دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: الغام والغام (Re: ابراهيم عبد الوهاب)
|
حلاتو
لم يكن للفاتح اي امكانيات ذهنية او علمية ، الا انه كان وسيما (حلو شديد) وهذه الوسامة قد فتحت له الابواب على مصرعيها ، منذ ان كان طفل صغيرا كان محبوب الفتيات والامهات من اهل الحي ، كان له نصيب وافر من القبلات وكلمات الاعجاب (حلاتو) بعكسنا نحن من اقرانه ودفعته ، اذ لا اتذكر ان تم تقبيلي وانا صغير من قبل احدى الفتيات ، وكذلك نفس الحال ينطبق على باقي اقراني ، وعندما ولجنا المدرسة الابتدائية ومع ان الفاتح كان ذو قدرات بسيطة الا انه كان مصدر اهتمام المعلمين ، وكم من مرات تكسرت (اسواط النيم) على ظهورنا وعندما ياتي الدور على الفاتح فيقول له الاستاذ (الفاتح ارجع الكنبه) ومع ذلك لم نكن نكن للفاتح حقدا او نقوم بالغضب منه لعدم مساوته معنا ، وذلك لاننا ايضاً كنا نحبه لوسامتة ايضاً فكنا نغض الطرف عن هذه المحاباه من المعلمين ومن كل شئ ، حتى مدرب فريق كرة القدم كان يضع الفاتح في قائمة الاحدى عشرا لاعباً وقد يضعني انا في دكه البدلاء او ان يضع ابو دقوسة ولكن الفاتح كان خطا احمرا ، حتى المشجعين للفريق كانوا يمارسون هذه المحابة لكل شئ جميل وذلك بان تنطلق هتافاتهم (الفاتح الفاتح الفاتح) حتى لو قام ابودقوسة باحراز هدف فتنطلق الحناجر باسم الفاتح ، كبرنا وكبر الفاتح ، كنا مجموعة من الاصدقاء من ابرز دفعتنا في التعليم وسلكنا فيه مسلكا عظيما ، والفاتح لقدراته كما اسلفنا اكتفى بدراسة الثانوية فقط ، وشق طريقة في عالم التجارة والمال والاعمال ، ونحن كنا في قاع الوظيفة ، نتفرج على نجاحات الفاتح وصعوده السريع في عالم البنزنس ، وذلك كله لانه وسيم ، وهذه الوسامة فتحت له الافاق ، فتزوج فتاة ايه في الجمال ورزق باطفال جميلين ويسكن في بيت جميل في حي جميل وشارع جميل وياكل اكل جميل ويعرف اشخاص جميلين الفاتح لا يبخل علينا اذا طرقنا بابه لمساعدة محتاج من دفعتنا المت به مصيبه من مصائب الدهر ، فانه ينفق من غير حساب . لا اريد ان اعقد مقارنة بما وصل اليه الفاتح مقارنة بنا ، الا اني اقول الحمدلله على نعمه الصحة والعافية والقوة التى رزقنا الله بها كما نسال الله ان يمتع الفاتح ايضا بالصحة والعافية وان يزيده في رزقة وجماله ، وذلك فقط لاننا نحبه لانه وسيم و(حلو شديد) ،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغام والغام (Re: ابراهيم عبد الوهاب)
|
الوسواس القهري
حفر عبدالباقي قبره بنفسه وكل يوم يجلس حول القبر في انتظار الموت ، هو يعرف حق المعرفة بان بان اي انسان لا يعرف ميقات موته وهو يحفظ كثير من ايات القران والاحاديث النبوية وهو طالب جامعي في احدى اعرق الجامعات السودانية ، كان لا ينقصه شئ من العلم الديني والدنيوي ، ومع ذلك استسلم لذلك الوسواس الذي اقلق منامه وعطل حياته وجعله هزيلا تتقاذفه الرياح هنا وهناك ، وتعب معه اهل بيته بصرخاته وفزعة في الليالي واستيقاظهم جميعا وهم يشاهدونه وهو يبكي وهو يخبرهم بانه سوف يموت الان ، واهل بيته يحاولون ان يهدؤ من روعة ومحاولة اخباره بان لكل اجل كتاب وان النبى (ص) مات وان وان وان ، ولكن هو يعلم ذلك ولكنه الفزع لا يلقى بالا لما يقولون ، ووصل صوت صرخاته وفزعه لجيرانهم ومن الجيران انتشر الخبر في الحي واصبحت هذه الاسرة محل (نظريات) كلا ياتي بنظرية ويدلوا برايه في مرض هذا الشخص ، قائلا يقول انه مصاب بعين واحداهن تقول بانه مسحور ، وعبدالباقي كالغريق الذي يريد التعلق بقشه اخذ يكثر من الصلاة وقراة القران ، ولكن استمرت نوبات الفزع بالموت تطاردة حتى اثناء قراة القران وبل في كثير من الاحيان كان يقطع الصلاة اذ كانت تاتيه هذه الوسوسه في الصلاة ، ومن كثرة الخوف والاجهاد وقله النوم وفقدان الشهيه اخذ يشعر بالتعب وبالالم في جسمه وكلما شعر بالتعب وهذه الالم اعتقد اعتقادا جازما بانه سوف يموت ، لم يترك طبيبا والا ذهب اليه ، كبار الاطباء ، واصبح البيت يعج بالادوية والحبوب ومع فقدان الشهية وتعاطيه لهذه الحبوب اصبح يشعر بالالم في بطنه وكليتيه وبقيه جسمه ، وبذلك اصبح يكثر من الجلوس حول قبره الذى حفره بنفسه . اصبح عبدالباقس مشهورا لعيادت الاطباء وبيوت المعالجين الدينين ، ولكن لا فائدة تذكر واصبحت نوبات الفزعة تكثر وتكبر وتتكرر بصورة كبير بحيث لم يستطع السير على رجيله من كثرة وهنه وقله نومه وعدم اكله للطعام ، وتعب معه اهله قررنا هنا نحن شباب الحي في مساعده عبدالباقي للخروج من هذه المشكلة ، باشراكه في برنامجنا وسهراتنا وممارسة الرياضة معنا قد تنسيه هذه الوسوسة ، في بادى الامر رفض الخروج معنا معللا بتعبه ووهنه وبانه مريض وهو فعلا كان يشعر بهذا التعب والوهن ، ولكن قليلا قليلا اخذ يمارس كرة القدم معنا واخذ يندمج معنا قليلا واخبرناه وتكلمنا معه كثيرا حول الموت وبان لا انسان يعرف بميقات يومه واخذ (يفضفض) لنا بما يشعر وكان يشتكى من قله النوم بسبب الاحلام وكان يبكي في كثير من الاحيان مما جعلنا نشفق عليه وذهبنا به لطبيب نفسي من غير علم احد في الحى ولا اهله وقام الطبيب بصرفه بعد الادوية المهدئه والمنومه له اكمل عبدالباقي دراسته بالجامعة بامتياز وكان من المتفوقين من ابناء دفعته والان هو يعمل بوظيفة مرموقة وله بنتان جميلتان وزوجه جميله ، واصبح الوسواس القهري بالنسبة له ذكرى ، وقبره الذى حفره بنفسه اصبح قبرا لشخص اخر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغام والغام (Re: ابراهيم عبد الوهاب)
|
يوم من الايام 1 رن جرس الساعة معلنا وقت استقياظي في الصباح الباكر ، وانا مغمض العينين يممت وجهي شطر (الادبخانة) استقبلني الحائط بضربه على راسي ، افقت وانا العن القيام صباحاً والعن العمل والعن اني رجل ، وانا مغمض نصف اغماضة انزلت سروالي قبل دخولي (الادبخانة ) كي افرغ ما يثقل (محثني) من فضلات الماء في جسمي ، اذ اسمع صياح والدي ( يا ابني الكلب ما تفتح عينك) ، كان داخل الحمام المفتوح دائما ، قمت بعملية (قطع) وحبس البول مرة اخرى ، وصياح والدي يلاحقني يا ريت لو كنتم بنات ، وهذا كله من جراء تدفق البول عليه ، تساقط نقاط من البول على سروالي ، هربت من امام الحمام حتى لا تلاحقني لعنات والدي المتلاحقة كانها منطلقة من مندفع رشاش ، ذهبت للمطبخ وجدت امي وهي تقوم بعمل اللقيمات وتضع براد الشاي على النار ن قمت بمد يدي والتقاط اللقيمات ووضعها بفمي بصورة متتابعة ، حتى صاحت امي وضربتني (بالمحصوصة) اناء يخرج به اللقيمات من الصاج ، وهي تكيل لي الشتائم ، يا ولد ما اكلت اللقيمات كلها ، خلي لاخوانك حاجة ، في تلك الاثناء سمعت وقع خطوات ابي تتجه للمطبخ فاسرعت بالخروج من المطبخ هربا اولي وجهي صوب الحمام ، دخلت الحمام وقمت بعملية الافراغ وانا اقف وسارحاً في العمل لم يقطع افكاري هذه الا صعود صرصور في رجلي مما جعلني افزع واحرك رجلي بصورة مفاجئة فاذا برجلي تصطدم بجدار حائط الحمام مع صدور صرخة ، وعندها وجدت الصرصار وهو يجري هربا الى فتحه (الادبخانة) فما كان مني الا مد رجلي بسرعة لكي اسحقة انتقاما مما سببه لي من الم فاذا (بالشبط ) الذي انتعله في العمل وكل المناسبات الرسمية وغير الرسمية يقع داخل حفره (الادبخانة) ، وهروب الصرصور من انتقامي . خرجت من (الادبخانة) وذهبت (للماسورة) التى تقف في منتصف (الحوش) ، خلعت ثوبي وادنيت راسي تحت الماسورة وقمت بفتحها وجعلت الماء يتساقط على راسي وقمت بغسل تحت ابطي ، وبالثوب قمت بالمسح على راسي وقمت برمي الثوب على السرير الموجود بالحوش وارتديت ثيابي المعلقة بحبل الغسيل من الامس ، ولكن واجهتني مشكلة (الشبط) فكيف لي الذهاب للعمل من دون هذا الشبط
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغام والغام (Re: ابراهيم عبد الوهاب)
|
يوم من الايام 2
وقفت امام الحجرة التي ينام فيها اخوتي التسعة (ماشاء الله) وهنا يجب ان اوضح الاتي 1- اذا دخل اي انسان حتى ولو كان والدي وامي اللذين يعيشن معنا بالمنزل لاعتقد اعتقاداً جازم ان هذه الغرفة ما الا هي مخبز (فرن) وذلك لانبطاح جميع اخوتي من غير ملابس ولكمية الملابس المعلقة في كل مكان في الجدران وعلى الابواب وعلى شبابيك الغرفة 2- الرائحة ، هناك نظرية تقول اذا جلست في مكان به رائحة كريهة او غريبة فانك بعد فترة لا تحس او تشم هذه الرائحة ولكني اصدقكم القول ان هذه الرائحة لا تفارق انفي كلما دخلت لهذه الغرفة ، ودخل في نفسي اعتقاد بان اذا دخلت فتاة لهذه الغرفة لمدة 10 ثواني اعتقد بانه سوف تحبل ، من الرائحة فقط ، وشاركني في هذا الاعتقاد امي 3- كمية الاحذية الموجودة بباب الغرفة ، حتى ان احد الضيوف عندما شاهدها اعتقد بان في منزلنا غرفة للصلاة (زاوية) 4- لم ارى هذه الغرفة فارغة في يوم من الايام دائما ما يكون فيها احد اخوتي اذا لم يكونوا جميعاً 5- ماشاء الله اخوتي عبارة اشخاص ضخام عظام مفتولي العضلات فارهي الطول بعكسي تماما
وقفت انظر للاحذية كي اختار ما يناسب مقاس رجلي لانتعله للعمل لم اجد اقرب لمقاس رجلي الا حذاء مقاس 44 وللعلم اني انتعل حذاء مقاس 40 ، توكلت على الله وانتعلته وحملت حقيبتي على ظهري واتجهت صوب موقف المواصلات (المحطة) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغام والغام (Re: ابراهيم عبد الوهاب)
|
لوحة كبيرة مكتوب عليها ديــــــــــــــــــــوان الضرائب ، مختفية تحت الاوساخ وهي اصلا مختفية خلف اللوحات الكثيرة الموجودة بديوان الضرائب بالخرطوم ، لوحة مكتوب عليها فندق الصفا ولوحة المحامي فلان الفلاني وكثير من اللوحات ، وضجيج وزحمة يعج به مدخل المبنى ، رجال على الارض ورجال يتهامسون مع بعضهم البعض وطلاقات تاتي متطايرة مع (البذاق) المتطايرة من افواهه الرجال ، سماسرة اراضي ، تجار عمله ، وستات شاي وكل شئ يبيع كل شئ ، مكاتب الضرائب تحتل الادوار العلوية من المبنى ، مكاتب قديمة مع ان اثار الصبغ بائنة للعيان ولكن يساورني احساس بانني في مستشفي امدرمان نفس المباني ونفس الاصباغ ونفس الوجوه ونفس النساء ، طاولات مدون عليها ذكريات من سابقين ورسومات وخرائط وخطوط عصبية تمت تحت قهر الظروف والحاجة ، انسات درسن في ارقى جامعة في السودان (جامعة الخرطوم) ينبدن حظهن العاثر فقد كن يحلمن بوظيفة مرموقة حسب تخصصاتهن العلمية الان هن في هذه المكاتب البالية ، وينبذن حظهن وهن يرين قطار العمر يذهب هنئة هنئة من غير زوج او بعل يعشن معه ما تبقى من العمر وقد تسقاطت احلامهن الواحدة تلو الاخره لا يردن (حلم مهند التركي ) هن يحلمن بي ( جاد الله السوداني ) الخشن الذي يقوم بربط (صامولة الكربريتر) باليد من غير استعمال الادوات و (والمفكات ) ، وشباب كان يحلم بمجرد استلام (شهادته) بانه سوف يفعل الافاعيل ، ولكن الافاعيل من تفعل به ، وقصص حب انتهت على مجرد كلمات تمت كتابتها على جدار حمامات المصلحة وطاولاتها ، ونفوس كسرت خواطرها بسبب الحكومة والظروف والزمن والحظ العاثر ، فادمنت اللاشئ وهى ترى بام عينها طبقة طفيلية تنمو وتتكاثر بمتوالية هندسية تمتلك كل شئ وتتمتع بكل شئ ، كم من مرات وانا ارى الشباب يقومون بتعئبة استمارات الهجرة ، انه الحلم الامريكي والنموذج الامريكي ، انهم يريدون الهرب الى حيث العدالة يريدون ان يكونوا سواسية امام القانون وسواسية امام الفرص الاقتصادية . وهناك في زاوية المكتب تجلس سوسن وهي تضع كلتا يديها على وجهها كانها تهرب من صورة ماثلة امام عينيها ، همست اليها ما بك سوسن ،،، ازاحت يدها ،،، فاذا بعينها كالشرر بشدة الاحمرار ، همست بان والدها سوف يلقى بها الى الجحيم ، الى رجل يكبرها باربعين عام ويزيد ، ونحن نعلم بحبها لايمن زميلنا بالمكتب ، ربت على كتفيها المنحنية من هول ما بها وهمست ان ايمن يحبك وسوف يقدر ما انتي مقدمه عليه ، سوسن اقبلى بعريس والدك وحتى ولو بلغ من العمر عتيه ، اقبلى به وضحى فان الحب تضحية ، نعم تضحية ، ضحى من اجل والدك ومن اجل اخوانك وفي اليوم الثاني اذ نفاجى بسماع موت ايمن بحادث سياره ، وايمن قد مات منذ لحظة اخباره بانها سوف تتزوج من غيره وسوسن تموت كل يوم منذ زواجها ومنذ موت ايمن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغام والغام (Re: ابراهيم عبد الوهاب)
|
كان خبر الموسم ، اخيرا سوف تتزوج علوية ، هكذا كانت هي نفسها تردد هذه العبارة وكثيرا ما كانت عندما نلتق بها نحن الشباب تردد عبارات (احييييي عاوز لي عريس ) وكنا نضحك ، لم نكن نعتبرها (فاجرة) او بنت غير سوية لترديدها لتلك العبارة او العبارات (كما يعتقد في مجتمعاتنا اذا طلب الفتاة الزواج تعتبر غير سوية ) لم نكن نتعتقد نحنا الشباب ذلك وحتى الفتيات في الحي كن يضحكن من عبارات علوية واشتياقها للزواج بهذه الصورة كنا نعرفها حق المعرفة ، وكنا في كثير من الاوقات عندما نكون جلوسا في الشارع وتمر بنا نمازحها بان نطلب منها ان تختار احدنا للزواج بها ، كانت تقف وبكل جدية وباصبعها تقوم بالاشارة لمحي الدين ومعها عبارة (انا عاوزة دا محي الدين ) كنا نضحك وكان محي يضحك ايضاً مع خجل يعتلى محياه ، كنا نسالها لماذا محي الدين ؟ كانت تقول انه ( طويل) ومهذب ، كنا نتغاضى عن كلمة مهذب ونمسك لها في كلمة طويل ونقتل هذه الكلمة قتلا ومحي الدين يعتلى وجهة ابستامة وكان محي الدين كما وصفته علوية من خيره شباب الحي ، مهذب عفيف خجول (طوويل) كان يعمل مع ابيه في دكان جده بسوق امدرمان ، ورث ابيه دكان جده وكانوا مختصين بتجارة البهارات ، كان طوال اليوم بالسوق يعمل ويكدح مع ابيه وبل في كثير من الاحيان كان يدير الدكان لوحده ادارة العارف ببواطن هذه المهنة وكان قد اجاد هذه المهنة ، مهنة البيع والشراء ، وقد اصطم بكثير من النساء والفتيات خلال ممارسته لهذه المهنة ، واغلب زوار دكاكين البهارت هن من النساء ، وقد اختصه الله بادب عالي كان لا ينظر للنساء من شدة (خجله) وحياءه ، وكنا كثرا ما نمازحه بان نخبره بانه من كثرة تعاملة مع الناس اصبح انثوي الطباع كان يضحك ولا يلقى بالاً لحديثنا ونحن ايضا لم نكن نلقى بالا لحديثنا مع محي الدين لاعتقدنا ان محي الدين (ارجل راجل في الحلة) وهكذا كانت علوية كلما نسالها السؤال المعتاد تقوم بالاشارة للمحي الدين بانها لن تتزوج الا بمحي الدين او بانها تريد الزواج منه لو وقف لها شباب الحي (في صف) فانها سوف تختار محي الدين وفي احدى (العصريات) ضج الحي (بزغاريد) مما جعل اهل الحي جميعا يخرجون يتسطلعون ما الامر ، وكانت هذه (الزغاريد) تاتي من ناحية منزل علوية ، وانتشر الخبر بان محي الدين قام بخطبه علوية والزواج بعد خمسة عشر يوماً وفي نفس اليوم بالليل ونحن جلوس من غير محي الدين ، اتت علوية ومعها محي الدين من هناك يتشابكون الايدي والابتسامات تعلو وجيهما وعندما اقتربوا من مكان مجلسنا اطلقنا نحن الزغاريد فانفجرت علوية ومحي الدين بالضحك انزلت علوية من يديها (صينية) بها كثير من الحلويات (والخبائز) متبقى الخطبة ، وقالت لنا انها ممتنة لاننا كنا السبب الرئيسي في زواجها من محي الدين وبكت واطلقت لنفسها العنان وانفجرنا نحنا بالضحك فكانت ان وجهت حديثها لمحي الدين قاله اي صاح ديل كانوا السبب في زواجنا لكن تاني اولاد الكلب ديل ما تقعد معاهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الغام والغام (Re: ابراهيم عبد الوهاب)
|
هبه الشديدة كانت هبه قنبلة تسير على رجلين ، لا فهي عبارة عن فرسه ، لا هي عبارة عن فرطاقة ، (شديدة) كما كان يحلو على شباب الحي بوصفها لها ، بها كل مقومات الجمال ، من قسمات وطول وجسم ، لدرجة كانت تجعل عم صبحي السبعيني يترنح كلما اتت مسرعة امامه ، وكان الشباب من العاطلين يسحبون انفسهم من تحت اغطيتهم في الصباح الباكر سحبا وجرجرة ارجلهم لالقاء نظره واحد لهبه وهي ذاهبة للجامعة ، بل كثيرا ما كانوا يتطوعون لتوصيلها للمحطة او للجامعة ، وكانت هبه تعرف ما لها من امكانيات قاتله ، ولم تكن تستغل هذه الامكانيات لجلب مصالح لها ، كانت تعتبر جميع شباب الحي اخوة لها ، وكانت ايضا زكية بعكس الفتيات في الحي كانت تعرف كيف تكسب الشباب وكيفية صدهم عن (مشاغلتها) وذلك بالقاء السلام عليهم ، كان القاء السلام ينزل عليهم بردا وسلاما ويجعل السنتهم تخرص وتجعل اعينهم تنزل للارض ، ولكن بعد كل هذا كانت مصدر الهام لهم . وفي ذات صباح استقيظ اهل الحي على كتابات على جدران بيوتهم وفيها عبارة (احبك يا هبه ) وعبارة (انا بموت فيكي ياهبه) ، في اغلب جدران بيوت الحي ، لا تذهب الى شارع الا وتجد هذه العبارة تزين الجدران ، وحتى على جدران المدراس في الحي ، غضب اهل الحي ليس على عبارات الحب فقط ولكن لان هذا المهوس قد شوه زينه هذه الجدران ، وغضب الشباب ايضا على هذا المهوس ليس لاتساخ الجدران ولكن لتجراء هذا المهوس وكتابته لهذه العبارات التى تحمل لوعات الحب ، فقرروا عمل كمين لهذا الشخص وتلقينه دراسا وكذلك لان كل شاب في قرارة نفسه كان يريد الظفر بها ، وكلهم كانوا لا يتجرون على مصارحة هبه خوفا وخجلا بمكنونات انفسهم . واختفت هذه العبارة لمدة من الزمن وكف المهوس على الكتابة ويئس الشباب من المراقبة وقرروا رفع الكمين ، وفي ليلة حالكة الظلام ظهر شاب في الظلام وبداء في الكتابة على الجدران (احبك يا هبه ) وفجاة ظهر الشباب بالحي وتم القاء القبض عليه وعند النظر الى وجه الشاب اكتشفوا بان الشاب هو انا . نعم هو انا وكنت مهوسا بها لدرجة جعلتني ان ارسم وجها على الجدران وارصفة الطرقات ، لم اجعل جدار واحد والا وان كتبت فيها هذه العبارات ، استحلفتهم بالله الا يخبروا احداً بانني الفاعل وخاصة هبه هبه الان في السويد زوجة لطبيب مرموق ولها ما لها من الاطفال ، ومازالت في نفس جمالها الاخاذ وكلما تاتي الى السودان في الاجازات وعندما التقى بها تاتيني الرغبة في اكتب على الجدران (احبك يا هبه)
| |
|
|
|
|
|
|
|