|
|
|
 Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
أنا أشتاق لأمي،أشتاق لأخي الأصغر ولأبي،أشتاق لأمدرمان..وأشتاق أيضا ـــ وياللعجب ــــ لصدّيق التلب..
الشوق أوالحنين،صناعة إنسانية مثل بقية الصناعات الإنسانية الأخرى،لايمكن أن تخلو بتاتا من العيوب،وإلاّ فما الذي يجعلني أحن لصدّيق التلب..سمعت قبل فترة، أن شركة تويوتا جمعت عددا من سياراتها بعد طرحها على الزبائن،وذلك بسبب خلل فني في الكوابح أوماشابه..لو استطيع أن أجمع هذا الحنين بعد أن طرحته على الزبائن،و أحذف منه الجزء الخاص بصدّيق، لكنت تداركت إذن،هذا الخلل الفني الواضح، في صناعتي لهذا الموديل ، فكوابحه الغبية ابدا لا تستجيب .
هل هناك احتمال، ولو ضئيل،ولو واحد من المليون،أن تكون عايدة ،في هذه الأثناء،تتقلب في فراشها ،عاجزة عن النوم مثلي..في الواقع،ونظرا للملابسات الحقيقية والفعلية،التي أوجدت هذه المسألة التي نحن نتحدث عنها، أعني تلك الملابسات التي حدثت بالضبط،وليس الآمال والتمنيات التي تحوم في الخيال،أقول ،نظرا لتلك الملابسات، فإن واحدا من المليون ليس احتمالا ضئيلا، ليس هو الاحتمال، الذي يقع في نهاية الطرف الآخر من هذه المعادلة،فلكي تكون المعادلة صحيحة وموزونة واقعيا،فإن الاحتمال الضئيل الصحيح ،هو واحدٌ من المليار.. إذن لكي أتصورتصورا واقعيا، أن عايدة تعاني من الأرق، مثلما أنا أفعل الآن،فلابد أن أقارن إمكانية حدوث شئ،من وسط مليار من الأشياء المضادة أو المستخفة أوحتى اللامبالية.. إنها فرصة ضيقة جدا،ولا يتصور أن تكون هناك، فرصة أضيق منها ،لحدوث شئ ما..عدا بالطبع ماقاله السيد المدير،عن فرصة الهلال للتأهل ،في تلك الدورة الودية ،التي جرت في السعودية قبل زمن بعيد..
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
أنا أشتاق لأمي،أشتاق لأخي الأصغر ولأبي،أشتاق لأمدرمان..وأشتاق أيضا ـــ وياللعجب ــــ لصدّيق التلب..
الشوق أوالحنين،صناعة إنسانية مثل بقية الصناعات الإنسانية الأخرى،لايمكن أن تخلو بتاتا من العيوب،وإلاّ فما الذي يجعلني أحن لصدّيق التلب..سمعت قبل فترة، أن شركة تويوتا جمعت عددا من سياراتها بعد طرحها على الزبائن،وذلك بسبب خلل فني في الكوابح أوماشابه..لو استطيع أن أجمع هذا الحنين بعد أن طرحته على الزبائن،و أحذف منه الجزء الخاص بصدّيق، لكنت تداركت إذن،هذا الخلل الفني الواضح، في صناعتي لهذا الموديل ، فكوابحه الغبية ابدا لا تستجيب .
هل هناك احتمال، ولو ضئيل،ولو واحد من المليون،أن تكون عايدة ،في هذه الأثناء،تتقلب في فراشها ،عاجزة عن النوم مثلي..في الواقع،ونظرا للملابسات الحقيقية والفعلية،التي أوجدت هذه المسألة التي نحن نتحدث عنها، أعني تلك الملابسات التي حدثت بالضبط،وليس الآمال والتمنيات التي تحوم في الخيال،أقول ،نظرا لتلك الملابسات، فإن واحدا من المليون ليس احتمالا ضئيلا، ليس هو الاحتمال، الذي يقع في نهاية الطرف الآخر من هذه المعادلة،فلكي تكون المعادلة صحيحة وموزونة واقعيا،فإن الاحتمال الضئيل الصحيح ،هو واحدٌ من المليار.. إذن لكي أتصورتصورا واقعيا، أن عايدة تعاني من الأرق، مثلما أنا أفعل الآن،فلابد أن أقارن إمكانية حدوث شئ،من وسط مليار من الأشياء المضادة أو المستخفة أوحتى اللامبالية.. إنها فرصة ضيقة جدا،ولا يتصور أن تكون هناك، فرصة أضيق منها ،لحدوث شئ ما..عدا بالطبع ماقاله السيد المدير،عن فرصة الهلال للتأهل ،في تلك الدورة الودية ،التي جرت في السعودية قبل زمن بعيد..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
في ذلك اليوم،عندما طلبني في مكتبه،تعامل معي باحترافية رفيعة..لطالما راودتني الشكوك دائما، في أن والدة مديرنا عندما حملت به،كانت تتوحم على ثعلب،ليس فقط أي ثعلب ،وإنما ثعلبٌ أحمرٌ،من النوع الذي يمكن أن يخدع حتى الشيطان نفسه..
قال بأريحية واضحة:أهلا ياهيثم..أقعد.
وفي الواقع،كنت أنا مسترخيا لمدى بعيد،كنت أظن الأمر ،لايعدو أن يكون بعض التوجيهات الروتينية في مجال العمل،لكن الثعلب،كان قد وضع الخطة،وهاهو ينفذها بحذافيرها..
:بتذّكر الدورة الحبية اللعبا الهلال في السعودية زمان،وكان بعد خسر وتعادل في مباريتينو الأولانيات،مفروض يغلب الشباب وللا الهلال السعودي ماعارف،4/صفر،عشان يتأهل لدوري الأربعة؟بتذكر الدورة دي؟
لم أندهش،لأني أعرف أن هذا واحدا من أساليب المدير العجيبة في تبادل الأحاديث..
:أيوا بذّكرا..
:أها،الهلال صعد وللا ماصعد؟
:ماصعد طبعا.
:لييييه؟
:لأنو ماممكن يغلب الهلال السعودي في أرضه بفارق أربعة أهداف.
:كانت فرصة ضيقة شديد صاح؟
:أيوا
:فرصة منعدمة عديل صاح؟
وهنا تحديدا،راودني إحساس بأن الأمر غير طبيعي.
:في حاجة ياريس،أنا عملت حاجة غلط لاسمح الله؟
:عندنا كشف تنقلات طالع هسة،وإتّ منقول فيهو،وفرصتك المرة دي،عشان تزوغ من النقلية، زي فرصة الهلال ديك للتأهل..
أنا لاأدري حقيقة،لماذا المدراء دائما،مفتونون بنقل الموظفين،هناك شئ غير طبيعي في هذا الأمر، فأنا مثلا ،لم أكمل بعد ثمان سنوات منذ تعييني في رئاسة هذا البنك،ومع ذلك هذه مرّتي الثالثة ،التي أتعرض فيها لمحاولة النقل..أو محاولة الاغتيال ،حتى تكون الأمور منظورة بوضوح شديد..هل تقاس المقدرة على الإدارة الصحيحة،بعدد تنقلات الموظفين،أم ماهو الفهم بالضبط؟
لكني قلت بهدوء:ناقلني وين المرّة دي ياريس؟
:الدمازين..
قفزت من مقعدي مثل الياي عندما يُطلق سراحه :وأنا البوديني الدمازين شنو ياريس،سُمعتي ياخ.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
القاعدة الأولى في مكافحة الأرق،هي ألاّ تنظر للساعة أبدا،مهما استطال بك الوقت،تمسك بعدم محاولة معرفته..سأخرج قليلا لأغير الجو وأعود،لاستنشق هواءً نقيا ثم أعيد الكرة،وهذه هي ـــ ياسادتي ـــ القاعدة الثانية في مكافحة الأرق.
لم تمطر،لكن السماء حبلى،أخبرني ياسر بأني محظوظ،أن حضرت في هذه الأيام،إنها مقدمات الخريف..وفي الواقع منذ أن نزلت بالأمس من الباص،في السوق الشعبي شمال المدينة، تسآءلت لماذا لم يتغن أحد ب( بهرتني صورة الدمازين)..كان الجو هو الهدف الأول، الذي أحرزته الدمازين في شباك أمدرمان،وياسر الجيلي هو بالطبع الهدف الثاني،واليوم أحرزت الدمازين هدفها الثالث والأحلى،هدف ملعوب من 11 تمريرة،لايمكن أن تكون الدمازين مدينة عادية،فهي قد أنجبت عايدة..والآن تحديدا،تذكرت عبارة مكتوبة ،على إحدى ركشات أمدرمان:هدف حياتي طلع تسلل..لكن لايمكن أن تنطبق عليّ هذه العبارة،فمازال لديّ احتمال الواحد من المليار،وأنا رغم أني أوصف بالحنكشة عادة ـــ وهذا وصف لايزعجني ـــ ،إلاّ أني عنيدٌ جدا،في التمسك بالاحتمالات الضئيلة..لذا اعتقد أني،سأمنح عايدة دروسا مجانية،عن كيف تكون الاستماتة.
لطالما ـــ هل ينبغي علىّ أن أذكركم في كل حين أنها ليلة طويلة ـــ تعجبت من العبارات التي تكتب على السيارات والركشات،وهناك تشابه يفرض على ذهني سؤالا، تشابه بين العبارات المكتوبة على الركشات من جهة،وبين عبارات المسئوليين وشعارات الحكومة من جهة أخرى،هل يمكن أن يكون مصدر كل هذه العبارات شخص واحد؟..لايمكن طبعا أن تكون قد صدرت من شخص واحد،لكنها دون ريب،صدرت من عصر واحد،من فرن واحد،من انحطاط واحد.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
قال طارق معقبا على رد صدّيق الجاف: وبعدما طّلع الزول المتزوج ياهيثم ود قلُبا،طلع الزول الطاشم،والزول الكان جاكي،والزول المساهر مع ناس ميسي،والزول اليادوب استلم وظيفة، والزول الجاتو حوالة دولارية...ديل ختت راسم في المخدة بنوموا طوالي..وفي الجانب التاني في ناس مابنوموا للصباح،الزول المشوكش،والزول المديون،والزول الفطوهو في الترقي،والزول الدخّل ولدو الكبيرالجامعة ولسّ عندو شافع في الروضة..تاني منو يامجدي،اتخيليّ تصنيفنا دا ناقص؟
:عمك بعروني،دا جارنا في الحلة،زول قيحة قياحة،كان جاهو ضيف للغداء،مابنوم للصباح برضو..
:إت عارف أصل كلمة قيحة دي شنو يامجدي؟
بعد ذلك انهمك طارق ومجدي ،في مباراة حامية الوطيس لتحديد أصل كلمة قيحة..صدّيق تعرض لمكالمة هاتفية فانصرف،أما أنا فقد انصرفت لدورة المياه.
:كدي واحدة واحدة،عشان نصل لحلل،أول حاجة إت عارف الدمازين دي وين؟
:كيف ماعارفا ياريس،في سوداني كمان مابعرف الدمازين وين..
:أها وين؟
:مابيغادي لي كوستي..
:بيغادي لي كوستي ياشاطر مافي أي حاجة،بباح،في حدود دولية بس،زمان مش كانوا بقولوا من حلفا لي نمولي،هسّ بقو يقولوا من حلفا لكوستي..
:ماخلاص ياريس،دي ماقضيتنا،كوستي ،ربك،الأبيض،سنار...المهم الدمازين في الجهات ديك..
:مدني بتعرفا؟
:عندي فيها أهل،ومشيت ليها مرتين أها..
:يللا ناس مدني ديل لو راحت ليهم بقرة،بمشوا يفتشوها في الدمازين..
:ياريس أنا مالي ومال البقر،إت أصلا ناقلني ليه،وعارف ظروفي مابتتحمل..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
في هذه الليلة،ظلام الدمازين كثيف،رغم أنها في الليلة نفسها،تنير ماتبقى من الربوع،أخرج قلبي فلا أكاد أراه،أرّقني واختبى..اختفت الأصوات..الهدوءُ حاضرٌ،شيخا جليلا،من النوع الذي يجبر على الاحترام دون أن يلوح بالعصا..المدينة إما منهمكة في النوم،أو في ممارسة الهواية البشرية الأولى،هواية العمل على إنجاب الطفال..
(حوا والدة) ..مثلٌ كالسيف، في وجه كل تفرد،مسلط..وتفردي ،كنت أظن أنني من الأرق مُحصن...لكن هذه المرة،حواء قد ولدت في الدمازين..من العمارات أبت تطلع...من الصافية أبت تطلع..من الموردة أبت تطلع..من الدمازين طلع خازوق،وخوازيق الدمازين ،بتعلّم السهر..
مازلتُ بتولا بطبيعة الحال،لكن كل مادون ذلك،قد فعلت..كل وردة مرت عليّ ،كان لي من رحيقها نصيب،كل كأس قبضتها،كان لي من سلافتها دبيب..جوالي يعج بالأسماء الأنثوية..
العلاقات العاطفية الحميمة ـــ وأرجو أن تلجموا أخيلتكم جيدا،عند التفكير في حميمة هذه ــــ مشاوير العصريات على الشواطئ،التسكع في محلات البيتزا والآيسكريم،الحفلات العامة مدفوعة القيمة،تبادل النكات الفاضحة،متابعة الجديد من الأغنيات الهابطة..تلك هي الحياة التي بها احتمل الحياة..
كنت على مسرح الحياة أمثل،أحاول أن أخدع الحب،لكن الحب لايُخدع،ولايقبل الشراكة..هو،هو، أو شيئٌ آخرا غيره..هو حقيقة أو العدم..هو لوحده أو سيذهب..الحب لايعيش في مسرح الحياة،وإنما في الحياة نفسها،الحب يوجد في الدمازين..
يجب أن يكون واضحا لديكم،أن القواعد لاتعني الإسلوب،القواعد تنظم الإسلوب،لكنها ليست الإسلوب..والإسلوب الأمثل لاستدراج النوم،هو التجاهل..وأنا أتجاهل النوم عادة،بتخيل نشاط حركي مبسط،كمطاردة مجرم بالسيارات مثلا،أو مباراة في الكرة الطائرة،أو لعبة ورق..لابد من أن يكون النشاط بسيط جدا،حتى لايستفز المخ ويجبره على الانتباه،الحد المطلوب هو هدهدة المخ فقط..
منذ مايقارب الثلاث سنوات،ثبت على لعبة رمي الرمح،ولاأدري تحديدا لماذا اخترت تلك اللعبة،رغم أنه، ليست لدي أي علاقة بها في أرض الواقع،فقد شاهدتها في حياتي كلها،مرة أو مرتين..لذا كان من المستغرب،أن وجدتها جذابة في أمر النوم هذا..
عندما تكون مضطجعا على وسادتك،متهيئا للنوم،ومع ذلك أنت لاتفكر في النوم،فهذا يعتبر عنده تجاهلا، سيشعر بالإهانة،لأنه من فصيلة المخلوقات ذات الكبرياء،لن يتفهم كيف ألاّ يكون مطلوبا،وسيقاوم قليلا،لكنه سرعان ماسيأتي،سيأتي لمعرفة ماهو الشئ الذي فضل عليه،وحالما أتى سقط في الفخ..
تذكروا الخطوات جيدا،تجاهل،شعور بالإهانة،مقاومة،استسلام للفضول،اقتراب،ثم هووووب،قبض الشرك..
النوم والفتاة اللعوب،من نفس الطينة خُلقا..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
:شوف ياهيثم،أنا عارف كويس ،إنو ماعندك أي ظروف تمنعك من النقل،وعارف كمان ،إنو قبل ما أجي البنك دا،نقلوك الكاملين،آآآ،الكاملين القريبة دي،قام اتصل سفير بوزارة الخارجية وقال عمك،ولغوا ليك النقلية،وبعد تلاتة سنوات نقلتك أنا للقضارف،وقام اتصل وزير دولة بالداخلية ،وقال خالك،ولغينا ليك النقلية،وأنا هسّ دار أرتب معاك الإمور،عشان مابكرة يتصل علىّ واحد من رئاسة الجمهورية ويقول جدك،آآآ؟
:بس معليش ياريس،الفي رئاسة الجمهورية دا ماجدي،دا نسيبنا ساكت..
:يعني فعلا عندك زول في رئاسة الجمهورية؟
:ماقتليك نسيبنا ياريس،إت ماسمعتني وللا شنو؟
:ونسيبك دا ماسك شنو هناك؟
:شغال في مكتب الرئيس..
:خُد....طيب إت الجابك بنكينا الكحيان دا شنو ياهيثم،ماكان يمسكوك المراسم..
:وإتو هسّ بكحينتكم دي، راضين بي؟
هناك شرطان أساسيان ،حتى تصبح لعبة الرمح ذات مفعول جيد،لابد أن أكون أنا البطل الذي يحرك الأحداث،ولابد أن يكون المعلق مصري الجنسية واللسان..
طارق يقول: المصريين بعتقدوا إنو الإهرامات هي الدليل على حضارتم،لكن الصحيح إنو لسانم هو الدليل على حضارتهم..
ولمزيد من التشويق،لابد أن يكون منافسيّ من هويات سياسية ذات وزن ثقيل..
يعني مثلا،أن يكون المنافس الأول هو شواركوف الرهيب،الذي لايُقهر، من أوروبا الشرقية،والمنافس الثاني هو بودليني المفتول،بطل العالم لثلاثة مواسم متتالية،من الولايات المتحدة..
أما المنافس الثالث فهو،هيثم،ودقلبا،النحيف،المفتح،من جمهورية السودان..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
عندما غرس المهدي ،حربته في الإحداثي الذي اتفق،وصاح صيحته الشهيرة: من هنا سأبني دولتي..كان جدي الكبير،عثمان عود السنط ــــ عود السنط هو لقب ممنوح من المهدي شخصيا ـــ ،يغرس حربته على بعد خمسين مترا فقط،من ذلك الإحداثي،ويصيح صيحته المشهورة :من هنا سأحمي المهدية..
أن تكون متعلما،متعصبا،صعب التراجع،ولديك ملكات معقولة في التفكير،فأنت بلا شك مستشار جيد في ذلك الزمن...لذلك ترقى جدي سريعا في سلم الرتب،حتى ظن الناس ،أن المهدي سيمنحه راية جديدة..وبعد أن مات المهدي،وانصدم من انصدم،ثم استلم التعايشي الدفة،وبدل من بدل،كان جدي من القلائل الذين لم يروا ،أن هناك فرقٌ بين حياة المهدي وموته،لأن تعصبه للفكرة ،كان أكبر من تعصبه للأشخاص،لذلك استمر في إخلاصه للمهدية،وفي كرري أثبت عود السنط،أن المهدي كان محقا،عندما منحه ذلك اللقب..
يقال أن جدي في ذلك اليوم،جمع أسرته التي تتكون من أربع زوجات، و14 من الأبناء الذكور،و7من الإناث،وودعهم،ثم أمرهم بشئ واحد،أن يغلقوا عليهم باب المنزل ،لمدة إسبوع كامل ولايفتحوه أبدا،ثم خرج ومعه ابنه الأكبر..
القصص التي حُكيت بعد ذلك ،عن شجاعتهما وثباتهما في كرري،كانت مختلفة،وأنا شخصيا أحفظ منها أربعا،بطرق مغايرة،لكن الشئ الذي لااختلاف عليه،هو أن جدي كان من الذين اشتهر استشهادهم في كرري،وهذه الشهرة فيما اعتقد،هي التي أسست لعائلتي هذا السؤدد الذي تعيشه الآن..
على مدى ستين عاما،وفر الاستعمار حاضنة جيدة وآمنة لعائلتي،فنمت واختلطت بالعديد من العوائل الأخرى،ورغم الاختلاف الطبيعي في الميول والاهتمامات،التي نشأت عليها الأجيال المتعاقبة في العائلة،إلاّ أن الجميع اتفق على الاهتمام بشيئن ثابتين،العلم والمال..
وبعد أن خرج المستعمر وحتى الآن،كان من النادر،أن تجد ثلاثة من السودانيين،اجتمعوا على تأسيس أي نشاط أو فكرة،إلاّ وكان رابعهم ،أحد من السنطاب..أو على الأقل لديه علاقة ما، بالسنطاب...
قال لي مجدي ذات يوم:عائلتك زمان كانت بتحاول تمثل دور التكنوقراط الوطني،لكن هسّ مابتمثل إلاّ دور الانتهازية الاجتماعية..أما إت بالذات ياهيثم،فبتمثل دور الانتهازية المصلحجية ههههه..إت عارف ياهيثم،مافي زول بخوفني في البنك دا كلو،غيرك إت...
هذا يامجدي،لأن السودانيين يقولون :أبو القدح بعرف محل يعضي رفيقه...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
:أول حاجة ياهيثم،لازم تعرف إنو أنا ماعندي أي مصلحة في نقلك،كمان بالعكس قعادك معاي هنا بنفعني كتير،لك في حقيقة مفروض تقتنع بيها،إت مابقيت براك العندك واسطة وعلاقات،البلد إنبهلت وبقت مجوبكة وجايطة،وظهروا ناس جداد في الكفر،في زملاك شغالين معانا في الأفرع البرّا،ودار يجوا ياخدوا فرصتم في العاصمة برضو،وهم عندهم معارف زي ماإت عندك،وقعد يمشوا يشتكوا لمعارفم ،وجابوا سيرتك تحديدا،وأنا هسّ بقيت بين نارين،وأنا عندي شفع بربي فيهم،ومافاضي والله لأي مشاكل..عشان كدا عندي حل ح يرضي جميع الأطراف،وإت ح تكون المستفيد الأول منو..
:حلك شنو يعني؟
:طيب،ركز معاي،وماتقاطعني لغاية ماانتهي من كلامي،أنا عارفك زول ذكي وبتعرف مصلحتك كويس..
أصوات الرعد الخجول،تتكرر بين الفينة والأخرى،البروق تذكرني ،بنظرة عايدة عندما سألتها ذلك السؤال العبيط.... سأدخل للغرفة ،لأعيد الكرة من جديد،قد يحالفني الحظ وأحظى ببضع دقائق،قبل أن يطلع الفجر...مازال ياسر كما تركته،على يمينه مضجعا،فمه به تعبير غريب،على ضوء الموبايل،لايمكن تحديده،هل هو ابتسامة،أم دهمه النوم وسط تسبيحة ما،وهناك،أسفل السرير سقطت مسبحته الصغيرة،منهكة، مثل الأنثى التي وضعت للتو جنينا.. لقد أضاف هذا البطل ،طريقة جديدة للدخول في النوم،طريقة لم يستطع طارق ومجدي، أن يدركاها،رغم ثقافتهما،واطلاعهما،رغم تشدقهما بالمثل والمبادئ،والطرق الصحيحة لمعالجة التحديات،وهما في الحقيقة،أبعد الناس عن ذلك،الإنتهازيان،البغيضان، الضاربان أبدا،على خاصرات الجياد،ولا يباليان بمن أسقطا على الطرقات..
في الواقع ،أنا أعلم علم اليقين ،أن صدّيق التلب في خطر كبير..ذاك الغافل الذي لايعرف الخداع،الذي عندما يتضايق،يبدأ في التحدث بلهجة أهله،تلك اللهجة التي طالما عليها ضحكنا معا،أنا وطارق ومجدي..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
النهاردا عندنا مباراة،من النوع التئيل أوي،عندنا أبطال قامدين أوي،عندنا شواركوف الرهيب من أوروبا الشرئية،وعندنا كمان بودليني القاذفة بعيدة المدى من أميركا،لكن والله المش فاهمو،هو بطل السودان،يعني دا لا عندو تاريخ يُحكى، ولا حاقة كدا يعني ظاهرة،بطل يعني نبت فقأ كدا،وبعدين إمكانياتو القسمانية ضعيفة أوي، يعني ياسودانيين لو ماعندكمش بطل،ماكان تعتذروا أفضلكم،يعني مافيش داعي للمرمطة دي..لا وإيه،آلك بيلقب ب ود ألبها،ود ألبها حتة واحدة؟ دا إيه العظمة دي،والله ياسودانيين عليكو حركات..
على العموم دي كلها تكهنات،لكن الميدان أمامنا أهو،وبعد شوية ح نشوف أنا وحضراتكو،إيه اللي ح يحصل...
لكن على كل حال،أنا بتمنى من كل ألبي،نستمتع أنا وإياكم بمباراة قميلة،ونشوف كدا يارب،أرام قياسية قديدة،حضراتكو طبعا عارفين،إنو الرأم القياسي المسجل حاليا ،بآلو 12 سنة ماانكسرش،لكن النهاردا ،أنا عندي إحساس كبير إنو في حاقة ح حتحصل،والحئية مش أنا لوحدي،دا كتير من المرأبين بيشاركوني الإحساس دا..
مين ح يبدا،مين ح يبدا..آآه الأرعة حسمت الأمر،في الأول شواركوف ،وبعدو بودليني،وأخيرا هيثم ...
ويبدا شواركو ف في العدو،وهووبا،رمية أوية،رمية أوية قدا، وفي التراك الصحيح،وشكلها كدا،ح تعمل حآقة... يآآآه، ياحلاوة،إيه العظمة دي،إيه القمال دا،مش ألتلكم ألبي حاسس،99متر و37 سم،رأم إياسي قديد،استطاع شواركوف النهاردا كسر الرام الإياسي السابئ،ياسلااام ع الإثارة،لكن لو كملت قميلك وتخطيت حاقز ال100متر،كانت حاقة ماتخلصش...
الدور الآن على بودليني بطل أميركا،و حنشوف دا ح يرد إزاي،ويبدا في العدو،وهوووبا،أيضا رمية أوية،رمية أوية قدا ،يارب هل من أمل في رأم قديد،لا لا مش ممكن،مش ممكن البحصل النهاردا،99مترو41سم،رأم قياسي قديد،يعني رأمين في مباراة واحدة،إيه اللي بيحصل دا،12 سنة والناس مستنية تسقيل رأم جديد،يأومو يتسقلو رأمين في مباراة واحدة،إيه اللي بيحصل دا..
لكن والله صعبان علىّ شواركوف،دا مالحئش يتهنى برأمو الحأأوو،وصعبان علىّ برضو بطل السودان،كان تختارلك يوم غير دا ياهيثم ود ألبها،كان يعني ممكن تئدر تعمل حاقة،لكن النهاردا إنت في ورطة كبيرة أوي..
ويبدا في العدو،هههه،دا حتى يظهر إنو الرمح تئيل عليه والله،وهوووبا،رمية مش بطالة.... ياخبر أسود ،فات فين الرمح دا،مش معؤلة،أنا مش شايف حاقة،ولا القمبي شايفين حاقة،يآآآآه في حركة هناك وسط القماهير،معؤلة يكون الرمح وصل لغاية هناك..عارفين حضراتكو المسافة لغاية القمهور بتساوي كم متر؟ آه والله الرمح هناك أهو،لكن هل الرمية صحيحة،إيه أرار الحكم،أيوا الرمية صحيحة،هي بالرغم من انها خارج التراك الطولي،لكنها لم تخرج من التراك العرضي،ورقم إياسي قديد،يظهر إنو هيثم ح يقبر لقنة الأولمبياد إنها تعيد النظر،في المسافة المتروكة لحماية القمهور،والله عملتها ياهيثم ياابن النيل وشرفت بلدك،وشرفت مصر كمان،أمال إيه مصر والسودان حاقة واحدة،دا آلك السودانيين بموتوا في حاقة اسمها مصر،واحنا والله بنحبهم أوي كمان...
رد مجدي على طارق:الفرق بين لسانّا ولسانن، زي الفرق بين الدركسون العتلة والدركسون الهايدرولوريك..
في هذا السيناريو،على من انتصرت أنا؟ بطل أوروبا الشرقية،وبطل أميركا؟ نعم بطبيعة الحال،لكن الانتصار الأهم ـــ ذاك الإنتصار الذي سيجبر النوم، على تذوق طعم الإهانة ــــ كان على مصر،عقدة الدنيا ...كما يقولون.
في سابق الليالي،في الليالي الأمدرمانية المخملية،كان هذا السيناريو كافيا جدا،ليدخلني في النوم العميق،لكن في هذه الليلة أدرت هذا الشريط،لأكثر من عشرين مرة،ولم تظهر بعد،بارقة أمل توحي بأني أمضي في الطريق الصحيح..وذلك ،لأن الحب يختلف عن العلاقات العاطفية الحميمة.. يختلف عن مشاوير العصريات،والتسكع في محلات البيتزا والآيسكريم..
فتلك أشياء لاتسبب الأرق..
القاعدة رقم ثلاثة،يجب تغيير السيناريو،إذا أثبت فشله...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
والله يا عليش وما طالبني حليفة ماسك روحي من اول البوست ما عايز اتداخل و اقطع السرد قلت لامن تنتهي
لكن مشهد - اي نعم مشهد حيث انه كتابة زي دي لا تكتمل متعتها إلاّ بتخيّلها كعرض حي و تخيّل ابطالها و اشكالهم بكل تفاصيلها الدقيقة مثل حلاقة هيثم مثلا بسوالفها القصيرة أو كرش صديق التلب و اسنانه المصفرة من اثر التدخين وما إلى ذلك - المهم, مشهد المباراة ومنتشة المذيع المصري ما قدرت امسك التعليق عليها
اسّي كدي واصل وما تشتغل بالمقاطعات دي -على الأقل حتى النهاية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
الباص السياحي لابأس به،لكنه ليس في فخامة بصات بورتسودان،المناظر في الخارج خلابة للغاية،ومنذ أن تركنا مدني خلفنا وأنا أترقب اللافتة التي كُتب عليها :مرحبا بكم في مدينة الدمازين..لكن هيهات.
في سنار ،وبعد حوالى أربع ساعات من التحرك،توقف الباص لتناول وجبة الإفطار،نزلت وبمستويات عالية من عدم الاهتمام،في عاصمة أول حكومة قومية في تاريخنا القريب،كان همي هو،كيف أفرغ مثانتي،ثم أجد بعد ذلك،طعاما جيدا..
طارق لديه رأي واضح في هذه السلطنة،قال:لو بذل سلاطين الفونج ،حبة مجهود إضافي في قضايا التوحد ،وبقية القضايا الجمعية الأخرى،لكان حالنا أفضل بكثير الآن..
مجدي:المسألة ياطارق، إنو الحاجات دي مابتجي عشوائيا، فهي ،ياإما تكون موهبة ونزعة عند الزول من البداية،بدون مقابل واضح،زي الكانت عند محمد علي مثلا،والإتسببت طبعا في كتير من مشاكلنا لي قدام،أو تكون حوجة موضوعية بحتة،يعني مثلا لو كانت السلطنة الزرقاء دي، قامت في صحراء البحر الأحمر،محل الموارد شحيحة،كانت سيطرت سيطرة مركزية صارمة على باقي البلد، عشان تعوض مواردا الشحيحة،ودا طبعا كان ح يؤدي تلقائيا لانصهار البلد واتحادا..لكن ناس دنقس ديل،كانوا شاربين ماكلين ومكتفين ذاتيا،البجبرن شنو يمشوا لغاية دنقلا مثلا؟ وفي نفس الوكت هم ماقدروا ينتجوا ليهم سلطان تقدمي يُذكر..
:إت عارف يامجدي،أنا مرات بجيني إحساس، إنو السبب في مشاكلنا دي كُلا،هو عدم إطلالتنا على البحر المتوسط،يعني لو بعانخي خلى لينا إن شاء الله،شارع بعرض،40 كلم لغاية المتوسط، كانت إمورنا برضو بتكون أفضل..
وبينما أنا أتناول إفطاري، في المكان الذي ربما ،كان يخرج فيه أبونا دنقس للصيد،ماالذي لديّ لأضيفه لهذه القضايا المصيرية،في الواقع ليس لدي شئ محدد،غير أن أقول :سنار قذرة،وطعامها ردئ،لكنها تتمتع بفتيات مكتنزات وجذابات..
وأريد أن أضيف:طز في طارق ومجدي،طز في كل المثقفين الانتهازيين،طز في مديرنا العايز يربي أولادو بالفهلوة،طز في الكانوا سبب نقلي للدمازين،طز برضو،في سلطان دنقس،تاني في زول ماطزيناهو؟ أيوا سواق البص،سواقتو زي وشو،طز فيهو دبل..عاش المهدي،عاش جدي عود السنط،إلى الأمام..إلى الأمام..
آآه،سنار جوها بديع،ومستفز..
في تلك الأثناء رن جرس هاتفي:ألو.
:سلام عليكم،معاي هيثم بشير،لو سمحت؟
:أيوا،مرحب
:أنا ياسر الجيلي،زميلك في فرع الدمازين..
:يامرحب،كيف أحوالكم؟
:بخير والحمدلله،كيفك إت وكيف خليت الأسرة الكريمة؟
:لا تمام،والله،الحمدلله..
:إتحركتوا من سنار ولا لسّ؟
:يادوب فطرنا وطالعين الباص بضرب في البوري..
:تمام،إن شاء الله،ح تلقاني منتظرك في السوق الشعبي..
:لا ياخ ،مافي داعي للتعب..
:مافي تعب،دي حاجة بسيطة،يللا دايرك تسجل تلفوني دا،ولو حصلت حاجة اتصل على.
:إن شاء الله..
:يللا مع السلامة..
:تسلم،تسلم كتير..قتليك؟
:أيوا سامعك
:فضل كتير للدمازين؟
:ههه، ماكتير،إت كدا ،خليت نص المسافة وراك..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
إذا أصابك أذي،فمن الأفضل أن يصيبك من شخص ذكي..
هذه واحدة من قواعدي الذهبية الصغيرة، التي أحاول دائما أن التزم بها حرفيا،ولا أعرف كيف أشرح الأمر بطريقة لائقة، لكن بصورة عامة، أنا قد أفعل أي شئ،لكني أبدا لن اكسب عداوة الأغبياء..أو كما يسميهم طارق (الدّماكة)... هذا ــ كما أسلفت ــ بصورة عامة،أمابالنسبة للصورة الخاصة، الخاصة جدا،فقد أثبت سيدي المدير،في ذلك اليوم،بطريقة عملية واضحة،صحة هذه القاعدة الذهبية الصغيرة..
:طبعا بتكون متابع ،أخبارفرعنا الجديد الدار نفتحو في أمدرمان...الشغل ماشي فيهو تمام،وغالبا الإفتتاح ح يكون خلال سنة،أنا عارفك مرنّق ليهو،ومبوظ أعصابك..عشان كدا عندي ليك صفقة ممتازة،تمشي من سُكات ،تتركن لي السنة دي في الدمازين،وبمجرد فرع أمدرمان ما يبقى جاهز،أنا ح أنقلك ليهو،والسنة الفي الدمازين دي،أنا برضو مرتبا ليك،دي ح تكون بالنسبة ليك،زي الإجازة المفتوحة،لأنو مدير الدمازين من جماعتي،يعني بالواضح كدا،ما ح يتلوم معاك،وكت مادار تجي تجي،وتقعد الزمن البكفيك مع أهلك،وبعد داك ترجع،ودا كلو بدون تبعات،كأنك قاعد في مكتبك.... وهلمجرا ،لغاية ماتخلص الجرة..وتنتهي سنتك بالسلامة ..قلت شنو؟
:طيب الضمان شنو،مايمكن مدير الدمازين يعصلج معاي؟
:إطلاقا...دا زول متواضع جدا،وبحب الضل،عندو 3بقرات ،وقعد يزرع في الخريف،ومفتكر إنو وضعو ممتاز،عشان كدا مامستعد يدخل معاي في أي مهاترات..دا خلاف إنو أنا عندي عليهو أيادي بيضاء..ولو سألت نفسك ليه أنا نقلتك الدمازين تحديدا،ومانقلتك لأي فرع تاني؟ الإجابة هي،لأني خاتي مدير الدمازين،في جيبي الخلفي..لو عندك حاجة غير دي قولا،دي نقطة محسومة..
:مافي مشكلة ياريس،أنا بعمل العلي،لكن..
:أنا لسّ ماكملت كلامي ..
نظرت إليه ولم اتكلم ..فواصل
:في حاجتين أنا بحملك مسئوليتن المباشرة،أول حاجة الكلام القلتو ليك دا،يظل بيني وبينك،يعني ناس البنك هنا وهناك،يعرفوا إنك منقول رسميا للدمازين وبس،والحاجة التانية والمهمة جدا،ناس بيتكم مايعرفوا إطلاقا إنك منقول،قوليهم،ماشي مأمورية وجايي،وبعد ماتجي وتقعد معاهم شوية،قوليهم تاني ماشي مامورية،وهلمجرا..النقطتين ديل مهمات جدا بالنسبة لي،ولو مابتقدر تلتزم بيهن ،من هسّ وريني،قبل ماندخل في الغريق..
:مافي مشكلة ياريس،أنا بعمل العلي،لكن لو حصلت حاجة كدا وللا كدا،
واستدركت..
:المقامات طبعا محفوظة،وإت قبل كل شئ مديرنا ،لكن ياريس لو حصلت حاجة..
قاطعني:طوالي تمشي لنسيبك،خليهو يدخلك لعمك،وقوليهو،مديرنا دا حشرة شعبية..هههه.
وواصل:أنا يا ابني،لما أقول حاجة ــ وهناغمز بعينه ثم طق بلسانه ــ بعملا..
وواصل
:اتفقنا؟
فردّدت خلفه الشهادة:اتفقنا..
:تمام..وكعربون لحسن النوايا،منحناك سبعة أيام ،اعتبارا من بكرة،بدون أي خصم،تجي بعد إسبوع تخلي طرفك،وتسافر طوالي..
ونادى على الساعي،وناوله كشف التنقلات قائلا: ودي الورق دا للكتبة..
هناك ،في بنكينا ،طريقتان فقط لإدارة الإمور،طريقة السيد المدير،وطريقة صديق التلب..
الثعلب الأحمر، قد يعجز عن نيل احترامك،لكنه لن يعجز عن إثارة إعجابك..
:هيثم..
:نعم ياريس..
:بتصدق لو قلتليك،إت بتذكرني بشبابي..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
أول الأمس كان يومي الأخير في رئاسة بنكنا بالخرطوم،انتهت ببساطة شديدة،عُشرة ثمان سنوات سلختها في مكتب واحد..أن تسعى إلى شئ،وتحصل عليه،ثم تعشقه،ويتشرب منك،وتتشرب منه،ولا تجد نفسك،ولاتتصورها إلاّ فيه،فهذا سيحتم عليك،أن تقاتل من أجله،أن تبذل قصارى جهدك للحفاظ عليه، أن يكون لديك الاستعداد الدائم،للوصول لمراحل بعيدة،قد لاتستطيع بعدها رجوعا...
وهذه لبنات شديدة المتانة،لا توضع فوق بعضها،فجأة أو سراعا،وإنما بمرور الأيام والليالي،نقطة نقطة،بالضبط مثل الحنفية التي بها خلل بسيط،إن تركت وشأنها،فقد تغرق في النهاية بيتا بأكمله..
هذه المشاعر،هذه النوايا،هذه الاهتمامات،ليست عرضية،ليست مرضية،وليست شاذة،وإنما هي أصيلة فينا،كأصالتنا نحن في ذاتنا،كأصالة الليل والنهار،كأصالة قطبي المغنطيس،وكل الثنائيات الأخرى،التي تتحد فتشكل شيئا واحدا..من المستحيل أن نميز هنا،بين الأصل والطارئ..
قد تدفعك هذه المشاعر ـــ إن تصادف وخبرتها ـــ لإعادة النظر،في طريقة تعجبك المتعجرفة والمغالية، من الدكتاتوريين،والديناصورات،وحتى مدراء المدارس العاديين،والمؤذنين في المساجد.
نصحني طارق بأن أقابل صديق ،للاستفادة من خبرته بمدينة الدمازين،فهو قد عمل سابقا في ذلك الفرع..كنت أرى أن هذا غير مهم،لكن طارق ألحّ،فنفذت رأيه..
صديق أوضح لي،بأنه عمل هناك قبل وقت طويل،وليس لديه اتصالات حاليا ،بالموظفين في ذلك الفرع،لكنه أخبرني بأن البنك يقوم باستئجار منزل لاستخدامه كميس للموظفين الأغراب،
وتلك في الواقع كانت معلومة مهمة..
:بس أنا دار أديك نصيحة،كان عندك شئ دايرو من السوق،إسارع آخدو قبال صلاة العشاء،بعد الوكت دا مابتلقالك دكانا فاتح..الشئ التاني،جرايدك اللات الكورة،أصبرلا للساعة 3 ،قبال الوكت مابتلم فيّا..يعني ياخوي،البلد كُلا ،محشورة بين الساعة 3 والساعة 9..خلاف دا،تاني مابتجيك عوجة..بلدا سمحة بالحيل.
هيثم ياخوي،أعفي مني عليك الله،كان أنا سمعتك كلمة كدي وللا كدي..
:لا ياصديق ياخ،معقول؟
:بارك الله فيك،والله أنا نقليتك دي دُرتا ومادرتا..
:كيف يعني ؟
:يعني درتك تقعد جمب أهلك،لكن كمان المرقة بتصلحك شوية.
:تصلحني كيف يعني ياصديق،إت شايف علي شنو؟
:شايفك زول كويس،لكن مصلحجي أكتر من اللازم،ماعندك شئ لله كلو كلو..
شعرت بالضيق،لكني ضبطت نفسي :ياصديق الدنيا دي كُلا ماشة بالمصالح بس،وأي كلام خلاف دا أنا بعتبرو هلوسة ساكت..بعدين أنا ماقعد أضر زول..
:لا ياهيثم ياخوي،الدنيا مامصالح بس،في حاجات الزول بقدما لله، وأنا عارفك مابتضر زول،لكن كمان مرات الزول لو ماساعدتو بتعتبر ضريتو..
في حاجة تانية،شيلهم معاك تمباك عليك الله،ناس الأقاليم بريدو صعوط الخرطوم..
:مايمكن مافي زول فيهم بسف،منظري ح يطلع شين في الحالة دي..
:بتلقالك زولا بسف،دي على مسئولتي أنا..
:مافي مشكلة،لكن أنا الحاجات دي مابعرفا،إت عارفليك محل كويس أشتري منو..
:في واحد إسمو جنى فيل..في سوق أمدرمان بتلقى منو فرع..
صحت باندهاش:جنى فيل؟
ابتسم برفق،وودعني..كان وداعا حارا من جانبه،لدرجة أن تبعج وجهه،وكنت أنا مندهشا ،ماهذا الذي يفعله هذا الرجل..لكن الآن،في هذه الغرفة،والرعد الخجول يموء من فوقي،كالقطة التي تبحث عن أمها،والبرق الذي لايمكن رؤيته من الداخل،لكن يمكن تصور أنه ،مازال يشبه نظرة عائدة، عندما سألتها ذلك السؤال العبيط..لكن الآن ،في لجة الغربة،بعد يومين فقط ،بعد أن جربت لوعة الفراق،بعد أن تذوق لساني طعما جديدا،بدأت مشاعري في التبدل،نحو وداع صديق لي،لم أعد مندهشا البتة،بل كلما تذكرت ذلك الوداع،اندفعت نحو حلقي أشباحٌ من غصة،لكنها أبت أيضا،أن تهطل،أعاني أنا،مثلما يعاني السحاب من فوقي،أشاركه في الكثير من العبرات.. وأشاركه الحرمان من التفريغ..مضنية جدا،مشاعر الاحتقان، وبالغة الألم..
هي ،وكما قال ياسر الجيلي،مقدمات الخريف..
الآن استطيع أن أفكر في أن صديق،قد يكون هو الحقيقة الوحيدة، في رئاسة بنكنا بالخرطوم،وماعداه هي بالونات من الزيف الكبير..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: Abd Alla Elhabib)
|
مرحب بالأخ عبدالله،وشكرا على التشجيع..
ملاحظتك عن البعوض ضربة فنية موفقة..كان مفروض يُذكر (لأنه من الأبطال المهمين في تلك المدينة،بالذات لشخص يحضر لأول مرة للبلدة)..
لكن شكلك كدا زي هيثم،يعني مامن ناس الدمازين،جيتا عابر وفارقتها..
أنا ماهيثم..ولا صديق التلب..
لكن يمكن أكون سواق الباص ،الأساء ليهو هيثم بدون أي سبب مقنع..
يعني زول مراقب ساي..
*عُمر ماشاء الله عليه،وربنا يحفظو..
تحياتي وشكرا ليك مرة تانية..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
ونكتب ،ليس لأننا سلونا... ففقدك لاينسى و لايعوض
ونكتب ،ليس لأننا ألفنا ... فخيل الفجيعة أبدا لا تروض
ولكن،
نكتب لأنك تحب أن نكتب..
نكتب من أجلك..
من أجل الثوابت الشامخات،في زمن السراب والكوالح..
من أجل الذي حكيت لنا..ذلك الذي بسطت به ميادين الود..
ومن أجل الذي كظمت في جوفك..الذي به قد رحلت..
ذلك الذي قدرت ..أننا غير مؤهلين بعد لمعرفته..
ونكتب أيضا من أجل أن نسجل، فليس لدينا غير التسجيل من موقف..
عدمنا الكبرياء كلها..وبقى لدينا فقط موقف التسجيل..
عندما تًسأل ذاك السؤال العظيم،السؤال الذي به تُحدد المصائر..
هل آذيت أحدا قط؟ هل ألّمت أحدا قط؟
تمهل ولاتقل :لا
فهذه ليست الحقيقة كاملة،
وإنما قل :قبل أن أرحل،فلا..
فبرحيلك،قد نكلت بنا واسعا..وأثخنت في الأرض الجراح...
نم كما كنت فينا، طفلا شفافا،
من خيوط البللّور نًسج قلبه...
غُفر لك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: ashraf mukhtar)
|
مرحب كتير بالأخ أشرف،ومشكور على المرور..
الشبكة سيئة جدا،عشان كدا ح أشوت جزء من القصة مع مداخلة الترحيب بك..
عذرا..
وأكرر شكري
لكن ،ماهو السيناريو البديل،هل أدير شريط الكرة الطائرة،أم مطاردة السيارات،أم لعبة الورق؟لا اعتقد أني لدي الآن،ميل لهذه الأشياء،لم تعد جذابة كما كانت بالسابق،أنا في حالة فتورشديد تجاهها، ..تدفعني رغبات قوية للتفكير بسيناريو جديد،غالبا سأدبر واحدا عن قصة خطبة أو ماشابه،عن عائلة تتحرك من أمدرمان إلى الدمازين،بعربتها الخاصة وليس بالباص السياحي،لطلب يد كريمة من كريمات الدمازين،فتاة عادية،من فتيات بلادي،ليست شديدة الجمال،وليست دميمة،لاتستخدم الشاذ من مواد الزينة،وليست مهملة..فتاة إقليمية ،متوحشة وجافلة،كظبية الوديان،ليست أليفة وماكرة،كقطط العاصمة،فتاة عادية،يمكن أن تشاهد الألاف من نوعها ،لكن مايميزها هي بالذات،دون بنات حواء كلهن،أن لديها حضورها القوي والمركز،شئ لايمكن مقاومته أوالاختباء منه،وفي الوقت نفسه، هو شئ خاص جدا،حصري،غير مشاع إلاّ لشخص واحد،الشخص الوحيد الذي يملك الباسويرد.. هيثم ودقلُبا..
سنمر بسوبا،الكاملين،أبوعشر،الحصاحيصا،مدني،الحاج عبدالله،فارس،مكوار،سنار،مايرنو،سنجة،أم بنين،أبوحجار،ودالنيّل،وأخيرا الدمازين..
بالطبع سأكون بطل هذا السيناريو أيضا،كما يحدث في السيناريوهات الأخرى،لكن هنا، ستكون بطولة فعلية وواقعية،من النوع الذي يحدث في الحياة،وليست بطولة مزيفة أومتطفلة..
إنه سيناريو طويلٌ جدا،سيكفيني حتى أصل للوقت،الذي أعرف فيه،كيف ينوم المتزوجون،وأستغنى عندها،عن نوم السيناريوهات،أسوة بصديق التلب..
عند مداخل الدمازين،كانت بيوت القش،مفزعة لي نوعا ما،أفهم أن تكون هناك عريشة من القش في المنزل،لكن أن يكون المنزل بالكامل من القش،فذاك أمر قد تعجبت له..وبرغم ذلك ،بهرتني صورة الدمازين..
في السوق الشعبي وجدت ياسر في انتظاري،سلّم عليّ بطريقة قريبة ،من وداع صديق التلب،كانت معه عربة حكومية (بوكس دبل قبين) بحالة ممتازة..
قال مباشرة:جايي بشنطة صغيرة كدا ليه،ناوي ترجع طوالي وللا شنو؟
وطوحت بالرد هنا وهناك،فقد كان عليّ عهد..
بعد أن تحركنا قليلا،قال
:طبعا نحن عاملين ليك برنامج تعريفي،لكن دا مابمنع إنو أوريك الأحياء البنمربيها،وأشار بيده ،داك اسمو حي النصر،وداك الثورة..
رددت وراءه :النصر والثورة..
تبسم وقال :إتو هناك ،برضو عندكم النصر والثورة،أنا ماعارف السودانيين ديل جنهم انتصارات وثورات كدا مالن،غايتو في حاجة رايحة ليهم، لكن هي شنو ماعارفا..
:تكون نقلية..
ضحك ضحكة خفيفة ،وواصل:الكبري الفي الخور القدامنا دا، اسموكبري سنجة،بالليل فيهو شواشو عجيبة،ح نعزمك هنا في أقرب فرصة،وح نوديك قنيص شرق،عشان تضرب السمك، وبرضو يوم ح نوديك حلتنا ونضبح ليك هناك،غايتو لو ماعملت حسابك مننا،نحن ح نرجعك لأهلك كابوكي صغير..
مجلة تان تان المصورة،هي مجلتي المفضلة في الصبا،لديها صورة نمطية ،عن قصص حروب العصور الوسطى،قلعة كبيرة،بها باب كبير مغلق،ورجالٌ من الأعداء، يحملون ساقا لشجرة كبيرة، يضربون برأسه الباب ليفتحوه عنوة،يأتون مندفعين من بعيد،وطاخ ،في وسط الباب،ثم يعيدون المحاولة من جديد،كرة بعد كرة..والنتيجة هي،إذا لم يُقتلوا،أو يُجبروا على الانصراف،فسيكسرون الباب،وإن كسروه،سيطروا على القلعة..
وتذكرني بذلك الساق دوما،الأحاديث المنفتحة اللطيفة،العفوية الصادقة،التي لامكافئ لها من الوقائع،ولايُنتظر من ورائها مقابل،بل غايتها الوحيدة،هي التمتع ببذل التعاطف والتوادد..(حاجات الزول بقدما لله) ...كما قال صديق التلب..
وأنا بطبيعة الحال،أريد أن أحافظ على قلعتي،لا أريد أن أخسرها،لكني أيضا،لاأريد أن أقتل أحدا..لذلك ما أفعله عادة،هو صرف هذا النوع من الأحاديث..ماهرٌ أنا جدا، في الصرف واللف..
:ماشاء الله ،حديدتكم سنينة.
:دي حقت المدير،هو الطلب إني استقبلك بيها..
آآه،الثعلب الأحمر ،من بعيد،يدير الإمور باحترافية،ونظافة..هو في الواقع،لايرغب في العبث معي..
:وكيف بقراتو التلاتة؟
تبسم من جديد:كانن 3 لكن بقن 13،عمك إمورو ظابطة،ماهيتو ماقعد يذكرا ذاتو..
:وناس مدني،لسّ قعد يجوا يفتشوا بقرن الرايح هنا؟
ضحك وقال:دا منو القاليك الكلام دا،ناس مدني دار يخربوا لينا سمعتنا وللا شنو؟
ثم أردف:معليش يعني،نحن لسّ ماتعارفنا كويس،وما مفروض أسالك السؤال دا،إتّ شهادة عربية؟
:لا ياخي ،مافي داعي للأسف،بالعكس ،سؤالك دا،أداني فرصة جديدة، عشان أسب للثعلب الأحمر..
ضحك من جديد،لكنه لم يسأل عن ماهو الثعلب الأحمر..
انعطفنا لشارع جانبي،فبدأت لنا كالعادة ركشة قبيحة ،وذات دخان كثيف،كان مكتوبا عليها،دقست يا (ثم رُسم فأر بعد يا)..
إنه نفس الفرن المعهود..أجزم أن الفكرة مقتبسة من ركشات أمدرمان..القبح دائما،أسرع عدوى من الجمال..لأنه ينزل من أعلى لأسفل،مستغلا لقانون الجاذبية،بمهارة يحسد عليها..
:شوف سيد الركشة دا كاتب شنو؟
ضحك وقال:دقست يافارة..الناس ديل،بقوا يكتبوا حاجات عجيبة..
:تعرف الزول دا يكون قاصدني أنا..
:ليه يعني،عشان جيت الدمازين؟
:أيوا..
:لو كان قاصدك إت ،كان تم باقي العبارة..
:يتمها كيف، يكتب شنو يعني؟
:كان كتب ليك عشان ماجيت من زمان..
ذهلت، لكني تماسكت، واستهوتني اللعبة :وزمان دي كان ح يرسما كيف كمان؟
:أنا عارف؟يمكن يرسمك بابّو لابس حفاظ..
ووهيت مقاومتي،وجاء الدور عليّ لأضحك،ضحكت حتى نسيت نفسي،ورفعت كفي عفويا،لأضرب بها كفه..
لكنه قال:معليش سواقتي ضعيفة شوية،مابقدر أفك الدركسون،لكن لو مصر ممكن تخبط الطبلون..
آآه،هذا الشاب ذكي للغاية،لكنه في المدينة الخطأ،فلن يستفيد هنا أبدا،من إمكانياته..إنه يشبهنا نحن،يشبه أولاد قلُبا..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
ربع ساعة فقط،كان الزمن الذي استهلكناه،من السوق الشعبي إلى الميس..
في فريقنا الأمدرماني، الذي أشجعه،لدينا مقولة مجربة:إذا لم يدخل في شباكنا هدف،خلال ربع ساعة من صافرة البداية،فسنكسب المباراة..هذه المقولة ،نسيتها هنا،فانطبقت عليّ،لعبت ضد الدمازين باستهتار،فأحرزت في شباكي هدفين جميلين،في أقل من ربع ساعة من البداية... الجو،البصمة،الحضور الأول،بيوت القش،رائحة حريق الطلح المنبعثة من القطاطي،كل هذه الأشياء كانت هي الهدف الأول،وياسر لوحده هو الهدف الثاني،أما الهدف الثالث،الهدف الأحلى،فقد تعرضت له صباح اليوم..
لاقاني الموظفون في الميس بالأحضان،وفي خلال دقائق ،استطاعوا تمزيق،أغطية الرهبة والحدود ،التي كنت أحاول أن أتدثر بها..
هم ،خلاف ياسر،ثلاث موظفين،كمال الأكبر سنا بطريقة واضحة،وهو الوحيد المتزوج ،كما علمت فيما بعد ، ثم خالد وصلاح،ويبدوان قريبان في العمر،ولافرق يذكر كذلك، بينهما وبيني و ياسر،كنا ماعدا كمال،أبناء جيل واحد..ترى ماهو ترتيب جيلنا،منذ اندحار المهدية،عود السنط هو جد جدي مباشرة،فهل هذا يعني،أني في الترتيب الخامس من المهدية،كيف تحسب الأجيال،هذه أمور لم أفكر بها من قبل،لو فعلت لكنت سألت طارق ومجدي،البغيضان يعرفان كل شئ..هما في العمر مثل كمال تقريبا..
مازال ياسر مستمرا،في الاهتمام بشأني،حمل الحقيبة،وطلب مني أن أذهب معه،دخلنا إحدى الغرف، ــ وهي طبعا ،هذا الاستديو الذي أبث إليكم منه الآن ـــ وضع الحقيبة وقال
:دي ح تكون غرفتك،معاي أنا...يللا أخد ليك حمام،وغير هدومك،عشان نتغدى..
وانصرف وتركني وحيدا،وفي تلك اللحظات تحديدا،وأنا أتفقد الغرفة،وأقارن لاشعوريا،بينها وبين غرفتي في منزلي،هناك في أمدرمان،حيث أمي وأبي وأخي الصغير،في تلك اللحظات تحديدا،دهمني لأول مرة، الشعوربالغربة،وتعرفت على صديق جديد،عبوس وصعب المراس..
تماما كنت،مثل الشخص الذي يتعرض لعملية جراحية،فلا يشعر بالألم ،إلاّ بعد أن يزول المخدر،إنه الألم الآجل.. ومن هناك،بدأت مطحنة الحنين هديرها..
وفي تلك اللحظات أيضا،رن جرس هاتفي،أسرتي على الخط، تلك كانت ، محادثتهم رقم عشرة،التي تلقيتها منذ أن تحركت من الميناء البري..لكنها كانت مختلفة،فقد تلقيتها بمشاعر جديدة..لقد خبرت الشجن..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
وعلى المائدة جلسنا،كانت وليمة منزلية فخيمة،ومن ممازحاتهم فيما بينهم ـــ فهم لايتوقفون أبدا عن المزاح ــــ علمت أنهم عادة ،لايتناولون وجبة الغداء في المواعيد السودانية المعتادة،وكذلك لا يطبخون في الميس،فبعد الإفطار في البنك، ينتظرون حتى غروب الشمس،ثم يذهبون لتناول الغداء في مطاعم السوق..أي يكتفون بوجبتين فقط في اليوم..وهذا أمر،قابلته منذ أن سمعته،بالاستهجان الشديد..
هذا الخرق للعادة،هذه الوليمة ،هذه اللمة..كانت من أجلي..أنا المحتفى به،وهو شعور لذيذ،لكنه مخجل..
كماهي عادته ،كان ياسر يفعل كل شئ،فبعد أن طبخ بنفسه ـــ وطبيخه ممتاز للغاية ـــ أعد المائدة،ولم يكتف بذلك ،بل أصر على أن يصب لنا الماء من الإبريق،حتى نغسل أيدينا للطعام..ياسر في الواقع نشيط جدا،ومن الصعب عليه ،أن يجلس دون عمل ما..
خالد من الجزيرة،وصلاح من كردفان ،وياسر بطبيعة الحال من قرية بالقرب من الدمازين..أما كمال،فمن القضارف،لكنه يُلقب عندهم ،بود قلُبا أيضا..
لاحظت أن التنافس المزاحي،المطاعنات،والضربات الرشيقة،تميل إلى وتيرة ثابتة،خالد وصلاح دائما يشكلان فريقا واحدا،ضد كمال..اعتقد أنه صراع الأجيال..
أما ياسر فكان حظه من تلك الأمور ،هو التبسم الخفيف فقط..لذلك كان باستمرار،يقف في النقطة المحايدة ..وطبعا،إن ملكت شجاعة الحياد،فقد قطعت نصف طريق القبول..
قال صلاح :أها ياكمال، الليلة جاك ودقلبا الأصلي، مش زول تايواني زيك كدا..
خالد:تايواني دي كانت زمان ياصلاح،هسّ بقوا يقولوا صيني..
فسألت أنا كمال:إنت ماقلت من القضارف..
:أيوا ...لكن المرا من أمدرمان..
:وين في أمدرمان؟
:يللا إت من وين هناك؟
:من الموردة..
:ماشاء الله،يللا هي من حتة جمبكم..
:وين يعني،الملازمين؟
:لا شوية كدا كمان
:أبوروف؟
:يعني حبة كدا
:بيت المال،بانت ،العباسية،مكي،العرضة...
:يعني قربت
ونفذ صبري:ياخي إنت ماتوريني وين وبس..
:أمبدة..
:وين في أمبدة؟
:أمبدة كرور..
:وكمان كرور؟
وضجت المائدة بالضحك،وكان كمال أكثرهم ضحكا..الروح الرياضية،متوفرة بكثرة في الميس..
وبعد أن تناولنا الشاي،قال كمال لياسر
:إنت والله مهاراتك دي ضايعة هنا ساي،أنا لو عندي سلطة،كان زمان نقلتك المراسم..
ورغم مافي هذا الكلام من تهكم،إلاّ أنه سرني جدا ..
فجأة ،وعلى حين فترة من الحديث،قال لي كمال بصورة مسرحية:اللخو،مابتسّف؟
وقفزت من المقعد صائحا: هيي ،نسيت الصعوط..
وبعد أن أحضرت الأكياس ووضعتها على الطاولة،هجم الجميع ،هجوم الصقور على الجيفة..
لكن ياسر،كان مثل عنترة،يغشى الوغى ويعف عند المغنم..
صاح كمال:وكمان جنى فيل..والله إت مش ودقلبا،إنت قلبا زاتو..
وواصل:إنت طلعت كوتّك؟ صعوط البلد دي زي حلاوة تربس..
:لا والله أنا ماقعد أسف..
وكانت لحظة من وسن..توقف كل شخص،عما كان منهمكا فيه،وأخذوا يحدقون فيّ،
سأل كمال بدهشة الأطفال:مابتسف،وجايبلينا صعوط؟
كنت أود أن أتصرف بشجاعة،كنت أريد أن أقول أن الفكرة ليست لي،وأن هناك شخص طلب مني أن أفعل هذا الأمر،وأني ربما أكون،قد تقززت من الفكرة..لكني لمحت نظرة في عين ياسر،كانت ومضة عجيبة،مثل الفخر،أو الإعزاز،أو الرضى،أو الحبور،أو أي شئ آخر بعيد،هناك في جب المعاني،في قاع المشاعر،في الدرك الأسفل من التعبير،أي شئ آخر،ينفع أن يستخدم هنا،ويساعد على ترجمة تلك النظرة،لمسميات مفهومة أومتفق عليها... فقط ،رأيت تلك النظرة،فنكصت..
على أي حال،صديق لن يضره شئ،إن هضمت حقوقه في هذا الأمر البسيط..كما أنه لن يستفيد شيئا ،إن أخبرتهم بالحقيقة.. لذلك قلت دون أي تأنيب من الضمير
:عارفنكم بتحبوا تمباك العاصمة،قلنا نضوقكم ليهو..
ووقف كمال مباشرة،وقال بلغة فصيحة
:أيها السادة،بهذا أعلن أنا كمال حامل لقب ودقلبا وبكل قواي العقلية،وحالتي المعتبرة قانونيا،أني قد تنازلت طوعا اعتبارا من اليوم،عن هذا اللقب الشامخ،للأخ هيثم،وعلى الجهات ذات الصلة إتخاذ مايلزم لتنفيذ هذا التنازل..
وصفق خالد وصلاح بحرارة شديدة،أما ياسر فكان يبتسم بنقاء أخاذ..
قال:ياكمال، عليك الله خلي ليك كيسين للمدير..
فسألته:إنت مابتسف؟
لم يقل لا،وإنما هز رأسه يمينا ويسارا..بأقل التكاليف،أثبت أنه لايتعاطى،ومازال لا تفارقه الابتسامة...
قال كمال:دا لو سفّ شيخو بفصلو من الطريقة..
وسألت ياسر مجددا:طريقتكم إسما شنو؟
:العطرّزية..
:وشيخكم إسمو منو؟
:الشيخ عطرّز..
هناك في بنكنا بالخرطوم،كان طارق دائما مايقول:شيوخ الصوفية بسموا نفسهم بالأسماء الغريبة،كنوع من البرستيج،كأنّو الفهم هو،كل ماكان إسمك غريبا،كلما كانت كراماتك غريبة،والعكس صحيح..عشان كدا دايما ،بصروا إنو تكون كراماتن غريبة برضو،مافي واحد فيهم برضى بي حاجة عادية..
وتذكرت شيئا،كان يؤرقني،فسألت :إنت ياكمال،جنى فيل دي معناها شنو؟
:هههه،الزول لما يسطل بقولوا ليهو راكب شنو؟
:آآآ..فهمت..يعني إنتو هسّ راكبين فيل صغير..
:ههه،بعدين في حاجة مهمة،نحن زلومتنا لي قدام،زي دي يعني ـــ وأشار لصورة الفيل الصغير التي في الكيس ـــ في واحد كان دار يقلد صعوطنا،لكن نسى وعمل الفيل بزلومة مدلدلة لي تحت...الناس بقوا لما يجوا يشتروا بعاينوا للزلومة،وزولك دا شغلو بار،لغاية في النهاية ماخلاهو ومشى شاف ليهو شغلة تانية..
وأضاف بلهجة مسرحية: نحن دربنا واضح ،الفيل الصغيّر،بأشر لينا على الطريق،راكبين فيهو، وبأشر لينا على الطريق..إلى الأمام..إلى الأمام..
قلت ــ وتلك كانت مرّتي الأولى التي استخدم فيها المكر في الدمازين ـــ :لكن نص الفيل دا مابوصلكم،حقو تتموها سطلة كاملة..
وضجوا بالضحك من جديد،اعتقد ،وبكل تواضع،أني قد رقت لهؤلاء القوم،وأنا ــ كما يقول المذيع المصري ــ برضو بحبهم أوي والله..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
كيف تنهزم ثلاثة عقود من الزمان،راسخة وأبية،أمام يومين، وتولي الدبر؟ الأشياء التي أفعلها، منذ أن قدمت إلى الدمازين،لم أكن أفعلها من قبل،جديدة عليّ تماما،هذه الأساليب..تاهت مني، الطريقة التي كنت أفكر بها، موازيني للأمور تغيرت..ولكن هل هذا شئ صحيح،أم أني ارتكب الأخطاء،هل هذه رغباتي فعلا،هل اتصرف بطريقة طبيعية،أم أنا تحت ضغط ما؟..لابد أني مشوش،فكيف مثلا اشتاق لصديق التلب،هذا شئ لايتصور،هذا أمر مرفوض بتاتا،إنه أشبه بالوقوع في الأسر،لا لا،ليس الوقوع في الأسر هو التشبيه السليم،وإنما الأصح هو الرضى بالأسر..الارتداد..البصق على التاريخ..وكل تلك الأشياء الجبانة..
أخواني وأخواتي الكبار،وكثير من الأقارب،من مختلف الأجيال،انتشروا في دول العالم الأول،مثل مراسلي رويتر،ويبدو أني سأكتفي ،بأن أكون مراسلا ،للقناة السودانية من الدمازين..هذه مقبرة الطموح العريض،3بقرات،ثم تصبح 13...وعمك إمورو ظابطة..وعليكم الله،خلوا ليهو كيسين،من جنى فيل..
إن لم تكن هذه النقلية ،هي الفوضى الخلاقة بعينها،فهذا يعني أنه، لاتوجد فوضى خلاقة في العالم..
يجب أن استفيق وأبدأ في التفكير المنطقي من جديد، لابد أن تكون خطتي، منصبة فقط،في كيف أنهي هذه السنة بسلام،ثم أرجع لقواعدي ظافرا..وبأقل الخسائر..
الدمازين هزمتني 3/صفر،روائح الطلح،الجو،إلخ،إلخ...كل هذا العبط،يجب أن يتوقف فورا..يجب أن أوقف هذه الحركة الدائرية،وأعود للمسار الصحيح..
لكن، عايدة،ماذا عن عايدة؟..ظبية الوديان المتوحشة..آآآه،التفكير فيها ممتع،لكنه سيجرني إلى القاع..إنه بالغ الخطورة..
قال كمال:اليوم خمر،وغدا أمر..بكرة نبدأ الجولة التعريفية،الليلة نشوف مهارة ود قلبا في الكشتينة..جهزوا التربيزة..
(حريق) هي لعبتهم المفضلة،وأنا أفضل (الوست)..لكني جاريتهم،لايمكن أن أفرض رغباتي من الدقائق الأولى،ستكون هذه جلافة مبالغ فيها،حتى ولو أحضرت لهم تمباك العاصمة..الفيل الصغير صاحب الزلومة الدّالة على الطريق..
حالفني الحظ،فكسبت الجولة الأولى،ثم الثانية،قال صلاح
:يظهر إنك الليلة،ح تكون الحصان الأسود..
كمال:ياخي حرام عليك،زول ناير زي دا،تقوليهو حصان أسود..
قال ياسر:بالمناسبة ياكمال،مصطلح الحصان الأسود دا،ما إشارة لّلون،لكن للحاجة الغامضة،أو المجهولة،والبتحقق تفوق غير متوقع..لكن الناس فاهماهو غلط..تصور إنو،الحصان الأسود سيد الإسم ،كان لونو أبيض..
كمال:عليك الله الكلام دا صحي؟ والله أناعمري دا كلو ،كنت قايل الحصين السوداء،أجرى من البيضاء..
في الواقع ،كنت أنا مثل كمال بالضبط،كانت هذه المعلومة جديدة عليّ،رغم أني كثيرا مااستخدمت مصطلح الحصان الأسود..
لذلك قلت لاشعوريا،وأنا أقارن بين المثقف في الدمازين والمثقفين في بنكنا بالخرطوم
:والله ياياسر إنت مثقف..
وضحكت الشلّة (أصبحت أشعرفعلا أنها شلتي) ..كان ضحكا لايتناسب مع ماقلت،فسألت بطريقة ساخرة ودودة،كأني قد لبثت فيهم عمرا
:في شنو ياجماعة،عقدتونا..
خالد:مثقف دي عندا قصة لذيذة في الدمازين،قبل كم سنة ،في واحد وقف بعد صلاة العصر،في الجامع الكبير،كان شكلو مبهدل..
صلاح:لا ياخ ،شكلو مابهدل،كان زول نضيف ومجنصص..
واصل خالد:نضيف وللا مبهدل، المهم ،الزول دا وقف قدام الناس،والشئ الطبيعي طبعا،إنو يا داير يتكلم في موضوع،أو كمان دار يشحد..لكن الزول دا من قولة تيت،شبك ليك الناس،يااخوانا الكلام دا عيب عليكم،إتو ليه بتعملوا عمايل بطالة زي دي،وأنا هسّ أسوي ليكم شنو،واتصرف معاكم كيف،بطريقتكم دي ح تفشلوا الموضوع كلو....واستمر في الأسطوانة دي،من غير مايشرح العيب دا شنو بالضبط..وللا الموضوع هو ذاتو شنو..الناس طبعا اندهشت،في عمك كبير،صفق بيدينو وقال :يااخوانا الزول دا مثقف وللا شنو؟
الجامع كلو،إنفقع بالضحك،ومن ديك وعيك..
سألت :من ديك وعيك ،كيف يعني؟
:يعني أي زول مجنتر،وللا بقول كلام خارم بارم،طوالي بلصقوا ليهو لقب مثقف..
قال ياسر:إنت عارف ياخالد،القصة دي حكيتا لي شيخنا،إتأثر لمن قرّب يبكي،قالي:المثقف وزول الطريقة بتشابهو،الإتنين غرباء..علا المثقف ماعندو مونة..
كان ياسر أول المنهزمين في اللعبة،فغادرالطاولة مباشرة،ثم أتى بعد قليل وهو يحمل دلوا من الماء،ويتجه به للخارج،
قال له كمال:ياخي السبيل دا،يوم بيعمل ليك فلايت والله..
سألت بفتور:عاملين ليكم سبيل برة وللا شنو؟
:ماعملناهو نحن ،لقيناهو معمول..عملوهو الناس القبلينا..بقى لينا ضنب ككو بس،كان خليناهو ووب،وكان مليناهو وووبين..
قال صلاح :قالوا عملو موظف إسمو صديق،ماشايف ناس الحي بقولوا سبيل صديق..
كمال:الله لا كسبو صديق دا..
وكمن أصابته لوثة من سحائي،قلت بصوت مبحوح:إسمو صديق منو؟
:والله ماعارف..
صاح ياسر من بعيد،وهو يكاد يخرج من البهو:إسمو صديق التلب..كان مصاحب الحي دا كلو..
قال كمال:مازيك كدا برضو..الإتنين ماعندكم شغلة..
التفاتة ياسر،ليخبرني بهذه المعلومة،مع حركته للأمام،أخلت بتوازن الدلو،فاندلقت منه زخة من الماء،ورسمت شكلا على البلاط،كان شكلا عاديا من جملة الأشكال العادية،التي ترسمها المياه المدلوقة في مثل هذه المناسبات،لكن ذلك لم يمنع أن انفصل أنا عن الحياة، كنت مأخوذا وساهيا،في حالة تحديق عميقة لتلك الزخة،لم ارفع بصري عنها،حتى يبست..حتى تشربها البلاط بالكامل..وصارت جزءا منه..
صاح كمال:جُر ،الدور عليك..ويين سرحت؟ ..رجعت أمدرمان وللا شنو؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
لا حولااااااا
انا كل يوم البوست ده يعَتِّر ونفسى تهفَنى اقول افتحو
تانى يجينى هاتف كده يقول لى البوست ده من المُفْطِرات
فأُتم الصيام الى الليل كما ينوم صاحبكم ياسر الجيلى
الى ان صحوت اليوم على صباح العيد معلناً انتهاء صومى
لتكون لى فرحتان ,, هذا الحكى الأنيق ,, وفرحتى باكتشاف
كاتب اسمه الريدة.
كل عام والجميع بخير
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
يجب أن أسيطر على مسارعلاقتي بياسر،لايمكن أن أترك لها الحبل على الغارب هكذا،لابد من من التحوط والحذر،فقد ينتهي بي الأمر مثلا،إلى أن أصبح مسئولا من أحذية الشيخ عطرز،أو رئيسا لطباخي المسيد،أو قد يحالفني الحظ،ويكتفون فقط،بجعلي المنشد الرئيسي في فرقة أولاد الشيخ عطرز..هذه أشياء مرعبة للغاية،هؤلاء الشيوخ ـــ كما قال طارق ـــ يحبون الكرامات الغريبة،يحبون التباهي بالقدرة الرفيعة،وسيكون مغريا جدا للشيخ عطرز،أن يكون حامل حذائه ،هو هيثم ودقلبا شخصيا..ستعتبر هذه كرامة عجيبة في قرية ياسر،هناك في وسط الدراويش البدائيين،المتعصبين لهذا الشيخ..وستعتبر أيضا،نقطة قوية تحسب له،وسط بقية الشيوخ المنافسين..لكن مالم يقله طارق هو،أن المثقفين أيضا يحبون ،الكرامات العجيبة، لكن بطريقتهم الخاصة..
تعامل الشبان فيما بينهم، دائما أيسر من تعاملهم مع الفتيات..يعني ،هدية صغيرة وتافهة،من شاب،لشاب غريب،ككيس من صعوط أو مجرد (سفّة)،أو حتى أن يكتشفا مثلا،أنهما يشجعان الفريق نفسه،أو يفضلان فنانا واحدا،أو مجرد اتفاقهما في الرأي على مسألة ما،أو ضحكهما معا بطريقة معينة،على نكتة ما..كل هذه الأشياء البسيطة ،قد تنجح في تأسيس صداقات واضحة ومتعافية،تصل إلى حدود بعيدة جدا من نكران الذات..وأنا هنا،لا اتحدث عن نفسي تحديدا،وإنما أشير للنواحي العامة من الموضوع..فصحيح أنا أتغير منذ أن قدمت للدمازين،لكن نكران الذات ،مازالت مرحلة بعيدة جدا..
التعامل مع الشباب منطقي وقابل للمنهجية،ليس فيه عقد كثيرة،ولا محفزات على الحرج..
هناك قاعدتان فقط في الأمر،الأولى :من تلاءم معك فصادقه،ومن لم تستلطف فاترك.. والثانية :يمكن تنميط الشاب ،والاعتماد على سلوكه السابق،لمعرفة سلوكه المستقبلي،فيسهل التنبوء بمآل الصداقة...
لكن الفتيات ـــ وأنا خبير في هذه الإمور ـــ مرهقات جدا وفوضويات،فقد تستهلك أعواما مع واحدة،ومع ذلك لا تكون متأكدا تماما،من موقفها تجاهك،ستصل لمراحل ،تعتقد أنك مسيطر فيها على كل الإمور، وأنك أصبحت ،تمثل الحياة كلها بالنسبة لهذه الفتاة،ثم فجأة ،أُردلب،يحصل الإنهيار،والشئ المحبط،أن الإنهيار لايحدث لأسباب مقنعة أو منطقية،بل دائما الأسباب التافهة والتي لاتخطر ببال،هي التي تنهي العلاقات...يعني مثلا،إن تصادف أنها ليلة النصف،تلك الليلة التي يكون فيها القمر،قد اتخذ من وجه فتاتك تنكّرا،وأطلّ على العالمين..يتوجب عليك هنا،إن كنت في الفورما،أن ترسل إليها رسالة تلفونية ــ إن كانت هي بعيدة منك ـــ وتخبرها، أن القمر يتجمل بهذه الصورة،فقط لأن النجوم استفزته وأخبرته بالحقيقة..ثم تقطع الرسالة هنا،وتضغط على ذر الإرسال..
بعد دقائق،سيأتيك الرد :هسّ دا زمن ترسّل لي فيهو رسالة،إنت ح تعمل ليك دم متين؟ماقلنا ليك أمشي لي ناس استاك،يمكن يلقوا ليك قزازتين....لكن برضو الشمار حرقني...الحقيقة شنو؟
فتضغط على ذر الرد،ثم تكتب :الحقيقة هي،إنك أجمل منو..
وترسل من جديد...ثم لا تنتظر،ليس هنا مكانا للانتظار،فلن يأتيك رد،لكن بالتأكيد،ستعرف الرد عندما تتقابلا..
هكذا دوما يجب أن تسير الأمور..لكن إذا لم تكن في الفورما،ولم ترسل هذه الرسالة التافهة،في ليلة النصف،تلك الليلة،التي يتخذ فيها القمر هذا الشكل،نتيجة فقط ،لتواطؤ القوانين الكونية،ولاعلاقة لأي وجه بشري بتلك القوانين..إن رأيت أن تلك الرسالة ليست مهمة،أو تكاسلت عنها،أوشغلك شئٌ،مهما كان مُهمّا وحاسما..
فإن مايحدث في الواقع،في هذه الحالة،هو أنك ستتسبب في انهيار العلاقة..
التعامل مع الفتيات ،مثل التنقيب في المناجم الصينية،عالية جدا فيها، احتمالات الانهيار..
لكن الحق يجب أن يقال،هذا الكلام مجرب،مع قطط العاصمة،الأليفة والماكرة،لكني لم اتشرف بعد بمعرفة كيف هو الحال هنا..
طريقة تعامل عايدة معي،في تلك الدقائق القليلة،توحي بأن الأمر سيكون ،أصعب مما هو في العاصمة، فتيات الأقاليم في الغالب،يحتقرن فتيان العاصمة..دائما موصومون نحن ،بتلك التهم السيئة،بأننا منعمين،ومدللين،وحناكيش،ولايعتمد عليهم، وكل تلك الصفات غير العادلة..وهذه طبعا معضلة كبيرة،ستكون بيني وبينها،لكني سأثبت لها عكس ذلك..سأهزم هذا الانطباع في ذهنها،سأظهر لها روح عود السنط الجبارة...عندما كان جدودنا يستشهدون في كرري،كان جدودكم يزرعون الذرة،ويرعون الغنم..
لاتزدري ياعايدة هذا الجسد النحيف،فإن في داخله أسد هصور..عآآآآع....عآآآآع.
لكن لابد أيضا،أن أقدم التنازلات لأنال رضاها،فهي تستحق ذلك،سأحاول أن أجعل مظهري بالغ الخشونة،سأتخلى عن كريمات الشعر،وسأحاول أن اشترك في نادي لرفع الأثقال،لكن هل يوجد في الدمازين نادي لرفع الأثقال؟..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
في صباح هذا اليوم،ذهبت مع الشلة إلى البنك،وفي الزمن الذي يسبق فتح الأبواب للجمهور،وقبل أن يحضر المدير،عرفني ياسر ببقية الموظفين..أحمد ويحي وصابر..والزميلات نوال وسارة وعايدة..وهناك آخرون،لكنهم حاليا،يقضون في إجازاتهم السنوية..
وطفقوا يتحدثون معي ،الأحاديث المألوفة في مثل هذه المواقف،مواقف الترحيب بزميل جديد..لقائي الأول بعايدة،كان عاديا جدا،لم تعترين تلك الأعراض، التي تُصنف ضمن متلازمة،الشعور بالحب من أول نظرة..لقد كان الأمر،شبيه بقصة،العلامة التي سهى عنها، فتى موسى عليه السلام،ثم قال موسى فيما بعد :ذلك ماكنا نبغ...هذا بالضبط ماحدث معي،فقد أدركني الحب رجعيا،وبدأت أفكر في عايدة ،بهذه الطريقة الخطرة،التي أفعلها الآن، بعد عدة دقائق من تصافحنا..وتحديدا بعد أن دخلت لمقابلة السيد المدير..
حضر المدير،ودخل إلى مكتبه مباشرة،لم يأت لإلقاء السلام علينا ،وبعد قليل جاء الساعي،وطلب من نوال مقابلة المدير..نوال أخذت دقائق قليلة، ثم عادت وقالت لعايدة:المدير داير الملف بتاع مشروع الجابور..
عايدة:قاعد عندو جوا..
:هو قال في مكتبو مافي..
:وانتي بعد خبرتك دي كلا،بتثقي في ذاكرتي وللا ذاكرة المدير؟
:فتشناهو سوا ومالقيناهو..
:شوفي الشباك الورا الدولاب،شايفاهو الأيام دي قعد يخت فيهو ورق..
ذهبت وحضرت ،ثم قالت وهي تحاول تقليد صوته: معقول أنا خاتيهو هنا؟..
وأنا حتى تلك اللحظة،لم استطع أن أحدد،هل كان تقليدها مريعا،أم أن صوت المدير هو المريع..
قابلني المدير بحرارة،ومنذ الدقائق الأولى، فتح معي الموضوع المهم،الموضوع الذي من أجله حضرت إلى هنا،تلك الاتفاقية التي أبرمتها مع ريسنا في الخرطوم..
:الريس اتصل عليّ ووراني ظروفك كلها،وإن شاء الله مافي أي عوجة،نحن بنقيف معاك وقفة قوية،وفي أي وكت دار تسافر الخرطوم،بنسمح ليك تسافر..
وأخذت أتمتم بعبارات الشكر والعرفان،بينما أتأمل في ريسي الجديد،بدا لي أنه ،من النوع الذي لايريد ،أن يخلف أي أثر في هذه الدنيا،يريد أن يحيا،حياة بدون تنافس،بدون احتاكاكت،بدون مشاكل،كان تشبيه ريسنا له موفقا:زول بحب الضل..
طيب وحبوب وخنوع...بصراحة ،لقد شعرت بالاحباط،فسأفتقد بشدة،المكر والدهاء السابقين.. سأفتقد التطاحن الناعم ،الذي كان يزهق الملل،سأفتقد لذة المشاهدة،والمشاركة ،في الضربات الفنية الراقية،التي كانت توجه من تحت الأحزمة..
:الريس برضو قالي عندك معارف في وزارة الخارجية؟
وخفق قلبي ،الآن سندخل إلى منعطف جديد،لي خبرة كبيرة بهذه الإمور..
:أيوا عندي،أي خدمة ياريس؟
:ياخي عندي ود أخوي،مقدم ليهم، وشغال هسّ معاينات معاهم،وأنا طبعا،عارف المنافسة صعبة ،وأي زول بكون محضّر واسطتو،ونحن ماعندنا زول هناك،فلو في طريقة،بدون حرج يعني،دايرك تتصل على زولك الهناك دا،خليهو يعني، يدي ولدنا دا دفرة صغيرة كدا..
هبي يارياح واملأي الشراع..دعي السفينة تمخر عباب الدمازين..
:ليه دفرة صغيرة ياريس؟ح ندفروا ليك لمن نوصلوا الوزير ذاتو،دي أقل خدمة نقدما ليك،إنت ماقصرت معانا..
:بارك الله فيكم..بارك الله فيكم..
وراودتني رغباتي الخبيثة : بس إن شاء الله ود أخوك دا،يكون وجيه شوية كدا؟
:هههه،ليه؟ هم مابعينّوا الناس الشينين وللا شنو؟
:لا،بعينوهم،لكن بطشوا بيهم في كنشاسا،ونيروبي،وداكار،والحتات العجيبة ديك..أديس أبابا دي مابلموا فيها..
:ههه،دي أصلها مامشكلة بالنسبة لينا..
وهنا دخلت عايدة إلى المكتب،ولاحظت أنها مصابة بأنفلونزا،وأنها تحمل مناديل ورقية في يدها،ولاحظت كذلك أن ذوقها في اللبس ـــ ولدي خبرة بهذه الأمور ــ خطير جدا،وأنها ممشوقة القوام،بطريقة فاتنة...ولاحظت كذلك،أني لم أعط هذه الفتاة حقها،عندما رأيتها في المرة الأولى،وأن الطريقة التي استقبلتها بها،قد تكون مجحفة جدا،ومخجلة لتاريخي العريض المشرق ...
وأخيرا لاحظت أيضا،وكما قال خالد :من ديك وعيك..
قالت:جاني مندوب ناس الجابور..
:أولاد اللذين،أها قُلتي ليهو شنو؟
:مفروض طبعا نحرك الإجراءات،لأنو زمنن فات ليهو مدة...
مباشرة،أخذ المدير في الصياح:تمام،يللا كلمي صابر خليهو يبدأ في تحريك الإجراءات القانوينة طوالي،أنا ماعارف الناس دي،متين ح يبدوا يتعاملوا بمسئولية....
كان المدير مواصلا في صب غضبه،على (ناس الجابور)..بينما مازالت عايدة،واقفة أمامنا،كانت مرتبكة،ومصابة بأنفلونزا حادة،لكنها لم تجازف بقطع سيل الغضب..ربما لاتود أن تتعرض للإحراج أمام موظف جديد،حنكوش وحربائي...
:معليش ياريس،لكن الظاهر الأخت الفاضلة دي،وصلت لإتفاق مع المندوب..
بتر كلامه،وحدق في وجهي مدة من الزمن،ثم قال لها:
إتصرفتي معاهو كيف إنتي؟
:حكى لي ظروفون،وأصلا معتصم (علمت لاحقا أن معتصم هو رئيسها في قسم الإستثمار) ح ينزل بداية الإسبوع الجاي،فعشان كدا،أديتم 5 أيام بس،والمندوب لي هسّ قاعد،وجيت أكلمك لو عندك رأي غير دا ...
:طيب ليه ماوريتيني من الأول؟
:كنت دار أكلمك لكن...
توجه نحوي وقال:وإنت عرفتها كيف عملت كدا؟
لو أخبرت الحقيقة،لو قلت ،كلمتني عيناها،لرجمني أهالي الدمازين المتوحشون..
لذلك قلت:هي كانت دار توريك،لكن إنت قاطعتها...
وتلاقت أعيننا،والعيون سلاح ذو حدين،عميل مزدوج،يخبرك ويخبر عنك..تعانقت النظرات،فسرت في المكتب روائح الخجل اللذيذة، تلك إمور أنا بها ضليع..
وكأن الرب عندما خلق العين،قال لها: جعلتك رسول الروح ،فلا تكذبي..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
المكتب الذي طُلب مني أن أمكث فيه،لحين البت في إلحاقي بقسم ما،كان مكتبا زجاجيا شفافا صغيرا،مواجها لمكتب زجاجي آخر،هو مكتب الاستثمار،بقية المكاتب كانت عبارةعن،طاولات متفرقة،في صالة واسعة،وفي مقدمة الصالة،فتحت نوافذ التعامل مع الجمهور،مبنى البنك متواضع جدا..لكن هذا التواضع ،هو الذي أتاح لي ،أن أكون في حالة مواجهة مستمرة، مع عايدة،كنا نحن الإثنين، نجلس على مكتبين، زجاجين، شفافين، متواجهين..لايفصل بينهما سوى ممشى ضيق..
من ناحية المبدأ،التحرش عندي مرفوض تماما،إنه سلوك بربري بغيض،لااستطيع المجاملة إطلاقا،في طرائق،المضايقات وفرض النفس وثقالة الدم،إنها أشياء في منتهى السخافة،والغريب في الأمر، أن هناك شبان يتباهون بهذه العنتريات الجوفاء..لكن عندي أنا،ينبغي دوما،أن تكون الإمور قائمة على اللطف والتوافق والحس السليم..
لكن ،مع عايدة،اعتقد أني قد جنحت قليلا،فلم ارفع بصري عنها إطلاقا،ورغم أن ذلك ليس مبعثه تحرشا،لكن عايدة لن ترى فيه شئ غير التحرش،وهي محقة في ذلك..
وفي الواقع،لقد بذلت أنا مجهودا للانشغال المتعمد،كنت في كل مرة،أحاول التحديق في شئ آخر،التلفون، اللوحات الدينية التي على الجدران،بقية الموظفين،الجمهور المنتظر،حذائي الجديد،الذي اشتريته خصيصا لهذه السفرية....لكن كل ذلك لم يجد فتيلا..
الإسلوب الذي اتبعته هي،في متوالية تفريغها لأنفها،كان جذابا جدا وراقي،إخراجها للمنديل واستخدامها له،كان شيئا مثل الطريقة التي يمسك بها الرسام بالريشة،حركات جسدها ،تذكر بسباحة الدلافين،مصنعٌ صغير،للنعومة ودماثة الأعضاء...لكنها برغم ذلك،كانت مرتبكة جدا،كانت بادية الارتباك،لقد قذفت بالمنديل المستخدم،في درج المكتب،وقذفت بعلبة المناديل الجديدة في السلة ،كانت متوترة،على الرغم من أنهم يقولون،أن فتيات الأقاليم شرسات ،ويستطعن التعامل بحسم مع التحرش..
وفجأة ــ ولم أكن أرغب في ذلك فعلا ـــ ،ذهبت إلى ياسر
:ياخي الأخت الفي مكتب الأستثمار دي..
:إسمها عايدة،أها مالا؟
:عندها نزلة حادة،لو كلمت المدير عشان يخليها تاخد باقي اليوم دا في البيت..
:هي أصلا ماعندها شغل الأيام دي،موّلوا الموسم وانتهوا،ورئيسا ذاتو في إجازة..
ثم هب واقفا وذهب للمدير..
أين أنت ياصدّيق،تعال وشاهدني،أنا الآن،اتصرف ضد مصلحتي،لقد كنت ملهما عندما قلت (نقليتك دي درتا ومادرتا)
عندما عاد من المدير وتكلم معها،سمعت منها ضجة،كانت ترد عليه، بطريقة بدا عليها الحدة،
سمعت فقط :أنا يومي بتمو..
لكن ياسر لم يتركها،حتى اقتنعت..
عندما انصرف منها،و أصبح في مواجهتي،أشار إليّ بأصبعه الإبهام،ثم ذهب لحاله.. ولاأدري بطبيعة الحال،هل كانت عايدة تعلم،أنني السبب في نيلها لهذه الراحة،أم لا؟لكني أتعشم، أو،اعتقد أن،احتمال أنها لا تعلم، كان احتمالا ضئيلا،لدرجة يمكن أن يكون،مكافئا لذلك الاحتمال الضئيل الاخر،احتمال المليار،سئ السمعة..هل استطيع أن أقول،أننا حصلنا الآن،على معادلة صحيحة وموزونة؟..
الممشى الذي بيني وبينها،يوصل لمكتب المدير، ويوصل أيضا للباب الخارجي،وعندما أصبحت أمامي مباشرة،في طريقها للخارج،صحت لا شعوريا:عايدة..
والتفت إليّ،وشعرت أني قد تورطت،ماذا أقول لها الآن،كان يمكن أن أقول ببساطة:ربنا يكتب السلامة،أو كفارة،أو أي شئ آخر مناسب،نعم،بمنتهى البساطة..لكن البساطة، ليس مقدورا عليها في كل حين..وخاصة في المواقف البسيطة..
فعوضا عن ذلك قلت،وبلاهة الكون كلها،قد حطت على رأسي :إنتي إسمك بالهمزة،وللا بالياء العادية؟..
ورشقتني بنظرة،رأيتها في هذا البرق،الذي يرشق فوق رأسي الآن..وتمتمت بأشياء،لاأدري،ربما قالت بالياء،أو بالهمزة،أو ربما سبتني فقط...ثم واصلت في طريقها..
تمهلي ياعايدة،ولاتعجلي،لاتسيئ الظن،من يدري،فقد أكون شريفا في نواياي،وربما تزوجنا،وأنجبنا طفلا ذكرا،وسأكون أنانيا للغاية،في تسميته،سأسميه عثمان عود السنط..
سيكون في الترتيب السادس من عود السنط الأول،ولأن الجينات عنيدة ومخادعة،وتملك القدرة على أن تأتي،حتى بعد أن يُيأس منها، فستجد طريقها إليه،ستعوض توهانها ذاك المريع،عبر كل تلك السنين العجاف،وكل تلك الأجيال الباهتة،ستجد طريقها إليه،وستصحح خطأها، سيكون هو نسخة متقدمة من عود السنط الأول،وسيغرس حربته،لالا،ليست حربته،فليس في عالم اليوم مكانا للحراب،وإنما سيغرس عقله،وسيصيح صيحته التي ستصبح مشهورة فيما بعد :من هنا سأبني دولتي،وأحميها..لن يكون زعيما،فأنا لا أحب الزعماء،فلافائدة من ورائهم،إنهم لايجيدون سوى الغرق في ذواتهم،لن أربيه ليكون زعيما،لكن ،سأحفزه ليكون رجل دولة من طراز فريد..فهكذا تُبنى الدول،على أكتاف رجال الدولة وعقولهم،وليس على جعجعة الزعماء..
عن إذنك ياأبوي،أنا ح أسوق،لأنو الشارع دا بعرفو كويس..
:جدا،هاك المفتاح..
:أها ياأمي،جاهزين،جهزتوا الحاجات كلها؟..
:أيوا ياولدي،إتوكل..
خلوا بالكم،نحن ح نتحرك في طريق عجيب،العلماء بقولوا،إنو أقدم ناس عاشوا في كوكبنا دا،كانوا في الجهات الحوالين النيل الأزرق،دا نيل عظيم..حنمر كمان بسنار،أعظم سلطنة في زمنا،وح نعبر4ولايات في طريقنا دا...لكن ح نبدأ من سوبا..بعدين ح ندخل،آآآآآه،ح ندخل،آآآآه...خااااخاااااخاااا.
تمت
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: محمد البشرى الخضر)
|
تقصد شنو ؟ماعرفتها...ماعرفتها...
سلام يادكتور...استغفر الله ،نسينا إنك مهندس وقلنا ليك دكتور،ونزلناك درجة،وبخسناك حقوقك...معليش أمسحا لينا في وشنا..(هههه...دار أغيظ لي دكتور في أمريكا)
نبدأ في الجد...
أنا عادة بكتب رزق اليوم باليوم...ودي طبعا حاجة صعبة جدا جدا..(الله يكون في عون حكومتنا)...
وبالذات لما تلوح سفرية في الأفق، فسأضطر للكتابة بعجلة..حتى أكمل قبل أن أسافر...وهذا ماحدث لي في خواتيم هذه القصة..والآن يادوب جيت داخل من السفر..
طبعا الفكرة بتكون ثابتة وموضوعة في الراس ...البتأثر الإسلوب والتفاصيل...في حاجات بتتنسي..
يعني شوف دي مثلا...( ذهبت وحضرت ،ثم قالت وهي تحاول تقليد صوته: معقول أنا خاتيهو هنا؟..
وأنا حتى تلك اللحظة،لم استطع أن أحدد،هل كان تقليدها مريعا،أم أن صوت المدير هو المريع..)
الجملة دي ناقصة،لأنو هيثم بعداك قابل المدير،وسمع صوته،لذا فالجملة الصحيحة (الكانت قاعدة في الراس) هي:وكنت أظن أن تقليدها مريع،لكن عندما قابلت المديروسمعت صوته،عرفت أنها تتمتع بحنجرة مرنة للغاية..
تاني حاجة ،المدير أدوهو كيسين صعوط،كنت خاتي فى الراس برضو،إنو هيثم ح يقول:وبينما كان يحكي لي عن ابن أخيه،لفت انتباهي كيس من صعوط،كانت تبدو عليه صورة فيل صغير،مشيرا للطريق بزلومته ...إلخ
وديل المذكرن بس،بتكون في حاجات تانية برضو اتنست..
لو أنا فهمت تعليقك بصورة صحيحة ،وإنك دايرو يصل لغاية مايتزوج عايدة،أقول ،القصة فرصا في التمدد ضيقة،لأن الحبكة الأساسية هي الأحداث التي جرت مع هيثم خلال يومينو في الدمازين..أي حاجة ح تحصل بعد اليومين ديل،هو مابقدر يحكيها،أو حكيها مابكون منطقي..
*كان أبيت كتابة القصص،حقو تورينا بصمتك في النقد...
*الأمورة ماشاء الله عليهاوربنا يحفظا،لكن كان تخلي لينا الفقيد شوية...
عاجز عن الشكر...كالعادة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
يا عليش يا عليش
اي كتابة قصة و اي نقد واي بصمة, احنا ناس عنقالة ساي ما كتّر خيرنا البنقرا أصلا تقول لي نقد ههه
ما عارف هل كتبت ليك الكلام دا قبل كدا ولاّ داير في راسي بس, استمتع جدا بكتاباتك وزي ما قلت ليك ما بقراها لكن بشاهدها المشاهدة الواحدة دي
اها الحاجة البتنقص من هذا الاستمتاع هي كتابتك باللغة الفصحى, زي ما قلت ليك أنا (بحضر) قصصك فا الفصحى بتمرقني من جو المسلسل السوداني لجو المسلسل التاريخي
مع انك بتكتب الحوار بالدارجي لكن (الراوي) يحكي - يكتب - بالفصحى
أها اتمنى ما أكون كتبت ليك الخاطرة دي من قبل, ليه؟ لأن القصة دي ومشاهد هيثم ود قلبا استمتعت بآخر قطرة حبر فيها بما فيها حكي الراوي بالفصحى يمكن لأن الراوي هو بطل الرواية نفسه
دي واحدة, والتانية انو هل من حق القارئ او المتلقي للإبداع بصفة عامة أن يفرض رأيه على المبدع ؟ مش رايه من ناحية تذوّق ونقد للعمل بل على طريقة و تكنيك المبدع في انجاز عمله؟ ما عارف صراحة لكن اعتقد انها غير لائقة
المهم يا عزيزي استمتعت حتى آخر سكرول داون زيما قلت ليك بحكاية هيثم ودا كان مرد (خلعتي) مع قولة تمّت
فا القصة خلعة ساي ما عليك منها :)
دي يمنى الحتالة و هي الـ (امرت) بوضع صورتها على البروفايل - تخيّل!!
زمان كنت خاتي نفس الصورة بدون فلتر اللون قبل فترة, اليوم داك لاقتها الصورة دي وهي بتقلّب في اللابتوب طوّالي اتذكّرت الصورة الزمان و راسها والف سيف ارجعها
ويمّون مافي حد بقدر عليها ما حتالة وكدا فكان كما ارادت
الشكر ليك يا عليش على اشراكنا معاك في الابداع الممتع دا وكتّر لينا منو ما أمكن
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: محمد البشرى الخضر)
|
مشكور ياهندسة على كلامك الطيب..لكن حكاية مبدع دي خليها بيني وبينك ماتتكلم بيها قدام الناس ههه..
قولي كاتب وبس،ولو مصر جدا ،ممكن تقول كتاب (قصرنا معاك؟) ههه..
اللغة ياسيدي،فيها جدال كتير بين الناس..
وبالنسبة لي، غير المستساغ أن تكون الكتابة بالكامل باللهجة الدارجية..وحتى الحوار لو لقيت طريقة أتحايل عليه فسأفعل،
ومرجعي في ذلك هو الذوق فقط ولاسبب غيره...
وفي مشاكل كتيرة هنا،نابعة من إنو الفصحى بنقراها ومابنتكلم بيها،
يعني هسّ لو أنا دار اتكلم بنفس درجة الفصحى الفي كتابتي دي ،ما ح أقدر..
وكمان في كلمات بعرف استخدما لكن مابعرف معناها ،بنزلا ليك عادي في النص،لكن معناها بالضبط شنو بكون ماعارفو،
ولأننا في كلامنا العادي مابنطلع لسانا،فعشان كدا كتابة حرفي الذاي ،والثاء بتلخبت فيهم أحيانا..
الفصحى البكتب بيها مازي طبعا حقت ناس الفراج،واعتقد إنها بتشبه الفصحى البستخدموها المترجمين،
ودا راجع لأنو ذخيرتي في الاطلاع الأدبي معظما ناتج من الأدب المترجم..
الزمن دا مافي حاجة إسمها عنقالة،دا كان زمان،في الأجيال السابقة،زمن ناس المحجوب والطيب صالح ومنصور خالد ــ ربنا يطول في عمرو ـــ
يعني زمن الناس الموسوعيين،الواحد فيهم تلقاهو ملم بأي حاجة،عشان كدا الزول العادي ــ زينا ـــ مابقدر يكتب معاهم،
لأنو بقارن ثقافتو الضحلة بثقافتم العالية،فبقوم ينزوي..
لكن هسّ الكتابة مابقت تعبير عن ثقافتك ،وإنما تعبير عن ذاتك..
اكتب وسجل موقفك،والعاجبو أهلا ،والماعاجبو سهلا..
كونو القارئ يستمتع بكتابة معينة،دا معناهو في نقاط مشتركة ذوقيا بينو وبين الكاتب..
والكاتب ذاتو قارئ في الأساس..
يعني أنا وإنت ،بنكون مشتركين في الاستمتاع بكتابة زول تاني محدد،
والزول دا وأنا ،بنكون برضو بنستمتع بكتابتك إنت...وهكذا ..
*بالنسبة ليمنى،نحن مازلنا شغالين في كورسات الغسيل،
لكن ال100 مليون ،زي ماقلتليك مابتحلكم..
تموها200 ،100 للعريس و100 لوالد العريس..كدا النكتة بتكون منطقية مع التضخم والزنقات المعيشية..
أكرر شكري..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
معليش ياعليش لازم تواصل ...... خليك من ناس الهندسة العنقالة ديل بي يفهموا فى المعادلات والأرقام فقط ...... اما الأشياء الحسية والمعنوية وما وراء الطبيعة لايدركوها الا من خلال البرجل والمسطرة ....... يدركون الكلمات من خلال الحروف ...... اما التلحين ويفهموها وهى طائرة دى كتيرة عليهم ....... لذا نطالب بى هذه الدروس البندرية المجانية التعليمية ....... لو كتر نديهو اضان حمار اخضر او كنجال كنجالين وينزل فى اقرب محطة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: أيمن نواى على)
|
مرحب بالأخ أيمن وشاكرين مرورك الكريم...
زمان لما كنت طالب كنت بكره الرياضيات والفيزياء..وبحب الكيمياء..
وهسّ ندمان ندم شديد على عدم تفاهمي مع الرياضيات،عارف ليه؟
لأنو تملكني(إحساس) أنو ربنا بيتكلم معانا بالرياضيات زي مابتكلم معانا بباقي سننو التانية..ويمكن أكتر..
يعني هسّ إحترامي ليك ولي المهندس العنقالي دا،احتمال يكون عملية رياضية بحتة...
*المهندسين برضو عندهم (ذوق)...شوف كم عمارة عجبك تصميما الفني،وللا عربية،وللا طيارة...إلخ
*(كنجال) دي إظن لي 25سنة ماسمعتها،من أيام الدافوري...
شرفتنا ياحبوب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: أيمن نواى على)
|
كتَاب يا زول أنت والله كتااااااب، شكراً على هذه المتعة الجميلة التي منحتني إياها ...
كنت أعتقد أن مجد (سودانيزأونلاين) قد أفل مع غيابات وعزوف دكين عن امتاعنا بلغته الباذخة (أبحث عن دكين وأقراه يا عليش)
... لكن من المؤكد أن هذه كتابة أنيقة وذكية ومشوقة،،، فـشكراً جزيلاً
-----------------------------------------------------------------
((((تمهلي ياعايدة،ولاتعجلي،لاتسيئ الظن،من يدري،فقد أكون شريفا في نواياي،وربما تزوجنا،وأنجبنا طفلا ذكرا،وسأكون أنانيا للغاية،في تسميته،سأسميه عثمان عود السنط..
سيكون في الترتيب السادس من عود السنط الأول،ولأن الجينات عنيدة ومخادعة،وتملك القدرة على أن تأتي،حتى بعد أن يُيأس منها، فستجد طريقها إليه،ستعوض توهانها ذاك المريع،عبر كل تلك السنين العجاف،وكل تلك الأجيال الباهتة،ستجد طريقها إليه،وستصحح خطأها، سيكون هو نسخة متقدمة من عود السنط الأول،وسيغرس حربته،لالا،ليست حربته،فليس في عالم اليوم مكانا للحراب،وإنما سيغرس عقله،وسيصيح صيحته التي ستصبح مشهورة فيما بعد :من هنا سأبني دولتي،وأحميها..لن يكون زعيما،فأنا لا أحب الزعماء،فلافائدة من ورائهم،إنهم لايجيدون سوى الغرق في ذواتهم،لن أربيه ليكون زعيما،لكن ،سأحفزه ليكون رجل دولة من طراز فريد..فهكذا تُبنى الدول،على أكتاف رجال الدولة وعقولهم،وليس على جعجعة الزعماء.)))
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: نادر)
|
ود قلبا
كون تجيك شهادة من ود البشرى شخصيا المعروف بالدقة والتفحيص والتمحيص والنظر من زوايا متعددة ....... ويقف منبهر أمام كتاباتك لى درجة يقول هو عنقالى ....... دى معناها شهادة ما ساهلة....... و بعدين هو قنطر نفسه .....و هو فى حالة ضعف واستسلام تام ........ودى فرصة تانى الواحد ما بيلقاها عشان كدة الواحد قال شوتها ضفارى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: أيمن نواى على)
|
شكرا كتير يانادر،وشهادتك تاج على الراس...
دكين مابديك فرصة عشان ماتعرفو،لأنو حتى وهو غائب ،بتلقى سيرتو حائمة في البوستات..
قريت ليهو بوست واحد ،وهو البوست بتاع مشوارو الكداري في شارع الكدرو الجيلي،
ووجدتو مهول الواحدة دي...لكن تاني زولنا اختفى،ويوم برضو، منير فتح بوست سأل لماذا توقف دكين عن الكتابة...
دكين دخل وجاوب ورد ــــ على ماأذكر ــــ بأنو ماعارف نفسو تحديدا ليه بقى مابكتب...
الكتابة يانادر ــــ بالنسبة للمابياكلوا منها عيش ــــ بتعتمد على المزاج بصورة أساسية...
غالبا دكين بكون قرفان ولما القرفة تروح بجي إن شاء الله...
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
كون تجيك شهادة من ود البشرى شخصيا المعروف بالدقة والتفحيص والتمحيص والنظر من زوايا متعددة ....... ويقف منبهر أمام كتاباتك لى درجة يقول هو عنقالى ....... دى معناها شهادة ما ساهلة....... و بعدين هو قنطر نفسه .....و هو فى حالة ضعف واستسلام تام ........ودى فرصة تانى الواحد ما بيلقاها عشان كدة الواحد قال شوتها ضفارى.
أيمن...
إتخيلي إنت شت كراعك الثابتة في الواطة...
وللا كوم تراب...
البوست دا ياخي ،مافيهو ضعف واستسلام...
لكن فيهو لذة الأنس...ورفع الكُلف...ومتعة التواصل من على بعد الآف الأميال...وتحسس الهموم المشتركة...وتربية الآمال في زمان البؤس....إلخ
برضو تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: عليش الريدة)
|
بشيش بشيش يا عليش
هسى اتخيلت شايت رجلى الثابتة ....ضفر رجلى وجعتنى......بس ما ترسمنا ذى الرسمة فى ركشة الدمازين ديك و تتخارج...... عموما خلينا نخش فى الموضوع النقد للقصة ...... اولا الجمع بين هيثم الحنكوش و ود قلبا الشفت هو جمع طبقى متباعد فى شخص واحد.....ثم الجمع بين الحضر والريف والنقلة التاريخية والحاضر الآن ...... واستخدام مفردات اللغة الدارجة ومزجها بالفصحى مع الترشقات والمجادعات اللفظية الزكية ......ومواقف النبل وصراعات المصالح.....والتعرية النفسية الكاملة أمام الجنس اللطيف....جعلت من القصة وجبة دسمة وانعكاس للواقع السودانى.
الرجاء المواصلة وعدم الانقطاع .... .واسف لى كثرة المداخلة .....دى اخر واحدة .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هيثم ود قلُبا في أحراش الدمازين (Re: أيمن نواى على)
|
اولا الجمع بين هيثم الحنكوش و ود قلبا الشفت هو جمع طبقى متباعد فى شخص واحد...
ــــــــــــــــــــ
الكلام دا جميل وبمثل خطوة أولى لفهم القصة ـــ كما يعنيها الكاتب ،والقارئ مخير كمايفهم ولاتثريب عليه،وقد يفهم أفضل من معنى الكاتب ـــ
الخطوات التانية ،
منو في السودان الجامع بين الحنكشة والعزلة والصفوية من جهة وبين الشفتنة (الأدبية )ودقيس الناس وتحقيق المصالح والاستغلال من جهة أخرى ؟...
منو في السودان المحتاج يطلع من سجنو الإختياري ويحاول يشوف باقي الناس دي عايشا كيف؟
منو في السودان لو نضف ضميرو شوية وحاول (يقدم لله)..دا ح ينعكس بصورة مباشرة وسريعة في مصلحة البلد؟
وليه ناس صديق التلب،ومدير فرع الدمازين،وياسر الجيلي مفروض عليهم الإقصاء ولعب الأدوار الثانوية بصورة متعمدة؟
وليه ناس ود قلبا والثعلب الأحمر وطارق ومجدي مدورين البلد؟
وليه عايدة السودانية البسيطة الواثقة من نفسها وقيما،مابتمثل نموذج يُحتذى،في حين إنو كل السودان (الرسمي والشعبي)
جاري ورا قطط العاصمة القشريات (من قشور)وليس بالفهم البلدي....
القصة باختصار صدمة ناعمة،ومحاولة لتلافي الصدمات العنيفة...
*ليه تعتذر عن المداخلات؟...أنا ماقصدت الكلام دا..
أنا ــ بصراحة ـــ استهجنت كلامك عن ود البشرى،وياريت يكون مزاح منك...أو أي حاجة تانية غير الفهمتها أنا..
مشكور..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عليش الريدة
عمر السلمة
محمد البشرى الخضر
Abd Alla Elhabib
ashraf mukhtar
عبدالعزيز الفاضلابى
أيمن نواى على
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست