( فقد عزيز ومصاب كبير حيث تم بالأمس بتر قدم أخي إبراهيم المصاب بالسكري من منطقة الساق ، بمستشفى الفيصلي بالخرطوم ) فلله ما أعطى ولله ما أخذ ولا نقول إلا ما يرضي الله ،، وبعد ،،
ويا له من طرف عزيز يا إبراهيم ! ،، ويا لها من قدمٍ لطيفة ، ودودة ، ومشاءة بالخير ! ،، فأنا لا زلت أذكر طفولة تلك القدم الغضة البضة الوديعة ، بكل وداعتها ولطافتها ورقتها حين تُقيِلها حبوبة حليمة وتضرب علي باطِنها الرقيق برفق ووداعة ، بغية مداعبتها وملاطفتها وهي طفلة غريرة صغيرة ، غضة لينة العود ،، أو حين تشطيفها وغسلها بين أيادي أُمِنا الحنون سكينة ، من بقايا ذلك الطين والتراب و (آثار عدوان) تلك الطفولة السعيدة الشقية المشاغبة ! ، وما أعذبها ! ، ما أجملها ، من أيام رائعات ، وطفولة بريئة سعيدة في كنف أولئك الأمهات الودودات !.. ولا زلت أذكر حين خطت خطواتها الأولى حافية بحواري العباسية وميادينها وأزقتها وهي متسربلة بترابها العزيز ، ومتربلة بأتربتها ، و بمباريات (الدافوري بكرة الشراب ) وألعاب ( أم الصلص ) و ( حرينا ) و( شليل وينو ) ، وبمقالب لعبة ( الدجاجة العميانة ) !! ... أتذكر تماماً تلك الأيام الخوالي ، وأنا أتأمل تلك الصولات والجولات لتلك القدم الفريدة ، وأيام صباها وعنفوانها وقوتها و ( حرفنتها ) ومهارتها المذهلة ، حين كانت بوسط فريق المنقذ الرياضي لكرة القدم ، وهاتيك ( الباصات الماشة المُحكمة ) ، وتلك القذائف الصاروخية ، واللكزات الماهرة ، والحركات الساحرة الفنانة ، لمداعبة لتلك الكرة المجنونة المستديرة العاشقة للمسات ذاك القدم البارع المبدع !! .. تذكرتها و تذكرت حادث البطل كابتن ( عامر ) وقصة إصابة قدمه برصاصة طائشة حينما بُتِرت أيام تلك التظاهرات العارمة الجسورة ضد ذلك الطاغية ( نميري ) ونظامه الآفِل ! ،، فقلت في نفسي لعلك أردت بهذا الحدث الجلل أن تواسي كابتن عامر وتؤازره وتُلطِف عليه مصابه بمشاركتك له ذات الفقد وذات الأسى ، بذات الثبات والصمود وبنفس تلك التضحيات !! كنت ولا زلت أذكرها يا إبراهيم تلك القدم الحبيبة المشاءة بالخير ، حين تكابد الأمرين مستمتعة بخطوها الرشيق وخطواتها القوية المستقيمة ، داجة ، راجِلة ، بقوةٍ وثباتٍ ، وهِمة عاليةٍ وعزيمة ، وهي تركُلُ الحصى والحجارة في سعيها الحثيث بينما هي قاصدة لزيارة مريض بمستشفى أمدرمان أو لمواصلة قريب ، أو صديق ، أو حبيب بأحياء أمدرمان العريقة . هي ذاتها نفس الخطا التي ابتهجت وسعِدت بجولانها كل طرقات المدينة المُثلثة وحاراتها وأطرافها وميادينها وحدائقها وأنديتها العامرة ! .. و لعلها قد بكت اليوم بكاءً حاراً مُراً آسياً ومتأسياً على تلك الريح الطيبة الذكية وسحابتها الماطرة وخطوها الحنون الودود !! ويا لها من قدم ذهبية وماسية يا إبراهيم !! لكل هذا العام الجديد 2017م ، وقد تفوقت على كل أقدام العالم الذهبية من جكسا وبيليه وماردونا وزيدان ،، إلى ميسي ورونالدو وكل نجوم العالمين ! ،، هي صاحبة الوقت وحري بها أن تفوز وتستحوذ على الحذاء ( الذهبي الماسي ) لهذا العام ، بل ولكل الأعوام على الدوام ... لك المجد يا إبراهيم الخليل .. كل المجد !!!
01-13-2017, 07:44 PM
محمد البشرى الخضر
محمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869
اللهم نسألك عاجل الشفاء لابراهيم ، ونسألك أن تصبره على هذا الإبتلاء ------------------------------------------------------ اللهم آمين عزيزنا محمد فضل الله المكي
تحياتنا للأهل والأولاد وتمنياتنا بدوام الصحة والعافية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة