|
Re: ما الذى حدث لنا ؟ . (Re: shaheen shaheen)
|
1
سلامات فى المرة الاولى لى فى شارع هذه المنطقة الراقية وانا اتجه لعملى الجديد , مررت بجواره دون سلام , يجلس تحت ظل شجرة النيم رغم اننا فى الصباح الباكر والشمس الشريرة مازالت رحيمة بخلق الله فى المرة الثانية القيت عليه تحية سريعة - السلام عليكم . نظر لى فى برود لم يرد ! , او ربما لم يسمع التحية . بعدها صرت امر بجواره دون اهتمام , يجلس نفس الجلسة فى نفس الموقع , سيجارة بين أصابع يده اليمنى , ومنشة بلاستيكية حمراء لقتل ذباب وهمى فى يده اليسرى قلت هو من أرباب المعاشات , قذف به قطار الخدمة المدنية فى المحطة الاخيرة ولم يدرى ما يفعل بعدها . هو من اعاد المياه الى مجاريها ذات يوم , رفع راسه بطريقة درامية ونظر لى عندما اصبحت فى مُحاذاته - كيفك يا شاب ؟ .. ربنا يساعد . ابتسمت لهذه البادرة الطيبة - ربنا يخليك .. كيف الصحة يا حاج ؟ . - تمام . قالها فى يأس اصبحت التحية من الطقوس الروتينية فى طريقى للعمل - السلام عليكم . - صباح النور . كان يُحب ان يرد على التحية بطريقة مختلفة - صباح الخير يا حاج . - وعليكم السلام يا ابنى .. ربنا يقويك . المرة الوحيدة التى صافحته فيها باليد وبمودة حقيقية وشوق , كانت بعد أجازة عيد الفطر السابق - كل سنة وانتا طيب يا حاج , ربنا يحقق الامانى . أكتشفت عندها ان هناك رعشة خفيفة فى يده , وصعوبة بالغة للنهوض من الكرسى الخشبى الصغير , ربما أثار جلطة خفيفة تعافى منها ابحث عنه بنظرى لو غاب يوم عن مجلسه المعتاد فى طريقى - السلام عليكم وين أمبارح ؟ . - صباح النور .. مشاغل الدنيا والزهج من الروتين . وجدت ذات مرة شابة بديعة تقف امامه وتتحدث معه بعنف بالغ - قلتا ليك الكلام ده مليون مرة , انتا الظاهر عليك بقيت عجوز مُخرف , يلا قوم خش جوه . عرفت دون صعوبة انها ابنته , الشبه كان كبير , نفس اللون والفم والأنف , القيت عليه التحية المعتادة , لم يرد نظر لى فى خجل ثم نظر للارض فى انكسار , ونظرت لى الشابة بغضب غير مفهوم . فى اليوم التالى وجدت فى شارعى المُعتاد خيمة عزاء كبيرة , سيارات , وزحام من الناس .. غيرت طريقى للشارع الموازى , فى الايام التالية بعد انتهاء العزاء كنت ابحث عنه بعيونى .. أسبوع كامل دون ان يظهر وذات مرة وجدت الشابة الغاضبة تقف امام الباب ترتدى ملابس حداد سوداء وهى تنادى على طفل صغير شبه عارى , اتجهت نحوها - السلام عليكم . اُريد السؤال عنه نظرت لى بحقد لئيم وأغلقت الباب فى وجهى بعنف وهى تبرطم بكلمات بذيئة , نظرت لشجرة النيم فى حزن ومضيت فى حال سبيلى .
شاهين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما الذى حدث لنا ؟ . (Re: shaheen shaheen)
|
2
انسان عادى رائحة عرقه العطنة , جعلتنى التصق أكثر بالجسم المعدنى الذى ترتكز عليه نافذة المركبة العامة حتى ابتعد عنه قدر المستطاع فى هذا الحيز الضيق , لمحته بطرف عينى اليمنى , يقترب مثلى نحو عتبات الخمسين من العمر بخطوات سريعة . - الراكب بـ كم يا أستاذ ؟ . قالها فى ذل رددت عليه بحسم وانا انظر من النافذة بعيداً عن رائحته - 600 جنيه يا ود العم . شعرت انه ما زال ينظر لى فى رجاء فى المقعد الذى امامنا كان هناك شاب صغير وامرأة بدينة , كانت هناك حركة مُريبة بينهما . - عندى 1000 جنيه بس . - الحالة بقت صعبة يا ود العم . المرأة البدينة التى امامنا نظرت للشاب صغير السن ثم ابتسمت , قال لها كلمة لم أسمعها . وجارى صاحب الرائحة العطنة يطلب باصرار من (كمسارى) المركبة العامة - عليك الله رجع لى 500 جنيه . - يا حاج التعريفة بـ 600 , ما تعمل لينا صاموتا فى راسنا من اول الصباح . قال لى بعد ان خسر معركته - محطة الشجرة لسه ؟ . - لسه يا ود العم . نامت , رفعت يدها اليسرى بكاملها على الحافة العلوية للمقعد الذى امامها ووضعت راسها عليها , بينما انحنى الشاب الصغير الجالس بجوارها نصف انحناءة ويده كانت تتحرك بشكل حذر . - بالجد الحالة بقت صعبة فى البلد دى , انا هسع ما عندى غير 400 جنيه . لم اهتم بالرد عليه هذه المرة المرأة قالت بعض كلمات وهى نائمة على يدها , والشاب رد عليها . نبهت جارى - دى محطة الشجرة . نهض بعد ان توقفت المركبة العامة , لاحظت ان بنطاله مثقوب من الخلف بشكل جارح للغاية وانه لا يرتدى سروال داخلى . اعتدلت المرأة التى امامى فى جلستها وأسندت ظهرها على المقعد , وقالت فى صوت سمعته بكل وضوح - انشاء الله تكون مُقرش عشان تعزمنى حاجة باردة وسندوتش . هز الشاب الصغير السن رأسه بالايجاب فى تضرع . تمنيت ان تجلس بجوارى فى المقعد الشاغر امرأة بدينة .
شاهين
| |
|
|
|
|
|
|
|