م يمر أسبوعان على حادثة (أركويت)، التي شهدت انفجاراً قاد إلى وجود أجانب في إحدى الشقق السكنية في (أركويت)، وفي حوزتهم كمية من الأسلحة، الشرطة داهمت المكان ثم صمتت ساعات حتى أصدرت بياناً بشأن الحادثة، وبيان الشرطة كان- ولا يزال- في حاجة إلى بيان آخر يوضح البيان الأول.
أول من أمس، حادثة تبدو مشابهة، حادثة نوعية، لكن الخبر ذهب في زحمة التعديلات الدستورية وحملاتها المسعورة.. الخبر الذي نشرته صحيفة (الجريدة) يقول: "إن مسجداً في الخرطوم احترق، اشتعل مصلى النساء، واحترق منبر المسجد، إضافة إلى عدد كبير من المصاحف".. مسؤول في المسجد قال للصحيفة: "إنهم دونوا بلاغاً ضد مجهول بقسم شرطة الدروشاب"، وطالب بتسريع التحقيق لكشف سبب الحريق، وما إذا كان قد تم بفعل فاعل.
غالباً، سوف تنتهي الحادثتان الخطيرتان إلى لا شيء.. مثل غيرها من الحوادث التي سبقتها، وقُيدت ضد مجهول، وتركت عشرات الاستفهامات، وفتحت الباب واسعاً أمام الشائعات.
مثل حادثة (أركويت)- التي نقلتها كل وكالات العالم على وجه السرعة- كانت تحتاج إلى مؤتمر صحفي يُفكك كل الأسئلة الحيرى، ويجد إجابات لها، وهذه القضية أهميتها وحساسيتها في نقطتين؛ ففيها من شبهات العمل الإرهابي ما يكفي، هذا من ناحية، ووجود عنصر الأجانب من ناحية أخرى، لكنها قُيدت ضد مجهول- فيما يبدو.
وفقاً لتقرير داخلي بين أجهزة الشرطة بخصوص حادثة (أركويت) فقد رصدت الشرطة آيات قرآنية تحث على الجهاد، وُجدت داخل الشقة، الأمر الذي لم يرد في بيان الشرطة الرسمي.
أما حوادث المساجد واستهدافها فترتبط وثيقاً في ذهن القارئ المسلم بفرضية الإرهاب والإرهاب المضاد.. على مدى سنوات صعود التيارات المتطرفة، ظلت المساجد هدفاً رئيساً في الدول المسلمة، وغالباً ما يكون للخلافات المذهبية، وهذا الأمر لم يبلغ مرحلة الصراع السني الشيعي في السودان، إلا إن في البال الخلافات الممتدة بين تيارات السلفية والطرق الصوفية.
منتصف 2015م وقعت مجزرة فظيعة، وقعت في قرية برانكو بولاية الجزيرة، مجموعة متشددة تسلحت بالأسلحة البيضاء، وهاجمت حفل زواج، اشتبكت وقتلت الأب وابنيه، ذلك طبعا بعد أن قدمت هذه المجموعة "النصح" بعدم إقامة هذا الحفل.
تفكيك مثل هذه الحوادث، ومواجهتها، ونشر معلوماتها في الإعلام أفضل من إعمال سياسة إخفاء المعلومة، حتى ينسى الناس ما حدث.. أما إذا كانت هذه الحوادث مجرد صناعة لإيجاد شرعية لاتخاذ قرارات بعينها، أو لتهيئة أطراف بعينها لمرحلة جديدة فهذا أمر آخر.
02-26-2017, 03:45 PM
فرح الطاهر ابو روضة
فرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة