ما صدق وصوله لتلك الدولة الأروبية الحلم جالس مع أصحابه المعمرين فيها في سكنهم بعد معاناة السفر والأجراءات و روعة الأستقبال لا شغل ولا مشغلة . لا زال أمامه كثير من الترتيبات قبل أن يفكر في العمل فمه كاد يتحلج من عرض الأبتسامة التي لا تكاد تفارق محياه الحسان في كل مكان شقراوات طويلات القوام باسقات كأشجار النخيل الكاذب لا تياب ولا عباية جمال لا يحجبه الا زمهرير الشتاء .. ما هذا ( اتاريكم لابتين هنا ما جايبين خبر أهلكم يا خيانة ..) فجأة ركز على خبر في التلفزيون لفت انتباهه أحذروا عصابة المواتر النسائية أياكم والمرور بعد المغرب من الشارع الفلاني الذي يشق غابة كذا . هذه العصابة تخصصت في خطف الرجال أعضاءها من البنات الشابات وهذه صورهن . يا لها من عصابه أقبح واحدة فيهن تجعل عنترة ينكر كل أشعاره في عبلة .. حفظ اسم الشارع وقرر أن يبدأ الأمر بالانتحار على يد هذه العصابة لم يخبر أصحابه بمخططه حفظ اسم الشارع وقرر أمره . وقبل المغرب تأنق (أبشر قشر )عنده شنطة ظهر فاضية علقها على كتفه وقال لهم انه راح يتجول في المدينة ويتعرف على ملامحها قبل ما يغرق في دوامة العمل. في الشارع اوقف أقرب تاكسي وقال له قدني للشارع الفلاني . سائق التاكسي نظر له باندهاش لكنه طالما هو مشوار جامد لم يكترث .. ركب حتى قريب من الشارع المعني نزل وحاسب .. في أول مدخل الغابة. علق شنطته في كتفه وتوغل .. منظر بديع اشجار باسقات لا تكاد ترى أعلاها .. خضرة مد البصر يتخللها شارع أسفلت يتلوى كالثعبان . عبق الأزهار نقيق الضفادع سيمفونية الأحلام . شارع خالي عدا سيارات قليلة تمر .. ويمد أصحابها رؤوسهم ينظرون له بأستغراب ثم يهزون رؤوسه متعجبين . أما هو فظل يمشي والشمس تميل نحو المغيب .. وكلما توغل الظلام حل محل الشمس أنوار الشارع الخافتة . زغزغة العصافير بدأت في الهدوء . رخى أذنه متسمعا صوت أزيز يأتي من بعيد . هل فعلا الأمر حقيقة .. معقولة توجد عصابة بهذا الجمال . من بعيد شاهد السرب يغترب فعلا عصابة من المواتر تشبه سرب البجع في الخريف تتقدمهن واحدة يبدو أنها الزعيمة وصفين في شكل مثلث . شعورهن تلعب في الهواء كشعلات النار الا من قطعة سوداء في شكل شريط مربوط على الرأس وبها فتحات لعينين يشبهن زورو بطل أفلام الكاوبوي الشهير .. بدأ قلبه في الخفقان بشدة مزيجا من الرعب والحب له سحر . يا ترى ما الذي يمكن أن يفعلنه به . أول ما لاحظن وجوده زدن سرعة المواتر . كن يلبسن أردية قصيرة (شورطات) من الجينز المقطع من الأطراف وأحذية بوت طويلة تتخطى الساق وقريبة من الركبة ولها كعب طويل كالمسمار . تحلقن حوله بدأن يدرن وهو يتبسم بهبل .. يرطن بلغة لا يدري كنهها لكنها عنده كهديل الحمام وزقزقة العصافير .. ويبدو على محياهن غضب جميل .. من كلامهن فهم ربما فسر لنفسه كن يقلن ما الذي أتى بك الى هنا . وهن يدرن وهو لازال يدور معهن يتأمل تلك ذات الوجنات وتلك ذات الخال في خدها وأخرى شعر أسود مهدل على ظهرها .. واحدة منهن نزعت الحقيبة من ظهرها وبدأت تفحصها .. رطنت لرفيقاتها يبدو أنها قالت لهم ( ما عنده حاجة ) تملك كبيرتهن الغضب فركلته على بطنه حتى سقط على الأرض .أوقفن المواتر وجئن عليه في شكل حلقه حتى حصرنه في دائرة ضيقه وهو لازال يضحك بذات هبله وبحركة واحدة كل واحدة رفعت رجلها اليمين وبالكعب الحاد وفي الحركة واحدة هوين نحو جسده . فجأة بدأ يصرخ ويمسك في صدره ورأسه. ليجد نفسه في الصالة راقدا وسط أصحابه في السجاد . يا زول مالك قول بسم الله كابوس ولا شنو . جيبوا ليه موية . حلمت بشنو ؟؟ . يا جماعة خلوها على الله ساي .
ابو الدر حبيب الكل ياخي خوفتنا هسة انا عندي نية امشي اوربا دي واشوف العجب العجاب البحكو فيه الناس ديل وازيدك من الشعر بيت كمان معاي صاحبك عباس الدسيس وقلنا ( سجن سجن غرامة غرامة) بس ان شاء الله ما نقع في عصابة المواتر دي ... واصل يا حبيب وخلي العايز يتحول يتحول وكلو عند العرب صابون ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة