ليس عن شعوب القارة الجنوب امريكية اكتب و لا عن روما القديمة ، أذ لم تسقط سهوًا عن قلمي التاء او تمّ استبدالها بحرف الكاف عمدًا ، و لكنّي كأحد افراد الشعبي اللاكيني لا أجد ملاذًا من استخدام أداة الاستثناء ( لكن ) ، و تلك هي محنتي الكبري مع بني وطني أبناء و بنات شعب السودان ، فاينما سارت بي الحياة لم أجد من شعوب الارض شعبًا يستَحِب استخدام أداة السحر الاستثنائي (لكن ) و هو لا يستخدمها لاستثناء امر عن آخر و انّما يستخدمها بكثرة لتوضيح وجهة نظره النّاقدة و التي في الغالب تقف موقفًا سلبيًا من القضايا المطروحة للنقاش او المطلوب حولها جمع وجهات النظر . اللاكينية السودانية الخالصة ، تقف في كثير من الاحيان حاجزًا يصعب تجاوزه خاصة عندما يتعلّق الامر بالقضايا المجتمعية او علاقة الفرد بالآخرين . اسأل سودانية او سوداني عن اي امر يخطر لك ببال و سوف لن يكفي ما يقدّمانه لك عنه من المدح ، الّا أنّهما سوف يختمان حديثهما بكلمة ( لكن ) ثم يحشدان لك من السلبيات عن الموضوع للدرجة التي تجعلك توقن بأنّهما لم يقدّما لك تلك الايجابيات الّا لدرء الحرج عن انفسهما و الذي قد يلحق بهما اذا انكشف امر موقفهما اللاكيني من قضايا الحوار ، تلك اللاكينية السودانية الخالصة بقدر ما حاولت التخلّص منها الا انها تلاحقني من حين الي آخر و كأنّها فكرة عتيقة خرجت لتوّها من مقبرة جدتي السابعة لتذكّرني بانتمائي الي شعب لا يتسامح مطلقًا عندما يتعلّق الامر بالعادات و التقاليد . لاكينيتي الجمتني يومًا حين قلت لمديري الامريكي : و لكني اعلم أنّك تعنيني بهذا القول ، فقفزت كل شياطين السماء و الارض من حاجبيه ثم سألني مستنكرًا : هل دخلت في رأسي لتعلم قصدي الذي لم اصرّح به اليك ؟ حينها فقط عرفت أنّ الافكار اللاكينية لا مكان لها في بلاد العم سام و إن كانت تزاحم الناس في وطني في منامهم و هذيانهم و الصحيان .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة