الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 11:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-26-2017, 08:19 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة
                  

06-26-2017, 08:46 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10906

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: زهير عثمان حمد)

    الله يرحمه و يغفر له ويسكنه فسيح جناته.
    من المثقفين و النقاد السودانيين المجيدين و الذي كان له أثره في النقد و الكتابة الأدبية منذ وقت طويل.و لوّن الصحافة السودانية منذ السبعينات بكتاباته العميقة التحليل.
    و للأسف اختفى هو و أمثاله مع اختفاء الحركة الثقافية الجادة و مع اختفاء الصفحات الأدبية و الثقافية من صحفنا المحلية التي حل محلها أخبار و تصريحات السياسين الفاشلين و أخبار
    الرويبضة من السياسيين و الفنانين الذين لا يجيدون إلا ترديد الهابط و المكرر و الممجوج من الغناء و الأحاديث الفارغة و الذين لا يجيدون سوى الونسات و القطيعة.
    و لا يسعنا إلا أن نقول:
    لك الله يا وطن..أما أحبك يا وطن فصارت هتافا زائفا و كاذبا لا يتعدى ألسنة من ينطقون به .
                  

06-26-2017, 09:49 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: زهير عثمان حمد)



    إنّا لله وإنّا إليه راجعـــون ..


    اللهم ارحم واغفر للفقيد الراحل، عبد القدوس الخاتم، وتقبّله إليه أحسن القبول ..

    أحرّ التعازي فيه لآلِه و ذويه ولصحبه وزملائه في الحقل الثقافي السوداني

    وأحسن الله تعالى، فيه العزاء

    والتعازي موصولة لكما أخَوَينا زهير و محمد ..

    ـــــــــــــ
    ليت الزملاء الصحفيين المتوفِّرين على كتاباته الأخيرة بالصحف السودانية، أن يسعوا في
    نشر كتاباته .. فبالأكيد، لها قُــرّاء عديدون ..
                  

06-26-2017, 10:49 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10906

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: محمد أبوجودة)

    نزولاً على الرأي الحكيم للاستاذ محمد أبو جودة ساحول تنزيل بعض مقالات المرحومك عبدالقدوس الخاتم الذي لم يجد الاهتمام الكثير من أبناء جلدته لضيق مواعين الثقافة و لضيق حيّز النشر اليومي و لقلة الاهتمام من الإعلام:

    في منتدى التوثيق الشامل : تم عرض مقال لع عن الرحوم الشاعر عبدالرحيم أبو ذكرى
    المنتدى : عبدالرحيم ابو ذكرى
    افتراضي لغة العنف.. وعنف اللغة ..عبد القدوس الخاتم
    لغة العنف.. وعنف اللغة

    عبد القدوس الخاتم

    أخيراً.. الرحيل في الليل وما كان أمس هنيئاً فأذكر ما كان غضة وقد صيرتني ليالي العذاب ألذ الممات على بغضه (إدريس جماع).
    تقول الشاعرة الامريكية سارة تيديل: عندما أموت وينقضي فوقي ابريل اللامع شعره المشبع بالمطر فإنك لو انحنيت فوقي بقلب حزين فلن أبالي
    سأتذوق السكينة كي تكون الشجرات المورقة مطمئنة اذ يحنى المطر الغصن وسوف اكون أعمق صمتاً وابرد قلباً منك الآن كان الشاعر ابا ذكرى
    يرثي نفسه على لسان هذه الشاعرة المجيدة! فقد خرج الشاعر خالي الوفاض من هذه الدنيا، اذ لم تعطه الا النذر اليسير من السعادة وفتاتاً من ومضاتها المشعة
    بينما اعطاها هو الكثير من الشعر المتميز الذي نزفه من قلبه قطرة وراء قطرة. ولا نريد هنا ان ندخل في جدل فلسفي حول الموت، ذلك السر المستغلق الذي حير
    الناس والشعراء كثيراً، فنظموا فيه القصائد سواء أكانوا مؤمنين أو ملحدين. ولا يعلم السر الا الله، وكان أجل ابي ذكرى في الدار الآخرة مثله مثل المعذبين في الارض،
    وكان ايمانه بالله قوياً، والمشكل هنا ان الشاعر عبر الحياة التي مجها بطريقة عاصفة في لحظة من لحظات الانهيار والضعف، هذا إذا حكمنا عليه كأناس تعيش ابداً،
    أو تموت غداً. ولكن شاعرنا إذا تصفحت شعره منذ اليفاعة، وجدته ينحو نحو الإلفة مع النهايات العنيفة، فقد جابه لغة العنف بعنف اللغة. لحظتها قلت أموت هنا عيناك
    لدى كفن من عينيك اشرب طعم الموت العالق في أفق الاجفان اتمطى فيك وانصت اسمع خشخشة الأكفان ثم: كنت البارحة شروقاً يلهم ثم غدوت شريحة لحم اغمسها
    في الظلمة والفحم ترك موت ابي ذكري المفاجئ حسرة في قلوب جميع محبيه ولا تحضه من اللوم المحزن عند بعضهم. وربما ادانه البعض ممن لم يطلعوا على دقائق
    حياته وملابساتها ولسنا هنا بصدد الدفاع عنه أو ادانته، ولتقريب هذا الموضوع الشائك الى القراء والمهتمين بتاريخ الادب السوداني وما شابه من مآسي فردية نذكر هنا
    بيتي ابي الطيب المتنبي: اذا تأملت الزمان وصرفه تيقنت ان الموت ضرب من القتل فربما اختلط الأمر عليه عندما اخذ زهور حياته ورحل، كما يقول الاستاذ محمد أحمد
    يحيى في كتابه الجامع عن ابي ذكرى: اليوم ينقطع الزمان سحقاً لايام الطفولة والكهولة الأمس وهم والذي يأتي ضباب في ضباب افرد جناحي للرحيل حتى الوصول أو الممات
    أو النعيم أو الجحيم ويخاطب ابو ذكرى طيره الكنود الذي يرحل في الاقاليم القصية تاركاً قلبه في الحديد ويتطلع الى البعيد محاولاً تعلم الطيران من جديد، ولكن يخذله الضعف في
    الريش الصغير فيهوي الى الارض. يا طائري وبضربة أو ضربتين ادفع بساقي خطوتين لأحسني تحت السماء غمامة ولأحسني بين النجوم كأنني القمر المنير ولكن هذا القمر المنير المتخيل
    يصيبه الخسوف في لحظة من لحظات اليأس القاتل. والحق ان الشهادات التي ادلى بها اصدقاء ابي ذكرى الذين كانوا شهوداً على ايامه الاخيرة المضطربة كانت شهادات فيها بعض التناقض
    (انظر كتاب، ابوذكرى أخذ زهور حياته ورحل)
    للاستاذ محمد أحمد يحيى، البعض قال إن الاضطراب العنيف كان سمت حياته في تلك الفترة، والبعض قال إنه لم تكن هناك نذر تنبئ بالشر المستطير، وان موته ربما كان صدفة نجمت عن خطأ في التقدير
    وان الشاهد ان ما حدث حدث، ومهما يكن الأمر ورغم وجود مفاتيح معينة تكشف اسباب النهاية، إلاّ انها تظل قابلة للأخذ والرد. وتحتاج لتأكيدها للدراسات المتعمقة في علم النفس خاصة في مجال امراض الاكتئاب وهل تنطبق
    على حالته وربما ايضاً دراسة متأنية لمذكرات الشاعر ومنعرجات حياته وتظل اغنياته الحزينة: تسير مثلي يا شقيق الروح يا شقيق بأعين كما اعيني حزينه ونظرة كابية مسكينة فقف قليلاً عند قبري والزم السكينة والى ان يقول في
    رثاء شاعره الاثير محمد المهدي المجذوب: أمس بعد المغيب سرت ابقى البلاد القصية ارتحل في عالم الميتين الرهيب عالم الخرس والصامتين والآن وقد مضى الشاعر الى جوار رب غفور رحيم علينا ان نشغل انفسنا بما خلفه من تراث وبما اضافه الى الشعرية السودانية ومدى تفرده في هذا المجال وهو جهد يقتضي الكثير من النقاد والمبدعين.. لقد كان شاعراً مستقبلياً كرس رسالته للمستقبل البعيد المنال.




                  

06-26-2017, 11:02 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10906

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: محمد عبد الله الحسين)

    كتبت الجزيرة نت ما يلي عن عبدالقدوس الخاتم:

    مراجعات في الثقافة السودانية.. مديح الماضي والحاضر
    الجمعة 1436/6/20 هـ - الموافق 10/4/2015 م (آخر تحديث) الساعة 13:55 (مكة المكرمة)، 10:55 (غرينتش)
    محمد نجيب محمد علي-الخرطوم

    يتناول عبد القدوس الخاتم في كتابه "مراجعات في الثقافة السودانية" وجوها متعددة للثقافة السودانية على ضوء دراسة فكرية نقدية شاملة، اشتملت على قراءة عميقة لعصور ازدهار الأدب السوداني في ستينيات القرن المنصرم، وتبصير بأهم منتج لأدباء سودانيين في عهود متفاوتة، إذ لم يقصر القراءة على جيل واحد، فشمل كل الأجيال بدءا من أجيال التأسيس في الكتابة والنقد وانتهاء بأجيال حديثة لها رؤية مختلفة مع أجيال سابقة.
    وانطوى الكتاب الصادر عن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي على منهج نقدي عُرف به الناقد عبد القدوس الخاتم، والذي يعد أحد أبرز علامات النقد في السودان، وتضمن الكتاب ترجمات للكاتب وحوارات معه غاصت في عوالم نشأته وتقييمه للمشهد الأدبي في السودان قديما وحديثا.

    وارتبط الخاتم بحقبة الستينيات التي شملها بالاهتمام والتقدير والدرس، وغاص عميقا في دروب الكتابة السيرية والشعرية والسردية مع ملاحظات حول دراسات نقدية، وتتداخل في الكتابة أنماط متعددة من القراءات النقدية وبأسلوب خاص للناقد تناول به شؤون الثقافة السودانية ومكوناتها وأيام ازدهارها وتطورها وتراجعها مثلما تراجعت ثقافات عالمية بتغير الأزمنة وصراعات الأمكنة.

    نموذج ثقافي
    يقول الخاتم في إشارة إلى كتاب محمد عثمان يسن "ذكريات وأحاديث" عن تاريخ ونقد الشعر في السودان، إن "المؤلف أبعد ما يكون عن إصدار أحكام القيمة سياسية كانت أم فنية أم أدبية، ولكنه يكتفي باللمحات الدالة الموحية، فعنده أن أعضاء الجمعية السرية التي مونها المثقفون في العشرينيات تشبه إلى حد كبير الكتاب الفرنسيين الذين هيؤوا الجو للثورة الفرنسية، فقد كانت منشوراتهم وأشعارهم تحفز الشعور العام وتلفت نظر الشعب لمساوئ حكم الطغاة".

    وعن صراع الأجيال يشير الخاتم إلى غيوم كثيفة تنعقد في سماء الأدب السوداني، وأسئلة شائكة تنهش ذهن المراقب الحائر، ثم يمضي قائلا "ألم يخرج شعراء الغابة والصحراء من عباءة جوجول الشعر السوداني المعاصر محمد المهدي المجذوب؟!".

    ويشير الناقد عبد القدوس إلى الشاعر عبد الله شابو معتبرا إياه "من ضحايا حركتنا النقدية، ولا نقول من ضحايا القبَلية النقدية، هذه الأخيرة سمة في تاريخنا الحديث، فقد تجاهل دائما اليسار أدباء اليمين السياسي، وشابو واحد من رتل طويل من شعرائنا الذين أشاح النقد ببصره عنهم"، ويضيف أن شابو جاء في فترة الستينيات، مع رفقاء له نالوا -دونه- حظهم من الشهرة، "بل إن بعضهم نال أكثر مما يستحق من الدراسة والتقييم ليس بسبب الموهبة ولكن بسبب العصر الذي جاؤوا فيه" وتميز بتلك التفرقة.

    وفي حقل كتب المذكرات قال الخاتم عن "مذكرات بقادي-سياسة بالصحافة" إن المؤلف أحمد علي بقادي قضى في سجون مصر وحدها أربعة أعوام ونصف العام بسبب نشاطه السياسي المحظور وانتمائه لليسار ثم عاد للسودان لاستئناف دراسته، ولكنه عدل عن ذلك وخاض غمار العمل الصحفي "حتى انتهى به الأمر إلي الكارثة التي تعيد إلي الأذهان المآسي الإغريقية الخالدة حيث لم يتزحزح عن مواقفه قيد أنملة وسبح ضد التيار".

    وتناول الخاتم في كتابه "مراجعات في الثقافة السودانية" أسماء كثيرة سامقة في سماء الأدب السوداني، منها الشاعر محمد المكي إبراهيم والروائي الطيب صالح والناقد محمد محمد علي والشاعر صلاح أحمد إبراهيم، وتناول فترة ربيع الشعر ورواية المسكوت عنه في الستينيات.

    القراءة العميقة
    يقول الناقد الدكتور مصطفى الصاوي للجزيرة نت إن عبد القدوس الخاتم في كتاباته عن الرواية يتميز بالقراءة العميقة وبالمنهجية ورصد جدلية الشكل والمضمون وموضعة الرواية في سياق التدفق الكمي والنوعي للرواية السودانية.

    ويشير إلى أنه عني بنقد الرواية، فكانت إشاراته المعمقة لرواية شوقي بدري "الحنق وحكايات قرية المصباح" أسوة بما فعل في كتابه الأول عن الطيب صالح، وكذلك ما دوّن عن عبد القادر محمد إبراهيم. ويضيف الصاوي "يمكن القول إن الناقد عبد القدوس الخاتم قد أسس لنفسه منهجا نقديا قوامه التأصيل النقدي وتعويله الجم على التطبيق النقدي، والأخيرة غائبة كثيرا في جل ما يكتب من نقد".

    بينما يرى القاص والروائي عيسى الحلو أن عبد القدوس قلم قوي وعميق الثقافة وله ذائقة جمالية أصيلة ومنفتح علي الحداثة وهو يعالج في كتابه هذا العديد من الظواهر الإبداعية في أجناسها المختلفة، ويضيف أن قدرة عبد القدوس النقدية الكبيرة استطاعت أن ترى كل الأجناس الإبداعية في تلامسها وفي تجاورها، فقد عالج الشعر الغنائي وعالج المسرحية واللوحة التشكيلية والرواية والقصة والشعر، وتابع تطور هذه الأجناس الأدبية منذ ما قبل استقلال السودان في مدارسها التقليدية وتطورها في زماني الحداثة وما بعد الحداثة.
                  

06-26-2017, 12:36 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: محمد عبد الله الحسين)

    رحم الله تعالى، فقيد الثقافة والأدب السوداني الغزير، عبدالقدوس الخاتم،
    وتقبّله أحسن القبول، وجعل الجنة مثواه ..

    شكراً جزيلاً عزيزنا محمد عبدالله الحسين، على إنزال المقالين، وحيث
    أن معي كتابه (مقالات نقدية) فسأسعى أن أقدّم بعض نقاط منه، عبر هذا
    البوست؛ وذلك، قد قرأتُ قبل يومَيْن مقالاً * نقدي لمّاح عن دراسات المرحوم
    عبدالقدوس الخاتم، النقدية؛ وكان كاتب المقال الجزل، الناقد السوداني د. هاشم ميرغني،
    وساسعى في تنزيله ها هنا أيضا ..

    اللهم يا إلاهنا الملك القدّوس، ارحم عبدك عبدالقدوس، وأجزل له العطاء ..


    ـــــــــــــــــــــــــــــ
    * صدر المقال المُشار إليه، في صحيفة (الصحافة) عدد يوم السبت 24 يونيو2017

    (عدل بواسطة محمد أبوجودة on 06-26-2017, 12:42 PM)

                  

06-26-2017, 12:41 PM

الصادق عبدالله الحسن
<aالصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: محمد أبوجودة)

    =

    Quote: فبالأكيد، لها قُــرّاء عديدون ....
    لم أقرأ يا أخي أبا جودة للناقد والشاعر الأستاذ عبد القدوس سوى كتابه الأهم الذي أشرتم إليه (مقالات نقدية).

    لكن أتاح لي الحظ أن أتعرف عن قرب على الراحل في برهة عابرة من الزمن، وأن ألمس تواضعه الجم ..

    عبد القدوس، وكما أشار الأخ (محمد عبدالله الحسين) عاش في هدوء ورحل في هدوء، وهو وبرغم غنى شخصيته وتنوع اهتماماته لم يُقدَّر حق قدره، وأهملته دوائر الثقافة وأجهزة الإعلام، ولم تحفل به كاميرات التلفزيونات الغارقة لشوشتها وعلى مدار الثانية بمؤتمرات ومهرجانات السياسية، وكرنفالات الغناء والطبل والزمر.

    التعازي للأخ زهير، وللأخوين محمد ومحمد، والتعازي لكل السودان في رحيل واحد من أبّر وأنبل أبناء السودان.

    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



    ------
    سوف أقوم في مداخلات قادمة وبالتناوب مع الأخ (ابو جودة) بعرض أجزاء من كتاب (مقالات نقدية) وقد أبدأها بدراسته عن الشاعر الضخم (توفيق صالح جبريل).



    ...
    ..
    .

    (عدل بواسطة الصادق عبدالله الحسن on 06-26-2017, 01:17 PM)

                  

06-26-2017, 12:56 PM

الصادق عبدالله الحسن
<aالصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: الصادق عبدالله الحسن)

    =


    دراسة عبد القدوس عن توفيق كانت بعنوان" (الصوت المتفرد .. توفيق صالح جبريل)
    ولعلكم تلاحظون أنه ومثلما كان توفيق شاعراً متفرداً فإن عبد القدوس كان ناقداً رصيناً متفرداً يتعمق ويكتب بلغة هي مزيج من النثر والشعر:
    Quote: من الواضح أن البلبلة التي تشوب المسار الفني والفكري عندنا ذات جذور متشابكة، ولكن أهمها هو غياب النقد المنهجي التقييمي – كما ردد الجميع حتى بحّت الحلوق- فبدون بلورة مفاهيم ومعايير عند التصدي للعمل الأدبي تضرب الفوضى أطنابها، ويوسد الذوق المبتذل وتفشو الأحكام العمشاء، وتفرخ القبلية النقدية فطريات الكساح الأدبي والخيبة واللامبالاة.. وفيما يختص بالشعر فإنه سيظل جزراً متفرقة لا يربط بينها إلا محيط من العشب السام ومستنقعات الرمال المتحركة ما لم نخضعه للفحص الدائب.

    بالرغم من أن دار التأليف والنشر قد أخرجت ديوان توفيق في أربعة أجزاء منذ سنوات، فإن الباحث لا يعثر إلا على شذرات شحيحة تتناوله، كالمقارنة التي عقدها الأستاذ جعفر حامد البشير بين خمرياته وخمريات أبي نواس بمجلة "الخرطوم" في عهدها القديم، وكتاب الشاعر توفيق صالح جبريل "ذكريات وأحاديث" – وهو على قيمته في الكشف عن بعض جوانب شخصية الشاعر فإن مؤلفه الأستاذ محمد عثمان يس، في تحرز الدبلوماسي لم يسبر غور حياة توفيق الخاصة (وسنرى أنها من أغزر منابع إلهامه)، بل استطرد إلى ذكرياته الخاصة (المؤلف) ووصف مهابطها وجهاده الإداري ومدى تذوقه للفنون الرفيعة كالموسيقى والباليه – وهو حقاً فريد – وحتى الفصل الذي دبّجه عن منزلة توفيق بين الشعراء كأنه مموه بالتنظير لمقاييس الفنون والتغني بعبقرية شوقي وبشارة الخوري (الأخطل الصغير)، وما يرد في السياق عن توفيق من لمحات نقدية فنية لا تخلو من بصيرة بوارق سريعة خاطفة.




    ...
    ..
    .
                  

06-26-2017, 01:09 PM

الصادق عبدالله الحسن
<aالصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: الصادق عبدالله الحسن)

    =

    Quote: والحق أن لتوفيق أهمية كبيرة في مسار الشعر السوداني، فقد ساهم في أن يجعله صوت الشاعر الخاص – لغة ورؤى – بحيث يمكن موازنة دوره بدور خليل مطران في الشعر المصري .. إلخ. إننا نجد أحياناً آثار الشعراء التقليديين كحافظ، حيث يبدو الاهتمام بالديكور منه بالمعمار، والبنية العضوية والحفر، ولكن قيمة توفيق الحقيقية تكمن في الوثبة بالشعر السوداني من نثرية عبدالله عبدالرحمن الباردة الهابطة ومن تبشير البنا بالحكمة الأزلية القائمة على الكليشيهات الوعظية المستمدة من مفهوم شاعر القبيلة (أي قبيلة) ومن حماسيات أحمد محمد صالح الخطابية الزاعقة التي تزهق روح التجربة فيها الصيغ الطلبية كالأمر والنهي والتعجب (مهلاً دمشق، علم شباب الودايين .. إلخ).

    تكمن قيمة توفيق في القفزة من هذه الوهدة إلى الضفة الأخرى حيث لا تنفصل التجربة عن الشاعر ولا الشاعر عن التجربة وبذلك يكون توفيق – عملياً – الجسر المعلق الذي خفتت عليه جعجعة التقليد المزور في الشعر السوداني ومهّد بذلك – على نحو من الأنحاء – لظهور الجيل الوسيط من شعرائنا الكبار كالتيجاني والمجذوب أكثر مما عبرت تنظيرات حمزة طمبل الساذجة مغلوطة الفهم لمدرسة الديوان..




    ...
    ..
    .
                  

06-26-2017, 01:27 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: الصادق عبدالله الحسن)

    فقد واي فقد
    يا قدوس اكرم وفادته وأختم له بالخير
    جني
                  

06-26-2017, 01:36 PM

الصادق عبدالله الحسن
<aالصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: jini)

    =


    التعازي لكم أخي Jini، ونواصل ما كتبه الراحل عبد القدوس عن الشاعر ت.ص. جبريل:
    Quote: ولد توفيق عام 1897 وأحذية الجيش البريطاني تنهش ما تبقى من أشلاء المهدية لتعيد احتلال البلاد. تخّرج من مدرسة العرفاء معلماً ففشل، جرب التجارة فاحبط، التحق بمدرسة المآمير فانفك من سجن التدريس إلى سجن الإدارة، ولكن تركيبه النفسي والعصبي وطبعه البوهيمي وما وسم شخصيته من جلاء وانفلات وبغض للمداهنة والانضباط وموجدة على الانجليز، كل ذلك قعد به عن التدرج في سلك المآمير فتخطاه مرؤوسوه وبقى مكانه لا يريم نائب مأمور حتى أحيل إلى المعاش بقرار ظاهره طبي وباطنه سياسي إذ أن رؤساءه الإنجليز حاربوه واضطهدوه بدورهم بلا هوادة. والطريف أنهم كان ينادونه بنائب حضرة المأمور بدلاً من حضرة نائب المأمور إمعاناً في الحط من شأنه والتربص به.

    أفعم الإحباط القاسي توفيقاً بالإحساس الشنيع بالظلم وتفجرت فيه ملكة السخرية، ومع أنه كان مرجواً منه أن يكون من الشعراء السياسيين البارزين في تاريخ الشعر السوداني (لنفس الأسباب السابقة) إلا أنه نحا منحا سلبياً – ربما لطبعه الرومانسي ومزاجه الهروبي الأصيل وتعففه وحيائه خاصة عندما رأى المتكالبين والأدعياء يتساقطون بياقاتهم البيضاء على المغانم بعد السودنة كالذئاب المسعورة، لم يبق من توفيق الإنسان إلا توفيق الشاعر حتى أنه يمكننا القول بأنه احترف الشعر احترافاً لا بالمعنى المتداول ولكن بالمعنى السايكولوجي ..

    أي أنه أسقط حياته في الشعر، عاش حياته شعراً ... تنفس بالشعر، ضحك شعراً، وبكى شعراً، وأصبح شعره وجوده ووجوده شعره، عبّر به عن أدق شئونه وشجونه وخلجاته المركب منها والبسيط حتى النبضات والتوترات اليومية المبتذلة اكتسبت عنده إيقاعاً لا يخلو من الخدر الشعري إلى أن ألهب مفاصلة مرض النقرس في أخريات أيامه. ومن هذه البوتقة، وفي بحثه الدائم عن السلوان بالشعر، برزت ظاهرة الإخوانيات في شعره بروزاً ساطعاً جديراً بالنظر...



    ...
    ..
    .
                  

06-26-2017, 01:36 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30720

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: jini)

    Quote: فقد واي فقديا قدوس اكرم وفادته وأختم له بالخيرجني
    مراجعات في الثقافة السودانية.. مديح الماضي والحاضر
    الجمعة 1436/6/20 هـ - الموافق 10/4/2015 م (آخر تحديث) الساعة 13:55 (مكة المكرمة)، 10:55 (غرينتش)
    محمد نجيب محمد علي-الخرطوم

    يتناول عبد القدوس الخاتم في كتابه "مراجعات في الثقافة السودانية" وجوها متعددة للثقافة السودانية على ضوء دراسة فكرية نقدية شاملة، اشتملت على قراءة عميقة لعصور ازدهار الأدب السوداني في ستينيات القرن المنصرم، وتبصير بأهم منتج لأدباء سودانيين في عهود متفاوتة، إذ لم يقصر القراءة على جيل واحد، فشمل كل الأجيال بدءا من أجيال التأسيس في الكتابة والنقد وانتهاء بأجيال حديثة لها رؤية مختلفة مع أجيال سابقة.
    وانطوى الكتاب الصادر عن مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي على منهج نقدي عُرف به الناقد عبد القدوس الخاتم، والذي يعد أحد أبرز علامات النقد في السودان، وتضمن الكتاب ترجمات للكاتب وحوارات معه غاصت في عوالم نشأته وتقييمه للمشهد الأدبي في السودان قديما وحديثا.

    وارتبط الخاتم بحقبة الستينيات التي شملها بالاهتمام والتقدير والدرس، وغاص عميقا في دروب الكتابة السيرية والشعرية والسردية مع ملاحظات حول دراسات نقدية، وتتداخل في الكتابة أنماط متعددة من القراءات النقدية وبأسلوب خاص للناقد تناول به شؤون الثقافة السودانية ومكوناتها وأيام ازدهارها وتطورها وتراجعها مثلما تراجعت ثقافات عالمية بتغير الأزمنة وصراعات الأمكنة.

    نموذج ثقافي
    يقول الخاتم في إشارة إلى كتاب محمد عثمان يسن "ذكريات وأحاديث" عن تاريخ ونقد الشعر في السودان، إن "المؤلف أبعد ما يكون عن إصدار أحكام القيمة سياسية كانت أم فنية أم أدبية، ولكنه يكتفي باللمحات الدالة الموحية، فعنده أن أعضاء الجمعية السرية التي مونها المثقفون في العشرينيات تشبه إلى حد كبير الكتاب الفرنسيين الذين هيؤوا الجو للثورة الفرنسية، فقد كانت منشوراتهم وأشعارهم تحفز الشعور العام وتلفت نظر الشعب لمساوئ حكم الطغاة".

    وعن صراع الأجيال يشير الخاتم إلى غيوم كثيفة تنعقد في سماء الأدب السوداني، وأسئلة شائكة تنهش ذهن المراقب الحائر، ثم يمضي قائلا "ألم يخرج شعراء الغابة والصحراء من عباءة جوجول الشعر السوداني المعاصر محمد المهدي المجذوب؟!".

    ويشير الناقد عبد القدوس إلى الشاعر عبد الله شابو معتبرا إياه "من ضحايا حركتنا النقدية، ولا نقول من ضحايا القبَلية النقدية، هذه الأخيرة سمة في تاريخنا الحديث، فقد تجاهل دائما اليسار أدباء اليمين السياسي، وشابو واحد من رتل طويل من شعرائنا الذين أشاح النقد ببصره عنهم"، ويضيف أن شابو جاء في فترة الستينيات، مع رفقاء له نالوا -دونه- حظهم من الشهرة، "بل إن بعضهم نال أكثر مما يستحق من الدراسة والتقييم ليس بسبب الموهبة ولكن بسبب العصر الذي جاؤوا فيه" وتميز بتلك التفرقة.

    وفي حقل كتب المذكرات قال الخاتم عن "مذكرات بقادي-سياسة بالصحافة" إن المؤلف أحمد علي بقادي قضى في سجون مصر وحدها أربعة أعوام ونصف العام بسبب نشاطه السياسي المحظور وانتمائه لليسار ثم عاد للسودان لاستئناف دراسته، ولكنه عدل عن ذلك وخاض غمار العمل الصحفي "حتى انتهى به الأمر إلي الكارثة التي تعيد إلي الأذهان المآسي الإغريقية الخالدة حيث لم يتزحزح عن مواقفه قيد أنملة وسبح ضد التيار".

    وتناول الخاتم في كتابه "مراجعات في الثقافة السودانية" أسماء كثيرة سامقة في سماء الأدب السوداني، منها الشاعر محمد المكي إبراهيم والروائي الطيب صالح والناقد محمد محمد علي والشاعر صلاح أحمد إبراهيم، وتناول فترة ربيع الشعر ورواية المسكوت عنه في الستينيات.

    القراءة العميقة
    يقول الناقد الدكتور مصطفى الصاوي للجزيرة نت إن عبد القدوس الخاتم في كتاباته عن الرواية يتميز بالقراءة العميقة وبالمنهجية ورصد جدلية الشكل والمضمون وموضعة الرواية في سياق التدفق الكمي والنوعي للرواية السودانية.

    ويشير إلى أنه عني بنقد الرواية، فكانت إشاراته المعمقة لرواية شوقي بدري "الحنق وحكايات قرية المصباح" أسوة بما فعل في كتابه الأول عن الطيب صالح، وكذلك ما دوّن عن عبد القادر محمد إبراهيم. ويضيف الصاوي "يمكن القول إن الناقد عبد القدوس الخاتم قد أسس لنفسه منهجا نقديا قوامه التأصيل النقدي وتعويله الجم على التطبيق النقدي، والأخيرة غائبة كثيرا في جل ما يكتب من نقد".

    بينما يرى القاص والروائي عيسى الحلو أن عبد القدوس قلم قوي وعميق الثقافة وله ذائقة جمالية أصيلة ومنفتح علي الحداثة وهو يعالج في كتابه هذا العديد من الظواهر الإبداعية في أجناسها المختلفة، ويضيف أن قدرة عبد القدوس النقدية الكبيرة استطاعت أن ترى كل الأجناس الإبداعية في تلامسها وفي تجاورها، فقد عالج الشعر الغنائي وعالج المسرحية واللوحة التشكيلية والرواية والقصة والشعر، وتابع تطور هذه الأجناس الأدبية منذ ما قبل استقلال السودان في مدارسها التقليدية وتطورها في زماني الحداثة وما بعد الحداثة.
    جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
    2017
                  

06-26-2017, 01:49 PM

امتثال عبدالله

تاريخ التسجيل: 05-15-2017
مجموع المشاركات: 7424

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: jini)

    نسال الله ان يرحمه ويغفر له ويسكنه الفردوس الاعلى
    وانا لله وانا اليه راجعون
                  

06-26-2017, 02:40 PM

الصادق عبدالله الحسن
<aالصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: امتثال عبدالله)

    =
    Quote: يوتوبيات الشعر فيض في تاريخ الآداب (اللواذ بالعوالم الخاصة من قسوة الواقع الداهمة، الارتماء في أحضان الطبيعة والاحتراق في هياكل الحب والخمر ... إلخ) أنظر مدرسة أبولو وروادها ... الشابي وغابه المقدسة، محمود حسن اسماعيل وكوخه المعزول، ناجي وعواطفه المحترقة، وتأمل عندنا ميمان، والعمرابي والتيجاني وحسن عزت، وليس المجال مجال تفصيل، أما شاعرنا توفيق فشاعر الهروب بالإخوانيات وأننا لواجدون في تضاعيف ديوانه الضخم أسماء وألقاب عشرات من أصفيائه ومريديه إما خاطبهم مباشرة وإما استدعتهم التداعيات والذكريات في صميم القصائد، إنه يصف جلساته معهم يلاقيهم ويمازحهم ويضاحكهم ويماحكهم.

    إن إخوانيات توفيق تمثل جماع عالمه، فهم القوقعة التي حصّن بها الشاعر نفسه من سهام الحوادث والفواجع والمحن الذي زاد منه فظاظة العالم الخارجي المتحفز للتحرش به والنيل منه وقصيدته - "ذكريات قديمة" – يخاطب فيها عدداً من أصدقائه كلا بمقطع، عابدين، الخانجي، عثمان بشير، حسن خورشيد، إبراهيم الكوباني، عالم محمد عالم، جورج روصص ... وزينب بنت ناجي:

    وزينب ابنة ناجي
    تضيء مثل السراج
    ووجهها إذ تناجي
    كنشوة في زجاج.




    ...
    ..
    .
                  

06-26-2017, 04:41 PM

عزالدين محمد عثمان
<aعزالدين محمد عثمان
تاريخ التسجيل: 07-13-2006
مجموع المشاركات: 1270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: الصادق عبدالله الحسن)

    نسال الله ان يرحمه ويغفر له ويسكنه الفردوس الاعلى
    وانا لله وانا اليه راجعون
                  

06-26-2017, 05:18 PM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: محمد أبوجودة)

    اللهم ارحم واغفر للفقيد الراحل، عبد القدوس الخاتم، وتقبّله إليه أحسن القبول ..

    أحرّ التعازي فيه لآلِه و ذويه ولصحبه وزملائه في الحقل الثقافي السوداني
                  

06-27-2017, 01:44 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: زهير عثمان حمد)



    Quote: سوف أقوم في مداخلات قادمة وبالتناوب مع الأخ (ابو جودة) بعرض أجزاء من
    كتاب (مقالات نقدية) وقد أبدأها بدراسته عن الشاعر الضخم (توفيق صالح جبريل).


    جـُزيتَ خيراً، عزيزي الصادق، وتعازيّ الحارة في فقيد الثقافة السودانية ال جامعة ..
    وإنّك، والله، للها، وَ فوق العشم المكنون، شُوَيتَيْن تلاتة.

    وسأشرع على هَديَك، وفي أقرب وقت، لعرض ما يعنّ من نقاط مركزية
    في كتاب الراحل عبدالقدوس (مقالات نقدية)، وربما، ما تخلّق من أفكارٍ
    من فكرته النقدية الهائلة ..




    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    رحمه الله تعالى، وأحسن إليه..
                  

06-27-2017, 03:57 PM

الصادق عبدالله الحسن
<aالصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: محمد أبوجودة)

    =


    ولحين عودة الأستاذ أبوجودة ((لعرض ما يعنّ من نقاط مركزية
    في كتاب الراحل عبدالقدوس (مقالات نقدية)، وربما، ما تخلّق من أفكارٍ
    من فكرته النقدية الهائلة)) نواصل ما كتبه عبد القدوس عن توفيق:
    Quote: وإذا كان توفيق قد اشتهر بخمرياته وتأملاته في الموت في أيامه الأخيرة فإننا بقليل من أدمان النظر سنكتشف أن كل هذه الأقانيم إنما هي امتداد لإخوانياته.
    فأخوان الصفا هم الندامى ركام هائل كان يمحضهم الود – ذوو رحم فنانون، أطباء، خمارون... إلخ. فإذا عبس الدهر وقضى منهم من قضى لوّعه ذلك وأهاجه فبكاهم وكأنما كان يبكي نفسه ويرثيها، بل إنه، في تعطشه الدائم للمرافقة الطيبة، لا يستنكف أن ينادم الموت إذا عزَ النديم:

    لئن كنت ممن يقيم الحدود
    لأقْصَيْتُك الدَّهر عن منزلي
    وإن كنت ترضى سقيتك حتى
    تغيب عن الوعي أو تنجلي


    بذلك خاطب توفيق الموت.
    وهكذا ترى أن إخوانيات توفيق هي الباب المفضي إلى دهليزه الشعري بأكمله بالرغم من سوء السمعة التي عرف ، بل وصم، بها ذلك الضرب من الشعر الذي لا يخلو من أكوام رماد لا حرارة فيها. وشعر توفيق كموسيقى الحجرة ليس فيها قعقعة السمفونية ولا تطفلها على أبواب الغيب وأسرار الوجود. ولقد يرى القارئ المتعجل لإخوانياته ما يدو في سطحها من تبذل وما في ظاهرها من احتفال بشئون عادية قد لا يتفجر منها الشعر السامي الرائع.
    ولكن ما وراء الظواهر والمستبطن لتجربة الشاعر الكلية يستمع عزفاً متسقاً على كمنجة بعيدة... لقد يكون عزفاً منفرداً ولكنه أدعى إلى النسجي والبث المحزن والصبابة الآسية، يصل خافتاً – ولكنه متناسق – للأذن المدربة ... ولا غرو فهو من عالم بسيط حافل بالحزن والفهم والأسرار والضلال والهداية وحب الناس والتشبث بهم، إنه لا يفتر عن استعادة الإدراكات وتنسّم عبير الصداقة الآمنة:

    يا لياليَّ بالاُبيِّض عودي
    وارفعي السجف يا ليالي السعود
    إن قلبي الأسوانَ لا زال يهوى
    منهلاً في حماك عذب الورود
    وإذا ما انقضى النشيد سراعاً
    عُدتُ اشتاقُ رَيـِّـقَ التغريد...



    ...
    ..
    .
                  

06-27-2017, 10:38 PM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: الصادق عبدالله الحسن)




    (1)- الناقد السوداني عبدالقدوس .. ما قبـل الرحيل
    كتبَ عبدالقدوس الخاتم، عدداً من المقالات النقدية في الأدب السـوداني، ونشرها أوّلاً ببحر سبعينيّات القرن العشرين، بالخرطوم؛ وهي مقالات مائزة، اتّسمتْ بنصوع موهبته الفنية في حقل النقد الأدبي (الثقافي) السوداني. ثم شاء القدر له أن يُغادر السودان (مُغترباً) إلى أوروبا، ومنها مباشرةً إلى إحدى دُوَل الخليج العربي، ليعود بعد فترة غياب امتدّت إلى ما يُقارِب رُبع قرنٍ من الزمان لعلّها. وفي مارس 2010 تكرّم مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي – أمدرمان، بإعادة نشر تلك المقالات، في كتابٍ بعنوان "مقالات نقدية" قدّم له الناقد، الكاتب، المؤلِّف بنفسه/ المرحوم عبدالقدوس الخاتم، تغمّده الله تعالى بواسع رحمته، وكتب توطئة أفاد فيها بأنّه سعيدٌ بنشر مقالاته، وممتنٌّ لمركز عبدالكريم ميرغني الثقافي، في اضطلاعه بهذا العمل؛ كذلك أفاد بأنّه سيدَع مقالاته على حالتها الأولى. بعُجرِها وبُجرها، مُضيفاً: (وقد يرى البعضُ فيها شططاً أحياناً، ولكنّها ثمرة الشباب)..إهـ. ثم وَقّعَ بذيلِ التوطئة اسمَهُ وتاريخ ومكان كتابته: أمدرمان 2009.

    لكم أأمل أن أرفق امتناني بامتنان المرحوم، وأتقدّم بوافر آي الثناء لمركز عبدالكريم ميرغني الثقافي – أمدرمان؛ على اضطلاعهم بهذا النشر الثقافي الرائد، والوطني في آن، إعلاءً لِقِيَم التنوير ونشراً لفضائل العِلم والمعرفة بين السودانيين، في ظلّ "جانب رسمي" خامد..! لم يُبرِز يوماً – ولو – أدنى اهتمام بنشر المعرفة والتنوير بين الناس، هذا إن لم يكن أكثر "خموده" مدعاة لإغلاق منافذ الفكر وإطفاء لشموع الضوء الذي بزغ في وطننا من قديم، ثم لمّا لم يجد اهتماماً من "أولي الأمر" تبدّد سريعاً في الهوى الغلّاب، أو يكاد أن يتبدّد في شِعاب أودية التفالحات السياسية والفنّـِية والرياضية والصحافية وال"قنواتية؛ تلك التي أشاعتْ في البلاد من أدناها لأقصاها، ثقافات غريبات دار؛ بل قل غريبة وجهٍ ويدٍ و لِسان، ظلّت تُعين الشرور علينا، وتمنعنا أن نتنفّس "هواء" هُويّتنا المفضّل. ذلك أننا لم نرعَ للنقد والنُّقّاد فينا، إلّا ولا ذِمّة.

    كتب المرحوم الناقد، عبدالقدوس، رؤاه النقدية الرصينة، ولا تخلو من حَرارةٍ لها وَهَج، حول العديد من النماذج الإبداعية لأكابر مُبدعي الأدب السوداني، تلك الأيّام، في حقوله المتعددة من شِعر، قصة، دراسات أدبية إلخ,,, وقد حَمَل مِشكاةٍ له أشبه بــــ" الماشـَّة* مُسَلــّـِــطاً "حرارتها" على بعض أعيان المنتوج الإبداعي لاؤلئك الذين رأى أنهم - فيها - قد أخطأوا النّجعَة، أو ضَلّوا الطريق؛ مع احتفاظِه بنفس الوقت، بذائقة إبداعية تسمو بالعدل فتجهر بالحقّ. تمكّنه ألّا يتمادى في الإقرار وسريعاً، متى ما كان للمبدع ال منقود بعضِ أعيان منتوجِــه، فتحاً إبداعياً يسمو بالذّائقة الأدبية العامّة، ثم يكون له – من بعد – ما وراءه.

    النقدُ، من ثقافي لأدبي، هو عِلمٌ وَ فنٌّ وموهبةٌ وصقلٌ ضروريٌّ جداً في سيرورة المجتمعات إلى مراقي المعرفة الحاضّة إلى بلوغ الحقّ والخير والجمال؛ وقد ارتبط العِلم النقديّ في قديم منشئه، بالحِدَّة النظرية والتطبيقية؛ ذلك أنه يقوم على الفحص والاختبار، ويتوسّل بالتقويم والتقييم، ثم يمنح إجازاته في المُنتَهَى، للمنتوج الإبداعي الجيّد وَ القابل للزيادة والنّماء، ويمنع ذات الشهادات عن المنتوج الإبداعي الضعيف المرزوء، يدحضه ويُفنّد نواقصه حتى لا يؤذي الناس. وحيث أن ذيّاك التعاطي الثقافي، يتمُّ وِفقاً لقواعد وتقنيات مُتَّفَق عليها من جانب شريحة قطاعية كبيرة، فقد ازدحم حقلُ النقد بالمعارك وتكاثرت فيه زعازع الخصومات بين المبدع والناقد، وأحياناً بين أنصار هذا ومُحَالفِي ذاك. وقد لا نستغرب "عاديّة" التعارك في مجال العمل النقدي إذا ما تذكّرنا خلافية فيلسوفين حكيمين إغريقيِّين كــ " أرسطو" الذي يقول بــارتباط الشـِّعرِ بالبهجَة والإنشراح، بينما لا يرى فيه "أفلاطون" إلّا كونِه دَنَساً وأكاذيب لا نفعٌ فيها. وبصرف النظر عن تنازعات تلاميذ الحكيمين في ذاك العهد الموغل في القِدَم، إلّا أنّ القارة العجوز أوروبا قد شهِدت انقساماً في عدد من بلاطات حُكمها وتياراتها السياسية، في عهدها القديم - ما بعد القرن السادس عشر الميلادي - جرّاء الاختلاف الإفلاطوني- الأرسطي حول طبيعة الشـِّعــر..! أو - على الأقل - على هَديِ عُلالة نارِه من اختلاف رؤيوي سحيق.

    ختاماً، ومع ثنائي الكبير على الأخ الصديق الصادق الحسن، في تأتيه الهُمام بإطلاع البوست وضيوفه، على رؤى الراحل عبدالقدوس في موهبة وجمالية شِعر الراحل توفيق صالح جبريل، صاحب "كسلا" ** .. (كان صُبحاً طَلق ال مُحَيّاة نَديّا .. إذ حَللناها حديقة العُشّاق .. نغمُ السّاقيات حَرّك أشجاني .. وَ .. هاجَ الهوى أنين السـّـَــواقي..) فإنني لأرجو أن أكون عند وعدي، بعرض نقاط أخرى، في كتاب الراحل العزيز عبدالقدوس، وسآتي في الحَلَقة الثانية، برؤيتي حول نقد المؤلِّف للشاعر السوداني الراحل، إسماعيل حسن "ود حَدّ الزَّيْن"، وَ ربما آخرين من المُبدعين السودانيين الكُرماء.





    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
    *الماشَّـة، شيّالة حديدية تستعمَل في نقل "الجَّمُر" من كانون لـ مِبخَر، من بين جردل وَ حرجَلٍ فوق بنبر!
    ** صاحب كسلا، كوصفٍ للراحل توفيق، أزهى عندي من "راجل كسلا" ذاك الذي يصفون به الحسن الميرغني.
                  

06-29-2017, 10:26 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: محمد أبوجودة)




    Quote: النّاقد السوداني المثقف عبدالقدوس الخاتم إلى الرّحاب العَليّة .. *
    بقلم محمـّد أبوجــودة

    أسأل الله تعالى، له القبول والرحمة والمغفرة وحُسن مآب، فقد تُوُفّـِيَ في أوّل أيام عيد الفطر المبارك، الأحد، أول شوال1438ه الموافق 25 يونيو2017 عبدالقدوس الخاتم؛ وكان من كِبار المُساهمين في حقل النقد الأدبي السوداني. كتَب عدداً من المقالات النقدية في الأدب السـوداني، ونشرها أوّلاً ببحر سبعينيّات القرن العشرين، بالخرطوم؛ وهي مقالات مائزة، اتّسمتْ بنصوع موهبته الفنية في حقل النقد الأدبي (الثقافي) السوداني. ثم شاءَ القدرُ له، من بعد، أن يُغادر السودان (مُغترباً) إلى أوروبا، ومنها مباشرةً إلى إحدى دُوَل الخليج العربي. ليعود بعد فترة غياب امتدّت إلى ما يُقارِب رُبع قرنٍ من الزمان لعلّها.

    في مارس 2010 تكرّم مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي – أمدرمان، بإعادة نشر تلك المقالات، في كتابٍ بعنوان "مقالات نقدية" قدّم له الناقد، الكاتب، المؤلِّف بنفسه/ المرحوم عبدالقدوس الخاتم، تغمّده الله برحمته؛ وكتب توطئة أفاد فيها بأنّه سعيدٌ بنشر مقالاته النقدية، وممتنٌّ لمركز عبدالكريم ميرغني الثقافي، في اضطلاعه بهذا العمل. كذلك فقد أفاد، بأنّه سيدَع مقالاته على حالتها الأولى، بعُجرِها وبُجرها؛ مُضيفاً: (وقد يرى البعضُ فيها شططاً أحياناً، ولكنّها ثمرة الشباب)..إهـ .. ثم وَقّعَ بذيلِ التوطئة اسمَهُ وتاريخ ومكان كتابته: أمدرمان 2009م.

    لكم أأمل أن أرفق امتناني بامتنان المرحوم، وأتقدّم بوافر آي الثناء لمركز عبدالكريم ميرغني الثقافي – أمدرمان؛ على اضطلاعهم بهذا النشر الثقافي الرائد، والوطني في آن؛ إعلاءً لِقِيَم التنوير ونشراً لفضائل العِلم والمعرفة بين السودانيين. في ظلّ جانبٍ رسميٍّ خامدٍ قاتِم..! لم يُبرِز يوماً – ولو – أدنى اهتمامٍ بنشر المعرفة والتنوير بين الناس، هُموا في حاجّة ماسَّة إليهما، هذا إن لم يكن أكثر خام هذا الخمود، مدعاةٌ لإغلاق منافذ الفكر، وإطفاءٌ لشموع الضوء؛ ذاك الذي بزغ في وطننا من قديم. ثم لمّا لم يجد اهتماماً من أُولي الأمر الثقافي بالوطن، تبدّد سريعاً في الهوى الغلّاب. أو يكاد أن يتبدّد في شِعاب أودية التفالحات السياسية والثقافية والفنّـِية والرياضية والصحافية والـفضائية الفضوائية السّائدة، تلك التي أشاعتْ في البلاد من أدناها لأقصاها، ثقافات غريبات دار، بل قل غريبة وجهٍ ويدٍ و لِسان، ظلّت تُعين الشرور علينا، وتمنعنا أن نتنفّس "هواء" هُويّتنا المفَضّلة عند غالب شعبنا. ذلك أننا لم نرعَ للنقد والنُّقّاد فينا، إلّا ولا ذِماما.

    كتب المرحوم الناقد، عبدالقدوس، رؤاه النقدية الرصينة، ولا تخلو من حَرارةٍ لها وَهَج، حول العديد من النماذج الإبداعية لأكابر مُبدعي الأدب السوداني، تلك الأيّام، في حقوله المتعددة من شِعر، قصة، دراسات أدبية إلخ,,, وقد حَمَل مِشكاةٍ له أشبه بــــــ" الماشـَّة " مُسَلــّـِــطاً حراراتها المُنضِجَة على بعض أعيان المنتوج الإبداعي. لاؤلئك الذين رأى أنهم - فيها - قد أخطأوا النّجعَة، أو ضَلّوا الطريق أو ربما أساءوا الصِّـنْعَة. ذلك مع احتفاظِه ذات الآن، بذائقة إبداعية مُتَميّـِــزَة، تسمو بالعدل فتجهر بالحقّ، لا تخشى فيه لومة فاضٍ قاضي..! وَ تمكّنه ألّا يتمادى في الإقرار وسريعاً، متى ما كان للمبدع ال منقود بعضَ أعيانِ منتوجِــه، فتحاً إبداعياً يسمو بالذّائقة الأدبية العامّة، ثم يكون له ما وراءه من مُجتَنَىً يصُبُّ في بحر العموم.

    النقدُ، من ثقافي لأدبي، هو عِلمٌ وَ فنٌّ وموهبةٌ وصقلٌ ضروريٌّ جداً. في سيرورة المجتمعات إلى مراقي المعرفة الحاضّة، إلى بلوغ الحقّ والخير والجمال. وقد ارتبط العِلم النقديّ في قديم نشأتِه بالحِدَّة النظرية والتطبيقية. ذلك أنه يقوم على الفحص والاختبار؛ بل ويتوسّل بالتقويم والتقييم. ثم يمنح إجازاته في المُنتَهَى، للمنتوج الإبداعي الجيّد وَ القابل للزيادة والنّماء، ويمنع ذات الشهادات عن المنتوج الإبداعي الضعيف المرزوء..! يدحضه ويُفنّد نواقصه حتى لا يؤذي الناس فيزيد من حالة التـّـَــوَهان.

    وحيث أن ذيّاك التعاطي الثقافي في حقل النقد الأدبي والثقافي عموماً، يتمُّ وِفقاً لقواعد وتقنيات مُتَّفَق عليها من جانب شريحة قطاعية كبيرة، فقد ازدحم حقلُ النقد بالمعارك وتكاثرت فيه زعازع الخصومات بين المبدع والناقد، وأحياناً بين أنصار هذا ومُحَالفِي ذاك. وقد لا نستغرب طبيعية التعارك في مجال العمل النقدي..! إذا ما تذكّرنا خلافية فيلسوفـَـيـْن حكيمين إغريقيِّين كــ "أرسطو" الذي يقول بــارتباط الشـِّعرِ بالبهجَة والإنشراح؛ بينما لا يرى فيه "أفلاطون" إلّا كونِه دَنَساً وأكاذيب لا نفعٌ فيها. وبصرف النظر عن تنازعات تلاميذ الحكيمين في ذاك العهد الموغل في القِدَم، إلّا أنّ القارة العجوز أوروبا قد شهِدت انقساماً في عدد من بلاطات حُكمها وتياراتها السياسية، الإمبراطورية في عهدها القديم حوالَى القرن السادس عشر الميلادي، جرّاء الاختلاف الأرسطو- أفلاطــونيّ حول طبيعة الشـِّعــر (وأعظِم به من إبداعٍ يهزّ العروش!) أو على الأقل، على هَديِ عُلالةِ نارِه؛ من اختلافٍ رؤيويٍّ سحيق.

    ختاماً، ومع ثنائي الكبير على جهود الأخ الصديق، الصادق عبدالله، ولفيفٍ من الأصدقاء الزملاء بمنبر عام سودانيزأونلاين، ينعون ويؤبِّنون الراحل عبد القدوس الخاتم، بل ويحيّون ذِكراه بنشرِ البعض من مُساهماته النقدية الرّصينة في تأتٍّ هُمام، فإنني لأرجو، بل وأعمل بمشيئة الله تعالى، ألّا يكون مقالي هذا في الترحّم على روح الفقيد الراحل، مقالاً فرداً، بل له توالٍ أعرِضُ فيها نقاطاً تعليقية على مُساهمات للناقد الذي رحل عن دُنيانا، في يوم عيد .. فاللهمّ يا إلاهنا القدّوس، ارحَم عبدك عبدالقدّوس، وتولّاه برحمتك ومغفرتك.

    ـــــــــــــــــــــــــ
    (*) مقالي المنشور بصفحة (آراء ومقالات حُرة-سودانيزأونلاين) .. رابط:
    http://.com/board/7/msg/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%91%D8%A7%D9%82%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB%D9%82%D9%81-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%88%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%AA%D9%85-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%91%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%8E%D9%84%D9%8A%D9%91%D8%A9-..--%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%80%D9%91%D8%AF-%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%AC%D9%80%D9%80%D9%88%D8%AF%D8%A9-1498665547.htmlhttp://.com/board/7/msg/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%91%D8%A7%D9%82%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AB...8%A9-1498665547.html






    ـــــــــــــــــــــــــــــ
    هو ذاته المقال المنشور في المداخلة السابقة، فقط، به تعديلات طفيفة، وضمنه تنويه بمساهمة "ناس البوست" في إحياء ذِكرى الراحل عبدالقدوس، من خلال "ما كتبه" وألّفَه..
                  

07-02-2017, 10:06 AM

الصادق عبدالله الحسن
<aالصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: محمد أبوجودة)

    =


    في الفقرات التالية من المقال يواصل الراحل عبد القدوس التحدث عن خمريات توفيق جبريل:
    Quote: وتوفيق بطبعه وبنيته حالم كثير النظر إلى أعماق نفسه، تثيره أوْهَى هاجسات الذكرى. محبَ للحياة نهم لارتشاف أطايبها إلى حد الوله. وفي شبابه وقبل أن تسعفه العلة كانت نفسه تضيق بأغلال الوظيفة وما يلازمها من مظهرية وبطش، فقد رأى- أو خيّل إليه – أن الناس ينعمون بالحرية وهو مصفد بين القبور وذاهل وعواصف الرسميات تقصف وجدانه الرقيق:

    بهم سار فُلْكٌ كيف شاء هواهم
    وهبّ رُخاءً شَمْألٌ وجنوب
    وأقعده بين المقابر عاصف
    فأذهله والنائبات تنوب

    وإحساسه الفذ بالزمن وتعاقب الأيام عارم جداً وانفلات الأيام من راحتيه فأعم حناياه بالهلع والترقب والتطيّر وجعله أكثر تمسكاً بالأصدقاء وتشبثاً بالأصفياء والخلان:
    ونفس تكاد تطير شعاعاً مع الأمل النير الزاهر

    ففي بعثه لوعة الشاعر، وشاعرنا لإحساسه الفذ بقيمة الصداقة الحقة، ذلك الإحساس الذي لا نلمح مثيله إلا عند هرمان هيسة في ذكريات شبابه لا ينفك يمحض أصدقاءه وده الصافي ويدعوهم إليه إذا ما أطالوا الغياب أو دعا داعي الخصام الذي لا قدرة له على تحمله
    (أنظر قصائده الموجهة إلى حسن نجيلة ومنير صالح وغيرهما):

    أين ضيعت عهدنا يا منير بن صالح
    كنت بالأمس فردنا في اقتناص السوانح
    هل تغيبت بعدنا في الليالي الكوالح
    قد عفونا فصالح

    بل أن أصدقاءه هم خمره التي تفتح له الأبواب الذهبية:
    جائر إنك يا جاري فما هذا التجني
    أنت راحي في مراحي أنت كنيـاكي وجني
    تُذهِب الكُربة عن نفسي وفي الخَطْبِ مِجَنِّني

    بل هم عافيته وأمه:
    سعيت فقدتني وأنا عليل
    كما يسري النسيم إلى النسيم

    ولعل انغماس توفيق في شعر الإخوانيات يفسر اتصال الشاعر الوثيق والحميم بجماعة الكتيبة – تلك الجماعة العجيبة التي تحتاج إلى دراسة خاصة أصحاب درج السفاسف المنكفئين على ذواتهم مطارحة وهجواً وغمزاً ولمزاً ومداعبة غير عابئين بتيار الحياة الدافق الساخن تحت أنوفهم.
    ***
    الخمريات تراث زاخر في القدم وليس في مجال دراستها والتصدي لها ولكن التناول الفني لذلك التراث يختلف باختلاف الشعراء وبيئاتهم وأمزجتهم، وتقفز من جوف التاريخ السحيق والمعاصر شخصيات عديدة: الأعشى وحانوته، طرفة بن العبد، الأخطل، النواسي، أبن الضحاك، الوليد، الخيام .... إلخ
    وإذا كانت الخمر عند الخيام فلسفة حياة:
    أيها الغافلون هبوا قياماً وأرشفوها ودعوا الأياما (ترجمة البستاني)
    وعند ابن الفارض رمزاً للذات، وعند النواسي تتويجاً للتهتك:
    اسقني حتى تراني أحسب الديك حمارا
    أو مدخل للشعوبية:

    صفة الطلول بلاغة الفَدم فأجعل صفاتك لابنة الكرم
    وهو أكليل لفجوره أيضاً، بل لهرطقته:
    كسر الجرة عمداً وسقى الأرض شراباً
    قلت والخمرة ديني ليتني كنت ترابا
    إلخ ...

    كل ذلك تراث طويل من الممتع تقصيه: الياس ابو بشبكة، روبرت بيرلز، ديلان توماس، نديم محمد، بشارة الخوري ... إلخ.. وهكذا نرى فلسفة الخمريات تتباين وتتفرع جداولها الملونة بخصوصية الشعر، فهي كما قلنا قد تكون تهتكاً أو فلسفة أو وسيلة قد تصل الشاعر بلباب الوجود، أو تظرفاً واستكمالاً لدواعي المجون والترف. لكنها عند توفيق مدماك من مداميك الإخوانيات حاول الشاعر جهده أن يرمم بها آماله المحشرجة التي مزقها واقعه المريع، فهم – أي أصدقاؤه- جزء مكمل لها وهي مكملة لهم، هي مثلهم العطر والبلسم والملاذ والكوة التي تفتح على أودية التلهي والعزاء وهي صنو العطر والإلفة:

    فمن لي بحب دائم الحب والوفا ... لأغمره بالخمر والشعر والعطر
    وليس له منها ندحة وإن جافته لضيق ذات اليد وأوردته مظان الإفلاس:

    دَيْنٌ يجدد كل يوم إذ يطيب المجلس
    ذهبت به كاسات جرجي لا الجواري الكُنَّس
    يا ويح للمديون لا يغفو ولا يتنفس
    هو كل حين مختفٍ أو خائفٌ يتوجسُ

    وهو حريص عليها يشربها هوناً ولا يكفيه منها القليل يستكثر منها كما يستكثر من الخلان والأصفياء. أما تخيره لأماكن شربها وسقاتها ووصفه لسعيه إليها وإدلاجه في تضاعيف ديوانه خير شاهد.
    وتقودنا خمرياته إلى ناحية جديرة بالوقوف عندها، فمن الجلي إننا لا نجد في ديوان توفيق إمرأة خصها بحبه وأوقف عليها نفثات قلبه ونجواه (إذا استثنينا قصائده القليلة في أخته أم كلثوم وذلك اعترافاً منه ببرِّها وحدبها عليه) أي أننا لا نعثر على المرأة الإنسانة. ولكن نمر بأشباح وأطياف باهتة لنساء عبرن حياته عبوراً لم يترك فيها أثراً باقياً، وهن في الغالب غانيات لتزيين المجلس – وظني أن توفيقاً على إحساسه بالحسن البشري وقوة حدسه الجمالي استنفد عاطفة الحب الكامنة في الإخوانيات والإخلاص الحار الملتهب لأوفيائه اللصيفين، وأسقط (مرة أخرى) عواطفه الجياشة عليهم واسبتاح النساء اللائي يطرفن من إدكاراته الساخنة في القاش ودلامي وكسلا وغيرها من فتيان يغنين ويطربن – هن ضرب من النقل والآلات المساعدة على اللذة لا غير، فإن قضيت تلك انتهى الأمر واستيقظ الضمير:

    وعاطفة مقسمة توقد مسّه السغب
    إذا أشبعتها ابتدر الضمير بسهمه يثب

    فشاعرنا إذا لم يرتبط ارتباطاً صادقاً – أو كاذباً – بامرأة تلهبه وتسعده وتشقيه، وإنما كانت المرأة بالنسبة له راحة الجندي بعد المعركة، كما يقول نيتشة، قنيصة إذا وقعت في الفخ انتهى أمرها – وساقية المجلس لا غير:
    وما العيش إلا خلوة في خميلة
    وصهباء تزجيها يمين فتاة.





    ...
    ..
    .
                  

07-02-2017, 08:50 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: الصادق عبدالله الحسن)

    رحيل حارس الذوق الأدبي عبد القدوس الخاتم

    كتب-نبيل غالي


    لا أدعي أنني التقيته كثيراً، بل كانت مرات معدودة أقل من أصابع اليد الواحدة، بهرني ورفع حاجب الدهشة لديَّ، حينما طالعت كتابه النقدي الأول (مقالات نقدية)، الذي أصدرته إدارة النشر الثقافي في العام 1977 وكان الكاتب في مقتبل العمر، كما كنا مثله إلا قليلاً، وقد اقتفى في الكتاب أثر مقولة (ه. ل. منكن) في تنظيف غابة الإبداع من كل ما هو متهافت ورديء ويفتقد حرارة الفن، في وقت كانت حركتنا النقدية مصابة بهشاشة عظام لأنها كانت تتغذى من الادعاء والشللية. ذاك الكتاب تجد فيه حماسة مثقف يحمل (مشرطاً) يجريه على جسد عدد من الرموز الذين اتخذ بعض جمهور الكتاب والقراء منها – من الرموز- أبقاراً مقدسة. ذاك كتاب طرح فيه كاتبه أسئلة كبيرة ومهمة مازالت تنتظر من يستخرج عروق الذهب من صخورها، بعيداً.. بعيداً عن الاجترار؟!
    أتحدث هنا عن الناقد عبد القدوس الخاتم الذي كان ضمير حركتنا الثقافية في السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وكان رحيله قبل أيام فاجعة لمن عاصروه ومن اطلعوا على كتاباته. عبد القدوس ناقد أصيل والنُّقاد قليل في بلدي، كانت ثلة ترى في نقده غلظة وحدة، ليس من باب التشفي إنما بحثاً عن المثال الأفضل في الأدب والنقد، هذا النسر النقدي كان في غربة امتدت لعقدين من الزمان، حيث آب إلى الوطن في العام 2006م، بيد أنه عاد مكسور جناح أو مهيضه، إذ أنهك جسده داء لعين ولم يستطع أن يحلق عالياً، كما فعلها من قبل في فضاء النقد الأدبي السوداني. عاد عبد القدوس وجيل مطلع الألفية الثالثة جاهل بتوهج موقده النقدي وربما وصلته نتف مما سارت به رُكبان مبدعي ونقاد السبعينيات من القرن العشرين من السودانيين. عبد القدوس حط رحله في أم درمان وهو الذي خرج يطلب كسب العيش بعد أن ضاق به وطنه ولفترة (20) عاماً، ووجد الناس مازالوا يرددون (يانا نحنا) على الرغم من أن (المحن) قد فرقتهم.
    عاد إلى الوطن ليجد الناس يعزي بعضهم بعضاً، عاد الرجل وهو في أشد المعاناة متلفعاً بالصبر وقد تفرق الأصدقاء والأوفياء.. فلا اتحاد كتاب ولا اتحاد أدباء ولا رابطة أدبية ولا جماعات وجمعيات ثقافية وقفت معه في محنته، وثالثة الأثافي، ويا لها من أثافٍ وأسى وأسف، أن مؤسسات الدولة الثقافية الرسمية تقاصرت عن الوقوف معه، وكان مثله وبقامته النقدية الفارعة يُحتفى بعودته، بل يُمنح (منحة تفرغ) ليخرج ما هو كامن فيه من درر الكتابة ولكن.. على عتبة باب الرحيل ليس لنا إلا أن نردد ما قاله أبو حنيفة عن أبي يوسف القاضي: “لئن أُصيب الناس بك ليموتن معك علم كثير”.
    رحل عبد القدوس الخاتم القامة والقيمة النقدية والثقافية ولم يترك وراءه سوى كتابين يتيمين، أحدهما سبق الإشارة إليه والآخر (مراجعات في الثقافة السودانية) الذي صدر في العام 2012 بمؤازرة من مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي، والشاعر الصحافي محمد نجيب محمد علي، وفي مقدمته رثا عبد القدوس مقالات له ضاعت وأخرى ضاع نصفها.
    الخاتم ناقد (جواهرجي) كشف من خلال بصر وبصيرة نقدية ما هو حقيقي وما هو مزيف في الإبداع.. ما هو عيار (21) والذي ليس له (عيار). هذا الناقد كان حظه فقط من التأليف لا يتناسب مع حضوره النقدي طوال نصف قرن من الزمان تقريباً، ولعله شبيه في ذلك بالدكتور عبد المنعم تليمة وأمين الخولي. هذا الإقلال أضر بصاحبه نقدياً، كما أضر بالمشهد الثقافي مؤخراً، وكان في أشد الحاجة إليه، ونتساءل: أين ما أنجزه عبد القدوس الخاتم في الغربة أم كانت الغربة كـ(الهدام) الذي التهم من ضفاف سنوات عمره بما فيها من عنفوان ونضوج فكري؟! لا بد أن يكون قد كتب في تلك الأعوام العشرين كتابات نشر بعضها هناك وبعضها مازال (مخطوطات)، وخاصة أنه عمل في غربته بمؤسسة كبرى تُعنى بالنشر. كيف نستعيد هذا الإرث الكتابي؟ أما مقالاته التي نُشرت ولم يعثر عليها صاحبها، فيمكن اقتفاء آثارها بدار الوثائق القومية، ونحن إذ نكتب عنه هذه الكلمة المقتضبة، إنما نكتب عن نبل وأصالة فارس في ثقافتنا السودانية، ويا للأسى.. لو سألت العم (غوغل) عن صور مغنين ومغنيات شباب من ذوي (العاهات الغنائية)، لظهرت لك العديد من صورهم، ولكنه (نعني غوغل) ضنّ علينا بصورة واحدة مكتملة الملامح لناقدنا الفذ عبد القدوس الخاتم.
    وهذا زمان مهازل غوغل.. فتأملوا. ألا رحم الله عبد القدوس الخاتم بقدر ما له من بالغ أثر في خارطة النقد في الوطن، وبقدر ما أضاء في مسيرته بلا تحيز شللي أو حزبي أو جهوي أو عقائدي.

                  

07-03-2017, 07:43 AM

الصادق عبدالله الحسن
<aالصادق عبدالله الحسن
تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 3244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموت يغيب عبدالقدوس الخاتم له الرحمة (Re: زهير عثمان حمد)

    =


    نواصل مع الراحل عبد القدوس وخمريات توفيق:
    Quote:
    ونعود لخمريات توفيق فنقول إنها تزداد نضجاً وتألقاً وغنى في العاطفة والموضوع كلما تقدمت به السن، خاصة عندما سرى في جسده داء الملوك – النقرس- واخترم الموت من اخترم من إخوان الصفاء ... ان لها نشيداً موقعاً يجاري فيه ابن كلثوم ويلزم ما لا يلزم في القافية:

    لقد طلع النهار فصبحنا بربك يا أماه وأصبحينا
    هناك بقية منها فهبي وأين الساقيات أما صحينا
    أديريها وإن ملكت وأعرت مريديها وخِلِّي الناصحينا

    ويصيبه التوله الجنوني بها:

    إذا جاء الخميس أصابني مس من الجن
    وتصرعني معتقةُ من الكونياكِ والجِـنِ

    ثم فجأة تظلله الوحدة بعد تفرق الصحب:

    وإن ثار الصبوح ضحى تخلى صحبتي عني
    إذا ما افرنقعوا شيعاً قرعت لبعدهم سني

    أي أن توفيقاً لا يفتأ يعود إلى موضوعه المفضل، وهو التكثيف المتطرف لعاطفة الصداقة.

    تعلم توفيق من العناية بحوادث الحياة اليومية والاختلاط بأنماط متباينة من البشر معارف واصدقاء وذوي قربى – أن يسبر غور الإنسان ويسوح في أعماقه ملتقطاً ما فيها من زيف وضعف ونقائص فأنضج ذلك ملكة السخرية والتفكه في شعره. على أننا نلاحظ أن سخرية توفيق نابعة من التندر بمفارقات الحياة –إنها أقرب إلى روح الفكاهة الهجاءة منها إلى المرارة والسادية والعنف المعنوي الذي نجده عند سويفت مثلاً واليأس والتشاؤم الذي امتازت به شخصية المازني، في سخرية قريبة المتناول ليس فيه حذلقة التفلسف ولا جهامة الإلتواء. إن لعنه لأهله وجيرانه يثير الابتسام الصافي أكثر مما يهج الموجدة والغضب، إنه أقرب إلى العبث المتفكه:

    لعنة الله على أهلي وجيراني وصحبي
    إنهم أهل لذي مال عريض الجاه رحب
    لعنة الله عليهم كلهم أولاد كلـب

    وهو يرثي كلبه جون مشيداً بوفائه، ثم يقفي على الأقارب ناظماً مقولة ود تكتوك الشهيرة:

    يا له من صاحب أوفى من الأقارب
    فإنهم باغون كالحيات كالعقارب

    ويتأثر خطى ابن الرومي في تصيد المفارقة الجسدية:

    شيء قفاه كوجهه سمج فأعجب لذي وجهين في كتف
    إن قال أهدى السامعين أذىً بفمٍ لنحو الأذن منحرف

    وهنا لا ينسى نصيب السخرية من نفسه فكان، كما روى الأستاذ محمد عثمان يس، إذا سئل عن حاله يقول "تقصد تلفيق ... أما توفيق فقد اختاره الله إلى جواره من زمن".
    وتتألق فكاهته ومرحه البسيط الشفاف حين يعلق على مذكرة كتبها صديق مطالباً الحاكم العام بزيادة بدل العليقة للحيوان:

    بجاهك العريض تستجير الخيل والبغال والحمير
    جاءت إلى دارك بالسليقة لكي يزاد بدل العليقة

    ولا تتهافت فكاهته حتى عندما يتناول مواضيع مبتذلة . يداعب صديقه الذي حطمت سيارته:

    لهفي على ذاك الدركسون الذي مسَته ايدي الخُـرد الخفرات
    وعلى الكوتشوك السلام فأنهم تخذوا نعالاً منه للجزمات
    هذا عزائي يا صديق أسوقه من قلبي المملؤ بالحسرات

    ولعل خير شاهد على أن سخرية توفيق كانت تنبع من قلب رائق لا موجدة فيه ولا اضطغان خال من المؤثرات الخشنة حتى على من يستحقون الاحتقار قصيدته "أحلام اليقظة" التي ينحا فيها باللائمة ويركب فيها بالفكاهة أؤلئك الذين انفغرت أفواههم كالجبانات عند السودنة متحفزين للانقضاض على الكراسي التي خلت بخروج الإنجليز.

    لاذ شاعرنا بعد إحالته للمعاش بدهليزه العتيق الذي الذي يزال كائناً بحي العمدة بمدينة امدرمان مطلاً على الباحة المتربة، فإذا انفض الأصحاب من المنتدى العامر، شعر بالحياة الرجراجة تنزلق بين أصابعه تعزي فترة عن أحلامه الموات بالعلوق بالأصفياء وعن أمانيه الضائعه بإخوانياته وخمرياته وامتد به العمر ليشاهد أحبابه وخلانه يموتون واحداً إثر الآخر فتساقطت بموتهم نفسه قطعة فقطعة فيصبح إحساسه بالغ العرامة والحدة بالتوحش الإنساني والوحشة والمصير اللازب الذي لا بد منه، ويتفجر هلعه من الموت المحلق في الدهليز شعراً رائعاً.. ولقد وجد في هذا الإحساس المفعم بالبوار ما يعزيه في أخريات أيامه ذلك مرض النقرس الذي سمّره في مقعده وشله عن الحركة (من الممتع حقاً عقد مقارنة دقيقة بين توفيق وشاعرين عربيين معاصرين هما بولس سلامة والسياب فكلاهما عاني مأساة مشابهة).

    أما توفيق فلم يرَ في أوصابه إلا عائقاً له عن جني اللذات والسعي إليها وللأصحاب الندماء ... لم يجده إلا ضربة قاضمة للأيام البهيجة البراقة. إنه يخاطبهم بحسرة مبكية:

    إن يطلق الله لي قيداً أتيتكم كالطير منسرباً لا كابن فرناس

    وفي عيد الميلاد يتهالك تحت وطأة المجس والأصفاد التي حرمته الانطلاقة كبقية البشر:

    يا لقلب معذب منطوٍ في توجُّس
    ها هو الأفق غائم شَيِّق غير مشمس
    زمراً سار صحبتي وأنا رهنُ محبسي
    ينهبون الهوى معاً بين زهر ونرجس...

    وفي سرير المستشفى لا يذكر إلا المقرن وما يرف فيه من لذائذ:

    هل المقرن المخضل يبسم نوره
    وهل حُوَّمٌ منه إليه السواجع
    وهل أنا والداء العصي مؤرقي
    أنوح ومن حولي خليٌّ وهاجع
    أعود إلى صحبي وكأس وروضة
    بروحي إذا استعصى بها الشعر ساجع

    وعندما يتوقعد العقل في إسار الوحدة السوداء ويشتعل لا يجد متنفساً إلا في السخرية بعلته التي سميت داء الملوك وما له وللملوك. لكن سخريته مشوبة بالقهر الذي يغص القلب ويفحم اللهاة.

    والخوف من الموت لأنه العدو اللدود للصداقة الحميمة الباقية لون رثائيات توفيق (وتوفيق كحافظ ابراهيم في ديوانه عشرات البكائيات وقصائد الرثاء) لوّنها بطابع فريد لم يكن في معظمه رثاء تقليدياً لمن يقضي من الأخدان ولكنه كان يبكي على نفسه من خلالهم فنهايتهم تقربه من فوهة القبر المكشر الأنياب فتميز رثاؤه بنغمة مبحوحة ... هي مزيج من الحزن الرقيق والجزع والاستسلام، الحزن على الراحل والجزع من أن تنطمس الذكريات والاستسلام للقدر من مداورة ومداهنة. وفقد واحد من الأصفياء يستدعي ذكري الذين ذهبوا من قبل:

    وَليَّ أنيس يلاقي خدنه بالبشر متشاقاً وبالإيناس
    أمحمد ومحمد ومحمد إن ينسهم قومي فلست بناس

    والشاعر يخشى النهاية حتى لو عمر قرنين من الزمان:
    إن أعش قرنين أو ضعفهما ويحين الحتف قد يؤسفني

    وذلك لولعه بالحياة .. بل يصل إلى التأمل في معنى دقيق، فالعيش بالإيحاء خير من الفناء:

    وإن وَهَى جسمي خذي أيتها الذكرى يدي
    فالعيش بالإيحاء خير من فناء الجسد

    ثم يجلج قلمه الإضطراب والذهول ويبكمه الخطب المدلهم:

    إن إبراهيم يوم مضى غاض إحساسي وشل يدي
    جاء قولي فيه مضطربا لم يودعنا ولم يعد

    والشاعر، وقد بلغ به الضيق والأسى مبلغه لذهاب الخلصاء وتقدم العمر وتفشي العجز واستعصاء الداء، تنبأ بانطفاء العمر.. في لحظة ملهمة أهاجها أحد الأعياد عام 1965 خفق بآخر قصائده ... قصيدة جمعت إلى نفسها الحزين نهنهة الذكريات فبدت كخفقة المصباح إذ ينضب زيته.. ففيها توهج مفاجئ ليس بعد إلا العفاء والانحسار:

    قد أقبل العيد وماذا ينبغي من مقعد
    من مثل الرجلين والكاهل معروق اليد




    ...
    ..
    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de