قبل ثلاثة أيام من الآن شهدت وبمحض الصدفة زفة مولد الرسول المصطفى- صلى الله عليه وسلم- في الخرطوم، وكنت- وقتها- في طريق عودتي من مشوار جوار منطقة أبو حمامة.
يومها تملكني شعور عظيم فقد شاهدت مختلف قطاعات الشعب السوداني تشارك في فرحة مولد الحبيب المصطفى تلك الفرحة النقية التي لا تشوبها شائبة، فرحة بعيدة عن التملق والرياء والحشود المصطنعة خالصة لوجهه تعالى، ووجه رسوله المحبوب المرسل رحمة للعالمين، حبيبنا وصفينا ، وشفيعنا يوم لا ينفع مال وﻻ بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ولم أدرِ- حينها- من أين بدأت مسيرة الزفة لكنني وجدت نفسي أسير بمحاذاتهم، الزفة كانت كبيرة العدد والنوعية، وكان هناك- أيضا- عرض لمختلف فئات القوات النظامية، والسواري، والطلاب، والحرفيين، والمعاقين، والطرق الصوفية، ووسط كل هذا الزخم كانت جموع من المواطنين تسير وسطه- رجالا ونساء وشبابا وأطفالا.
البعض يردد لا إله إلا الله محمد رسول الله، والبعض الآخر يردد أهازيج الصوفية، وترانيم المدائح النبوية الشريفة. كل هذا يحدث بنفس الحماس والقوة لم تخفت الحناجر أو تكل الهمم طوال المشوار من منطقة أبو حمامة حتى وصولهم ميدان المولد قبالة القسم الجنوبي. عقب انتهاء الزفة بدأ الصغار يتوافدون لشراء الحلوى من عرائس وحلويات ، ما لفت نظري حقيقة في هذا الاحتفال أنه كان على درجة من التنظيم والنظام، وقد أغلقت شرطة المرور الشارع - تماماً- من اتجاه الشمال إلى الجنوب، واكتفت بالحركة في المسار الآخر من الجنوب إلى الشمال. وهو ما يفسر الاطمئنان الذي لازم المواطنين في حركتهم بكل يسر وسهولة، وهو عكس ما حدث- تماماً- في ذلك الحادث الفظيع بمنطقة جبل أولياء العام الماضي، والذي أدى إلى اصطدام حافلة مسرعة بأحد الأطفال الذي كان يشارك في الزفة، حين حانت منه التفاتة ليقرر عبور الشارع فجأة فاصطدمت به حافلة مسرعة جعلته ينتقل إلى رحاب الله. إننا نحتاج إلى تنظيم آمن وجميل معاً، يشبه جمال وروعة المناسبة، وعظمتها ؛ وسلامة الأطفال ينبغي أن تكون لها الأولية في مثل هذه الترتيبات ، ولا أقصد سلامتهم بالتنظيم المروري الجيد للاحتفالات- فقط- لكنني أعني سلامتهم وصحتهم بفحص تلك الحلويات من عرائس وأحصنة وفولية وسمسمية وجوزية وغيرها. يجب أن تخضع إلى فحص حاسم وجاد من قبل هيئة المواصفات حتى نطمئن إلى تاريخ الإنتاج والصلاحية والمكونات. وحقيقة كل ما أشاهد محلات حلويات المولد أذكر تقريراً قدمه المصور المبدع (جاهوري) عن أحد مصانع إنتاج حلاوة المولد قبل عدد من السنوات، وقد كان المصنع أشبه ما يكون بمكبا" للنفايات.
خارج السور:
نسأل الله السلامة لنا ولكم ، وكل عام وأنتم بخير، وصلى الله على نبينا محمد.. اللهم صلِّ على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه وسلم، اللهم اﺟﻌﻠﻨﻲ ﻣﻤﻦ ﻟﺰﻡ ﻣﻠﺔ ﻧﺒﻴﻚ ﻣﺤﻤﺪا- ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻭﻋﻈﻢ ﺣﺮﻣﺘﻪ، ﻭﺃﻋﺰ ﻛﻠﻤﺘﻪ، ﻭﺣﻔﻆ ﻋﻬﺪﻩ ﻭﺫﻣﺘﻪ، ﻭﻧﺼﺮ ﺣﺰﺑﻪ ﻭﺩﻋﻮﺗﻪ، ﻭﻛﺜﺮ ﺗﺎﺑﻌﻴﻪ ﻭﻓﺮﻗﺘﻪ؛ ﻭﻭﺍﻓﻲ ﺯﻣﺮﺗﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺳﺒﻴﻠﻪ، ﻭﺳﻨﺘﻪ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة