لأبواب التواصل الافتراضي أجراس!!! بروفسير/هشام محمد عباس تظل قضية أسلوب الاتصال واحدة من السمات التي تميز تطور العقل والفكر والتصور الموضوعي للقضايا والنظر إليها بعمق ومن عدة أبواب ونوافذ ، وقد تجمع الناس الآن الناس في فضاءات افتراضية فعادت العلاقات من جديد وتلاقحت الأفكار وانعكست الى مشاريع ماثلة ،،فكم من قروب في (الواتساب) بنى مدرسة جديدة وقام بصيانة مرافق في قرية ،،،وكم من أصدقاء عادت علاقتهم بعد سنوات من الانقطاع،،،وكم أقارب تجمعوا في مجموعات يتفقدون بعضهم البعض ...لا حواجز الآن جغرافية ومكانية ...ولا فواصل تعوق الاتصال بين الناس. رغم هذه الايجابيات الا أن بعضاً منا لا يتسع صدره للآخر فيعلن (المغادرة)... نجدها كثيراً في قروبات ( الواتساب ) وحلت مكان التعبير عن(الغضب) وعدم الرضا في الفضاء الواقعي ...فلا داعى لإرسال عبارات اللوم الآن...فقط عليك أن تغادر القروب وبعد ذلك تفتح مجالاً للاستفهامات ( لماذا غادر فلان)...وتنطلق الى قروب آخر وتعلن سبب المغادرة ، ويقوم شخص آخر بنقل تعليلك للمغادرة الى قروبك الأصلي ...وبالتالي تبرز الخلافات وتزداد الفجوة بين الناس. إن من سمات الاتصال الموضوعي بالآخرين تقدير الرأي الآخر واحترامه ، حتى ولو كنت مختلفاً معه والتعبير بلطف عن رأيك بعد استخدام عبارات تؤكد تقديرك لكل حرف في المداخلة ،إن الفضاء الافتراضي ليس مجالاً للاحتكار والتقليل من شأن الآخرين واتهامهم وفي بعض الأحيان شتمهم ...والقائم بالاتصال الناجح هو الذي يقوم بتطوير الفكرة لا التقليل من شأنها أو تقديم وجهة نظر موازية أو التصحيح بطريقة لا تنقص من قدر المتداخل ...وهذه المسألة تحتاج لعبارات كتابية خاصة بإسلوب يستقطب الأصدقاء ....ولا ينفرهم. إن الكتابة بعنف وترفُع في الفضاء الافتراضي تعمل على تكوين صورة ذهنية سالبة عن المتصل ...فكم من أشخاص ينفر الناس من التعامل معهم بسبب كتاباتهم ...وكم من الأشخاص يسعى الناس لمعرفتهم واقعياً بسبب إسلوبهم في الكتابة ...وهنا أتذكر مقالاً للكاتبة الرائعة (غادة السمان )حينما قالت ( حذارى أن تلتقى بكاتبك المفضل) ..وهي تواضعاً منها تظن أن القارئ يعطيها أكثر مما تستحق . إن وسائل الاعلام الجديد عمقٌت لمواضيع ( الشخصنة) وهي أن يهتم الشخص بأخباره ومناسباته الخاصة في مواقعه الافتراضية ويقلل من تناول ما يهم الناس ومناسباتهم ...لذا لا بد من التوازن بين الأُمور الخاصة وما يهم الناس ...بين ما تريد أنت ويريده المجتمع...إنها موازنة تخرج المستخدم لوسائل التواصل الافتراضي من آفاق الذاتية الى رحاب الناس...وكلما تحقق هذا التوازن كلما زاد اهتمام المتلقين بما تنتج من أعمال. لقد كثُر في الاعلام الجديد عمليات النسخ وإعادة النشر مما أتاح فرضة لتوسيع دوائر الشائعات والتي وجدت حاضنة ممتازة في الفضاء الافتراضي ، لذا فإننا ننصح أن يتم إعادة النشر بموضوعية وفقط للأخبار والأحداث معروفة المصدر لأن ذلك يجعل المستخدم ضمن حلقات الشائعات دون أن يدري وربما يتم توظيفك من قبل جهات لا تعلم عنها شيء . إن آفة استخدام هذه الوسائل هو الاعتماد على مصادر مجهولة المصدر وهذه المصادر غير المرئية غالباً ما يكون لها أغراض وأجندة خاصة نحو شخص أو مؤسسة أو شعب أو دولة ، وكلما اتجه المستخدم إلى انتاج أحداث هو مصدرها الأولىٌ كلما ساهم ذلك في وجوده في مركز محترم في المجتمع الافتراضي . إن المبدعين دائماً ما يقدمون عبر مواقعهم وصفحاتهم أفكاراً من انتاجهم الخاص وآراء تعبر عن نظرتهم الخاصة لأشياء خلافاً للبعض المتفرغ في التقليل من شأن الآخرين والنيل منهم. كذلك في الفضاء الواقعي نجد من يبني فكرته على هدم فكرة الآخرين دون تقديم رؤية جديدة ونلاحظ ذلك في بعض الإجتماعات الرسمية أن بعض الناس يبنون مداخلاتهم على رأي غيرهم دون إضافة جديد ويتجنبوا أن يكونوا المتحدث الأول ، رغم أن المتحدث الأول دائماً هو قائد الرأي والموجه للجلسة بطريقة زكية ، فعندما تتم دعوتك لاجتماع رسمي فالمطلوب منك فكرة جديدة ،،ومشروع جديد،،وخطة عمل جديدة،،،وليس التعليق على الافكار المطروحة والتي هي من مسؤوليات رئيس الاجتماع...فلا تجعل نفسك رئيس اجتماع في التجمعات الافتراضية ...فتقبل هذا الرأي وترفض الرأي الآخر...فالمجتمع الافتراضي لا يقبل هذا الاسلوب ...وإنما يقبل الاتصال التعاوني التشاركي بمعني أن كل شخص متصل ومستقبل في نفس الوقت أكتب هذا المقال وهو عبارة عن خاطرة قفزت الى ذهني اقترحت أن أسميها خاطرة أولى عسى أن أواصل... وإلى لقاء
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د. هشام عباس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست