في المباريات الرياضية لا يُحسب الفوز لفريق على آخر باللعبة الحلوة ، وكل ما تحمل كلمة حلوة من معان ، وإنما بتسديد الاهداف ، التي تظل المرجعية الحصرية للفوز .
تلعب المعارضة لعبة حلوة ونظيفة ، ويلعب الرئيس البشير لعبة كلها سرقات وفاولات وكروت حمر . ورغم ذلك سجل الرئيس البشير مؤخراً عدة أهداف في شباك المعارضة مقابل لا شئ من المعارضة . بل سدد بعض هدافي المعارضة عدة اهداف في شباك فريقهم ، ومنها الاهداف التي سجلها القائد مني اركو مناوي بهجومه الظالم الباغي على السيد الامام ، الذي ينافح آناء الليل وأطراف النهار ، وفي اربع رياح الدنيا عن قضية القائد مناوي وقضية السودان النبيلة . وفي هذه الحالة كما في حالات كثيرة سابقة ، لم يكن جزاء الاحسان الإحسان ، بل برهن القائد مناوي ان الحسنة فيه ، كالشره في القندول ، بمعني إتق شر من احسنت اليه .
امرت الآية 45 والآية 48 في سورة الطور السيد الامام بتجاهل من يؤذونه ويظلمونه دون وجه حق ، وبالصبر عليهم ، فانه تحت اعينه سبحانه وتعالى ، فقالت :
فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون … وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا .
كما قلنا ، سجل الرئيس البشير عدة أهداف في شباك المعارضة ، نذكر منها ، مثالاً وليس حصراً ، ثلاث اهداف ادناه :
+ الهدف الاول كان وسام زايد من الطبقة الاولى ، الذي يعني ان الرئيس البشير صار التابع والابن المدلل لملوك وامراء وشيوخ الخليج ، وبالتالي الأبن المدلل للجامعة العربية ، ولمنظمة التعاون الاسلامي . ولإدارة ترامب وإسرائيل .
وسام زايد قطعاً ليس كبردة اديس ابابا الحمراء التي إشتراها الرئيس البشير بدراهم معدودة … 15 الف دولار مما تعدون .
+ الهدف الثاني كان وضع الرئيس البشير في القائمة البيضاء لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية ، رغم ان اسمه لا يزال في القائمة الارهابية السوداء لوزارة الخارجية الامريكية .
نتيجة الاحباط والشعور بالياٍس ، اقترح بعض الشباب ترشيح اوباما ليكون رئيساً للسودان ، في مكان الرئيس البشير ، حتى يجتاز به المرحلة الصعبة الحالية ، ثم تعود المياه إلى مجاريها .
فهل من مثن ؟
+ الهدف الثالث ، والأهم ، كان نجاحه في وضع مبيكي والترويكا في جيبه الشمال ، خصوصاً بخصوص مآلات الحوار الوطني ، وخصي قرارات مجلس السلم والامن الافريقي ، وخارطة طريق مبيكي ، و ( شعور ) الرئيس البشير بأنه قد حسم الأمر بخصوص الحل التفاوضي والعسكري لصالحه ، ويمكن للمعارضة ان تبل خارطة طريق مبيكي وتشرب مويتها ، رغم ان الرئيس البشير قد وقع عليها ، وإلتزم بإنفاذها في مارس 2016 .
ولكن الرئيس البشير من الذين يقولون ما لا يفعلون ، ويؤشرون شمال ويلفون يمين ، ومن الذين يقولون على الله الكذب وهم يعلمون .
نقطة على السطر . اقلب الصفحة .
2- خلفيات الهدف الثالث ؟
دعنا نحرر خلفيات الهدف الثالث في النقاط ادناه :
اولاً :
لا يستطيع حتى مكابر ان ينكر ان السيد الامام كان من ابتكر فكرة الحل التفاوضي عبر آلية الحوار الوطني ، وظل يردد كوديسة جنوب افريقيا سنين عددا .
في اغسطس 2013 ، عند زيارة الرئيس البشير للسيد الامام في منزله ، طرح السيد الامام فكرة الحل التفاوضي القومي للمسألة السودانية عبر الحوار الوطني .
بعد هبة سبتمبر 2013 ، وفي يناير 2014 ، إستجاب الرئيس البشير لمناشدة السيد الإمام ، ودشن حوار الوثبة .
في اغسطس 2014 ، نجح السيد الامام ، في اقناع الحركات المسلحة بإعتماد الحل التفاوضي عبر الحوار ، و نبذ الخيار العسكري الهجومي ، ونبذ مبدأ تقرير المصير ، كما جاء في إعلان باريس .
في ديسمبر 2014 في اديس ابابا ، نجح السيد الامام مع آخرين في تكوين تحالف قوى نداء السودان ، كتحالف معارض عريض يؤمن ويعمل على إنفاذ الحل التفاوضي عبر الحوار .
اقنع السيد الامام مجلس السلم والامن الافريقي ومبيكي بفكرة الحل التفاوضي عبر الحوار . في اجتماعيه 456 و539 ، إعتمد مجلس السلم والامن الافريقي عملية الحوار ، كآلية حصرية للحل التفاوضي ، تبدأ بإجتماع اديس ابابا التحضيري ، وثناه مجلس الامن الدولي .
كما اقنع السيد الامام الترويكا والايقاد باعتماد الحوار ، كآلية حصرية للحل التفاوضي .
في يوم الاربعاء 22 فبراير 2017 نشر الكاتب الكبير محجوب محمد صالح مقالة بعنوان ( ماذا يدور وراء الكواليس حول التسوية السياسية ) ، لم يشر فيها لمجهودات السيد الامام في تدشين واستدامة الحوار الوطني … لذا لزم التنبيه ، حتى لا نبخس الناس اشياهم .
ثانياً :
في يوم الخميس 26 يناير 2017 ، القى السيد الإمام كلمة جامعة في جموع مستقبليه في امدرمان ، أشار فيها إلى 8 محطات لعملية الحل التفاوضي عبر الحوار الوطني ، تتبع كل محطة المحطة السابقة لها ، او تتزامن معها ، حتى الوصول للمحطه الثامنة النهائية وهي محطة السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل .
توصيل الإغاثات الإنسانية للنازحين المتواجدين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجبهة الثورية في دارفور والمنطقتين .
+ المحطة الثالثة :
عقد اجتماع اديس ابابا التحضيري للاتفاق على اجراءات عقد المؤتمر الدستوري الجامع في الخرطوم .
+ المحطة الرابعة :
عقد المؤتمر الدستوري الجامع في الخرطوم ، الذي لا يستثني احداً ، ولا يسيطر عليه أحد .
يتفق المؤتمر الدستوري على تكوين حكومة وفاقية إنتقالية .
+ المحطة الخامسة:
تكوين حكومة وفاقية إنتقالية ، تشرف على إجراء إنتخابات فورية وقبل ابريل 2020 ، وتشرف على كتابة دستور إنتقالي .
+ المحطة السادسة :
كتابة دستور أنتقالي .
+ المحطة السابعة :
اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وولائية قبل ابريل 2020 .
+ المحطة الثامنة :
المحطة الثامنة هي سدرة المنتهى التي يقف عندها الترتار ، وهي محطة السلام العادل الشامل ، والتحول الديمقراطي الكامل .
اعلاه إختزال ، ربما كان مخلاً ، للمحطات الثمان ، التي حددها السيد الامام ، في كلمته يوم الخميس 26 يناير 2017 .
بخلاف ما ذكره الكاتب الكبير محجوب محمد صالح في مقالته المذكورة اعلاه ، لم يركز السيد الإمام في كلمته على المحطة السادسة ( كتابة دستور أنتقالي )، ويتجاوز المحطات الخمس السابقة للمحطة السادسة .
ولكن هذا هو تحديداً الهدف الثالث الذي نجح الرئيس البشير في تسجيله في شباك المعارضة … أي التركيز على المحطة السادسة ( كتابة دستور أنتقالي )، وإعتبار وثيقة الحوار الوطني ، التي إعتمدها حوار قاعة الصداقة في يوم الاثنين 10 اكتوبر 2016 ، قد تجاوز قطارها المحطات الخمس السابقة للمحطة السادسة ، بإستثناء المحطة الخامسة ( تكوين حكومة وفاقية إنتقالية ) .
يشرف الرئيس البشير حالياً على الوصول للمحطة الخامسة ، بتكوين حكومة وفاقية :
+ يعين الرئيس البشير رئيس ( مجلس ) وزرائها من حزب المؤتمر الوطني ( وليس رئيس وزراء لان رئيس الوزراء الحقيقي يبقى الرئيس البشير ) .
+ ويعين وزراء الحكومة الوفاقية .
+ ويعين وزراء حكومات الولايات .
+ ويعين اعضاء المجلس الوطني الجديد .
+ ويعين الرئيس البشير اعضاء المجالس التشريعية الولائية .
الهدف من تعيينات الرئيس البشير المذكورة اعلاه تمكين ( المرضي عنهم ) من قادة ال 90 حزب ورقي معارض ، التي شاركت في حوار الوثبة من الحصول على جزء ، مهما صغر ، من كيكة السلطة ، كما اكد الرئيس البشير بالواضح الفاضح يوم الاربعاء 22 فبراير 2017 .
صار مبيكي ، وصارت الترويكا ، وصار الجميع يتكلمون عن المحطة الخامسة ( تكوين حكومة وفاقية ) ، وعن المحطة السادسة ( كتابة دستور إنتقالي ) ، ونسوا أو تناسوا المحطات الاربعة السابقة للمحطة الخامسة .
وعد الرئيس البشير الجميع بالوصول للمحطة السابعة ( إجراء الإنتخابات ) في ابريل 2020 ، وليس قبل ذلك . كما كرر وعوده السابقة بأنه لن يترشح في ابريل 2020 ، إلا إذا أرغمه الشعب على الترشح ؟
إعتبر الجميع إن وثيقة الحوار الوطني التي اعتمدها حوار الوثبة في اكتوبر 2016 تجب المحطات الاربعة الاولى المذكورة اعلاه ، وتركز على المحطة الخامسة ( تكوين حكومة وفاقية ) ، والمحطة السادسة ( كتابة دستور ) ، والمحطة السابعة والاخيرة في مفهوم الرئيس البشير ( إجراء إنتخابات في ابريل 2020 ) .
ولكن السيد الامام وصحبه الكرام في تحالف قوى نداء السودان يصرون على إعتبار وثيقة 10 اكتوبر 2016 للحوار الوطني من مدخلات النظام ، بالإضافة لمدخلات المعارضة ، في إجتماع اديس ابابا التحضيري ، لانها لا تلزم غير الموقعين عليها .
كما يصر السيد الامام وصحبه الكرام :
+ على عدم تجاوز المحطة الاولى ( وقف العدائيات .
+ على عدم تجاوز المحطة الثانية ( توصيل الإغاثات الإنسانية ) .
+ على عدم تجاوز المحطة الثالثة ( إجتماع اديس ابابا التحضيري ) .
+ كما لا يمكن تجاوز المحطة الرابعة الأم ( المؤتمر الدستوري الجامع في الخرطوم ) .
هذه اربع محطات لا وجود للحل التفاوضي عبر آلية الحوار بدونهما ، أو كما يؤكد السيد الإمام . وإلا فخيار الانتفاضة السلمية موضوع على الطاولة .
ويرد الرئيس البشير باربع لاءات لهذه المحطات الاربع ؟
نظرتان متدابرتان ، ولا يمكن إلا لود تكتوك حل المشبوك ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة