دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: حاتم حسن بخيت، إنتهازي ومتملق قديم. (Re: Deng)
|
هنالك غلطة فنية كبيرة في الطريقة التي كتب بها القرار الجمهوري.
لقد كتب في القرار ، بأن الوظيفة هي هي مدير "مكاتب"
المعروف هو أن للرئيس مكتب واحد فقط، ومدير هذا المتكب يون مسئولا عن تنظيم وتسهيل أرتباطات الرئيس اليومية. وهي أرتباطات ومواعيد يكون الأعداد اليها قد تم مسبقا مع التنسيق لعدة جهات في القصر وخارج القصر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حاتم حسن بخيت، إنتهازي ومتملق قديم. (Re: Deng)
|
الاخ دينق
تحياتي
بالله شوف الرمزية اللي في هذا التحليل للزميل المقداد مدير جديد لمكاتب الرئيس خلفاً للفريق طه .. حاتم حسن بخيت .. مدير (المكتب) من قلب (المجلس) الخرطوم : مقداد خالد لتعرف ملمحاً عن شخصية وزير الدولة مدير مكاتب الرئيس عمر البشير ابتداءً من يوم أمس (الأربعاء)، حاتم حسن بخيت، إليك بهذه المعلومة المهمة والتي تقول إنه وفي ظل توزع ولاءات السودانيين بين قطبىّ القمة الهلال والمريخ، تخيّر حاتم بكل (طائية) الانتماء لنادي الموردة العريق. عليه وببداهة في استطاعتنا أن نسحب حكاية انتمائه الرياضي، على شخصه، لنعرف أن الرجل يمتاز باستقلالية في القرار، وسندّعم ذلك لاحقاً بإفادات من لصيقين بخليفة الفريق طه عثمان الحسين. المولد والنشأة ولد حاتم حسن بخيت في العام 1959م، بحي ودنوباوي الأم درماني العريق، متوسطاً لسبع من الأشقاء، حيث يكبره في السلسلة الفاتح وأحمد وكمال بينما يصغره كل من أسامة ومعز وهيثم. ومعلوم أن والد حاتم، حسن بخيت، اتحادي التوجهات والهوى، ولكنه ما شاء أن يضع جين السياسة في أبنائه، اللهم إلّا في دكتور معز صارخ الانتماء لحزب المؤتمر الوطني، والقامة الإعلامية كمال حسن بخيت الذي نشط سابقاً في حزب البعث العربي الاشتراكي. المراحل الدراسية درس حاتم مراحله في أم درمان، وانتظم تحديداً في سلك المدرسة الأهلية في مرحلتيها الوسطى والثانوية، ثم توجه تلقاء بغداد التي احتضنت شقيقه كمال حيناً من الدهر، ودرس في جامعتها الاقتصاد والعلوم السياسية، ليتخرج مطلع الثمانينيات، ويعود محتقباً شهادته الرفيعة التي أصبح بموجبها ضابطاً تنفيذياً في مجلس الوزراء الذي ما بارحه قيد أنملة، بداية من العام 1981م، وهو أمر يدلل على مهنية كبيرة، ساعدته في معاصرة عدة أنظمة، وقدر كبير من الوزراء. ولدعم تلك المسيرة أكاديمياً التحق حاتم أثناء فترته في المجلس بالجامعات المغربية، حيث تحصل من هنالك على الدراسات العليا في إدارة المكاتب وسكرتاريا المجالس، ما خوّل له أخذ صفة الأـستاذ الجامعي، هذا وإن اختار أن يأخذ أمانة مجلس الوزراء، بقوة. ومع شواغله الكثيرة، جاد يراع حاتم بسفر مهم بعنوان (الناطق الرسمي للوزارة القومية .. مرجعيات الوظيفة وموجهات الأداء) ووضع فيه كل خبراته لتكون مرشداً ومعيناً لمن يريد أن ينطق في أروقة الحكم. خبرة عقود إن قلت حاتم في مجلس الوزراء، فلا شك أن تعني الخبرة المعتقة في أبهى تجلياتها، فقرابة الأربعة عقود قضاها الرجل يجوس في خبايا مجلس الوزراء، في تفاصيله، في تعقيداته، وبين ملفاته، والمارين على المجلس سواء عبر شارع الجامعة أو النيل. وتراكمت الخبرات لدى حاتم الذي تقلب في المناصب داخل مجلس الوزراء حتى وصل عاليها، فهو تارة مسؤول عن الإعلام، ومرات مدير للإدارة السياسة، وفي أخريات هو مدير مركز دعم القرار. منصب مستحق يذهب كثيرون إلى أن وصول مفاتح مكاتب البشير لحاتم أمر وثيق الصلة بنسبة الدم حاتم التي تجمع الرئيس والمدير. ولكن تلكم تهم تتبددها سيرة الرجل، وشهادات رفيعة عنه نبتدرها بإفادة أبي القوانين، الأستاذ محمد الشيخ مدني، لـ "الصيحة" والتي قال فيها إن الرجل تكنوقراط (قاطع)، ويمتاز بكفاءة غير عادية، يستدل عليها بسيرته الطويلة داخل أروقة مجلس الوزراء. وينقلنا مدني، إلى جانب مهم في شخصية حاتم الأم درمانية، وتتصل بمشاركته الفاعلة في النشاط الرياضي، ووجوده داخل كثير من اللجان الرياضية، بل وتسطير اسمه ضمن لجنة الاستئناف وقت أن استقلت عن الاتحاد العام لكرة القدم. ومعروف عن حاتم أنه شغل خانة المهاجم في نادي ود نوباوي العريق، وقد لعب دوراً ميدانياً مهماً في ترقي الفريق إلى درجات رياضية عليا، ثم لاحقاً انتمى لـ (الهلب) شعار نادي الموردة، وتجده من أكثر الناس حزناً على ما أصاب النادي الذي ينشط في الدرجات الأقل بعد ما كان لعقود بعبعاً مخيفاً لأندية القمة. منصب لأهله بدوره بدا رئيس منبر السلام العادل، الطيب مصطفى، سعيداً باختيار حاتم مديراً لمكاتب الرئيس البشير، ومما قاله المهندس لـ "الصيحة" إنه كثيراً ما تساءل عن السر في عدم الاستفادة من حاتم الذي يصفه بـ (المثقف النحرير) كونه حافظاً للوح مجلس الوزراء (صم) حد تعبيره، مع قدرات فذة في استدعاء التجارب والخبرات بذهن منفتح وحضور كبير. بينما يصف القيادي البارز في حزب البعث السوداني، محمد وداعة، حاتم بأنه كفاءة غير عادية، وقال لـ "الصيحة" إن مجايلي الرجل في العراق لا يذكرونه إلّا بالخير. ملفات ملفات شائكة تنتظر مدير مكاتب الرئيس في الفترة المقبلة، ولكن المهندس الطيب مصطفى واثق من قدرة حاتم على تخطي الصعوبات جميعها، وقال إن التهنئة يجب أن تساق لمن اختاروه قبل أن توجه إليه، باعتبارهم هم الكاسبون. وفي الصدد يقول محمد وداعة إن إحالة الأمر إلى حاتم بخبراته الأكاديمية والمهنية يعتبر بمثابة إعطاء الدقيق لخبازيه. أما الإعلامي المعروف، ومدير مكتب قناة "الجزيرة" بالخرطوم، المسلمي الكباشي، فيقول إن حاتماً قادر بما له من خبرات في مجال العلاقات العامة على إضفاء مؤسسية كبيرة على منصب مدير مكتب الرئيس وقال لـ "الصيحة" إنه لا يتوقع لحاتم المعروف عنه أنه موظف و(أفندي) بدرجة امتياز لعب أدوار سياسية، مع الاكتفاء بدوره في ملف العلاقات العامة. صفات ونعوت الصفة الأبرز في حاتم حسن بخيت، بحسب المقربين منه هي الجدية، ويظهر ذلك جلياً في ميله في التعبير عن آرائه كتابة، وعليه في مقابل ذلك فالرجل يكره بشدة الهزار والمهزارين. ضف إلى ذلك من الصفات في شخص حاتم، صفة اتباع القوانين واللوائح بصرامة كبيرة، مع دقة شديدة في الانضباط بالمواعيد، والتقيد بالزمن. وبجانب كل ما ذكر، يحفظ أهالي ود نوباوي لحاتم أنه موطاً الأكناف، ومتواضع، بسيط في تعاملاته، وعاشق للفن والموسيقى، وممارس للرياضة ممارسة وإدارة. ويقيم حاتم في منزل حكومي بالقرب من سينما الحلفايا ببحري، مع زوجته التي تربطها أواصر قرابة بالقطب الرياضي المعروف جمال الوالي لانحدارها من (فداسي) بولاية الجزيرة، وقد انتجت هذه الزيجة ثلاثة من الأبناء في مجلس حسن بخيت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حاتم حسن بخيت، ليس انتهازي و لا متملق قديم. (Re: د.محمد حسن)
|
الغريبة عنوان البوست لا يشئ عما بداخله ..كل الافادات لصالح حاتم حسن بخيت ..حتى صاحب البوست شهد له بذلك وقد تشرفت بالعمل لجانبه لعامين 2016/2017 ولمست فيه الدقة والمهنية والانضباط والنشاط حتى انه يحضر بالاجازات الرسمية لمراجعة مهامه وتكليفاته لمرؤوسييه ...وهو حافظ للقوانين وملتزم بها ..امين عفيف يد ولسان ...متواضع للحق وحافظ لوحه ..حاتم سيعيد المنصب للمطلوب منه وهو مدير مكاتب الرئيس فللرئيس اكثر من مكتب بالقصر وقاعة الصداقة والقيادة العامة وغيرها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حاتم حسن بخيت، إنتهازي ومتملق قديم. (Re: د.محمد حسن)
|
حاتم حسن بخيت ممكن أن نقول عليه أنه رجل مؤهل ويستطيع أن يقوم بالمهمة على أكمل وجه، رغم تاريخ الرجل الذي يجيد فيه التملق و الإنتهازية. ___________ الأخ دينق كيف يكون الرجل مؤهلا ويستطيع أن يقوم بالمهمة على أكمل وجه ويكون في نفس الوقت مجيدا للتملق والإنتهازية؟؟؟ .. الآراء التي تلت إبتدارك للموضوع كلها تشيد به وأنت أيضا تشيد به.. فهلا أبنت لنا كيف هو إنتهازي ومتملق قديم؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حاتم حسن بخيت، إنتهازي ومتملق قديم. (Re: قصي محمد عبدالله)
|
Quote: وقد تشرفت بالعمل لجانبه لعامين 2016/2017 ولمست فيه الدقة والمهنية والانضباط والنشاط |
أحمد موسى
سلامات.
لو تكرمت ممكن تكتب لنا أين عملت أنت مع المتملق حاتم حسن بخيت؟
يعني نوع الشغل كان شنوا وكان لصالح من ومن أجل ماذا؟
هههههههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حاتم حسن بخيت، إنتهازي ومتملق قديم. (Re: Deng)
|
يادينق السودان دا مافيهو شىء بندس زى مالخال الرئاسى طلع خال باللفة برضو مدير المكاتب طلع ودخالتة باللفة كدى اديها صنة والمضحك المبكى في فطور المؤتمر الغير وطنى راعى البردلوبة تشدق وقال نحن حانحارب الفساد ومابنجامل المفسدين اتقول كافورى دى جاتو في ليلة القدر واخوانه زاهدين ووووعيييييك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حاتم حسن بخيت، إنتهازي ومتملق قديم. (Re: بدر الدين الأمير)
|
سلام دينق، وضيوف بوستــِه،
Quote: لرجل الذي تم تعينه في وظيفة مدير مكتب الرئيس هو حاتم حسن بخيت، وهو شقيق الإعلامي كمال حسن بخيت، وهم طبعا أقرباء الرئيس الرئيس البشير. يعني في النهاية البشير جاب واحد من أقربائه، الظاهر القبلية لم تكفي في حالة طه، ففضل الرئيس البشير أن يستعين بقريبه. حاتم حسن بخيت ممكن أن نقول عليه أنه رجل مؤهل ويستطيع أن يقوم بالمهمة على أكمل وجه، رغم تاريخ الرجل الذي يجيد فيه التملق و الإنتهازية. لقد عمل حاتم حسن بخيت موظف بمجلس الوزراء، قبل مجيئ الإنقاذ، وهو دفعة المتملق الكبير مصطفى البطل بمجلس الوزراء، و لقد عمل الاثنان في نفس الفترة. والأن أكيد أن الإنتهازي المتملق مصطفى البطل حيكون مدور تلفونات السودان من أمريكا ومجهز البدل، وبلاشك هي بدل رخيصة. عموما. أنه أختيار صادف أهله. وهاردلك يا بطل، قالوا أسمك كان في أخر القائمة. |
ولي ملاحظات على كلامكم:
أولاً، البطل الكاتب الصحافي الكبير، وبحسب ما قرأنا له، كان يسعى بدأب وَ "شوية" أدب! كي ما يكون مدير كتب (خاله) السيد/ رئيس مجلس الوزراء، الفريق بكري حسن صالح؛ ولم نعثُر له على جهود تضعه! أو تفضح رغبته في الحلول محلّ ال "مُقال" الفريق طه!!
ثانياً، ربما يكون للمدير وزير الدولة الجديد لمكاتب رئيس الجمهورية، خبرة تمتد لأربعين عاماً في مجلس الوزراء الســوداني حتى من قبل الانتفاضة؛ ولكنها - بنظري - أربعين كتلك الأربعين الأخرى! التي لدرب الأربعين أو شارع الأربعين..! فأين أوصلت السائرين؟
ثالثاً، إن كان حقيقةً هذا الأخ المبجّل ال(حاتم حسن بخيت) بهذه القدرات الإدارية الفذّة، لمَ لم يكن أسبق بالفضل في تسنّم إدارة مكاتب الرئيس؟!! وأين إسهامه المقروء (مقارَنةً) مع زميله السابق الكاتب البطل؟!
رابعاً: عزيزنا دينق، هل تعتدّ بــ( صفة التملّق ) كواحدة من السّمات الإدارية الإيجابية الكبيرة ..ولللاّ إيه يا بيه..؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حاتم حسن بخيت، إنتهازي ومتملق قديم. (Re: محمد أبوجودة)
|
Quote: الأخ دينق كيف يكون الرجل مؤهلا ويستطيع أن يقوم بالمهمة على أكمل وجه ويكون في نفس الوقت مجيدا للتملق والإنتهازية؟؟؟ .. الآراء التي تلت إبتدارك للموضوع كلها تشيد به وأنت أيضا تشيد به.. فهلا أبنت لنا كيف هو إنتهازي ومتملق قديم؟؟ |
الأخ عبد الرحمن عيسى.
مؤهلات وخبرة الرجل لا علاقة لها بتملقه وإنتهازيته. من الممكن أن نرى شخص مؤهل جدا وصاحب خبرة جيدة، ولكنه في نفس الوقت إنتهازي ومتملق. بعدين نظام الإنقاذ ده أفضل من يخدمهم هم العناصر الإنتهازية والمتملقة.
القائمة طويلة ولكن من الممكن أن نجد فيها أسماء من أمثال:
1- دكتور حسين أبو صالح 2- عبد الباسط سبدرات 3- إبراهيم الشوش 4- خالد المبارك 5- محمد محمد خير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حاتم حسن بخيت، إنتهازي ومتملق قديم. (Re: Deng)
|
Quote: الأخ عبد الرحمن عيسى.
مؤهلات وخبرة الرجل لا علاقة لها بتملقه وإنتهازيته. من الممكن أن نرى شخص مؤهل جدا وصاحب خبرة جيدة، ولكنه في نفس الوقت إنتهازي ومتملق. بعدين نظام الإنقاذ ده أفضل من يخدمهم هم العناصر الإنتهازية والمتملقة.
القائمة طويلة ولكن من الممكن أن نجد فيها أسماء من أمثال:
1- دكتور حسين أبو صالح 2- عبد الباسط سبدرات 3- إبراهيم الشوش 4- خالد المبارك 5- محمد محمد خير
|
سلام دينق ...
و خاصة سبدرات ... حكايتو عجب ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حاتم حسن بخيت، إنتهازي ومتملق قديم. (Re: Mannan)
|
كمال حسن بخيت البعثي المعروف والصحفي العريق باع حزبه الذي لا يدانيه جزب آخر في العداء للكيزان وبدأ بالتملق شيئاً فشيئاً للكيزان حتى إستغرب الجميع من مواقفه معز حسن بخيت الدفعة 14 طب الجزيرة كان يلعب مواقف خبيثة في الجامعي حيث في العلن هو عضو التجمع الوطني وفي السر يقول للكيزان أنا معكم وينقل لهم أخبار إجتماعات التجمع وصلت أختهم بقدرة قادر إلى منصب رفيع في وزارة السياحة أما حاتم شعب كل حكومة فكان بعثياً في العراق مايواً في السودان وجبهجياً في حكومة البشير ويا ما نشوف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حاتم حسن بخيت، إنتهازي ومتملق قديم. (Re: Deng)
|
في هذا المقال بداء البطل يتدهنس لحاتم حسن بخيت. وهذا هو حال الإنتهازية.
طه القرشي في الميزان
مصطفى عبدالعزيز البطل mailto:[email protected]@msn.com
(1) في رواية (حفلة التيس) لماريو بارغاس يوسا يقوم الحضور في الحانة، من المستمعين الى أحاديث الصياد، تلقائيا بخصم عدد من الكيلوجرامات، داخل اذهانهم، من وزن كل سمكة يزعم الرجل انه اصطادها ذلك اليوم. فإذا جاء في روايته 70 كيلو، خصموا 20 فأصبحت وزن السمكة 50 كيلو. ولكن ذلك لم يكن يمنعهم من تجحيظ العيون، وتصنع الدهشة، والمسايرة واظهار الاقتناع بالوزن الرسمي، وهو سبعين كيلو!
كذلك كان الأمر في أسماك الروايات الطاهوية التي توالت وتناسلت مؤخرا في كل البحار والأنهار فملأت الدنيا وشغلت الناس لاسبوعين كاملين. الفرق ان نسبة الخصم هنا تكون اكبر نسبياً، فالسمكة التي تزن 70 كيلو يخصم المتلقى منها 35 كيلو من التزيّدات والتخاليط والخرابيط والاكسسوارات، وربما اكثر احيانا، حتى يصل الى الوزن المقبول!
(2) ذلك كله مفهوم تماما وله أسبابه الوجيهة، فعندما يحتجب الاعلام الرسمي فإن (وكالات الانباء الأهلية) جاهزة وعلى أهبة الاستعداد لملء الفراغ وتلبية حاجات قطاعات عريضة يكاد يقتلها ظمأ الفضول والماء في ظهورها غير محمول. وفي غياب من يغذي الشعور العام، المتحرّق الى الخفايا، بالمعلومات السليمة يكون المتاح أمام الناس من مضخّات الاخبار والأسرار هو الفيسبوك والمنابر الالكترونية حيث (مونتي كارو) و(المشتهي السخينة) وأسعد التاي!
والسوادنة في جماع أمرهم يعتاشون على نثير الحواديت والأحاجي، من شاكلة الطاهويات التي حبست الأنفاس، وخففت على الكثيرين وطأة نهارات رمضان، وأبهجت لياليهم بالآكشن الراقي. كيف لا وقد أفلحت الحالة الطاهوية وبامتياز في الحلول محل المسلسلات المصرية لهذا العام ، فلا أظن، على طول متابعتي للمسرح السياسي في السودان، أننا شهدنا وقائع تضاهي او تقارب هذا المحل من الاهتمام والتعلق الهستيري والتدافع، والانفعال بأحداث غامضة افتراضية يكتب البعض من الهواة سيناريوهاتها على الهواء مباشرة!
(3) لم يحدث أبدا ان وقعت عيني على الحبيب وزير الدولة السابق ومدير مكتب الرئيس، ولكنني تحدثت اليه، قبل عدة أشهر، مرة واحدة عبر الهاتف. كنت في سبات عميق حوالى الرابعة صباحا بتوقيتي الامريكي حيث أخذت نغمة الموبايل تعزف وتغني وتقلق منامي، فرفعته وقلت بتثاقل: هالو. جاءني الصوت من عمق افريقيا: "السلام عليكم، أنا طه بكلمك من كيغالي"!
علمت منه أنه بصحبة الرئيس يحضران مؤتمر القمة الافريقي في العاصمة الرواندية. باختزال شديد كان موضوع الاتصال مادة وردت في احدى أعمدتي بصحيفة (السوداني) لا مجال للتفصيل حولها، فللهواتف كما للمجالس أماناتها! ولكن المحادثة كانت لطيفة وودودة للغاية. بمجرد انتهائها اجريت اتصالا مع الحبيب الآخر ضياء الدين بلال ونقلت اليه ملخصا لما دار باعتبار ان ذلك من حقه كرئيس للتحرير مسئول عما ينشر في صحيفته، ومن واجبي ككاتب راتب في الصحيفة. وأنا رجل أعرف الأصول. ما علينا!
(4) ولكنني، برغم تلك البادرة، فشلت في مجاملة الرجل عقب فترة قصيرة من ذلك التاريخ، إذ لم يعجبني (المهرجان) الدعائي الذي اقامه بعدها بأسابيع قليلة، بتنسيق وعون من حبيبنا الصهر الرئاسي محمد لطيف، بشأن اعلان الولايات المتحدة رفع العقوبات لفترة تجريبية. ومن ذلك الادعاءات المكثفة التي بعثرها عبر صحيفة (اليوم التالي) عن دوره في ذلك الانجاز، ومنها مسعاه الحثيث لتقزيم دور ديوان الخارجية ووزيرها.
كتبت عندها مقالاً عددت فيه الخطوات والاجراءات التراكمية المدهشة التي كانت قد اتخذتها الخارجية، وكنت أتتبعها خطوة بخطوة، حتى بلغ جهد دبلوماسيينا مبلغا نهضت فيه واشنطن الى ذلك القرار الذي تطاول الشوق اليه. ثم وجهت الى الحبيب طه نقداً محسوبا ذكرت فيه ان دور (الإسناد) الذي قام به مرحّب به ومطلوب، ولكنه يظل في دائرة الإسناد. ولم اتجاوز بالطبع ولم أتفلّت، وانما أسلست وتلطفت وركنت الى الكياسة، على اساس أن (العمر مش بعزقة)!
(5) تأخر سرج صديقي حاتم حسن بخيت، رفيق السنوات الاثني عشر الموّارة المصطخبة، ولكنها مع ذلك الأكثر اخضراراً. أن يأتي حاتم متأخرا بذخيرة خبراته ومحصول قدراته، تنيخ بها راحلته أمام مكتب ابن عمته، خيرٌ من ألا يأتي.
حاتم هو النسخة المضادة للنموذج الطاهوي. إذ هو من ملة الأعمال عندها لله، خالصة مصفّاه، لا ترجو ان يكون للبشر منها نصيب. ولذلك فربما لا يرى الناس اسمه ورسمه في أوراق الاعلام وأثيره من بعد أدائه للقسم، إلا ما ندر، وسيعود بالعرجاء الى مراحها. لا دراما ولا (آكشن) ولا بطيخ!
أما الحبيب طه فهو في رعاية رب اسمه الكريم. بعد ان تبلغ مراسم شيطنته ذراها في عنان السماء، سيعود معاده ليحط على سطح مجتمعنا البسيط الطيب القلب، يأكل الأقاشي مع الآكلين، ويوتسب آناء الليل واطراف النهار مع الموتسبين، ويلاعب أحفاده ويبدي لهم نواجذه.
أنا شخصيا أشعر بالتعاطف معه بصرف النظر عن العوامل التي أدت الى نهايته الحزينة كرجل قيادي في الدولة، وفي عقيدتي ان المسئولية عن تلك النهاية يتحملها معه آخرون. أنظر فقط الى جملة المناصب والألقاب والشارات التي كان يضعها الرجل على كتفه وصدره، خذ عندك، اولا: الفريق (فيلد مارشال)، وهي أعلى رتبة على الاطلاق في القوات النظامية يمكن ان يتطلع اليها أي انسان. ثانيا: السفير، وهي اعلى رتبة في الدبلوماسية على الاطلاق يحلم بتسنمها ملايين الشباب والكهول، واخيرا: الوزير وهو المنصب الذي تقطعت، وتتقطع، دونه رقاب آلاف الناس، بحق وبغير حق.
أيعقل هذا؟ انسان واحد فرد، ابن أمرأة تأكل القديد، يحمل كل هذه الرتب والالقاب، والسوادنة من حوله ينظرون؟ ما الذي يمنع الرجل اذن ان تحدثه نفسه بما حدثته به، فيصعد الى اعلى برج ايفل، بحثا عن امجاد التاريخ، ويقفر منه الى الارض فتدق عنقه؟! أنا شخصيا لو كنت في مكان هذا الرجل الطيب، وفعلوا بي ما فعلوا به، وأوهموني كما اوهموه، لحدثتني نفسي الأحاديث ايضا. ولصعدت الى اعلى البرج كما صعد!
(6) لم يكن حبيبنا هذا نسيج وحده. فمثله مثل عشرات غيره من الشخصيات التي لمعت شهبها عبر حقب السودان السياسية ثم أفلت، وقد جمعت – كما غالب البشر - بين سجايا الملائكة وبلايا الشياطين. ولطالما تكثّر الصيادون وتزيّدوا في أمر أوزانهم وأوزارهم. غير ان الذي لا شك فيه هو ان الأوزان الزائدة يتم خصمها عن هؤلاء بعد حين فيبووءون فقط بالأوزار الحقيقية. والتاريخ يعلمنا ان الزمان هو الميزان!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حاتم حسن بخيت، إنتهازي ومتملق قديم. (Re: Deng)
|
شمطة قديمة بين البطل وكمال حسن بخيت:
فيرنانديز وكوندوليزا وكمال حسن بخيت ... بقلم: مصطفى عبد العزيز البطل
نشر بتاريخ: 08 نيسان/أبريل 2009
غرباً باتجاه الشرق mailto:[email protected]@msn.com كثير من السودانيين الأمريكيين يتعاملون مع حقيقة حصولهم على الجنسية الأمريكية تعاملاً مزدوجاً. يجاهرون بصفتهم القانونية الأمريكية المكتسبة – اعتزازاً وفخراً - أمام أبناء وبنات العم سام، ولكنهم لأمر ما يتجنبون التصريح بتلك الحقيقة أمام بني جلدتهم من السودانيين فيلتفون حولها ويدورون، فإذا لم يجدوا بُدّاً من التصريح فإنهم ينتقون عبارات مضللة، بديلاً عن الاقرار المباشر مثل قولهم: (نعم.. استلمنا الجواز الأمريكي). وبطبيعة الحال فإن جواز السفر الأمريكي إنما هو من توابع الجنسية، لا يُمنح إلا لمن كان حاصلاً عليها ابتداءً ومستكملاً لمتطلباتها ومراسمها. ولكن المفتقر لمولاه لا يلتف ولا يدور، ولا يخشى في جنسيته الأمريكية لومة لائم. ومنذ ذلك اليوم في ديسمبر من العام ٢٠٠٠م الذي وقفنا فيه: حرمنا السيدة الفضلى إيمان وأنا، أمام القاضي الفيدرالي رونالد ريتشاردسون، ورفعنا أيدينا اليمنى وأدينا معاً قسم الولاء للعلم والدستور الأمريكي، وتسلمنا الوثيقة الرسمية التي أسبغت علينا حق المواطنة. منذ ذلك اليوم وأنا لا أتردد في الافصاح، لمن يطلب ولمن لا يطلب، عن أنني أحمل الجنسية الأمريكية وأنني أديت قسم الولاء لعلم الولايات المتحده ودستورها. وبما أنني في مسألة الانتماء والولاء لموطني الثاني (متتورك) ولست تركياً، وأجد نفسي في حب عمي العزيز سام ملكياً أكثر من الملك وكاثوليكياً أكثر من البابا، فقد قررت أن أخصص زاويتي هذا الأسبوع للدفاع عن أخي في المواطنة البرتو غونزاليس القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم، وأختي الحبيبة كوندوليزا رايس وزيرة (خارجيتنا) السابقة، التي تعرف عندنا في الولايات المتحده باسم الدلع (كوندي). وقد دأب البعض من بني وطني الأول من عشيرة الصحافيين بل أدمنوا توجيه الإساءات المقذعة لالبرتو وكوندي دونما ذنب جنياه سوى سعيهما لأداء واجباتهما الرسمية بتجردٍ وتفانٍ. أريد أن أبادر فأردَّ عن البرتو كيد المعتدين وأصدَّ عن وجهه ضيْم المتحيِّفين الذين استغلوا كون الرجل بين ظهرانينا في السودان غريب الوجه واليد واللسان، مثلما المتنبئ في شِعب بوان، فانهالوا عليه تشنيعاً وتقريعاً، وتبريحا وتجريحا، دون رحمة أو وازع من ضمير. بل أن من هؤلاء من تجاوز وتخطَّى كل الأعراف المرعية في البلدان التي تحترم نفسها، ومثال ذلك مدير مؤسسة صحفية ورئيس التحرير المستتر للصحيفة التى تصدر عنها، الذي لم يتورع عن تحريض قوات الدفاع الشعبي على التعرض للرجل فكتب يبدي تعجبه من أن (أحداً من الدبابين لم يتصد لألبرتو فيرنانديز حتى الآن)! وما كنت أحسب قط أن ينسأ الله في أجلي فأحيا إلى زمان يدعو فيه رؤساء تحرير الصحف فتية المليشيات لتأديب السفراء الأجانب المعتمدين الذين يفترض أنهم يقيمون بين ظهرانينا في سلام آمنين. وكأننا – شعباً وحكومة – لا نملك تقاليد مرعية تلزمنا بحماية الرُسل وإكرامهم في الحل والترحال، ولا نعرف مواثيق دولية تضع على عواتقنا مسئوليات محددة تجاه سلامة وكرامة النزلاء من الأضياف. ألا رحم الله لبيد القائل: (ذهب الذين يُعاش في أكنافهم/ وبقيت في خلفٍ كجلد الأجرب)! وكنت قد رجوت صديقنا طلحة جبريل، مدير مكتب (الشرق الأوسط) بواشنطن والكاتب الراتب بهذه الصحيفة، أن يتصدَّى لهؤلاء المفترين نيابة عنا، نحن معاشر السودانيين الأمريكيين، فينال الأجر عند الله وعند العم سام، لا سيما وأنني أعلم عن الصلات التي تربطه بالمستر فرنانديز والمراسلات الإلكترونية التي تدور بينهما. ولكن صاحبي لم يُعرني التفاتاً بل أعطاني أذناً من عجين والأذن الأخرى من عجين أيضاً (لصعوبة الحصول على طين في واشنطن). ولا عجب، إذ تذكرت أن الود مفقود بين طلحة وبين جمهرة السودانيين الأمريكيين، فقد كتب حتى بحّ قلمه في التنديد بفكرة حمل جنسية مغايرة للجنسية السودانية، ولمَّح تلميحاً هو أدنى إلى التصريح بأن التماس ذلك الخيار ربما يقدح في وطنية أصحابه. ولكننا في حب بثينة اليانكي لا نأبه بتلميحات طلحة ولا تصريحاته، ولا نقيم لها وزناً. أما المعتدون الظلمة الذين بغوا على أخينا البرتو فيجيئ في مقدمة ركبهم الأستاذ كمال حسن بخيت، رئيس تحرير صحيفة (الرأي العام). وفي الواقع فإن لكمال بخيت سجلاً أسود من غراب البين في الإساءة لمسئولي الحكومة الأمريكية عموماً، ففي عهد (رئيسنا) السابق جورج بوش إستمرأ كمال الهجوم الشخصي المقذع على وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس و دأب على مناداتها باسم (العانسة كوندوليزا). وقد أدهشنى أن كمالاً، مع أنه بدأ مسيرته الصحفية في سبعينيات القرن الماضى محرراً ثقافياً، يجهل أن لفظة (العانس) لا تدخل عليها تاء التأنيث لأنها مؤنث بدلالة لفظها، وأن كلمة (العانسة) التي استهلكتها مطابع الرأي العام في عهده الزاهر لا وجود لها أصلاً في اللغة العربية. ومهما يكن فإن معايرة وزير خارجية دولة عظمى بأنها لم تتزوج تبدو لي في حد ذاتها فكرة شاذة وممعنة في الغرابة، لا أعرف من أين استلهمها هذا الصحافي القديم. ولما لم يكن للسودان كدولة ولا لكمال كفرد علاقة شخصية بالمسئولة الأمريكية السابقة خارج نطاق صفتها الرسمية، فإن المرء ليحار حقاً في حقيقة الدوافع وراء مثل هذا الإلتواء في الأداء الصحفي. غير أننا نعلم يقيناً أن كوندوليزا (أو كوندي) لا تقرأ الرأي العام، وأنها تبعاً لذلك لا تتأثر بما يكتبه كمال ولا غيره فوق صفحاتها، كما أننا نفترض هنا أن كمالاً يعرف لزوماً أن الزواج أو عدمه سيان في المجتمعات الغربية المتمدنة، لا يعدو أمرهما أن يكون أمر اختيارات شخصية لا تهم غير أصحابها. والحال كذلك فإن التفسير المعقول هنا هو أن هذا النوع من الخطاب المُسف مهنياً والفاقد للحساسية اجتماعياً وتربوياً إنما يستهدف في المكان الأول قطاعات معينة من القراء في زوايا المجتمع لا تزال ترزح تحت نير ثقافات بئيسة تعيسة ترى في عدم زواج المرأة مذمة تفضي إلى المعايرة والزراية والهزء والتجريس. وقد أعاد إلى ذهني مأخذ كمال على أختنا كوندي واستنقاصه قيمتها، كونها غلّبت اهتماماتها الاكاديمية والمهنية والسياسية على ما عداها فلم تتخذ لنفسها بعلاً، متجاهلةً المثل السائر (ضل راجل ولا ضل حيطة)، موقفاً غريباً شهدته قبل نحو عقدين من الزمان لأحد نواب الجمعية التأسيسية، هو النائب خير الله بلل ممثل إحدى دوائر كردفان عن حزب الأمة، إذ رأيته يردح أمام السيد/ إبراهيم علي إبراهيم مدير عام مكتب رئيس الوزراء آنذاك ثائراً وغاضباً على قرار الرئيس اختيار امرأة بعينها، صادف أن كانت غير متزوجة، لشغل منصب وزاري ضمن حصة الحزب، وقد سمعت النائب يورد حديثاً نسبه للرسول الكريم يقول: (شراركم عزابكم وشرار موتاكم عزابكم). ولعلَّ السانحة قد دنت أخيراً لأطلب من المتخصصين وأهل الذكر إفادتنا عن صحة هذا الحديث، الذي اعتقد – حتى إشعار آخر – أنه حديث مكذوب موضوع، أو ضعيف تتحوطه العلل القادحة في أفضل الأحوال. ومهما يكن من أمر فلا أظن أن هناك من يجادل اليوم في أن التبذل والتسفل إلى البؤر المتدنية في المجتمع ومداهنتها بالتفاعل مع أطرها المفهومية القميئة وتغذيتها بالاشارات الموحية جهاراً نهاراً، من فوق منابر مفترضة لبث الوعي واسعة التأثير والمقروئية على نحو ما رأينا من خطاب رئيس التحرير الذي يضع قدمه اليمنى فوق قدمه اليسرى ويتخذ من النساء هزؤاً على خلفية حالاتهن الاجتماعية، يثير بالضرورة عدداً من التساؤلات الملحة والحادة حول القيم المهنية والمنارات الخلقية التي يفترض أن جمهرة الحاملين لأمانة هذه المهنة التنويرية في السودان قد تواضعت عليها ابتداءً. وعلى أية حال فإن أختنا كوندي عادت أدراجها مؤخراً إلى كاليفورنيا (استناداً إلى مرجعية كمال الثقافية والاجتماعية نستطيع أن نقول "العرجا لمراحها")، واستردت موقعها القديم بقسم العلوم السياسية بجامعة ستانفورد، بعد حياة حافلة عاشتها لعشرين عاماً متصلة بين مجلس الأمن القومي والبيت الأبيض ووزارة الخارجية، وبإمكان السيد كمال الآن أن يتقدم لخطبتها والاقتران بها، طالما كان أمر عدم زواجها قد شغله وأهمه فأراد أن يشغل به شعب السودان. وربما كان من ثمرات مثل هذا الزواج الميمون أن تهتدي كوندي إلى الاسلام على يديه، وليس ذلك على الله بعزيز. وكمال أهل لمثل هذه الكرامات بغير شك، لا سيما بعد أن أخرجه الله من رق العفالقة إلى عتق الاسلاموية، ومن ذل البعث التكريتي إلى عز المؤتمرات الوطنية. ومع ذلك فإن معايرة كمال لكوندي بعدم زواجها لم يكن هو ما حفَّزنا لولوج هذا المدخل الوعر. الذى حفزنا حقاً هو مزاعم وتخرصات الرجل في حق أخينا البرتو فيرنانديز. ضمن رتل من الشتائم كتب كمال حسن بخيت بتاريخ الأربعاء ٢٥ مارس: (.. وكذلك هو ليس رجل أمريكى الأصل، أي ليس كامل الدسم، لجأت أسرته إلى أمريكا، وكأي لاجئ أخذ الجنسية الأمريكية وأصبح أمريكياً، وعندما التحق بالخارجية الأمريكية أصبح أمريكياً أكثر من الأمريكان). وقد لاحظت أن رئيس تحرير الصحيفة الأخرى الذي تمنى على دبابي الدفاع الشعبي أن ينهضوا بمهمة تأديب الدبلوماسي الأمريكي كان هو نفسه قد ردد على نحو متزامن ذات أطروحة كمال التي تذهب إلى أن فيرنانديز أمريكي (فالصو) وليس أمريكياً أصيلاً. ولا علم لي عما إذا كان هذا التوافق في ترديد المقولة و تكرارها قد أنتجته مصادفة بحتة، مما تسمى في حقل علم النفس عند الفرنجة (تيليباثي)، أم أن فكرة تقليم أظافر فيرنانديز وكسر شوكته وإهدار هيبته باستهدافه وترويج مقولات شانئة عن الرجل من شاكلة أنه (فالصو) جاءت عبر إشارات مشتركة من مصادر معينة، خاصة وأن رئيسي تحرير الصحيفتين تجمع بينهما وبين (رموز) نافذة في هياكل الحكم صلات رحم ودم واشجة. ولكن هل أخونا البرتو أمريكي "غير كامل الدسم" أو فالصو فعلاً؟ وهل الحقيقة المتمثلة في أنه (ولد خارج الولايات المتحدة ولجأت أسرته إلى أمريكا، وكأي لاجئ أخذ الجنسية الأمريكية)، كما يقول صاحبنا، تجعل منه ومن أي أمريكي ينطبق عليه هذا الوصف مصنفاً تحت كلمة أمريكى (فالصو) أو غير كامل الدسم؟ الذي لا يعلمه كمال هو انه إذا كان لابد من إنفاذ واستخدام صفة "فالصو" على مسرح المجتمع الأمريكي في مواجهة صفة "أصيل"، فإن الواقع سيقودنا إلى حقيقة يعرفها جميع من لهم حظ مناسب من المعلومات العامة. وعلى بشاعة هذه الحقيقة فإن الأمريكيين لا يخجلون منها ولا يستخذون، بل يواجهونها بشجاعة نادرة. الواقع الثابت المعترف به سياسياً واجتماعياً في بلاد العم سام هو أن جميع سكان الولايات المتحدة في واقع الأمر فالصو. الاستثناء الوحيد من هذه الصفة في طول أمريكا وعرضها هم الجماعة الذين درجنا على أن نطلق عليهم الهنود الحمر، والاسم الرسمي الذي يُطلق على هؤلاء في الوثائق القانونية الرسمية الأمريكية هو: "الأمريكيون الأصليون" (نيتيف أميريكانز). وبحكم هذه الصفة الرسمية فإن التشريعات تمنح هؤلاء الأمريكيين الأصلاء في ولايات مختلفة حق تملك وإدارة محميات تحتل مساحات واسعة خاصة بهم، وهذه المحميات تدار وفق قوانين عرفية تخص سكانها من الهنود الحمر وهي مستثناة من غالب التشريعات الفيدرالية والولائية. وبخلاف هؤلاء (الأصلاء) فإن جميع سكان أمريكا الآخرين مهاجرون. والذين يعرفون التاريخ العالمي يدركون أن الولايات المتحدة بلد بلا تاريخ تقريباً، مقارنة ببلدان أوربا وآسيا وأفريقيا. وعمر الولايات المتحدة كبلد وحضارة لا يتجاوز ثلاثمائة سنة فقط، في وقت يصدعنا جيراننا في شمال وادي النيل تصديعاً بـ "حضارة السبعتلاف سنة"!! وخلال خمسة عشر عاماً أقمت خلالها في الولايات المتحدة فإننى لم أقابل أمريكياً واحداً لا يعرف من أي بلدان العالم أتى جده وجدته أو حتى والده ووالدته المباشرين. وفي ولايتي المسماة منيسوتا أغلبية ساحقة من الأمريكيين ذوي الأصل الاسكندينافي، ممن جاء أجدادهم من السويد والنرويج وما جاورهما، وقد لاحظت أن بعض هؤلاء يحتفظون في منازلهم بصناديق كبيرة تشبه ما نسميه في السودان (السحارة)، يشير إليها الواحد منهم بكل فخر ويقول لك ان هذا هو الصندوق الذي كان يحمل فيه جده وجدته أغراضهما عندما رست بهما السفينة على شاطئ الولايات المتحدة. وفي الولايات المتحدة اليوم نسبة عالية للغاية من المهاجرين الجدد نسبياً الذين هاجروا إليها خلال المائة عام الأخيرة، ومن هؤلاء أخونا البرتو فيرنانديز الذي هاجر أبواه من جزيرة كوبا إلى الأرض الجديدة في العام ١٩٥٩م، وكان عمر البرتو حينذاك عاماً واحداً. واستطاع والداه، شأن ملايين المهاجرين، أن يؤمنا له حياة مستقرة انطلق بعدها في مسيرتة التعليمية والعملية حتى التحاقه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية التي بلغ فيها رتبة رئيس قسم الصحافة والعلاقات الدبلوماسية بإدارة الشرق الأدنى، ثم قائماً بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة في الخرطوم. وأغلب الظن أن كمال حسن بخيت، لا يعلم (وإلا لما كتب ما كتب) بأن السيرة الذاتية لعدد كبير من عتاة السياسيين الأمريكيين الذين ملأوا الدنيا وشغلوا الناس لا تختلف في كثير أو قليل عن سيرة البرتو فيرنانديز، فأشهر وزراء خارجية الولايات المتحدة على الاطلاق هنري كيسينجر ولد في ألمانيا ووصل شاطئ الولايات المتحدة مهاجراً مع والديه وهو صبيٌّ يافع. وأول امرأة تتولى منصب وزير الخارجية، مادلين أولبرايت ولدت في تشيكوسلوفاكيا ووصلت إلى شاطئ نيويورك محمولة على ظهر أمها وهي طفلة صغيرة. وأكثر الشخصيات فاعلية وتأثيراً في صياغة السياسة الخارجية الأمريكية خلال السبعينات زبيغنيو بريجينسكي، مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس جيمي كارتر ولد في بولندا ووصل شاطئ نيويورك على ظهر سفن المهاجرين في النصف الأول من القرن العشرين. ونائب رئيس الولايات المتحدة تحت رئاستي نيكسون وفورد، الأرثوذكسي اليوناني سبيرو زبيغنيو جاء إلى الدنيا الجديدة مع والديه شاباً فتياً وقد ذكر بعظمة لسانه أن لغة الكلام بين أهل بيته حتى بعد وصوله البيت الأبيض كانت اللغة اليونانية وليست الإنجليزية. ومن أقوى الشخصيات السياسية وأكثرها فاعلية رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق في الكونغرس توماس لانتوس الذي ولد في بودابست بالمجر عام ١٩٢٨م وهاجر إلى الولايات المتحدة في العام ١٩٤٧م بعد أن بلغ من العمر تسعة عشر عاماً. وقد لمع في سماء الدبلوماسية الأمريكية زلماي خليل زادة الذي ولد بأفغانستان في العام ١٩٥١م وهاجر إلى الولايات المتحدة وهو ابن سبعة عشر عاماً، وقد تقلد مناصب حساسة في مجلس الأمن القومي ثم أصبح مندوباً للولايات المتحدة في هيئة الأمم المتحدة. ومن الاصول العربية هناك المهاجر اللبنانى الجنرال ذى النجوم الاربعة جون ابوزيد، المولود فى ١٩٥١ والذى يتحدث العربية بطلاقة، وقد تولى منصب قائد القيادة المركزية الامريكية التى تشمل القرن الافريقى والجزيرة العربية وجنوب ووسط آسيا واقليم الشرق الاوسط. ومن أكثر الأسماء ذيوعاً الممثل السينمائي الشهير آرنولد شوارتزنيغر حاكم ولاية كاليفورنيا، وتقول سيرته الذاتية انه ولد في العام ١٩٤٧م في النمسا وهاجر إلى الولايات المتحدة وهو ابن خمسة عشر عاماً. وكذلك حاكم ولاية ميتشيغان جينيفر غرانهولم التي ولدت خارج الولايات المتحدة في كولومبيا البريطانية عام ١٩٥٨م. ولكن أكثر الأمثلة سطوعاً يقدمها عن جدارة الشاب الهندي الذائع الصيت والواسع الشعبية في أوساط الجمهوريين بوبي جندال، حاكم ولاية لويزيانا، الذي يتردد اسمه كمرشح منافس لباراك أوباما عن الحزب الجمهوري في انتخابات رئاسة الولايات المتحدة القادمة في العام ٢٠١٢م. وقد ولد بوبي جندال في إحدى قرى إقليم البنجاب في الهند وهاجر والداه إلى أمريكا عام ١٩٧٠م. ولكن ماذا عن الرئيس الحالي باراك أوباما نفسه الذي ينحدر من أب كيني من قبيلة ليو التي ترجع أصولها إلى منطقة بحر الغزال في جنوبي السودان؟! والقائمة لا نهاية لها، فالكل في الولايات المتحدة مهاجرون وأبناء مهاجرين! وإذا كان البرتو فيرنانديز (أمريكي فالصو)، فشركاؤه في الفالصوية على كافة مناحي الحياة ومستوياتها في بلاد اليانكي يقرب تعدادهم من ثلاثمائة مليون، هم كل سكان الولايات المتحدة تقريباً. أما إذا ثبت أن قضية (أصالة) السفير الأمريكي قد أضحت بالفعل شأناً يشغل كثيرين غير كمال، وأصبح مطلب أن يكون السفير "أمريكياً أصلياً" أمراً لا مناص عنه، فلن يكون أمام حكومة الولايات المتحدة إذن بدٌ من أن تنحّى وزارة خارجيتها جانباً وتتخير للسودان من محميات الهنود الحمر فيها سفيراً تنطبق عليه الصورة النمطية التي تصورها السينما الأمريكية القديمة للهنود الحمر. وفي هذا السياق لابد أن يكون السفير الجديد ذا عصابة حمراء وريش، يدخل الخرطوم مختالاً على صهوة جواد بلا سرج، ملطخ الوجه بالألوان الفاقعة، في إحدى راحتيه حربة وفي الثانية وثائق اعتماده. وسيلج السفير الجديد، إن شاء الله، باحة القصر الجمهوري لتقديم أوراقه وهو يصرخ: هااااهوووو!! ترى هل أفلحنا في مسعانا، الذي نحتسب أجره عند الله سبحانه وتعالى، في أن نضع كمالاً وشيعته أمام الحقيقة، وأن نبصرهم بما استغلق عليهم واستحكم رتاجه من أمر إشكالية (الأصالة والحداثة) عند أبناء العم سام ومسئوليهم ودبلوماسييهم؟! نرجو ذلك. ونزيد فنقول لكمال إن أخانا البرتو فيرنانديز يحب السودان ويحمل لبنيه وبناته تقديراً عظيماً. وقد تعلم فيرنانديز اللغة العربية على يد أستاذ سوداني كان في الأصل قاضياً، مارس القضاء في السودان ردحاً من الزمن قبل أن يهاجر إلى كاليفورنيا حيث تقاطع دربيهما. هوّن عليك أخي البرتو، ولا يهولنك ما سمعت من خرابيط كمال وطربقاته. واعلم – هداك الله – أن شعب السودان زكيّ الفؤاد كريم النفس، لا يُضام عنده ضيف ولا يُسام في حماه رسول. ولو ذهبت إلى دار كمال غداة يومك هذا لوجدت نفسك محمولاً على كفوف الراحة، ولوجدته وأهل بيته أحفى الناس بك، وأحناهم عليك، وأرفقهم بمشاعرك، ولكنها غلواء السياسة واستحقاقاتها، وغيّها الموفى بأهلها على النار!
عن صحيفة ( الاحداث
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حاتم حسن بخيت، إنتهازي ومتملق قديم. (Re: Deng)
|
وهذا بيان الى أولاد حسن بخيت .. بقلم: مصطفى عبدالعزيز البطل
غربا باتجاه الشرقنشر في سودانيل يوم 25 - 04 - 2014
mailto:[email protected]@msn.com (1) طرّزت (الرأى العام) صفحة الرأى من عدد الاثنين الماضي بمقال من سبعمائة كلمة بعنوان (هذا بيانٌ للناس والبطل والباز)، سطره قلم الصحافي المخضرم الاستاذ كمال حسن بخيت. وقد جاء في الفقرة السادسة من البيان: (ولحداثة علاقتي بالبطل ولحرصي على تطويرها فقد قررت الاكتفاء بهذا التوضيح). قرأت العبارة فتنفست الصعداء، وارتسمت على وجهى ابتسامة عريضة، وكدت أرقص ابتهاجاً. ولكن – ويا فرحة ما تمت –وجدت ان حبيبنا (كمّولة)، كما يناديه الخاصة من أصدقائه، قد غيّر رأيه بوجه مفاجئ، وبدّل موقفه في الفقرة التالية مباشرةً، إذ ألزمنا – الباز وأنا – باعتذار مكتوب، ثم حذرنا وأنذرنا: (وإلا فسوف اتخذ ما أراه مناسباً من إجراء)، او كما قال. ولا ادري ما الذي حدث بالضبط بين الفقرتين السادسة والسابعة فعكر مزاج كمال وسلبه روح التسامح والعفو، واستبدله بنزعة التهديد والوعيد. ومهما يكن من أمر فإن صدور مثل هذا التحذير الصارم ممن كان السيد رئيس الجمهورية ابن عمته أمر لا يمكن تجاوزه او الاستهانة به! وقد عزمت في هذا الصباح الممراح أن اُضاعف الكيل فأسطر تعقيباً مطولاً على حبيبنا كمال، وشقيقيه، الاول: أخى وزميلي وصديقي الاستاذ حاتم حسن بخيت، مدير الدائرة السياسية برئاسة مجلس الوزراء، الذي وافاني، حول موضوع النزاع، برسالة رقيقة تنضح لطفاً وعذوبة، تليق بشخصيته البهية الرضية. والثاني: شقيقه الآخر ذاك المدعو اسامة حسن بخيت، الذي دهمني دهماً ببعض المستندات القضائية، وقد وردت فيها الاشارة بحسب كلماتها الى ((الدعوى المرفوعة بواسطة الاستاذ سعدالدين حمدان المحامي، المتخصص في قضايا الصحافة والمطبوعات والنشر، للبدء في اجراءت التقاضي ضد صحيفة الراي العام السودانية ممثلة في رئيس تحريرها عادل الباز، والسيد مصطفي عبدالعزيز البطل بمحل اقامته الكائن بولاية مينيسوتا، مع انتداب مكتب محاماة امريكي لمتابعة واقامة دعوي لمقاضاة السيد البطل داخل الولاية، حيث ان الجريمة كانت ولادتها من داخل الاراضي الامريكية وبالتحديد من خلال جهاز حاسوبه الذي يقبع داخل منزله بولاية منيسوتا بالولايات المتحدة الامريكية))! وقد بعثت من فوري للمدعو اسامة ومحاميه، اصححهما واطلب منهما ان يضيفا الى قائمة المتهمين وزارة الصحة والشئون الانسانية بولاية منيسوتا، حيث ان (الجريمة) لم تتم (ولادتها) من خلال جهاز الحاسوب الذي يقبع داخل منزلي كما زعما، بل تمت (الولادة القيصرية) من خلال حاسوب مكتبي بالوزارة، حيث مكان عملي! (2) بؤرة الخلاف وموئل النزاع هو مقالي الملعون الموسوم (صحو الأماسي مع الصهر الرئاسي)، الذي حمل اشارةً الى دور الاستاذ كمال حسن بخيت في نشر خبر اوردته مجلة (الدستور) اللندنية، قبيل انقلاب الانقاذ، ورد فيه اسم العقيد آنذاك عمر حسن احمد البشير، مصحوباً بالاتهام أنه يدبر مع آخرين لتنفيذ انقلاب عسكري بتكليف من الجبهة الاسلامية القومية. وهو خبر أكدت الايام صحته ودقته من حيث الجوهر والمضمون، بصرف النظر عن صلة صاحبنا به. والمحور الاساس في اعتراض الاستاذ كمال وشقيقيه هو أن المعلومة التي وردت في مقالي مغلوطة. وبحسب المدعو اسامة حسن بخيت فإن المصدر الأول لهذه المعلومة هو المرحوم العقيد محمد احمد قاسم، الذي جرى اعدامه ضمن مجموعة من 28 ضابطاً عقب احباط محاولة الانقلاب العسكري البعثي عام 1990 . ووفقاً للرواية فإن العقيد قاسم هو الذي مرّر المعلومة لعناصر نافذة في حزب البعث، منها القيادي المعروف الاستاذ شوقي ملاسي، وأن الاخير هو الذي قام بنشر المعلومة في مجلة (الدستور). وقد افاض الاستاذ كمال في تبيان الخارطة التي كانت عليها الصحافة البعثية ومواقع كادرات الحزب الصحافية في تلك المرحلة.ثم أبان أنه كان عهد ذاك يعمل مراسلاً لمجلة (الوطن العربي) الباريسية، وأما مكتب مجلة (الدستور) اللندنية في الخرطوم فقد كان يتولى مسئوليته الكادران البعثيان الاستاذ محمد سيد احمد عتيق والاستاذ يوسف الشنبلي (معلوم ان "الدستور" و"الوطن العربي" كانتا مملوكتين معاً للمخابرات العراقية اثناء حكم الرئيس صدام حسين). (3) سألني ابن الباز خلال المحادثة الهاتفية المطولة، التي تداولنا فيها حول اسس ومرتكزات خطتنا الاستراتيجية لمواجهة هجمة آل حسن بخيت المباغتة، عن البدائل والمداخل المتاحة من زواية تصوري للموقف. قلت لعادل، بعد إجالة الفكر وإنعام النظر: لاحظت ان كمال قد زعم في مقاله انه تعرف علىّ للمرة الاولى من خلال مكالمتي الهاتفية معه للاطمئنان على صحته اثناء استشفائه بألمانيا مؤخراً، مع ان الحقيقة غير ذلك. فقد جالست الرجل عدة مرات. واحدة منها في منزل اسرته بالثورة اثناء حفل زواج احدى شقيقاته، وكان معنا يومها الاستاذ حاتم حسن بخيت، وصهره محمد لطيف، والشهيد عثمان شقيق الرئيس البشير.ولكن الأهم من كل ذلك هو أننا– كمال وأنا - التقينا كفاحاً بعد اسبوع واحد من انقلاب الانقاذ، ولمدة ساعة كاملة، في حضور الرئيس عمر البشير شخصياً وفي مكتبه بالرئاسة، وكان رابعنا المقدم محمد هاشم، الذي كان مقرباً للبشير آنذاك. فهو إذن يعلم انني كنت قريباً من الرئيس واسمع منه مباشرةً. ما رأيك إذن والحال كذلكلو أنني ادعيت،في مقام الرد، انني سمعت الرئيس البشير شخصياً يتهمه - أى كمال - بأنه هو الذي نشر الخبر؟ ثم اتركه هو وآل حسن بخيت عن بكرة ابيهم، بعد ذلك، يدخلون في معركة ضارية مع ابن خالتهم ومن يليه من البديرية الدهمشية. ومن يدري .. فقد يؤدي الاحتراب الداخلي في صفوف الاسرة الحاكمة الممتدة الى اضعاف حكمهم وربما سقوطه، فيكون ذلك رصيداً يُحسب لنا في صفوف معارضة أبوعيسى وفي بورصة النظام الجديد. جزع عادل من الخطة المقترحة واستهجنها وقال لي غاضباً: "انت قاعد في امريكا، ولكن ماذا افعل أنا لو انكر الرئيس ذلك وغضب، ثم أصير أنا في وش المدفع؟ الأفضل ان تنسب هذه الرواية لخالك الفريق بكري حسن صالح، على أساس أنه هو المصدر وأنك سمعتها منه، وفي هذه الحالة فأنه حتى اذا أنكر وغضب فلن يؤذينا، لأنه أساسا لا يأبه لكمال بخيت ولا يقيم له وزناً. بل يدخرك انت لتكون مستشاره الصحفي وكاتب خطبه عندما يتولي الرئاسة في العام القادم بإذن الله". ولكننا أعدنا تقويم الموقف بعدها، ثم عزفناعن هذه الفكرة المهبّبة واقلعنا عنها.ثم عزمنا على التصدي لكمال وقومه بالحجة الناهضة والمنطق السديد. ولن ينال منا كمال الاعتذار الذي طلبه، بل ان ثقتنا وافرة في أنه سيكون هو من يعتذر ويسترضينا ويوطئ لنا الأكناف. (4) أقرّ كمال وكتب بكف يده في مقاله المذكور بلغة عربية مبينة أن المعلومة عن أمر صلته بالخبر الذي نشرته (الدستور) ورد في مقال نشر في تسعينات القرن الماضي، كتبه صحافي سوداني ذكر أنه يحترمه ويحمل له تقديرا كبيراً، ولهذا فأنه لم يتصدى وقتها بأى إجراء ضد ذلك الكاتب. كما اعترف وكتب بكف يده أن ذات المعلومة موجودة أيضا، في حفظ الله ورعايته، بين دفتي كتاب ظل متداولاً في ايدي الناس ومتوافراً في رفوف المكتبات السودانية منذ عهد طويل. ما المشكلة اذن؟ مصدرنا يا سيدي هو المقال والكتاب، الذين لم يقدح في صدقيتهما أحد، ولا حتى كمال نفسه، عبر عقدين من الزمان! نحن في نهاية المطاف لسنا منتجين للمعلومة ولا مُنشئين للخبر. وإنما نحن ناقلين مستدلين بآثار غيرنا، ومستهدين بما رفدوا به الساحة، لا اكثر ولا اقل. ولهذا فإنه لن يكون بوسع أحد أن يلزمنا بتحمل أى قسط من المسئولية تجاه المادة المنشورة، لا قانوناً ولا اخلاقاً، طالما ان كل ما فعلناه لم يتعد في جوهره اعادة انتاج وتدوير ما ظل متاحاً من معلومات في الفضاء العام لأكثر من عشرين عاماً. وقد عجبت عندما قرأت ما كتب كمال في معرض الدفاع عن من أورد المعلومة قبلي في كتاب اخرجه للناس منشوراً: (لولا صلتي الحميمة به لفتحت بلاغاً، ولكن علاقتي به كانت اكبر من ذلك). وأنا اؤكد لكمال اننا بدورنا نتطلع ل (صلة حميمة) تجمعه معنا نحن أيضا، مثل صلته تلك التي اشار اليها مع الكاتب الاول، تدفع عنا البلاغات و(الاجراءات المناسبة)، كما دفعتها عنه. اللهم الا اذا كنا – عادل وأنا – (ما نشبهش)، كما يقول أحبابنا في المحروسة! (5) من جانبي فإنني أرى بعض الخلل في غضبة كمال واصراره على تبرئة نفسه ووقايتها من مغبة الاتهام، وكأنه عار يلطخ الجبين، وتصريحه المغلظ انه شخصياً لم ينقل المعلومة ولم يشرف على نشرها، برغم صحة القول ودقته من الوجهة التقنية. وكنت في قرارة نفسي أود أن أرى حبيبنا كمال في موقف أعز وأرفع من موقفه هذا، موقف يسر الصديق ويغيظ العدا. ما ضرّه لو تقبل بروح طيبة وصدر رحب مسئوليته التاريخية ككادر بعثي سابق، حمل الراية وناضل من تحتها، واعطى مبادئ البعث وفكره أنضر سنى شبابه. وقد كان مديراً لتحرير صحيفة (الهدف) لسان حال حزب البعث العربي الاشتراكي حتي صبيحة الثلاثين من يونيو 1989. ومهما يكن من شئ فأن ما فعله المرحوم محمد احمد قاسم والاستاذ شوقي ملاسي، بافتراض صحة ما بين ايدينا من معلومات، إنما هو شأنٌ من شئون المدافعة السياسية المستندة الى مقتضى الالتزام العقدي والمرتكزة الى مبادئ العمل الحزبي.والمسئولية عنه مسئولية جامعة، يتحملها حبيبنا كمال، مثلما يتحملها غيره من عضوية الحزب. والخصومة السياسية في بلد كالسودان، قد تطال افراداً من الاهل والعشيرة، ولكن الخشية من ردة فعل الاخرين لا ينبغي ان تكون رادعاً ضد موجبات العمل النضالي السياسي والفكري ومقتضياته والتزاماته. وقد جاء على لسان الاستاذ محمود محمد طه وهو يتعرض للدكتور حسن الترابي: "الترابي في ذاته محل حبنا وفي فكره محل حربنا". وقد كان متاحاً لكمال ان يقول مثل ذلك في شأن ابن عمته. ذلك أن الحربلم تكن حرب ذوات يوم نشر تلك المعلومة، في خضم صراعات الفئات المختلفة داخل القوات المسلحة، في ثمانينات القرن الماضي ، بل كانت حرب قيم ومبادئ وأفكار ومشروعات حضارية. (6) أخشى ان يكون الزهايمر قد اصاب حبيبنا كمال، اذ رأيت عليه بعض بوادره. من ذلك أنه نسب الىّ انني كتبت عنه في مقال سابق أنه كان صديقاً لصدام حسين وانه كان قريباً من الدوائر الحاكمة في بغداد في عهدها البعثي الذهبي، وشرع ينفي ذلك عن نفسه. ولكن شيئاً من ذلك لم يرد في مقالي الذي بذل عنوانه وتاريخه، ولا في غيره.وإنما وردت في المقال المشار اليه جملة واحدة فقط تربط صاحبي بالبعث، جاء فيها: (وكمال أهلٌ لمثل هذه الكرامات بغير شك، لا سيما بعد أن أخرجه الله من رق العفالقة إلى عتق الاسلاموية، ومن ذل البعث التكريتي إلى عزّ المؤتمر الوطني). وأجدني اليوم اكثر ميلاًلأن أرد عن حبيبنا غلواء تلك العبارة، اذ لا أظن أنه تعاطى (الاسلاموية) أوعرف دروبها، كما لا أظن انه التحق بحزب الموتمر الوطني، وحمل بطاقته. بيد أنني عجبت حقاً للمولد المصطخب الذي أقامه كمال حول النسب الحقيقية لأسهم السيدين سعود البرير، ابن خالة عادل الباز، واسامة داؤد عبد اللطيف، ابن عمتي، في شركة (الرأى العام)، وكأنني عبثت بالجامع للبخاري، اوثق الكتب الصحاح بعد القرآن الكريم. مع أن النابهين ممن قرأوا مقالي فهموا بغير جهد ان تبيان الارقام الدقيقة الموثقة لم يكن من أغراضي. وانما كان مرادي، من طرف خفي، ان يعلم الناس ان اسامة ابن عمتي، فأرتفع في عيونهم، ويعرفون قدري، ويهابونني، ويخشون بأسي. ولكن المؤكد ان خطتي لم تؤت اكلها، فلم أر شيئاً مما قدّرت في كلمات كمال، ولا في سطور اخيه اسامة الغاشمة. إذ أخذاني أخذاً وبيلاً، وهدداني بالويل والثبور، دون ان يتنبها الى العواقب الوخيمة لصنيعهما. ومن كان خاله الفريق بكري حسن صالح، وابن عمته اسامة داؤد عبد اللطيف، لا يجوز ان يُخاطب بمثل ما خاطبني به الرهط من آل حسن بخيت. ولكنني أصفح عنهم وأتجاوز، اكراماً لخاطر رئيسنا المفدى عمر البشير. وقديماً قيل: (من أجل عين تكرم ألف عين)!
نقلا عن صحيفة (الرأى العام)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حاتم حسن بخيت، إنتهازي ومتملق قديم. (Re: Deng)
|
04-25-2014 11:57 PM
الخرطوم - بهرام عبد المنعم
دوَّن رئيس تحرير صحيفة (الرأي العام)، عادل الباز، بلاغاً في مواجهة أسامة حسن بخيت، إثر الاعتداء عليه بالضرب، ولكمه "بونية"، أمام بوابة العمارة الكويتية بشارع النيل، لكن الحراسة الأمنية للبناية سيطرت على الموقف، واقتادت الجاني إلى خارج بهو العمارة.
وقال الباز أمس إن الجاني، سبَّ سكرتيرته الخاصة، وحاول تحطيم مكتب رئيس التحرير، وهدده وتوعده بعدم الخروج من العمارة الكويتية
اليوم التالي
| |
|
|
|
|
|
|
|