( كتال الكلاب ) غرائب من شوارعنا

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-11-2024, 10:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-22-2017, 07:27 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
( كتال الكلاب ) غرائب من شوارعنا

    07:27 PM June, 22 2017

    سودانيز اون لاين
    درديري كباشي-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    1 كتال الكلاب
    في زمن الصبا ( حليل زمن الصبا) وفي نهار حار .. ونحن داخل البيوت في الحيشان تحت ظلال الشجر نسقي الأشجار _ (ونخمج ) في الطين فجأة نسمع صوت عيار ناري و يعقبه صوت صراخ كلب مذعور وطيران الحمام من صوت الرصاص .
    - كتال الكلاب .. بفرح يطلق الكلمة أحدنا .
    ويبدأ الجري ناحية باب الشارع ..
    يا أولاد ماشين وين في الحر دا ؟
    كتال الكلاب جا ..
    كأن كتال الكلاب هذه إجابة مقنعة تبرر خروجنا في هذه الشمس الحارقة .
    من كان ذاك الرجل ( كتال الكلاب ) ولأي جهة يتبع ؟
    اسئلة ظلت مدفونة في الذاكرة طيلة هذا الزمن ..
    ومن أعطاه تصريح بقتل كلاب الناس فهو لا يحمل ورق ولا بطاقة .. أصلا لم نشاهد أحد يسأله عن هويته .. يقتل الكلاب الهائمة في الشواع دون أن يشاور أحد أصحابها ..وأصحابها يستسلموا لقدرها كأنه حادث عابر ..( واحدة من سمات الطيبة الزائدة لهذا الشعب ) .
    أما هو فكان يلبس لبس عسكري ( كاكي)غريب لا هو تبع الجيش ولا هو تبع الشرطة .. بالإضافة الى طاقية ( الكسكتة ) التي يلبسها رعاة البقر في الأفلام الكاوبوي ..
    ربما هو سر من أسرار حبنا له ..لأننا كنا مغرمين بأفلام الكاوبوي الأمريكية وأبطالها ناس ديجانقو وسرتانا وترنتي .. وكنا نقلدهم بوضع فك الخروف الأسفل على جنب البنطلون أو الردا في شكل مسدس ..
    وأكيد السر الآخر هو أن هذه الكلاب البغيضة التي بادلتنا كره بكره.. فهي تمنعنا المرور في الشوارع التي يقع عليها بيت أصحابها أو ممارسة كرة القدم .. ونحن نمنعها التجول الحر في الحارة أبعد من بيتها بمطاردتنا لها بالحجارة .
    لكن الليلة يوم الكلاب .
    أول رصاصة من كتال الكلاب كانت كافية لتفتح الأبواب ويخرج الصغارمن كل حدب وصوب ..
    بعد شوية يحس كتال الكلاب أنه تحول الى (رامبو) .. يضع البندقية على كتفه ويمنطق وسطه بحزام رصت به الطلقات وينزل الكسكتة على وجهه مثل ما يفعل الكاوبوي ... ويمشي مختالا بغرور ونحن نزفه من الخلف ..
    وكذلك تحس الكلاب بهذه الحملات وخاصة الذين كانوا في جولة خارج البيت رحلة غزل أو أي سبب آخر .. فهم ربما يشمون أو يحسون بكتال الكلاب .. فيبدأ الجري المذعور في كل أتجاه .وخاصة بعد ان يعرفوا أن العودة الى بالبيت أصبحت مستحيلة ..
    وبعد ذلك نبدأ متطوعين بتوجيه كتال الكلاب .
    يا عمنا لف بلفة الطاحونة والله هناك في قطيع بتاع كلاب .
    ما تنسوا كلاب عمك الزين الجزار..
    وكلب آسيا الداية .
    الغريبة أن كتال الكلاب كان لا يعقب بالكلام على توجيهاتنا هذه رغم أنه تحس بإستجابته لها ..فهو يمشي صامتا مما يزيده هيبة ويزيد إعجابنا به . أول ما يشاهد كلب على مرمى بندقيته ينزلها من كتفه ويصوب ناحيته .. هنا يعم صمت مرعب للكلب وسعيد لنا .. حتى تخرج الطلقة يسقط الكلب ويطير الحمام الذي يفزعه الصوت فهو لا يدري هل هو المستهدف أم شئ آخر .. وصرخاتنا السعيدة .. وتحركه نحو شارع آخر ونحن لا زلنا نتبعه ..
    ثم ينتهي اليوم والشوارع ممتلئة بجثث الكلاب والمشاعر متباينة بين سعادتنا وحزن أصحاب هذه الكلاب . ونبدأ متطوعين بجر جثث الأعداء نحو مكب النفايات .. الحق يقال لم تكن هذه الجثث تبيت لليوم التالي حتى تتعفن .. بل في نفس اليوم تحضر عربة النفايات وتحملها الى مكان بعيد ..
    ينتهي اليوم السعيد على أمل الحضور في العام القادم .
    ولكن تظل الأسئلة حائرة .
    من هو كتال الكلاب ومن كان يرسله ؟؟.
                  

06-22-2017, 07:56 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( كتال الكلاب ) غرائب من شوارعنا (Re: درديري كباشي)

    نهاية كلبي العاشق
    في المرحلة المتوسطة كنت مولع بتربية الحيوانات الأليفة ,, المتاح منها في البيت ,.. قفص دواجن صغير .. به بضع دجاجات وديك .. وبعد الحاح وافقت الأسرة على زوج من البط .. وكذلك بعد الحاح وكثير من (العباطة) وافقت الأسرة على تربية كلب .. بحجة حماية هذه الثروة الحيوانية .. بعد ذلك باءت المحاولات بالفشل في إلحاق الركب بقطيع من الماعز أو الارانب لقدرتها الهائلة في التخريب ..أكتفيت بهؤلاء وأحسنت تربيتهم وتدليلهم .. ركزت على الكلب أكثر فنما وشب على (الطوق) .. وكان شكلة جميلا يبدو أن له أصول أجنبية ( عقدة خواجة) .. شعره ناعم وكثيف ولونه أقرب للبرتقالي تتخلله مناطق بيضاء .. في الحقيقة لا أذكر من أين أحضرته وهو جرو .. لكنه أصبح معروفا في الحي ومألوفا لدى الجيران وبما أن موقع بيتنا كان مميزا في زواية مطلة على محطة مواصلات مكتظة بالمارة .. في بدايته كان يجتهد وينبح في كل غريب قادم ناحية المحطة . ثم أكتشف أن الحكاية ليس لها نهاية ( وما جايبة همهما) اصبح يصنف المارة فلا ينبح إلا على حملة العكاكيز أو الأسلحة البيضاء.. بعد أن أعود من المدرسة يتحول الى رفيقي الخاص للدكان أو الفرن بالعجلة أو راجلا .. ثم العصر نقضيه لعب وجري ..
    زوج البط فرخ عشرة أفرخ أكتسبت لونا أصفرا ذهبيا جميلا .. وأصبحت تغدو رائحة وذاهبة في مسيرة مهيبة فخورة ببنيها .أكيد أثارت حنق وحسد الديك ودجاجاته .. عملت للبطات حوض سباحة في الحوش ليكتمل المنظر الجميل .
    حدث تغيير في مثيرة الكلب وبرنامجنا العصري .
    خرجت بعد الغداء .. وفي زاوية البيت تفاجأت لأول مرة بوقوف صبية صغيرة لم تتجاوز الخامسة عشرة بكثير .. ترتدي لبس رياضة الكراتيه ناصع البياض وتحزم وسطها بالحزام المعروف .. أنا وكلبي أنبهرنا بجمالها .. أما هو الخبيث سبقني بهز زيله والتملق لها .. نادته بطرقعة أصابعها جرى نحوها ( وباعني دون تردد ) أصبحت تلاعبه وتضحك ببرآءة ترفع يدها لفوق وهو يتشابى لها .. تكاد تسمع صوت قهقهاته ..أما أنا أكتفيت بالوقوف أمام الباب والمشاهدة فقط كأني على حلقة ( سيرك) أضحك لضحكهما وعادتني السعادة .. بعد قليل حضر البص ركبت ملوحة لا أدري له أم لي ..
    في اليوم التالي بعد الغداء مباشرة كنا أنا والكلب نتزاحم على عتبة الباب نترقب حضورها .. وفعلا من لفة الشارع المقابل طلت .. تملأ بأبتسامتها المكان نورا ..
    ( بن الكلبة ) لم ينتظرها تصل جرى نحوها يستقبلها يهز في زيله وهي كذلك حضرت معه من هناك تجري وتضحك وهو يجري خلفها وينطط _ (ويتعاور) . حتى وصلت زواية البيت ليبدأ مهرجان اللعب من جديد . إما أنا فكنت أنا مكتفيا بالتفرج مستعرضا بياض أسناني بلا طائل .
    نعود للبط كبرت البطيطات الصغيرات وبدأ يحل اللون الأبيض محل الأصفر في ريشها .
    رجعة صغيرة .
    كان عندنا جار وهو عسكري بالمعاش .. له هوايتين متناقضتين تماما .. الهواية الأولى هو أيضا كان مولعا بتربية الكلاب .. لكن كلابه ليست كلاب عادية لا أدري من أين يحضرها .. ضخمة وجميلة ومرعبة ..أما الهواية النقيضة ( ربما تكون في خيالي أنا فقط ) هي قتل الكلاب .. بما أنه عسكري كانت له بندقية . وخصص نفسه في قتل كلاب الحي التي يرى أن بها أعراض سعر .. وأعراض السعر هذه كان هو من يحددها .. فقط يطرق الباب على أهل الكلب .. والله يا حاج فلان كلبكم دا أحسن تقتلوه .. ليه يا ياعم .. عنده أعراض سعر .. طوالي أقتله ,,يحضر بندقيته ويمنح الكلب طلقة في أم رأسه فيرديه قتيلا ويذهب غرير العين مرتاح البال .
    بالنسبة لكلبي يامى تحرش به وبقدر ما حاجج الوالد الا أنا وقفت له بالمرصاد حاميا ومدافعا بكل ما أملك من قوة .
    وأستمر برنامج العصريات مع ذهاب المدرسة والكلب الظاهر غرق ( على قول المصريين لشوشته) في حب الحسناء الصغيرة ,,وأصبح ينتظرها في زاوية البيت حتى يوم الجمعة وهو يوم غيابها .. أناديه يصر ألا يبارح المكان حتى تأتي ..
    بعدها شكى لي ناس البيت أن عدد البطات بدأ يتناقص ..أنزعجت ورحت عديتهم وفعلا أكتشفت نقص فرختين جن جنوني ..ولم نعرف السبب حتى لم نعثر على الجثث .. ظنيتها سرقت .. قفلنا الأبواب وشددنا الحراسة .ورغما عن ذلك أستمر النقص
    في يوم ما أصبت بالملاريا وغبت من المدرسة بينما أنا نائم بالصالة سمعت ضجيج البطة الثكلى ,, خرجت مفزوعا أكتشفت أن الكلب خطف إحدى الفرخات وقفز بها السور . فتحت الباب وتبعته من بعيد .. جرى مسافة بعيدة .. لا زلت أتبعة وأنا ارتجف من الغضب .. وصل الى مكب النفايات .أزهق روحها هناك تناولها كلها وترك ريشها وعاد كأن شئ لم يكن ..هذا الكلب أبن الكل أتضح أنه يفطر ببطة كاملة ولا أجعص عمدة في دوار .
    أنا من الغضب لم أذهب الى البيت ..
    بل ذهب مباشرة الى عمنا قاتل الكلاب .. وبلغته بأن كلبي يستحق إحدى رصاصاته فعلا ..ما أعظم الخيانة عندما تكون من المخول به الحراسة والحماية ..
    عمنا ما صدق كأنها لحظة ينتظرها على أحر من الجمر .لم يجادلني أو يحاولني أن أتراجع . دخل الى بيته وأحضر البندقية ..ربما خاف أن أغير رأيي ..
    عدت الى البيت ناديت الكلب تبعني الى ذات مكب النفايات .. رغم أنه شاهد بمعيتي قاتل الكلاب . ورغما عن أنه كان أكثر شخص يكرهه في الدنيا وينبح بمجرد سماع صوته إلا أنه لم يقاوم كأنه أقر بجرمه . ذهب معنا .. وطلب مني قاتل الكلاب أن أوقفه في تل النفايات .. وقف الكلب مستسلما .. صراحة آخر نظراته لي كانت تحس فيها الحزن والندم .. كادت تطفر من عيني دمعات ..كأنه يقول لو كان هذا حكمك فأنا راضي به .. قاتل الكلاب لم يرد أن يدوم هذا المشهد طويلا فأتأثر أنا وربما غيرت رأيي تعجل و وضع البندقية على رأسه مباشرة وأطلق طلقته .. ليسقط أرضا متكوما في ذات المكان الذي أذهق فيه أرواح المسكينات ..
    عدت الى البيت بمشاعر متابينة بين الحزن والرضا ..أبلغت ناس البيت بالقصة مجتمعة . وكذلك شاركوني بالمشاعر المتباينة .. وأراء متباينة أيضا ..( ما كان تقتله .. ويا حليله .. ) كلها عواطف لن تغير شيئا .. والعدل لازم يأخذ مجراه ..
    في العصر خرجت وقفت وقفتي المعتادة .
    حضرت الحسناء الصغيرة بذات ابتسامتها .. متوقعاه أن يخرج عليها في أي لحظة .. قرأت سؤالها الصامت عنه في عينيها .. ربما وجدت الأجابة في نظراتي الحزينة .. ركبت الحافلة ولازالت تنظر متسائلة عبر النافذة .. عساه ان يأتي .
    لكنه ذهب بعيدا حيث لن يأتي أبدا .

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de