ليس هناك أخطر من من تفشى الكوليرا فى اليمن والتحذيرات المتزايدة منها فى السودان، وربما فى بلاد أخرى منكوبة عصفت بها الفتن السياسية والحروب المدمرة
فى منطقتنا العربية. وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الإصابة بالوباء وصلت إلى ما يقرب من ربع مليون مات منهم ٦٠٠ شخص، ولنا أن نتوقع إمكانية انتقال المرض إلى أضعاف هذا العدد فى ظل تراجع وانهيار الخدمات الصحية والبيئية. إن الموقف فى اليمن بلا مبالغة يقترب من شفا كارثة إنسانية لا يدرك تجار الموت والسياسة حجم تداعياتها على الشعب اليمنى والشعوب المجاورة. هذا المشهد المأساوى الكئيب وهذه الكارثة الإنسانية تطل برأسها على أهل الجزيرة العربية وما جاورها لتدق نواقيس خطر صارخة بأن الخلافات السياسية والصراعات الحمقاء لن يكون أصحابها والضالعون فيها بمنأى عن هذا المصير. زمن الفتنة يعصف بالمنطقة العربية بلا هوادة، وها هو السودان الحبيب يقع بعض أبنائه فريسة للكوليرا، الأمر الذى أكدته الخرطوم بالإعلان عن وفيات وإصابات ناتجة عما سمته بالإسهال المائى، فضلا عن تحذيرات صدرت من السفارتين الأمريكية والروسية فى الخرطوم لرعاياهما فى السودان باتخاذ إجراءات الحيطة والحذر تجاه الكوليرا. إن الأمر خطير ويتطلب تكاتفا رسميا وشعبيا عربيا، وقبل كل ذلك العمل على وقف الفتن والصراعات التى تدمر المرافق الحياتية وتفقد المواطنين العرب الأمن وأسباب الحياة..الفتنة كبيرة ونتائجها وخيمة والوقت ضيق وقصير، فلننتبه قبل أن تضيع الفرصة، ونعض كلنا أصابع الندم حين لا ينفع الندم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة