الشفاف الجسم الشفاف هو الجسم الذي يمر الضو من خلاله ولذلك يسمح برؤية الأشياء التي تقع خلفه بوضوح كلوح الزجاج مثلا . وبالتالي سيكون الشخص الشفاف الى حد ما يحمل هذه الصفة . وانا لا استطيع ان اوصف الشفاف وصفا يقرب صورته لكم .. ولكن ساتركه يروي حكايته لكم لتستقوا المعنى منها .. او بمعنى اصح واكثر شفافية ساروي لكم حكايته بلسانه هو . يقول صحيح انا انسان حساس ولا اتحمل اي نوع من الحرج لذلك ماعندي اي جراه حتى اتقدم او اعمل علاقة مع بنت حتى لا اتعرض لكلمة لا او آسفه .. الا ان ظهرت هي .. انسانة من ضمن طلاب الصف الاول برلومة انسانة منحت من كل شئ اوسطه لونها وسط بين لونين وطولها وسط وحجمها وسط ووسطها وسط وعيونها وسط وصوتها وسط انا بسببها اصبحت احب الشرق الاوسط جريدتي المفضلة والبحر الابيض المتوسط وكل شئ يحمل كلمة وسط .. كنت اقف اتاملها اما ذاهبة مع زميلاتها او حتى لوحدها اشيعها بنظري حتى تدخل في مكان ما سوى كان مكتبة او معمل .. انا يخيل لي هي لاحظت نظراتي .. بل اصبحت لاتتضايق منها ابدا واحيانا احس بانها ترد باتسامتها المتوسطة التي تبين نصف اسنانها البيضاء المتوسطة الحجم .. الى ان كان يوما كنت واقف امام كافتريا النشاط الطلابي مع احد الزملاء ولحظتها هي جاءت ووقفت امام اللوحات المخصصة للجرائد الحائطية . ونظرت ناحيتي وابتسمت ابتسامة صريحة هذه المره بكامل اسنانها يبدو اننا تخطينا مرحلة الوسط .. بل اكثر من ذلك رفعت يدها حيتني .. في الاول ترددت ولكن في الاخر تيقنت انها لي ورديت باحسن منها بل كدت اخلع كفي وارميه لها كغصن يحمل وردة . واكثر من ذلك اشرت لي بان آتي نحوها .. شكيت في الامر مترددا واشرت ناحية صدري بمعنى هل تناديني انا .. اجابت بإمائه متوسطة من راسها اطارت صوابي .. تحركت نحوها بكل شفافية بل حسيت باني اصبحت اكثر شفافية من انظف لوح زجاج صنعه الانسان.. تحركت نحوها بابتسامة تعرض فيها ضرسي العقل للشمس لاول مره في تاريخ البشر . بل حتى ظنيت ان فمي لن يعود الى طبيعته مره اخرى .. الى ان وصلت قريبا منها ولاحظت انه نظراتها لم تكن مركزه على وجهي الى ان نطقت قائلة : شنو يامازن بقيت ما بتشوف ساعة انا اأشر لك .. تلفت خلفي اذا بمازن يحضر من خلفي هو من كان مقصود بكل هذه الحركات .. لكن لاني انا انسان شفاف كما ذكرت هي لم تكن تراني على الاطلاق انما كانت ترى مازن من خلالي ويبدو انه هو التعيس اقصد السعيد لحظي العاسر كان يقف من خلفي تماما .عليكم الله في شفافية أكثر من كدا ؟؟؟؟. وهذا هو شاكوش الشفافية .. ماقلت لكم انا انسان شفاف .. فقط لو الاقي واحد عنده بوهية بخاخ يبخها فيني لاني كرهت الشفافية في ذلك اليوم.. وبقدر ما حبيت الشرق الاوسط فيها كرهت الامم المتحده لان مازن كان رئيس الاتحاد . يتبع
