|
Re: لا للرسوم والجبايات الحكومية .. (Re: علي دفع الله)
|
تحياتي ود المشرف، أبو روضة ، علي دفع الله و كل الذين سيدخلون للمشاركة في البوست لاحقًا .
كأحد افراد الشعب اللاكيني أجد نفسي اتّفق معك تمامًا لأنك لم تتح لي مجالًا لاستخدام أداة الاستثناء السودانية ( لكن ) ، فعليه سوف أبصم علي كل الحروف التي كتبتها انت ، مع إضافة بعض النقاط التي اراها قد تسهم في اثراء الحوار. المصيبة هي أنّ ثمن الطلقة التي يقتلون بها اهلنا في كل مناطق السودان يأخذونه من المواطن السوداني . و لا يهم إن كان ذلك الأخذ تحت اسم الضريبة او الرسوم او مساهمات المغتربين او الدمغات او مدفوعات ( عًتًب المنازل ) ، و حتي تلاميذ المدارس لم يتم استثناءهم من تلك الجبايات ، و لا زلت أذكر حملات ( زاد المجاهد ) و التي كانوا يلزمون من خلالها أن يمنحهم كل تلميذ بصلة او بصلتين او قارورة زيت او حفنة تمر او شئ آخر ، فذلك لا يهم و المهم بالنسبة لهم هو ان يدفع الآخرون ثمن تلك الحروب العبثية التي قضت علي الملايين.
بما أن الحكومة تحيا ( كطفيلي ) يعيش علي دماء الآخرين - فإن فكرة مقاطعتها اقتصاديًا او بالاحري فرض حصار اقتصادي عليها من الداخل - ستكون أداة فاعلة في شل قدراتها المالية ، خاصة و أنّ كل مشاريع الانتاج بالدولة قد توقّفت عن العمل او تدهورت و انخفضت اسهاماتها في خزينة الدولة مما جعل الحكومة تعتمد علي المواطن بصورة كبيرة لمقابلة بنود صرفها المتزايدة بفعل التوظيف الحزبي و الترضيات السياسية او الاستقطاب ، و كما تعلم اننا لسنا بحاجة لذكر تلك البنود و اوجه الصرف ، فهي لكثرتها لا يستطيع احصاءها حتي المشاركون في الحكومة او الدّاعمون لمواقفها من اعضاء المؤتمر الوطني او الذين معه متعاطفون . بالطبع فإن المواطن لا يستطيع مقاطعة الحكومة بصورة كاملة و لكن بلا شك أنه بامكانه التضييق عليها ، و خاصة المغتربون و المهاجرون اذ صار ( عُنق ) الحكومة بيدهم فهم يمثلون احد اهم مصادر النقد الأجنبي لها ( إن لم يكونوا اهم تلك المصادر علي الاطلاق ) . فاهل الداخل يمكنهم ان يتحاشوا التعامل مع مؤسسات الحكومة ما لم يكن هناك ضرورة ماسّة ، اما شركات انصار الحركة الاسلامية فيمكن مقاطعتها جزئيًا و التوجّه لزيادة التعامل مع الشركات الأجنبية ، علي قلّتها ، و هذا السلاح فاعل و ذو حدّين . حدّه الاول هو أن يساهم في التضييق علي شركات انصار الحكومة و تقليل ارباحها من خلال تحويل تلك الارباح الي الشركات الأجنبية العاملة بالسودان - اما حدّه الثاني و هو الاهم و الذي يرتبط بصورة مباشرة بالموقف من النقد الأجنبي و ذلك من خلال تهريبه الي خارج السودان و ذلك لأن اغلب الشركات الأجنبية في دول العالم الثالث تقوم بتحويل ارباحها الي خارج الدولة التي كسبت منها تلك الارباح خاصة و ان كان الحال بالدولة المستضيفة كما هو الحال بالسودان . حال مضطرب و يهدد بانفلات امني و سياسي في كل لحظة من لحظات العام . إذن زيادة ارباح الشركات الأجنبية العاملة بالسودان ستعني مزيدًا من تسريب النقد الأجنبي الي خارج السودان ، و بالتالي فإن النتيجة ستكون مضاعفة ازمة النقد الأجنبي التي تواجهها الحكومة الآن و بالتالي فإن الجزء اليسير من العملات الأجنبية الذي يمكن ان يصل للدولة من تحويلات المغتربين او تصدير بعض المواد الخام - سوف تقوم الشركات الأجنبية بسحب مقدار منه لتحويله خارج البلاد و سوف تقوم بذلك حتي لو اضطرّت للحصول عليه من السوق السوداء ، و بهذا ستساهم بصورة مباشرة في تفاقم فجوة النقد الأجنبي و التي مع تزايدها سوف تجد الحكومة نفسها عاجزة عن استيراد الكثير من السلع التي لا تستطيع انتاجها محليًا و قد يقودها ذلك الحال الي وقف حوافز و مخصصات القادة و الحزبيين الذين تتيح لهم الحكومة اجازات سنوية لهم و لاسرهم و رحلات نزهة او استشفاء خارج السودان ، هذا بالاضافة الي حملات العمرة و الحج مدفوعة الأجر بالعملات الأجنبية خصمًا علي حقوق المواطن السوداني التي صادرتها منه الحكومة دون وجه حق . و قد تتفاقم الازمة و تصل الي مرحلة العجز عن استيراد الاسلحة و الذخائر و المعدّات الحربية التي لا تستخدمها الحكومة في حروب خارجية بل تدّخرها لقمع و ترويع المواطنين . بالطبع فإن الحكومة سوف تسعي لاحالة هذا النقص في النقد الأجنبي الي زيادات في الاسعار ، و هذه الخطوة ليست من السهولة تنفيذها بعد التدهور المريع الذي وصل اليه اقتصاد السودان ، فالمواطن السوداني يقف الآن علي حافّة الانفجار و ذلك باعتقادي ما جعل الحكومة تصبر ثلاث سنوات قبل ان تعلن عن زيادات كبيرة في اسعار السلع الضرورية و المحروقات و قد كانت تقوم بمثل هذه الزيادات في كل عام خاصة في الفترة التي تلت تأسيس دولة جنوب السودان ، و باعتقادي أنّ تأخير الاعلان عن زيادات في اسعار السلع الضرورية و المحروقات ، قد جاء بسبب الخوف الذي ملأ قلب الحكومة بعد ثورة سبتمبر من العام ٢٠١٣ و التي استخدمت فيها الحكومة اعلي سلاح معها ( سلاح القتل ) و مع ذلك لم تتوقف الثورة الا بعد مضي زمن طويل علي تلك الاحداث و لا زالت ذاكرة الشعب السوداني جرحي جراء بشاعة الحكومة و جهاز امنها و جنجويدها الذين يري الشعب انّهم قتلوا الشباب الثائرين في تلك الاحداث .
نجاح و فشل العصيان المدني ليس مهمًا عندي بقدر اهمية النتائج التي ترتّبت عليه ، فبعد هذه المحاولة السلمية في هزيمة الحكومة - اكتسب المواطن السوداني و لاول مرّة أداة فاعلة يثق في انّها سوف تهزم له الحكومة دون ان تعرّض بناته و أبناءه لخطر التعذيب او القتل ، كما أنّ الحديث عن العصيان المدني قد فتح ذهن الكثيرين الي الدّافع الحقيقي للحكومة وراء زيادة الاسعار و الذي هو افلاس الحكومة و خلو خزينتها من النقد الأجنبي مما اضطرّها الي موازاة سعر صرف العملات الأجنبية ببنك السودان ليصير مساويًا لسعر السوق السوداء و تلك السياسة علي فشلها المعروف لكل الاقتصاديين الا أنّ الحكومة سعت اليها من باب ( الغريق يتعلّق بالقشّة ) و هذا الغرق الحكومي في ازمة النقد الأجنبي لم يحتجب عن فطنة المواطن السوداني الذي رأي فيه سقوط الحكوة الوشيك - لذلك صارت الاصوات تعلو و الحناجر ترتفع بالنداء : أن حاصروا الحكومة و أقضوا عليها فاقتصادها قد خاب . خلاصة القول بالنسبة لي كما قال احد اصدقائي المقرّبين اسمه ياسر : إن نجاح او فشل الثورة لا يهمنا كثيرًا بقدر ما يهمنا الوعي الثوري المكتسب ابان فترات الكَر و الفَر و احتدام الصراع . طبعًا الصياغة من عندي و لكن ذلك معني عميق منحني له صديقي و سيظل مرافقًا لي ما بقيتُ علي وجه هذه الحياة و التي آمل أن تكرمني برؤية شمس ذلك اليوم المرجو و الذي فيه سيصافح شعبنا العظيم عنان السماء .
لك التحايا يا صديق الاسافير فمن قلمك الصادق نرتوي رحيق الفكر حروفًا عذبة كما مياه النيل .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لا للرسوم والجبايات الحكومية .. (Re: محمد حيدر المشرف)
|
نقطة أخيرة اعتقد انها مهمّة و هي أن يتم فتح حوار حول كيفية حرمان الحكومة من تحويلات المغتربين دون ان يؤثر ذلك علي اهلهم بالسودان و الذين يجب ان تصلهم التحويلات كاملة . بصورة مبدئية يمكن ترتيب اشخاص من التجار السودانيين الذين يحتاجون لعملات أجنبية لاستيراد بضائع من الخارج ، و بالتالي يتم ايداع الدولارات علي سبيل المثال في حسابات خاصة بهم في دبي او الهند او الصين او اي دولة أخري يستوردون منها بضائعهم و بالمقابل يقوم التجار بدفع قيمة تلك التحويلات بالجنيه السوداني لاهل الشخص صاحب التحويل المقيمين بالسودان او اي شخص آخر تقرر ان يذهب له مقدار التحويل . هذا الامر يمكن مناقشته من زاوية ان تتبنّي هذا العمل جهة موثوقة بها و بالتالي تسعي لحشد اكبر عدد من المغتربين و المهاجرين للالتزام بهذه المقاطعة و العمل الجاد علي تحويل اموالهم من خلال تلك النافذة التي يتم الوصول اليها عبر الحوار . القضية الاهم بالنسبة لي هي فتح حوار حول هذه القضية و قضايا اخري تصب بصورة مباشرة او غير مباشرة في تقوية موقف آلية الحصار الاقتصادي الذي يمكن ان يفرضه المواطن علي حكومة الحركة الاسلامية بالسودان . بالضرورة فإن فتح حوار حول هذه القضايا سيصيغ رؤي واضحة لكل جوانب الموضوع . و لا اعتقد اني بحاجة للتذكير بسلبيات العمل العام في مجتمعاتنا السودانية بما في ذلك مسألة التعامل مع اموال المنظمات و الاحزاب ، و قد تمثل تلك المسألة حجر عثرة في فتح أبواب الثقة التي تم اغلاقها عند الكثيرين بسبب احداث سابقة كانوا ضحايا لها او مشاهدات وقفوا عليها او حتي احاديث و أقوال نقلها لهم آخرون فاسهمت في تكوين صورة سالبة عندهم و أبعدتهم عن التفكير في الدخول في اي عمل عام و باتالي صار من الصعب عليهم ان يثقوا بالآخرين ، و لكن تلك المواقف علي كثرة التعقيدات التي تحيط بها الا انه يمكن تفكيكها بالحوار ، و لذا أجد نفسي مصرًا علي ضرورة الحوار ثم الحوار ثم الحوار .
اعرف أن هناك اناس يرون أنّ ما اقترحته هنا سيؤذي بالدرجة الاولي بالمواطن و لن تتأذّي منه الحكومة الا بقدر يسير . اعتقد أنّه يمكنني ان احاور ذلك الرأي عند طرحه و بالتالي لا اري ضرورة لعبور الكبري قبل الوصول اليه .
اشكرك علي هذا الصبر الجميل و اعتذر عن اطالة المداخلة السابقة كما اعتذر عن عرض افكاري بصورة مبتورة في هذه المداخلة تذكّرني التلغراف .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لا للرسوم والجبايات الحكومية .. (Re: وليد زمبركس)
|
وليد زمبركس ..
المشكلة يا صديقي اني أقدر للكلمة قدرها الصحيح ... وصحيح أن كل مافي الكون ايام ومقدار له الا الهوى .. ما يومه يوم ولا مقداره مقدار ولكن .. (ها أعود لذاكرة الشعب اللاكيني)
ولكن ذلك لا ينقص من قدر الكلمة قيد معنى ..
يحدث كثيرا أن نمارس ونس الكتابة .. قيلها وقالها .. وتلغرافية المعاني ومسجاتها السريعة هنا وهناك .. بيد أن بعض الكلام صعب جدا
في اليومين الفاتو يا وليد .. دهمتني الكثير من الافكار .. رامقت طويلا حال الحاصل .. خطوات الثورة المتعثرة .. المومانتوم بتاعها .. اتجاهاتها .. مكنزماتها .. تابعت كثيرا جدا ... عادت ذاكرتي كفلاش 64 قيقا فيسبوكية ومنبرية مشحونة لي ودعينها .. وذلك رهق كما تعلم عظيم ..
المهم يا صديقي .. استولت على تماما فكرة عدم قدرة الناس على الشوف السليم لافتقارهم الرسوخ المعرفي بالاضافة لمتلازمة الشخصية السودانية المعروفة ..تلك الشخصية الفخورة جدا بجهلها الذي تحسبه فوق جهل الجاهلين .. لا للاحزاب .. الصادق المهدي يشمها قدحة .. كلو ولا الحزب الشيوعي .. سرقة الثورة .. انتهازية الساسة والخ ذلك اللاوعي..
توطنت ذاتي للكتابة حولذاك .. ولم اكتب
التقطت عددا من الاخبار المتفرقة .. اخبار تفرق دمها بين قبائل الميديا .. في النيل الازرق مثلا .. في برنامج تحت الطبع .. خبر عن مدرستين تم سحب الترخيص عنهما .. مدرستان يا وليد . مدرستان وففي نص العام الدراسي .. تحدثت المذيعة التافهة جدا (انا لا اشتم الا نادرا جدا) .. تحدثت عن ضرورة تنفيذ الضوابط .. وافقها الصحفي التافه جدا .. جدا (عدت اشتم كثيرا يا صديقي) ..
هما, المذيعة التافه والصحفي التافه جدا أعني, يعلمان جيدا ان ذلك مجرد عقوبة سلطوية لمدارس ناصرت فكرة الاعتصام فطالتها يد السلطة التافهه .
اخذت افكر أن رعونة الدولة واحدة من مكنيزمات الثورة .. تحمل الناس حملا على الاحتشاد في الضد من الاستبداد .. بجب الانتباه لذلك ونشر الوعى بين الناس أن الدفاع عن المعتصمين والمعتصمات مسؤولية اخلاقية في المقام الاول .. ووطنية نبيلة جدا .. واستكمال لحلقة جديدة من حلقات الثورة .. هممت بالكتابة ولم أكتب شيئا!
ثم قرأتك يا عزيزي ... قرأتك فانتبهت لثقل موازين الكلمة .. واحترامي لتلك الموازين .. وضرورة الاعتناء بالكلمة .. وصعوبة الاعتناء بالكلمة كيما تليق
سارسل الكتابة عفو الكيبورد يا صديقي وامهلني قليلا ريثما أعود
| |
|
|
|
|
|
|
|