|
Re: مترجمة عالمية تنال جائزة البوكر و هي غير م (Re: كمال حسن)
|
تذكرت حادثة حدثت لي و أنا أدخل إلى مكتب ترجمة بحثاً عن فرصة للعمل كمترجم حر. فذكر لي صاحب المكتب العمل قليل و صار المترجمون كثر. ثم أضاف ( الترجمة صارت مهنة من لا مهنة لهم)تضايقت من هذه العبارة و قبلتها على مضت و ذهبت. طبعا الترجمة التي كنت أقوم بها و التي يقصد صاحب مكتب الترجمة السوداني هي ترجمة فنية عامة تشمل شكاوى أو سير ذاتية أو صفحات لموضوعات علمية .و لكنها ليست ترجمة أدبية بأي حال.و هي ليست ترجمة احترافية بالمعنى . علماً أنني دخلت مجال الترجمة من غير دراسة تخصص الترجمة و كان ذلك الأمر يجعلني أشعر بنقص داخلي و حاولت أن اداري و أغطي هذا النقص بمحاولة دراسة ماجستير الترجمة.و لكن بعد بحث و استقصاء وجدت أن ما توصلت له من خبرة و معلومات و أسلوب طريقة في الترجمة اقنعني أن دراسة الترجمة لن تكن لتضيف لي شيئاً.حديثي هذا عن الترجمة التحريرية.
حتى لا أطيل الحديث و أضيع وقت القاريء ادعوكم لقراءة المقال:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مترجمة عالمية تنال جائزة البوكر و هي غير م (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الترجمة والترجمان في الثقافة الحديثة
اثار فوز الترجمة التي أنجزتها البريطانية ديبورا سميث بجائزة المان بوكر العالمية لهذا العام، مناصفة مع صاحبة العمل الأصلي الكورية هان كانغ، عن روايتها “النباتيّة”، أسئلة ملحّة تتعلق بمكانة الترجمان في الوقت الراهن. كانت مسألة الفوز، بالنسبة إليّ، مسألة تتعلق بأساطير الترجمة وأوهامها، في المقام الأول، خاصة ما قرّ منها، لدينا، في الثقافة العربية. ليس بدءًا من خرافة “الخيانة”، إلى تلك الأوهام المتعلقة بضرورة أن يكون “الترجمان” ضليعًا باللغة التي ينقل عنها، وعارفًا لا يشق له غبار بثقافة تلك اللغة أيضًا.
لقد أنجز بودلير واحدةً من أفخم الترجمات الممكنة لشعر إدغار آلن بو، انطلاقًا من المعجم واعتمادًا عليه فحسب. وإلى غاية الآن، تحظى تلك الترجمة المعجميّة بالتقدير العالي، لسبب بسيط هو أن صانعها شاعر عظيم. ولا نذهب بعيدًا عن مثال بودلير، حين نعرف أن الشاعر والفيلسوف المكسيكي أوكتافيو باث عندما أراد نشر كتاب مختارات من الشعر المكسيكي المعاصر مترجمًا إلى الإنكليزية، عمد إلى ترجمة القصائد المختارة، بدايةً، ترجمة حرفيّة من طرف أناس عارفين بالأسبانيّة، ثم أعطى تلك الترجمات الحرفيّة إلى كبار الشعراء الذين كانوا يكتبون بالإنكليزية في ذلك الوقت، والذين لم يكونوا على معرفة بالأسبانية البتّة، فجاءت الترجمات النهائية ترجمات في غاية الرقي والفخامة. فـ”خيانة” النص الأصلي التي يتحدث عنها الواهمون لا تحدث البتّة ما دام النص الأصلي فخيمًا والترجمان صاحب شعريّة عالية. إنّ مثال ديبورا سميث، التي تبلغ من العمر ثمانية وعشرين عامًا، والتي لم تولد ناطقة باللغة الكورية، ولم تكن تعرف ولا حتى كلمة كورية واحدة قبل ست سنين من اشتغالها على الرواية، هو مثال حيّ على أساطير الترجمة الشائعة. قرّرت ديبورا سميث تعلم اللغة الكورية لا لشغف باللغة وإنما لقلّة المترجم عنها في العالم الناطق بالإنكليزيّة. وتعليقًا منها على ذلك قالت في مقابلة معها ” لم أولد ناطقة بالكوريّة، ومازلت أتكلّمها كشخص تعلّمها من كتاب مدرسيّ.. لا صلة لي بالثقافة الكوريّة، ولا أعتقد حتّى أنني قد قابلت شخصًا كوريًّا من قبل، ولكنني أردت أن أصبح مترجمة وأتعلّم هذه اللغة.. بدت الكوريّة خيارًا غريبًا على نحو واضح، لأنها لغة لا يعرفها أحد في هذا البلد”. ولم يكن غريبًا، بالنسبة إليّ أيضًا، أن يحظى الترجمان بالمكانة المرموقة التي بات يحتلها الآن في الثقافات الغربية في الحقبة الراهنة، خاصة وأنّ معظم مبيعات دور النشر البريطانية، على سبيل المثال، كانت من الأدب المترجم، فبتنا نقرأ عن المترجم النجم الذي لا تقل مكانته عن نجوم الأدب أنفسهم، كالمترجمة الأميركية آن غولدستاين التي حققت ترجمات رفيعة لأعمال الإيطالية إيلينا فيرانتي. ومما يدعو إلى الأسف أن المترجم في العالم العربيّ مازال ينظر إليه بوصفه ساعي بريد لا يحسن سوى قراءة عناوين الرسائل وتسليمها فحسب. فعلى الرغم من أن وجود دور النشر العربيّة يعتمد بشكل كبير على الأدب المترجم، إلّا أنّ التجّار القائمين على تلك الدور مازالوا إلى غاية اللحظة يغبنون المترجم في حقّه، بحجة أن الأدب عمومًا لا يُباع. ولكننا نرى، على الرغم من هذه الشكوى المستمرة من الناشرين العرب، أنهم مازالوا يفتحون “دكاكينهم” تلك، بحجة التواجد في الساحة وعدم الغياب، بينما الحقيقة الصارخة تدلل بالكثير من اليقين الواضح على أنهم يحققون أرباحًا مجزية من الكتب المترجمة التي ينشرونها، ولكنهم يريدون أن يستأثروا بكل شيء، شأنهم في ذلك شأن أيّ تاجر جشع آخر. تحسين الخطيب شاعر ومترجم من الأردن صحيفة العرب اللندنية في 21/06/2016،
| |
|
|
|
|
|
|
|