الشفاف 2 بعد أن انهى صديقي الشفاف من سرد حكايته الشفيفة انتظرني برهة لم يجد مني رد .. بل أنا اصبت بمشاعر متباينة بين الضحك والحزن والتعاطف والتعجب .. حزمة مشاعر تشبه بهارات الكبسة .. .. قاطع صمتي قائلا . - شنو يا صاحبي شايفك سكت ما قلت لي رأيك تفتكر الحل شنو؟ عقبت محاولا كتم ضحكي : والله أنت حيرتني .. بالمناسبة أنا يمكن ما أقل منك شفافية ( حاولت أن استعيد له ثقته في نفسه ) كلنا أبناء ريف وحضرنا للجامعة من مجتمعات تقليدية محافظة تندر فيها فرص الاختلاط بين الجنسيين .. وتقدس المرأة وتحيطها بأسوار عالية من الممنوعات .. عشان كدا عندما دخلنا الجامعة تفاجأنا بسلوك هؤلاء الحاضرين من مدن كبيرة ومن خارج السودان و تجاوزوا هذه المرحلة من زمان . نظرت الى وجهه شعرت أنه بدأ يرتاح لكلامي وبدأ يبتسم . - طيب تفتكر مشكلتنا دي نحلها كيف ( كمان ضماني معاه ) ؟.. قلت : ياخ الشفافية دي أنت كمان لازم تغبشها شوية .. لا تفقدها لكن ليس بالضرورة أن تكون في نقاء الماء وصفاء الزجاج .. يعني ظللها بلغة السيارات . ضحك وقال : لكن أنا ما شايفك تشبهني شايفك تختلط مع الزميلات مرات في الكافتريا تأكلوا مع بعض في الحديقة تكونوا جالسين في القاعات تتناقشوا في الدروس .. صحيح ما شفتك في عزف منفرد . قلت له : يا صاحبي هؤلاء الزميلات طالما جمعتنا بهن مؤسسة واحدة أصبحت هناك أشياء كثيرة تجمعنا مع بعض غير الحب والزواج أي العلاقة الفطرية بين المرأة والرجل . عشان كدا أنا لمن قلت لك غبش الشفافية شوية .. بمعنى شيل المفهوم الريفي الموروث من دماغك .. البنت طالما هي زميلتك في الجامعة تدرس نفس المواد وتمتحن بل تتفوق غي الدروس في كثير من الأحيان ..أذا هي تركيزها نفسه منصب على الغرض الذي جاءت من أجله هنا .. أنظر لها كأنسان مكلف مثلك له نفس الأعباء .. ياخ ركز مثلها ووحد هدفك .أنت دخلت الجامعة لتخرج منها بشهادة ليس بزوجة أو حبيبه . قال : ياخ أنت ضغط علي شديد وفهمتني غلط بعدين الحب دا ما عنده مواعيد أو اسباب ..ما أنا معاك في الجامعة دي لينا ثلاثة سنوات حصل سمعت مني حاجة غير الأكاديميات والمذاكره .الا دي هي الهزت كياني ...وأها طارت زاتو . قلت له : ما هو دا أس المشكلة أصلا .أنت قضيت الثلاث سنوات حاصر نفسك في كبسولة العادات وتنظر للزميلات على أنها أما زوجة مستقبل أو لا علاقة لك بها . وعندما وقعت عينك في البرلومة وازنت الحكاية بعقلك أنك ستتخرج قبلها بثلاثة سنوات تكون اشتغلت وبنيت عش الزوجية وجاهز للزواج على بال ما هي تتخرج .. بمعنى أنه أعجابك ما كان فقط بشكلها أنما هو دراسة جدوى متكاملة .. حسبت الحاجات كلها مع بعض وضربتها في عامل الزمن . عشان كدا تعلقت بها ..وإلا من ناحية الشكل في دفعتنا والدفع التي تسبقنا يوجد كثيرات أجمل منها لكن كن خارج حسباتك العقلانية ودراسة الجدوى بتاعتك دي . نظر ناحيتي بغيظ هذه المرة يبدو أني قسوت عليه قال : خلاص أنا عندي محاضرة خلينا نكمل بعدين في الداخلية .. يتبع
الشفاف 3 مضى باقي اليوم عادي حضرنا محاضراتنا ومنها الى السفرة لتناول الغداء ثم عدنا الى الداخلية لأخذ قيلولة لتبدأ بعد العصر جولة أخرى أما محاضرات أو تمارين كرة القدم أو غيرها من البرامج المعهودة . بعد الغداء تجمعنا في غرفتنا تهيأنا للقيلولة ... طرق باب الغرفة . أحد الزملاء رد : اتفضل ؟ يفتح الباب ويطل صديقي الشفاف . - السلام عليكم ياجماعة . - هلا يا حمد اتفضل اتفضل ياخ . - عن أذنكم بس دقيقة يا طارق . - اتفضل جوة يا حمد خير ياخ . - لا عايزك في موضوع خاص .. تحركت معه بجلابية النوم . قال لا حا نمشي بعيد شوية أحسن تغير هدومك.. رجعت لبست بنطلوني وقميصي .. تحت دهشة وفضول الزملاء في الغرفة ..هم يعرفون أن حمد الشفاف شخص خجول وانطوائي لذلك معظم وقته يقضيه في المكتبه يدفن رأسه في الكتب .. ويتفوق على الجميع أكاديميا غصبا عنهم وكذلك غصبا عنه هو شخصيا .. لأني أعتقد أن دفن الرأس في الكتب الأكاديمية قاتل وممل .كما كنت أعتقد ولا زلت أن الجامعة سميت جامعة ليتزود فيها الطالب من كل شئ متعلق بالحياة ليس العلم وحده ..مثل العلاقات العامة والتعامل مع الناس الثقافة الأدب الرياضة السياسة الدين .. هذا كله متاح في الحياة الجامعية ..إلا من أبى .. وأحدهم أخونا الشفاف هذا ..وكما أعتقد له أسبابه الخاصة .. هاهو الآن يتكرم ويصطفيني من دون الناس ليطلعني على صفحاته السرية تلك .. هو شاطر جدا ونابغة لو عندك مسألة في الرياضيات ممكن يحلها في ثواني ..لكن في المقابل ها هو يتعثر امام أول موقف عاطفي يجد نفسه فيه . أصبح عندي فضول لأصل معه حيث يريد وأعرف ما الذي جد . وصلنا أمام السفرة وجلسنا على أحدى الكنبات الخشبية . من بعد الساعة اثنين ظهرا تبدو الجامعة شبه خالية أذ يهجع الجميع للداخليات لأخذ قيلولة . الا عدد قليل من الطلاب غالبا يكونوا قادمين من دراسات ميدانية أو معامل الطب أو المستشفى أو غيره . عم صمت قصير الا من زقزقة العصافير التي تتنقل بين الاشجار الوريفة والتي يكتظ بها حوش الجامعة . حمد ظل صامتا يحرك شفتاه دون أن ينطق وكل مرة يغير في وضع جلوسه ..يتخير في الجمل .. يغير ويبدل فيها قبل أن ينطقها . شعرت بأن الأمر سيطول لكن لم أشأ أن أجرحه أو احرجه هو أصلا متحسس من الموقف ..أبديت كأني جلدا أغالب النعاس خاصة أن نومة القيلولة مهمة لطلاب أدمنوا السهر وعليهم القيام مبكرا .. لكن مسكت رأسي بالعافية من الأرجحة حتى لا يشعر بنعاسي . - كيف يا باشمهندس حمد عامل كيف مع الكسر ( المذاكرة)؟ - كل شئ تمام يا طارق علا البنية أبت تفارق رأسي تب أنت قبيل كلامك داك ريحني في الأول لكن رجع تاني عذبني ياخ بس قلت أجي أفضفض معاك شوية . - طيب أتفضل أنت ما قنعت من الحكاية دي خلاص ؟ ما قلت رئيس الأتحاد لهفها منك ( هاهاهاها).. حاولت أتظارف أعطي الجو شئ من المرح . - لكن أنا أعمل شنو مع قلبي اللئيم أول مرة يتعلق بحاجة وما عايز يقنع . - لكن يا حمد طالما الحكاية كدا أنا يتخيل لي الباب ما اتقفل خالص . - كيف يعني عليك الله نورني . - هسع أنت اتأكدت كيف أنه عندها علاقة مع مازن دا .. يمكن قريبته بنت خالته أو بنت عمه .لأنه الطريقة الحكيت بها مقابلتهم تدل على أنه في ألفه بينهم قديمة ومعرفة أصيلة أشبه بالقرابة . أنشرح صدره وابتسم لهذه الفكرة . وقال بكل فرح برئ . - تفتكر كدا ؟ - أنا غايتو دا تحليلي للموقف لآنه ما عادي أنه بنت برلومة تقابل شخص بهذه الجرأة قدام الناس في الكافتريا وهي تعرفت عليه يا داب في فترة أقل من شهر . - الله يطمنك كان كدا أخليك تمشي تنوم الله يريحك ريحتني . أنا عارف فكرتي هذه هي مسكن فقط أعطته أمل جديد وأطلقت صراحي . -- عليك الله يا طارق الكلام دا سر بيناتنا ما عايز زول يعرفه . - أكيد يا حمد سرك في بير ياخ . يتبع
الشفاف 4 أنا وصديقي الشفاف بعد أن خلصنا من جلسة المشاورات السرية ونحن عائدان الى الداخلية . لازال الحوار دائر بيننا . - زي ما قلت لك يا طارق عليك الله أنا الكلام دا ما عايزه يطلع من بيناتا. - كلام شنو دا يا باشمهندس أنت ما واثق فيني ؟. - لا ياخ من باب التذكير أنا عارف الجماعة الفضوليين ديل ما حا يسيبوك يحاولوا يجرجروك في الكلام عشان يعرفوا الحاصل شنو ؟ - ياخ ما عليك ما تحمل هم أن بقدر أسطحهم ليك خالص . - بس في مشكلة تانية يا طارق . - خير انشاء الله . - أنا كيف أقدر أتحرى وأسأل منها وأتأكد أنه ما عندها علاقة بمازن دا ؟ وأنت عارف أنا ما أقدر اسأل من واحدة أو أسألها هي شخصيا .. أفاااا ....هذا الشئ الأنا ما عملت حسابه .. فكرت سريعا لأجد مخرجا من هذه الورطة الجديدة ..وقلت - ما عندك مشكلة يا حمد .. المساء بعد العشاء خلينا نتلاقى في الكافتريا ..عادة ونحن في نهاية الاسبوع حتلاقي البرالمة ديل متجمعين في شلل في مقاعد الحديقة .أنت بس وريني الشلة الهي جالسة معهم ..أنا ليك علي أقتحم ليك جلستهم وندخل فيهم تعارف ..أنا أقرب لك المسافة ونكسر الحاجز دا وأنت تكمل الباقي أها رأيك شنو ؟. وقف لحظة ينظر بأندهاش ويتبسم كأنه يرى هذا ألأمر من المستحيلات . قلت له : شوف هنا أوعى تتردد ..دا آخر كرت عندي . أخيرا هز رأسه مؤمنا أي موافقا على تلك الخطة . بيني وبينكم هي خطوة جريئة أنا نفسي لا أقدم عليها في أمر يخصني .لكن المروة هي دائما ما تكسب صاحبها شجاعة لا يدري من أين تأتي.. يعني مثلا يكون في كلب صعب في زقاق في حلتكم لا يجرؤ أحد أن يعبر غير سكان الزقاق تقوم تجي بنت شابة جميلة تستعين بك . لو سمحت يا طارق بس قطعني الزقاق دا أنا خايفة من الكلب ..أها هنا تفرد صدرك وتقول لها تعالي ..ومرفوع الهامة تمشي .. الكلب ذاتو يندهش ويمكن يخاف منك يقول الزول دا جنا ولا شنو . أنا أحكي لكم موقف حصل معاي يمكن بعيد شوية من حكاية حمد دا لكن الشئ بالشئ يذكر .. أذكر في الابتدائي وأنا في الصف الثاني أو الثالث لا أذكر ( المهم سنير ) أحد الطلاب الجدد والده صديق الوالد .. وهو موظف كبير لا أدري محافظ أو مدير بنك .. ما أقل من كدا ..بعد ما عرف أنه أنا في نفس مدرسة أبنه وصاني عليه .. خلي بالك من هيثم دا يا طارق الأولاد ما يدقوه ..بكل شهامة ومروة وافقت .. رغم أنه هو أصلا لا يحتاجني لأنه عنده سواق خاص يوصله الصباح ويرجع له في نهاية الدروس .. يوم ما و انا خارج من باب المدرسة شاهدت هيثم واقف تحت ظل الشجر ينتظر السواق ومتلمين حوله شلة من التلاميذ عاملين عصابة .بأعتبار أنه ولد مرتاح يلبس جزمة وشراب مع الشورت والقميص ونظيف كأنه حضر للمدرسة للتو ولم يقضي بها طيلة النهار أي عكسهم هم . شاهدت المشهد وشعرت بغضبة مضرية أولا نهرتهم من بعيد وجيت عليهم جريا أحكي صولة الأسد .. هم في الأول أنفضوا جروا من حوله .. وقفت أنا عند هيثم أمسح له في دموعه واواسيه على بال ما يصل السواق .. فجأة شعرت بأقدامي ترتفع عن الأرض وثم أهوي على وجهي .. وتشتت شنطة الكتب .. والأشقياء فعلوها وجروا وهم يتضحاكون .ظليت أنا مكفي على وجهي في الأرض .. هيثم وصل سائقه وأخذه دون أن يكترثوا بي أو لي ..قمت أنفض في ملابسي وأمسح الدم والدمع من وجهي لا أدري أأندب حظي أم آمالي ..هذا آخر عهدي بالمروة .. حتى ظهر طلبها مرة أخرى من حمد لكن لا أظن ستصل لمرحلة الدم والدموع مهما قست .. وصلت لهذه النقطة وبديت أضحك . - مالك تضحك يا طارق ؟ و شايفك سرحت سرحة طويلة أنشاء الله خير . - لا ما في مشكلة خير تذكرت موقف قديم ما مهم لكن على كل حال موعدنا في المساء . - وهو كذلك . يتبع
الشفاف 5 تفارقنا أنا وحمد هو ذهب لغرفته وأنا دخلت غرفتنا . وكما هو توقع تماما لقيت الزملاء مستيقظين ينتظروني و يقتلهم الفضول . - أها خير ماله حمد معاك ؟. أنا شغلت مخي سريع جدا حتى ألفق قصة بعيدة جدا عن حكاية حمد وعاطفته الجياشة وحساسيته المفرطة . وكما عاهدته أن أكتم السر تماما . قلت : والله يا جماعة حمد دا زول طيب خلاص . - أها ماله في شنو بينك وبينو؟ . - بس قبيل في النشاط كان واقف مع شلة من دفعته أول ما جيت أنا هو مشى .. تتصورا أفتكرني زعلت منه؟ .. و رغم هو عمل الحركة بطريقة لا أرادية . - يكون اتذكر له حل لمسألة فيزياء ولا حاجة . - بالظبط كدا وبعد ما وصل المكتبة تذكر الموقف واتخيلني أنا زعلت .. هاهاهاها .. هو ما عارف أنا حتى ما انتبهت له .. - والله زول مسكين زول حساس للدرجة دي في الدنيا يضيع أوانطة . - وهو من قبيل واقف يعتذر لك ؟ - تصورا قدر ما أقول له أنا ما زعلان منك .. يبرر ويقول لي أنا بالي مشغول وكدا . - أها في النهاية انشاء الله اقتنع ؟. - غايتو شكله أقتنع .. والله ما متأكد لكن يمكن تاني في المساء يجي يقابلني غايتو طبعا ما بنعرف الناس الحساسين ديل المواضيع عندهم تبدأ وين وتنتهي وين ؟ ( حاولت أمهد لمقابلة المساء كمان .) كدي خلونا نأخد لينا غمدة حمد دا طير مننا نومة الظهر . فعلا نجحت خطتي وكل واحد هجع في سريره . أما أنا تغطيت بالملاية ولكن بالي مشغول فعلا .. بحكاية حمد هذه .. فعلا هي أين يمكن أن تنتهي وكيف يمكن أن تستمر .. وهل ستنجح فكرتي أم سيتلقي شاكوش يدوي هذه المرة على يد السيد رئيس الاتحاد شخصيا .. الله يعينه . أخيرا لا أدري كيف رحت في ثبات عميق وفي المساء لبست ( قشرت كما نقول ) وخرجت ناحية كافتريا النشاط . وجدته فعلا ينتظرني على أحد البينشات المطرفة ( كنبة خليط من الخشب والحديد) .. يطرقع في أصابعه في توتر بائن .. قلت في نفسي صاحبنا دا خلوا بالكم غرقان بالجد .. الله يستر . - مساء الخير يا باشمهندس . - شنو يا طارق أتأخرت علي كدا مالك .. لي ساعة منتظرك ياخ . - يا راجل الا تكون قاعد من العصر ياخ الشمس من غابت ما تمت نص ساعة . - أها خير في شي جديد ؟ - شفتها يا طارق ياخ هي وصاحباتها ماشات على الحديقة . - يا يارجل متأكد ؟.. - أنت تتكلم كيف يا طارق معقولة أنا أغلط في شكلها ؟ . - طيب ارح عليهم سريع قبل ما يجوا جماعة يخلطوهم وتطير الفرصة . - ياخ اتريث شوية خلينا نرتب السيناريو . حاتكون الدخلة كيف ؟ومنو يبدأ الحوار . - ياخ أنا ما قلت ليك الموضوع دا خليه علي . أنت ما واثق فيني ولا شنو ؟. وفعلا اقتنع وتوجهنا ناحية النجيلة .. ولحسن حظه وجدناهن ثلاثة يجلسن في كنبة طرفية يضحكن مع بعض ..أشكالهن متقاربة . كلهن جميلات يبدو عليهن العز والوجوه الطفولية البريئة.. وأنا حتى الآن لا أدري أي منهن صاحبة حمد .. يضحكن مع بعض بصورة جعلت كرعي حمد تتكعبل في بعضها البعض .. وما اكذب عليكم أنا كمان تكعبلت . يتبع
كتر خيرك يا صاحب.. حكي ، لكم عاودته مرارا ، وانتظره بالقطارة ، ولكم فعلت اضعف الإيمان ، بان اشنف به اذان وعيون صحابي..!
بس اوعك تجيب اسم كسلا يا عمك..!
مش كسلا بتاعة الملك ولا توفيق صالح جبريل ، كسلا بتاعتنا نحن ، بتاعة الله والرسول الواحدة دي..!!
مقولة منسوبة لمعاوية الزبير ، برواية ابكر الطويل: اجمل حاجة تقول كلام قلة الأدب بادب..!!
وهي القانون الشغالين بيهو ناس الرقابة في امسودان ، يقولوا لكتاب الرواية: ماعندنا مشكلة تقولوا كلام قلة الأدب في رواياتكم..لكن قولوهو بادب (شفت معاوية الزبير عوقنا قدر شنو؟)..
وانت يا صاحب لا تكتب مثل الكلام اياه ، لكن ذكر كسلا قلة ادب يا درديري.. والإ عليك ان تستأذن العشاق المطاليق اياهم..!!
فنحن لسنا من ناس (نضر الله وجه ذاك ..شنو كده ماعارف) ، لكن من ناس (نقل فؤادك في الهوى..وشنو كده ما عارف)..!! ثم ضعنا.. لا اخجل يا درديري..فقلد كنت ذات يوم (شفاف).. انتظروها سنينا وسنينا ان اقولها.. والشفافية كتلتني ومنعتني من ان اقولها..فضاعوا وضعت انا يا عمك..
فطفقت اجوب ############ـــــــــــــــــات الكون ارددها ، وهم يضحكون : وين يا عمك..ما فات زمان ياااااااااااااااااخ..!
يعني ما لقيت يا درديري غير الوسطية اياها؟..
العوينات لمن تنكسر بتكون..نص نص (وسط).. الخصلات لمن تتضفر ، برضك بتكون نص نص (وسط).. القامة.. المشية .. الجنون ، لمن المطرة تصب ، والناس تتضاري في حضنك نص نص..!! الهوية ..نص نص.. ترخيم الصوت..نص نص..!!
كل المشهد يكون قدامك واضح زي الشمش في نص النهار ، وتلقي روحك مجرد شفاف ساكت..!!
شفت الخسران كيف يا عمك..!!!!
ويقول كده يجوعر فيك العريبي المطلوق (تعلق قلبي ..)..قلبك ان شاء الله معلق بين السماء والارض..والحمد لله العريبي ما شاف امسودان.. لأنو كان ح يعطلنا العطلة الياها..!
سلام لناس كسلا ، ياخي انا كنت حتة (شفاف) ساكت وما جايب خبر..تعالوا نبدا من اول..!!
كبر
10-26-2016, 10:49 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18547
الشفاف النهاية وقفنا أمام الحسان الثلاث انا وصديقي حمد.. قطعن حديثهن وضحكهن وبدأن ينظرن إلين بحيرة واندهاش .. أنا سريعا تخلصت من اللعثمة وجاني هرمون الشهامة منقذا للموقف . - أزيكم يا برلومات ... معليش كان مفروض نرحب بيكم من بداية العام الدراسي لكن انشغلنا منكم . أخوكم طارق رابعة أقتصاد وصديقي حمد رابعة هندسة كهربائية . - حمد كهرباااااااااااااااااااااا ؟؟؟؟ بأداء كورالي صرخن . وبفرح طفولي كأنهن كن يبحثن عن كنز علاء الدين ووجدنه .( هل علاء الدين كان عنده كنز؟ ).. نظرت ناحية صديقي حمد وجدت وجهه أصبح مثل الشمس في عز الخريف مرة يظلم وتارة يفتح أخرى يكشر ورابعة يفرح .. بعد قليل من الدهشة التي اعتلتنا أنا وصديقي لنجد التبرير والشرح من هذه الدهشة حتى نطقت أحداهن مخاطبة صديقاتها . - والله دي دعوة ماما سبحان الله ؟ - وأنا من قمت من صلاة الصبح أدعو يا رب يلحقنا حمد كهرباء قبل ما نترفد من الجامعة دي . - و الله كان كده يا ميسون أنتي إمرأة صالحة عديل كدا هي هي هي هي . صاحبي حمد اصابه شلل رعاش كل حتة في جسمه شغاله لوحدها ترتجف .. قاطعتهن : يا جماعة ما تفهمونا الحاصل شنو ؟ نطقت تلك الاسمها ميسون .: طبعا أنت يا طارق علم في رأسه نور شخص معروف ومشهور عارفنك بتاع كورة ومسرح وندوات ورأس هوس ..يعني كل البرالمة عارفنك وهل يخفى القمر زي ما بيقولوا .. أكملت الثانية : لكن نحن برلموات هندسة ومزنوقات في الفيزياء والرياضيات وأي واحد من السناير نقول له أشرح لينا ولا فهمنا حل المسائل يقول لينا الا تشوفوا حمد كهرباء .. لكن قالوا لينا ما عنده اختلاط بالناس ودائما في المكتبة وما فاضي .. الآن ما صدقنا .. سبحان الله يجينا برجليه يسأل مننا والله فعلا دي دعوات أمهات ما فيها شك . نظرت ناحية صديقي وجدته يتبسم منشرحا جدا .وقلت له : - أبسط يا عم جاتك (متقزة ) براها ... حمد قرصني في يدي خفاءا .. ( متقزة مصطلح كروي شوارعي وهو يعني الكرة عندما تتقافذ أمام المهاجم فهي مهيئة لركلة ( شوتة ) لا يصدها شومخار حارس ألمانيا السابق ).. حمد نطق : خير ما عندكم أي مشكلة وأنا جدولي خفيف في الفصل دا ممكن شبه أتفرغ لكم . - ( ولد دا ) قلتها في سري طبعا . - أها مشكلتكم في شنو بالظبط ؟ . - مشكلتنا في كل شئ ضو كهرباء ميكانيكا نفاضل تكامل تقدر تقول علينا مسطحات خالص وضايعات . - أكان كدا نمشي على البلوكات ( قاعات المحاضرات ) خلونا نعمل جدول للمواد ونرتبها حسب الأولويات . وواصل حمد حديثه معهن وذهبن معه يكاد يتقافذن من الفرح مثل العصافير . ونسوني خلفهم ... أما أنا وقفت أراقب فيهم جميعا بمشاعر مختلطة بين الاعجاب والغيظ والغيرة والفرح والتعاسة وكل مشاعر خبرها الانسان بدأت تصب هرموناتها في دمي .. جلست على الكنبة وحدي واضعا كفي على فكي أودعهم .. لكن ما غاظني أكثر حتى تلك اللحظة ما عرفت أي منهن أشعلت قلب حمد .. حمد خماهن كلهن ومشى بيهن .. كانوا جمعهم سعداء . حتى أختفوا في مباني الكلية .. أما حمد بعد ما كان يترجى لقائي لأفتيه أصبحت أبحث عنه أنا أو عن أي فرصة لأسأله عن الذي حدث .. ومن هي ملهمته التي أيقظت قلبه الخامل .. ومن بعدها وكذا يوم عدت .. لا ترى حمد والا معه الثلاثي .. ثلاثة عصفورات سعيدات بهذا التجلي وأن شئت قل التجني ,, لا يتركنه ولا يتركهن لحظة .. - أنت يا طارق صاحبك حمد المكسين داك بقى بتاع جكس ؟ - جكس شنو ديل بنات أهله يشرح ليهن .؟ لا زلت محتفظا بسر حمد رغم أن الفضول كاد أن يقتلني ماذا فعل حمد مع رئيس الاتحاد وكيف استطاع أن يخطفها منه . قابلته مرة مسرعا وهو خارج من السفرة ومتجها ناحية القاعات مسرعا .. ناديته / حمد.... حمد.... حمد .. ألتفت إلي وهو لازل مسرعا .هلا يا طارق كيفك؟ .و وقف على مضض . قلت له ما عايز منك أي حاجة بس سؤال واحد . - أتفضل يا طارق اسأل .. سؤال في الرياضيات ؟ - يا عم رياضيات شنو هو نحن بتاعين حاجات زي كدا سؤالي هو عملت شنو مع رئيس الاتحاد كيف قدرت فورته . - فورته شنو ياخ ؟ .. البت طلعت أخته .. - يا راجل .. هاهاهاهاها .. يعني بقت عليك حكاية ريا وسكينة ( ناسبنا الحكومة وبقينا قرايب ) ضحك حمد كما لم يضحك من قبل وذهب لا زال يهز رأسه متعجبا . أما أنا عدت الى غرفتي مرتاح البال والضمير نمت و تمت
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة