دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: قبر وأبرول وممسحة (Re: عليش الريدة)
|
الحقيقة كرةٌ في سقف الغرفة..وللوصول سلمٌ واحدا.. هذا شأنك..تلك بالضبط ،هي معانيك الذاتية.. لك أن تختار إما أن ترتقي ..أو تواظب على النظر من أسفل..
الرواة : زملاء عم صابر في شركة التنظيف جيران عم صابر في كوخه الذي يعيش فيه.. المسؤلون بطريقة أو أخرى من الصراف الآلي.. أصدقاء سونا.. مسطرينا :أداة لردم الفجوات وتسويتها وجعلها قابلة لإعادة البناء .. (حقيقيا ومنطقيا وواقعيا) :أدوات لازمة لعملية إعادة البناء..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تقاليد الانجراف الأخير (Re: عليش الريدة)
|
سونا ظهرت عند الرواة باسماء عديدة،لونا،تونا،نونا،حليتي (طبعا استبعدت هذا الاسم مباشرة).. رجحتُ اسم سونا لأنه كان الأكثر تداولا..فقد حصل على نسبة 39% مقابل 61% لبقية الاسماء مجتمعة.. كانت لازمة (المجنونة ) تابعة لكل اسم دون استثناء .. للدرجة التي فكرت فيها،أن أتبنى اسم المجنونة فقط،لكني تراجعت عن ذلك.. عم صابر ظهر باسمين فقط،عم صابر،وعم ثابت..رجحت الاسم الأول، ليس اعتمادا على نسبة تداوله ـــ وقد كانت عالية للغاية ـــ ولكن لأن الذين ذكروا الاسم الثاني، كانوا من النوع الذي يهرش أنفه عندما يتكلم.. بنفس القدر الذي ظهرت به سونا باسماء عديدة،ظهرت به كذلك بأوصاف عديدة،في العشرينات من عمرها،الثلاثينات،بداية الأربعينات.. طويلة،قصيرة،متوسطة الطول، لونها أبيض،أسود،أسمر،حنطي،أخدر.. شعرها طويل،قصير،بني ،أسود..عيناها عسليتان،سوداوان،فمها واسع ،ضيق..أنفها دقيق،منفرج،قصير،طويل.. وبالمقابل،كانت أوصاف عم صابر عالية الثبات..كانت أوصافه ،هي هي..كان عم صابر،هو هو .. متوسط الطول،عمره فوق السبعين،أشيب الرأس واللحية،رث الثياب،صموت،وتحيته عندما يقابل الناس،إشارة باليد دون كلام.. نادرا ماشوهد مبتسما..يحب العزلة ،حياته عزلة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نجمة الصباح ...العوير (Re: عليش الريدة)
|
اسمه العلمي (نجمة الصباح)، واسمه عندنا (العوير)...نبات يقال عنه طفيلي، نادرا مايزرع،دائما مايكون محل التجاهل،السخط،المكافحة،لكنه رغم ذلك ،يستمر في النمو والحياة والتكاثر،بمراحل بعيدة ،فوق ماتنمو عندنا النباتات المرغوبة والمدللة،تلك التي نجتهد في حسن طلبها ورعايتها.. لذلك استحقت عندنا نجمة الصباح اسم العوير.. عم صابر ليس عويرا،لكنه نشأ كما تنشأ نبتة العوير،دون دعوة ولارعاية،شئ صغير،بدا لوهلة (كقنطور) نمل في قرية ما،طينة ضئيلة،لكنها مرئية،ضد تقاليد القرية هي،لكنها لاتسبب ماديا،أذى ولا إزعاج،وساعة بعد ساعة،يوم بعد يوم،عام بعد عام،تصبح هذه الطينة الضئيلة،قنطورا كبيرا،شئٌ فرض نفسه في جغرافيا القرية،وأصبح واقعا يجب التعامل معه،بالطريقة التي يحددها هو،ليس بأماني القرية.. ومثلما يكمل طفلك،عامه السابع،وبعد أن تنتهي من تلك الدوشة ،التي تُسمى عبثا بعيد الميلاد،ستغتالك رغبة عارمة ،في تصفح (الإلبوم ) المخصص لطفلك،تلك الصور المدخرة منذ أول شهقة،وحتى يوم الناس هذا،وبعد أن ينام جميع من في البيت،ستسوقك الحيرة،نهم الإشباع الذي لايفتر،تلك الأشياء التي تدك العقل،كما تدك البحيرة الحجر.. وسترتعب عندما تصطدم بتلك الانهزامات،الفجوات التي صنعها المنطق،الجبال الرواسي، التي نطلق عليها : المسلمات.. طفلك في صورته الأولى،كان طينة ضئيلة،وصورة بعد صورة،مناسبة بعد مناسبة،احتفال بعد احتفال،صار قنطورا كبيرا..وبعيدا عن أوهام الروابط العاطفية،تلك التي تجعلنا في ساعة تجلي،نتعرف بوضوح،على دمائنا التي تجري في الأغراب من الأشخاص،وبعيد عن حقيقة أن طفلك،رغم أنه لا يعرف فيزياء المرآة،ولم يسبق له أن ميز صورته بالوضوح الكافي،لكنه سيتعرف عليها بسهولة عند النظر في المرأة،سيقول وهو متأكد تماما مما يقول :هذا أنا.. بعيد عن كل ذلك،هناك سؤال بديع،لو فقد كل والد طفله في عامه الأول،وتصادف أن رآه في عامه السابع أو العاشر، هل سيعرفه؟ النمو التدريجي للمعرفة ،يجعلها أليفة،غير منكرة،معنى يمكن التعايش معه.. هكذا نمى عم صابر،دهشة بعد دهشة،إلفة بعد إلفة،اعتراف بعد اعتراف..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجاءت من أقصى الكوخ مدينة تسعى (Re: عليش الريدة)
|
من المؤلم أن تضع نفسك في مواجهة الناس،ليس من الجيد أن تقف أمام ذلك القطار المدمر، التصرفات الخارجة عن المألوف،تأتي بالاستهجان وتُكسب العداوة،لايمكن أن تعيش وسط هؤلاء القوم،ثم تعتزل حياتهم ومعناهم ووجودهم،ستوصف بأشنع الألفاظ،وتمارس ضدك أسوأ أنواع الانتهاكات ..لكن صابر لم يكن يبالي بشئ من هذا.. منذ أن قدم لهذا الحي وتحصل بطريقة غامضة على هذا الكوخ الطرفي،جعل دأبه الشاغل هو الابتعاد عن الناس،والناس عادة لايستسلمون بسهولة،إنهم يحملون تلك الأنوف التي لاتشم إلاّ روائح الفضول،المجتمع في الحي بسيط ومنغلق،لايعرف كل واحد فيهم أسماء الآخرين وتفاصيلهم الحميمة وحسب،بل يعرف حتى أسماء القابلات اللائي على أيديهن خرج هؤلاء الآخرون للحياة،لذا لم يترك في البداية لشأنه،كانت العزلة مهمة عسيرة وباهظة،مثلها ومثل المهام النورانية الشريفة،مهام القلوب وأشغال القلوب.. وكما تمضي القصص بأبطال الإيمان المثابرين،حملة مشاعل الفداء،سلك صابر الطريق وتدحرج على الدرب،وبعد أن تعرض تباعا، للإغراءات ،المضايقات،العنف اللفظي غيرالمباشر،المباشر،ثم تعمد المعاملة بالمثل،والسعي الحميم لإيفاء التجاهل مكيالين من التجاهل،بعد كل ذلك ،وأخيرا جدا،أُعلن الاستسلام :افعل ماشئت،أنت بالنسبة لنا غير مرئي.. أخيرا،أصبح صابر قنطورا كبيرا في جغرافيا الحي..شئٌ ثبت،حتى نال ميزة الاعتراف بالنمو التدريجي للمعرفة،وصار بعدا أليفا،يمكن التعايش معه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: منعطف جديد (Re: عليش الريدة)
|
تصادف أن كان عثمان أوجا ـــ وهو جار صابر الأقرب ــــ رجلا من طراز فريد،من ذلك النوع المتصالح مع التفاصيل،النوع الذي قد يقضي نهارا كاملا،متجاهلا لكل شئ،ليشاهد حدثا معروفا معتادا وموثقا ، كملحمة انتصارجيوش النمل على جرادة جريحة مثلا،أو لحظات من كسوف أُعلن عن تفاصيلها قبل إسبوع من حدوثها.. لقد تركزت فيه بصورة لافتة،صفات الباحث الصلد،كلب الصيد العنيد،وغشامة الصاروخ الموجه..لو كان الناس لايستطيعون التنفس إلاّ من فوق بحر التفاصيل،هناك على السطح النقي،حيث الأكسجين يملأ الطبقات الدنيا من الجو، فإن أوجا كان على الدوام،سمكة لم تر ضوء الشمس أبدا..وهكذا قادته تلك الصفات للتعامل مع قضية صابر الغامضة..لم ييأس ،كان هو الوحيد الذي لم ييأس أبدا،واستطاع في النهاية،بعد معركة مرهقة وطويلة، أن ينال انفراجة من ثقة،تلك الانفراجة التي أتاحت له ـــ من دون العالمين ــــ أن يحظى بموافقة صابر على حضور مناسبة تخصه،عقد قرآن محمد عثمان أوجا،الابن الأكبر للباحث الصلد.. بعد أن تناول المدعوون وجبة الغداء في تلك المناسبة،وفي خضم اللحظات المقدسة المشحونة بالتوتر،التي تسبق تلك الاجراءات مباشرة،وبينما كان المأذون الشرعي يتنحنح ليختبر كفاءة صوته،فجاة صاح صوتٌ آخر،أشرخ ومهلوع : ثابت؟ لاحولاااا،يازول إنت هنا ونحن هناك قالبين عليك البلد؟ كان صابر يعي تماما،أن هذا الكلام موجه إليه،لكنه واصل في احتساء الشاي وكأنه لايسمع مايقوله هذا الرجل من ترهات..لكن الرجل لم يستسلم:خمسة سنة ياثابت مانشوفك ولانعرف ليك خبر،الحصل ليك شنو ياخي؟ تكهرب الجو،نشطت الأنوف التي لاتشم غير روائح الفضول،صُوبت من جديد،النظرات التي قد يئست،واشرأبت الأعناق..لقد خلق هذ المدعو القادم من مدينة بعيدة،مسرحا مغايرا ومهيأ لتلقي مناسبة أخرى،خلاف هذا العرس البهيج،حتى المأذون توقف عن النحنحة،لكن صابر،مازال يوالي حسوة وراء حسوة،وكأنه فقد للتو حاستي السمع والبصر،وماهي العزلة؟ إلم تكن فقدٌ لهاتين الحاستين،أو تبعاتهما.. :مرتك ماتت قبل أربع سنوات،بتك الكبيرة طلقوها،والصغيرة عرسوها،وولدك الكبيراغترب،والصغير.... صابر قدر أن لعبة التجاهل لن تنفع هنا،وقرر حسم الأمر:إنت قاصدني أنا يازول؟ :ياثابت نسيتني وللا شنو؟ أنا ما محمد جلال،صاحبك العايش معاك من قُمنا.. :معليش يامحمد جلال ،النمرة غلط.. :ياثابت.. :يازول،أحسن ليك تزح من قدامي،أنا برتكب فيك جناية. هنا تدخلت أصوات وهمهمات من العقلاء،طالبة من محمد جلال الكف عن ماهو منهمك فيه..فصاح بدوره : ياخوانا أنا مابكضب،وعشان أوريكم الدليل،خلوا الزول دا يرفع بنطلونو،تحت ركبتو الشمال بتلقوا جرح ظاهر،مطاول من فوق لتحت،ولو مالقيتوهو أنا بعتذر ليهو هسّ.. ظهرت أصوات استحسان وهممهات من غير العقلاء هذه المرة،الفضوليون يشعرون أنهم على وشك الدخول في لحظة مشوقة ومنعطف جديد،وتناسى الجميع،عقلاء وغير عقلاء،الهدف الأساسي من وجودهم هنا،عقد قرآن محمد عثمان أوجا... نهض صابر وانحنى بطريقة رشيقة،وأخرج من (شرّابه) خنجرا صغيرا،وأشهره مباشرة في وجه محمد جلال:تعال إنت أرفع البنطلون.. وكانت هذه الحركة العنيفة،بمثابة صافرة الحكم ،التي تنهي المباراة، وتقتل تطلعات الفريق المهزوم.. تدخل العقلاء بصورة حاسمة هذه المرة،وجذبوا محمد جلال وذهبوا به لمكان بعيد،وحاول بعضهم تهدئة صابر،لكن صابر التفت مباشرة نحو عثمان أوجا :دي تمثيلية بايخة منك ياعثمان،لكن مافي مشكلة،متعودين نحن على الدجل دا،بس بحذرك،لو تاني سلمت عليّ ساي،أنا ببعجك بالخنجر دا.. وأشهر الخنجر وردّه مرتين،فيما يشبه تصرفات البحر النزق،ثم أخيرا،أرجعه لمحله الأول،داخل الشراب،من فوق البوت،وهكذا عرف الناس بصورة جلية،لماذا لايرتدي صابر الجلباب أبدا.. وهكذا أيضا،عرف عثمان أوجا،أنه الآن في آخر محطاته البحثية عن لغز صابر وقضيته الغامضة..وهذا يعني تلقائيا من اتجاه آخر،أن صابر خرج منتصرا،رغم الأذي الذي أصابه،إلاّ أنه خرج مرتاحا جدا من تلك المناسبة،لقد تخلص أخيرا من عبء عثمان أوجا،وهكذا تجري الإمور عادة،طبيعية وغرائبية،بدورة رتيبة ومملة،لكنها بالغة الصرامة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطريق معبد (Re: عليش الريدة)
|
سأل أوجا محمد جلال: هل ستخبر أهله؟ لم يتردد محمد إطلاقا،وإنما أجاب بثقة كبيرة :لا. :جيد،هذا ماقدرت أنا أيضا.. وتلاقت العيون في انسجام..أسرار السماء،تتحملها الأرض..الألغاز تبقى ألغاز.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطريق معبد (Re: معاوية الزبير)
|
وكيف يتابعني رجل عاجز عن الحركة؟ إني إذن لفي ثبات مبين هههه بتصدق لو قلتليك أنا بكرة على سفر،عليك الله كلم أستاذنا هاشم هههه ناس سودانيس ألذ ناس ،إلاّ من (كفر) ههه
توقيعي عاجل الشفاء للزعيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطريق معبد (Re: معاوية الزبير)
|
الحركة داخل السرير على مسئولية صاحبها..وخارج السرير على مسئولية السائق (يعني أنا) .. إنت بالطريقة دي ح تخليني ألغي السفر..نوم ياخي نوم... *في واحد صاحبنا صحوبية عمر بحالو، إنت بتذكرني بيهو.. هو زول طيب جدا جدا جدا،لكن مكار هههه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الطريق معبد (Re: عليش الريدة)
|
أصعب مهمة في هذا العالم،أن تكمل احتساء كوب من الشاي.. دون أن تأخذك سهوة وتمتطي شيئا من الجياد.. لكن المستحيل ،هو أن تتوقف لحظة عن التفكير..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: عليش الريده (Re: محمد قسم الله محمد)
|
مرحب الأخ محمد ..وشكرا على المرور والكلام الطيب...
*زماان كان عندنا ترزي بلدي،مابقيس الزول ولابسجل غير الاسم في القماش.. يعني لما تجي شايل القماش الدار تخيتو جلابية،بقوم الترزي دا بعاين ليك مرة ومرتين، وبعداك بسألك من إسمك ويسجلو على القماش،ويقوليك تعال بعد إسبوع،لما تجي بعد إسبوع ،تلقا جلابتك جاهزة،وقدرك بالملي ياحبيبي بالملي.. وفي واحد جمبو بقيسك مرتين،ويعيد تاني القياس ،ويسجلو ومعاهو الإسم، ويقوليك تعال بعد إسبوع..وتجي بعد إسبوع تلقا الجلابية لسّ،وتاني إسبوع ..والجلابية لسّ..
أنا مشكلتي مابعرف اكتب من غير ما أقيس..لو صبرتو عشانا شوية تكونوا ماتلومتوا تب... شرفتنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الحلبة (Re: عليش الريدة)
|
الأفكار التي تهوّم في الرأس،الخيالات والتمنيات التي تحاول تسفيه الواقع،الطاقة المتفجرة من الشعور بالاضطهاد،رد الفعل الناتج من سرمدية الأسر والحتم، كل تلك المعتقدات التي كان صابر يمضغها ويلتحفها،لم تغير شيئا كثيرا على الأرض،والأرض ميزتها الكبرى أنها تعرف جيدا كيف تتعامل مع البشر ،يقولون أن المعادن التي أنبتت الأبدان،هي نفسها التي اندست في شفرة الأرض،والأرض كانت من قبل أن يكون هناك بدن، معادن الأرض كانت من قبل معادننا،نحن جزء من كل،ولن يغلب جزوءٌ كُلا..الأرض ماهرة جدا في أن تجعلنا داخل الحلبة باستمرار.. الانسحاب ليس من خيارات المباراة،لدينا مسلكين فقط،الفوز أو الانهزام.. لكنه ناضل،كما يناضل من تستوي عنده الإمور،كمن زهد في هبة الاختيارووضع نفسه في موضع من ليس لديه شئ يخسره. .لقد حاول مثلا أن يتخلى عن الطعام،أو على الأقل أن يتخطاه،متلازمة الاشتهاء والإجابة،الشعور ورد الشعور، صك الرغبات التي عليها نقضي أعمارنا،كما تقضي القطارات على القضبان أعمارها..وأكمل يوما من الصيام،يومين،إسبوع، ثم بعد ذلك توقف،وقرر أن الطريق لايمر من هنا.. ذهب إلى أحد المساجد وسأل المصلين،لم يتحدث كثيرا،بل لم يتحدث إطلاقا، كان فمه يتحرك لكن لم يسمع أحدٌ شيئا،ثم جلس..وانهالت عليه الصدقات بطريقة مدهشة، الناس لم يسمعوا ماهي مسألة هذا الشيخ،لكنهم مع ذلك تبرعوا بوفرة غريبة،العجز عن الكلام،أفاد ربما أكثر من الكلام.... بعد أن أكل قال :سأبحث عن عمل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الشركة (Re: عليش الريدة)
|
ماهي خيارات التوظيف بالنسبة لشخص في نفس ظروفي؟ رجل ارتوى ومازال يؤمر بالشراب، على أقدام فيل عجوز،جرّب كل الطرقات،ثم تآلف مع السير في المحل، ومن عواتق الأرفف الدانية والعصية،مضغ كل علكات الاندهاش ،ثم على أرصفة التعوّد بصقها،دما أحمرا طازجا.. نفس دورة الجرح والتخلّق..كُن بالألم قبل المُتع...والآمال على الشريط مصطفة ساهية، وكل يمد ماعونه الكبير..يامغرفة الهروب :صُبّي،صبي. شركة (بالا لأعمال التنظيف).. شعاري هو أبرول وممسحة،ديدني جمع ماتبعثر،آليت أن املأ السلال بما تستحق..يا أوساخ العالم :اتحدي، وتكتلي.. لاتتفرقي فتنهكيني،ليس لدي متسع بعد للنصب،لكن زمني وفير جدا..جئتك بمعاول الاعتراف،والعالي من رغبات التقمم.. فسّرتك بأن أضرب شلة من العصافير بممسحة واحدة،المجد لك ياغوايات الفراغ .. تخفّي وتجلي،في دوائر ،أوردينا عسل السياط،ثم تلذذي بصوت الظمأ هادرا من قاع الحناجر..نحن من جوع قد تجشأنا. لاسكون خلاف الفناء،كل الناس تعرف هذا..لكن المعرفة قبطانا رخوا... لم يهتم صابر بمعرفة هل شركة بالا قابضة،أم محدودة،أم ينطبق عليها أي تصنيف آخر، من تلك التصانيف القانونية التي توسم وتنظم عمل الشركات.. كل مااهتم به عندما تقدم للمعاينة ،هو نوع الأوساخ التي يجب عليه التعامل معها،ثم الأجر الذي سيتقاضاه. كان انتقائيا بطريقة واضحة وهو يحاجج لجنة المعاينة..يعرف جيدا،أن البداية تحدد كنه الانتهاء،من الضروري تنقيط الاتفاقات،ذلك الخيط المنسل من الغزل القديم.. على العرش جلس ثلاثة رجال ،عند رؤيتهم لهذا المتقدم العجوز،بدت منهم إمارات الدهشة ،والتهكم ،والشفقة،وهكذا، كما همهم صابر في نفسه :من حسن حظ الدنيا أن الاتفاق نادر. وتبادلوا بعد ذلك في تقديم الأسئلة،بما يخدم انطباعاتهم الأولية، دهشة،تهكم،شفقة...لكن الجميع ـــ بما فيهم صابر ـــ وصلوا عاجلا للنتيجة الحتمية :فقد الاهتمام،تساوي الدوافع، اللامبالاة بصفرها الكبير.. اسمك،عمرك،تأهيلك،خبرتك،لياقتك الصحية،وضعك الاجتماعي... إلى آخره من كل تلك الترهات التي يُظن أنها ستُشبع الفضول،وماهي بمشبعاه.. أمر النار أن تأكل،بصمة الحياة هوى الإشباع.. ثم :لماذا أنت هنا؟ :احتاج لهذه الوظيفة. هذا واضح،لكن لماذا أنت هنا؟ :احتاج لهذه الوظيفة.. :نعرف هذا،لكن لماذا أنت هنا؟ :احتاج لهذه الوظيفة.. تهامسوا فيما بينهم للحظات،ثم قال له كبيرهم أوسطهم :ستكون مسؤلا من نظافة الصراف الآلي الذي يقع في تقاطع شارعي سين ولام...هل تعرف ذلك المكان؟ :نعم :جيد،انتهت المعاينة.. :كم سآخذ؟ تبسم قائلا :آه،ذكرتنا،ستمائة جنيه في الشهر،هل كافي بالنسبة لك هذا المبلغ؟ :ويزيد.. :تمام...قابل شعبة البنوك،وستجد ترتيباتك جاهزة... ثم صاح أصغرهم بصوت جهوري :البعدووو. وخرج صابر من المكتب.. أتيتك يادنيا من جديد،امتشق نفس الحسام المعهود،لكن بنصل صدئ.. تقاطع سين ولام، تقاطع سل..هو بالضبط،من دون جميع البقاع.. يالعبث الصدف،إنها لاتفتر أبدا،أحيانا أقول أن الصدفة هي البطل،والمألوف هو الممثل المساعد..الوجود أكثر مايتحدث من خلف قناع..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللقاء الأول (Re: عليش الريدة)
|
توقفت العربة الصغيرة الحمراء على بعد خمسين مترا من الصراف الآلي،كانت سونا تتحدث مع سامي رفيقها المنتخب لهذا المساء.. :دايرا لي لبانة من البقالة البيغادي للشارع ديك..لبانة محددة اسمها جونت.. :كويس ،جيبي القروش.. :هي بجنيه واحد..الساندوتشات عرفناها،جنيه للبانة ماعندك؟ :إنتي أديتني فرصة أشيل قروش..أطلع ،أطلع..لمن طلعت كما ولدتني أمي.. أخرجت سونا جنيه وأعطته له.. الشارع دائما في حالة زحام،استهلك سامي بعض الوقت قبل عبور الشارع،ثم توجه نحو البقالة..وبعد لحظات من دخوله ،تلقى من سونا اتصالا :معقول اشتقلتي سريع كدا.. :بلا اشتقتلي بلا عبط..أنا دايرا أقوليك ماشة.. :ماشة وين يابت الناس؟ :والله ماعارفة،مشتتة بس.. :وأنا البوصلني منو؟ :ما هوعشان كدا أنا ضربتليك،شوف الشغلانية بسيطة جدا،وقّف أي حافلة واركب عادي،ولما يجيك الكمساري مطقطقا،قوليهو معلّم الله ... بوصلوك ملح.. :ياسونا بطلي الجن البتعملي فيهو دا.. :إت مفتكرني بكضب،والله (معلم الله ) دي توصلك القصر الجمهوري ذاتو،خلي بيتكم الشين دا..بس أحفظا كويس ،معلم الله آآآ؟، ماتمشي تقول حاجة تاني كدا وللا كدا،يقوموا يرجموك في حافلتن دي،الناس ديل الأيام دي مسخنين سخانة شديدة...باي سمسمة.. ياسونا.. :اللبانة أكلا ،عفيتا ليك.. :ياسونا.. لكن سونا أغلقت الهاتف..وتحركت. أمام الصراف كان هناك رجل عجوز،يرتدي أبرول عليه شعار شركة بالا.. :إت ياحاج جابوك جديد هنا؟ :أيوا.. :وين خلودي؟ :مابعرفو.. :خلودي ياخ،الولد الوجيه العندو خصلة.. :مابعرفو.. :عليك الله ياحاج ،الناس ديل مش دواعش،كيف يشيلوا خلودي ويجيبوك إنت؟ : .... : لكن أنا ما ح أسكتليهم،من حتتي دي وطوالي لحماية المستهلك،لمتين نسكت على السبهللية والاستهتار بصحتنا بالطريقة دي، هو العمر دا بقا لبان جونت كمان؟ : ....... توقفت عن الكلام وتأملته للحظات،ثم تناولت كيسا من الداخل وقذفته به :هاك أُكل... الظاهر عليك ليك تلاتة أيام ما أكلت.. لو كانت مدت بالسندوتش بطريقة طبيعية لما أخذه صابر،لكنها قذفت به،فلم يكن هناك بد من استقباله..وهكذا تأتي المصائب.. نظرت في المرآة فرأت سامي يكاد يلامس مؤخرة العربة،فضغطت على دواسة الوقود بعنف،حاول سامي مجاراة العربة ،نجح لبضع خطوات،ثم تعثر وسقط على وجهه في التراب.. أخرجت سونا وجهها من النافذة وصاحت:حظك ياحاج ،الليلة ح تاكل كبدة.. غرفة الصراف الآلي مكتظة بأوراق الإيصالات تنتظر الخلاص،صابر لديه ساندوتش كبدة في يده، سامي وقف ونفض الغبار،ثم توجه نحو صابر :معليش ياحاج،بس الساندوتش دا بتاعي أنا، وأنا والله جعان شديد،وما دايرو كلو،بس أقسم لي معاك حتة،معليش يعني ماشايل معاي قروش،كان بخليهو ليك. :بالعكس،إنت حليت لي مشكلة كبيرة.. وناوله إياه.. :إنت فطرت ياحاج؟ :أنا ماشاعر بالجوع وبدا سامي مباشرة في مضغ الساندوتش.. :البت دي قالت لي كلام غريب.. سأل سامي بلا مبالاة:قالتليك شنو؟. :قالتلي الظاهر عليك ليك تلاتة أيام ما أكلت. :معليش ياحاج،دي أصلها مجنونة،ماتشتغل بكلاما.. :لا ما كدا،المسألة في إنو أنا فعلا لي تلاتة أيام ما أكلت..البت دي غريبة.. توقف سامي عن الطعام،وأخذ يتأمل في عم صابر ذاهلا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اللقاء الأول (Re: عليش الريدة)
|
بصري على غارب عقلي..وعقلي أهش به على صحوي.. حدثيني ياشهقة الأمس عن نفسي.. حرريني يامآربي الأخرى.. خبريني كيف سكن الخلود في خمر طين..وكيف تجلت الروح في نطفة سهو.. على جانبي الدرب سالت كبرياء ..وتلطخت الظهور بشرف الانحناء.. الخوف يضع الحافر على الأنف..أثرا على قطرات ماء.. والحادي يترنم بأنشودة النصر ها قد حانت رعشة الفناء.. يارماح حلقي ...وياجبال في المجالس تكسحي
| |
|
|
|
|
|
|
|