قرارات مجلس التحرير حاسمة ولا توجد مساحة للمناورة أو التحايل عرمان عمّق اﻷزمة التنظيمية وصنع إعلاماً لتمجيد شخصه مطلوب من المؤتمر العام فتح ملف الفساد المالي ومحاسبة الجميع الحركة لن تنقسم وتقرير المصير يُقرأ ضمن صراع القيادة يجب النظر لإعفاء عرمان كخطوة تنظيمية بسبب فشله وليس عنصرية النيل الأزرق تدعم قرارات مجلس تحرير النوبة بسبب إخفاقات الأمين العام حوار: عباس محمد إبراهيم رمضان حسن نمر، من أبرز قيادات الحركة الشعبية المنحدرين من إقليم جبال النوبة، عاد إلى الخرطوم مع وفد المقدمة في العام 2005 عقب التوقيع على اتفاقية نيفاشا، شارك في وضع الدستور الانتقالي، وشغل منصب المسؤول المالي لقطاع الشمال قبل أن يتم اختياره وزيراً للمالية في ولاية جنوب كردفان في حكومة (هارون – الحلو). في العام 2015 صدر قرار بإحالته مع عدد من العسكريين في الحركة الشعبية إلى المعاش، وهو قرار في حينها وصفه المقربون من الحركة بأنه بداية صراع بين المجموعة وياسر عرمان الأمين العام.. "الجماهير" الإلكترونية أخرجت نمر من صمته ووضعت أمامه جملة من الأسئلة لمعرفة ما يدور داخل الحركة الشعبية والقرارات الأخيرة، وما هي الخطوات القادمة، وتنشر "الصيحة" المقابلة باتفاق مع "الجماهير" وصاحب الحوار عباس إبراهيم.. ـ ما هو موقفك من قرارات المجلس الأخيرة؟ القرارات خطوة إيجابية، تأخرت كثيراً لكنها تحتاج مزيداً من الخطوات الأخرى للإصلاح وأفضل ما جاء فيها هو قرار قيام المؤتمر العام، لكن هناك سؤال هل سيكون المؤتمر شأملاً أم ولائياً؟ هذه أسئلة يجب توضيحها وتقديم تفسير واضح للناس. ـ تعثرت المفاوضات في الملف الإنساني هل من انفراج قريب؟ الملف الإنساني واحد من الملفات المهمة والمبادرة الأمريكية بقليل من الإضافات الإجرائية يمكن أن تخدم كثيراً وأنا واحد من الناس الذين يطالبون بفصل الملف الإنساني عن الملف السياسي وإدماجهم خلق أزمات كثيرة، فالملف الإنساني طابعه يناقش قضايا فنية، وقرارات مجلس التحرير إقليم جبال النوبة الأخيرة ستأتي بأشخاص قادرين عن إيجاد حلول في هذا الملف. ــ قرار إعفاء الأمين العام أثار جدلاً حول قانونية الخطوة؟ علينا النظر إلى الأسباب التي دفعت المجلس لاتخاذ هذه القرارات، المجلس تدخل لتصحيح أمور ذات علاقة مباشرة بقضايا المنطقة والتنظيم والخط السياسي واستراتيجية التفاوض، والجدل القانوني محاولة للهرب لأن القيادة الانتقالية للحركة هي من كانت تدير التنظيم بدون مؤسسات وقوانين وهم من خلقوا هذه الوضعية، أما مجلس التحرير إقليم جبال النوبة فهو مستوى من الهيكل السابق ومن مبدأ قاعدة المشاركة في القرارات الخاصة بالمنطقة فهو أعلى سلطة تشريع. ـ هناك أيضاً من يشككون في القرارات ويصفونها بالفبركات التي تريد أن تنال من الحركة؟ في ظل غياب القنوات الرسمية والتنظيمية سيتكرر هذا المشهد والأمين العام يستخدم الميديا طيلة السنوات الماضية ولم يسع لخلق إعلام رسمي للتنظيم لكنه خلق آلة إعلامية لتتحدث باسمه وتعمل على تلميعه وتصويره بأنه الوحيد الذي يملك مفاتيح الحلول وبدونه تصبح الحركة بلا قيمة. ـ بعد قرار مجلس التحرير بإعفاء عرمان من منصب الأمين العام ورد اسمك بين المرشحين للمنصب؟ هذه تكهنات غير صحيحة، ومجرد أمانٍ، كما تعلم نحن مجموعة من ضباط وأعضاء الحركة الشعبية وضعنا التنظيمي غير واضح بعد قرارات الإحالة للمعاش والفصل التي صدرت في 2015 ولا زلنا في انتظار ملحق قرارات اجتماع المجلس الأخير بشأن المفصولين والمحالين للمعاش. ـ توسيع قاعدة المشاركة وغياب قوانين أين التنظيم؟ التنظيم أصبح غير موجود وبات حكراً للأمين العام يطرح ما يريد دون مشورة القاعدة والقيادة وحتى مواقفه التكتيكية التي يقوم بطرحها في المفاوضات يتخذها دون الرجوع لأحد، وهو أمر خاطئ لأن أي اتفاق لا ينفذه الأمين العام ينفذه من يتجاهلهم من أعضاء الحركة وشعب إقليم جبال النوبة. ـ تكرار مفردة النوبة وأهل المنطقة وكأن الخطوة دافعها إثني؟ المسألة غير إثنية بتاتاً، المجلس دفعه أداء الأمين العام لاتخاذ القرارات، وعرمان منذ توليه المنصب في قطاع الشمال كان يقوم بأداء غير مجدٍ لا علاقة له بمشروع التغيير، والسؤال يجب أن يطرح بالمعكوس فهو ظل يمثل الحركة وجبال النوبة طوال الفترة السابقة، لماذا لم تتم مساءلته عن كل هذا الفشل؟ و اللعب على ورقة العنصرية غير مقبول، يجب النظر للخطوة في إطارها التنظيمي فهي تتعلق بأداء عرمان وفشله في إدارة التنظيم. ـ لكن عرمان حقق نجاحات وصدى واسعاً للحركة؟ أكبر فشل لأداء الأمين العام هو عدم خلق قنوات تواصل بين أعضاء الحركة الشعبية وهياكلها، فالحركة جمهورها لا يوجد في المناطق المحررة لكنه منتشر في كل بقاع السودان، وظل مغيباً وإذا وجد تواصلاً يكون انتقائياً لخلق ولاء شخصي لعرمان وليس التنظيم ومشروع السودان الجديد. ـ الآن عقار يقود اجتماعات لتجاوز الأزمة والتسريبات تتحدث عن الإبقاء على الأمين العام حتى قيام المؤتمر؟ في حال غياب المؤسسات يصعب الوصول إلى هذا المستوى من الحل، وحتى المؤتمر العام الذي صدر قرار قيامه بعد شهرين هو مطلب ظل يردده أغلب أعضاء التنظيم ويتجاهله الأمين العام، الآن لا مكان للحلول الوسطى الحل الوحيد هو توسيع قاعدة المشاركة والبدء في طرح الأسئلة عن كيفية تنظيم المؤتمر العام والسعي لإشراك كل الأطراف فيه وكتابة منفستو ووضع خط سياسي واضح والانخراط في المفاوضات وفق استراتيجيات معلومة وواضحة، لكن أي حل وسط لن يحل الأزمة بل سيعقدها أكثر مما كانت والقرارات الأخيرة الصادرة من المجلس كانت حاسمة ولا يوجد بها مفتاح للمناورة أو التحايل . ـ بعد القرارات تحدث الناس عن بوادر انقسام على أساس مناطقي جبال النوبة / النيل الأزرق؟ هذا امر غير وارد ومستبعد والحقائق على الأرض لا تدعم اتجاهات هذا التحليل، أغلب الرفاق في النيل الأزرق يدعمون قرارات المجلس ويعتبرونها خطوة إيجابية، وجميعنا في المنطقتين وخارجهما نتفق على ضرورة قيام مؤتمر عام بأجندة معروفة لتقييم التجربة وكتابة منفستو ودستور وتكملة الهياكل ووضع رؤية سياسية واضحة في قضايا السلم والحرب، ومن يرددون انقسام مناطقياً لا يعلمون أن النيل الأزرق تعاني من ذات الفشل الذي يدير به الأمين العام شؤون التنظيم. ـ تكرار مفردة فشل الأمين العام وأنت واحد من الطاقم الذي عمل في إدارته؟ لا، غير صحيح، من وقت مبكر تحدثنا وطالبنا بضرورة تقييم تجربة الحركة وفقاً للمتغيرات التي حدثت في الإقليم وعلى المستوى الدولي، لكنهم استفادوا من الفوضى الخلاقة وغياب المؤسسات والمنفستو والقوانين واللوائح التي تربط وتنظم العلاقات البينية داخل التنظيم، وتحولت الحركة الشعبية وأصبحت ياسر، عرمان وإذا أخطأ ووجهتَ له النقد فأنت تنتقد الحركة، هكذا تم اختزال المشروع في شخص الأمين العام، وهذه واحدة من الأخطاء الكبيرة التي يجب أن يحاسب عليها. ـ يحاسب أين؟ من الأجندة المهمة التي يجب أن تضمن في المؤتمر العام القادم تقييم التجربة والمساءلة ومحاسبة المخفقين وفتح ملفات الفساد المالي والإداري، هذا الإجراء غير موجه للأمين العام فقط، يجب أن يشمل كل القيادة التي كانت تسير الأمور وتقلدت المسؤولية في الفترة السابقة. ـ تدفع بمطالب وكأنها تصفية حسابات قديمة؟ قبل عام ونصف طرحنا الإشكالات التي تعيشها الحركة الشعبية وقدمنا خارطة طريق للحل تتمثل في قيام مؤتمر عام وتقييم الأداء في الفترة السابقة سياسياً ودبلوماسياً ومالياً ووضع أجندة للمناقشة في أمور متعلقة بمستقبل التنظيم، جزء من تلك المطالب أورده الرفيق الحلو نائب الرئيس عندما تطرق لغياب المنفستو، نحن لا نبحث عن نصر ذاتي وندعم كل الخطوات الإيجابية التي تضع التنظيم في الطريق الصحيح. ــ لكن الحلو وافق على قرار الإحالة ورفض الفصل؟ لا أتحدث عن النوايا، لكن هل تمت مشاورته أو غيره، وإذا ارتكبنا أخطأ الخطوات المتبعة لمعالجتها تبدأ بمحاكمتنا وفق للوائح، لكن في ظل غياب الدستور تبقى أي إجراءات اتخذت ضدنا انتقائية، والحلو نفسه ذكر في خطاب الاستقالة أنه كان بعيداً ومغيباً ولم تتم مشاورته في قرارات كثيرة، الأمر الآخر أي خطأ تنظيمي هناك طرق لإدارته هي القوانين واللوائح، والتأسيس لتغييب هذه الطرق يجعل الصراع مفتوحاً دون قواعد للعبة، وهو الأسلوب الذي استخدمه الأمين العام استبعد الأعضاء الذين يتحدثون بصوت عالٍ ويملكون رؤية مختلفة واعتبرنا خميرة عكننة، يجب التخلص منّا، بل فعل أكثر من ذلك، وقام بحملات تشويه، وكل هذه الأفعال تمت في غياب القوانين والآن ارتدت عليه أفعاله. ـ ما هو الإشكال الذي تسبب في إبعادكم؟ إشكالنا التنظيمي قديم وليس وليد اليوم، ما قبل الحرب في جبال النوبة وانفصال الجنوب طالبنا بضرورة تقيم التجربة ووضع الآليات للكيفية التي يجب التعامل بها حال بات الانفصال إلى واقع، لمواصلة النضال ودفعنا بأوراق لم يستجب لها أحد، كانت تحركنا مخاوف انهيار التنظيم وذلك التجاهل يتمثل الآن في غياب استراتيجية للمفاوضات، وترك الأمر للأمين العام لإقحام أفكار لا توجد في أدبيات الحركة الشعبية مثل تقديمه مشروع الحكم الذاتي دون الرجوع لأحد ووضعها في طاولة المفاوضات، وهذا في رأيي عمل سياسي غير ناضج. ـ هناك من يقول إنكم مهندسو القرارات الأخيرة؟ لسنا المهندسين، نحن طرحنا أفكاراً بسيطة ونعتقد أنها تحمل المخرج الوحيد للقضايا والأزمات التي تعيشها الحركة الشعبية سياسياً وتنظيمياً، والتي تحتاج وقفة من جميع الأعضاء، ودعم قيام المؤتمرالعام وعقد جلسىة لتقييم الوضع، وطرحنا هذه المطالب قبل فترة والآن المجلس أخذ منها وهي خطوة إيجابية لكنها تحتاج إلى مزيد من الإصلاحات، القاسم المشترك هو المؤتمر العام لكن الرؤية في تنظيمه وكيفية إخراجه لم تذكر بعد وهناك أسئلة مطروحة الآن من الذي يحق له المشاركة والكيفية التي تتم بها والأجندة ولجنة التحضير لا نصف أنفسنا بالمهندسين لكننا أصحاب أفكار قمنا بطرحها بصوت عالٍ ومشاركتها مع الجميع وإذا كان رئيس الحركة أو أمينها العام يسمع لنا لما وصل الحال لهذه المرحلة ــ بالحديث عن المحاسبة والفساد المالى أين موقعك أنت كنت المسؤول الأول عن أموال الحركة؟ صحيح في فترة وقمت بتسليمه عقب تعييني وزيراً للمالية في ولاية جنوب كردفان، والمطالب بمراجعة الملف المالي بعد الحرب ضرورة لغياب المعلومات عن الصرف وأين ذهبت أموال وأصول الحركة ــ حدثنا عنها بالأرقام؟ لا لن أذكر أرقاماً هذا ليس بالوقت المناسب، لكن هناك أرصدة والحديث عن المبدأ كل مسؤول يجب أن يقدم تقارير مالية أمام المؤتمر العام أو اللجان ويكشف عن الأرصدة التي في عهدته وفي أي بنك من البنوك وعدد العربات والأصول الثابتة هذا مال عام ويجب المحاسبة والمساءلة فيه. ـ حديث المجلس عن تقرير المصير أثار مخاوف الناس وإعادة تجربة انفصال الجنوب للمشهد؟ في ظل غياب الخط السياسي العام، يجب قراءة تقرير المصير الوارد في قرارات المجلس باعتبارها تذكيراً بتوصيات مؤتمر كل النوبة 2002 وذكره الآن كحق، أما المطالبة به فتأتي في المفاوضات، لكن الأمر في مجملة يكشف عن خلاف في الرؤى ورفض لرؤية الحكم الذاتي التي طرحها الأمين العام يجب النظر له من زاوية صراع القيادة، وكل قرارات المجلس تحتاج إلى توضيحات تفصيلية للقضايا التي ذكرت ويجب شرحها للناس.
03-30-2017, 11:58 AM
اسماعيل عبد الله محمد
اسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2943
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة