الشيطان يعظ".. الجماعة تشبّه تصرفات قياداتها بأفعال إبليس المتكبر.. شباب الجماعة يتهم العواجيز بالتهرب من مسئولية سقوط التنظيم.. وقيادى باسطنبول: عليكم تقبل النصيحة فى العلن.. خبراء: محاولات لإقصائهم
حجم الخط: ع ع ع
كتب كامل كامل – أحمد عرفة الأربعاء، 15 مارس 2017 02:00 ص "الشيطان يعظ"، هكذا وصف شباب الإخوان، قياداتهم بعدما اتهموهم باتباع منهج التبرير والاستكبار، مطالبين الجماعة بضرورة تقبل النصيحة فى العلانية، وعدم الاكتفاء بالسماع لها فى السر، ومشيرين إلى أن ما تتبعه الجماعة مع القواعد يشبه أسلوب الشيطان الذى استكبر على آدم. البداية عندما وصف أحمد طه، القيادى الشباب بالإخوان، قيادات الجماعة باتباع أسلوب الشيطان فى قيادة التنظيم، وقال فى مقال له نشره أحد مواقع الجماعة: "للنفس البشرية قدرة عجيبة على التهرب من المسؤولية، والالتواء، والمكابرة عن الاعتراف بالذنب، فتختلق آلاف من المبررات تستطيع معها أن تجعل ساحتها نقية طاهرة، وإن ظروف أخرى قاهرة هي المتسببة فى الكوارث". وأضاف: "هذا هو منطق إبليس وحجته فالفرق بين خطيئة آدم، وخطيئة إبليس، أن آدم عليه السلام اعترف بذنبه وسأل ربه المغفرة، وإبليس تكبر عن الاعتراف بذنبه، وألقى باللوم على ربه سبحانه وتعالى، وكان هذا هو ذنب البشرية الأول، وتجربة الإنسان وإبليس مع الذنب".
واستطرد: "إبليس وقع فى ذنب الاستكبار، لم يلتفت لخطئه ولا لجريمته، بل ظل في هذا الاستكبار مصراً عليه، لم يعترف بذنبه، ولا بخطئه، بل تبجح به، بل إنه يلقى باللوم والمسؤولية على الله (سبحانه وتعالى) واعتبر أنه سبحانه! هو الذى أغواه ! فلم يعتذر إبليس ولم يطلب الرحمة، بل طلب الإمهال ليوم الدين لينتقم من بنى آدم. وأسقط، طه المثل على الإخوان قائلا: "غالبا ما يقع الخلل فى جانب تبرئة ساحة النفس وإلقاء اللوم على العدو.. ثم في النهاية نجد أنفسنا ننفق أوقاتنا وجهدنا وعملنا فى أشياء لا نحققها، وفى خلال هذا الإثبات والتكرار، تهرب نفوسنا من المسؤولية والمراجعة، وتهرب من تحمل التبعات ، ومعالجة الأخطاء.. إنها فقط تكتفى بالصرا خ وإثبات وحشية العدو ! لأنه يبدو عملاً سهلاً أمام الشجاعة فى مواجهة النفس ! إنه نفس هروب ابن آدم – الذى قتل أخيه – من مواجهة نفسه !".
وفى السياق ذاته وجه محمد العقيد، عضو مجلس شورى الإخوان بتركيا رسالة إلى عواجيز الإخوان قائلا: "النصيحة على الملأ واجبة، وليست فضيحة إلا نصيحة فى أمر خاص وسرى فتكون سراً وخاصة، أما ما يخص الجماعة فالكلام به واجب والساكت عنه يأثم والنصيحة من أبواب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر باللسان وليست فضيحة كما يكرر البعض".
وأضاف العقيد فى رسالته: "ولا يصر ويضيق البعض النصيحة فيجعلها في السر فقط إلا لأنه يريد أن يفعل المنكر ولا ينصحه أحد أو يبتعد عن المعروف ولا يأمره أحد ليبقى فى صورته البيضاء وإن كان خطأ ومعصية بل ويسير بنا إلى كارثة".
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هناك محاولات لاستغلال أزمة القيادات الحالية للضغط عليهم لترك العمل التنظيمى أو ترك مناصبهم القيادية بالتنظيم كما فعل عمرو دراج وهذا من شأنه فتح المجال أمام قيادات جديدة من الشباب لتولى هذه المناصب.
وأضاف النجار لـ"اليوم السابع" أن كثير من شباب التنظيم ينظرون لما يجرى حاليا كفرصة لا تعوض لإقصاء القيادات الحالية على خلفية اخطاء المرحلة بمواصلة الضغط لمحاسبة المخطئين اداريا وتقديم اعتذارات وهو ما تصر القيادات على رفضه أو تخرج فقط ببعض التصريحات التعميمية التى يهربون بها عن تحميل أنفسهم وزر أخطاء بعينها ارتكبوها وسبب كوارث للتنظيم.
بدوره قال أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن الانقسام داخل الجماعة بين القيادات والشباب بمثابة ثورة حقيقة تتحرك ببطء قاتل خاصة مع محمد بديع ومجموعته داخل السجون، والمعالجة أصبحت مستحيلة.
وأضاف أن تقريب وجهات النظر بين القيادات والشباب أصبحت مسؤولية التنظيم الدولى الذى يقف مكتوف الأيدى - ولا يستطيع أى قيادى من القيادات الهاربة فتح قنوات اتصال حقيقية مع الشباب خوفاً من الضربات الأمنية التى اخترقت كل وسائل الاتصال بين قيادات الخارج والشباب، مما دفع الشباب للتعبير عن وجهات نظر نقدية اتجاه قيادات مكتب الإرشاد سواء ممن هم فى السجون أو القيادات الهاربة فى تركيا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة