالة الصراع الطبقي داخله، كذلك نفي ماركس كل فلسفة وأشكال الإقتصاد وذلك بكتابه الأشهر "نقض الإقتصاد السياسي".*

    *مع فكرية وعملية كل هذه الدراسات النافية للأساليب والصور الفكرية فان ماركس وإنجلز لم يصادقا الفلسفة أبداً بل كان كتابهما "ديالكتيك الطبيعة" دحضاً علمياً متكاملاً لكل الفلسفات القديمة منذ أيام مزج طبيعة الحُكم والمُلك بفهم أو تدين معين وإلى آخر تفلسف في عهدهما بل إمتد رفضهما الفلسفة إلى إصدار كتاب "نهاية الفلسفة التقليدية"المعروف باسمه الطويل _"لودفيج فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسكية في ألمانيا"_ ولكن، ويا لسخرية التاريخ بعفوية إشترك فيها حتى أصحاب الشأن أنفسهم حسب العادة الذهنية والمألوفات الفكرية لتسمية أمور الكائنات الذهنية والمعرفية وتصويرها بشكل عام تم تسمية كل هذا الجهد النافي والمدمر لأشكال الفلسفة التقليدية باسم "فلسفة"! بل ان ماركس تشارك مع انجلز جهود ونتائج أبحاثه ورفض تقليد المجتمع في نسب الأفكار لأصحابها ولكن رغم ذلك نسبت إليه أعماله وأحيانا ً أعمال إنجلز باسم "الماركسية" ثم في بيانها الثوري أصبحت (ضد رغبة أصحابها) "الماركسية -اللينينية" ...فتأمل هذا التفارق بين مضمون تفكير وأسمه!*❗

    *انتهت خلاصة الإنتاج الفكري للرفيقين ماركس وإنجلز إلى تبلور ما يسمى أسس الفهم الجدلي للطبيعة المادية وللطبيعة الاجتماعية وهما فهمان مرسوفان في تغيير علم التاريخ من حالته كسجل لأخبار الدول والملوك والمعارك إلى علم جديد لتأسيس الثورة الاجتماعية يقيس تفاعلات المجتمع مع الطبيعة والبيئة ويحسب من حاجات وقدرات وأوضاع المجتمع وأزماته إمكانات تبلور حريته بانهاء طلائع تغيير وضعه الطبقي لعوامل الإستغلال والاضطهاد (التهميش)*

    *من هذه العلومية الطبقية الميسم لم تهتم الماركسية اللينينية بتزكية موضوع نقاش إثبات الإله أو نفيه كمحور للحياة السياسية، بل إهتمت بالمضمون الرجعي أو الثوري لعمليات تزكية الدين أو تهميشه. أو في عبارة أخرى أهتمت الماركسية اللينينية بالطبيعة العامة للتمحور الطبقي حول أي حالة تؤكد أو تنفي موجبات ذلك نقاش ذلك الموضوع للمجتمع، وقد أرتبطت قصص الأديان برفض ظلم الحكام والمعيشة وبعض الأبعاد الطبقية لهذا الظلم.*

    *وجود عائق على حرية الإعتقاد بل وتهديدها بعقوبات قاسية ليست مشكلة محصورة في مادة القانون وإجراءات إعماله فحسب بل هي جزء من أزمة شاملة في ثقافة المجتمع وأعرافه، وأهمية إلغاءها تأتي ضمن أهمية إلغاء كل المواد والتفسيرات المقيدة للحقوق والحريات، أما التركيز على إلغاءها وحدها (وفق حادثة المواطن الشاب الذي يريد تثبيت تغيره العقائدي) والهم بها وحدها دون باقي المواد المتعلقة بالخبز والحقوق والحريات ومناهج التعليم والصحة وعلاقات الإنتاج والمعيشة التي تؤثر بشكل غير مباشر على أوضاع كل مفردات البنية الفوقية (الأسماء، الأعراف، اللغة، الحريات، الإعتقادات، التقاليد، الطقوس، أسلوب المعرفة، تنظيم الموارد، الحقوق، الحُكم، القانون، إلخ ) ففيه نوع من القفز خارج الفهم الجدلي للتاريخ وتجاوز مثالي لطبيعة عملية الثورة الإجتماعية بمحاولة لإصلاح ثقافة المجتمع ولحل أزماته بتجريب محاولة إلغاء مادة واحدة مع ترك عشرات المهمات الفكرية والعملية وعشرات المواد الدستورية والقانونية النافذة أو المقترحة. وهي مهمات ومواد يحتاج تغييرها إلى وعي وجهد الشعب، مع التضامن مع جهد علماء القانون وفقهاء الدساتير،ومحامو الحريات في تحويل وضع المحاكم وأضابيرها من مساحة لاستبداد سياسي ديني معين إلى ساحة عدالة للمطالبة بالحقوق والحريات وللمطالبة بتغيير علاقات الانتاج بدلاً للإنحصار في مطالبة بتغيير علاقات الايمان أو علاقات عدم الايمان.*


    *مع النسبية والتقدير*


    *المنصور جعفر*

    🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴
                  

06-29-2017, 10:20 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)


    تحياتي هشام ادم
    كتب جعفر المنصور ردا على هذه الجزئية ما رأيت بأنه من الممكن أن يكون إثراء
    لهذا الطرح

    في الطبيعة السياسية لنفي الفردية والقدسية من عمليات المعرفة الموضوعية... أو الماركسية-اللينينية كمضاد للتصورات المثالية والعلومية المبتذلة في نقاشات إثبات أو نفي ضرورة القدسية في الطبيعة وفي المعيشة الإجتماعية.*

    *تحية للأستاذ هشام آدم ومثابرته على بحث موضوعات حرية الاعتقاد والفكر (بما فيها موضوع المشتغلين في القرن الواحد والعشرون ومظالمه العظمى بمناقشة إثبات وجود الله أو إثبات عدم وجوده.)*

    *يبدأ مقال الأستاذ هشام بسهو أو خطأ، فليست هناك نظرية أو فلسفة تسمى "المادية الفلسفية"، كما يزعم بل هناك فلسفات متنوعة مثالية الموضوعات محورها وضع أو اختيار أو إنتقاد تعريفات للإيمان أو للفكر أو التفكير أو للقيم أو الغايات، من شاكلة ما هو الايمان؟ ما هو الفكر الصحيح؟ وما هي السعادة؟ ونحو ذلك من أمور تدخل كلها ضمن طبيعة فهم فرد للطبيعة والحياة، بتصور حر مطلق يتعالى مع صاحبه على الأفكار والاعتقادات الأخرى وفق معرفته الذاتية للحقيقة الفلسفية.*

    *وتتداخل فلسفات هذه المعرفة المثالية بكينونات الأسماء والمعاني وبإختلافات الناس في تقدير أهمية أو أولوية أمر ما، مع اختلافات أخرى تبدأ باختيار فرد معين لموضوع دون تحديد عيار موضوعي لحسمها!*❗

    *بشكل عام إزاء الطبيعة تواشج الفلسفات المثاليات الإعتقاد بأن أمور الفكر واختياراته تسبق في الذهن كينونة الوجود وتعطيه أسماءه ومعانيه، في ذكاء يسبق وحود المخ! وتسميات تسبق وجود الطبيعة! وقياماتها سعي في إثبات وجود "الحكمة" قبل وجود الكون دون أن تقدم سبباً منطقياً لوجود هذه الحكمة أو تلك قبل وجود الكون ودون شرح علمي لكيف عرف أقطابها أسماء هذا الوجود؟ وكيف علموا وجود وطبيعة الحكمة السابقة له؟!*

    *ككل الأفكار الكبرى بما فيها فكرة تحديد أو تثبيت الايمان أو الإلحاد فان المثالية تحتوي عدداً من الأفكار والمذاهب فهي "خشم بيوت".*

    *مع الفلسفات المثالية واهتمامها اللامحدد واللامحدود باليقين الذهني توجد فلسفات مادية كان أكثرها ولم يزل ذو نزعة مثالية وذلك بحكم تركيزها على نفي وجود حكمة أو آلهة بلا عمل قبل وجود الكون!*❗ *وعلامة العحب والتنبيه لأن المنطق يناقش اللامنطق!*❗

    *أما الهامش المضاد للمركز في مجال فلسفات المادة فقد تجسد في فلسفة الطبيعة والعلوم أي تقييم محاولات فهم مفردات الطبيعة وكلياتها بداية في العصر الحديث بجهود سبينوزا، وكانت فلسفة العلم ذات معركتين الأولى ضد الأفكار الأدبية والدينية والخرافية منتصرة عليهم باحراءات التحديد والفحص والتمحيص والافتراض والبرهان والاثبات بالتجربة، اما المعركة الثانية فكانت ضد الفلسفة والايديولوجيا والاشتغال بتقييمات الذهن للأفكار والذهنيات الأخرى.*

    *وضح كوهن في كتابه "بنية الثورات العلمية" ان في أوج بدايات العصر الحديث كانت فلسفات العلم أو العلوم مفعمة بالرياضيات والفيزياء ثم بالبحث في طبيعة تنوع وتطور مفردات الطبيعة وغارقة في تفاصيل اتجاهات دراسات العلوم وفق اعادة إكتشاف المادة، فآنذاك كانت بحوث إكتشاف طبيعة وذرات المادة هي قمة العلم التجريبي الذي لايتعلق بأمور لاهوتية وكنائسية أو ادلوجانية لا كإثبات ولا كنفي، بل تبلورت فلسفة أمور العلم والعلوم الطبيعية والعلوم الإجتماعية بالتحديد الأولي والحساب والعدد ورصد المؤثرات والاثار والمقارنة والافتراض والتجربة، لتحقيق زيادة أو خفض في بعض العناصر أو الدراسات ومن هذا التداخل بين كشف المادة والعلم التجريبي نشأ الارتباط بين إسم المادة وفلسفة العلوم، وصارت أو أصبحت تعرف بشكل عام بإسم الفلسفة المادية، بينما المادية نفسها "خشم بيوت" وهي على غير ما الظن الشائع ليست فلسفة ضد التأليه كالفلسفة العلمية القديمة وهي أيضاً ليست فلسفة مع التأليه بل كانت فلسفة جديدة تهتم كثير من دوائرها بطبيعة دراسات أصول وأشكال وتغيرات المادة في صورها الخاصة الفيزياء والكيمياء والأحياء وفي عوالم الحساب والرياضيات وفي العلوم الحرفية ثم استفادت بها العلوم الإجتماعية.*

    *نشأت فلسفة ماركس داخل الفلسفة العلمية وإشرأبت ضد كل فلسفة وذلك بإستقلال موضوعي خاص بتركيزها على الصراع بين الطبقات الكادحة والمتربحة من إستغلال الكادحين أي دون أن يكون موقف ماركس وانجلز الرافض للفلسفتين الأعظم مجرد رد فعل خاص عليهما، ولكن بتبلورها الإجتماعي السياسي وموضوعها الطبقي تكرست أعمال ماركس وإنجلز كطرف جديد متميز ضد النزعتين الفلسفيتين المسيطرتين على سوق الأفكار وهما الفلسفات المثالية والفلسفة المادية المشتغلة برفض التدين*.

    *ركز ماركس على أن موضوع إثبات وجود الله أو إثبات عدم وجوده أمر غير قابل للبحث العلمي بل أن بحثه يقلب موضوعية العلم والمعرفة بكونه بحث لا نهائي ولا محدد، بل خارج كل أطر المعرفة الموضوعية والعقلانية وهي الأطر المحددة بالزمان والمكان والعناصر الطبيعية والإجتماعية للبحث العلمي والشيء أو الموضوع المبحوث، لذا يتحقق الخروج من العقلانية ببحث (حقيقة) غير محددة، وموضوع نفي أو إثبات وجود ما قبل الكون بآلهته وقدسياته يقع خارج الوجود الطبيعي (المحدد الأسس والأشكال والأزمات) بل في رفض لعبثية مناقشة موضوع إثبات الإيمان أو اثبات الإلحاد إزاء وقائع الحياة المعيشية والسياسية وتغيراتها وتناقضاتها أنجز ماركس وإنجلز عدداً مهماً من أعمالهما الشهيرة النافية والمضادة للدخول في صيغ التفكير الذاتي الأسس والنتائج ذات الحدود والإطارات المفتوحة والنقاشات اللاموضوعية، ويهذا الرفض لم يكن ماركس وانجلز من دعاة الدين ولا كانا من المركزين على نفي آلهة السماء، بل همهما إزالة الظلم الطبقي من الأرض بداية باهتمامهما بدور المعرفة والوعي والتنظيم الطبقي في نفي الاستغلال الدولي والطبقي الذي يعتقد البعض أنه اما وضع طبيعي أو جزء من حكمة إلهية، رغم ان الله ليس بظلام للعبيد، بل نذر ماركس وإنجلز حياتهما الفكرية لنفي الذات واعتقاداتها من عملية المعرفة العلمية ومن عملية تقرير الحقائق الاجتماعية، حاصرين النشاط العلمي في البحوث والدراسات المنضبطة بإجراءات ونتائج منطقية تغير إلى الأحسن اجتماعياً الوضع العام للشيء المبحوث، وبدأ ذلك باطروحة ماركس لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة يينا وكانت عن طبيعة المعرفة في أعمال ديموقرطس وأبيقور، وكذا نفيهما العلومية الذاتية وذلك عبر كتابهما "السيد دوهرنج وثورته العلمية"، وكذا نفي ماركس النزعة العلمانية والنزعتين التدينية المتطرفة والفارغة في كتابه الشهير "في المسألة اليهودية" ثم نفيا بكتابهما "ضد برنامج غوتا" كل دعاوى الحل السياسي الليبرالي والاقتصادوي لكل الأزمات الرئيسة، موضحاً أن طبيعة الحياة ليست تقريرات منعزلة أو عمومية يخطها كاتب من عبقريته بل أوضاع وتفاعلات وتغييرات لها تاريخ فيه أسس وقوانين ولها أشكال تختلف طبيعة فهمها وامكانات تغييرها حسب الأوضاع في كل مجتمع وثقافته وتاريخه وحالة الصراع الطبقي داخله، كذلك نفي ماركس كل فلسفة وأشكال الإقتصاد وذلك بكتابه الأشهر "نقض الإقتصاد السياسي".*

    *مع فكرية وعملية كل هذه الدراسات النافية للأساليب والصور الفكرية فان ماركس وإنجلز لم يصادقا الفلسفة أبداً بل كان كتابهما "ديالكتيك الطبيعة" دحضاً علمياً متكاملاً لكل الفلسفات القديمة منذ أيام مزج طبيعة الحُكم والمُلك بفهم أو تدين معين وإلى آخر تفلسف في عهدهما بل إمتد رفضهما الفلسفة إلى إصدار كتاب "نهاية الفلسفة التقليدية"المعروف باسمه الطويل _"لودفيج فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسكية في ألمانيا"_ ولكن، ويا لسخرية التاريخ بعفوية إشترك فيها حتى أصحاب الشأن أنفسهم حسب العادة الذهنية والمألوفات الفكرية لتسمية أمور الكائنات الذهنية والمعرفية وتصويرها بشكل عام تم تسمية كل هذا الجهد النافي والمدمر لأشكال الفلسفة التقليدية باسم "فلسفة"! بل ان ماركس تشارك مع انجلز جهود ونتائج أبحاثه ورفض تقليد المجتمع في نسب الأفكار لأصحابها ولكن رغم ذلك نسبت إليه أعماله وأحيانا ً أعمال إنجلز باسم "الماركسية" ثم في بيانها الثوري أصبحت (ضد رغبة أصحابها) "الماركسية -اللينينية" ...فتأمل هذا التفارق بين مضمون تفكير وأسمه!*❗

    *انتهت خلاصة الإنتاج الفكري للرفيقين ماركس وإنجلز إلى تبلور ما يسمى أسس الفهم الجدلي للطبيعة المادية وللطبيعة الاجتماعية وهما فهمان مرسوفان في تغيير علم التاريخ من حالته كسجل لأخبار الدول والملوك والمعارك إلى علم جديد لتأسيس الثورة الاجتماعية يقيس تفاعلات المجتمع مع الطبيعة والبيئة ويحسب من حاجات وقدرات وأوضاع المجتمع وأزماته إمكانات تبلور حريته بانهاء طلائع تغيير وضعه الطبقي لعوامل الإستغلال والاضطهاد (التهميش)*

    *من هذه العلومية الطبقية الميسم لم تهتم الماركسية اللينينية بتزكية موضوع نقاش إثبات الإله أو نفيه كمحور للحياة السياسية، بل إهتمت بالمضمون الرجعي أو الثوري لعمليات تزكية الدين أو تهميشه. أو في عبارة أخرى أهتمت الماركسية اللينينية بالطبيعة العامة للتمحور الطبقي حول أي حالة تؤكد أو تنفي موجبات ذلك نقاش ذلك الموضوع للمجتمع، وقد أرتبطت قصص الأديان برفض ظلم الحكام والمعيشة وبعض الأبعاد الطبقية لهذا الظلم.*

    *وجود عائق على حرية الإعتقاد بل وتهديدها بعقوبات قاسية ليست مشكلة محصورة في مادة القانون وإجراءات إعماله فحسب بل هي جزء من أزمة شاملة في ثقافة المجتمع وأعرافه، وأهمية إلغاءها تأتي ضمن أهمية إلغاء كل المواد والتفسيرات المقيدة للحقوق والحريات، أما التركيز على إلغاءها وحدها (وفق حادثة المواطن الشاب الذي يريد تثبيت تغيره العقائدي) والهم بها وحدها دون باقي المواد المتعلقة بالخبز والحقوق والحريات ومناهج التعليم والصحة وعلاقات الإنتاج والمعيشة التي تؤثر بشكل غير مباشر على أوضاع كل مفردات البنية الفوقية (الأسماء، الأعراف، اللغة، الحريات، الإعتقادات، التقاليد، الطقوس، أسلوب المعرفة، تنظيم الموارد، الحقوق، الحُكم، القانون، إلخ ) ففيه نوع من القفز خارج الفهم الجدلي للتاريخ وتجاوز مثالي لطبيعة عملية الثورة الإجتماعية بمحاولة لإصلاح ثقافة المجتمع ولحل أزماته بتجريب محاولة إلغاء مادة واحدة مع ترك عشرات المهمات الفكرية والعملية وعشرات المواد الدستورية والقانونية النافذة أو المقترحة. وهي مهمات ومواد يحتاج تغييرها إلى وعي وجهد الشعب، مع التضامن مع جهد علماء القانون وفقهاء الدساتير،ومحامو الحريات في تحويل وضع المحاكم وأضابيرها من مساحة لاستبداد سياسي ديني معين إلى ساحة عدالة للمطالبة بالحقوق والحريات وللمطالبة بتغيير علاقات الانتاج بدلاً للإنحصار في مطالبة بتغيير علاقات الايمان أو علاقات عدم الايمان.*


    *مع النسبية والتقدير*


    *المنصور جعفر*

    🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴
                  

06-27-2017, 10:39 PM

محمد المسلمي
<aمحمد المسلمي
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 11831

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    سلام هشام ادم

    المهم اتذكر كلماتك اما مسلم كامل الدسم أوغير ذاك يعتبر نصف مسلم
    المهم إسلامي يُؤْمِن بكامل ماجاء في القران والسنة النبوية ومافعله السلف
    من القرون الثلاثة الأولي ومن تبعهم من سلف صالح
    يعني آيات الجهاد والقتال والعبيد كله
    وكل الأحاديث من حديث الذبابة وشراب بول البعير وكله دون اي اي نقاش
    فيه وأؤمن بصلاح الأمة الان الا بصلاح أولها وأؤمن بقيام الخلافة الاسلامية
    وعودة المسيح الذي يكثر الصليب وأؤمن بظهور المهدي المنتظر وهو من بيت
    النبي صلي الله عليه وسلم
    وأؤمن بان الشريعة تصلح لكل القرون بما فيها هذا والذي يليه حتي قيام
    الساعة وأؤمن بالموت والحياة والبعث وحساب القبر والجنة والنار والحور العين
                  

06-27-2017, 10:46 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: محمد المسلمي)

    الأخ مُحمَّد المسلمي

    قد أكون أنا وأنت على طرفي نقيض، ولكن رغم ذلك فإني أحترم فيك تصالحك مع ذاتك ومع دينك بكل ما فيه من عيوب وأخطاء (بالتأكيد أنتَ لا تراها عيوبًا ولا أخطاءً) ولكن هذا ما يُمكننا المُجادلة والنقاش حوله، وأنتَ أفضل لديَّ من مُسلم مُراوغ، يُريد أن يُمسك العصا من المُنتصف. احترامي لموقفك هذا لا يعني أبدًا موافقتي على أفكارك، وأنتَ بالمُقابل لا يتوجب عليكَ قبول أفكاري وآرائي تجاه الإسلام. هنا المعركة تكون مُتكافئة وعادلة. أمَّا المُسلمون الجدد، فهم كالراقص على السُّلَّم.
                  

06-27-2017, 11:23 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)



    مسالة الدين عندها اعتباراتها الاجتماعية والسياسية .. وتماما كما عندها اعتباراتها الفكرية والفلسفية...

    مقاربة اي زول تعتمد على رؤيتو الشاملة لي حياتو .. عاوز يعمل فيها شنو واهدافو شنو ؟!!

    اهداف شخصية ؟!
    فليكن ..
    وعليه اختيار الاعتبار المهم بالنسبة ليهو .. بالتأكيد لن يكون الاعتبار السياسي والاجتماعي بذات اهمية الاعتبارات الفكرية

    اهداف عامة ذات طبيعة وطنية ومجتمعية وسياسية تتعامل مع معطيات الواقع وتتفاعل معه وتنفعل به وتؤثر فيها وتتأثر بها الخ ..

    شمول الرؤية يتجاوز وبكثير تصنيفات ساذجة ك 1/2 مسلم .. يعني شنو 1/2 مسلم ؟! ما الفائدة الكونية من وجود أو عدم وجود زول 1/2 مسلم .

    التصنيفات الحقيقية اراها أن تكون "زول فقير مجتمعيا وسياسيا ووطنيا .. زول معدم مجتمعيا وسياسيا ووطنيا .. زول خملة سياسيا ووطنيا واجتماعيا .. زول نشيط وطنيا وسياسيا ومجتمعيا .. والخ الخ

    لماذا لا يكتب هشام آدم في الشأن الوطني ؟
    لماذا لا يكون هشام آدم ناشطا سياسيا ؟!
    لماذا لا يقود حركة تصحيح مجتمعية وسياسية ملتزمة ومعلنة ؟!!
    لماذا لم نر بوستا او تعليقا واحدا لهشام حول الاقتصاد المتردي او الحرب الاهلية او الاوبئة التي تجتاح الوطن او الحوار الوطني او الفساد الحكومي ؟!

    لانه وببساطة - وبالرغم من كونه ملحدا كاملا - الا انه خاملا وبصورة كاملة في كل حاجة مهمة تتعلق بالحياة وبأبناء شعبه ووطنه ومنصرف تماما لفكرة اثبات عدم وجود حاجه هي موجودة بالفعل في اذهان 99 % من ابناء وطنو ..

    تحياتي يا هشام
                  

06-28-2017, 00:02 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: محمد حيدر المشرف)

    سلام يا هشام
    ما يسمى بالمعتدلين او الاسلام المعتدل يصح فيه كل ما قلته انت اعلاه.. فما يقوم به هؤلاء ليس الا طلاء جديد فوق
    طلا قديم اكلت الشمس الوانه. ولا ادرى لماذا اغفلت محمود محمد طه.. فهو لم يدعو الى اسلام معتدل.. بل الى تجديد الاسلام وتطوير التشريع.. بحيث تنسخ ايات كانت محكمة ومعمول بها.. وتحكم ايات اخرى انسب للوقت الذى نحن فيه.. فهو لم قلوب عنق الحقائق يعيد تفسير ايات واضحة المعانى فى الجهاد الرق وعدم مساواة المرأة والرجل بل طالب ب بوضعها فى إطارها التاريخى ثم الانتقال منها الى نصوص اخرى كانت تقرأ فى اليل الصلوات فقط لتكون هى القانون الشريعة المطبقة.
                  

06-28-2017, 04:47 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25067

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Abureesh)

    العزيز هشام
    سلامات..
    عجبني كلام الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي قبل أيام
    قال أثناء محاوراته مع قادة الغرب حول الإسلام السياسي وجد انهم لايفرقون بين افكار اردوغان وطالبان (كلهم عندهم واحد)
    واشار إلى انه من الواجب محاورة التيارات الاسلامية المعتدلة لجرها للمسار السياسي الديمقراطي لتحجيم التطرف الاسلامي
    -
    المعذرة لو المداخلة مافي محلها
                  

06-28-2017, 06:43 AM

Haytham Ghaly

تاريخ التسجيل: 01-20-2013
مجموع المشاركات: 4763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: حيدر حسن ميرغني)


    Quote: أم أنَّهم رأوا أنَّ الخداع والتَّدليس في سبيل الوصول إلى التَّعايش السلمي أمرٌ لا بأس به؟



    الاخ هشام آدم تحياتي لك ولضيوفك

    تقريباً المقتبس اعلاه يمثل رؤية الكثيرين من الملحدين او اللادينيين من اصول اسلامية

    حيث يعتبرونه الخطوة الاولى التي تفسح المجال امام النقاشات الفكرية خارج اطار التطرف والعنف

    حيث يستطيع الفرد ان يطرح افكاره دون ان يمسه سوء بموجب قوانين الشريعة المقدسة او على يد المتطرفين

    ولكنهم اغفلوا ان كل ما يقوم على الخداع والتزوير لن يصمد ولن يستمر في ظل وجود قداسة للنص المراد تجديده

    لا سيما وجود بعض التيارات الرافضة لمثل هذه الشعارات.

    اعتقد ان هذا الصراع سيظل طويلاً ولكنه سينتهي تدريجياً وفق التطور الطبيعي لنمط الحياة والافكار.


    تحياتي

                  

06-28-2017, 12:14 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Haytham Ghaly)

    Quote: ثمَّة تيارٌ ليبراليٌ يميل إلى قبول الخطاب التَّجديدي للإسلام، والتَّصالح معه، في مُقابل المُحافظة على عدائه للخطاب السَّلفي المُتطرّف، وهو ما يقودنا إلى وضع تصوراتٍ مبدئيَّةٍ عن موقف هؤلاء من الإسلام نفسه، كموضوعٍ مُستقلٍ عن المُسلمين،
    وعن تصوراتهم الذاتيَّة عن الإسلام، لأنَّ تسامح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين يعني الاعتراف -ضمنيًا- بأنَّ الإسلام نفسه -كـديانة لها تاريخٌ، ونصوصٌ تراثيَّةٌ- يُمكن أن يكون قد خضع لتأويلاتٍ مُتطرفةٍ ومُتشددة. ومن أجل هذا فإنَّهم يقفون ضد القراءات السلفيَّة،
    في مقابل القبول بالقراءات المُعتدلة والأكثر تسامحًا، رافعين -في ذلك- شعار أنَّ الإيمان والاعتقاد من المسائل الشخصيَّة التي يجب عليهم الدفاع عنها، باعتبارها حريَّاتٍ وحقوقٍ أصيلة. هذا الموقف في رأينا يُعبَّر عن تشويشٍ فكريٍ، يجعل هؤلاء يخلطون بين المفاهيم،
    ويُدخلون بعضها في بعض دون درايةٍ، ودون فهم. Š


    Quote: وليس من المنطق الطعن في التَّاريخ الإسلامي من قِبل المُسلمين أنفسهم، بينما من الجائز أن يطعن غير المُسلمين بهذا التاريخ، الذي تناول ذكرهم، دون أن يكون لهم فرصة المُشاركة في صياغته، وهو ما يُعطينا إشارةً إلى صحَّة موقف التَّيار السَّلفي،
    وصحَّة قراءته للنُّصوص الدينيَّة. Š


    Quote: التَّيار الإسلامي المُعتدل يقوم أساسًا على مُخالفة المنطق، وذلك بالطعن في التَّاريخ الإسلامي الذي كتبه المُسلمون بأيديهم، ورغم لامنطقيَّة هذا الفعل من أساسه؛Š


    الأخ / هشام تحياتى

    المسلمين المعتدلين كانوا ولايزالون من أوائل ضحايا التشدد والتطرف منذ صدر الإسلام ..
    والمشكلة تتمثل في لى عنق بعض الايات والاحاديث النبوية وتأويل تلك النصوص بصورة متطرفة ومتشددة خدمة لأغراض واهداف لبعض الجماعات او بعض الخلفاء .
    والامثلة كثيرة لاتحصى ولاتعد من لدن عهد الخليفة على بن ابى طالب والى عهد عمر البشير في يومنا هذا .

    - في عهد النبوة ظهور اول خارج ( وهو اصل الخوارج كما قال بذلك النيسابورى في مسنده في احاديث الخوارج ) وهو : عبدالله بن ذي الخويصرة التميمى والذى قال للنبى عليه السلام ( اعدل ) كما في الحديث الصحيح :

    ( بينما النبي - صلى الله علية وسلم - يَقسِم ، جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي ، فقال : إعدل يا رسول الله، فقال :ويلك من يعدل إذا لم أعدل ..؟
    قال عمر بن الخطاب : دعني أضربُ عنقه ، قال : دعه ، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاته ، وصيامه مع صيامه ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )

    - والبغاة ( المرتدين ) في عهد ابى بكر وهؤلاء حملوا السلاح طلبا للسلطة ( وحركتهم كانت سياسية انفصالية )

    - الخوارج الذين خرجوا على سيدنا عثمان وحاصروه وقتلوه بحجة انه استأثر بالسلطة والمال له ولاقاربه .

    - الخوارج الذين خرجوا على سيدنا على كرم الله وجهه ( عندما قسم علي - كرم الله وجهه أموال البصرة على من شاركَ في موقعة الجمل تكلمت السبئية في ذلك وخاضت في الطَّعن عليه خفاءا
    ثم اشتد عودهم )

    - ثم نأتى لدور علماء السلطان في لى عنق الايات والاحاديث وتأويلها بصورة شائهه :

    - في عهد الدولة الاموية نأخذ مثالا :

    - معاوية بن ابى سفيان : هذا المعاوية هو سبب بلاء المسلمين حتى يومنا هذا بسبب اتيانه بثقافة التوريث في الحكم والطلب من علماء السلطان بالدعوة لاعلان الخلافة لابنه يزيد .

    - الارهابى الحجاج بن يوسف .

    - في عهد الدولة العباسية :

    - محنة الامام احمد بن حنبل ( حينما طلب منه الخليفة المامون نشر خلق القرآن ورفضه هذا الطلب ثم ما كان من محنته وتعذيبه )

    - وتمر الأيام والسنين عاما وراء عام ودولة اثر دولة وعلماء السلطان لهم شوكتهم في كل تلك الدول الى ان وصلنا

    - الى عصر عمر البشير والذى قرّب اليه الغلاة المتشددين والمتطرفين وذلك لارهاب الناس تمكينا في السلطة .

    وعلى مر العصور والدهور الحكام المسلمين لايقربون اليهم الا علماء السوء وذلك لمصالح بقائهم على عروشهم .

    - المعتدلين كانوا ولايزالون من أوائل ضحايا المتشددين والمتطرفين .

    المشكلة ليست في الإسلام ######################## انما في التأويل المتطرف للنصوص الإسلامية .



                  

06-28-2017, 01:44 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: علاء سيداحمد)

    الأخ محمَّد حيدر المُشرَّف
    تحيّاتي

    كنتُ أقول دائمًا إنَّ مشكلتنا الأساسيَّة تكمن في النُّخب المُثقفة، لأنَّني أزعم أنَّنا نشهد ظاهرة أثسمّيها "جهل المثُقفين" أو ردتهم الفكريَّة، ومُداخلتك دليلٌ على صحة زعمي ذلك، فهي مُحتويَّة على عددٍ من المٌشكلات المُتعلقة بمبادئ الحقوقيَّة، والمُغالطات المفاهيميَّة، وسوف أفرد فيما يلي تلك المُغالطات على النَّحو التَّالي:

    1) كليبراليٍ أو كشخصٍ محسوب على التيار الليبرالي الداعي إلى الديمقراطيَّة وحريَّة الرأي والتَّعبير، أتعجَّب من مُحاولاتك فرض إملاءاتٍ على ما أكتب، وما يجب أن أكتب، ومتى، متسترًا بستار فقه الواقع، وكأنَّ الواجب والمفروض هو ألَّا يكتب كائنٌ من كان في أي موضوعٍ آخر خلاف الموضوعات السياسيَّة والاقتصاديَّة، وألَّا نتناول أمرًا آخر سوى الموضوعات المحليَّة: الكوليرا، فساد الحكومة، حرائق نخيل الشمال وووو إلخ. وهي حجَّة عجيبة جدًا؛ لاسيما عندما تصدر من شخصٍ من المفروض أنَّه يُؤمن بحريَّة الرأي والتعبير، وبالتالي يُؤمن بأنَّ لأي شخصٍ الحق والحريَّة الكاملة أن يكتب فيما يشاء من موضوعاتٍ بعيدًا عن أي إملاءٍ، لا يُفضي لشيء إلَّا إلى سياسة القطيع. أقول لك يا عزيزي: أنا لستُ مًلزمًا أو حتى مُضطرٌ لمُجارات توقعاتك، وأنا أمتلك الحريَّة الكاملة في اختيار الموضوعات التي أريد الكتابة عنها، وتلك التي أراها مهمَّة بالنسبة إليَّ، وفكرة شيطنة "الآخر" المُخالف لك (سواءٌ في العقيدة أو في الاهتمامات) على النَّحو الذي اتبعته معه في شكل تصنيفي وقولبتي في خانة (الخامل) لا يخرج أبدًا من أسلوب الإقصاء الذي لا يليق بشخصٍ مُثقفٍ وليبراليٍ مثلك. والواقع أنَّ حجَّة (لماذا لا يكتب فلان في كذا وكذا، ويكتب في كذا وكذا) هي مُحاولة بائسةُ جدًا للقمع، ولكن بأسلوبٍ جديدٍ ومُختلف، وكأنَّه لم يكن لتُمانع أن يكتب هشام في أي موضوع ما عدا الدين. هذه الفكرة قد لا أتعجبها إن جاءت من سلفيٍ مُتطرف، لأنَّ السلفي فعليًا قد لا يشعر بالراحة عندما يرى أحدهم ينتقد دينه، لأنَّ مُجرَّد النقد بالنسبة إليه يُعتبر إساءة لدينه ومُعتقده، وهو ما لا يحتمله. لماذا؟ لأنَّه يرى أنَّ دينه موضوعٌ فوق النقد، وعلى هذا فهو يرى أنَّ مُناقشة أي موضوعٍ آخر خلاف الدين هو أجدى من مُناقشة الدين، أمَّا أن تتبع أنتَ هذا الأسلوب فهو مُؤشر غير مُريح على الإطلاق.

    2) قلتَ في أوَّل مُداخلتك (مسالة الدين عندها اعتباراتها الاجتماعية والسياسية) وقلتَ في آخر المُداخلة: (لماذا لا يقود حركة تصحيح مجتمعية وسياسية ملتزمة ومعلنة ؟!!) فلا أدري إن كنتَ تدري أنَّ الكتابة عن "الدين" هي -في حقيقتها وجوهرها- كتابةٌ عن الواقع الاجتماعي والسياسي (كما جاء في بداية مُداخلتك) أو إن كنتَ -بطريقةٍ غريبةٍ- تتناقض مع نفسك، وتعتقد أنَّ الكتابة في الدين هي إنَّما مُجرَّد ترف فكري وفلسفي، لا يمس الواقع كما هو في نهاية مُداخلتك. والحقيقة -عزيزي المُشرّف- إنَّ الكتابة عن الدين هو من صميم الكتابة عن الواقع، ولستُ مُلزمًا أبدًا أن أكتب على النَّحو الذي تُحب حتَّى أنال على رضاك واستحسانك. أنا أرى أنَّ نقد الدين هو ضرورة حياتيَّة تمس الواقع السياسي والواقع الاجتماعي والواقع الاقتصادي الذي ترى أنَّني لا أتناوله، ولكن الفارق بين طريقة تفكيري وطريقة تفكيرك، أنَّك بمُناقشتك لموضوع الكوليرا، أو لموضوع الفساد الحكومي إنَّما تضع يدك على مُنتجات أو تبعات المُشكلة الأساسيَّة، وأنا بتناولي للدين أضع يدي على أُس المُشكلة. فمُشكلة الكوليرا مثلًا هي مشكلة تقصير حكومي بلا أدنى شك، ولكن من جانب آخر فهي مشكلة دينيَّة تتعلَّق بطريقة التفكير الدينيَّة التي تجعل المواطن البسيط ينظر إلى وباء الكوليرا وكأنَّه عقوبة إلهيَّة حلَّت عليه بسبب المعاصي والذنوب، ويحصر دور الحكومة في تأخرها في تقديم المساعدات الطبيَّة لمُعالجة الوباء، وكأنَّ المرض قضاء وقدر، وكل ما يتوجب على الحكومة فعله هي تأمين اللقاحات الطبيَّة، وتوفير العلاج. وأتمنى أن تفهم جيدًا أنَّ الدين أنتج ثقافةً اجتماعيَّة وسياسيَّة تُؤثر بشكلٍ مباشر على واقعنا الحياتي واليومي، وبالتَّالي فإنَّ أي كتابة في نقد الدين هي إنَّما كتابة عن الواقع وليست بعيدة عنه أبدًا. ولكن يبدو أنَّه من المُعتاد تناول الموضوعات السياسيَّة مثلًا بشكل مُباشر، وأذكركَ أنَّني تناولتُ قضيَّة الحوار الوطني على صفحتي في الفيسبوك سابقًا، كما تناولتُ موضوع العصيان المدني من قبل، ولستُ مُضطرًا أبدًا أن أُقدَّم لك كشفًا بالموضوعات السياسيَّة أو الاجتماعية التي تناولتها، فذلك ليس من شأنكَ على الإطلاق، كما أنَّني أعلم أنَّ مُشكلتك الأساسيَّة ليس هي هذه النقطة؛ وإنَّ هذه النقطة ليست سوى حجَّة لا أكثر، ومُشكلتك الأساسيَّة هي في نقد الدين نفسه.

    3) تقول إنَّني خاملٌ في كل ما يتعلَّق بهموم الوطن والمُواطنين، وبأنَّني (ومنصرف تماما لفكرة اثبات عدم وجود حاجه هي موجودة بالفعل في اذهان 99 % من ابناء وطنو) وحيث أنَّني لا أحب أسلوب التَّحدي -عزيزي المُشرَّف- فإنَّني أتمنى عليك أن تستخرج أي فقرةٍ تتناول موضوع (إثبات عدم وجود الخالق) ليس فقط في هذا المقال؛ بل في آخر عشر مقالات لي في هذا المنبر. هذه النقطة تُحيلني إلى مُناقشة فكرة مُنتشرة جدًا، ومن الغريب أنَّها مُنتشرةٌ أيضًا بين أوساط المُثقفين؛ إذ هنالك ربطٌ عجيب وغريبٌ وغير مبرر بين قضيَّة نقد الدين، وبين قضيَّة الإلحاد على اعتبار أنَّ نقد الدين في حد ذاته هو مسار أو نسق إلحادي لا محالة؛ فما علاقة نقد الدين بقضيَّة وجود أو عدم وجود خالق؟ لماذا تعتقد أنَّ مُجرَّد نقد بعض التَّعاليم الدينيَّة يُعادل "الإلحاد" ويُعادل قضيَّة "إنكار وجود الخالق" لماذا هذا الربط الغريب؟ قضيَّة نقد الدين يا عزيزي هي من القضايا الفكريَّة التي يُمارسها المُتدينون، واللادينيون على حدٍ سواء، وبالنسبة إليَّ فمن النادر جدًا أن أناقش قضيَّة الإلحاد، فأنا لا أناقش هذه الفكرة كثيرًا؛ بل ما أكتبه يصب في خانة نقد الدين، وليس خانة نقد فكرة الخالق. ولا أعرف سببًا لهذا الخلط الغريب. هذه الفكرة الغريبة مُنتشرة بكثرة، حتَّى أنَّ البعض يصف الدكتور عدنان إبراهيم بأنَّه مُلحد بسبب بعضٍ من أفكاره الدينيَّة الشَّاذة، وكذلك اتهموا فرج فودة من قبل، وأصبحت المُعادلة هي (نقد الدين = الإلحاد) وهذا خطأ شنيعٌ وبشعٌ جدًا. أنا مُهتمٌ جدًا بنقد الدين (والإسلام خصوصًا) ومُقلٌ جدًا في الكتابة عن الإلحاد وقضاياه. ولستُ مسؤولًا عن هذا الخلط التي وقعتَ فيه، ويقع فيه غيرك. الأمر الآخر المُتعلق بهذه النقطة، هو غرابة فكرتك التي تقضي باستحالة مُناقشة قضيَّة محسومة بالنسبة لـ99% من النَّاس، فهل برأيك هنالك قضايا غير قابلة للنقاش، وأنَّ الكثرة العدديَّة هي من تُحدد هذه النقطة؟ هذا فهمٌ غريبٌ أيضًا. لا شيء يا عزيزي فوق النقد وفوق الشك، فإن كنتَ ترى أنَّ هذه النقطة محسومةٌ لديكَ، فهذا رأيكَ الشخصي الذي أحترمه لك، ولكنه ليس مُبررًا أبدًا لمُحاولات قمعي الفكري، واستنكارك عليَّ التطرق إلى هذا الموضوع (رغم أنَّ هذا المقال لا يتناول هذه القضيَّة أصلًا)

    4) النقطة الأخيرة التي أحب أن أُنبهكَ إليها في هذا المقام هي أنَّ هذا المقال لا يتناول حتَّى نقد الدين؛ بل يتناول ظاهرة تعاطف المُلحدين مع ما يُسمَّى بالإسلام المُعتدل، ولكن يبدو أنَّك مُصاب بحساسيَّة تجاه ما يكتبه هشام آدم ويحتوي على كلمة "إسلام"، فهدئ من روعك يا عزيزي.

    تحياتي لك



                  

06-28-2017, 01:44 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    مرحبًا عزيزي أبو الريش
    تحيّاتي لك

    الحقيقة أنا لم أذكر محمود محمَّد طه، كما لم أذكر أحدًا غيره أيضًا، ولم يكن يعنيني في هذا المقام تناول قضيَّة الإصلاح الديني؛ بل كان يعنيني قضيَّة تصالح بعض المُلحدين من هذا التيار التجديدي أو الإصلاحي، أمَّا عن محمود محمَّد طه فأنا شخصيًا لديَّ خاص عن مُحاولاته، وقد أفرد لهذا الرأي مساحة خاصة في قادم الأيام.
    شكرًا لك عزيزي
                  

06-28-2017, 01:45 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    مرحبًا عزيزي حيدر حسن ميرغني
    تحيّاتي لك

    مُصطلح "إسلام سياسي" هو مُصطلح مُتوهم لأنَّ الإسلام -في أساسه- أيديولوجيا سياسيَّة مُصاغة في قالب ديني لا أكثر. لا يُمكن الفصل أبدًا بين الإسلام والسياسة؛ فإذا كانت السياسة تُتناول جوانب الحياة والعلاقات بين أفراد المُجتمع، وبين الشعوب والحُكَّام فإنَّ الإسلام تدخَّل في هذه المسائل أيضًا وتكلَّم عنها. الإسلام دين سياسي مُنذ البداية، وحتَّى أنَّ محمَّدًا كان يُمارس السياسة، وكان يستعمل الآيات القرآنيَّة في العمل السياسي، فالآيات التي جاءت لحل النزاعات الاجتماعية والسياسيَّة والاقتصاديَّة لا يُمكن تجاهلها.

    مودتي لك
                  

06-28-2017, 01:45 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    عزيزي هيثم قيلي
    تحيّاتي لك

    أنا أيضًا أتفق معكَ فيما ذهبتَ إليه، فموقف هؤلاء المُلحدين والليبراليين لا يتجاوز كونه موقفًا برغماتيًا، لا يضع المواقف الاستراتيجيَّة بعيدة المدى في اعتباره؛ بل يهدف إلى تحقيق مصالح وقتيَّة. الهدف الأساسي يجب أن يكون ضمان استمرار وديمومة التعايش السلمي، ولكن مع بقاء فكرة "القداسة" بالإضافة إلى بقاء النص الحرفي كما هو، فسوف تظل المُشكلة قائمة، وستظل الجماعات الإرهابيَّة والفكر الإرهابي -كالعنقاء- تخرج من الرماد في كل مرَّة.

    مودتي لك
                  

06-28-2017, 01:48 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأخ علاء سيدأحمد
    تحيّاتي

    ذكرتَ عددًا من المُتطرفين والمُتشددين، ولكنك لم تذكر محمَّدًا نفسه. بالطبع أتفهم لك هذه القراءة المُجتزئة للأحداث والأفكار بحكم القداسة التي تُغطي على أحكامك، ولكن عليك أن تفهم أنَّ من لا يتعامل مع النص الديني أو التاريخ الإسلامي بهذه القداسة لن يوافقكَ في رؤيتك. مثلًا أنتَ جعلتَ من ذي الخويصرة مُتطرفًا و "خارجًا" لمُجرَّد أنَّه قال لمحمَّد "أعدل" وبالطبع فإنَّ هذه المقولة عندما تُوجه لمحمَّد (ألمُقدّس) لديكَ فلاشك أنَّك ستراها مقولة مُتشددة (بل ولا تخلو من سوء أدب) ولأنَّك محمَّدٌ مُقدّس بالنسبة إليكَ، فلم تضع في اعتبارك أنَّ يكون ذو الخويصرة على حق، وأنَّه رأى ظلم وإجحاف محمَّد في تقسيم الغنائم، وأنَّه كان يُعطي المُقربين منه أكثر من غيرهم. مثل هذه الفرضيَّة تستبعدها تمامًا بسبب هالة القداسة التي تُغطي على بصيرتك، ولكن الآخرين ليسوا كذلك يا عزيزي. وإنَّ كنَّا سنتكلَّم عن التَّطرف، فلنقرأ ما حدث في بني أوطاس (عن أبي سعيد الخُدْري قال: أصبنا سبايا يوم أوطاسَ لهنّ أزواج، فكرهنا أن نقع عليهن، فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت: { وَٱلْمُحْصَنَاتُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَانُكُمْ} فاستحللناهن.) فمن المُتطرف والمُتشدد هنا؟ هل الصحابة الذين "كرهوا" وطأ نساء مُتزوجات يعرفون أزواجهم، أم محمَّد الذي لم ير بأسًا في سبي النساء المتزوجات ووطئهن؟ ومن كان المُتشدد هل حسَّان بن ثابت أم محمَّد عندما أمر محمَّدٌ حسانًا بهجاء المُشركين؟ وأظنك تعرف ما في الهجاء العربي من تعدٍ على الأنساب ونيل منها، والقذع بها، ولهذا طلب منه استشارة أبي بكر لأنَّه أعلم بالأنساب. وإذا أردنا الرجوع إلى القرآن لوجدنا عشرات الآيات التي تدل على العنف والتَّشدد والغلظة مع الكفَّار والتحريض على القتال والكراهيَّة. المُشكلة في الإسلام نفسه يا عزيزي وليس في المُسلمين، فكلَّما اقترب المُسلم من النَّص وحاول تطبيقه حرفيًا أصبح مُتشددًا ومُتطرفًا، وكلَّما تهاون في تناول النَّص وابتعد عنه بالتأويل والالتواء أصبح مُسالمًا (محمَّد والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) ويكفي أنَّه أباد اليهود وقضى على كل المعتقدات التي كانت موجودة في مكة والمدينة والجزيرة العربية، فلم يعد فيها نصارى ولا يهود ولا أحناف ولا صابئة ولا أي ديانة أخرى سوى الإسلام، فكيف لا ترى في ذلك تشددًا وتطرفًا؟ ثم إن استشراء ظاهرة "النفاق" في المدينة في عهد الحكم النبوي لهو دليل على القمع، لأنَّ القمع هو الذي يجعل الآخر المُخالف لا يتمكن من البوح والتصريح بأفكاره التي يُؤمن بها، فيضظر إلى إظهار عكس ما يُؤمن به.

    مودتي
                  

06-28-2017, 02:18 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    تحياتي صديقي هشام
    لا أريد أن أزف التهنئة بالعيد وانت غير معني به
    مع ظهور الملحدين على السطح تحول الأمر إلى وسيلة للارتزاق لبعض الصحفيين والملحدين. فالصحف طمعا في مزيد من التوزيع وإحداث بعض الفرقعات الصحفية تناولت الموضوع بجهل وتسطيح للظاهرة؛ صورت الملحدين باعتبارهم كفار قريش الذين نشاهدهم في الأفلام التاريخية رديئة الصنع، وذلك خدمة لهدفها من النشر وهو زيادة التوزيع. أما بعض الملحدين فقد تحول الأمر إلى وسيلة سهلة ومضمونة لطلب اللجوء السياسي والهجرة إلى أوربا. فكل ما عليك هو إنشاء صفحة على الفيس بوك تسب فيها الأديان فيبلغ عنك أحدهم أو يرصدك الأمن الوطني، فيتم القبض عليك وتتعرض لبعض التعذيب ثم تخرج لحين البت في القضية، فتتجه إلى أقرب سفارة أوروبية لتجد نفسك خارج الوطن خلا نطولل أسبوع تستمتع بالحياة وتصنف السودان كما هو باعتباره دولة مناهضة للحريات الدينية.

    الحقيقة أن ظاهرة الإلحاد هي نموذج مثالي لكيفية التعامل مع كل ظاهرة جديدة يتعرف عليها المجتمع وهى الإهمال وادعاء عدم وجودها أو التعامل الأمني العنيف أو التسطيح والاستغلال من أجل الاستفادة المادية منها.

    ولهذا إذا كان البعض يري أن في ظاهرة الإلحاد خطر ومشكلة كبيرة ولا تندرج تحت حرية العقيدة. فعليه أولاً أن يتعرف على الظاهرة، وعلى أنواع اللا دينيين، ولا أقصد بالأنواع هنا ما إذا كان الشخص ملحد أو ربوبي أو لا أدري، ولكن أقصد من النوع هنا أنواع الأسباب التى تجعل الشخص يترك الأديان ولا يعتنق أي دين.

    فاللادينيين 3 أنواع:

    نوع درس الأديان ورأى أنها تتصادم مع العلم والتاريخ فتركها وهذا الشخص يبنى موقفه على الفلسفة والعلم، خاصة الفيزياء والأحياء وليس بتأثير من أحداث سياسية أو اجتماعية فى حياته، وهذا النوع غالبا لا يغير موقفه حتى الموت، وغالبا ما لا يتحدث عن اللادينيه إلا فى سياق ودون افتعال للموقف، ونقده للدين يكون بعيد عن السب واللعن ولا يكون إلا فى مجالس العلم، فالإلحاد لديه ليس قضية تبشيرية. وكذلك لن تجده يوجه النقد للدين عن طريق نقد سلوك رجال الدين أو تفسيراتهم المتشددة فهو يعلم أن الدين أي دين يمكن تفسيره وتأويله بطرق شتى. وهذا النوع يحتاج لسنين لينتقل من معسكر الدين إلى اللادين. وهو أخطر الأنواع لأن من يتحاور معه لابد أن يكون متمكن من الفيزياء والأحياء وكذلك على دراية كبيرة بالفلسفة، وإلا فهو قادر على إقناع الشخص بترك دينه ولكن ليس بالضرورة عدم الاعتراف بوجود إله، وهذا هو الخلط الكبير بين اللادينية والإلحاد. وهذا النوع من الملحدين لن تراه في وسائل الإعلام المصري يتحدث بصفته لا ديني، ولكن قد تراه بصفته فيلسوف أو عالم أو مفكر أو سياسي.

    أما النوع الأخر، فهو من تعرض لأزمات اجتماعية أو ضغوط سياسية ناتجة عن تفسيرات متشددة للدين أو مواقف غبية للمتحدثين باسم الدين، وهذا تجده غاضبا أبداً، يفتعل الأحاديث والحوارات لسب الأديان ويمشي فى الشارع حاملا يافطة مكتوب عليها “أنا ملحد”. وإذا دخلت معه في حوار حول الأديان فستجده لا ينقد النص المقدس ولكن كل نقده سيكون موجه لرجال الدين والتفسيرات المتشددة للدين، بل قد يبدأ في الترويج للتفسيرات المتشددة ومهاجمة التفسيرات الأكثر انفتاحا للتأكيد على ضرورة التخلص من الأديان. وهذا غالبا ما يعود لدينه بعد أن يقابل من يقدم له تفسير أكثر ليبرالية للدين ولكن بعد أن تهدأ ثورته وتحل مشكلته، فينتفي التصادم بين حياته ودينه ويعود لتدينه. وهذا يتحول إلى اللادين بمجرد حدوث المشكلة أو الأزمة أو الاضطهاد السياسي. وهنا لابد من الإشارة إلى دور الكبت الديني الذي تمارسه السلطة أو المجتمع على الأفراد ما يجعلهم يتجهون إلى الإلحاد. فكل خطايا الحكام الذين يحكمون باسم الدين تتحول إلى خطايا الإله كما هو الحال في إيران والسعودية مثلا، كما أن كل الكبت الذي يمارسه المجتمع المصري على أفراده باسم الدين تتحول إلى جريمة يرتكبها الإله وليس البشر. كذلك لابد أن نلفت هنا إلى أن التعامل مع هذه الفئة بأسلوب الاعتقال والتعذيب لن يجعلهم يغيرون رأيهم ويتراجعون عن ما يعتقدون، على العكس فهذا النوع غاضب في الأساس، اعتقاله ومحاكمته سيزيده غضبا وبالتالي سيزداد هجوما على الدين والمجتمع ويكسب المزيد من المتعاطفين.

    النوع الثالث، الإلحاد بالنسبة له نمط حياة (life style) مثل الموضة وغالبا ليجنب نفسه تأنيب الضمير عندما يسكر أو يمارس الجنس خارج الزواج، وهذا أيضا يجد فى سب الدين بمناسبة ودون مناسبة نوع من التميز عن أقرانه وهذا يعود للدين بمجرد أن يعبر فترة المراهقة، ويستقر اجتماعيا ونفسيا. وقد تسمع منه أنه انتقل من السلفية إلى الإلحاد فى 6 شهور.

    أتمنى في يوم أن تخرج الأمة من حالة التسطيح لكل ظاهرة جديدة تطفو على سطح المجتمع وأن تناقشها بطريقة علمية وعميقة وشجاعة، حتى تكون قادرة على التعامل مع الظاهرة. وبالتأكيد أي طريقة للتعامل مع ظاهرة فكرية لا يجب أن تكون عنيفة، فالعنف لا يقضي على الفكر
                  

06-28-2017, 02:18 PM

جمال ود القوز
<aجمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: علاء سيداحمد)

    فهم الأحزاب السياسية للدين الاسلامي يختلف ..
    لكن ده لايعبر عن جوهر الدين الاسلامي ..
    لأنه كل حزب أو جماعة له نظرة تطويعية للدين ..
    بينطلق ليها من خلال نظرة حزبه السياسي للدين ..
    فده ما بتقدر تتخذه كمقياس لقياس الدين معتدل أو متشدد ..
    الملحدين أو الاحزاب الملحدة بصفة عامة ...
    أو الما عندها أي نقطة انطلاق من خلال أحزابها للدين الاسلامي ..
    ما أظن عندها أي طريقة لتعيش وتستمر ..
    في أي منطقة فيها نشاط ووجود للدين الاسلامي ..
    أما الملحدين الما عندهم أي رؤية سياسية كمنطلق ..
    فديل أنا بعتبرهم ناس متدينين جدا ..
    لأنه عندهم نظرة عميقة جدا للدين ..
    وربما أكثر مما يجب فأوصتهم لمرحلة من الشطط والالحاد ..
    وهؤلاء رغم تشددهم في الدين لكن إمكانية رجوعهم لجوهر الدين ..
    أكثر قربا من أصحاب النظرة السياسية المتماهية مع الدين الاسلامي ..
    لأنه ديل بيعانوا من نوع من التدليس وعدم الصدق ..
    وربما كان الملحد الصمد البعيد عن السياسة ..
    أكثر صدقا ونزاهة في تعامله مع الدين منهم ..


    غايتو يا هشام آدم أنت زول متدين جدا ..
    لأنه عندك نظرة عميقة جدا للدين الاسلامي ..
    بل وصلت لمرحلة من التفكير (العكسي) إن صح التعبير ..
    الزينا ديل ما وصلوا المرحلة المتقدمة دي ..
    فانا مراهن اني حأشوفك بي سبحتك عما قريب ..
    وزول متدين جدا بل صاحب دين قوي ..
    بعد ان تصل لمرحلة من اليقين أعتبرها أكثر ارتباطا بالتقدم في العمر ..
    لأنها بتنصقل بي أشياء لها ارتباط بالمراحل السنية المتقدمة ..
    ودي نقطة لا تصلها إلا بعد إكمالك لمراحل الشك التي تعيشها الآن ..

    تمنياتي لك بالتوفيق ..
    ولا اخفي اعجابي الشديد بطريقة تفكيرك العميقة في الدين الاسلامي ..
    وأنا بقدر اعتبرها من باب الدعوة إلى الله والدين الإسلامي ..
    لأنك بتبصر الناس بالدين الاسلامي بطريقة مختلفة جدا ..
    وانا شخصيا بشوف نفعها أكثر من ضررها ..
    لأن المتلقي مش بالضرورة يكمل معك وصولا لمرحلة الالحاد ..
    فيكون ملحد الكثيرين حيتوقفوا منك حسب امكانياتهم الذهنية ..
    في مراحل التفكير المختلفة فأي توقف بيجعل من المتابع ..
    متدين متزن أو بمعنى أصح أقرب إلى جوهر الدين منه للإلحاد ..
    فشاكرين دورك الدعوي النشط ..
    أنا بشوف شغلة الدين دي مثلها مثل الخط مستقيم ..
    يتم التدرج فيها من مراحل الاعجاب بالدين والاهتمام ..
    وصولا الى تفكير فيه ثم إلى اعتناقه ..
    ثم إلى التفكير العميق الموصل لمراحل الإلحاد المختلفة ..
    ده طبعا مع مراعاة المسلم الأصل وعدم حوجته لبعض المراحل ..
    لانه بيكون (أولردي ) اتجاوزها .. دمت يأخ ..



                  

06-28-2017, 03:24 PM

Basamat Alsheikh

تاريخ التسجيل: 08-15-2015
مجموع المشاركات: 2664

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: جمال ود القوز)

    هشام ادم
    والله يا هشام وعلى الرغم من انك تعلن الحادك من تحت السطور ولكنا
    نتقبل نقاشك ونقبل ان نتحاور معك لانك تريد الحوار بالمنطق ولا تشطح
    في السب والشتم ولا تسب الرسول محمد وتصفه باوصاف بشعة لا يقبلها
    حتى غير المسلمين...
    وعلى الرغم من انك تريد ان تقول ان سيدنا محمد (ص) شخصية غير مقدسة
    ولكنك تقولها دون شتم وسب...لان الله سبحانه وتعالى لم يقل انه مقدس، وقد
    قال في محكم تنزيله في كتابه الكريم:" وقالوا ما لهذا الرسول ياكل الطعام ويمشي
    في الاسواق لولا انزل اليه ملك...""
    ونحن نقر لك بانك معتدل في مناقشاتك ولا تتطرف ولا تنبذ ولا تشتم ولهذا
    نحترمك ونحترم رايك..وسنعود للمناقشة والتحليل ان شاء الله..
    وكل سنة وانت طيب
    ودمت بخير
                  

06-28-2017, 04:07 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Basamat Alsheikh)

    عزيزي زهير عثمان حمد
    تحيّاتي

    قد أتفق معك جزئيًا في التقسيمات التي ذكرتها، والحقيقة أنَّ جوهر الإلحاد (لدينا) غامض ومُلتبس، وهو ما يجعل كثير من اللادينيين يعتقدون أنَّهم مُلحدين، ويتصرفون ويُناقشون بناءً على ذلك؛ هذا بالإضافة إلى ارتباط فكرة (نقد الإسلام بالتحديد) مع فكرة (الإلحاد) وكأنَّ كل من ينتقد الإسلام هو بالضرورة مُلحد، ولا أعرف منابع هذا الخلط. في الإعلام العربي يتم استضافة شخصيَّات باعتبارها شخصيَّات مُلحدة، ويكون الضيف المُقابل له (في الأغلب) رجل دين. هذا السلوك الذي يُكرّس لفكرة (الإلحاد ضد الإسلام) وليس (الإلحاد ضد الإيمان) هو ما يجعل كثير من الناس يقعون في هذا الخلط، فالمُلحد لا يجب أن يُناقشه سوى شخص مُلم بالعلوم الفيزيائيَّة والفلسفة، لأنَّ هذا هو الأساس النظري للإلحاد، أمَّا مُناقشة تعاليم الإسلام، ومُحاولة إزالة (الشبهات) هو اعتقاد خاطئ بأنَّ عدم الفهم الصحيح للدين والآيات القرآنيَّة هو السبب في الإلحاد، وقبول بعض المُلحدين لمثل هذه الحوارات يدل على أنَّ كثير من المُلحدين ليسوا ملحدين في حقيقتهم، وإنما لديهم مُشكلات مع الإسلام والتعاليم الإسلامية على نحو خاص. ولهذا كنتُ أقول دائمًا، إنَّه لو اتضح لي بما لا يدع مجالًا للشك أنَّ الإسلام ديانة مُسالمة وأخلاقيَّة (كاكتشاف مخطوطات إسلاميَّة أصليَّة تُبيّن زيف ما هو موجود في كُتب التراث أو تُوضح عدم صحَّة التفسيرات الكلاسيكيَّة لبعض آيات القرآن)، فعندها سوف يتحوَّل الإسلام -بالنسبة إليَّ- إلى ديانة مُسالمة، مثلها مثل البوذيَّة أو الكونفشوسيَّة أو أي ديانة روحانيَّة مُسالمة (ديانة لا أعاديها ولا أؤمن بها)، أمَّا موقفي من الإسلام فلا علاقة له بإلحادي على الإطلاق ولكن لأنَّني أؤمن تمامًا أنَّ جل مشكلاتنا الحياتيَّة (الاجتماعيَّة، السياسيّة) لها جذور تعود إلى ثقافتنا التي كان للدين دور كبيرٌ في تشكيلها، فأنا لا أنقد الإسلام حفاظًا على إلحادي، لأنَّ إلحادي كان مرحلةً لاحقة بكثير على تركي للإسلام، وما وصلتُ إلى مرحلة الإلحاد إلَّا لأسباب لا علاقة للإسلام وتعاليمه وتاريخه بها.

    فعلًا لقد أصبح الإلحاد لدى كثير من الناس مُجرَّد موضة، لا أكثر، وكثيرٌ من المُلحدين (أو مُدعي الإلحاد) هو في الحقيقة مُتدينون جبناء لا أكثر. ولعلي أذكر في هذا المقام ما حدث من الأخ محمَّد صلاح (البارون)، الذي كان قد تقدّم بطلب استبدال وصف مُسلم في خانة الديانة بوصف لاديني، كيف أنَّه تحوَّل بصورة مفاجئة إلى مُتصوف يُردد مقولات الشيخ البرعي على صفحة الرسميَّة في الفيسبوك، وكذلك قريبي أكرم بكاب الشيوعي الذي كان واضح الإلحاد كيف تحوّل إلى التصوف لأسباب اجتماعيّة، والأمثلة كثيرة جدًا، وأخشى ما أخشاه أن يتحوَّل الأمر إلى "مزايدة" رخيصة تُفقد الفكرة معناها.

    مودتي لك

                  

06-28-2017, 04:07 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأخ جمال ود القوز
    تحيّاتي

    لا أريد أن يتحوّل الأمر إلى مُزايدة لا معنى لها. أحترم لك رأيكَ وإن كنتُ أختلف معك حوله. ولكن رأيي أنا الشخصي أنَّه وإن كان لي أن أرتد عن قناعاتي فلن أكون سوى ربوبي لاديني، ولكن لا أظن على الإطلاق أن أعود إلى التدين؛ ولاسيما الإسلام، فمعرفتي بالإسلام -بالتأكيد- ستحول دون ذلك؛ هذا بالإضافة إلى أنَّ "الخرافات" التي تمتلئ بها الكُتب الدينيَّة (قرآن، أناجيل، توراة) سوف تجعل من هذا الأمر أكثر صعوبة، وأنا شخصيًا لديَّ حساسيَّة مُفرطة جدًا من الخرافات.

    مودتي لك

                  

06-28-2017, 04:08 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأخت بسمات الشيخ
    تحيّاتي

    أنا لا أعلن إلحادي "تحت" السطور، بل فوقها، والأمر ليس محمدة ولا مذمة؛ بل هي مُجرّد قناعات، وأنا أؤمن تمامًا أنَّ كل إنسان له الحق الكامل في التصريح بقناعاته أيًا كانت، وللآخرين الحق في انتقاد قناعاته، وكما يُقال: "الحشاش يملا شبكته". إنَّها سوق مفتوحة للأفكار، ومن لم تكن الجرأة أو القدرة على الدفاع عن أفكاره ومعتقداته فهو أحد أمرين: فإمَّا أنَّه يفتقد إلى مَلكة الحوار والإقناع، وإمَّا أن أفكاره تفتقد إلى القوة بما يكفي لتصمد أمام النقد.
    كل عام وأنتِ بخير.

    مودتي
                  

06-28-2017, 04:58 PM

Basamat Alsheikh

تاريخ التسجيل: 08-15-2015
مجموع المشاركات: 2664

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    هشام ادم
    ما دمت بتحترم قناعاتنا وتحترم عقيدتنا فنحن نحترم قناعاتك ومرئياتك
    وما دمت لا تشتم رسولنا تصفه بانه مجنون ومعتوه فنحن على استعداد
    لمواصلة النقاش معك
    مع مودتي
    ودمت على خير


                  

06-28-2017, 05:42 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)



    1- لا توجد ادني حساسية يا هشام تجاه ما تكتبته انت بل يحظى باحترامي التام ولقد عبرت عن ذلك طيلة السنوات الماضية ولم افارق ذلك قط حتى الآن ..

    2- لم اطرق باب منزلك دونما دعوة لأحدد لك ماذا تكتب .. بل و لم افعل ذلك في هذا البوست .. وانما جاء الكلام للدلالة على الخمول السياسي والاجتماعي والنزعة الهروبية عند الملحدين (وانت انصع مثال) الذين تتمحور حياتهم حول فكرة عدم وجود شيء .. وكل ذلك في مقابل انصاف المسلمين (ذلك التعبير الذي كنت انا أول من دمغته انت به لو تذكر .. المسألة ببساطة ان هناك اعتبارات أهم وأكثر حيوية للملحدين والعلمانيين السودانيين من التركيز المفرط في مسأئل الالحاد وانكار دور الدين في الحياة.

    3- أن تكون هذه رسالتك في الحياة فهذه مسألة مقبولة جدا حتى وان رأيت انا او غيري عبثيتها ذلك لا ينفي حقك الكامل في تبني ما تشاء .. بالمقابل دع الاخرين يمارسون أدوارهم في الحياة كما يشاؤون دونما مطاردات .. لاسيما وأن جدواهم المجتمعية أكثر بكثير مما أنت فيه.

    تحياتي
                  

06-28-2017, 06:13 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: محمد حيدر المشرف)

    أخ محمد حيدر المُشرَّف
    تحيّاتي

    1) أشكركَ على احترامك لما أكتب.

    2) مازلتَ تتكلَّم عن خمولي السياسي والاجتماعي رغم ما كتبتُه لك من ارتباط السياسي والاجتماعي بالدين بشكلٍ تُقره وتعترف به أيضًا، في مُجتمع كان الدين هو الفاعل الأساسي فيه وفي تشكيل بنيته الفكريَّة والوجدانيَّة، وأيضًا رغم محاولات تذكيري لك بمُساهماتي (المتواضعة) في الكتابة حول الأوضاع السياسيَّة والاجتماعيَّة في السُّودان. قد لا أكون كاتبًا سياسيًا مُجيدًا، كما قد تكون قراءاتي السياسيَّة غير دقيقة، فالكتابة السياسيَّة لها أهلها، كما أنَّ الكتابة الأدبيَّة لها أهلها، وكذلك الكتابة الساخرة، والكتابة النقديَّة ووو إلخ. كل شخصٍ منَّا يا عزيزي مُجيد في مجاله التخصصي أو في مجال اهتمامه، وهذا لا يعني خمول الآخرين؛ فالمسألة مسألة اهتمامات ومَلَكات لا أكثر.

    3) لا أعرف كيف سنَّ لكَ الاعتقاد بأنَّني "أُطارد" الآخرين، وأمنعهم حقهم في ممارسة حياتهم كما يشاءون. أنا لا أملك سوى عقلي وقلمي عزيزي المُشرّف، وكل ما أفعله هو القراءة والتحليل والنقد، والنقد (كممارسة طبيعيَّة لحريَّة الرأي) لا يتعارض أبدًا مع حريَّة الاعتقاد والتفكير لدى الآخرين، طالما أقررنا أنَّ لا شيء فوق النقد أبدًا، فنقدي للإسلام (أو لأي فكر ديني أو لاديني) هو حق من حقوقي، وهو لا يتعارض في حقك (وحق غيرك) في اعتناق الأفكار والآراء الدينية أو اللادينيَّة، أم تُريد أن تمنعني من حقي في النقد حفاظًا على قداسة ما تعتبره أنتَ مُقدسًا؟

    4) بمناسبة أنَّ ممارسة الآخرين لحياتهم هي أكثر جدوى (مجتمعيًا) مما أنا فيه، فأخبرني بما أستطاع هؤلاء فعله للسودان ليس مُنذ انقلاب 85 بل مُنذ الاستقلال وحتى هذه اللحظة. ما الذي قدَّمه السياسيون والنُّشاط للسودان وللإنسان السُّوداني طوال هذه الفترة يا صديقي؟ أرجو ألَّا تُقحمنا عنوةً من باب المُزايدات التي لا معنى لها؛ إلَّا أنَّني قد أتقبَّل فكرة قناعتك بلا جدوى كتاباتي كرأي شخصي لا أكثر.

    مودتي لك
                  

06-28-2017, 06:29 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    أخت بسمات الشيخ
    تحيّاتي

    يجب أن يتم وضع النقاط على الحروف بشكل صحيح حتَّى يستقيم الفهم، لأنَّه متى ما استقام الفهم استقام الحوار.

    1) أنا لا أحترم قناعات المُسلمين (ولا المُتدينين بشكل عام). أنا فقط أحترم لكم حق الاقتناع والاعتقاد بما لا أحترمه وما لا أؤمن به.

    2) أنا لا أرى محمَّدًا كشخصٍ مجنون، ولكني قد أراه بصفاتٍ أخرى قد تعتبرينها إساءة. كل ما في الأمر أنَّني أتعامل مع محمَّد كشخصيَّة تاريخيَّة لا قداسة لها؛ وبالتَّالي فإنَّني لا أتعامل معه بشكل شخصي؛ بل أحكم عليه من خلال أفعاله وممارساته التي نقلتها إلينا كُتب التراث الإسلامي التي دوَّنها المُسلمون بأنفسهم، وعندها أُسمي الأشياء بأسمائها، فإذا كان الفعل إجراميًا، كان الفاعل مُجرمًا، وإذا كان الفعل ذميمًا كان الفاعل مذمومًا، وإذا كان الفعل حميدًا، كان الفاعل محمودًا وهكذا. ولا أراعي في ذلك مشاعرك أو مشاعر غيرك، لأنَّ مراعاة مشاعر الواقعين تحت تأثير القداسة ليست من أولوياتي، وهي ليست من حقوقك لتُطالبي بها. فمشاعرك هذه مُرتبطة بعلاقتك "الوجدانيَّة" بمُعتقداتك، وهي العلاقة المفقودة لديَّ. وكما قال أحدهم:
    Nobody has the right to not be offended
    كل ما في الأمر أنَّني أُمارس حقي في التعبير والرأي، وهذا الرأي ليس بالضرورة أن يكون محط إعجاب أو تقدير أو حتَّى تقبُّل الآخرين. يجب أن نتعلَّم هذا الأمر جيدًا: أنَّ مشاعرنا الموجه تجاه موضوع ما، هي مسألة تخصنا نحن فقط ولا تخص الآخرين، ولا يجب أن نُطالب الآخرين أن يحترموا لنا مشاعرنا المُتعلقة بموضوع لا يعنيهم في شيء، ولا أعتقد أنَّكِ مُطالبةٌ باحترام فكرة أنَّ المسيح هو "الله"، أو أنَّ "الله" مات على الصليب، أو أنَّ الله بخيل أو أو أو .. لستِ مُطالبةً أبدًا باحترام هذه المُعتقدات والأفكار، ولكنك "مُلزمة" باحترام خيارات البعض في الاعتقاد بهذه المُعتقدات، وهذا لا يعني طبعًا ألا تنتقدي هذه الأفكار والمٌعتقدات؛ بل يعني ألَّا تُمارسي أي نوع من القمع لآرائهم وأفكارهم، وألَّا تضطهديهم بسبب هذه الأفكار، وألَّا تُمارسي عليهم أي نوعٍ من أنواع التَّمييز بسبب هذه الأفكار والمٌعتقدات، وألَّا تمارسي أي عنف جسدي ضدهم سواء بالقتل أو الضرب أو التعذيب. هكذا يكون الفهم الحقيقي والسليم لتقاطع حريَّات الرأي وحريَّات الاعتقاد، وفكرة أنَّ حرية الاعتقاد تعني احترام المُعتقدات وعدم المساس بها أو نقدها أو حتى الإساءة إليها، هي فكرة مغلوطة، إنَّما يتحجج بها البعض فقط من أجل حماية أفكارهم ومٌعتقداتهم من النقد.

    مودتي
                  

06-28-2017, 07:04 PM

Basamat Alsheikh

تاريخ التسجيل: 08-15-2015
مجموع المشاركات: 2664

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    هشام ادم
    قلنا لك اننا يمكن ان نستمر في مناقشتك ما دمت لاتشتم الرسول...
    ولكن اذا انت قمت بسب الرسول او شتمه او وصفه باوصاف لا تليق
    فسوف لن نقرا لك ولا نناقشك ...ونحن لم ولن نشتم الهك الذي تؤمن به
    سواء كان الهك بقرة او نار او شخص او اي شئ اخر..
                  

06-28-2017, 07:21 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Basamat Alsheikh)

    الأخت بسمات الشيخ
    تحيّاتي مُجددًا

    يبدو أنَّني لم أكن واضحًا في كلامي بما فيه الكفاية؛ لذا سأُعيد كلامي باختصار ومُباشرة:
    أنا لا أشتم أنا فقط أُسمي الأشياء بأسمائها، أنتم فقط من تعتبرون هذا الفعل شتيمة وإساءة. أنا أصف الأشياء كما هي بدون مراعاة للقداسة لأنَّني لستُ مُلزمًا بهذه القداسة، هذه القداسة هي أمر يهمكِ أنتِ فقط، وهو فقط ما يجعلكِ تعتبرين وصفي للأشياء كما هي شتيمةً وإساءة، وهذه ليست مُشكلتي أبدًا. ولكن ولمُلاحظتي حرصك على عدم الإساءة والشتم، فما رأيكِ بالآيات القرآنيَّة التي تحتوي على إساءات وشتائم ضد أصحاب العقائد الأخرى؟ ما هو موقفكِ منها؟ هل تتخذين منها نفس الموقف المبدئي الذي أراه منكِ الآن، أم أنَّ الشتائم والإساءات الواردة في القرآن هي فوق النَّقد؟
    {إنَّما المُشركون نجس}
    {إن هم إلَّا كالأنعام بل هم أضل}
    {ألا إنَّهم هم السفهاء}
    {عُتلٌ بعد ذلك زنيم}
    {مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارًا}
    {فمثله كمثل الكـلب}
    {فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين}

    الأمر الأخير: أنا "مُلحد" ومن الغريب أن تعتقدي أنَّ المُلحد له إله (أيًا كان شكله أو وصفه).



    .

    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-28-2017, 07:23 PM)

                  

06-28-2017, 07:33 PM

Basamat Alsheikh

تاريخ التسجيل: 08-15-2015
مجموع المشاركات: 2664

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    يا هشام كلامك واضح ومفهموم
    وبنقول ليك مرة ثانية انت شتمنا نحن المسلمين
    زي ما انت عاوز وقول لينا نحن انجاس وكالانعام واضل
    سبيلا واوصفنا بكل الصفات القبيحة في قاموسك ولكن
    لا تشتم ولا تسب رسولنا،،،
    اما قناعاتك بانك ملحد والملحد لا يؤمن باي اله ،، فهذه مشكلتك
    انت وفهمك انت ويمكن ان تكون هناك مساحة مناقشة ،،، في الاحوال
    التي شرحتها لك..


                  

06-28-2017, 08:14 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Basamat Alsheikh)

    كأني بأذن في مالطه

    عمومًا عزيزتي بسمات .. شكرًا لمُداخلاتك
                  

06-28-2017, 08:53 PM

Basamat Alsheikh

تاريخ التسجيل: 08-15-2015
مجموع المشاركات: 2664

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    اذا انت بتاذن في مالطة..ده كلام طيب جدا..
    وعموما عزيزي هشام شكرا لردودك.
                  

06-28-2017, 09:06 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الاخ هشام - تحياتي :

    احيانا قد تواجه خصما ، مثلا ، في مباراة شطرنج ويكون من اللاعبين

    الذين يسهل هزيمتهم في اقل عدد من النقلات لقطع الشطرنج ، مثل هؤلاء

    اللعب معهم غير ممتع اذا كنت انت متمكن وعميق في اتخاذ نقلاتك !

    وستضطر الي توجيه خصمك لينقل نقلات قوية تكون انت معها في وضع

    صعب للغاية ومحتاج لتامل وتفكير عميق للخروج من مطب النقلة الاخيرة !!

    هكذا هي المعرفة ، لانحتاج سهولة افحام الاخرين وانما صعوبة تجاوز مطبات

    مشكلة المعرفة ومشكلة الانسان ومشكلة وجود او عدم وجود الاله علي نحو حقيقي

    وليس استسهالي ....الضبابية سيدة الموقف في كل اشكال الاعتقادات واذا صح ذلك لايبقي

    سوي حرية الاعتقاد والتفكير والتعبير الخ ....

    من الطبيعي الا يكون هناك ابيض واسود في الفكر ، بل تدرج الالوان علي طول المسافة

    الممتدة بين الالحاد والايمان ، وحتي التسليم بين مفهومين كهذين انما تسليم افتراضي تقتضيه

    طبيعة القضية المطروحة ، فلابد انه لايوجد ملحد بنسبة 100% ولامؤمن بنفس النسبة والصحيح

    ان كلاهما يحمل في داخله الموقف الاخر في جدلية ديناميكيةلاتنتهي الا بالموت ....لابد ان مسيرة

    الفرد لحظات من هذين الموقفين مستمرة دوما اذا كان فردا حقيقيا باحثا عن الحقيقة في كوننا الغامض جدا

    اما لحظات الضعف الانساني فلاتصلح هنا الا باعتبارها هزيمة غير موضوعية ! هي ذاتها الهزيمة الداخلية

    للملحد المنضوي تحت تيار سياسي يقف في وجه مجتمع متكلس وفاقد للاستنارة وارهابي في وجه برنامجه

    الحقيقي !

    لهذا ، اعتقد ان المسالة في نشر الاستنارة غير مرتبطة ببرنامج حزبي ولا انتظار تحقق مجتمع ديمقراطي

    علماني ، وانما تزامن كل تلك الاشكال في اتجاهاتها التي تسير عليها بطريقة تفاعلية حتي نضع اساسا فكريا

    حقيقيا لمستقبل راسخ وليس مجرد تاثيرات عاطفية ناعمة ....

    مجموعة بوستاتك المتتابعة منذ فترة ليست بالقصيرة والمختصة بمناقشة المسلمون الجدد هي بالضبط مايجب

    ان يحدث باستمرار واتجاهات هذا الحوار في حد ذاتها هدف جيد صرف النظر عن نتيجتها ، فلايمكن

    قياس ماتتمخض عنه النتيجة كما وكيفا الا بمقدار ما نستشفه من خفوت حدة الصدمة في تناول الاشكال

    عبر تاريخ هذه المناقشة الممتدة ...
                  

06-28-2017, 10:50 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: عبداللطيف حسن علي)

    عزيزي عبداللطيف حسن علي
    تحيّاتي

    في اعتقادي الخاص: لا وجود لحقيقة مُطلقة، لأنَّه لا وجود لمُطلق أصلًا. الحقيقة المُطلقة ليس أكثر من مُجرَّد وهم خلقه العقل البشري ليُصبح هدفًا يسعى نحوه على الدَّوام، تمامًا كوهم السعادة والنجاح. نحن في الحقيقة نضع هذين القيمتين أمامنا لتدفعنا فقط لتحقيقهما، ونموت دون أن يحدث ذلك، لأنَّ الإنسان دائمًا يسعى إلى المُطلق، ولا يُحققه، حتَّى وإن رأى الآخرون غير ذلك. فنحن نرى أن شخصًا مثل بيل غيتس هو شخص وصل إلى النجاح ولا شك، ولكن رأي بيل غيتس نفسه ليس كذلك، لأنَّه مازال يسعى فعليًا لتحقيق النجاح، وإلَّا لكان توقف مُنذ إدراكه لحقيقة وصوله إلى النجاح، ويُمكننا تطبيق الأمر نفسه على كثير من الأشياء والأمثلة. هذا الأمر يدخل فقط في خانة الماهيَّات وعالم القيم، أمَّا عالم الكينونات فلا وجود للألوان الرماديَّة فيه. فمثلًا أنا الآن أرى أمامي جوزًا من الأحذيَّة. وجود الحذاء ككينونة هو حقيقةٌ مُطلقة لاشك ولا ريب فيها، ولا تقبل الجدال والفصال، ولا تحتمل أكثر من رأي أبدًا، أمَّا عندما ننتقل إلى الحديث عن ماهيَّة الحذاء؛ فنتكلَّم عن لونه مثلًا: هل هو أسودٌ أم أزرق داكن؟ وما هو اللون الأسود؟ هل هو انعدام اللون الأبيض أم أنَّه لونٌ مُستقل؟ أم ترى أنَّ اللون الأبيض هو انعدام اللون الأسود، مثل هذه المسائل المُتعلقة بالماهيَّات، هي ما تحتمل التأرجح بين ألوان الطيف المعرفي، وتحتمل النسبيَّة بناءً على عوامل مُختلفة، كميَّة الضوء، وزاوية النظر وغيرها من العوامل المُختلفة. الكينونات لا جدال ولا فصال حولها، ولكن كل ما يقبع في خانة الماهيَّات والقيم هو ما يُمكن أن نتجاجل حول بافتراض النسبيَّة لا الإطلاق.
    قناعتي الشخصيَّة الآن كمُلحد (والحقيقة لا أعرف ما الذي تقصده بمُلحد 100%) هو أنَّ فرضيَّة "الخالق" غير مُستبعدة، مثلها مثل فرضيَّة "الكائنات الفضائيَّة" تمامًا، لا وجود لها ولكن لا أستبعد وجودها، وتتراوح نسبة قناعتي سلبًا وإيجابًا بحسب المُعطيات المُتوفرة، فكلَّما زادت المُعطيات التي تدعم فرضيَّة الوجود، زادت نسبة احتماليَّة وجوده لديَّ، والعكس صحيحٌ أيضًا. وبناءً على المُعطيات المُتوفرة لديَّ الآن فإنَّ نسبة احتماليَّة وجود "خالق" عاقل وذكي هي احتماليَّة ضعيفةٌ جدًا (ولكنها غير معدومة) لأنَّ كل المُعطيات المُتوفرة: علميًا وفلسفيًا، لا تدعم فرضيَّة وجوده. أمَّا قضيَّة "الإله" فهذه قضيَّة أُخرى، وأعني بذلك الإله الشَّخصي الذي يزعم المُؤمنون بوجوده تدخله وتفاعله مع البشر والعالم المادي؛ إذ لا يُوجد دليلٌ واحدٌ على حدوث هذا التفاعل على الإطلاق؛ بالإضافة إلى إمكانيَّة إخضاع مُنتجات هذه الآلهات للفحص والاختبار للتأكد من وجوده (وفقًا لمزاعم وتصوُّرات كل ديانةٍ على حدة) فعندما يصف أصحاب الدين إلههم بأنَّه "عادلٌ" مثلًا، فإنَّه بإمكاننا فحص هذه الفرضيَّة عبر مُراجعة وفحص "الوحي" الذي من المُفترض أنَّه مُنتجه الخالص، فإن رأينا في تعاليمه شيئًا يُناقض مفهوم العدالة، حكمنا عليه بأنَّه غير عادل، وهكذا مع كل التصورات الأخرى، لأنَّ غياب الكينونة يجعلنا في مواجهة مباشرة مع الماهيَّة، وعندها لا حل أمامنا سوى إخضاع هذه الماهيَّة لقوانين المنطق مثل قانون عدم التعارض، فإن ادعى شخصٌ وجود كائنٍ "ماهوي" وزعم أنَّه طويل وقصير في الوقت ذاته، أو أنَّه أبيضٌ وأسودٌ في الوقت ذاته، أو أنَّه رحيم وشديد العقاب في الوقت ذاته، أو أنَّه الأول والآخر في الوقت ذاته كان بإمكاننا الحكم على هذه الماهيَّة بالعدم، لأنَّه توجد استحالة منطقيَّة في الجمع بين المتناقضات، وهكذا.

    أمَّا عن المُسلمين الجدد فيقيني أنَّهم أخطر على العالم من السلفيين والمُتشددين، لأنَّهم القوة الناعمة التي تدعم الإرهاب وتُسانده، وتعمل على بقائه واستمراره؛ حتى دون أن يشعروا بذلك. إنَّهم السبب الأساسي في إطالة أمد الإرهاب، لأنَّهم السبب في تأجيل الصراع مع التيار المُتشدد، بدافعهم عن النص، وحمايته من النقد العقلاني، بإلقاء اللوم دائمًا على الآخر، مع اختلاف هذا الآخر، فتارةً يكون الآخر هو: الظرف السياسي، وتارة أمريكا وإسرائيل، وتارة كتبة التاريخ، وتارة المسلمين أنفسهم، المهم أن يبقى الإسلام نفسه موضوعًا بعيدًا عن النقد والتشكيك والمساءلة التاريخيَّة، وهذا ما يُطيل أمد التيارات الإرهابيَّة، ويُطيل أمد الصراع.

    مودتي لك
                  

06-28-2017, 11:09 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: عبداللطيف حسن علي)

    من ناحية عملية ، نعم نسعي من اجل دستور ديمقراطي -علماني

    كي نتمكن من ممارسة حرية التعبير والاعتقاد ، وهو هدف يحتاج

    صراع فكري مستمر حتي يتحقق المجتمع المستقر الامن ويكون الدين

    بعيدا عن الدولة ....اما من ناحية فكرية فمسالة الايمان والالحاد اعتقد هي نفسها

    قضية خاطئة ومجرد اثر تاريخي لصراع وهمي حول قضية المعرفة ...

    ايمان بماذا والحاد من ماذا ؟!
    المصطلحين كلاهما خاطئ !

    طرح القضية بهذه الصورة لايعني طرح شيئين : الايمان والالحاد

    وانما شئ واحد وموقفين منه !

    فكيف ظهر هذا الشئ الواحد معرفيا ليتكون موقفين منه ؟

    فكرة ظهور اله معرفيا فكرة تبدو فطرية في الانسان(معرفة قبلية)

    وعلميا اتضح انه لايوجد مايسمي معرفة فطرية وانما معرفة السبب والنتيجة

    ومعرفة السبب والنتيجة مبنية علي المشاهدة والتجربة والحس ...وبما ان العقل

    له قدرة استقرائية فهو يطلب وجود تسلسل لانهائي للاسباب والنتائج حتي الوصول

    لسبب اول وواضح ان السبب الاول مفهوم ذهني فكري خالص ....

    هناك جسيمات في عالم تحت ذري لها ارتباط غير سببي بالطريقة التي نفكر بها

    مما ادي لمفهوم عدم اليقين لهيزنبرغ ، اي معرفة لاتناسب عقولنا !!

    ومن المحتمل ان تكون هذه الجسيمات لانهائية في صغرها مثلما يوجد كون لانهائي

    في ضخامته ! بالتالي قوانين تفكيرنا قد لاتصلح في العالمين الذري والفلكي وانما تصلح

    فقط في عالم مقاييسنا الذاتي ، وتكون قضية السببية التي صاغت الاله خاطئة بالتالي !

    عندها يكون صراع ملحد ومؤمن صراع وهمي !

    المشكلة لابد انها في قصور الذهن البشري وذاكرته القصيرة المدي وبعيدة المدي

    التي تعمل كغربال يحتفظ ببعض المعلومات ويتجاهل الكم الاكبر منها ...

    اما الاجهزة فتري ابعد بكثير ولكن نتائجها تحتاج فكر تنظيري وتفسيري

    وهو مهمة العلوم الحديثة والنتائج غالبا ماتكون غريبة علينا لاننا تعودنا علي نمط

    معرفة يتوافق مع عقولنا الغربالية ! وكذلك النتائج الواردة عن الاجهزة لاتحمل سمات

    ابيض واسود ولاحار وبارد ولافكرة ومادة ولاروح وجسم ولا مؤمن وملحد !!

    اصلا قد لايوجد طرفين بين شيئين بينههما تناقض الا في اذهاننا ، ومايوجد في الواقع

    امتداد لانهائي بين شيئين عبر رسل الانتقال من ضوء وصوت وحرارة وضغط وتركيز الخ

    فانا مثلا اري حجر امامي هنا (مادة) ثم ينقل الضوء (رسل الانتقال) سيلا متصلا من الصور

    الضوئية الي الشبكية بمخاريطها وعصبها الخ الي المخ وتكوين فكرة الحجر ، وهنا انتقلنا من

    مادة الي فكرة حسبما نعرف نحن ولكن في الواقع تجاهلنا بقية العملية الممتدة بين الطرفين واشتغل

    العقل كغربال يمسح بقية التسلسل من الذاكرة المؤقته باعتباره ليس ضروريا ! ونحن نتعامل فقط مع مايوجد

    في الذاكرة الدائمة بعد اسقاط كل خطوات التسلسل عبر رسل الانتقال وهكذا تاتي معارفنا مشوهة ووهمية

    مبنية علي فكر مستقطع وغير حقيقي ، ولهذا في اعتقادي صراع مؤمن - ملحد ماهو الا صراع وهمي !!

    هذه وجهة نظري فقط !
                  

06-29-2017, 04:37 AM

سيف النصر محي الدين
<aسيف النصر محي الدين
تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 8995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: عبداللطيف حسن علي)

    الصراع مع المتدينين المتعصبين و انتزاع حق الجميع في الاختلاف و في نقد النصوص
    و نزع القداسة عن الافكار و الشخصيات هو ذاته ما اوصل الغرب إلى ما هو عليه الآن.
    خلال هذا الصراع كان يتم انتزاع اراض و مساحات جديدة لصالح العقلانية و الحرية باستمرار
    و يدفع بالتعصب الى الهوامش ايضا باستمرار.
    انت تحتاج اولا لخلق بيئة تدعم حقك في الاختلاف عن السائد و في الخروج عن المألوف و التعبير عن
    ضميرك بحرية و هذه عملية سياسية طويلة المدى يستخدم فيها التاكتيك و البراغاماتية بحيث تتمخض عن
    مبادئ دستورية و مواد قانونية تضع الحدود الملزمة لجميع الاطراف و تقلص سيطرة المتدينين المتشددين
    على المجال العام و تعاقب من يمارس الارهاب او يفرض الوصاية على الافراد و على المجتمع.
                  

06-29-2017, 09:48 AM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأمر ليس بهذه السطحية يا هشام ...
    لا اطالبك انت بكتابة مقال .. ولا اقول بانني انا محمد حيدر اكثر جدوى منك .. ولا اريد ان اكون دائريا في النقاش لارد بان اغتراب او غربة المثقف السوداني عن مجتمعو هو السبب الرئيسي او أحد الاسباب الرئيسية في هيمنة الاسلاميين على الحياة السياسية واجتماعية في السودان. وفي ذلك اجابة عن فشل القوى الأخرى في تحقيق اهدافها الوطنية

    انت تتناول مسألة ظللت تتناولها منذ ما يقارب ال 3 سنوات .. تعبير 1/2 مسلم الذي تحاول نحته ليهو معاك 3 سنوات او يزيد .. أنت تريد تخليق مغهوم جديد .. واي مفهوم عندو اعتباراتو الكثيرة والذي اثيرها هنا وارى انك اغفلت عنها تماما .. الفاعلية المجتمعية والسياسية احد هذه الاعتبارات بالتأكيد

    وحتى اضبط النقاش دعني اتساءل


    الاصل في الملحد أن يكون ملحدا كاملا كما هو الحال في مجتمعات كثيرة .. فما هي الظروف الموضوعية التي ادت لنشوء ظاهرة نصف المسلم في المجتمع السوداني بالتحديد؟
    ما هو الدور الوطني للملحد الكامل (في مقابل نصف المسلم) والذي يكون من المناط به القيام به .. هل هو دور تنويري فقط على سبيل المثال ام أن عليه القيام بادوار وظيفية في المجتمع تتعلق بالحياة العامة والهم الوطني الخ ؟!!
                  

06-29-2017, 12:32 PM

عمر مصطفى مضوي
<aعمر مصطفى مضوي
تاريخ التسجيل: 02-04-2012
مجموع المشاركات: 276

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: محمد حيدر المشرف)

    الاخ / هشام بعد التحية :::فقط عشان نفهم ماترمي اليه في سياقه من الافضل ضبط مصطلحي الملحدين واللا دينين . والغاية اصلا من تبني الافكار والاعتقادات . هل هي من باب الترف الفكري ؟ ولا البحث مع كل المجتهدين من بني الانسان لتحسين وضع الانسان للافضل . اللادينون ليس بالمطلق ملحدين وانما يعتقدون بوجدو اله ولايعترفون بالاديان ايا كانت . غير الملحدين الذين لا يغتقدون بوجود اله . ولا اعتقد ان ذلك يخفى عليك او ربما تجاهلته عمدا . وكما ذكر لك الاخ / عبد اللطيف ليس هناك 100% انما تدرج في طيف واسع من الفكرة . وتأملات تنتاب البني ادميين . ليس هناك . مؤمن كامل او ملحد كامل . واعتقد هذه مسالة عقدية تخص الانسان وحده . ثم يتفق مع محيطه لبجعل امر الحياة ممكنا .وما يجعل هذا المكن هي السياسة والترتيبات الواقعية الاخري . كما ذكرت الحزب الشيوعي مثلا . اذ ليس من الممكن حسب ما تعتقد ان يعلو الشيوعيون المنابر والمآذن ليقولوا للناس ان ربكم غير موجود وان قرأنكم هذا من تاليف نبيكم ....اولا ليس هذا هو جوهر الامر ثانيا . اظن سيكون هذا ضرب من الجنون . المسالة ياسيد هشام خاضعة لتقييمات عقلية واقعية ومنطقية . الحزب الشيوعي ككل الاحزاب الاخرى يفكر داخل محيطه ويعمل من أجل مواطنيه وهو جزء من نسيجهم ووجدانهم .ثم ياسيد هشام انت تعتقد ان الدين لايمكن ان ينسلخ عن السياسة وان دعاة الاسلام السياسي يقدمون انفسهم لمجتمعاتهم من خلال النصوص المستمدة من كتبهم . بالمقابل هناك ملحدون متعاطفون مع ما يمكن ان تكون نسخة محسنة حسب ماذكرت السؤال كيف يرى الملحدون الامر . ان يكتفوا بالتنظير مثلا . طبعا هذا مقروءا مع ردك للاخ محمد المشرف . تحياتي ..

    (عدل بواسطة عمر مصطفى مضوي on 06-29-2017, 12:35 PM)

                  

06-29-2017, 02:51 PM

Basamat Alsheikh

تاريخ التسجيل: 08-15-2015
مجموع المشاركات: 2664

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: عمر مصطفى مضوي)

    قناعتي الشخصيَّة الآن كمُلحد (والحقيقة لا أعرف ما الذي تقصده بمُلحد 100%) هو أنَّ فرضيَّة "الخالق" غير مُستبعدة، مثلها مثل فرضيَّة "الكائنات الفضائيَّة" تمامًا، لا وجود لها ولكن لا أستبعد وجودها، وتتراوح نسبة قناعتي سلبًا وإيجابًا بحسب المُعطيات المُتوفرة، فكلَّما زادت المُعطيات التي تدعم فرضيَّة الوجود، زادت نسبة احتماليَّة وجوده لديَّ، والعكس صحيحٌ أيضًا. وبناءً على المُعطيات المُتوفرة لديَّ الآن فإنَّ نسبة احتماليَّة وجود "خالق" عاقل وذكي هي احتماليَّة ضعيفةٌ جدًا (ولكنها غير معدومة) لأنَّ كل المُعطيات المُتوفرة: علميًا وفلسفيًا، لا تدعم فرضيَّة وجوده.QUOTE)
    ><><><><><><><><><><><<

    هشام آدم
    هذا هو ردك بالنص على عبد اللطيف حسن علي
    وانت تقول ان فرضية وجود خالق غير مستبعدة،
    ونحن ووفقا لهذه الفرضية البسيطة جدا نؤمن بأن هناك خالق وان هذا الخالق
    هو الله ونطيع اوامره ، ونبتعد عن نواهيه ، على حسب فهمنا للعقيدة، وسوف لن نخسر
    شيئا يوم البعث ويوم الحساب ـ فإذا كان هناك فعلا خالق نكون قد افلحنا وفزنا واذا لم يكن هناك
    خالق، على حسب فهمك ولم يكن هناك بعث ولا حساب ، وان موتتنا هي الموتة الأبدية ، ايضا لن نخسر
    شيئا ، وعلى الأقل عشنا حياتنا في الدنيا بقواعد ومبادئ وأسس يستحسنها المجتمع.
                  

06-29-2017, 03:12 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Basamat Alsheikh)

    Quote: تاريخٌ كتبه المنتصر، والتَّاريخ الذي يكتبه المنتصرون دائمًا ما يكون مُصاغًا بطريقةٍ تخدم المُنتصر،
    وتُقلّل من شأن العدو المهزوم، وليس من المنطق الطعن في التَّاريخ الإسلامي من قِبل المُسلمين أنفسهم، بينما من الجائز
    أن يطعن غير المُسلمين بهذا التاريخ، الذي تناول ذكرهم، دون أن يكون لهم فرصة المُشاركة في صياغته،
    وهو ما يُعطينا إشارةً إلى صحَّة موقف التَّيار السَّلفي، وصحَّة قراءته للنُّصوص الدينيَّة.
    الإنسان الذي ينتهج النهج العلمي والمنطقي في تناول القضايا وتحليلها وبحثها ونقدها
    لابد له أن يرتكز أولاً على الأدلة الظاهرة والمقررة ...
    ولا يبدأ أول ما يبدأ كلامه بالظنون ثم بعد ذلك التسويق لهذه الظنون بأن المنتصر لابد أن يكون كاذباً ومزوراً ومبرراً لقتاله بالأكاذيب!!!
    هل يعقل أن نترك المعطيات التاريخية المنقولة والمدونة ..وتريدنا أن نقبل بأحكام وقياسات واستنتاجات
    مبنية على أن التاريخ مكذوب ومزور وملفق ؟؟!!
    لو كان التاريخ الإسلامي مزور وملفق ...أين المعلومات التاريخية التي تعقد أنها هي الصحيحة؟!
    هل يعقل أن نترك كلام الذين عاشوا ذلك الزمان الذي جرت فيه تلك الأحداث ...ونأخذ تخيلات وظنون أناس لم تعيش ذلك التاريخ
    ؟؟؟!!!!!
                  

06-29-2017, 03:50 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: منتصر عبد الباسط)

    Quote: التَّيار الإسلامي المُعتدل يقوم أساسًا على مُخالفة المنطق، وذلك بالطعن في التَّاريخ الإسلامي الذي كتبه المُسلمون بأيديهم،
    من هم هؤلاء المعتدلون الذين تعنيهم ممن يطعنون في التاريخ الإسلامي؟!
    ثم أن التاريخ الإسلامي ليس كله متساوي في درجة القدسية والاحترام
    ففترة حياة النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لا تساوى بما تلالها
    وفنرة الخلفاء الراشدين لا تساوى بغيرها ..
    وفترة الفتن لا تساوى بغيرها ...
    ونلاحظ في ذلك التاريخ أن من أخطأ ولو كان من الصحابة أو أمهات المؤمنين
    كانون يقرون بالخطأ ويندمون ويستغفرون
    وكذلك كان بعض الصحابة يعترض على القادة لو تسرع في القتل أو قتل من لا يجوز له قتله
    كما حدث بين عبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد رضي الله عنهما في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
    وما حدث بين عمر بن الخطاب وخالد بن الوليدرضي الله عنهما أيام خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ....رغم
    أن هذا الجهاد الإسلامي هو الذي بسط في العالم كله حرية الاعتقاد
    قبل الإسلام وحتى قبل خمسة قرون كان المسلم يقتل فقط لأنه مسلم
    وفي بلاد الإسلام كان يعيش حتى المجوسي وغيره في سلام

    (عدل بواسطة منتصر عبد الباسط on 06-29-2017, 03:56 PM)

                  

06-29-2017, 04:21 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: منتصر عبد الباسط)

    ومما يدل على أن جميع أهل الأديان كانوا يعيشون بسلام في كنف الدولة الإسلامية منذ نشأة الدولة الإسلامية
    هذا الحديث الذي في منصنف ابن أبي شيبة برقم 31426 -
    . حدثنا وكيع عن سفيان في مجوسي تزوج ابنته فأصاب منها ابنتين ثم ماتت إحداهما بعد موت الأب
    قال لأختها لأبيها ولأمها النصف ولأختها لأبيها وهي أمها السدس تكملة الثلثين حجبت بنفسها

    وسيفيان الثوري من الأئمة الثمانية الذين منهم الأئمة الأربعة وهو معاصر للإمام أبو حنيفة والإمام مالك و غيرهما
    لا حظ كيف كان غير المسلم يقضي له علماء المسلمين في ميراثه وماله بسلام وأمان حتى الذي تزوج أبنته وولد منها
    فماذا أكثر من ذلك..............
    تقول لي داعش الكلاب والمتطرفين هم من يمثل الإسلام!!!!!!!
    لا أدري كيف تحكمون!!!

                  

06-29-2017, 04:27 PM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: منتصر عبد الباسط)

    بسمات كيفكنصيحتي لك بعدم اتهام هشام بانه شاتم للاسلام او محمدهذه الطريقه في النقاش ووضع الشروط غير مجديه صدقيني هشام لن يخسر شئ بعدم نقاشك له واقول هذا الكلام مع خالص معزتي لك واحترامي انا في الحقيقه اري بان نقاشك مع هشام مفيد لك وسوف يفتح افاقك ومعارفك الدينيه والفلسفيه

    (عدل بواسطة Muhib on 06-29-2017, 06:44 PM)

                  

06-29-2017, 05:14 PM

Basamat Alsheikh

تاريخ التسجيل: 08-15-2015
مجموع المشاركات: 2664

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Muhib)

    محب

    انا لم اتهم هشام ابدا ابدا انه شاتم الاسلام او سيدنا محمد
    بل بالعكس انا أشدت به انه لم يفعل ذلك كغيره من الملحدين
    ولذلك واصلت النقاش معه،،،ولكني فقط قلت له اذا بدأ في الشتم
    والسب فسوف لن نقرأ له ولا نعلق ولا نرد،، واعطيته مساحة للشتم
    والسب كي يشتمنا ويسبنا ويسب المسلمين كما يريد فهذا لن يؤثر فينا
    وفي عقيدتنا...

    وليحفظك الرب
    ودمت بالف خير وصحة وعافية
                  

06-29-2017, 06:06 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Basamat Alsheikh)

    عزيزي عبداللطيف حسن علي
    تحيّاتي

    أكاد لا أختلف مع في شيءٍ ذي شأن على الإطلاق، ولكن لا يُمكننا اعتبار "الصراع" بين الإيمان والإلحاد صراعًا وهميًا، ومن باب أولى ألَّا يكون الإيمان والإلحاد في ميزانٍ واحد. ثمَّة ميلٌ لدى بعض الأشخاص لجعل الإلحاد مُقابلًا للإيمان، وهذا أمرٌ مُجحفٌ بالإضافة إلى مجافاته للحقيقة.

    الإلحاد ليس ادعاءً قائمًا بذاته، في مُقابل ما يطرحه الإيمان من ادعاء، الإلحاد موقف عقلاني وعلمي، لأنَّ الإلحاد -ببساطة- هو مُطالبة بالدليل على الادعاء ليس أكثر. وأعتقد أنَّ نسق المُطالبة بالدليل على صحَّة الادعاء هو موقف عقلاني وعلمي، ولا يُمكن أن يكون مُجرد المُطالبة بالدليل "صراعًا" من الأساس. القضايا الفكريَّة والفلسفيَّة عمومًا لا يُمكن اعتبارها صراعاتٍ متوهمة؛ بل والأهم من ذلك، فإنَّ ما تفضَّلت به من نقاطٍ علميَّةٍ هي عينها ما قصدته بكلمة "معطيات"، وهي المعطيات التي تُرجَّح لديَّ (ولدى أي مُلحد) عدم صحَّة فرضيَّة وجود خالق.

    مودتي لك
                  

06-29-2017, 06:07 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    عزيزي سيف النصر محي الدين
    تحيّاتي

    كلامكَ قد يكون صحيحًا من الناحية السياسيَّة، ولكن النزعة البراغماتيَّة هذه لن تأتي على مجتمعاتنا إلَّا بالوبال، والحكم عليها بالبقاء في الدائرة المُغلقة. مُجتمعاتنا -للأسف- مُجتمعات متدينة حتى النخاع، وليست القضيَّة هنا قضيَّة إيمان وعقيدة وحسب؛ بل مسألة هويَّة أيضًا، وهي واحدة من المُشكلات التي أنتجها الإسلام، والطريقة التي نشأ بها وتم إنتاجها مُنذ عصر التكوين الباكر. لقد جاء الإسلام لقبائل بدويَّة لا تعرف معنىً للحريَّة الفرديَّة، ولا لمفهوم الفردانيَّة، والاستقلاليَّة الفرديَّة؛ مجتمعاتٍ لا يُقام للفرد فيها مقامٌُ بمعزل عن القبيلة والعشيرة، فجاء الإسلام وألغى هذه القبليَّة، واستفاد من تلك "العاطفة" ليجعلها الحبل الذي يربط بين المُسلمين من خلال الدين، فانتقل ولاء الفردي القبلي إلى الدين، وأصبح الدين هو "هويته" عوضًا عن القبلية، ويتضح ذلك من الخطاب الديني الذي جعل المُسلمين في كفَّة وغير المُسلمين في كفَّة أُخرى مُوازية. وقد تم إزكاء هذه العاطفة (استنادًا على النصوص الدينيَّة الدالة عليها) حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من العقيدة، ولهذا ترى المُسلم السُّوداني شديد الاهتمام والتأثر لما يحدث لأطفال غزة، وقد يدفع من حر ماله من أجل دعمهم، ومساعدتهم، في الوقت الذي قد لا يهمه ما يجري لأخوته في الوطن في دارفور وفي جبال النوبة وشمال كردفان وغيرها من الأمكان. وهو ما يجعل كثيرًا من المُسلمين في هذه المنطقة يتعاطفون لما يحدث للمُسلمين في بورما (رغم أنَّ كثير منهم لا يعرف موقع بورما على الخريطة؛ بل ولا يعرف ما هي أصول الصراع الدائر فيها). ولنا في تداعيات ما يُسمَّى بالربيع العربي خير دليلٍ وشاهد على ذلك، فعندما استطاعت شعوب المنطقة إحداث ثورة، وأصبح أمامهم فرصة تحقيق الديمقراطيَّة، لم يفعلو؛ وعوضًا عن ذلك بزخ نجم الأحزاب الدينيَّة. وستظل مُجتمعاتنا (على الدوام) تحلم بالحكم الإسلامي، وتطبيق الشريعة. ببساطة لأنَّ لديهم قناعة بأنَّ الشريعة الإسلاميَّة هي الحل الوحيد والناجع لكل مُشكلاتنا: الاجتماعيَّة، والسياسيَّة، والاقتصاديَّة. لماذا؟ لأنَّ شعار (الإسلام هو الحل) مازال حيًا، يُغذيه هذا النسق البراغماتي، الذي جعل حتى الأحزاب اليساريَّة تدعمه (سواء بعلم أو دون علم)، لأنَّهم حوَّلوا الصراع مع الحكومة إلى صراع ديني، ولهذا فإنَّهم استخدموا خطابًا دينيًا مثل: "الحكومة تُتاجر بالدين"، "الحكومة تُشوه الدين"، "الدين براء مما تفعله الحكومة"، وهو ما رسخ فكرة أنَّ المُشكلة في الحكومة أنَّها لا تُطبق الإسلام الصحيح، وإنَّما تُتاجر به لأجل مصالحها، وإن جاءت فرصة لإسقاط هذه الحكومة، فسوف ينتخب السودانيون أحزابًا دينيَّة مرَّة أخرى، وحتى لو كان النسق نسقًا "ديمقراطيًا" فلن يختلف عن الديمقراطيات التي جرَّبها الشعب السُّودان سابقًا: (ديمقراطيَّة بما لا يُخالف شرع الله). إنَّ التيار المُعتدل هو في حقيقته مُعتدلٌ لأنَّه لا يمتلك السلطة، ولكنه لن يظل مُعتدلًا متى ما استلم السلطة. تذكر فقط ما فعله المُعتزلة بمُخالفيهم عندما امتلكوا السلطة، وكيف أنَّهم نكَّلوا بالناس، وقتلوا وسجنوا وعزلوا كل من يُخالف أفكارهم، وهم التيار العقلاني آنذاك. لا يُوجد إسلام مُعتدل يا عزيزي، فالاعتدال هو تكتيك مرحلي لا أكثر، فحتَّى محمَّد نفسه كان معتدلًا عندما لم يمتلك السلطة، وما أن امتلكها وامتلك القوة العسكريَّة حل الوبال على أصحاب الأديان الأخرى، فلم تبق في جزيرة العرب ديانة أخرى، لا يهوديَّة ولا نصرانيَّة، ولا صابئة، ولا وثنيَّة: الإسلام وحسب، لأنَّ الإسلام لا يستطيع أن يكون شريكًا مع أحد في السلطة؛ إلَّا أن يكون تابعًا له.

    مودتي

                  

06-29-2017, 06:07 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأخ محمَّد حيدر المُشرف
    تحيَّاتي

    مبدئيًا أنا لم أنحت مُصطلح أو مفهوم (نصف مُسلم)، فقط من باب الدقة لا أكثر. ما يخصني من نحت هو مُصطلح (المُسلمون الجدد) ولا أدري إن كنتَ تقصد هذا النحت أم غيره. أمَّا بخصوص اسئلتك فردي عليها كالآتي:

    1) لا أفهم ما الذي تقصده بالمُلحد "الكامل" تحديدًا، وما علاقة الإلحاد "الكامل" بظاهرة (النصف مُسلم)؟ في الحقيقة لم أفهم.

    2) أمَّا بخصوص ظاهرة "نصف مُسلم" فمن الواضح أنَّها نتجت بسبب ما يُسمَّى بصراع الحضارات، لاسيما الحضارة الغربيَّة، ومنذ أعلنت أمريكا الحرب على الإرهاب والمُسلمون في حالة استماتة لتخليص الإسلام من هذه الصفة، وزاد الأمر مع ظهور داعش واستغلالها للتقنيات الحديثة لتوثيق ما تفعله من تطبيقات للنصةص القرآنيَّة. ظاهرة "نصف مسلم" هذه -في اعتقادي- نتجت عن "صدمة" بعض المُسلمين من وضع بعض النصوص الدينيَّة قيد التطبيق العملي، فأن تقرأ شيءٌ وأن ترى شيءٌ آخر.

    3) أمَّا عن سؤالك عن دور الوطني للمُلحد، فأنا في الحقيقة لا أفهم سر إصراركَ على جعل الإلحاد نسقًا سياسيًا وبالتالي افتراض دور سياسي من المُلحد. الإلحاد مُجرد موقف فكري وفلسفي من قضيَّة الماورائيات عزيزي المُشرف، وبالتالي فإنَّ المُلحدين ليسوا كيانًا واحدًا فيما عدا هذه القضيَّة الفلسفيَّة، فقد يكون لكل مُلحد على حدة وجهة نظر سياسيَّة مُختلفة ومُتباينة عن الآخر. ولكي تفهم ما أقوله أو ما أحاول قوله، لك أن تعتبر المُلحدين مُجرَّد مجموعة من "النباتيين" عندها لن يكون السؤال عن موقف أو دور النباتيين الوطني أي معنى، لأن هؤلاء النباتيين لا يتفقون على شيء سوى "النباتيَة" وعدم أكلهم للحوم والمُنتجات الحيوانيَّة، وفيما عدا ذلك، فهنالك نباتي ليبرالي، وهنالك نباتي شيوعي، وهنالك نباتي مؤتمر وطني وووو إلخ. وباختصار لا يُمكنك الربط بين الدور الوطني للمُلحد وبين إلحاده. وعلى هذا الأساس فقد تجد ملحدًا مشاركًا في نفير أو في حراك أو مبادرة مثل مبادرة "شارع الحوادث" (كما تفترض أن يكون النشاط المُجتمعي) وآخر "خامل" بحسب فهمك للخمول، ولكن لا خمول الخامل، ولا نشاط الناشط له علاقة بالإلحاد.

    مودتي
                  

06-29-2017, 06:08 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأخ عمر مضوي
    تحيّاتي

    الحقيقة لم أفهم مُداخلتك، ولا كيف يُمكن الرد عليها، فأنت طرحت تساؤلات وأجبت عليها، وطرحت مسائل رددتُ عليها في مُداخلات أشرتَ إليها بنفسك، ولم أفهم ما الذي يتوجب عليَّ قوله لك! عمومًا، يُمكنك مُراجعة مُداخلتي الأخيرة للأخ محمد المُشرف فربما تجد فيها ردًا على سؤالك عن "دور المُلحد" .. أمَّا عن الشيوعيين، فالأمر ليس بالطريقة التي طرحتها أبدًا. الفكرة الشيوعيَّة لها عدة جوانب: الجانب النظري أو الأساس الفلسفي لها هي "المادية الفلسفية" وهي تعني فيم تعني عدم الاعتراف أصلًا بالماورائيات والخوارق. إلى هذا الحد ينتهي تمامًا الأساس الفلسفي للفكرة الشيوعي. على هذا الأساس الفلسفي المادي قام مشروع الفكرة الماركسية في تحليل الظواهر الاجتماعية والاقتصادية اعتمادًا على ما يُسمى بالماديَّة التاريخية، ومن ثم التوصل إلى نتائج حول أصول ومنابع بعض الظواهر، وبناءً على ذلك تم افتراض مجموعة من الحلول، والتي تُمثل الاشتراكية أقصاها. الأمر ببساطة شديدة يُمكن تصويره على النحو التالي: "مجموعة من الأصدقاء اتفقوا على أنَّ الإنسان كائن شرير وليس له الحق في قتل الحيوانات من أجل الحصول على الغذاء، ورأوا أنَّ في ذلك نوع من الوحشية غير المبررة؛ فاتفقوا أن يُصبحوا نباتيين. ودعنا نفترض أنَّ كل ما سبق هو الأساس الفلسفي لهذه المجموعة. بعد فترة من الزمن، نفس هذه المجموعة اتفقت أن تكوّن حزبًا سياسيًا، ووضعت برنامجًا خدميًا يخدم موطني البلدة اقتصاديًا واجتمعيًا وصحيًا وتعليميًا وووو إلخ من مهام الحزب السياسي المعروفة. هؤلاء ليسوا مطالبين أن يصعدوا إى المنابر ليُخبروا الناس ببشاعة قتل الحيوانات وأكل لحومها، ولا بضرورة أن يكون الناس كلهم نباتيين حتى يُصبح مستقبل الوطن أفضل (هذا ليس من أهداف "الحزب") ولكن في المقابل، إن تصادم أفراد الحزب مع المُجتمع في مسألة أكل اللحوم (وهو أمر خارج عن إطار العمل السياسي والحزبي)، فلا يُوجد سبب واحد يجعل أفراد الحزب يُنكرون نباتيتهم من أجل كسب الجماهيرية، وليس هنالك مبرر واحد يجعل أفراد الحزب النباتي أن يتخلوا عن نباتيهم من أجل إرضاء المجتمع، مع الإصرار على الزعم بأن الحزب حزبٌ نباتي.
    أتمنى أن تكون الصورة واضحة لك الآن

    مودتي

                  

06-29-2017, 06:08 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأخت بسمات الشيخ
    تحيّاتي

    عندما تعتمدين على "فرضيَّة" لتُقيمها عليها "إيمان" هنا يحدث الخلل، لأنَّ الفرضيَّة تحتمل الصحة والخطأ، والإيمان لا يحتمل الاحتمالية أو الفرضيَّة. فإمَّا أنَّك لا تعرفين معنى "فرضيَّة" أو لا تعرفين معنى "إيمان". لقد قلتُ أيضًا أنَّ موقفي من "الله" هو نفسه موقف من "الكائنات الفضائية" لا أراها موجودة، ولكنني لا أستبعد وجودها، فهنالك احتماليَّة (بالنسبة إليَّ ضعيفة جدًا) لوجود كائناتٍ فضائيَّة، ولكنني لا يُمكنني "الجزم" يقينًا بوجود الكائنات الفضائيَّة اعتمادًا على "احتماليَّة" أن يكون موجودًا. إنَّ اعتمادكَ أو استشهادكَ بكلامي المُقتبس يعني أنَّك تشكين في وجود "الله" ورغم ذلك تُؤمنين به يقينًا. فإن كنتِ لا تقصدين هذا المعنى؛ فإنَّ استشهادكِ بكلامي لا معنى له أصلًا، أو أنَّه في أحسن الحالات سيكون مجرد محاولة للبحث عن أي "ثغرة" تُثبتي بها صحَّة إيمانك، ولكن لا أعتقد أنَّ الحظ قد حالفك بهذه الوسيلة. الإيمان يا عزيزتي يعني "اليقين" واليقين لا يقوم مع الشك، وإن كان إيمانك بوجود "الله" يقينًا لاشك فيه، فهو لا علاقة له بكلامي الذي استشهدتي به، فموقفنا مُختلفٌ تمامُا. أمَّا بالنسبة لمسألة القواعد والأسس، فلا أعتقد أنَّك تودين القول بأنَّ كل مُلحد هو بالضرورة شخص بلا أخلاق أو بلا ضمير أو بلا قيم، لأنَّ هذه الأشياء لا علاقة لها لا بالإيمان ولا بالدين أصلًا.

    مودتي
                  

06-29-2017, 06:12 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأخ منتصر عبد الباسط
    تحيّاتي

    بشكلٍ شخصيٍ جدًا، أنا لا أُحب أسلوب اقتطاع مقاطع أو فقرات للرد عليها، لأنَّ المقال يُعبّر عن فكرة واحدة بصورة مُتكاملة، وأفضل الرد على "فكرة" المقال، وليس على فقراته. وقد انتابني شعور أنَّك لم تفهم أصلًا فكرة المقال؛ بل ولم تجتهد في سبيل ذلك، ولكنك -لسببٍ ما- أحببتَ المُشاركة فقط لأجل المُشاركة لا أكثر، وهذه تُشكر عليها. وعلى أيَّة حال؛ ستكون ردودي على مُداخلاتك حسب ترتيبها


    المُداخلة الأولى
    يبدو أنَّك لم تفهم مُرادي جيدًا، فلستُ أنا من يقول بتزوير التاريخ الإسلامي؛ بل هم المُسلمون الجدد من يقولون بذلك، ولهذا قلتُ حرفيًا: "التَّيار الإسلامي المُعتدل يقوم أساسًا على مُخالفة المنطق، وذلك بالطعن في التَّاريخ الإسلامي الذي كتبه المُسلمون بأيديهم، ورغم لامنطقيَّة هذا الفعل من أساسه؛ إلَّا أنَّه يظل تصرفًا مُبررًا
    " (والغريب أنَّك اقتطعتَ هذه الفقرة في مُداخلتك التالية) فموقفي أنا من إنكار التراث والتاريخ هو الرفض، واعتباره أمرًا لامنطقيًا.

    المُداخلة الثَّانية
    المُعتدلون الذين أعنيهم بكلامي هم المُنكرون لما هو موجود في كتب الأحاديث والسيرة النبويَّة والمرويات التاريخيَّة.

    المُداخلة الثالثة
    إن كنتَ تُريد أن تعرف ما إذا كانت داعش تُمثل الإسلام فعلًا أم لا، فلا داعي لاستشهاد بسفيان الثوري، يُمكننا استخراج الشواهد والأدلة من الآيات القرآنيَّة ومن السيرة النبويَّة نفسها، ألا تقول: "إن التاريخ الإسلامي ليس كله متساوي في درجة القدسية والاحترام ففترة حياة النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لا تساوى بما تلالها"

    مودتي






                  

06-29-2017, 11:17 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    أولاً لك التحية الأخ هشام
    Quote: {إنَّما المُشركون نجس}
    {إن هم إلَّا كالأنعام بل هم أضل}
    {ألا إنَّهم هم السفهاء}
    {عُتلٌ بعد ذلك زنيم}
    {مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارًا}
    {فمثله كمثل الكـلب}
    {فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين}
    بالمنطق المحض الذي هو لغة التخاطب الوحيدة مع من هو مكذب بوجود خالق
    و معتقدنا أنه هو الذي قال هذا الكلام فيما عندنا هو القرآن الكريم من لدن عليم خبير
    فإذا كان القائل لهذا الكلام هو من خلق البشر جميعهم وخلق الأنعام وخلق الحمير و الكلاب وهو المتصرف فيها وهو موجدها ومالكها ...
    فالذي يملك حر في ملكه الذي صنعه بنفسه ولم يشاركه فيه أحد ...
    فلو كان هناك إنسان طفق يبني ويهدم مابناه أو يعدم ما صنعه طول عمره لما استطاع أحد أن يجرمه فكيف بمن صنع من العدم
    وهو يتكلم هكذا في من خالفوه وعصوه وأنكروه وبعد هذا كله يكرر عليهم المحاولة تلو الأخرى ليعرفهم بنفسه
    وبأنه خالقهم ولا زال وسيظل بلا نهاية هو رازق من شاء منهم والمتحكم في أمرهم ...
    وأما وأنك تنكر وجود خالق أصلاً فالمنطق يقول ...أن الكلام والحوار يكون أولاً في أدلتك على عدم وجود الخالق لنناقشك
    فيها قبل الكلام في كلام الخالق الذي تنكر وجوده ...فهل من المنطق أن تتناول كلام لمن تعتقد أنه غير موجود
    دعنا نتحاور أولاً في القائل قبل القول .



                  

06-30-2017, 06:45 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: منتصر عبد الباسط)


    سلام لصاحب البوست والمتداخلين
    هشام يكفيه أنه ملحد ومثابر في إلحاده وعنده نقاط جديدة لترميم وصيانة الإلحاد.
    مسألة أن يهاجم قوى اجتماعية أخرى لأنها تنافق في قضية الالحاد هي مسألة لا يحتاج لها.
    السياسيون يرون الأمر بمنظار السياسة وهذا لا يعني أنهم ملحدون رديئون.
    محمد حيدر سالفته ضعيفة لأنه بيتحدث عن اعتبارات لاحترام الدين، يعني الدين عنده
    والالحاد عند هشام. طيب لماذا ينتقد هشام؟ فهشام أيضاً عنده حاجة ونقيضها. وليس الدين
    أهم من الإلحاد.
    واحد اتكلم عن م م طه. ياخي أنا الجمهوريين ديل ما بيقعوا لي. يقول ليك رسالة تانية
    للإسلام. ياخي ما تمشي تعمل رسالتك وأهي كلها رسالات.
    والعقل البشري في طريقه لإماطة كل هذه الترهات الرسالية. والالحاد لا يزداد باسباب
    سياسية لكن لأن الناس صار بمقدورهم فتح كل وجميع المواضيع والتفكير النقدي انتشر.
    خلينا نقول باختصار ان النيورو ساينس أو علم الأعصاب أثبت أن كل فكرة جديدة تنشأ
    في دماع الفرد يستتبعها نشؤء رابط عصبي وكهروكيمائي مع فكرة سابقة لها فمع تزايد
    المعرفة تنشأ مسارب pathways عصبية جديدة بين كل فكرة وأخرى وببين الإثنتين
    وثالثة قديمة أو جديدة والمحصلة أن دماعك يكبر ويصير نقدي وتقوم تمسك سورة أو
    حديث فتجد أن أسباب نزول البقرة مثلاً لا يمكن أن تكون أسباب نزول لأي شيئ أو أن
    الله في بعض الآيات حب يدخل كلمات أجنبية أو أخطأ في كلمات عربية أو أخطأ خطأ
    نحوي عديل. زمان الحاجات دي ما كان الناس بيلاحظوها، موش لأنهم خائفون ولكن
    لأن العقل البشري لم يكن مثل الآن. ولم يبق في قضية الايمان إلا الشك كشرط لازم
    للإيمان. هذا هو المخرج الوحيد للإنسان المؤمن أنه لا يكون لديه يقين لأن اليقين ينسف
    فكرة العبودية لله لأنه لن يجد ما يعاقبك عليه. أن يكون الايمان حالة متلبسة الواحد
    وليس أمامنا سوى أن ندعو له بالخير.
                  

06-30-2017, 11:38 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: mustafa mudathir)

    الأخ منتصر عبد الباسط
    تحيّاتي مُجددًا

    واحدة من مُشكلاتي مع الدين (والإيمان عمومًا) هو قدرته العجيبة على قلب الحقائق، وإقناع المُتدين (والمُؤمن عمومًا) بخطأ الصحيح، وصحَّة الخطأ، وأنَّ الخطأ الذي يراه خطأ يكون صحيحًا في بعض الحالات، وأنَّ الصحيح الذي يراه صحيحًا يكون خطأ في بعض الحالات، دون أدني إحساس بالتناقض على الإطلاق. والغريب في الأمر أنَّ الإيمان لديه قدرة على استعمال حجج النفي للإثبات، والعكس صحيحٌ أيضًا. فحجَّة أنَّ "الله" هو خالق "المُخلوقات" والكون من المُفترض أن تكون حجَّة لصالح فكرة أنَّ "الله" لا يشتم ولا يُعيّر، وليس مُبررًا للشتم والإساءة والتَّعيير! إنَّ الشتم والإساءة والتَّعيير هي سلوكيَّات بشريَّة محضة، وافتراض أنَّ "الله" يتمتَّع بهذه السُّلوكيَّات البشريَّة "السلبيَّة" لهو أمرٌ غريبٌ جدًا. والأغرب من الغريب أنَّك (كمُسلم) ترفض هذه السُلوكيَّات أصلًا، وتزعم أنَّ رفضك لها نابعٌ من تعاليم دينك، ولكنَّك في الوقت نفسه لا ترى أيَّ مُشكلة في أن يُمارس "الله" هذه السلوكيّات، بحجَّة أنَّ الخالق ومالك "المخلوقات"، والواقع يقول إنَّ كون "الله" هو الخالق ومالك "المخلوقات" تجعلنا نستبعد أن يكون هذا السلوك منسوبًا إليه؛ وليس العكس، ولكن الإيمان هو فعلًا تغييب للعقل، وكسر لأبسط قواعد المنطق، والمُشكلة الأساسيَّة أنَّ هذا النمط من التفكير يتجاوز مسألة "العقيدة" وكيف يرى المُؤمن "الله" وكيف يتصوَّره، ليتنزَّل على أرض الواقع، لتتم صياغة ثقافة المُجتمع وأخلاقه بناءً على نمط التَّفكير المغلوط هذا، فلا نرى أيَّ إشكاليَّة في تدخل "اله" في مسائل بشريَّة حياتيَّة كالحب، والكراهية، والزواج، والطلاق، واللباس، والأكل، والشرب، ثم لا نرى في ذلك أي ضير أو أي تناقض مع المنطق والعقل؛ بل ونُبرر له بحجَّة أنَّ "الله" يحق له أن يفعل ما يشاء لأنَّه الخالق، رغم أنَّ هذه الحجَّة -في الأساس- من شأنها أن تُنزه "الخالق" عن حياة "المخلوقات" وتصرفاتهم، وتجعله مُتعاليًا عن أن يتدخل (خالق الأكوان العظيم) في شؤون بشريَّة تافهة بالنسبة إليه، مثل: الزواج، والطلاق، ومن مارس الجنس مع من، وهل نأكل في جماعة أو فُرادى، وما الذي يتوجَّب علينا فعله في حال حاضت زوجاتنا.
    أمرٌ غريبٌ فعلًا


                  

06-30-2017, 11:39 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأخ مصطفى مدثر
    تحياتي لك وأشكرك على مُداخلتك.

    فقط لديَّ مُلاحظة بسيطة مُتعلقة بجملتك هذه: "زمان الحاجات دي ما كان الناس بيلاحظوها، موش لأنهم خائفون ولكن لأن العقل البشري لم يكن مثل الآن". الحقيقة أنَّني أتفق معك في مسألة تطور العقل البشري، ولكن فيما يتعلَّق بفكرة الوحي، والآيات القرآنيَّة فحتى العرب في عصر "التنزيل" لم يكونوا مُقتنعين بالنص القرآني أبدًا؛ بل كانوا يسخرون منه، وقد بقي محمَّد في مكة 13 عامًا، وهو يقرأ على الناس القرآن، ولم يقتنع بما يقوله إلَّا القلة القليلة، وغالبيَّة تلك القلة كانت من الشرذمة والعبيد والرعاع، وقليل جدًا منهم كان من الأشراف وعقلاء أو حكماء العرب، وقد ذكر القرآن نفسه مسألة استهزاء العرب بالقرآن في ذلك الوقت، فالقرآن لم يكون بالنسبة إليهم مُعجزًا، بل على العكس كان مادة للسخرية، وسببًا في عدم التصديق بنبوة محمد، حتى من أقرب المقربين إليه من قبيلته وعشيرته. وفي القرن الهجري الثاني تعرَّض القرآن (ومسألة الوحي عمومًا) إلى النقد على يد المُعتزلة، حتى أن منهم من سخر من فكرة الوحي والنبوة في مُجملها.

    مودتي لك



                  

06-30-2017, 12:36 PM

جلالدونا
<aجلالدونا
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 9387

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    Quote: فقط لديَّ مُلاحظة بسيطة مُتعلقة بجملتك هذه:
    "زمان الحاجات دي ما كان الناس بيلاحظوها، موش لأنهم خائفون ولكن لأن العقل البشري لم يكن مثل الآن".
    الحقيقة أنَّني أتفق معك في مسألة تطور العقل البشري،
    ولكن فيما يتعلَّق بفكرة الوحي، والآيات القرآنيَّة فحتى العرب في عصر "التنزيل" لم يكونوا مُقتنعين بالنص القرآني أبدًا؛
    بل كانوا يسخرون منه، وقد بقي محمَّد في مكة 13 عامًا،
    وهو يقرأ على الناس القرآن، ولم يقتنع بما يقوله إلَّا القلة القليلة،
    وغالبيَّة تلك القلة كانت من الشرذمة والعبيد والرعاع، وقليل جدًا منهم كان من الأشراف وعقلاء أو حكماء العرب،
    وقد ذكر القرآن نفسه مسألة استهزاء العرب بالقرآن في ذلك الوقت، فالقرآن لم يكون بالنسبة إليهم مُعجزًا، بل على العكس كان مادة للسخرية،
    وسببًا في عدم التصديق بنبوة محمد،
    حتى من أقرب المقربين إليه من قبيلته وعشيرته.
    وفي القرن الهجري الثاني تعرَّض القرآن (ومسألة الوحي عمومًا) إلى النقد على يد المُعتزلة،
    حتى أن منهم من سخر من فكرة الوحي والنبوة في مُجملها.

    نفسى اسأل السؤال ده
    هل الالحاد مربوط فقط بالاسلام و سيدنا محمد و قرءان نزل على محمدو رب محمد ؟
    وين سيدنا ادم و ابراهيم و موسى و عيسى من الحتة دى
    مسألة انك ملحد دى عرقناها ... و ده حقك .. و كفلو ليك القرءان
    بتكرر فى فتح البوستات دى لى شنو؟؟؟؟؟؟
    عشان تقنع نفسك بى إلحادك ولّ عشان تقنع ناس تانين !!!!




                  

06-30-2017, 01:35 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: جلالدونا)

    الأخ جلادونا
    تحيّاتي

    سؤاك هذا يتكرَّر رغم سطحيته المُفرطة، وفي كل مرَّة اضطر إلى إعادة الإجابة، ولكن دون جدوى، فمازال السؤال نفسه يتكرَّر، وكأنَّه لغز محيّر. موقف المًلحد من الأديان كلها هو هو نفسه من حيث المبدأ الأساسي وهو "الفكر الربوبي" فالمُلحد لديه إشكاليَّة أساسيَّة من الفكر الربوبي في العموم، وانطلاقًا من هذا المبدأ فلا فرق لدى المُلحد بين المُسلم والمسيحي وحتى اللاديني الربوبي، لأنَّهم جميعًا يدعون فرضيَّة بلا دليل على الإطلاق. إلى هذا الحد يتساوى أي فكر ربوبي لدى المُلحد (FULL STOP).
    نأتي الآن للشق الثَّاني من الموضوع، وهو: لماذا الإسلام بالتَّحديد؟
    هنا الأمر له جانبان مهمان جدًا، وكلاهما لا علاقة لهما بمسألة (فرضيَّة الخالق) التي يتساوى فيها الإسلام وبقيَّة الأديان الأخرى بالنسبة للمُلحد، وهما على النَّحو التَّالي:

    1) من الطبيعي أن ينتقد المُلحد (من أصول إسلاميَّة) الإسلام، لأنَّه الأكثر دراية به من بقيَّة الأديان، بحكم الخلفيَّة الثقافيَّة التي جاء منها، وكذلك بحكم وقوعه داخل هذه الثقافة المتأثرة بهذا الدين، وتعاليمه التي تُؤثر بشكلٍ واضح في كل مفاصل الحياة الاجتماعيَّة، والإنسان -كما تعرف هو ابن بيئته- يُؤثر ويتأثر بكل ما يحدث داخل هذا المُجتمع. المُلحد ذو الخلفيَّة الإسلاميَّة -شاء أم أبى- هو جزء من الثقافة الإسلاميَّة والمُجتمع الإسلامي: أسرة مُسلم، أصدقاء مُسلمين، زملاء عمل مُسلمين، جيران مُسلمين ووو إلخ. فمن الطبيعي أن يتكلَّم الشخص عن مُجتمعه وعن ظواهر مُجتمعه؛ لاسيما تلك الظواهر التي تمس الإنسان بصورة مُباشرة. والأمر نفسه يفعله المُلحد ذو الخلفيَّة المسيحيَّة، ففي العالم المسيحي يكون جًل النقد مُنصبًا على المسيحيَّة، فلا تجد مُلحدًا (من أصولٍ مسيحيَّة مثلًا) يترك نقد المسيحيَّة، ليتكلَّم عن الهندوسيَّة، ولكن في الوقت ذاته، فإنَّك إن سألته عن رأيه في الهندوسيَّة سيقول لك إنَّها ديانة خرافيَّة بالنسبة إليه تمامًا كالمسيحيَّة، ولكن هذا من الناحية الفكريَّة وليس الاجتماعيَّة، فمن الناحية الفكريَّة يتساوى لديه الفكر الربوبي عمومًا، وليس فقط الهندوسيَّة، ولكن عندما يأتي الأمر إلى القضايا والظواهر الاجتماعيَّة، فإنَّه يُركز على المسيحيَّة، لأنَّها الأساس الفكري والثقافي لديه، بحكم تربيته ونشأته، وبحكم تأثره بهذه الثقافة المسيحيَّة، وملامستها لتفاصيل حياته. وكذلك المُلحد من أصول إسلاميَّة. لذا فلا تتوقع أن يترك الإسلام ليتكلَّم عن الهندوسيَّة أو البوذيَّة مثلًا، في حين لا يتقاطع معها في حياته اليوميَّة، وغير متأثر بها في منظومته الثقافيَّة والاجتماعيَّة.

    2) ومن ناحية أخرى، فإنَّ الإسلام هو الديانة الوحيدة التي تُثير المشاكل بشكل واضح وعلني اليوم: تفجيرات، عمليات انتحاريَّة، دهس، تفخيخ، طعن. ولا يكاد يمر يومٌ تقريبًا؛ إلَّا وتقع حادثة إرهابيَّة يكون وراءها مُسلم لقد أصبح الإسلام مُشكلة حقيقيَّة للعالم، مُشكلة تُهدد السلم العام، وحتى أنَّها أصبحت فعليًا تُؤثر على قيم الحضارة المُعاصرة ومفاهيمها، كمفهوم الديمقراطيَّة، والحريَّات، والتعدديَّة، وما يحدث في أوربا لهو خير مثال على ذلك، فلا تتوقع أن يترك المُلحد ديانة كهذه ليتكلَّم عن الهندوسيَّة التي لا نكاد نعرف عنها شيئًا (سوى أنَّها خرافيَّة كغيرها من الأديان)، ولا نكاد نرى أو نسمع مُشكلة دوليَّة يقف وراءها مجموعة من الهندوس اعتمادًا على كتابهم المقدس. ليس من المنطق أبدًا الاهتمام بما ليس مهمًا، وبما ليس له تأثير سلبي على حياة الناس. الإرهاب الإسلامي أصبح قضيَّة دوليَّة، وهي قضيَّة الساعة، وهي تُؤثر بشكلٍ مباشر على مناحٍ كثيرة من حياة الناس، ولهذا كان الاهتمام بالإسلام ونقده، لأنَّه الديانة الوحيدة الذي ظلَّ يقمع الآخرين، ويحول دون نقده بشكل فعلي، عبر هالة القداسة التي يحمي بها نفسه لقرون طويلة.

    إنَّ تكرار سؤال: "لماذا الإسلام تحديدًا؟" هو -في حقيقته- مُحاولة "ساذجة" و "طفوليَّة" لقمع الرأي، والحيلولة دون تعريض الإسلام ونصوصه وتعاليمه للنقد، بمُحاولة صرف الأنظار عنه إلى غيره، وليس من المُستغرب أبدًا أن يكون هذا السؤال حكرًا على المُسلمين، فالمسيحيون في الغرب، لا يطرحون مثل هذا السؤال، ببساطة لأنَّ المُسلمين هم فقط الذين يُجيدون تمثيل دور الضحيَّة بأشكال وأساليب مُختلفة على مر العصور؛ بل ومُنذ بواكير أيامه أيضًا. الإسلام سوف يُنقد (شاء من شاء وأبى من أبى) لأنَّ هذا صيرورة تاريخيَّة؛ بل وضرورة مرحليَّة، وليس هنالك دين أو فكرة أو مُعتقدٌ فوق النقد على الإطلاق.

    لقد رأينا ما فعله المُسلمون حول العالم عندما قام أحدهم برسم كاريكاتير ساخر من شخصيَّة محمَّد. لقد أقاموا الدنيا ولم يُقعدوها، بينما -ومنذ أزمنة بعيدة- يتم تناول المسيحيَّة ورموزها بالسخريَّة سواء في شكل رسوم كاريكاتيريَّة أو أفلام أو اسكتشات أو حتَّى الكوميديا الارتجاليَّة Stand up comedy ولم يفعل المسيحييون نص ما فعله المُسلمون من عنف وحرق وقتل، رغم أنَّ المسيحيَّة هي الديانة رقم 1 من حيث العدد حول العالم، في الوقت الذي يتفاخر به المُسلمون بعددهم في كل مرَّة (بمناسبة وبدون مناسبة)، ولا أعرف ما الذي كانوا سيفعلونه إن كانوا هم الأكثر عددًا حول العالم.

    مودتي
                  

07-01-2017, 06:15 AM

mustafa mudathir
<amustafa mudathir
تاريخ التسجيل: 10-11-2002
مجموع المشاركات: 3553

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)


    "زمان الحاجات دي ما كان الناس بيلاحظوها، موش لأنهم خائفون ولكن لأن العقل البشري لم يكن مثل الآن."
    نعم هشام، طبعاً الجملة كُتبت على عجل وليس المقصود أن الناس كانوا غير خائفين بل المقصود أنهم لم يكونوا
    يتوقفون عند شئ مثلما نحن، لأن الإيمان كان وراثي، في الأسرة. الآن الناس يتوقفون عند كل كبيرة وصغيرة.
    اليوم المعرفة فورية وملحة والإنسان وجد أن القيمة المعرفية عالية لأنه لا يعيش طويلاً، رغم أن جهود إطالة
    العمر على قدم وساق. فمعنى الحياة هو من مشاغل انسان اليوم وليس نيل رضا قوى غيبية.
    ورغم سهولة حل معضلة الوجود بالإتكال على تدبير قوى غيبية، فالمؤمنون غير قانعين بما لديهم من صلة
    بالمطلق، إن كان ذلك ممكناً، ولذلك تراهم متوترين تجاه تفكير شرائح أخرى من البشر لا ترى الأمر وفق
    رؤاهم! فواصل وسأعود لدعم عدم وجود فكرة مجردة وأن الأفكار نفسها هي مادية بامتياز.
                  

07-01-2017, 10:50 AM

Basamat Alsheikh

تاريخ التسجيل: 08-15-2015
مجموع المشاركات: 2664

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: mustafa mudathir)

    يا هشام ادم
    في ناس كتار زيك يتشككون في وجود الله ولكنهم لايستبعدون وجوده
    وعشان كده ما تستغرب من كلمة ملحد ١٠٠% القالها ليك عبد اللطيف..لانك
    ايضا غير ملحد ١٠٠% وفقا لما قلته انت...
    وبعدين في ملاحظة في ردودك على من يسالونك اسئلة مشروعة ..فانت تستخف
    باسئلتهم وتصفها بانها سطحية وانك تكرر ولا احد يفهمك...وراجع ردودك مرة ثانية
    فهل هذه نرجسية ام انك ترى انك الوحيد الذي ينطق بالراي السديد والاخرين كلهم
    على خطا...
    وييا حليل كباشي الصافي ، يرحمه الله، الذي كان يقول العديل راي والعوج راي
    ودمت بخير
                  

07-01-2017, 01:07 PM

Salah Musa
<aSalah Musa
تاريخ التسجيل: 03-29-2004
مجموع المشاركات: 891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Basamat Alsheikh)

    الاخ هشام
    استقاء المعرفه دائما بيتم بالتواضع والتواضع هو أصل الخلق الرصين .وواضح من كتاباتك انك تعيش وهما داخل نفسك وأنك غريق في شبر من مويه ..نصيحه لك انظر الي داخلك وفكر مليا ..كل ما تكتله هنا خواطر فطيره ليس لها لا أسس فكريه ولا أسس علميه
    أدناه مقال منقول وجدته عله يفيدك ويفيد المتداخلين ويفيدني انا في المقام الاول لأني مازلت ابحث عن نفسي وكاذبا من بقول انه وجد نفسه
    مشكلتك انت طارح نفسك كفيلسوف ومعلم وما عايز تتعلم من الآخرين
                  

07-01-2017, 01:13 PM

Salah Musa
<aSalah Musa
تاريخ التسجيل: 03-29-2004
مجموع المشاركات: 891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Salah Musa)

    منقول

    *وهم المعرفة*
    *The illusion of knowledge*

    يقول عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكنج :
    ( أعظم عدو للمعرفة ليس الجهل، وإنما وهم المعرفة )

    وهم المعرفة هو أحد انحيازات الدماغ البشري فلا أحد يفلت من هذا الوهم مهما بلغ من العلم فكل شخص مصابٍ به ولكن على درجات متفاوتة !!

    فما هو وهم المعرفة ؟

    لتعريف وهم المعرفة لابد من التعريف والتفريق بينه وبين الجهل، والجهل نوعان جهل بسيط وجهل مركب.

    الجهل البسيط هو أن يجهل الإنسان علماً ما ولكنه يعرف بأنه جاهل به ، ولا يخلو انسان في هذا الوجود من هذا الجهل مهما بلغ من العلم لأن حياة الإنسان أقصر من أن يستطيع الإطلاع على كل علم.

    أما الجهل المركب فهو جهل الانسان أنه جاهل وعلاج هذا الجهل بالتدريب على اثبات المعادلات الرياضية حتى يصحو دماغه ويتحول جهله من السلبي إلى الإيجابي - أي الجهل البسيط.

    وأما وهم المعرفة فينقسم إلى قسمين :
    ١- اعتقاد الإنسان أنه يعرف أكثر من معرفته الحقيقية

    ٢- الإشتباه بين الإطلاع والمعرفة
    ( Familiarity vs Knowledge)
    وهذا عادة يكون واضحاً بالنسبة لطلاب المدارس وخصوصا في الرياضيات فيظن الطالب أنه عرف المادة بينما هو فقط فهم الفكرة بشكل عام وعند البدء في حل المسائل تبدو عليه الحيرة ويقع في الأخطاء.

    وهم المعرفة أخطر من الجهل المركب لأن الجهل المركب يضر صاحبه ، بينما وهم المعرفة يضر صاحبه ومن هم ضمن دائرته ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ )

    ولتوضيح المعنى نأخذ هذا المثال ، لو طلبنا من ثلاثة أشخاص ( جاهل بسيط وجاهل مركب ونصف متعلم) أن يقودوا طائرة ، فالجاهل البسيط سوف يعترف مباشرة بعدم مقدرته ، والجاهل المركب قد يحاول ولكن سرعان ما يدرك عدم مقدرته، وأما نصف المتعلم والذي اطلع فقط على كيفية الإقلاع سوف يقلع بالطائرة ولكن لن ينتبه أنه لم يطلع على كيفية الهبوط ولا كيفية التعامل مع تقلبات الأحوال الجوية فتحدث الكارثة !

    وهم المعرفة يُصاب به المتعلمين والأخصائيين من أطباء ومهندسين ورياضيين وسياسيين ومحامين وغيرهم ، فقد أثبتت التجارب العديدة في علم النفس هذا الجانب بشكل قاطع ، فالطبيب يعتقد أنه يعلم أكثر مما بالفعل يعلمه ولاعب الشطرنج يقدر مهارته أكثر من المهارة الحقيقية التي يملكها ومدارس الشريعة، من غير الراسخين في العلم، قد يعتقد أنه يفهم في الدين أكثر من الواقع الحقيقي للفهم.

    درجات وهم المعرفة متفاوته ويبدأ مع بداية الإنسان في الإطلاع على العلوم ويزداد الوهم كلما زاد اطلاعه إلى أن يبلغ الأمر ذروته ومع مواصلة التعلم يبدأ الفرد الإدراك الحقيقي لقيمة معارفه حتى يصل إلى تقييم متقارب بين معرفته الحقيقية وتقيـيمه لنفسه، ولا يبلغ هذه الدرجة إلاّ الراسخين في العلم ، ومن هنا جاءت الحكمة ( رحم الله امرئ عرف قدر نفسه )

    في عصرنا الحالي ساهمت الفضائيات ومواقع التواصل في انتشار وهم المعرفة واعتقد الناس أنهم يعرفون الكثير من العلوم وبمستوى يؤهلهم في الحديث عنها ، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية.

    علاج وهم المعرفة يتكون من خطوتين :

    ١- إدراك وجود وهم المعرفة
    ٢- البدء في رحلة استكشاف بحر الجهل لدى الفرد نفسه، وبحر الجهل شاق وصعب وليس له شواطئ.
    ℳ℘✍🏻
                  

07-01-2017, 01:28 PM

Basamat Alsheikh

تاريخ التسجيل: 08-15-2015
مجموع المشاركات: 2664

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Salah Musa)

    صلاح موسى
    مقال وهم المعرفة مقال مفيد جدا جدا..وقد استفدت منه شخصيا
    كثير جدا...
    والمثل الذي ضربه كاتب المقال عن قيادة الطائرة بين الجاهل البسيط
    والجاهل المركب ونصف المتعلم..فاظن ممكن نضيف معهاهم الواهم بالمعرفة
    فانه سيصر على انه فاهم قيادة جميع انواع الطائرات وهو لم يقودها الا
    في العاب الاكس بوكس والكمبيوتر...ويطير بالطائرة وقبل ان تقلع تقع
    ويقتل نفسه ويقتل من معه بوهمه..
    ودمت بالف خير وصحة وعافية
                  

07-01-2017, 01:43 PM

Salah Musa
<aSalah Musa
تاريخ التسجيل: 03-29-2004
مجموع المشاركات: 891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Basamat Alsheikh)

    شكرا أستاذه بسمات انا مثلك استفدت من نقال وهم المعرفه ودايما اتهم نفسي
    انا قصدي للاستاذ هشام ان يمضي ويبحث عن نفسه اولا قبل ان يبحث عن الله ويتهم نفسه قبل ان يُتهم الله
    وواضح من الضياع في كتابات الاستاذ هشام يجنح كثيرا الاستشهاد بالغير والكوبي اند بيست وتلمح بوضوح ال paraphrasing في كتاباته
    الاستاذ محمود محمد طه قال :
    القاعدة المعروفة انو المتهم بريء حتي تثبت ادانته ده في تعاملك مع الناس ولكن في تعاملك مع نفسك نفسك متهمة حتي تثبت براءتها .


                  

07-01-2017, 02:23 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Salah Musa)

    الأخت بسمات الشيخ
    تحياتي

    مبدئيًا المُلحد هو الذي يتشكك في وجود الخالق أصلًا، وليس هو "المؤمن بعدم وجود الخالق" هذه الفكرة الخاطئة تم إسقاطها على الإلحاد والمُلحدين عن جهل لا أكثر، ببساطة لأنَّ الإلحاد ليس ادعاءً في مُقابل ادعاء الإيمان. هنالك فرق كبير جدًا بين شخص "لا يُؤمن بوجود الخالق" وشخص "يُؤمن بعدم وجود الخالق". الشخص الذي "يُؤمن" بعدم وجود الخالق 100% هو شخص مُؤمن وليس مُلحدًا أصلًا. على أنَّه من المُفيد لك معرفة أنَّ هنالك فارقٌ أيضًا بين مفهوم "الإله" ومفهوم "الخالق" لأنَّ مفهوم الإله هو مفهوم تجريدي مبني على تصورات المُؤمنين عن الخالق، وبالتالي فهنالك الكثير جدًا من الآلهات، لأنَّ مفهوم الإله خاضع للتصورات الشخصيَّة، ولهذا فإنَّ الإله الإسلامي مُختلف تمامًا عن الإله المسيحي، ومُختلف عن الإله البوذي والسيخي والهندوسي ووووإلخ، فرغم اتفاق كل المُتدينين (والربوبيين عمومًا) على مفهوم الخالق، إلَّا أنَّهم يختلفون جذريًا حول مفهوم الإله، ولهذا فحتى اللادينيون الربوبيون لا يعترفون بمفهوم الإله، بينما مفهوم الخالق هو مفهوم فلسفي، يُمكن مُناقشته عن طريق مُناقشة الفلسفة المثاليَّة. لا يُوجد مُلحدٌ واحدٌ حول العالم يزعم أنَّه مُؤمن بعدم وجود الخالق، ولهذا فإنَّ مفهوم "ملحد 100%" إن كان المقصود به هو هذا النوع، فهو غير موجود، في حين أنَّ أي مُلحد غير مُؤمن بوجود الخالق هو بالضرورة مُلحد 100% بصرف النَّظر عن موقفه من الأديان، سواءٌ كان مُلحدًا مُتعاطفًا مع الأديان (وهم الذين أقصدهم بهذا المقال) أو كان مُلحدًا مُعاديًا للأديان مثل كريستوفر هيتشنز Christopher Hitchens

    امُلحد مُقتنع 100% بوجود "خالق" للكون، ولكن تكمن المُشكلة هنا في أنَّ مُصطلح "خالق" هو مُصطلح إيماني المقصود به "خالق ذكي عاقل مُريد" (وهو ما لا دليل عليه)، في حين أنَّ إيمان المُلحد قائم في أساسه على وجود "سبب" للكون، أو ربما سلسلة من المُسببات، وهذا "الإيمان" بضرورة وجود "سبب" للكون، لا يُمكن اعتباره إيمانًا، كإيمان المُؤمنين بوجود خالق للكون، ببساطة لأنَّ هذا الإيمان ليس نابعًا من "إحساس" حدسي أو بداهة عقليَّة؛ بل هو مبني على أساس علمي وفلسفي، فلا وُجود لأي تأثير بدون وجود سبب ورائه، وهو ما يجعل فرضيَّة "الخالق" الإيمانيَّة" في مواجهة سؤال: "من خلق الخالق؟"، ولكن المُلحد لا يفترض في سبب وجود اكون لا العقل ولا الذكاء، وهذه النقطة يطول الحديث عنها، لأنَّها سوف تقودنا إلى مزالق فلسفيَّة وعلميَّة، وهذا البوست ليس مُخصصًا أصلًا لمُناقشة الإلحاد وحججه.

    أمَّا بالنسبة لقولك بأنَّي أتهم البعض بالسطحيَّة وارتباط ذلك -بالنسبة إليك- بنرجسيتي، فهل أفهم من ذلك أنَّ الأخ المُشرف نرجسي كذلك؟ لأنَّه اتهمني بالسطحيَّة أيضًا. أرجو ألَّا يتحوَّل الأمر هنا إلى شخصنة ومُحاولات قلب طاولة النقاش. دعكِ من هشام آدم، ومن شخصيته (سواء أكان نرجسيًا، أم غير ذلك) وركزي فقط في الأفكار التي تأتي في ردودي وحسب. وتذكري أنَّ كل شخص تفضَّل برد على هذا المقال يظن بأنَّه نطق بالرأي السديد وبأنَّ الآخرين على خطأ، وأنتِ خير مثالٍ على ذلك، فاعتقادكِ "اليقيني" بوجود الله، ألا تعتبرينه رأيًا سديدًا وأنَّ أي رأي خلاف ذلك هو خطأ أم أنَّكِ تشكين بوجود الله ولو بنسبةٍ ضئيلة؟ فكرة مُطالبة المُخالف بأن يتحلَّى بالتواضع وعدم افتراض الصحَّة فيما يقوله، في مقابل احتفاظك بالصحَّة لنفسك هي فكرة غريبة جدًا، فما لا تستطعين القيام به يا عزيزتي لا تُطالبي به الآخرين.

    مودتي
                  

07-01-2017, 02:24 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأخ صالح موسى
    تحيّاتي

    أشكرك على مُداخلتك، وشكرًا على النصيحة .. ولكن حاول أن تُطبّق نصيحتك على نفسك، لتختبر قدرتك على تطبيقها: فهل معرفتك بوجود "الله" هي مُجرَّد وهم معرفي لا أكثر، أم أنَّ الوهم المعرفي مخصوص للمُلحدين وغير المُسلمين؟

    عمومًا شكرًا لك
                  

07-01-2017, 03:50 PM

محمد الزبير محمود

تاريخ التسجيل: 10-30-2010
مجموع المشاركات: 5698

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    Quote: نفسى اسأل السؤال ده
    هل الالحاد مربوط فقط بالاسلام و سيدنا محمد و قرءان نزل على محمدو رب محمد ؟
    وين سيدنا ادم و ابراهيم و موسى و عيسى من الحتة دى
    مسألة انك ملحد دى عرقناها ... و ده حقك .. و كفلو ليك القرءان
    بتكرر فى فتح البوستات دى لى شنو؟؟؟؟؟؟
    عشان تقنع نفسك بى إلحادك ولّ عشان تقنع ناس تانين !!!!

    دي مداخلة الموسم والمعبرة عن الأغلبية الصامتة
    لم ولن تقنع احدا بجدوى إلحالدك ان لن تؤمن بحقيقة ايماننا بالله وكما قال الأخ المشرف وين انتاجك الدنيوي طالما كان الدين خارافة ولا تؤمن بحياة ثانية ؟؟
    لماذا تكرس جهودك على محاربة شيئ غير موجود أصلا ؟؟
    أنت كمن يطارد هواجيسه بالسيف !!!
    وكما قالت الأخت بسمات فكثرة طرقك على موضوع الإلحاد دليل على أيمانك العميق الذي تحاول دفنه فيتسرب خارج قلبك الى الأسافير .
    شكرا جلادونا وعيدكم مبارك
                  

07-01-2017, 08:22 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: محمد الزبير محمود)

    الأخ محمد الزبير محمود

    أشكرك على مُداخلتك والتي ليست أكثر من ترديد مُداخلات الآخرين والتي رددتُ عليها سابقًا

    مودتي
                  

07-01-2017, 09:32 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    أولاً لك التحية الأخ هشام [B/]
    Quote: هو خالق "المُخلوقات" والكون من المُفترض أن تكون حجَّة لصالح فكرة أنَّ "الله" لا يشتم ولا يُعيّر، وليس مُبررًا للشتم والإساءة والتَّعيير! إنَّ الشتم والإساءة والتَّعيير هي سلوكيَّات بشريَّة محضة، وافتراض أنَّ "الله" يتمتَّع بهذه السُّلوكيَّات البشريَّة "السلبيَّة"
    أولاً اعتبار أن الأخلاق الحسنة و السلوكيات الفضلى هي الحلم دائماً واللين دائماَ
    وأن القلظة والشتم وحتى التعنيف ونحو ذلك هو في كل الأحوال هو منافي للخلق الحسن بغض النظر لمن هو الموجه تجاهه هذا الفعل والحالة التي لأجلها كان ردة الفعل ...فهذا المعتقد وهذا الفهم يهذا الإطلاق يعتبر فهماً ساذجاً وعامياً
    لمعنى الأخلاق ولمعنى السلوك الحسن...
    الأخلاق والسلوك الحسن لا يعني أن يكون صاحب الخلق الحسن سلبياً لا يواجه الظلمة والمعتدين ويظل صامتاً تجاهم
    الأن أمثال داعش مثلاً هل نحن مطالبون أن لا نصفهم بأنهم كلاب النار وأن لا نبين أنهم على ضلال وأنهم أشرار وإرهابيين ؟!!..
    هل وصف المجرم بأنه مجرم وأنه أضل من الحيوان ونحو ذلك يعتبر غير مقبول؟!........عجباً لك
    أنت إذا كنت ترى بأن السلبية واللين مع الظلمة والمعتدين هو الخلق الحسن فهذا فهم خاطىء وغير واقعي مطلقاً ولا يأتي بخير
    هناك مواقف تطلب الحسم ومواجهة المجرمين ...
    هل تريد أن يساوى بين الإنسان الظالم والمظلوم بين الجاني والمجني عليه في الحكم وفي التعامل؟!!
    الذين وصفهم الله بتلك الصفات بعد أن رفضوا الإسلام لمن خلقهم ورزقهم وما زال بيد الله أمرهم وحياتهم ومماتهم
    بعد ذلك لم يتركوا المسلمين في شأنهم وعزبوهم وحاولوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وعذبوا اتباعه
    وأخذوا أموالهم وطردوهم من دايرهم ....
    فإذا كنت ترى السلبية والخنوع للظلمة وعدم زجرهم وبيان ضلال الضالين ووصف ضلال الضال وظلم الظالم
    ومواجهته وكشف وبيان حاله لينزجر أن هذه هي الأخلاق الحسنة وأ ن هذا هو الخلق والسلوك الحسن وما دونه السوك السيىء فأنت وشأنك
    ولكن لا تلزمنا بالقياس على فهمك الخاص ...فيبدو أن الخلاف بيننا في مفهوم الأخلاق نفسه الذي اتفقت حوله البشرية
    فليس في العالم كله بلد لا تجرم المجرم ولا تحاسبه ولا تواجهه ولا تزجره

                  

07-01-2017, 10:06 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: منتصر عبد الباسط)

    الأخ منتصر عبد الباسط
    تحياتي

    ما يُعجبني في السلفيين أنَّهم من السهل أن يقعوا في الفخ بسهولة وسذاجة، لأنَّهم يسيرون بعميانية وراء إيمانهم بالنصوص. مُداخلتك تعني ببساطة أنَّ الذي يرفض الإسلام يستحق الشتم والإساءة (وربما القتل أيضًا في بعض الحالات) وكل ذلك فقط لأنَّه رفض الإسلام. حسنًا هل يُمكنني أن أعرف أين هي حرية الاعتقاد التي صدعتم رؤوسنا باحتواء الإسلام لها؟ هل تقبل أن أعرض عليك أمرًا، وأترك لك "حرية" أن تقبله أو ترفضه، ثم عندما ترفضه أشتمك وأسيء إليك، وفي الوقت نفسه أتبجح أمامك بأنني أحترم حرية الاعتقاد،؟ هل هذا هو المنطق والعدالة برأيك؟ أنتَ من حيث لا تدري وضعت يدك على مكمن الإرهاب الإسلامي الذي لا يقبل الاختلاف في الرأي ولا يحترمه. فشكرًا لك

    (عدل بواسطة هشام آدم on 07-01-2017, 10:06 PM)

                  

07-03-2017, 04:16 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)


    الأخ هشام تحياتي وثنائي على هذه النوافذ المحرضة على التفكير
    لكن لا أتفق معك بعوج درب التيارات الثقافية الحديثة ليبرالية أو نيوليبرالية فيما يختص بإستصحابها لمواقف إصلاحية فيما يخص المسألة الدينية عوضاً عن أخرى راديكالية ولا تنسى أن بداية النهضة الأوروبية الحديثة كانت بالإصلاح الديني وإتفق مع الأخ المشرف بأنني أحس بغربة الدعاوي الفكرية التي تنتقد من يقدّرون الإعتبارات الإجتماعية للمسألة الدينية
                  

07-03-2017, 09:03 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Sinnary)

    الأخ سناري
    تحيّاتي

    مبدئيًا فإنَّ عبء إصلاح الإسلام هو مسؤوليَّة المُسلمين وليس المُلحدين واللادنيين. ولو كانت هنالك حركة إصلاح حقيقيَّة فكنتُ أنا أوَّل من سيدعم هذا التَّوجه، وبكل قوَّة، ولكن ما يحدث الآن لا علاقة له بالإصلاح أبدًا، فما يجري ليس سوى مُحاولة تدليس واستخفاف بالعقول لا أكثر. إنَّ جوهر ما يُسمَّى بإصلاح الإسلام هو مُحاولة إقناعنا بأنَّ المُشكلة ليست في الإسلام، وكل ما يفعله هؤلاء "الإصلاحيون" يدور في فلك "تجميل" الإسلام، وتخليصه من كل ما من شأنه أن يجعله يبدو في مظهر المُشكلة؛ بعد أن كان هو "الحل"، وإنَّنا لا نعلم إذا كانت المٌشكلة ليست في الإسلام فلماذا الإصلاح إذن؟ واقع الأمر أنَّ الإصلاحيين لا يرغبون في إصلاح الخطاب الديني، وإنَّما في إصلاح التلقي الديني، مع بقاء الخطاب كما هو، أن يبقى النَّص على ما هو عليه، ونحن الذين يجب أن نقنع أنفسنا أنَّ النص لا يعني ما يعني؛ وإنَّما يعني أمرًا آخرًا مخبوءًا في باطن النَّص، وعلينا ان نبحث عنه.

    الليبراليَّة يا عزيزي تعني حريَّة أي شخص في أن يتبنَّى أيَّ فكرةٍ ويُدافع عنها، فيُمكن لمن شاء أن يتبنى الفكر المادي أو الفلسفة الماديَّة مثلًا، ويزعم أنَّها الطريقة المُثلى لفهم العالم وتفسيره. هو حرٌ تمامًا في هذا الادعاء، وحرٌ في تبنيه لهذه الفكرة، ولكن عندما يأتي نفس هذا الشَّخص، ويدعي بأنَّ الفلسفة الماديَّة تدعم فكرة الإله والغيبيات والماورائيات والميتافيزيقيا، فالأمر -عندها- يخرج من إطار مفهوم "الحريَّة" لإطار مفهوم "الاتساق"، لأنَّه -ببساطة- ليس حرًا في تحريف الفكرة ونسبة ما ليس لها إليها، وعندها، فإنَّه يتوجب عليه -من باب الاتساق- أن يعترف بأنَّه يتبع الفلسفة المثاليَّة؛ فلا ينسب ما لا يختص بالفلسفة الماديَّة إليها، ونكون نحن مجبورين لانصياع لهذا "الخرف" المعرفي بحجَّة "الليبراليَّة" والحريَّة. وإن شاء أن يتبنى موقفًا توفيقيًا بين الفلسفتين: المادية والفلسفيَّة، فهو حرٌ كذلك، ولكنَّه يجب أن يتحمَّل مسؤوليَّة هذا الموقف "الوسطي" لأنَّه عندها إمَّا سيكون ماديًا غير مُتسق، أو مثاليًا غير مُتسق، أمَّا أن يقف في المُنتصف، ويدعي أنَّه إلى اليمين أو إلى اليسار، فهذه لا علاقة لها بالحريَّة، لأنَّ ليس من الحريَّة الاستخفاف بعقول الناس ومعارفهم.

    أن يأتي شخصٌ فيزعم أنَّ الحجاب ليس من الإسلام، وأنَّ قطع يد السارق ليس من الإسلام، وأنَّ قتل المُرتد ليس من الإسلام، وأنَّ مُحاربة "أهل الكتاب" إلى أن يُسلموا أو أن يدفعوا الجزيَّة ليس من الإسلام، وأنَّ كراهيَّة وعداوة غير المُسلم ليست من الإسلام، ثم نسبة كل هذه الأفكار إلى الإسلام، فهذا هو "التدليس" بعينه (بصرف النَّظر عن سماحة هذه الأفكار من عدمها)، فليس هذا هو موضوعنا أبدًا، ليس موضوعنا (هل بالإمكان إدراج هذه الأفكار السمحة في الإسلام أم لا؟) موضوعنا هو (هل هذه الأفكار السمحة فعلًا موجودة في الإسلام أم لا). والإصلاح يبدأ أولًا من الإجابة الصادقة والمُتجرّدة على هذين السؤالين.

    الأمر بمنتهى البساطة: إذا كان هنالك نص قانوني سيء، وأردنا "إصلاحه" فيجب علينا أولًا أن نعترف بأنَّه سيء ثم نحاول إصلاحه. أمَّا أن نُنكر أنَّه سيء، ثم نُحاول إقناع الآخرين بأنَّ النص له معنىً آخر، ونزعم أنَّ هذا هو الإصلاح، فهذا خداع واستخفاف بالعقول ليس أكثر، وعلى الدوام سيظل "الخارجون على القانون" يستغلون وجود النص كما هو ليُمرروا جرائمهم، دون أن يتمكَّن أحدٌ من مُحاسبتهم، فلا أحد بإمكانه مُحاسبة مُجرد بناءً على معنىً ليس موجودًا في النَّص القانوني، ومستمدًا فقط من منظومة الأخلاق العامة.

    مودتي

    (عدل بواسطة هشام آدم on 07-03-2017, 11:06 PM)

                  

07-03-2017, 11:25 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    نلاحظ أن خصوم الإسلام لم يعتمدوا على نماذج عملية من السيرة النبوية وسير الصحابة في التعامل مع غير المسلمين
    في محاولاتهم لإثبات إدعائتهم..فقط يعتمدون على نصوص ليفسرونها بفهمهم الخاص ويلبسوا بها على البعض.
    تعامل المسلمين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلافة الراشدة مع غير المسلم كان مثالي ...
    وتعامل النصارى مثلاً مع غير النصراني كان قتل وتعذيب وطرد في أحسن الأحوال.
    قبل البعثة المحمدية كان من يشهر توحيده لله عز وجل يحرق بالنار وينشر بالمنشار نصفين ...
    وكان اليهود يقتلون حتى الأنبياء كما قتلوا النبي زكريا عليه السلام ووقطعوه بالمنشار نصفين وفتلوا ابنه النبي يحى عليه السلام وفصلوا رأسه عن جسده
    وظنوا أنهم قتلوا عيسى عليه السلام وأنهم صلبوه والحقيقة أنهم قتلوا أحد رجالهم وصلبوه بعد أن صارت صورته تشبه صورة عيسى عليه السلام
    ليحقظ عيسى عليه السلام ويرفع للسماء ليكون في حماية الله عز وجل من ظلم وبطش البشر ...ولم تتوقف هذه المحارق والمذابح ضد الموحدين لله عز وجل
    حتى بعد رفع عيسى عليه السلام فحدثت حادثة اصحاب الأخدود والنار ذات الوقود التي كان يرمى فيها الموحدين لله عز وجل وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود
    حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم لمواجهة هذا الطغيان ولينص المستضعفين ويعطى المؤمن بالله عز وجل وموحد لله حق العيش....
    هذا تعذيب النصارى لليهود في الأندلس بعد أن كانوا يعيشون في أمان ورفاهية وسلام في أيام حكم المسلمين
    وهو عبارة عن مسرحية كمدية اسرائيلية

                  

07-03-2017, 11:45 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4155

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: منتصر عبد الباسط)

    الحول العقلي مصيبة
                  

07-04-2017, 00:14 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: منتصر عبد الباسط)

    نعم يا هشام َ عبء إصلاح الإسلام هو مسؤوليَّة المُسلمين وليس المُلحدين واللادنيين.
    ولكنك إبتدرت البوست بتوجيه اللوم الشديد لهؤلاء اللييبراليين المسلمين
    الذين يرون أنفسهم معنيون بمعالجة المسألة الدينية على قاعدة الإصلاح الديني والعلمانية معاً.
    ولكنك تستدرك وتقول إنه لو كانت هنالك حركة إصلاح ديني حقيقية لكنتُ أنت انت أوَّل من سيدعم هذا التَّوجه،
    كأنك ترى فرصة في أن تكون نفسك معني بإصلاح محدد بإختلافه عن الإصلاح الذي يعني به المتأسلمون أو اللبراليون
    لا أفهم كيف تلوم الليبراليين في إعتنائهم بالمسألة وفي نفس الوقت تشير إلى أنها قد تكون مسألتك انت ايضأص
    بينما في بداية البوست تشير بوضوح إلى أن المشكلة ليست مشكلة درجة أو نوع الإصلاح المنشود إنما في القطع معه

    (عدل بواسطة Sinnary on 07-04-2017, 00:32 AM)

                  

07-04-2017, 03:14 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Sinnary)

    سلام أخ هشام آدم
    المستنيرون ( ليبراليون وغيرهم ) !
    (!)
    هولاء ياهشام يتعاملون ويتعاطون مع الأديان ( غض النظر عن مصدرها : سماوي أوبشري )
    بإعتبارها أحد مكونات الوعي الإجتماعي ( عادات - تقاليد - ثقافة -فلكور - قيم ومثل وأديان
    )
    يتعاملون مع الظاهرة الدينية بعقلية نقدية - تثبت علي الإيجابي وترفض السلبي - وتعي تماما
    أن الظاهرة الدينية شأنها مكونات الوعي الإجتماعي الأخري - تؤثر في غيرها وتتأثر به
    ويعتريها التحول والتغيير - تتغيير بفعل تغير الواقع والظروف والسياق التاريخي والمعرفي
    وتأثير العلوم الطبيعية والإجتماعية وبفعل التطور والتنوير والتفتح الذهني !
    إنهم يضعون الدين في مجري التأريخ الهادر وفي خضم الحراك الإجتماعي المتصاعد بعكس
    الذهن السلفي الذي ينظر للدين بإعتباره متعالي عن الصيرورة وإنه ساكن ومتكلس يغير
    ولايتغير يؤثر ولا يتأثر - لذا تراهم يتجاهلون السياقات التاريخية والإجتماعية التي ظهر فيها
    دين ما وقيم وثقافات ذلك العصر
    ** من تعنيهم ياهشام وتنعي مواقفهم وترفضها - يتعاطون مع الأديان تعاطي علمي وموضوعي
    وعقليات نقدية - تراهن علي التغيير والتطور والتنوير !
    ( 2)

    المسيحية واليهودية وحركات الإصلاح والتنوير!
    بفعل التنوير والخضوع لمنطق التاريخ والضرورات الإجتماعية والثقافية إعترت المسيحية
    تغيرات عميقة - في عهد الإصلاح والتنوير وإنهيار الإقطاع والكهنوت - وتحررت العلوم
    من قبضة الدين - وتفتحت الإذهان - وشرعت العقول تفسر الظواهر الكونية - تفسيرا
    علميا كروية الأرض ودورانها - وإنسحب الدين من مساحات كبيرة - في السياسة وإدارة
    شئون الدولة والإجتماع والثقافة ـ والقانون ولم يعد الدين قوة قهرية تكبل العقل وتفرمل
    حركة التاريخ والمجتمعات !
    * من ناحية أخري تخلت اليهود عن شريعة موسي والرجم وبتر الأطراف الخ ٌ
    ( 3)
    فماالذي يمنع دعاة التونير والتغيير من داخل حقل الدين الإسلامي ومن خارجه أن يقوموا
    بإصلاح ودعم حركات الإصلاح والتنوير الديني في المجتمعات المسلمة؟
    - هل ما أسماهم هشام -بالليبراليين الذين يقفون مع الإسلام
    يقفون مع إسلام الحدود و دونية المراة وغير المسلم والجهاد الهجومي وأباحة الرق ؟
    أم أنهم فقط يثمنون دعاوي التغيير والتنوير الإسلامي - الذي تتماشي مع قيم
    العصر (العلمانية والديموقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة ؟
    *يفعلون هذا بلا مجاملة ولامهادنة ولاخضوع لإبتزاز ديني - فالمستنير الديني يلجأ للتأويل
    النصي وفهم النص في سياقه وقد يتسلحون بمطاعن دينية تنسف شرعية حد الردة
    والرجم بزعم عدم وجود سند قراني أو ترفض الرق بإعتباره إفراز للحروب والأسر
    أما المستنير من خارج حقل الدين فإنه يرفض قطع الأطراف والجلد وإن ثبتت بنص ديني
    ويرفض نصفية شهادة المراة وميراثها وإن سندها نص وهذا هو مافعله تيار الإصلاح
    والتنوير في أوربا في عصر النهضة والتنوير !
    (4)
    مثال لظاهرة أقرتها الأديان ورفضها تطور العصر والإنسانية -الرق!!
    أقرته مايسمي بالأديان الإبراهيمية وقننت له وشرعت أحكامه وأجازته بيعا وشراء وتملك
    وإستغلال جسدي وبدني - وبالمناسبة منبع الرق ليس الحرب وحدها وإنما أتي كنتاج لتعاملات
    مدنية وتجارية !
    * قبل قرن ونصف من الزمان وبفعل التطور الإجتماعي والإنساني والقانوني والوعي تم حظر
    الرق - بالرغم إنه "حلال ومباح دينيا ولم يجد المتدين في تبرير تعامل الأديان مع الرق
    سوي اللجوء لمنطق أن سياق العصر والمجتمع هو الذي أفرز ظاهرة الرق
    *ما إعتري ظاهرة الرق سوف يعتري ظواهر أخري وينتصر منطق التطور والتنوير
    ..........
                  

07-04-2017, 01:27 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: كمال عباس)

    الأخ سناري
    تحيّاتي

    القراءة الجيدة، بقليل من الحرص والاهتمام تُغنينا عن الإعادة والشرح، وقد تحدث مثل هذه الأخطاء في بعض الحالات التي تكون فيها القراءة متحيزة.

    تقول:
    ولكنك إبتدرت البوست بتوجيه اللوم الشديد لهؤلاء اللييبراليين المسلمين
    مبدئيًا؛ أنا لم أشر في مقالي إلى ليبراليين مسلمين أبدًا، وإنَّما إلى الليبراليين اللادينيين، وهذا يتضح من سياق الجُملة والنسق العام لها، وأنصحك بإعادة قراءة الفقرة مرَّة أخرى، فقد قلتُ حرفيًا:
    ثمَّة تيارٌ ليبراليٌ يميل إلى قبول الخطاب التَّجديدي للإسلام، والتَّصالح معه، في مُقابل المُحافظة على عدائه للخطاب السَّلفي المُتطرّف، وهو ما يقودنا إلى وضع تصوراتٍ مبدئيَّةٍ عن موقف هؤلاء من الإسلام نفسه، كموضوعٍ مُستقلٍ عن المُسلمين، وعن تصوراتهم الذاتيَّة عن الإسلام، لأنَّ تسامح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين يعني الاعتراف -ضمنيًا- بأنَّ الإسلام نفسه -كـديانة لها تاريخٌ، ونصوصٌ تراثيَّةٌ- يُمكن أن يكون قد خضع لتأويلاتٍ مُتطرفةٍ ومُتشددة.
    فإن كان المقصود بالليبراليين هنا الليبراليين المُسلمين؛ فلن يكون عندها التساؤل عن موقفهم من الإسلام أي معنى، وكذلك في عبارة (تصالح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين) فإنَّ اسم الإشارة "هؤلاء" عائدٌ على الليبراليين، فتصالح الليبراليين مع المُسلمين المُعتدلين يدل على أنَّ الليبراليين هنا ليسوا مُسلمين أصلًا.


    تقول:
    ولكنك تستدرك وتقول إنه لو كانت هنالك حركة إصلاح ديني حقيقية لكنتُ أنت انت أوَّل من سيدعم هذا التَّوجه، كأنك ترى فرصة في أن تكون نفسك معني بإصلاح محدد بإختلافه عن الإصلاح الذي يعني به المتأسلمون أو اللبراليون
    وأنا لا أدري ما علاقة "دعم" الإصلاح، بالإصلاح نفسه. فهل عندما أقول إنَّني أدعم الإصلاح يعني لك أنَّني أقوم بالإصلاح بنفسي؟ لا علاقة على الإطلاق، والفكرة ببساطة هي أنَّني (في حال وجود حركة إصلاح حقيقيَّة) سوف "أدعم" هذه الحركة الإصلاحيَّة، وأُشجعها، تمامًا كما يفعل الليبراليون اللادينيون الآن، فهم لا يفعلون شيئًا سوى الدعم والتشجيع، ولكن الفرق بين دعمي ودعمهم (عندها) سيكون أنَّني أدعم حركة إصلاح حقيقيَّة، بينما ما يفعله الليبراليون اللادينيون الآن هو دعم وتشجيع حركة إصلاح مُزيفة، لا تُفضي إلَّا إلى التدليس والاستخفاف بالعقول؛ كما تقدَّم شرحه في المقال. الأمر أشبه بدعم الأب لابنائه وتشجيعهم لهم ليُذاكروا وينجحوا، فهو لن يقوم بالاستذكار نيابة عنهم، ولكنهم فقط سوف يعمل على تشجيعهم، والفارق هنا أنَّ عمليَّة تشجيع الأب لابنائه وهو يعلم تمامًا بأنَّ ما يقومون به لا علاقة له بالمُذاكرة والدراسة، تعمل على استمرار فشل الأبناء، ورسوبهم في الامتحان. فنحن ندعم من يستحق الدعم. وقد أوضحتُ في ردي لك (كما في المقال) الأسباب والمُبررات التي تجعلني أحكم على حركة الإصلاح الإسلاميَّة الحاليَّة بالفشل.

    مودتي




                  

07-04-2017, 01:36 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأستاذ كمال عبَّاس
    تحيّاتي لك

    أنا -كمُلحد- لا غضاضة لديَّ أبدًا في أنَّ الدين هو أحد أهم المكونات الثقافيَّة لأي مجتمع، وهذا already سبب نقدي للدين أصلًا، لأنَّه ليس من المنطق أو من الفائدة حتَّى انتقاد ما لا يمس الواقع بصورةٍ مباشرة أو حتى غير مباشرة، ولهذا فإنَّ الأفكار التي لا يُوجد لها أي تأثير على أرض الواقع، فهي بلا قيمة تُذكر؛ وبالتالي فإن تناولها بالنقد هو -في حقيقته- يُعتبر ترفًا فكريًا لا أكثر.

    المستنير الديني يلجأ للتأويل النصي وفهم النص في سياقه وقد يتسلحون بمطاعن دينية تنسف شرعية حد الردة والرجم بزعم عدم وجود سند قراني أو ترفض الرق بإعتباره إفراز للحروب والأسر أما المستنير من خارج حقل الدين فإنه يرفض قطع الأطراف والجلد وإن ثبتت بنص ديني ويرفض نصفية شهادة المراة وميراثها وإن سندها نص وهذا هو مافعله تيار الإصلاح والتنوير في أوربا في عصر النهضة والتنوير
    أنا كشخص لاديني، ما هو الموقف الذي من المُفترض أن أتخذه تجاه "تأويل" لا يدل على المعنى الظاهر لأي نص؟ مثلًا .. لو أنَّ شخصًا حاول إعادة قراءة تاريخ المهديَّة، وأنكر -خلال قراءته- الأساس الديني الذي انطلقت منه الدعوة المهديَّة، وأنكر الجرائم التي قامت بها المهديَّة، وأنكر أحداثًا ووقائع ذكرها المهديون بأنفسهم في تاريخهم، وعرفتَ أنَّ هذه القراءة إنَّما تهدف لانعاش الفكرة المهدويَّة من جديد، والزعم بأنَّها فكرةٌ صالحة لكل زمان ومكان، فماذا سيكون موقفكَ من مثل هذه القراءة؟ أليس من حق هذا الشخص (اعتمادًا على قانون التغيَّر والتطور) أن يُعيد إحياء الفكرة المهدويَّة مرة أخرى؟ أليس من حقه أن يقرأ تاريخ المهديَّة وفقًا لسياقه التاريخي؟ فلماذا قد تعتبر أنَّ قراءةً كهذه قد تُعد تدليسًا وتزويرًا للتاريخ؛ وبالتَّالي استخفافًا بمعرفتك الشَّخصيَّة بالتاريخ؟ ثمَّ ماذا لو كانت أفكاره النهائيَّة مُتماشية مع قيم العصر والحداثة؛ فهل سيكون ذلك مبررًا له للتدليس وتزييف التاريخ؟ هل سوف تتغاضى عن تدليساته التاريخيَّة بحجَّة أنَّ المُنتج النهائي لفكرته لا تتعارض مع قيم العصر الحديثة؟

    تقول:
    هل ما أسماهم هشام -بالليبراليين الذين يقفون مع الإسلام يقفون مع إسلام الحدود و دونية المراة وغير المسلم والجهاد الهجومي وأباحة الرق؟ أم أنهم فقط يثمنون دعاوي التغيير والتنوير الإسلامي - الذي تتماشي مع قيم العصر (العلمانية والديموقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة؟
    هذا هو المُنتج النهائي الذي عنيتُه لكَ سابقًا، وهذه هي الحجَّة التي يتم بها تمرير تدليس التاريخ، وتزييف الوعي. وقد قلتُ في المقال حرفيًا أنَّني لستُ ضد هذا المُنتج النهائي، ولكننا لسنا بحاجة إلى الدين أصلًا للحصول على هذا المُنتج النهائي، كما أنَّ هذا المُنتج النهائي توصلنا إليه عبر تطور التاريخ، وليس عبر استدعاء التاريخ، فما يفعله المُسلمون الجُدد هو أنَّهم يستدعون نصًا تاريخيًا قديمًا ليزعموا أنَّه لا يتعارض أبدًا مع القيم المُعاصرة الحديثة؛ فهل هذا أمرٌ مقبول بالنسبة إليك؟ هل أنتَ مقتنع بأنَّ الإسلام (كدين( يحتوي على حقوق مواطنة؟ هل هذا هو المنهج العلمي الذي تقصده في كلامك؟ السياق التاريخي يتطلب منَّا حصر الإسلام ونصوصه في وقته، وليس مرافقته لنا عبر الزمن، ليكون صالحًا لكل زمان ومكان، لأنَّ النص الصالح لكل زمان ومكان، هو مُجرَّد خرافة لا وجود لها، وإن كنَّا سنجد عذرًا للمُسلم في اعتقاده هذا؛ فلا عذر لغير المُسلم.

    أمَّا عن الإصلاح الديني في أوربا، فأعتقد أنَّك تعلم تمامًا أنَّ الثورة اللوثريَّة كانت ثورة "سلفيَّة" في أساسها، حيث أنَّ جوهر فكرة لوثر هو التمسك بالنَّص، وتقليد سيرة حياة يسوع المسيح كما هي، واتباعه في كل خطواته، ولهذا فإنَّه قام بترجمة ما يُسمَّى بالكتاب المُقدّس إلى اللغات المحليَّة، حتى يفهمه البسطاء والعامة، وليروا بأنفسهم كذب ودجل الكنيسة، وكيف أنَّ ما تفعله لا علاقة له بالنص "المُقدس"، ولا علاقة له بسيرة المسيح، ولهذا نجحت ثورته، ولكنه لم يقل لهم: "علينا إعادة تأويل الكتاب المُقدس، وأن نقرأ النص ونفترض فيه معانٍ أخرى غير المعاني الظاهريَّة." هذا الفعل يا عزيزي يُسمَّى تدليسًا؛ وباللغة الدينيَّة يُسمَّى "تحريفًا" {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}، لأنَّ التحريف ليس بالضرورة يكون في تغيير الحرف، وإنَّما قد يتم التحريف في المعنى مع بقاء الحرف.

    الخلاصة:
    لا بأس أن يتبنى المُسلم أي قيمة أخلاقيَّة، ولكن نسبة هذه القيمة إلى الدين، والزعم بأنَّ الدين هو من أوجد هذه القيمة فهو أمر مرفوض جملة وتفصيلًا، لأنه منافٍ للواقع والحقيقة. والزعم بأنَّ نصًا تاريخيًا لا يتعارض مع قيمة معاصرة هو ضد فكرة التطور التاريخي الذي تتكلّم عنه، لأنَّ عملية التطور هي ما تجعلنا نتجاوز الأفكار غير الصالح، ولهذا فإنَّ القوانين "الوضعيَّة" تتطوّر بتطور الإنسان والمُجتمعات الإنسانيَّة، وهذا التطور لا يكون بإعادة تأويل النصوص القانونيَّة؛ بل بتجاوز القوانين القديمة، وإعادة قوانين حديثة، وفي ظل امتلاكنا لقوانين "حقوق الإنسان" و "حقوق الطفل" و "حقوق المرأة" و "حقوق المواطنة" فلا حاجة لنا بأي قانون قديم؛ لاسيما إن كان يتعارض مع هذه الحقوق، أمَّا مُحاولات إعادة هذه القوانين والزعم بأنَّها لا تتعارض مع هذه الحقوق المعاصرة، فهو التدليس الذي لا يجب احترامه ولا التبرير له.

    مودتي لك.





                  

07-04-2017, 02:19 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)


    يا هشام أولاً أنبهك لملاحظة الحدة الزائدة في ردودك

    ثانياً صدقت في الأولي ولم يحالفك التوفيق في التالية مما يلي:

    Quote: القراءة الجيدة، بقليل من الحرص والاهتمام تُغنينا عن الإعادة والشرح، وقد تحدث مثل هذه الأخطاء في بعض الحالات التي تكون فيها القراءة متحيزة.
    تقول:
    ولكنك إبتدرت البوست بتوجيه اللوم الشديد لهؤلاء اللييبراليين المسلمين
    مبدئيًا؛ أنا لم أشر في مقالي إلى ليبراليين مسلمين أبدًا، وإنَّما إلى الليبراليين اللادينيين، وهذا يتضح من سياق الجُملة والنسق العام لها، وأنصحك بإعادة قراءة الفقرة مرَّة أخرى، فقد قلتُ حرفيًا:
    ثمَّة تيارٌ ليبراليٌ يميل إلى قبول الخطاب التَّجديدي للإسلام، والتَّصالح معه، في مُقابل المُحافظة على عدائه للخطاب السَّلفي المُتطرّف، وهو ما يقودنا إلى وضع تصوراتٍ مبدئيَّةٍ عن موقف هؤلاء من الإسلام نفسه، كموضوعٍ مُستقلٍ عن المُسلمين، وعن تصوراتهم الذاتيَّة عن الإسلام، لأنَّ تسامح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين يعني الاعتراف -ضمنيًا- بأنَّ الإسلام نفسه -كـديانة لها تاريخٌ، ونصوصٌ تراثيَّةٌ- يُمكن أن يكون قد خضع لتأويلاتٍ مُتطرفةٍ ومُتشددة.
    فإن كان المقصود بالليبراليين هنا الليبراليين المُسلمين؛ فلن يكون عندها التساؤل عن موقفهم من الإسلام أي معنى، وكذلك في عبارة (تصالح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين) فإنَّ اسم الإشارة "هؤلاء" عائدٌ على الليبراليين، فتصالح الليبراليين مع المُسلمين المُعتدلين يدل على أنَّ الليبراليين هنا ليسوا مُسلمين أصلًا.


    صدقت في أن القراءة الجيدة الحريصة تغنينا عن الإعادة والشرح
    تالياً نأتي للقراءة التي وصفتها بالمتعجلة أو المتحيزة لنرى هل كانت حقيقة متعجلة ومتحيزة!
    تقول في الكوت أعلاه بأن فهمي بأن التيار الليبرالي الذي أشرت انت إليه في مداخلتك الأولي وأعدت فقرة منها أعلاه هو تيار ليبرالي مسلم هو المتعجل والمتحيز لأنك أشرت إلى تيار ليبراليين لا دينيين
    طبعاً هذا غير صحيح فانت لم تشر صراحة إلي ليبراليين مسلمين أو لادينيين لذا إضطررت لأنقاذ الحجة أعلاه بجملة (وهذا يتضح من سياق الجُملة والنسق العام لها)
    طيب يعني حلال على بلابله الدوح وحرام على غيره من بقية الطيور- أقصد إذا كانت الدلالة في كل نص مرهونة بالمنفتح لا المنغلق من سياقات فأعطي غيرك الفرصة لتدشين دفوعاتهم يا أخي
    المعروف للجميع أن السمة العامة لتيار الليبراليين السودانيين هو المناداة بدولة الحرية، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ولا يرد الدين أبداً كأحد المشاكل التي يناضلون ضدها
    إن الليبرالييون يناضلون ضد الإسلام السياسي في بلادنا وليس ضد الدين
    لذا ورغم أنهم في غالبهم مسلمون ولو بشهادة الميلاد لكن لا يعنيهم التوجهات الروحية للناس بل يناضلون ضد أي فهم يضع الدين كمشكلة مثلما يفعل الإسلام السياسي وتفعل انت يا هشام
    لا أعرف عن توجود تيار من الليبراليين اللادينيين لأن الليبرالية مبدأياً ضد الإنغماس في الخاص وفي نفس الوقت ضد تسخير الدين لممارسة أي سلطة زمنية
    وهكذا فعل الإصلاح الأوروبي ليعود ما لقيصر لقيصر وما لله لله
    سأرد على النقاط الأخرى في مداخلة منفصلة
                  

07-04-2017, 03:14 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Sinnary)

    أخ سناري
    تحياتي

    لا أدري عن أي حدة تتكلَّم بالتحديد، في الوقت الذي أتناقش معك فيه بكل هدوء، ولكن لا بأس، فنحن السودانيون عمومًا لدينا حساسيَّة زائدة من التخطئة، فلا نحب أن يُخطئنا أحد.

    نأتي الآن للمفيد:
    أولًا أنا لم أجد نفسي مُضطرًا لشيء على الإطلاق، فالمقال -بنفس هذه الصيغة- موجودة قبل قراءتك له، وقبل سؤالك أصلًا، فما الذي يجعلني مضطرًا لـ"إنقاذ" الحجَّة بجملة (وهذا يتضح من سياق الجملة والنسق العام لها)؛ علمًا أنَّ فهم سياق الجملة، ونسقها العام، هي وظيفتك أنتَ كقارئ، وهذا السياق العام هو الذي يحصر الليبراليين في الليبراليين غير المُسلمين، لأن سياق الجملة يدل أصلًا على عقد مقارنة بين فئتين: فئة الليبراليين في مقابل المسلمين المعتدلين، وفي هذه الحالة، فلا يُمكننا توقع أن يكون الليبراليون (في الجملة) مسلمين. أعتقد أن هذه بداهة لا تحتاج إلى شرح. فعندما أقول مثلًا: "الناس عندما ينتقدون الإسلام" فإنَّ سياق الجملة يُؤكد على أنَّ "الناس" هنا المقصود بهم "غير المُسلمين" (رغم عدم ذكر صفة "غير مُسلمين" في الجملة؛ بدلالة "ينتقدون الإسلام" لأنَّ البداهة تقول إنَّ المُسلم لا ينتقد الإسلام أصلًا، والأمر نفسه ينطبق على جملتي في بداية المقال، فعندما أقول: "ما هو موقف الليبراليين من المُسلمين المُعتدلين" فهذا يعني بداهة ما هو موقف الليبراليين غير المُسلمين من المُسلمين المُعتدلين، لأنَّه من الاستحالة المنطقيَّة أن يكون معنى الجملة: "ما هو موقف الليبراليين المُسلمين من المُسلمين المعتدلين" لأن المُسلنين المعتدلين هم أصلًا المُسلمين الليبراليين.

    أمَّا بالنسبة لجملتك:
    قصد إذا كانت الدلالة في كل نص مرهونة بالمنفتح لا المنغلق من سياقات فأعطي غيرك الفرصة لتدشين دفوعاتهم يا أخي فأ
    أنا لا أعلم أين (في مقالي) قيَّدتُ المُطلق أو حتَّى أطلقتُ المُقيد، ليكون للومكَ هذا وجاهة يُمكن أن أناقشها. فليتكَ تُشير إليَّ من المقال ما جعلك تزعم زعمكَ هذا، وتُلقي اللوم بتقييدي للمُطلق. (علمًا بأنَّ المُقارنة التي حاولتَ عقدها باطلةٌ في أساسها، ففكرة ربط المعنى بسياق الجُملة هو "تقييد" وليس "إطلاقًا" لأنَّ سياق الجملة حصر أو قيَّد معنى "الليبراليين" في "غير المُسلمين" ولم يجعله منفتحًا كما تعتقد، ولو كان اللجوء إلى السياق يُحيل إلى انفتاح المعنى لا انغلاقه، لما استطعتُ أن أُحدد "المعنى" لأنَّ المعنى سيكون مفتوحًا على جميع الاحتمالات، في حين أنَّ ما حدث هو العكس تمامًا، فاللجوء إلى السياق يجعلنا نتقيَّد وننغلق على معنىً واحدٍ بالضرورة، لأنَّ خلافه يُفضي إلى مُغالطة منطقيَّة، وجملة لا معنى لها أصلًا.

    أمَّا قولك:
    المعروف للجميع أن السمة العامة لتيار الليبراليين السودانيين هو المناداة بدولة الحرية، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ولا يرد الدين أبداً كأحد المشاكل التي يناضلون ضدها
    فلم أفهم المقصود منه على وجه التحديد، فهل الإسلام بنصوصه يُنادي بدولة الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية؟ أم أنَّ التيار الليبرالي من المُسلمين يدعو إلى ذلك دون أن هذه الأشياء غير موجودة في الدين؟ فإن كان الإسلام برأيك محتويًا على هذه المطالب، فما الحاجة إلى "الإصلاح" إذن؟ وإذا كانت هذه المطالب غير متوفرة فكيف يُمكن تضمين هذه القيم والمطالب في النص الإسلامي التاريخي الذي نعرفه إلا عن طريق التدليس والكذب، وهو ما أرفضه وأستنكره في هذا المقال؟

    أمَّا عن موضوع "الإسلام السياسي" فأعتقد أنَّ أن مفهوم "إسلام سياسي" هو مُجرَّد "فزَّاعة" لا أكثر، فالإسلام دين سياسي في أساسه، وقد أوضحتُ في المقال هذه النقطة أيضًا، وإلا فنحن بحاجة إلى إعادة تعريف السياسة لنفهم أنَّ كل ما يتعلق بعلاقات الأفراد بعضهم ببعض داخل المُجتمع يدخل ضمن إطار السياسة، كما أنَّ كل ما يتعلق بعلاقات الأفراد بالسلطة يدخل أيضًا ضمن إطار السياسة، والإسلام تناول هذه الجوانب فهو تكلَّم عن طبيعة العلاقات بين الأفراد (مسلمين/مسلمين) و (مسلمين/عير مسلمين) وتكلَّم عن علاقة الأفراد بالسلطة (مسلمين/الله ورسوله) و (مسلمين/ولاة الأمر). وقبل فترة ليست بالقصيرة (وربما حتى اللحظة) يفتخر كثير من المسلمين بأنَّ دينهم لم يترك شاردة ولا واردة إلا وتناولها وتكلّم عنها، فلماذا تحاولون الفصل بين الدين والسياسة الآن؟ الإسلام دين سياسي يتدخل في كافة مناحي الحياة: زواج، طلاق، حروب، صُلح، معاملات، تجارة .. إلخ، ورغم ذلك ما زال البعض يتكلَّم عن "الإسلام السياسي" وكأنه شيء دخيل على الإسلام!

    مودتي




                  

07-04-2017, 03:19 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Sinnary)

    Quote: تقول:ولكنك تستدرك وتقول إنه لو كانت هنالك حركة إصلاح ديني حقيقية لكنتُ أنت انت أوَّل من سيدعم هذا التَّوجه، كأنك ترى فرصة في أن تكون نفسك معني بإصلاح محدد بإختلافه عن الإصلاح الذي يعني به المتأسلمون أو اللبراليون...وأنا لا أدري ما علاقة "دعم" الإصلاح، بالإصلاح نفسه. فهل عندما أقول إنَّني أدعم الإصلاح يعني لك أنَّني أقوم بالإصلاح بنفسي؟ لا علاقة على الإطلاق، والفكرة ببساطة هي أنَّني (في حال وجود حركة إصلاح حقيقيَّة) سوف "أدعم" هذه الحركة الإصلاحيَّة، وأُشجعها، تمامًا كما يفعل الليبراليون اللادينيون الآن، فهم لا يفعلون شيئًا سوى الدعم والتشجيع، ولكن الفرق بين دعمي ودعمهم (عندها) سيكون أنَّني أدعم حركة إصلاح حقيقيَّة، بينما ما يفعله الليبراليون اللادينيون الآن هو دعم وتشجيع حركة إصلاح مُزيفة، لا تُفضي إلَّا إلى التدليس والاستخفاف بالعقول؛ كما تقدَّم شرحه في المقال. الأمر أشبه بدعم الأب لابنائه وتشجيعهم لهم ليُذاكروا وينجحوا، فهو لن يقوم بالاستذكار نيابة عنهم، ولكنهم فقط سوف يعمل على تشجيعهم، والفارق هنا أنَّ عمليَّة تشجيع الأب لابنائه وهو يعلم تمامًا بأنَّ ما يقومون به لا علاقة له بالمُذاكرة والدراسة، تعمل على استمرار فشل الأبناء، ورسوبهم في الامتحان. فنحن ندعم من يستحق الدعم. وقد أوضحتُ في ردي لك (كما في المقال) الأسباب والمُبررات التي تجعلني أحكم على حركة الإصلاح الإسلاميَّة الحاليَّة بالفشل.

    شوف يا أخي العزيز انت في صدر المداخلة بتحذر من القراية المتعجلة والمتحيزة
    طيب تحميلك لجملتي الفوق دي كل الفهم العجيب الوارد تحتها دا ممكن تسميه شنو غير قراية متعجلة ومتحيزة
    انت بنفسك بتقول وبالحرف الواحد لو كانت هنالك حركة إصلاح حقيقيَّة فكنتُ أنا أوَّل من سيدعم هذا التَّوجه.
    وجملتي الفوق بتقول كأنك ترى فرصة في أن تكون نفسك معني بإصلاح محدد بإختلافه عن الإصلاح الذي يعني به المتأسلمون أو اللبراليون
    وكلمة مَعْنِي لا تقول أبداً تفعل بل تقول أنك على صلة ما ب..
    أنا لم أبدأ بعد تفاصيل الإصلاح المأمول و لا مواضعاته حتى نقول هذا إصلاح حقيقي وذلك إصلاح زائف
    بعدين قضية تصنيف اللبراليين لدينيين ولا دينيين دي حكاية عجيبة وبتحرفنا عن مفهوم الليبرالية في عضمه
    الليبرالية مفهوم معقد يا هشام قد يشير لتيار أو حزب وأحياناً لا يزيد عن مرحلة في تطور البنية الإجتماعبة
    لكنها وفي كل تمظهراتها لا تهتم أبداً بالدين فتضم المسلم والمسيحي واللاديني
    وفي السودان كبلد مصنف بأنهم مسلم وغالبية شعبه مسلم فمن الطبيعي أن تكون الخلفية الدينية للغالب الأعظم من عضوية الطبقة السياسية خلفية مسلمة

    (عدل بواسطة Sinnary on 07-04-2017, 03:41 PM)

                  

07-04-2017, 03:18 PM

حامد بدري
<aحامد بدري
تاريخ التسجيل: 03-10-2013
مجموع المشاركات: 2749

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    هشام ادم تحياتي لك
    متابع لكتاباتك هنا وفي مثير للجدل واحترمها جدا لانو فيها احترام للاخر وبدون شتيمة
    عندي تساؤل وخت في بالك اني زول فطرة ساي ماعمييييق ومفكر وفيلسوف
    من باب المنافسة الشجاعة والشريفة وانك تدي خصمك اذا وقع ارضا سيفو لمواصلة القتال وخت في بالك انو رجوعك للاسلام شرف كبير ونصر شخصيا بتمناو
    لييي ياهشام مابتجيب سيرة نهائي للقيييم الدينية والحاجات الكويسة في الدين محمد عليه السلام عندو الاف القيييم اعطي الاجير ولو سرقت فاطمة ومحاربة الرشوة وحقوق الجار ومعاملة الاسرى وغيرو وغيرو
    ولو سمعتا كلام المشرف ده وطلعت من دائرة الخمول حسب وصفو لووووووووووووول ممكن جدا نشوفك بي احرامك وتحج بيت الله زي زولك داك بتاع الفلم جا الحج واعلن اسلامو بنفس الجرأة الاعلن بيها كفرو والحادو واساءتو لمحمد كتير من المشاهير والمغنييين ولاعبي الكرة العالمييين جو الحج وديل ناس بتاعين قناعات وحرية واحترام راي اخر مازييينا فطرة وشهادة ميلاد مكتوب فوقا مسلم
    وياريت لو حتعترف بانو الدين فوقو قيييم واخلاق تديو حقو في كتاباتك حتى لو الحادك في مكانو ساحترمك اكتر وانقلك لرتبة ودرجة اعلى في السلم
                  

07-04-2017, 03:34 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: حامد بدري)

    عزيزي هشام سأحاول قدر الإمكان تحويل النقاش لنقاش منتج ولذلك سأبعد عن الجدل بمعنى إذا طُرحت نقطة ما وتم الرد عليها وتم الرد على الرد بميكانزم مكانك سر،
    أي أن يعيد كل واحد صياغة موقفه بمفردات جديدة.
    دي بيبقى تعبير عن حالة من حالات إدمان الملل ياخي
    طيب خليني أبدأ ليك بسؤال:
    ما هي تفاصيل الإصلاح الديني الحقيقي الذي قلت أنك تدعمه؟

    (عدل بواسطة Sinnary on 07-04-2017, 03:44 PM)

                  

07-04-2017, 04:12 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: حامد بدري)


    ،،،،،تحياتي أخ هشام مرة أخري تقول
    ((لا بأس أن يتبنى المُسلم أي قيمة أخلاقيَّة، ولكن نسبة هذه القيمة إلى الدين، والزعم بأنَّ الدين هو من أوجد هذه القيمة فهو أمر مرفوض جملة وتفصيلًا، لأنه منافٍ للواقع والحقيقة. والزعم بأنَّ نصًا تاريخيًا لا يتعارض مع قيمة معاصرة هو ضد فكرة التطور التاريخي الذي تتكلّم عنه، لأنَّ عملية التطور هي ما تجعلنا نتجاوز الأفكار غير الصالح، ولهذا فإنَّ القوانين "الوضعيَّة" تتطوّر بتطور الإنسان والمُجتمعات الإنسانيَّة، وهذا التطور لا يكون بإعادة تأويل النصوص القانونيَّة؛ بل بتجاوز القوانين القديمة، وإعادة قوانين حديثة، وفي ظل امتلاكنا لقوانين "حقوق الإنسان" و "حقوق الطفل" و "حقوق المرأة" و "حقوق المواطنة" فلا حاجة لنا بأي قانون قديم؛ لاسيما إن كان يتعارض مع هذه الحقوق، أمَّا مُحاولات إعادة هذه القوانين والزعم بأنَّها لا تتعارض مع هذه الحقوق المعاصرة، فهو التدليس الذي لا يجب احترامه ولا التبرير له. ))
    عن إي دين نتحدث؟ عن دين سكوني جامد أم عن دين متغير ومتأثر بما حوله - ؟ عن ظاهرة دينية تتفاعل وتنفعل وتخضع لمنظق التاريخ والتحول الإجتماعي ؟ المثقف والمستنير "الليبرالي" وكما قلنا (يتعاملون مع الظاهرة الدينية بعقلية نقدية - تثبت علي الإيجابي وترفض السلبي - وتعي تماما أن الظاهرة الدينية شأنها مكونات الوعي الإجتماعي الأخري - تؤثر في غيرها وتتأثر به ويعتريها التحول والتغيير - تتغيير بفعل تغير الواقع والظروف والسياق التاريخي والمعرفي وتأثير العلوم الطبيعية والإجتماعية وبفعل التطور والتنوير والتفتح الذهني ! إنهم يضعون الدين في مجري التأريخ الهادر وفي خضم الحراك الإجتماعي المتصاعد )
    ** لا أتحدث عن ي إسلام القرن السابع ولاعن مسيحية القرن الأول ولاعن يهودية شريعة موسي وإنما عن هذه وضعية وفهم هذه الأديان وفق سياقات ومعطيات هذا العصر
    ( فليتجاوز المستنير والمصلح الديني بعض تعاليم وتشريعات دينه تأويلا أوتفسيرا مغائرا أو حصرا لنصوص في سياق عصرها وظروف تنزلها - و قصر فهم نص كان يعد عاما ليصبح خاصا ومرتبطا بحالة معينة وليتجاوز البعض ظاهر النص لفهم آخر وليتحجج البعض بالمتشابه أو بنص يقول شئيا يخالف نصا آخر وليراجعوا مسألة المنسوخ والناسخ ليحيوا بعضا من المنسوخات)
    فليفعلوا كل هذا أو بعضه بحثا عن مخارج ورؤي إصلاحية وليختاروا أدواتهم والياتهم التي تعينهم في الإصلاح - فهذا أمر إيجابي - لن أقول لهم قد زيفتم دينكم وحرفتوه وتجنيتم علي أصول الدين والتاريخ - تمسكوا بالدين السلفي وبحرفية النصوص وجمودها لن أقول هذا لأن هذا فهم أصولي وسلفي متكلس يضع الدين خارج مجري التاريخ والتحولات الإجتماعية !!
    *ثانيا الليبرالي أو المثقف المستنير العلماني بصورة عامة إن كان يشجع المصلح الديني ويدعم حقه في التفكير وشحذ الذهن وإيجاد مخارج من داخل حقل الدين إلا أنه إي الليبرالي أو المثقف المستنير العلماني- لايرهن رؤيته ومواقفه - بحركة الإصلاح والتنوير الديني والمرجعيات الدينية لأن منطقاته إنسانية - ديموقراطية ودولة مواطنة وحقوق إنسان وحقائق العلم إنه يقول أن هناك ن نصوص ثابتة تشرع لبتر الأطراف والجلد ووضعية المراة ومع هذا أتجاوزها - حتي وإن لم يجد المصلح الديني مخرجا يتجاوزها ! ،،،،،
                  

07-04-2017, 06:07 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: كمال عباس)

    الأخ سناري
    تحياتي مُجددًا

    ظننتُ أنَّني كنتُ واضحًا ومُباشرًا في كلامي عبر المقال، أو حتى عبر المُداخلات، وأتذكر أنَّني قلتُ (موجهًا كلامي لكَ) حرفيًا خلاصة فكرتي:
    ((الأمر بمنتهى البساطة: إذا كان هنالك نص قانوني سيء، وأردنا "إصلاحه" فيجب علينا أولًا أن نعترف بأنَّه سيء ثم نحاول إصلاحه. أمَّا أن نُنكر أنَّه سيء، ثم نُحاول إقناع الآخرين بأنَّ النص له معنىً آخر، ونزعم أنَّ هذا هو الإصلاح، فهذا خداع واستخفاف بالعقول ليس أكثر، وعلى الدوام سيظل "الخارجون على القانون" يستغلون وجود النص كما هو ليُمرروا جرائمهم، دون أن يتمكَّن أحدٌ من مُحاسبتهم، فلا أحد بإمكانه مُحاسبة مُجرد بناءً على معنىً ليس موجودًا في النَّص القانوني، ومستمدًا فقط من منظومة الأخلاق العامة. ))

    الإصلاح الحقيقي يجب أن يتم على خطوتين أساسيتين:
    1) الاعتراف بوجد خطأ سواء على مستوى النص أو على مستوى التاريخ، لأنَّ ما يحدث الآن هو دفاع عن النص بحجة التأويل، وتستر على التاريخ بحجة التحريف والتزييف.

    2) حذف النصوص الخلافيَّة والتي تتعارض مع قيم العصر الحديثة، وتتعارض مع قيم الحريات والعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي والاضطهاد والديمقراطية التي أثق في رغبة المُسلمين الجدد في تحقيقها، ولكن لا يُمكن الاحتفاء بنص مثل {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} مثلًا، في ظل وجود نص آخر مثل: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.

    إذا أردنا تفعيل آيات السلم "المنسوخة"، فلا أقل من نسخ آيات العنف وحذفها. أمَّا بقاء الآيات التي تُحرض على العنف فهو ضمانة لاستمرار العنف وتوالده في كل مرَّة؛ لاسيما وأنَّ مثل هذه الآيات واضحة وصريحة. علمًا بأنَّ آلية السياق التاريخي غير مُجدية، وغير منطقية، فهي غير مُجدية لأنَّ الإرهاب ظلَّ يتولَّد عن هذه الآيات على مدار 1400 سنة وحتى الآن، وسوف يظل يتولَّد عنه، لأنَّ ففكرة السياق التاريخي تتعارض أصلًا مع فكرة صلاحية النص لكل زمان ومكان، وتتعارض مع "عالميَّة" الرسالة. وقد ذكرتُ ذلك نصًا في كتابي (المسلمون الجدد)، فقلت:
    ((وعلى هذا؛ فإنَّنا نرى أنَّ القرآن -كمُجمل التراث الإسلامي- يجب أن تشمله المراجعته، والنقد، والتنقيح، فيتم إلغاء جميع الآيات، التي يُعتقد أنَّها خاصة بزمانها أو تلك التي لا تتناسب مع قيم العصر الحديث؛ فتحذف آيات القتال والجهاد، والآيات التي تعتبر اضطهادًا وقمعًا للمرأة، والآيات التي تنص على تشريعات قانونيَّة، وعقوبات تجاه بعض السلوكيات، التي تدخل ضمن الحريَّات الشخصيَّة والحقوق، وأن يتم الإبقاء فقط على الآيات، التي تحمل الجوانب الروحيَّة والإنسانيَّة، التي لا جدال حولها. وأي محاولة لحل مشكلة الإسلام مع العصر دون ذلك؛ فهي -في رأينا- ليست سوى مراوغة، تثبت سوء النوايا، وتطيل في أمد الإرهاب. ما لم يتم نقد القرآن، والتخلص من الآيات الإرهابيَّة التي فيه، فسوف يظل بيض الإرهاب يُفقس باستمرار، وسوف نظل ندور في حلقة مفرغة. علينا أن نتعامل مع الأمر بجديَّة أكثر، بعيدًا عن الحلول المهذّبة، والدبلوماسيَّة، التي كان المسلمون الجدد إفرازًا من إفرازاتها، بكل ما عرفناه عنهم من تدليس ومراوغة، والتفاف على الحقيقة.))

    فيما يتعلَّق بمُداخلتك السابقة، وقولك:
    ((جملتي الفوق بتقول كأنك ترى فرصة في أن تكون نفسك معني بإصلاح محدد بإختلافه عن الإصلاح الذي يعني به المتأسلمون أو اللبراليون وكلمة مَعْنِي لا تقول أبداً تفعل بل تقول أنك على صلة ما ب...))
    فعبارة "معني بالإصلاح" أو "معني بكذا" تعني يا عزيزي منوطٌ به الفعل نفسه، وليس مجرّد أن يكون له صلة به وحسب. فعندما تقول: "أنا معني بإصلاح الشيء" لا تعني أنَّ لي صلة به وحسب؛ بل تعني أنَّني مسؤول عن إصلاح هذا الشيء وهي مُشتقة من العناية أي الاهتمام بالشيء والاشتغال به، وهذه مسؤوليَّة المُسلم (الاهتمام بأمر الإصلاح)، وما عليَّ أنا كمُلحد إلَّا أن "أدعم" راغبي الإصلاح الحقيقي، والدعم قد يكون مُجرَّد دعم معنوي فحسب، ولكن لا يُمكن أن يكون الشخص معنيٌ بأمرٍ ما، ثم تكون كل صلته بالأمر مُجرًّد الدعم المعنوي. أمَّا عن مفهوم الليبراليَّة وأنَّها ليست نسقًا سياسيًا، ويُمكن أن يكون الليبرالي مسلمًا أو مسيحيًا أو ملحدًا؛ فلا خلاف على ذلك، وكذلك وصف "ناس" الوارد في المثال الذي ضربته لك في مثالي السابق، فالناس وصفٌ للمُسلم وللمسيحي وللمُلحد وووو إلخ، ولكن ورغم ذلك فعندما نقول: "الناس الذين ينتقدون الإسلام" فلا يشمل المُسلمين.

    مودتي

    (عدل بواسطة هشام آدم on 07-04-2017, 07:02 PM)

                  

07-04-2017, 06:08 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأخ حامد بدري
    تحيّاتي

    أشكرك على مُداخلتك، وبالنسبة إلى سؤالك فإنَّني أقول:

    في كتابي "المُسلمون الجدد" (وأتمنى أن تقرأه) قلتُ حرفيًا بخصوص الدين في عمومه:
    ((على أنَّه بالمقابل؛ لا نريد أن يُفهم من كلامنا هذا، أنَّ الدين مضاد للأخلاق، فهذا ليس واردًا في تفكيرنا على الإطلاق؛ بل إنَّ ما نريد قوله: أنَّ القضايا الرأسيَّة المتعلقة بالاعتقادات، لا تتقاطع، ولا ينبغي لها، مع القضايا الأفقيَّة المتعلقة بالسلوكيَّات؛ فسواء اعتقد الإنسان بوجود إله، أو اعتقد بعدم وجوده، فإنَّ القضيَّة هنا، تظل في مستواها الرأسي، والذي لا يؤثر على المستوى الأفقي السلوكي. ))

    وقلتُ كذلك فيما يتعلق بالإسلام:
    ((نعم! هنالك تعاليم جيدة في الإسلام، نجدها في ظاهر نصوص القرآن، ولكنهم لا يُطبّقون آليَّة (ماوراء النص) مع مثل هذه النصوص، بينما تكون هذه الآليَّة فاعلة على النصوص، التي يحمل ظاهرها طابعًا دمويًا، وإرهابيًا بينًا.))

    وقلتُ كذلك:
    إ((نَّ الديانة الإسلاميَة -كفكرة تمت صياغتها، وتطوّرها عبر الواقع الإنساني، والتجربة البشريَّة- لا يمكن بحال من الأحوال، القول بأنَّها لا تمتاز بما تمتاز به بقيَّة الأديان، والأفكار البشريَّة، من احتوائها على الجيد والسيء، الصالح والطالح، الصحيح والخاطئ. وأنَّ الجيّد الذي فيه، منه ما هو محصور بين جماعة المسلمين، ومنه ما يتعّداهم إلى الآخرين. فمن قال بأنَّ الإسلام كله شر، كان متجنيًا عليه، ناكرًا لطابعه، وواقعه البشري، مفترضًا أنَّ الإسلام بذرة شيطانيَّة، نبتت في سبخة. وهذا ضرب من الشطط، والخيال، لا أكثر. ولكن مشكلة الإسلام الحقيقيَّة: أنَّ السيئ الذي فيه، أكثر ممَّا فيه من خير، وليس محصورًا فقط بين جماعة المسلمين؛ بل يتعداهم إلى الآخرين. ))

    المشكلة -يا عزيزي- ليست في أنَّ "أعداء" الإسلام يُركزون على مساوئ الإسلام فقط؛ بل تكمن المُشكلة الحقيقيَّة في رغبة المُسلمين ألَّا نرى في الإسلام إلَّا الجوانب الجيدة فقط (والتي لا يستطيع أحد إنكارها) وأن نصرف الأنظار عن المساوئ. يُريدون أن يكون الإسلام "دائمًا" في موقف المُتغزَّل به وبمحاسنه، وشيئًا فشيئًا، يتحوَّل الأمر إلى قناعة راسخة بأنَّ الإسلام يخلو "تمامًا" من العيوب والأخطاء، وهذا غير صحيح. لقد ظل الإسلام لقرونٍ طويلةٍ جدًا بعيدًا عن النقد، وبالتالي قريبًا جدًا من حالة التغزُّل هذه، وامتداح التعاليم الجيدة التي فيه، حتَّى أنَّ بعض التعاليم اللاأخلاقيَّة الموجودة في الإسلام تم تحويلها إلى تعليم أخلاقي، فالتدخل في حياة الناس الشخصية، وسلب حريتهم الشخصية، أصبح أمرًا أخلاقيًا، فالإسلام (كبعض الأديان الأخرى) يتدخل في حياة البشر الشخصية، ليُحدد مَن يجب أن يُحب مَن أو يُبغض مَن، ومَن يُمارس الجنس مع مَن، وبناءً على هذا تُوضع المعايير الأخلاقيَّة؛ بل ويتم إنزال عقوبات على السلوكيات الشخصيَّة، وبالطبع فإنَّ المٌسلم يُوجد لها تبريرات، والغريب في الأمر أنَّ هذه التبريرات مُستمدة في أساسها من العادات والتقاليد والمفاهيم التي تم بناءً استنادًا على النص القرآني "الديني" نفسه!

    حاول أنَّ تسأل نفسك هذا السؤال:
    أنتَ كأب أو كأخٍ أكبر، إذا تقدَّم أحدهم لخطبة ابنتكَ أو أختكَ، وعرفت عنه أنَّه به من الصفات الحسنة الكثير جدًا، ولم تجد فيه من العيوب إلَّا عيبًا واحدًا، وهو أنَّه يضرب النساء مثلًا، فهل ستقبل تزويجه؟ أو فلنتفرض أنَّ هذا العيب الوحيد أنَّه مُتحرش جنسي بالأطفال، فهل ستقول: "لماذا نُركز فقط على هذا العيب الوحيد، وننسى كل المزايا الجيدة التي فيه؟" أم سوف تحكم عليه بناءً على هذا العيب الوحيد، لبشاعته؟

    هكذا أرى الإسلام: المحاسن الموجودة به هي "مُشترك" إنساني، لم نكن بحاجةٍ إلى "دين" أصلًا لنعرفه (بر الوالدين، الإحسان لفقراء، الإحسان للجار ووووو إلخ) ولكن العيوب التي به تُغطي على هذه المحاسن، لأنَّها أبشع بكثير من أن ننساها ونتذكر له محاسنه وحسب. أمَّا عن مُعاملة الأسرى، فأحب أن أذكرك أنَّ القرآن ذكر ما حدث عندما استشار محمدٌ صديقيه: أبا بكر وعمر بن الخطاب، فيما يفعله مع الأسرى أيَّد رأي عمر بن الخطاب القاضي بقتل جميع الأسرى، في مقابل رأي أبي بكر الذي كان يرى أن يُتركوا للفديَّة وتعليم المُسلمين. وتذكر أيضًا ما فعله محمد بأسرى بني قريظة الذين قتلهم أو أجلاهم وسبى نساءهم، وأسرى خيبر الذين جعلهم يعملون بالسُّخرة في أرض فدك. وحتى ولو كان الأمر كما تعتقد فإنَّ ذلك لن يُغير من الأمر شيئًا.

    مودتي



                  

07-04-2017, 06:09 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)

    الأستاذ كمال عبَّاس
    تحيّاتي

    هاجر كثيرٌ من المُسلمين إلى بلاد الغرب "الكافر" .. واستغلوا (لن أقول استفادوا) القيم الإنسانية الموجودة هناك، فيما يصلح مصلحة دينهم والدعوة إليه. وهكذا يستغل المُسلمون الأفكار الليبراليَّة، كالفكرة التي تقول بها عن "حيويَّة الدين وعدم سكونه" (وهي حقيقة طبعًا)، ولكن عليكَ أن تنظر للأمر من منظور أكثر عمقًا، فكلامك هذا قد يُمكن تطبيقه على الدين باعتباره نسقًا "شخصيًا" على اعتبار أنَّ الدين (في هذه الحالة) هي مسألة شخصيَّة تتعلَّق بطبيعة العلاقة بين الإنسان وخالقه، أمَّا الأديان المؤسساتيَّة، فهي "أيديولوجيا" تخضع (بالإضافة إلى الجانب الروحي) لجانب اعتقادي وتعاليمي مُستمد من نصوص "جامدة" ... كان كلامك ليكون صحيحًا، لولا وجود "كتب" ونصوص تعتبر manual للمُتدين، توجهه: كيف يأكل وماذا يأكل، وماذا يشرب، ومن يصاحب، ومن يعادي، ومن يتزوج، وكيف يُطلق، وما هو الخير، وما هو الشر.

    في ظل وجود هذا الكُتيب "الإرشادي" لا يُمكنك أن تعتبر الأديان جميعها ذات طبيعة حيويَّة أو تطوريَّة، لأنَّ النص جامد يا عزيزي، وإلَّا كان بإمكاننا إعادة إحياء النصوص التاريخيَّة، ولم تكن لنا حاجة لسن قوانين جديدة والاضطرار لتغييرها على الدوام. النص المكتوب -عزيزي كمال عباس- هو نصٌ جامد متعلق بتاريخ كتابته، وأظنك (من الناحية العلميَّة) تُؤيدني في ذلك؛ أمَّا إن كنتَ ترى أنَّ النصوص قابلة لإعادة التأويل، فهذا ما أقصده بالتحديد من هذا المقال، إذ أستغرب لموقف اللاديني الذي يُدافع عن فكرة حيويَّة وتطوريَّة نصٍ (يُؤمن ويعرف بأنَّه نصٌ تاريخ) مُرتبط بزمانه وثقافته، ولا يُمكن أبدًا افتراض صلاحيته "الدائمة" .. هذه النقطة تحديدًا أتفهمها لمُسلم، وأتحمَّل مناقشتي له حولها، ولكن لا أفهم لغير المُسلم أن يتبنى نفس هذه الفكرة، والتي تستند في أساسها على فكرة "قداسة" النص، لأنَّه إنَّما يفعل ذلك (مخالفًا للمنطق والعلم والبداهة) بدافع إيماني محض؛ فما بال غير المُسلم إذن؟

    مودتي
                  

07-04-2017, 07:01 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)


    شكراً أخ هشام على بسط رؤيتك للإصلاح الإسلامي الذي تؤيده وسنثبت ذلك كمقدمة لما سيأتي من مداخلات


    Quote: (الأمر بمنتهى البساطة: إذا كان هنالك نص قانوني سيء، وأردنا "إصلاحه" فيجب علينا أولًا أن نعترف بأنَّه سيء ثم نحاول إصلاحه. أمَّا أن نُنكر أنَّه سيء، ثم نُحاول إقناع الآخرين بأنَّ النص له معنىً آخر، ونزعم أنَّ هذا هو الإصلاح، فهذا خداع واستخفاف بالعقول ليس أكثر، وعلى الدوام سيظل "الخارجون على القانون" يستغلون وجود النص كما هو ليُمرروا جرائمهم، دون أن يتمكَّن أحدٌ من مُحاسبتهم، فلا أحد بإمكانه مُحاسبة مُجرد بناءً على معنىً ليس موجودًا في النَّص القانوني، ومستمدًا فقط من منظومة الأخلاق العامة.
    ))

    الإصلاح الحقيقي يجب أن يتم على خطوتين أساسيتين:
    1) الاعتراف بوجد خطأ سواء على مستوى النص أو على مستوى التاريخ، لأنَّ ما يحدث الآن هو دافع عن النص بحجة التأويل، وتستر على التاريخ بحجة التحريف والتزييف.

    2) حذف النصوص الخلافيَّة والتي تتعارض مع قيم العصر الحديثة، وتتعارض مع قيم الحريات والعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي والاضطهاد والديمقراطية التي أثق في رغبة المُسلمين الجدد في تحقيقها، ولكن لا يُمكن الاحتفاء بنص مثل {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} مثلًا في ظل وجود نص آخر مثل: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.

    إذا أردنا تفعيل آيات السلم "المنسوخة"، فلا أقل من نسخ آيات العنف. أمَّا بقاء الآيات التي تُحرض على العنف فهو ضمانة لاستمرار العنف وتوالده في كل مرَّة؛ لاسيما وأنَّ مثل هذه الآيات واضحة وصريحة. علمًا بأنَّ آلية السياق التاريخي غير مُجدية، وغير منطقية، فهي غير مُجدية لأنَّ الإرهاب ظلَّ يتولَّد عن هذه الآيات على مدار 1400 سنة وحتى الآن وسوف يظل يتولَّد عنه، لأنَّ فمرة السياق التاريخي تتعارض أصلًا مع فكرة صلاحية النص لمل زمان ومكان، وتتعارض مع "عالميَّة" الرسالة.
    وقد ذكرتُ ذلك نصًا في كتابي (المسلمون الجدد)، فقلت:
    ((وعلى هذا؛ فإنَّنا نرى أنَّ القرآن -كمُجمل التراث الإسلامي- يجب أن تشمله المراجعته، والنقد، والتنقيح، فيتم إلغاء جميع الآيات، التي يُعتقد أنَّها خاصة بزمانها أو تلك التي لا تتناسب مع قيم العصر الحديث؛ فتحذف آيات القتال والجهاد، والآيات التي تعتبر اضطهادًا وقمعًا للمرأة، والآيات التي تنص على تشريعات قانونيَّة، وعقوبات تجاه بعض السلوكيات، التي تدخل ضمن الحريَّات الشخصيَّة والحقوق، وأن يتم الإبقاء فقط على الآيات، التي تحمل الجوانب الروحيَّة والإنسانيَّة، التي لا جدال حولها. وأي محاولة لحل مشكلة الإسلام مع العصر دون ذلك؛ فهي -في رأينا- ليست سوى مراوغة، تثبت سوء النوايا، وتطيل في أمد الإرهاب. ما لم يتم نقد القرآن، والتخلص من الآيات الإرهابيَّة التي فيه، فسوف يظل بيض الإرهاب يُفقس باستمرار، وسوف نظل ندور في حلقة مفرغة. علينا أن نتعامل مع الأمر بجديَّة أكثر، بعيدًا عن الحلول المهذّبة، والدبلوماسيَّة، التي كان المسلمون الجدد إفرازًا من إفرازاتها، بكل ما عرفناه عنهم من تدليس ومراوغة، والتفاف على الحقيقة.))
                  

07-04-2017, 09:26 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Sinnary)

    في بوست سابق للأخ هشام بعنوان دردشةٌ فقهيَّة: الحجاب في الإسلام
    تناول نفس إطروحة هذا البوست تقريبا -تناقش فيه الأخوان هشام آدم وعادل عبد العاطي
    وشخصي ورد فيه
    كتب الأخ عادل عبد العاطي

    Quote: بل ارى ان الاسلام ظاهرة اجتماعية ثقافية ولذلك يتغير ويتحور ويتحول وتتعدد تفسيراته؛ وهو ما لا تراه انت حيث تعتبر ان هناك اسلام حقيقي واخريات غير حقيقيات . النص القرآني تمت صياغته على مدى ثلاثين عاما على الاقل (13 في حياة الرسول و17 على حياة ابوبكر وعمر وعثمان حتى التدوين الاول) ؛ وهو يحمل الاف الايات المتناقضة والمتناولة لمئات والاف القضايا والمسائل والمناسبات المختلفة ؛ وهناك ما نسخ منه وما سقط قصدا وما سقط اثناء التدوين وما تم نقله عن طريق الخطأ ؛ ولو كان لك باع في الامر لعرفت كل هذا ؛ لذلك قال علي بن ابي طالب : القرآن حمال أوجه . وهذا لا يصح على القرآن فقط بل على كل كتاب مقدس .)
    وأضاف
    Quote: فكيف تكون هناك تاويلات كثيرة ثم يكون هناك معنى واحد صحيح ؟ ومن الذي يحدد صحته ؟ هشام ادم ؟ هذا منهج السلفيين في كل مكان والمتطرفين؛ انهم يزعمون ان هناك فهما واحدا صحيحا هم يملكونه . ليس هناك معنى واحد ولقد اختلف القوم في تفسير النص القرآني والرسول بين ظهرانيهم ثم مباشرة بعد موته ثم لالف وخمسائة سنة ؛ وكان الرسول نفسه يقول لبعضهم ان تأويله لا يعلمه الا الله . ويحكى عن عمر انه سأل عن الأية التي تقول ( وفاكهة وأباً) ان الفاكهة عرفناها فما هو الأب؟) ثم استغفر . والقرآن مليء بالألفاظ السريانية ومكتوب بلغة ادبية متعددة المعانى بل فيه اشياء لا يعرفها القوم حتى اليوم ( بداية بعض السور بكلمات مبهمة مثل كهيعص) او مفاهيم غير مفهومة مثل السبعة المثانى ( ‏{‏وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏} الخ - فالقول ان هناك معنى واحد صحيح هو نظرة دوغمائية سلفية تكفيرية))
    والسؤال يا هشام آدم هل تتفق مع رؤية عادل هذه ( النص القرآني تمت صياغته على مدى ثلاثين عاما على الاقل (13 في حياة الرسول و17 على حياة ابوبكر وعمر وعثمان حتى التدوين الاول) ؛ الاف الايات المتناقضة والمتناولة لمئات والاف القضايا والمسائل والمناسبات المختلفة ؛ وهناك ما نسخ منه وما سقط قصدا وما سقط اثناء التدوين وما تم نقله عن طريق الخطأ ؛ )هل هناك تناقض في النص القراني أم لا؟ ثانيا هل هناك في النص ما هو مبهم وغامض ومايحتمل تعدد التأويل والتفسير أم لا؟ يقول عادل(كيف تكون هناك تاويلات كثيرة ثم يكون هناك معنى واحد صحيح ؟ ومن الذي يحدد صحته ؟ ) هل نحن كهنوت جدد ياهشام؟ إي أنه أصبح لنا إحتكار قلم التصحيح والقدرة علي فك الطلاسم والشفرات بحيث نقوم بكل وثوقية بتحديد أن هذه الفئية وحدها التي تتبع صحيح الدين والقران؟هذه دعوة للكهنوت والتمسح بحجب المعرفة والحقيقة المطقة التي تدعي العصمة ولاتقبل تعدد وتنوع المصادر والمفاهيم إنه فهم أصولي وسلفي وقروسطوي(القرون الأسطي)* عادل لم يدعي وثوقية بل أقر بالتعدد والتبائن الذي مرده إختلاف التأويل بل والتناقض في النص ولكنه مال لرفض الجمود والفهم السلفي والمتطرف لأنه ضد العلم والعصر والتطور بل وفوقهذا ضار بالإنسانية فعادل يدعم من يفهم النص في سياقاته وظرفه التاريخي والإجتماعي وتعدد الدلالات في اللغةوأسباب "تنزل" النص وتعدد التأويلات والتفسيرات ! وخصوص وعموم النص كحكم إنه ممن ينظرون للأديان بإعتبارها ظواهر إجتماعية يعتريها التطور والإختزال ويرتبط بعض تشريعها بعصره وسياقه الظرفي - يشجعون السمات الإعتدالية والتعائشية ويدعمون حركات التنويروالإجتهاد المتقدم ويحاربون التطرف والتشريعات والمفاهيم المنافية للعصر وأن تمسحت بالدين والنص وذلك إنطلاقا من مفاهيم مغايرة تستند علي نص آخر أو فهم آخر! يفعل هذا إنتصارا للعقل والتطور وإنحيازا للإنسانية ويقف ضد الفهم المتكلس و الأصولي لأنه ضد هذه المفاهيم ! ولكنه إي عادل يقر بوجود تبائن وتناقض في بنية النص ولايدعي وثوقية تجزم بدقة فهم ما أو مطلقية صحته عقائديا ودينيا **موضوع تملق الدين والفكر الديني أو المتدين
    إتهام خاطي بل وتجني في حق عادل بل وفي حقي أنا أيضا! فمن يعلن رأيه مثلنا فيما هو أخطر من هذا-أو مايعد ثوابت- يعلن أنه ضد قطع الأطراف وإن شرعها نص صريح وضد عقوبة الجلد وتطبيق الحدود وما يطلق عليه حصرا (الشريعة) وضد الجهاد الهجومي ومع شهادةالمراة الكاملة وحقها المساوي للرجل في الميراث! الخ لايمكن أن يكون متملقا !
    http://sudaneseonline.com/board/490/msg/Re%3a-%D8%AF%D8%B1%D8%AF%D8%B4%D8%A9%D9%8C-%D9%81%D9%82%D9%87%D9%8A%D9%91%D9%8E%D8%A9%3a-%D8%A7%D9%8...9%85-1473154856.html
                  

07-04-2017, 11:07 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: كمال عباس)

    الأستاذ كمال عبَّاس
    تحيّاتي مُجددًا

    سوف أُجيب على أسئلتكَ رغم أنَّني أتوقع أنَّني رددتُ على هذه الأسئلة في نفس البوست الذي جلبتَ منه اقتباسات الأخ عادل عبد العاطي، وكان بإمكانكَ العودة إلى مُداخلاتي وردودي هناك.

    والسؤال يا هشام آدم هل تتفق مع رؤية عادل هذه ( النص القرآني تمت صياغته على مدى ثلاثين عاما على الاقل (13 في حياة الرسول و17 على حياة ابوبكر وعمر وعثمان حتى التدوين الاول)؛ الاف الايات المتناقضة والمتناولة لمئات والاف القضايا والمسائل والمناسبات المختلفة ؛ وهناك ما نسخ منه وما سقط قصدا وما سقط اثناء التدوين وما تم نقله عن طريق الخطأ) هل هناك تناقض في النص القراني أم لا؟
    لا أعرف إن كان يتوجَّب عليَّ الإجابة على هذا السؤال من موقعي كمُلحد حالي، أم من موقعي كمُسلم سابق، ولكن أقول لك: النَّص القرآني نصٌ تاريخيٌ، بمعنى أنَّه نصٌ تفاعل مع واقعه، وثقافته، والأحداث والوقائع التي جرت في زمانه، وبالتَّالي فإنَّه "كان" نصًا مُتغيرًا وفقًا للظرف السياسي والاجتماعي في وقته، ومن الطبيعي؛ بل ومن المنطقي أن تختلف بعض الآيات من وقتٍ لآخر، فعندما كان محمدٌ في مكَّة كان الخطاب القرآني مُركزًا على مسألة "العقيدة" والتخويف بالنَّار والعقاب الآخروي، وبالتوعُّد والتذكير بالعقاب الدنيوي كما حدث للأقوام السابقة، ومُطالبة مُحمَّد بالصبر (الصبر وليس العفو)، وكان هذا الخطاب متسقًا تمامًا مع وضع محمَّد وأتباعه في حال الضعف، وعدم امتلاك القوَّة العسكريَّة، وبمجرَّد أن انتقل محمَّد إلى المدينة، ونجح في تكوين جيش (رغم صغر عدده)، انتقل الخطاب من خطاب مُهادنة إلى خطاب تحريض على القتال، وكلَّما ازدادت قوَّة محمَّد، وازداد عدد جيشه وأتباعه، كان يتغيّر الخطاب القرآني إلى العنف شيئًا فشيئًا، فمن مرحلة {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله} إلى مرحلة {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون}. وأيضًا تغيَّر الخطاب تجاه "النصارى" و "اليهود" حسب موقع المُسلمين منهم، وحسب موقعهم هم من المُسلمين، فكانت هنالك مرحلة حاول فيها محمَّد كسب تأييد اليهود والنصارى، وإقناعهم بنبوته، وتزامنت هذه المرحلة مع الآيات التي تُذكر اليهود (بني إسرائيل) بنعم الله عليهم، وكذلك بتذكير "النصارى" بولادة يسوع المُعجزة، وذكر "مُعجزاته"، وامتداح مريم، وبأنَّهم الأقرب إلى الإيمان من غيرهم، ومُحاولة القرآن المُصادقة على ما جاء في كُتبهم، وعندما رفضت اليهود ورفض "النصارى" المُصادقة على نبوة محمَّد، تغيّر موقف محمّد منهم؛ وبالتَّالي تغيّر خطاب القرآن أيضًا. وإن أردتَ رأيي الشَّخصي، فهذا الاختلاف في الآيات لا يُمكن أن يُعتبر تناقضًا؛ بل هو وضع طبيعي جدًا وفقًا لتغيّر الزمان، والأحداث، والوقائع، والضرورات. محمَّد كان يستغل النص القرآني ويُطوّعه لمصلحته الشخصيَّة، كلَّما تطلَّبت المرحلة ذلك، ولأنَّ لا شيء ثابت: لا المصالح، ولا المواقف، ولا الأحداث، ولا الضرورات فكان من الطبيعي أن يتغيّر الخطاب القرآني بناءً لهذه المُتغيّرات، ولو عاش محمّد لفترةٍ أطول (لفترة "الفتوحات")، لربما وجدنا تغيّرات في الخطاب القرآني كذلك. ولكن ما حدث أنَّ محمّدًا مات، وأعلن قبل موته بأنَّ القرآن قد اكتمل وأنَّه أتم "الرسالة" وأنَّ آخر رسالة "إلهيَّة" للعالم وللبشريَّة، قبل أن يصمت للأبد، قد انتهت واكتملت. ويقيني أنَّ النص القرآني الذي بين أيدنا الآن ليس هو -بالضرورة- النص الذي كان يقرأه محمَّد في زمانه، وأنَّ عثمان بن عفان قد ساعد في صياغة القرآن الحالي؛ لاسيما بعد قيامه بتجميع مصاحف "مُختلفة" وإحراقه لها، وإبقائه على هذا النَّص. ولكن رأيي هذا لا قيمة له أمام قناعة المُسلمين (حتى التَّجديديين منهم)، بأنَّ هذا النَّص القرآني لم يتغيّر فيه حرفٌ واحد من زمن محمَّد وحتى الآن، فأي رأي "موضوعي" أو "منهجي" لن يُفيد إذا لم يقتنع المُسلم نفسه بأنَّ هذا النَّص ليس مُقدسًا، وكان يتفاعل "بطريقةٍ بشريَّة" مع واقعه؛ وأنَّه بالإمكان التَّعامل معه بنفس الفهم اليوم أيضًا. وربما لصعوبة (بل لاستحالة) تحقق ذلك، لجأوا إلى تدليس معاني النص القرآني الحالي.

    ثانيا هل هناك في النص ما هو مبهم وغامض ومايحتمل تعدد التأويل والتفسير أم لا؟ يقول عادل (كيف تكون هناك تاويلات كثيرة ثم يكون هناك معنى واحد صحيح؟ ومن الذي يحدد صحته؟) هل نحن كهنوت جدد ياهشام؟
    لن أُجيب على سؤال الكهنوت، لأنَّ السؤال نفسه يحتوي على اتهام مُبطن أصلًا، ولكن سأجيب على ما يخصني وما يُفيد النقاش ويدعمه. النَّص القرآني -عزيزي كمال عبَّاس- يحتوي في مُجمله على ما يلي:
    1) أساطير أولين، وقصص أنبياء سابقين، وأمثلة، وما إلى ذلك، وهي التي أخذت الحيز الأكبر من مساحة النَّص القرآني، فهنالك قصص بني إسرائيل، وقصة آدم والملائكة، وقصص بعض الأنبياء، وقصة أصحاب الكهف، وبعض القصص مُكرَّرة أكثر من مرَّة بأكثر من صياغة.

    2) أحكام وتشريعات وعبادات، كالحدود والعقوبات وأحكام الزواج والطلاق والصيام والصلاة والحج والجهاد والميراث والتحريمات المُختلفة.

    3) آيات اجتماعيَّة، وهي الآيات التي ظهر فيها التفاعل المباشر بين القرآن وبين الوقائع والأحداث التي جرت، كتلك الآيات والسور التي تناولت الرد على عبد العزى بن عبد المطلب "أبي لهب"، والآيات تناولت الرد على الوليد بن المُغيرة، والرد على من قال بشاعريَّة محمَّد أو كذبه أو كهانته، والرد على المُنافقين، وتناول بعض الأحداث الشخصية الخاصة، كزواج محمَّد من زينب بنت جحش وطلاقها من زيد، وكقصص محمَّد مع بعض زوجاته وما إلى ذلك

    4) آيات روحيَّة وأخلاقيَّة، وهي الآيات التي تتناول المسائل العقائديَّة كمسألة الأسماء والصفات ومفهوم التوحيد، وبعض التعاليم الأخلاقيَّة كالبر والإحسان للوالدين وما إلى ذلك.

    الآن؛ إذا قلنا بأنَّ النَّص القرآني "غامض" ومُبهم، فهل يُمكننا القول بأنَّه ربما قد أشكل علينا فهم آيات البر والإحسان والآيات المحتويَّة على التعاليم الأخلاقيَّة؟ أم أنَّ هذا الغموض مقصورٌ فقط على بعض الآيات الأخرى "الخلافيَّة" ؟ ألم يكن الذي صاغ هذه الآيات شديدة الوضوح والتي تُوصي بالبر بالوالدين وبضرورة إعطاء الصدقات للفقراء والمساكين أن يصوغ (بنفس الوضوح) أحكام وحدود وعقوبات الأفعال "المحرَّمة" ؟ بشكل شخصي جدًا أقول: إنَّني كـ"هشام آدم" ليست لديَّ أي مُشكلة "فكريَّة" مع الأنواع (1، 3،4) من القرآن، ولا يهمني أن أعرف ما إذا كانت هذه الأنواع محتويَّة على صياغات غامضة ومُلغزة أم لا، فهي من المسائل الإيمانيَّة التي لا تعنيني في شيءٍ تقريبًا، فللمُسلم أن يُصدّق بأنَّ طوفان نوح حقيقي، وبأنَّ فرعون كان له وزيرٌ اسمه هامان، وبأنَّ قصَّة أصحاب الكهف حقيقيَّة، وبأنَّ محمَّد مذكورٌ بالاسم في الكتب السابقة أم لا. كل هذه القضايا لا تهمني في كثيرٍ أو قليل. ما يهمني على نحو خاص هو النوع رقم (2) والمُتعلق بالأحكام والتشريعات والحدود والعقوبات. فهل هذا القسم يُمكن أن يكون مُلغزًا وغامضًا فعلًا؟

    لقد تكلَّمتُ عن هذه النقطة أكثر من مرَّة، ولكن لا بأس من الإعادة:
    النَّص (أي نص عزيزي كمال عبَّاس) لابُد له من "مؤلف" (بصرف النظر عن من هو هذا المؤلف الآن). هذا المُؤلف لابُد أن تكون لديه "فكرة" أحب أن يُوصلها عبر نصّه، وإلَّا لما كان هنالك داعٍ للنص أصلًا، أو فإنَّ وجود النَّص بدون فكرة أو معنى يكون نوعًا من العبث. هذه الفكرة تُسمَّى "المعنى"، ونحن -كمُتلقين- نُحاول البحث عن هذه الفكرة/المعنى، وفي سعينا نحو ذلك نقوم بالاعتماد على بعض المُعطيات. ومن بين هذه المًعطيات: "اللغة" وأنا هنا أقصد اللغة بمعناها الواسع جدًا من أسلوبيَّة، وبلاغة، ودلالات ألفاظ، وووو إلخ، وحتَّى ربط هذه اللغة بالجو العام الذي صيغت فيه النص نفسه، وهو ما يُعرف بالـ"سياق التاريخي". كل هذه المعطيات مُجتمعة تدلنا على "المعنى" ولكنَّنا في هذه الحالة لا نُسمي المُنتج النهائي "معنى" لأنَّه يظل هنالك هامش خطأ ولو بسيط جدًا، ولهذا فإنَّنا نُسمي المُنتج النهائي للقراءة بالـ"تأويل". فالمعنى واحدٌ بالضرورة والتأويلات مُختلفة أيضًا بالضرورة، واختلاف التأويلات له أسبابه، ويُمكنك الاختيار من بينها:
    1) فإمَّا أن يكون اختلاف التأويل بين المُتلقي سببه غموض النَّص وعدم وضوحه، أو سوء صياغته؛ بحيث لا تُؤدي الصياغة إلى المعنى المُراد.

    2) أو أن يكون اختلاف التأويل بين المُتلقي سببه المُتلقي نفسه، إمَّا جهله باللغة وفنونها، أو جهله بتاريخ النص، أو إخفاقه (عمدًا أو جهلًا) في الربط بين لغة النَّص وبين "السياق التاريخي" لها.

    حتَّى الشعر -عزيزي كمال- والأدب عمومًا، يكون اختلاف التأويل فيه سمةً مُتعلقةً بالمُتلقي، لأنَّ الشاعر أو السارد يكون له هدفٌ أو فكرةٌ مُحدَّدة من وراء نصّه، ولكن في الأدب يُمكننا الاختلاف في فهم المعنى، لأنَّ هذا الاختلاف في الأدب يُثري النَّص الأدبي، ببساطة لأنَّه مُجرَّد نص أدبي يلعب فيه الخيال والرمز دورًا كبيرًا، ولكن ماذا عن النَّص القرآني (لاسيما النص التشريعي منه)؟ هل يُمكننا التَّعامل معه على اعتباره نصًا أدبيًا؟ هل يُمكن أن يحتوي على ترميز أو خيال؟ إنَّ البيان في النَّص (وهو وضوح المعنى) أمرٌ لا يُمكن التلاعب به، وإلَّا لما اعتمدنا كلنا على الكتابة للحوار والمُناقشة، فأنا أقرأ كلامك، وأفهم ما تُريد قوله، وبناءً على ذلك أُجيبكَ، وأنتَ أيضًا تقرأ كلامي، وتفهم معناه وترد عليَّ بناءً على ذلك، ولو أنَّنا قلنا (أي نص مفتوح على التأويل)، لما تمكن أحدنا من إجراء أي حوار (ولا حتَّى ونسة عاديَّة) عن طريق الكتابة، فما بالك بنصٍ يزعم صاحبه أنَّه نص "مُبين" أي شديد الوضوح؟ وكيف يُمكن لنصٍ قانوني أو تشريعي أن يحتمل التأويل بحجّة البلاغة أو الترميز أو ما عداهما؟ النصوص القانونيَّة والتشريعيَّة هي نصوص واضحة ومباشرة ولا تحتمل التأويل، ومن أجل ذلك فإنَّ أي نص تشريعي (وحتى غير تشريعي كذلك) لابُد أن يكون محتويًا على معنىً واحد حصرًا، واختلاف التأويل (كما تقدّم) له علاقة بالمُتلقي وليس بالنَّص، وعندها سيكون أمامنا عدَّة تأويلات مُختلفةٍ لنص واحد فقط، وهذا يعني أنَّ من بين هذه التأويلات المُختلفة، تأويلٌ واحدٌ فقط هو الصحيح (أو الأقرب إلى الصحَّة) والأخرى خاطئة، أو مُستبعدة. فمثلًا نص مثل {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله} هل من المُمكن -مبدئيًا- أن نقول إنَّ هذا النَّص غامض؟ لا، أبدًا. النص شديد الوضوح. حسنًا؛ فإذا حدث اختلاف في تأويل معنى "القطع" ما إذا كان المقصود منه "البتر" أو "الكف عن ..." فهل يُمكننا أن نقضي بين هذين التأويلين أم نقول إنَّ التأويلين صحيحين؟ فكرة صحَّة التأويلات المختلفة والمتباينة هي فكرة غير منطقيَّة أبدًا، فلا يُمكن القول بأنَّ النص يعني البتر وعدم البتر في نفس الوقت، وعندها لن يكون أمامنا سوى الترجيح بين هذين التأويلين، فكيف يُمكننا ذلك؟

    يُمكننا ذلك أولًا عن طريق "سياق الجملة" وعندها يجب أن نضع عبارة {نكالًا من الله} في اعتبارنا، وهذا المُعطى يُرجّح الكفَّة لصالح القائلين بأنَّ المعنى هو البتر، ثم نلجأ إلى "السياق التاريخي" ونرى ما إذا كان أهل ذلك الزمن يقطعون يد السارق أم لا، وعندها نجد حديث: "والله لو أنَّ فاطمة بنت محمَّد سرقت لقطعتُ يدها" وهذا حديث لمحمَّد مؤلف القرآن (من وجهة نظري)، ومُتلقي الوحي وأكثر من فهمه (من وجهة نظر المُسلمين). وعندها نجد أنَّ السياق التاريخي وسياق الجملة يحكمان على رجحان تأويلٍ على آخر. فعندما يأتي شخصٌ ليقول لي إنَّ تأويل "البتر" مرفوض لأنَّه تأويل سلفي عنيف مثلًا ولا يتماشى مع القيم الإنسانيَّة، ولا يتماشى مع قيم الرحمة، فهل هذا ذنبي أنا؟ أم ذنب السلفيين؟ أم ذنب النص نفسه؟ لماذا أحكم على تأويل آخر بالصحَّة رغم كل هذه المُطعيات؛ إلَّا أن أكون رافضيًا بتجسيد دور "المُغفل النافع" أو "محامي الشيطان" فأخدع نفسي بأنَّ المُشكلة ليست في النص نفسه، بل في التأويل السلفي له؟

    عادل لم يدعي وثوقية بل أقر بالتعدد والتبائن الذي مرده إختلاف التأويل بل والتناقض في النص ولكنه مال لرفض الجمود والفهم السلفي والمتطرف لأنه ضد العلم والعصر والتطور بل وفوق هذا ضار بالإنسانية
    هنا أكرر لك سؤالي السابق: هل هذا ذنبنا أم هو ذنب النص؟ إنَّ آية مثل آية قطع اليد بغاية الوضوح والمُباشرة كيف يُمكنني أن أصدق أنَّه يحتوي معنى آخر غير المعنى الذي يُشير إليه سياق الجملة، والسياق التاريخي له؟ أقل ما يُمكنني فعله هو أن أرفض هذا النص، وأن أقول بأنَّه نص عنيف ولا يُمكن تطبيقه (وهذا ما يفعله المُسلمون الجدد)، ولكن المُشكلة ليست هنا، المُشكلة هي في أنَّ المسلمين الجدد يقولون إنَّ هذا النص العنيف إنَّما هو عنيف بسبب السلفيين وليس بسبب النص نفسه. أمَّا عن الجمود، فهو مرفوضٌ بطبيعة الحال، ولكن لا ينبغي لنا أن نخلط الحابل بالنابل، فالفكر يجب أن يكون متغيّرًا ومُتجددًا، وألَّا يكون جامدًا، وأنا أتفق معك في ذلك (وأتفق مع الأخ عادل عبد العاطي)، ولكن يجب أن نعرف ما الذي يجب أن يكون متغيّرًا وغير جامد: هل الفكر أم النص؟ نحن -يا عزيزي- بسبب تغير وتطور "فكرنا" تجاوزنا الكثير من النصوص لأنَّها لم تعد مُناسبة لعصرنا وقيمه، فتركنا قوانين حمورابي، وتركنا قوانين الحضارات القديمة، وتركنا النصوص المكتوبة على المخطوطات والرقاع وحتَّى الألواح، وقمنا بصياغة قوانين "جديدة"، لم نقم بإعادة تأويل قوانين حمورابي أو قوانين الحضارة المصريَّة القديمة، ولم نقم بإعادة تأويل قوانين دولة روما القديمة اعتمادًا على حجَّة "التغيير وعدم الجمود"؛ بل التغيير وعدم الجمود هو ما جعلنا نتجاوز هذه النصوص "الجامدة في ذاتها"، واعتبرنا هذه النصوص مُجرَّد تراث بشري لا أكثر. لا نلعنه، ولا نُطبقه أيضًا، لأنَّ لسنا مُلزمين بذلك انصياعًا لقانون التطور والتغيّر.
    ولكن النَّص الديني مُختلف عن بقيَّة هذه النصوص، ولكن في هذه الحالة فارتباط النص بالعاطفة الدينية، هي مسؤوليَّة من؟ هل هي مسؤوليَّة المُلحد واللاديني؟ أم هي مسؤولية المُتدين؟ إن كانت مسؤوليَّة المُتدين (وهي كذلك فعلًا)، فلا أستغرب أن يُقاوم المُسلم (أو المُتدين عمومًا) فكرة اندثار وتجاوز نصه الذي يراه مُقدسًا، ولكن عندما يأتي مُلحد كعادل عبد العاطي أو غير ليقوم بهذا الدور نيابة عن المُتدين، فكيف يُمكنني أن أفهم ذلك؟ إنَّ فهم النَّص في سياقه التاريخي والاجتماعي يُفضي إلى نتيجةٍ واحدةٍ فقط، ألا وهي: أنَّ هذا النص غير صالح لزماننا هذا (ويُمكننا المُناقشة حول ما إذا كان صالحًا أيضًا لزمانه أم لا)، ولكن أن تقرأ نصًا يحتوي على عنف واضطهاد للمرأة وتحريض على الكراهيَّة فتتصالح معه بحجَّة القراءة في السياق التاريخي والاجتماعي، فهو أمر غير مفهوم على الإطلاق. ألغ هذا النص الآن (لأنَّه غير صالح الآن)، ثم دعنا نتناقش "فكريًا" حول فكرة السياق التاريخي والاجتماعي لمُجرَّد المعرفة لا أكثر، كما يُمكننا مناقشة أي نص تاريخي قديم وبائد، في محاولة للتعرف على ثقافة وتاريخ ذلك الزمان وأهله.

    مودتي
                  

07-04-2017, 09:51 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: هشام آدم)



    يا مصطفى ..

    لم افهم حته في كلامك وعما اذا كنت انت قاصد (عني انا) احترام الدين بتاع المليار زول في العالم ولا انا بحترم الدين كبناء معرفي يفسر الاشياء جميعها ؟!!

    خلينا نفهم يا هداك الله ضعف السالفة الفهمتها انت سالفة ضعيفة يا عزيزي
                  

07-04-2017, 11:38 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3469

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote: فكان من الطبيعي أن يتغيّر الخطاب القرآني بناءً لهذه المُتغيّرات، ولو عاش محمّد لفترةٍ أطول (لفترة "الفتوحات")، لربما وجدنا تغيّرات في الخطاب القرآني كذلك. ولكن ما حدث أنَّ محمّدًا مات، وأعلن قبل موته بأنَّ القرآن قد اكتمل وأنَّه أتم "الرسالة"

    افترضك ربما كان وجدت تغيرات في القرآن لو عاش محمد لزمن الفتوحات لا يستقيم مع تثبيتك لإعلانه إكمال الرسالة؟!
    كأنك تقول انه كان يدري باقتراب موته

    الأقرب للمنطق أن هذه الآية التي تعلن اكتمال الرسالة كتبت بعد مماته
    وقد يكون كثير جدا من القرآن كتب بعد مماته
    أو قد يكون محمد نفسه لم يكن موجودا بهذا الوجود الكبير
    بمعنى أن غالبية الأحداث والقرآن نسج بعد الفتوحات العربية
                  

07-05-2017, 00:00 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: أبوبكر عباس)

    عزيزي هشام في المداخلة المكوتة أعلاه تخاطب نفسك بشكل منولوجي مثير يذكرني بقصة أشعب عندما تجمع حوله الأطفال
    وفكر في حيلة يبعدهم بها عنه فقال لهم أن هنالك وليمة كبيرة في مكان معروف فإنطلق الأطفال مهرولين إلى مكان الوليمة
    ثم ما لبس أن تبعهم أشعب مصدقاً بأن هنالك وليمة (كأنه نسيَ أنها من إختراعه).
    فتصوّر انت ياهشام الإصلاح بحالة تزوير وخداع وإستخفاف، وتصدق نفسك بأن الليبراليين غير المجاهرين برفض الإصلاح الديني يفعلون ذلك
    لكنك تنسى فتنطلق انت نفسك لتفعل نفس الشيء بس بشكل موارب ..
    أولم تأخذ على من إعتبرتهم مزوراتية النصوص جنحة إستصلاح نصوص أو قوانين فاسدة من أساسها؟؟
    على سبيل المثال النصوص التي تعمل على إبعاد الدين من السياسة أوقتال غير المسلمين
    ثم تخترع انت إصلاحك الخاص فتقول:

    Quote: وعلى هذا؛ فإنَّنا نرى أنَّ القرآن -كمُجمل التراث الإسلامي- يجب أن تشمله المراجعته، والنقد، والتنقيح، فيتم إلغاء جميع الآيات، التي يُعتقد أنَّها خاصة بزمانها أو تلك التي لا تتناسب مع قيم العصر الحديث؛ فتحذف آيات القتال والجهاد، والآيات التي تعتبر اضطهادًا وقمعًا للمرأة، والآيات التي تنص على تشريعات قانونيَّة، وعقوبات تجاه بعض السلوكيات، التي تدخل ضمن الحريَّات الشخصيَّة والحقوق، وأن يتم الإبقاء فقط على الآيات، التي تحمل الجوانب الروحيَّة والإنسانيَّة، التي لا جدال حولها. وأي محاولة لحل مشكلة الإسلام مع العصر دون ذلك؛ فهي -في رأينا- ليست سوى مراوغة، تثبت سوء النوايا، وتطيل في أمد الإرهاب. ما لم يتم نقد القرآن، والتخلص من الآيات الإرهابيَّة التي فيه، فسوف يظل بيض الإرهاب يُفقس باستمرار، وسوف نظل ندور في حلقة مفرغة. علينا أن نتعامل مع الأمر بجديَّة أكثر، بعيدًا عن الحلول المهذّبة، والدبلوماسيَّة، التي كان المسلمون الجدد إفرازًا من إفرازاتها، بكل ما عرفناه عنهم من تدليس ومراوغة، والتفاف على الحقيقة


    الواحد بيبدأ يتساءل شنو البيشرعن لوصفتك انت في الإصلاح ويشيطن وصفات من سميتهم الليبراليين
    وقبل ذلك بيظل سؤال عالق عن هل تعتبر يا هشام أن القرآن كله منتهي الصلاحية وانت تعلن رؤية أو عناوين للإصلاح؟
    أم أن جزء منه منتهي الصلاحية وجزء صالح وبببقى عنده ذي شوكة الحوت الما بتنبلع ليك ولا بتفوت.

    (عدل بواسطة Sinnary on 07-05-2017, 00:30 AM)

                  

07-05-2017, 00:17 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ملحدون مع الإسلام (Re: Sinnary)

    أولاً يا هشام قضية الإصلاح هي قضية تأويل وليست تصحيح للدين فليس هنالك من الليبرااليين من يضع نفسه فوق النص ويفرز كما تفعل النص الخاطيء من النص الصائب بل يحترمون النص ومقاماته.. وحتى تضح لك الرؤية هنالك فرق بين المقدس والمدنس من النصوص، فالنص عند صدوره من الله يصدر كنص مقدس لا يحتمل التأويل بسبب من الفرق في مقامات اللغة والمعنى بين الذات العلية والبشر.. وحتى الرسول الذي كتبت انت أعلاه بأنه مقدس هو بشر غير مقدس لذا عند نزول النص إلى الرسول يتحول من نص مقدس إلى نص بشري بيد بشر هو الرسول ومن ثم يتم تداوله بين بقية البشر يتحول معها الدين من دين الألهة إلى دين البشر ويبدأ هذا الدين البشري عندها في إتخاذ نسبيته التي من نسبية البشر ومصالحه التي من مصالح البشر وإنزلاقاته التي من إنزلاقات البشر الذين رفعوا المصاحف ذات يوم على أسنة الرماح.. أواصل
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de