ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ 1 ثمّة ما يقضِمُ ملامِحَكَ بشراهةٍ وتلذّذٍ امرأةٌ ما، بمكانٍ ما يا ولدي جائعةٌ إليك. 2 أيُّ حنينٍ أطاشَ لُبَّ السّماءِ على الشّارِعِ فغمرتهُ بكُلِّ هذا الفيض؟ 3 مغطاةٌ بِلادي بعطايا السّماءِ فيما لم تزل بيوتُها تئِّنُ من نهلِها فيوضِ الظمأَ القديم. 4 متى ستهدأُ السّماءُ لتنقضَّ على الشّارِعِ تظفرُ بما تبقى مما أغرقته؟ 5 الشّارِعُ في تلفُتِهِ، والمطرُ في تفلُتِهِ يتسامران بتأمليّ للمسافة. 6 قالوا: تساقطَ المطرُ بنزقٍ هذا المساء.. فضحِكتُ في سِّرّي طويلاً وقُلتُ (في سِّرّي أيضاً): لقد انصرفَ الشّارِعُ عنكَ ومضى ليختلي برعشاتِ المطر.. لن ابتئسَ إن وجدتَهُ في الغدِّ وقد خبأَ بعضَ حُفرِهِ لي:> 7 أنتِ لا تضعينَ خوذةً لقلبِكِ فكيف سينجُو من بروجيّ التي "ترمِي بشررِ" الهوى.. 8 الكونُ مُمسِكاً بتلابيبِ بعضِهِ يُسلي شيخُوختَهُ الضّجِرةَ بالحربِ.. الكونُ مكانٌ قذِرٌ لتمارِسَ ابتسامةً ميتةً على قارِعةِ الشّارِعِ الذي بمقدورِهِ أن يربِتَ على كتفِكَ المخلوعةِ لكنه يرتدي حذاءَهُ الرّياضيَّ ويهرولُ في قهقهتِهِ على قلبِكَ المفقوءِ.. 9 ما اشهى عِناقُ الحُبِّ.. الرّملُ يفعلُ والغابةُ وأحجارُ الجبلِ... كلما رصفَ الحيُّ شيئاً إلى جوارِ بعضِهِ اِلتأمَ الرّملُ بالحجرِ والغابة.. على أيِّ طريقةٍ تتعانقُ اﻷضدادُ تلثُّمُ أنفاسُها أرواحَ بعضِها في شوقٍ وشغف...!! لا تسل.. وإنما خُذِ حكمةَ العِناقِ طازجةً وارسم شجرتَكَ واحتويها كاحتواءِ الموسيقى للصوت.... 10 قَعرُ الرُّوحِ ــــــــــــــــ أهدي هذا النص إلى كُلِّ حليمٍ قال (سلاماً) لمن امتحن صبره... ـ ـ هذا قلبي اجتاحتهُ القلاقِلُ فتراهُ يَصرُخُ: خبئوني في كوكبِ الناي..!! أيُّ شجنٍ بدّدتهُ البلابِلُ الحالُ ما تَرى: ينشجُ من جَذْبةِ الَّلأي..!! بعثرني ليلُ المظاظةِ لما حَلَّ النَّهارُ قُرصَهُ واستبدتْ حِدةُ الرأي..!! إنما القعرُ وإن بلغَهُ النبشُ.. سمتهُ السّرمديُ: يبذلُ (الماي*)..!! 13/11/2012م * الماي: الماء... 11 أوبرا وينفري ــــــــــــــــــــ ربعُ قرنٍ من الإشراقِ وأنتِ لا تتوانينَ تهبطينَ إلينا من أقصى خفقِ ضوءٍ يحتويكِ شاهِرةً أريجَ الرؤى عطايا لأنفاسنا المرهونةَ للأحلامِ الضيقة.. أنتِ حديقةٌ وارِفةُ البهجةِ كلما خاصرت انتباهكَ باتساعِها الهيولي زقزقتْ الرعشاتُ اتجاهاتَكَ وتوضأ قلبُكَ بالدمعِ.. أعرفُ أنكِ ستحملينَ أبعاداً أكثر فإنسانُكِ لا يستلقي في الدِّعةِ يتجرعُهُ النومُ.. كيف وأنتِ الغمامُ يتقصى أرواحَنا يقيسُ فيمطرُ.. "لا تُغادري بكُلِّ هذا اللطفِ تختلُ أقدارُنا ننكفي.." 12 من ذا الـــــــــذي اصغى إلى عبثِ المساء لما تنامى جـــــــــرسُهُ وأباحَ للصِّ الرواء فمضى بصوتٍ نافِرٍ يجتاحُ بالخللِ الغِناء؟ 13 والظِّلُّ.. أبقيتُ ليقظتِهِ (كُلما مرّ الشَّارِعُ حافياً بذاكرتي..) زاويةً في مقهىً منسيٍّ بحارةٍ مهجورة.. لكم أحب ظلي..!! 14 ﻷوصِلُ هذا الغضبَ الطيبَ إلى البابِ.. بيدٍ اِسمنتيةٍ سأحملهُ" وأطوفُ على أركانِ غُرفتي السّبعةَ.. الغضبُ الطيبُ عبءً على اللّيلِ الطيبِ الذي يختبئُ في شهقةِ الضوءِ الأخيرة ..... ..... .......... ........ 15 أضحى قلبيّ محلُ غابةٍ يزأرُ فرط النّهِيقِ. 17/11/2015م
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
بله محمد الفاضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست