دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: وهل يستطيع أحد أن ينكر العلاقة بين الوهاب� (Re: sadig mirghani)
|
سلام الأعزاء د. أحمد الحسين وصادق ميرغني وشكرا
ـــــــــــــــ
أعتقد أن كل الفكر السلفي الموجود الآن متأثر بالوهابية. أما فكر الأخوان المسلمين فهو ليس فقط متأثر بالوهابية، وإنما أهم من ذلك، أن حركتهم وجدت الدعم والاحتضان من وهابية السعودية وملوكهم كي يضربوا بهم عدوهم اللدود جمال عبد الناصر. السعودية أيضا لعبت دورا كبيرا في دفع الفقهاء السلفيين وزعماء حركة الأخوان المسلمين السودانية لمعارضة الفكرة الجمهورية والجمهوريين، وقد كانت بذلك من الذين وقفوا وراء مؤامرة "محكمة الردة" الأولى، ثم بعد ذلك استخدموا الأخوان المسلمين كمخلب قط لزعزعة نظام نميري. نحن نعرف أن خطاب رابطة العالم الإسلامي في مكة إلى الدكتور عون الشريف قاسم كان في عام 1975 وفيه تحريض على تكفير الأستاذ محمود وقد جاء فيه بالنص: (( أفيد معاليكم بأنّ من ضمن القضايا الاسلامية التي ناقشها المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي في دورته السادسة عشرة (محمود محمد طه) السوداني الذي ادعى الرسالة وأنكر ختم الرسالة وأنه المسيح المنتظر كما أنكر الجزء الثاني من الشهادة الى آخر ما جاء في ادعاءاته الباطلة.. وبعد مناقشة الموضوع من جميع جوانبه أصدر المجلس حكمه بالإجماع بارتداد المذكور من الإسلام وتأييدا لما حكمت به المحكمة الشرعية العليا بالخرطوم وأنه يجب على المسلمين أن يعاملوه معاملة المرتدين كما يجب مصادرة كتبه أينما وجدت ومنع طبعها.))انتهى.. فملوك السعودية حقدوا على الأستاذ محمود الذي قال عن الملك فيصل في خاتمة كتاب "مشكلة الشرق الأوسط" عقب هزيمة يونيو 1967: ((بإيجاز! العرب انهزموا لأن داخليتهم فاسدة.. فأخلاق الشعوب العربية قائمة إما على قشور من الإسـلام، أو على قشور من المدنية الغربية، أو على قشور من كليهما. وهم لن ينتصروا الا اذا اقاموا أخلاقهم على لباب من الإسلام، ولباب من المدنية الغربية ـ مدنية الإسلام الروحية ـ المادية.. وهذا لا يتأتى، على الإطلاق، بالسير وراء الزعامات الحاضرة.. جمال عبد الناصر والقومية العربية ـ فيصل والتفكير الإسلامي، السلفي، المتخلف..)) انتهى. وقد كان أول ظهور لتأثر نظام نميري بضغط الوهابية وملوك السعودية هو عندما تعرض الاستاذ محمود وثمانية من الأخوان الجمهوريين للاعتقال لمدة شهر في ديسمبر 1976، وبدون محاكمة ولا حتى مساءلة، بعد أن نشروا كتاب "إسمهم الوهابية وليس إسمهم أنصار السنة" (نوفمبر 1976). وقد جاء في مقدمة ذلك الكتاب: ((والأسوأ من تخليط الفقهاء، هو دعوة (الوهابية) التي تتصور الاسلام تصورا جافا، وغليظا، ومتخلفا .. ثم تقدم هذه الصورة على اعتبار انها (السنة)، وأنها الاسلام .. وهذه الحركة المشوهة تجد دعما من الخارج، فهي تنظيم واسع، مما يجعل الاسلام مواجها بتشويه خطير، يبعد الناس عنه كل يوم جديد .. ولما كان وقت بعث (السنة) قد اظلنا، ولما كانت حاجة الانسانية اليها كما وصفنا، فقد وجب فضح زيف هذه الدعوة، وتبرئة الاسلام و(السنة) من جهلها، وجفافها، وغلظتها، خاصة وقد اصبحت تجد الطريق ممهدا في الصحف، وفي الاذاعة السودانية، مما ينذر بتضليل شعبنا، وجيله الناشئ على وجه الخصوص .. كما ان دعوة (الوهابية) – يسمون (أنصار السنة) في بلدنا – أخذت تكثف نشاطها في مساجدها، ودورها وفي شتى المجالات، بل أخذت تخطط، وتوجه، وتعمل لتعويق العمل الجاد في نشر الوعي الاسلامي .. ولقد أصبح واجبا مباشرا، مواجهة هذه الجهالة التي تنطوي عليها دعوة (الوهابية) والتي تعوق بعث الاسلام .. وانما في سبيل الاضطلاع بهذا الواجب ننشر هذا الكتاب .. ونبغي به، فيما نبغي، أن نقول لدعاة (الوهابية)، قولا بليغا في انفسهم، حتى ننبههم الى الهلكة التي يتورطون فيها، ويورطون البسطاء من الناس معهم فيها.. ان (الوهابية) بعيدون عن معرفة الاسلام – هم بعيدون عن روحه، وعمقه .. بل إنهم لهم بعيدون حتى عن الذوق الانساني العام الذي يرعى قيمة الآثار، والمشاهد الدينية، ويرعى حرمتها، ويرى فيها الانسانية بدل الوثنية.. والوهابيون هم أبعد ما يكونون عن التوحيد، اذ يتصورون ان التوحيد هو محاربة الموتى، ومهاجمة الأضرحة، ومناكفة الناس البسطاء، في غلظة، وجفاء، في هذا الشأن، لصرفهم للاشيء .. وصورة الحكم الاسلامي عند (الوهابية) صورة متخلفة، فهم لا يتصورون الا ان الحكم الاسلامي مجرد حدود تقام وعقوبات تطبق بمعزل عن الاصلاحات الشاملة ..))
وكلنا نعرف كيف استدعى المكاشفي الكباشي نص خطاب رابطة العالم الإسلامي كي يدعم به حكمه الجائر.. للأسف، فكر الوهابية تأثر به حتى من يدَّعون التصوف كالشيخ عبد الجبار المبارك الذي ملأ التلفزيون السوداني في التسعينات بتشويه صورة الأستاذ محمود وتشويه الفكرة الجمهورية والجمهوريين. يكفي للتدليل على خطورة الوهابية انتشار دعاتهم في السودان ونشاطهم التكفيري الذي فاق في أثره حتى خطب الشيخ محمد نجيب المطيعي الذي كان سبب كتابة الجمهوريين لكتابهم الأشهر "الهوس الديني يثير الفتنة ليصل إلى السلطة" (أبريل 1983 وكان السبب وراء إدخالهم المعتقلات لمدة 19 شهر).. أسماء بعض هؤلاء المهووسين الجدد: محمد مصطفى عبد القادر، مزمل فقيري، أبوبكر آداب، عبد الحي يوسف، محمد عبد الكريم، عارف الركابي، ومحمد وقيع الله الذي هو أقرب للوهابية منه للأخوان المسلمين.
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
|