بعمق هذه المقوله كان صاحبها محمد بن عبدالجبار النفرى , من متصوفه القرن الرابع الهجرى عاش مجهولا فى بطون الكتب بل لم يكن حريصا على التدوين فى تلك العباره المضيئة يبرز النفرى اشكاليه اللغه حيال تجربه فرديه تمخضت معرفه ليس لها مثيل او مفردات تنقلها فى وعاء لغوى النفرى فى تعامله مع المعرفه اليقينيه يتفق مع الغزالى فكلاهما يمجدان التجربه الفردية بكل مخاطرها للوصول الى يقين معرفى لايهزه شك, هذا الطريق الوعره دروبه لا تسللكه إلا أرواح عظيمه
بل ماهى المعرفه فى ذاتها بعيدا عن حيل اللغه و اصطفاف الناس حول المدلول والتاؤيل وما الدافع للانتقال إلى دروب موحشه وعره بديل عن مألوف قريب انه الظمأ المعرفى.... نشوة اليقين التى لاتفتر بدرجات مختلفه فى البشر وعدم التساوى هنا لايحتاج إلى تفسير مثله ومثل التنوع فى صفات وطباع البشر....اشراقات المعرفه تصيب افراد بعينهم يحشونها فى اطر فكريه وايدلوجيات تصمد فى الرياده والتفسير بمقدار عمقها فى التواصل مع حقائق خالده ثم ينحسر عنها الوهج بعد استنفاذ مقدرتها على تفسير وخلق حلول ناجحه لمشكلات البشر ويحدث كثيرا أن تقدس الفكره لتستمر فى الحياه بين الناس بهيكل لايحمل مضمون لزمن تغيرت احداثياته وهذا خلل مدفوع بالخوف من فراغ غير محتمل مقابل بناء مؤسس و راسخ وامان مألوف الملامح لاتناوشه سهام شك ... وهنا تمنع فطره الخوف العقل الحر من البحث عن مجهول بديلا عن اطمئنان متوهم يحقق سلام مؤقتا رغبه الإنسان فى يقين ما تدفعه للتمسك بفكرته ويبنى جهده لتأكيد صحتها دون التوجس من احتمال عدم الصحة ويغيب العقل النقدى وتمدد الخرافه يدعمها ضعاف الهمم وصائدى الساحرات فى حملات ارهابيه لكل إشراق معرفى ينهض به رواد محفزيين بحب للمعرفه وهمه عاليه لايجزعون من مشانق ومنافى تقيمها سلطه غاشمه تناصرها جموع يتقاصر نظرها على النفاذ إلى الافكار والرؤي المغايره فيكتفون بالدفاع عن ظاهر مقدس وبذلك تنتصر السلطه على مستوى الحكم الانتقال إلى معسكر الضد أو التشكيك فى جداوه هذا أو ذاك الطريق ونقد الانتماء الفكرى تقيده ضوابط الالتزام التنظيمى لتلك الجماعه والا أصبح الفرد مارق أو متمرد يواجهه بغلاظه ليرد إلى الصف مع شك مزمن فى ولائه يجعل مقامه فى هرم الفئه الفكريه فى صفوف خلفية كما هو الحال فى الجماعات الايدلوجيه وتلك محنه يواجهها الفكر على مستوى التنظيمات الايدلوجيه التى ابتدعت أساليب و مفردات لمعاقبة عصاه الفكر وتوبيخهم الخيار الاخر ان يخلص الفرد لعقله الحر وينتقل بذات الشجاعه إلى موقع آخر فى رحله لاتنتهي إلا بقين يملك القلب والعقل لاتفسره اللغه فى مجمله ولكن قليل منه ينفذ ملتصقا بمفرداتها نضر كزهر برى يغازل موطن الجمال فى كل إنسان وصاحبه يدرك أن ما يحويه الجوف أعمق غورا وان الأمر أكبر من ضجه الناس حوله الاحتفاء باعداء الفكر فيه تمجيد لدور العقل وانتصار على ناصيه كاذبه تستشعر متعه ضحله فى انتصارات يتراجع فيها الفكر وتتقدم حيل الحواه وساحرى الكلام وماذا بقى ليفتدى به من شك لاينتهي وقلق يحمل الروح إلى أركان العزله و وسيل الكلام غثاء تضيق به الفكره وهى اوهى ما يكون وابعد مايكون ولابديل عن الجساره إلا الجساره والتقدم دون قبيله تحمى ظهرك وترفع ذكرك لاشى تقف عليه والفؤاد تعصف به مخاوف الضياع لتطاء ارض محرمه وسماء مجهوله ...... عبدالرحيم محمد صالح
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة