|
الإنصرافيون..!!
|
12:16 PM May, 10 2017 سودانيز اون لاين اسماعيل عبد الله محمد- مكتبتى رابط مختصر تجدهم في كل المجتمعات, ويتمتعون بالقبول من عامة الناس, رغم سطحية ما يطرحون, ربما لان الناس في عمومهم لا يميلون الى الموضوعات الجادة المرهقة للتفكير و الاستنتاج و الاستنباط و التحدي, بعض من هؤلاء الانصرافيين بمثابة البهار الذي يعطي للطعام ذوق آخر, و بذات القدر الذي يصفهم به الاخر بالانصرافية هم كذلك لهم نظرة لا تقل استهتاراً بهذا الاخر اكثر من نظرته اليهم, انهم يرون في هذا الاخر مجرد انسان (روتيني) وممل, فهم يرون في انفسهم انهم الاقدر على اضاءة الجوانب الخفية في الحياة وفي الاشخاص , تلك الحياة التي لا يستطيع ذلك الاكاديمي ادراكها وهو المنهمك بين الكتب والارفف و الكيبورد يتعارك مع تمحيص الشائك من التعقيدات التاريخية و العلمية, في اعتقادي ان الصدق قد صاحبهم في ذلك, و الدليل انهم يمتازون بالذكاء الاجتماعي الفطري, يتمتعون بقبول واريحية من الناس لا يجدها ذلك الجهبز حامل الاجازات العلمية الضخمة القادم من بلاد ما وراء اعالي البحار,
في مراحلنا الدراسية جميعها كان الطلاب الذين يتخيرون المساق العلمي و يهتمون بمواد مثل الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و الاحياء وجدناهم يتبخترون خيلاءً امام زملائهم ذوي الاهتمامات الادبية, كان هنالك مصطلح شائع في سبعينيات وثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي في اوساط طلاب الشهادة السودانية الا وهو (الكرشة), (الزول ده كرشة) اي مساقه أدبي , و يطلق الاسم من قبل طلاب المساق العلمي استهتاراً بتخصص زميلهم باعتبار ان (الكرشة) ترمز لكرشة الذبيحة وهي عبارة عن (حشو فاضي) اذ انه غالباً ما يهتم الناس (باللحمة الصافية),
لاحقاً وعندما دخلنا معترك الحياة من اوسع الابواب اكتشفنا ان الذين يلعبون دوراً بارزاً في تحديد مصائر الشعوب هم اولئك (الكرشة) الذين استخف بهم زملاؤهم قبلاً, وهم القضاة , المحامون , المحاسبون , الاقتصاديون , الجغرافيون و التاريخيون , وفي واقع الامر ان كل علم له اهميته , لكنها النظرة الانطباعية,
|
|
|
|
|
|