جاء بخاطرى سؤال وانا اقرأ في مكان ما ان احدى المحاكم الامريكية قد برأت مدانا بعد 40 سنة من السجن بعد ان اكتشفت انه برئ .... والسؤال هو : هل لدى محاكمنا إجراء يدقق في صحة الاحكام التى تصدر ضد المحكومين في شتى القضايا ؟ وهل أن القضاة الذين يصدرون الاحكام على درجة من التجرد الذى يمكنهم من القيام بمهامهم بما يضمن صحة القرارات المصيرية التى يتخذونها بحق المتهمين ؟ كما جاء بخاطرى سؤال اخر وهو لماذا يكثر الحديث عن اخطاء الاطباء بينما لا نسمع حديثا عن اخطاء القضاة ؟ ربما ان جزء من السبب يعود الى أن عدد الواقفين أمام ابواب الاطباء يفوق بمئات المرات عدد لاواقفين أمام ابواب القضاة ، ولكن الحق لايتجزأ ولان العدالة اساس الاستقرار في المجتمعات والدول رأيت ان أطرح هذا الموضوع على ذوى الاختصاص والمهتمين سيما وأن جزءا كبيرا مما يقع في بلادنا كان يمكن تلافيه لو تحلى القضاء بما ينبغى ان يتحلى به ... وفى المبتدأ اريد ان القى نظرة على الكيفية التى ينظر بها الطبيب للمريض مقابل نظرة القاضى للمتهم الواقف امامه ... فحتما يتحلى الاطباء والى درجة يمكن القول معها انهم جميعا كذلك ، يتحلون بما يمكن وصفة بالنظرة الانسانية المجردة تجاه المريض ولا يهدف الطبيب الا الى تشخيص ومعالجة الحالة التى امامه ولذلك لا يخاف احد من الوقوف اما الطبيب مستشفيا مهما كانت هوية الطبيب وتفاصيله اما فى ما يتعلق بالوقوف اما القاضى فالامر مختلف فحيث تبدا المشكلة في بلادنا ما قبل مرحلة المثول اما القاضى وفى مرحلة الاتهام تتم معاملة المتهم معاملة المجرم من خلال الوضع في الحراسات التى تفتقر الى ادنى مقومات الانسانية وتلك في الواقع ادانة للمتهم كونه يجد نفسه في يد من لا يحترم انسانيته من نواح شتى كما تمثل الادانة المرتكزة على التقييم المسبق للمتهم بناء على هيئته الظاهرية ام الكوارث فحتما يعلم الكثيرون هذه النقطة جيدا وحتما رأى الكثيرون كيف تتعامل الشرطة مع المشردين او حتى المحليات مع الشرائح الضعيفة كالمشردين ومن لا يملكون سندا اكثر من الانسانية والمواطنة . السؤال الذى اود ان اطرحه على اهل الاختصاص في مجال القانون :هل في اجراءاتنا القضائية ما يمكن المتهم البسيط غير المستطيع لتكليف محام هل هناك ما يضمن حصوله على محاكمة عادلة وحكم يتناسب فعلا مع مايستحق ؟ وثالثا : هل هناك من يقوم بمراجعة الاحكام لمن لايستطيعون استئناف الاحكام الصادرة ضدهم بسبب الجهل او ضيق ذات اليد ؟ وثالثا : ما الذى يضمن حيادية القضاة عند النظر في القضايا التى امامهم ورابعا : هل ان القاضى كبشر قادر على ان يقرر في مصير الناس عن طريق الاحكام التى يصدرها ام تتأثر هذه الاحكام بما يتعرض له القاضى من مؤثرات كسائر الناس سؤالى الرابع جاء من مشاهداتى لطريقة اصدار احكام الادانة في المحاكم الامريكية حيث يتم تكوين هيئة محلفين تحضر اجراءات المحاكمة بين الاطراف المتحاكمة وعند مرحلة النطق بالحكم يصوت اعضاء هذه الهيئة على كون المتهم برئ ام مذنب وفق ما قدم كل طرف من بينات وللعلم هذه الهيئة من تتكون من مواطنين من افراد المجتمع وليس من محامين او قضاة وذلك لمنع الادانة بناء على رأى فرد حتى وان كان هو القاضى .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة