من وحي زيارة له الى إقليم دارفور، كتب السفير البريطاني في الخرطوم (مايكل أرون) مقالة مطولة مزجت بين النثر والتحليل، والرؤية الموضوعية الهادئة لواحد من أكثر اقاليم السودان التى عانت الأمرّين: الاكاذيب والدعايات الإعلامية، والتصوير الخاطئ لطبيعة الأوضاع.
مقال السفير أرون نشر فى الأول من سبتمبر 2016م واستهله بقوله: (زرت دارفور فى الشهر الماضي للمرة الأولى، وكان انطباعي الأول كيف ان دارفور خضراء وجميلة! حلّقنا من نيالا عبر الجنينة فى غرب دارفور واستغربت من الريف الاخضر في هذا الوقت من العام )! ويصف السفير البريطاني الطريق الممتد بوجود (تضاريس السافنا الغنية) والمراعي الخصبة وأشجار البابوب غير العادية! ويضيف (في كل مكان هنا مزارعين معظمهم من النساء يعملون في الحقول، العزق، حلم الماء، ونقل المحاصيل على ظهور الحمير). وفي خضم هذا الوصف النثريّ والذي يبدو واضحاً انه أحدث أثراً مشاعرياً مؤثراً فى السيد السفير، يورد الرجل تحليلاً جوهرياً نادراً لحقيقة أزمة الإقليم، وهو التحليل الذي لم يستمع فيه أحد للسودان طولا سنوات ولم يعره أحد أدنى اهتمام. يشير السفير فى تحليله لمجمل الازمة فى دارفور (رؤية الريف ساعدتني على فهم أهمية الارض لجميع سكان دارفور! ولماذا كانت الاراضي والمياه سبب كثير من النزاعات على مرّ السنين). سفير المملكة المتحدة الذي تعتبر بلاده أحد الاعضاء الدائمين فى مجلس الأمن الدولي وأصدر المجلس طوال عمر الازمة عشرات القرارات الدولية –بشأن دارفور– ضد السودان يلخِّص ببساطة وتحليل مبسط طبيعة الصراع فى دارفور كونه صراع على الموارد والأراضي والمياه، ولو عرف الرجل مصطلح (الحواكير) لما تردد فى إيرادها! وربما تساءل الرجل –في حيرة ودهشة– عن مقولات الصراع بين العرب والزنوج الذي ملأت به البروباغندا الغربية وزحمت به الآفاق، وربما تساءل داخل دخيلة نفسه وهو يمده بصره مستمتعاً بالمياه والخضرة، عما اذا كانت هذه السهول الخضراء الممتدة والمياه والريف الجميل بإمكانها ان تكون مسرحاً لإبادة جماعية ومقابر صحراوية واغتصابات! وآلاف التساؤلات التى لم يملك حيالها الرجل إلا الاستعصام بالصمت. يشير السفير فى مقاله الى نجاح صندوق سلام واستقرار المجتمع في الحد من الصراعات القبلية وتوفر الخدمات الأساسية، الآبار والسدود ويدعم مقاله (بصور خاصة)! ويحكي السفير عن تجواله المتمهل فى أرجاء الاقليم ووقوفه على الدورات التدريبية للنساء حول التوعية البيئية. رئيس اليوناميد، كما يقول السفير (أرون) أوجزَ له تحسُّن الاوضاع الامنية واندثار الحركات المسلحة والأهم من ذلك إن رئيس اليوناميد يقطع للسفير ألاّ اعتداءات على قواتهم طوال العام الحالي 2016م. ويبدي المقال عدم رضاءه عن مخيمات النازحين بظروفها الصعبة وكأنِّي بالرجل أدرك انها ليست هي الطريقة المناسبة لإقامتهم فى ظل تحسن الظروف الأمنية، ويقول السفير إنه ينبغي على المعارضة ألا تتخذ النازحين رهاناً لأهداف سياسية! المقالة ايضاً لم تستطع تجاوز الدور القطري ومراكز الخدمات التى انشأتها قطر والمدارس التى وفرتها والمراكز الصحية وأقسام البوليس، ثم يقرر السفير أنه (ما زال متفائلاً) فالأوضاع آخذة في التحسن وجهود المصالحات تحقق تقدماً. مجمل شهادة ومشاهدات السفير البريطاني والتى جرت قبل اقل من شهرين من الآن، أنها أعادت قراءة وتصوير المشاهد العامة في دارفور من زاوية موضوعية وبتوازن لطالما ظل السودان يطالب به منذ سنوات ولكن أحداً لم يستمع اليه حتى شهد السفير (مايكل أرون) بما شهد ورأى وسمع!
10-04-2016, 05:40 PM
aosman
aosman
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3443
الأخت فدوى الشريف, التحية لك على نقل إنطباعات سفير عن زيارته لدارفور. حقيقة كنت في زيارة الي الجنينة وزالنجي في رمضان من أجل زيارة الأهل وحاولت أن أكتب عن هذه الرحلة لكن مع الأسف لم أتمكن لضيق الوقت. أرجو أن تسمحي إلي أن أضيف بعض الصور التي إلتقطتهم أثناء الرحلة من زالنجي وطريق الجنينة زالنجي, وأيضا يوجد فيديهوات سوف أحاول أن أنزلهم.
http://pictub.club/image/qPXVW
10-04-2016, 05:50 PM
aosman
aosman
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3443
الاخت فدوى لو تكرمت من الأفضل ان تنزلي مقال السفير البيرطاني في الخرطوم كاملا حتى نقراء ما خلف السطور وما اراد ان يوصله للقارئ وحتى تعم الفائدة للجميع. صديق فضل ـ هولندا
10-09-2016, 08:00 AM
فدوى الشريف
فدوى الشريف
تاريخ التسجيل: 09-14-2006
مجموع المشاركات: 5390
Quote: الاخت فدوى لو تكرمت من الأفضل ان تنزلي مقال السفير البيرطاني في الخرطوم كاملا حتى نقراء ما خلف السطور وما اراد ان يوصله للقارئ وحتى تعم الفائدة للجميع. صديق فضل ـ هولندا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة