القانون يطبق فقط على «الغلبان والمسكين وابن السبيل»… ووزراء يعملون للرئيس فقط من أجل أن يفوزوا برض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 06:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-20-2016, 11:04 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القانون يطبق فقط على «الغلبان والمسكين وابن السبيل»… ووزراء يعملون للرئيس فقط من أجل أن يفوزوا برض

    10:04 PM June, 21 2016

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    لا يزال اهتمام الأغلبية على حاله، لم تشغلها عنه الأخبار المثيرة حول ردود الأفعال على حكم محكمة الجنايات في قضية التجسس لحساب قطر، وحتى المشادة بين وزارتي الخارجية المصرية والقطرية، لم تثر حتى اهتمام الحكومة ذاتها، التي أكدت في النهاية أن المهم علاقات الشعبين، وبدت رغبتها واضحة في إلقاء هذه المشكلة وراء ظهرها، وإنما كان اهتمامها الأساسي متابعة الحالة التموينية، التي ناقشها الرئيس السيسي مع رئيس الوزراء ووزير التموين، للاطمئنان على توافر السلع في المجمعات الاستهلاكية ومنافذ وزارة الزراعة والجيش. كما لم تبد الحكومة أي اهتمام كذلك بالقضايا الساخنة التي اشتعلت حول ما قيل عن مصالحة تعد لها مع الإخوان المسلمين، ولا التعديلات في قانون الصحافة، وكأن الأمر لا يعنيها مثلها في ذلك مثل الأغلبية التي ركزت اهتماماتها على امتحانات الثانوية العامة والبحث عن تذاكر سفر بالقطارات في العيد، بعيدا عن السوق السوداء، وإصدار دار الإفتاء فتوى بأن زكاة الفطر هذا العام مقدارها للشخص الواحد ثمانية جنيهات، بما يعادل اثنين ونصف كيلو حبوب. واهتمام البعض بانتشال الصندوقين الأسودين من طائرة الخطوط الجوية المصرية المنكوبة. كما تواصلت أعمال الخير الكثيرة في رمضان، ومتابعة المسلسلات ووقوع عدد من الجرائم، منها بيع لحوم حمير، والقبض على عدد من الفاسدين واستمرار الموجة الحارة التي أثرت على بعض الصائمين. وإلى بعض مما عندنا….

    محمود الكردوسي: مصر في تقاطع صراعات

    ونبدأ تقريرنا اليوم بما نشر في الأيام الماضية عن الرئيس عبد الفتاح السيسي دعما له أو انتقاده، ومطالبته بأن يشكل حزبا سياسيا، وهل بدأت بالفعل خطوات تشكيل الحزب؟ ونبدأ من يوم الخميس مع زميلنا في «الوطن» مدير تحريرها التنفيذي محمود الكردوسي وقوله في بروازه اليومي «كرباج» في الصفحة الأخيرة: «العالم يريد لمصر أن تكون على الحافة، لا تنهض ولا تسقط لا تشبع ولا تموت من الجوع، لا تحارب ولا تعيش في سلام، لا تثور ولا تستقر، لا تتدخل في شؤون جيرانها ولا تتخلى عن مسؤولياتها تجاههم، لا تنهزم في حربها ضد الإرهاب ولا يدير أمرها رئيس بـ«خلفية عسكرية». مصر التي بدأت تبني دولتها بعد مؤامرة «الربيع العربي» تقف الآن وحيدةً في قلب مشهد مخيف ومحيطها يستكثر عليها أن تقف على قدميها. مصر التي بدأت تلملم جراحها وتتعافى من كبواتها وفواجعها تقف الآن في تقاطع صراعات وتحالفات قذرة، لذا أعجبنى قول وحيد حامد: البعض يحاسب السيسي كما لو أنه تسلم سويسرا».

    السيسي وبناء الكادر

    أما زميلنا في «الأهرام» عمرو عبد السميع فقد فضل في يوم الخميس نفسه إثارة قضية تكوين الرئيس حزبا سياسيا فقال: « يرى الرئيس عبدالفتاح السيسي وهكذا أومأ في إحدى خطبه ـ أن الكليات العسكرية هي معاهد علمية لبناء الكادر، وأنها تخرج عددا كبيرا من الطلاب ـ سنويا ـ ولو تراكم عدد خريجيها لمدة معينة من الزمن، سيكون لدينا مليون من الشباب المؤهل وطنيا، والحقيقة أن ذلك رغم صحته نظريا فإنه لا يمثل حلا نهائيا لأزمة بناء الكادر. إذ على الرغم من التجهيز الدقيق لمجموعات الرائعين من خريجى الكليات العسكرية، فإن أعدادهم لا تتناسب مع التعداد الكلي للسكان، كما أن وظيفتهم ـ بحكم التعريف ـ لا تسمح بممارستهم للسياسة، وبالتالي هم على وعي سياسي كبير يمكنهم من أداء أدوارهم في حماية المؤسسات السياسية للدولة، أو حماية الشعب في الداخل والخارج، ولكنهم لا يستطيعون حفر تيارات من الفهم الوطني فى الذهن العام والضمير الشعبي، إلا عبر إلهامات يقدمونها في التضحية والفداء والإيمان المطلق بالوطن كفكرة.
    وربما ـ في مرحلة أخرى رأى الرئيس السيسي أن تشكيل حزب للشباب «مستقبل وطن» وهو ـ بالمناسبة ـ تجربة متميزة جدا، يمكن أن يكون وسيلة بناء كادر 30 يونيو/حزيران، الأمر الذي أهاج كتائب العملاء وبلطجية عملية يناير/كانون الثاني، لمجرد أن تلك التجربة قدمت تصورا لحل (بديل) ربما يساعد في هندسة جسم 30 يونيو، الذي يبدو كما لو أن ملايين من الجنود يتحركون من دون جنرالات. ولكن حزب «مستقبل وطن» بدا ــ هو الآخر ــ بعيدا عن الاشتباك الحقيقي مع المواقع الميدانية، التي تشهد ميلاد دولة السيسي، أعني مواقع الإنتاج الحقيقية، فالناس تعرف اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية والفريق مهاب مميش رئيس هيئة القناة والفريق عبدالعزيز سيف الدين رئيس هيئة التصنيع العربية، ولكنهم لا يعرفون الشباب من أعضاء «مستقبل وطن»، رغم أن الرئيس قدمهم بسخاء إلى الرأي العام. الشباب الذي يتم إعداده عبر برامج هنا أو هناك لا يشبه أبناء الشعب الذين أعرفهم، هم يرتدون ربطات عنق ويسرحون شعورهم بالجل، أو يلبسون نظارات آخر موضة، ويتبارون في التقاط صور «سيلفي» مع الرئيس أو الوقوف وراءه، والحقيقة أن ذلك النزوع ظهر منذ أواخر أيام الرئيس مبارك في تقليد غير متقن للصرعات التلفزيونية الأمريكية التي لا تناسب ـ بالضرورة ـ ثقافة المصريين أو مزاجهم».

    عمرو عبد السميع: الرئيس في حاجة إلى حزب

    ويوم السبت واصل عمرو شارحا وجهة نظره: «الرئيس في حاجة إلى حزب، وربما أكون أول من ذكر ـ في هذا المكان ـ أن الخطأ الوحيد الذي وقع فيه السيسي، كان استبعاده لفكرة إنشاء ظهير حزبي له، وهو ما جرى في أثناء ماراثون الإعداد لدخوله الانتخابات الرئاسية،

    ربما تحت تأثير مضلل لمجموعات الإعلاميين و(الخبراء) الذي فرضوا أنفسهم على الحملة، وقد كانت اختيارات أولئك الناس خاطئة وخطيرة بامتياز، لأن الأيام أثبتت لنا جميعا أنهم جاهزون للانقلاب على الرئيس وعلينا، في أول فرصة نصف تاريخية، ومن ثم لا نستطيع الوثوق بأي من النصائح التي أسدوها للرئيس وضمنها ـ بالتأكيد ـ حكاية الامتناع عن أن يكون له ظهير حزبي، وإذا كانت سنوات الرئاسة الأربع الأولى هي مرحلة التأسيس وبدء استعادة مفهوم الدولة وهيبتها، فإن الفترة الثانية للرئاسة، إذا قبل الرئيس ـ بإذن الله ـ الترشح لها، ينبغي أن يعتمد فيها على حزب يقود به المواجهة الشعبية في معارك (الاستقلال والتنمية والتنوير) ومن ـ الآن ـ أتصور أن يتحرك الرئيس لتشكيل تنظيمه السياسي من ناس يشبهوننا، والذين تزخر بهم ميادين العمل الوطني وساحات الإنتاج».

    جيل جديد

    وننتقل إلى «المصري اليوم» عدد يوم السبت أيضا، حيث قدم لنا زميلنا وصديقنا محمد أمين في عموده اليومي «على فين» معلومات جديدة قال: «في كل مرة أحضر مناسبة رئاسية هناك شباب جُدد، معناه أن الحكاية ليست صدفة، هناك سبق إصرار وتعمد أن يأخذ الشباب فرصة، ولا يعني اختفاء الخبرات بالمرة، فالأجيال كلها موجودة في حفل الإفطار، كانت مذيعة شابة اسمها داليا أشرف، شابة بمعنى الكلمة، عمرها أقل من ثلاثين سنة، لكنها بسيطة بشكل لافت، الدكتور مصطفى الفقي قال إنه من اكتشفها فاشتغلت مراسلة، والبرنامج الرئاسي كله شباب ليسوا من أبناء الذوات، على فكرة، هم من كل قرية وكل حي، ومن أسر مصرية بسيطة، معناه مرة أخرى أن الرئيس مهتم بتقديم الشباب للعمل العام ومهتم أيضاً بأن يكونوا في صدارة المشهد. خطيب الجمعة في مسجد المشير شاب أيضاً اسمه أسامة الأزهري، المؤذن شاب كذلك، زمان كان خطيب الرئيس والمقرئ والمؤذن من «مشاهير المشايخ حتى المكتب الإعلامي الرئاسي كله شباب بالتأكيد هناك إرادة للتغيير هناك رغبة في تقديم جيل جديد».

    «هاكلم بابي وهيفصلك»

    وننتقل إلى «الشروق» ومقال رئيس تحريرها عماد الدين حسين قال: «طارق أ. ف. يعمل حلاقا في جهة مهمة يقال عنها مرة إنها سيادية ومرة إنها عليا ومرة إنها أمنية. هذا الرجل كان يمر فى كمين أمني في منطقة نايف عماد في دائرة قسم ثان طنطا قبل ثلاثة أيام. ضابط شرطة برتبة نقيب هو محمد. ع. طلب من الحلاق إثبات الشخصية، لكن الأخير رفض، تطور الأمر، ودخل الحلاق والضابط في مشاجرة تبادلا فيها اللكمات، ما أدى إلى إصابة الضابط بكسر في أنفه، ونقله إلى المستشفى. النيابة تولت التحقيق وتم إخلاء سبيل الحلاق بكفالة قدرها ألف جنيه في حين تم إخلاء سبيل نقيب الشرطة بضمان وظيفته، بعد تحقيقات استمرت أربع ساعات متواصلة. هذا هو مضمون الخبر المنشور أمس في العديد من الصحف والمواقع الإخبارية.
    في تقديري المتواضع أن هذا الحادث يكشف عن حجم المأساة التي وصل إليها المجتمع، والمتعلقة بنقطة جوهرية خلاصتها التراجع المريع في القيم، بحيث إن غالبية الناس صارت ترى نفسها فوق القانون. لا أعرف بطبيعة الحال حقيقة ما حدث في هذه المشاجرة تحديدا، وبالتالي يصعب أن نحكم من هو المذنب ومن هو البريء وننتظر تحقيقات النيابة حتى نعرف الحقيقة. لكن سوف أجتهد في السطور التالية لتصور ما حدث. وأغلب الظن وطبقا للطريقة المصرية الأصيلة فإن الحلاق واعتمادا على الجهة التي يعمل فيها، قد تحدث بطريقة لم يتعود عليها الضابط. هنا وقع الخلاف وبدأت المشاجرة. ويمكن تخيل أن الحلاق قال للضابط أشهر جملة تتردد في مصر وهي: «انت مش عارف بتكلم مين»؟ ضباط الشرطة يقعون في أخطاء عديدة، لكنني أشعر بتعاطف كبير مع بعض الضباط الذين يؤدون أعمالهم، خصوصا وهم يقفون في الكمائن ليلا ثم يتفاجأون بكل من هب ودب يقول لهم هذه الجملة السابقة الشهيرة أو مترادفاتها مثل «أنت مش عارف أنا مين أو ابن مين» أو «طيب هتشوف اللي هيحصلك» أو «هاكلم بابي وهيفصلك»؟! في هذه اللحظة فإن ضابط أو جندي الشرطة يصاب بإحباط شديد والأسوأ أنه إذا كان أمينا ويريد أن يؤدي عمله على أكمل وجه، فإنه يتفاجأ برتبة أعلى تطلب منه أن يتسامح ويعفو ويطنش لأن «البيه الصغير ابن فلان بيه الكبير». وهكذا تتم الطرمخة على عديد من المخالفات، ويتعزز في الوعي العام للضباط والأمناء والجنود، أن القانون يطبق فقط على «الغلبان والمسكين وابن السبيل». الحادثة الأخيرة ليست فريدة من نوعها، هي تحدث كل يوم تقريبا، لكنها لا تصل إلى الإعلام، الذي ركز على حادثة طنطا لطرافة عنوانها الذي ربما يتشابه مع الفيلم الكوميدي للمبدعين عادل إمام وشريف منير ولبلبة وحلا شيحة «عريس من جهة أمنية. وحتى نكون واضحين فإن هذه القصص والحكاوى والأساطير سوف تستمر، حتى تتمكن الدولة من تطبيق القانون على الجميع، على الوزير والغفير من دون تفرقة. عندما تتم معاملة الجميع سواسية فى أقسام الشرطة والسجل المدني والجوازات والمكاتب الحكومية المختلفة خصوصا الخدمية. سوف ينصلح حالنا، لكن مادام فلان يحصل على رخصة قيادة من دون أن يعرف القيادة، وهو نائم فى سرير بيته، ومادام فلان يلحق ابنه بهذه الكلية أو تلك، أو يحصل على شقة أو قطعة أرض بالمخالفة للقانون، فلن نتقدم بل سوف نستمر فى التراجع.
    المأساة أن غالبية الناس صارت تعتقد أنها مسنودة، وأنه ينبغي معاملتها باعتبارها فوق القانون، رغم أن هؤلاء جميعا يلومون الحكومة على محاباة البعض ومخالفة القانون».

    ترقيع الثقوب

    ومن محمد أمين إلى محمد آخر هو زميلنا محمد الباز، رئيس التحرير التنفيذي لجريدة «البوابة» اليومية المستقلة، الذي ترك حكاية الشباب والجل ومن اكتشفها الدكتور مصطفى الفقي والشيخ أسامة الأزهري وشباب من جميع الجهات وأمسك بالظاهرة الآتية: «صحيح أن شعور الوزراء بوجود الرئيس معهم في كل لحظة يجبرهم على العمل، لكن هل من المنطقي أن يعمل وزراء بعينهم من أجل الرئيس فقط من أجل أن يفوزوا برضاه، راقب فقط بعض الوزراء وهم يتحدثون أمام الرئيس ستجدهم يقولون له ما يرضيه، يستخدمون كلمات بعينها يعرفون أنها تروق له مثل، الإنجاز قبل الوقت المحدد. ومثل أن العالم كله يشيد بالإنجازات التي تحققت. لا أتهم أحدًا من الوزراء بخداع الرئيس بالطبع، ولكنني أرصد محاولة الوزراء لاسترضاء الرئيس وتطمينه بأن كل شيء تمام، رغم أن الأمور على الأرض ليست كذلك تمامًا، وراجعوا مثلا ملف الأسعار وقارنوا بين ما سمعه الرئيس عنه وما يحدث على الأرض فعلًا».

    تخلص من حفنة الفساد واكسب رضا ربك وشعبك

    وهكذا بدا وكأن الباز يفتح الباب لهجمات أخرى، ففي اليوم التالي الأحد قال محمد سعد خطاب مستشار صحيفة «صوت الأمة» الأسبوعية ويرأس تحريرها زميلنا وصديقنا عبد الحليم قنديل قال سعد مخاطبا الرئيس: «سيادة الرئيس أن تضع أمامك حفنة من المسؤولين وتتمسك بوجودهم بجانبك ليشاركوا في حكم شعب مصر والتشريع له في كفة، وفي الكفة الأخرى شعب مصر كله، ونراك تتمسك بالقلة التي لا تتعدى أصابع اليدين ويبغضها الشعب، في مواجهة شعب بأسره، رغم أنك تعلم أن هؤلاء القلة يشكلون مراكز قوى وبؤر فساد في هذا الوطن، إلا أنك تتمسك بهم في مواجهة شعور عدائي رهيب من الشعب بأسره، مما يفهم منه أنها سياسة عناد أتصف بها حكمك. سيادة الرئيس تخلص من هذه الحفنة وأكسب حب شعبك ورضاه، وأيضا رضا رب العزة حين تلقاه. إبدأ الآن قبل ألا يكون هناك وقت. أعلنها حربا ضد الفساد في كل مكان وأترك من أجل مصر سياسة العناد أو أترك أنت مصر من أجل صالح شعبها».

    «أهل الشر» العلنيون يعملون تحت راية الدولة

    وأخيرا إلى «المصري اليوم» عدد يوم الأحد أيضا وزميلنا وصديقنا سليمان الحكيم وقوله: «دعونا ممن يسميهم الرئيس السيسي «أهل الشر» هؤلاء الذين لا يدع الرئيس فرصة تمر، من دون أن يحذرهم أو يحذرنا نحن منهم ومن تآمرهم الدؤوب لإسقاط الدولة أو إسقاطه هو شخصياً، فقد بات أمر هؤلاء مكشوفاً للجميع، فلم نعد في حاجة لمن يذكرنا بتلك المحاولات التي تستهدف الدولة أو رئيسها على السواء، فهناك آخرون أكثر شرا من «أهل الشر» الذين أصبحوا معروفين لدينا بالاسم، لأنهم يشاركون أهل الشر أهدافهم الخبيثة وإن اختلفوا عنهم في الطريق الذي يسلكونه أو الطريقة التي يتبعونها وصولا لأهدافهم المستترة أو المعلنة. وإذا كان أهل الشر التقليديون يعملون في الخفاء ويحرصون على الإمعان في السرية تخطيطا وتنفيذا، فإن الآخرين من دونهم، الأكثر منهم شرا يعملون- بكل أسف- في العلن وتحت راية الدولة، بل وبرعايتها الكاملة بما يحملونه من أختام رسمية معززة بشعار ختم النسر. الإعلاميون من ساقطي الاعتبار والمكروهين شعبيا الذين يفاخرون علنا بإظهار قربهم من السيسي ويتحدثون باسمه تطبيلا أجوف، ألا يباعد هؤلاء بين الرئيس والمواطنين، كما يساهمون في عزله واهتزاز صورته لديهم، كذلك الذين تجرأوا على استخدام صورة الرئيس في الإعلانات أو حملات التسول، ألم يتسبب هؤلاء أيضاً في إفقاد الرئيس هيبته واعتباره؟ كما حدث في إعلان «الحاجة زينب» الشهير؟ إلى جانب الذين اعتادوا تلفيق القضايا للأبرياء وانتهاك كرامة المواطنين، والذين يبالغون في معاقبة شباب يتفجر بالوطنية بإصدار أحكام جائرة في حقهم، أليس هؤلاء جميعا هم أيضا ضالعون في المؤامرة على الوطن وعلى الرئيس بإحداث علاقة صدامية بينه وبين شباب الوطن الغيور على بلده؟».

    معاونو الإمام الأكبر يثيرون السخرية

    ونترك هذه المعارك حول الرئيس والهجوم عليه والدفاع عنه إلى قضية تتناسب مع مناسبة الشهر الكريم حيث تسود روح التسامح وعدم الهجوم على أحد مثلما فعل زميلنا وصديقنا في «الوطن» أحمد الخطيب بقوله عن الأزهر الشريف يوم الخميس: «فوجئ الجميع بأن الأزهر ولأول مرة في تاريخه يقوم بحملة إعلانات في الشوارع والميادين والكباري العلوية على طريقة مسلسلات رمضان، وإعلانات الزيت والسمن والداندو، ليعلن عن «منهجه الوسطي» وبأنه «المرجعية الدينية في مصر والعالم الإسلامي»! الإعلان أثار موجة عارمة من السخرية على الحال المتدني الذي وصل إليه تفكير معاوني الإمام الأكبر في إدارة المشيخة. العجيب أن الإعلانات المدفوعة الأجر حملت عناوين مبهمة مثل «أروقة الأزهر تنشر الوسطية»، و«تطوير مناهج الأزهر». وكما قال أحد جهابذة «عبدالسلام» الذي يوجههم للتعامل مع وسائل الإعلام، بأنها موجهة للشباب وهو تفسير مضحك؛ لأنه فسر الماء بالماء، من دون أن تكون هناك أي فلسفة حقيقية وراء ذلك، اللهم إلا التورية على جريمة إيواء عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، التي تشارك في إدارة المشيخة، والتي يسيطر معظمها على هيئة كبار العلماء المتسترة بالقانون رقم 13، المعروف بقانون الأزهر، الذي تم سَنّه في غيبة من الدولة وقتما كانت السيولة عنوان الموقف، عقب ثورة يناير/كانون الثاني، وهو الأمر الذي يستدعي البدء فوراً في ضرورة تغيير هذا القانون حتى لا يقع المنصب الرفيع في حجر أحد القيادات الإرهابية أو الانتهازية، التي يدفع «عبدالسلام» لتوليها أمر المشيخة».

    العملة الزائفة سادت لغياب العملة الحقيقية

    ومن المعروف أن الدكتور الشيخ حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية حاليا وعضو هيئة كبار العلماء كان من الإخوان سابقا وقد نشرت له «الشروق» يوم الأحد حديثا أجراه معه زميلنا خالد موسى وفوجئت بأنه يشيد بخالد الذكر قائلا: «نقول لهم أن المناهج التي خرجت محمد الغزالي والشيخ الشعراوي وفضيلة الشيخ شلتوت والشيخ محمد عبدالله دراز، أي أن المناهج المعمول بها قبل عام 1960 هي التي يمكن أن تساهم بشكل كبير في تجديد الخطاب الديني. والغريب أن التجديد هنا عودة للقديم وليس هروبا للمستقبل، وأحذر من مواصلة أسلوب التبسيط والتجريف الذي سيؤدي للضياع. دائما ما كنت أقول أن الأزهري الحقيقي هو الحل. وما ظهرت بعض العناصر الأخرى من الدعاة الجدد والمتطرفين والإرهابيين وأمثالهم إلا لغياب الأزهري الحقيق، والعملة الزائفة سادت لغياب العملة الحقيقية، نحن بحاجة إلى أن نعد رجالا مثل الغزالي والشعراوي وشلتوت، وحسب التجربة التاريخية فإن إدخال الكليات العلمية أدى إلى عدم حصولنا لا على الطبيب الداعية ولا احتفظنا حتى بالدعاة القدامى، لأن الدراسات الدينية والشرعية جرفت وأصبح الأذكياء يذهبون إلى الطب والهندسة ولا يبقى لك إلا البقايا للكليات الشرعية، وأقول: إن شيخ الأزهر أحمد الطيب فطن لهذه القضية، بإنشاء ثانوية أزهرية شرعية، تؤهل الأذكياء من الطلاب والأوائل منهم، وليس البقايا وما أكل السبع للدخول في الكليات الشرعية واللغوية. وأنا أطالب بعودة سنة الرئيس جمال عبدالناصر في أن يتم توفير ميزانية مناسبة للأزهر، ليعود كما كان بموارده من ناحية وبتوجه الأذكياء من أبناء مصر إلى كليات الدراسات الشرعية واللغة العربية وعودة المناهج، وعندئذ سيلمس الناس مسألة تجديد الخطاب الديني، التي في أوقات كثيرة تستغرق أجيالا. والتجديد ليس رغبة فوقية ولكنها رغبة شعبية، وأعتقد أن الوسط الأزهري مهيأ الآن للتغيير المطلوب فيه بدليل توجه الأزهر لإنشاء الثانوية المتخصصة في العلوم الشرعية».

    عودة الأزهر لاستقلاله القديم

    وما أن قرأ زميلنا وصديقنا في «الأهرام» نقيب الصحافيين السابق اعتراف الشيخ حسن الشافعي عن خالد الذكر حتى قال في يوم الأحد نفسه في مقاله الأسبوعي في «المصري اليوم»:
    خلال المرحلة التالية لثورة يوليو/تموز 1952 وحتى اليوم، خاصة بعد صدور قانون إعادة تنظيم الأزهر عام 1961 ظلت العلاقة بين المؤسسة الإسلامية العريقة في مصر والدولة أكثر من وثيقة، خصوصاً بعد أن أصبح اختيار شيخه وقيادات مؤسساته وجامعته يتم بقرار من رئيس الدولة، وأضحت موارده المالية جزءاً من الموازنة العامة لها، وليس من الأوقاف الأهلية. إلا أن عودة اختيار شيخ الأزهر بعد ثورة يناير/كانون الثاني إلى هيئة كبار العلماء المستقلة قد مثلت خطوة رئيسية في عودة الأزهر لاستقلاله القديم، ولكي يكتمل هذا الاستقلال لابد من إعادة النظر في قانون تطوير الأزهر بعد 55 عاماً من صدوره، خصوصاً عودة أوقافه إليه، فضلاً عن زيادة مخصصاته في موازنة الدولة، وهي الأمور التي ستدفع أكثر نحو استقلاله وإعطائه مزيداً من القدرة على القيام بدوره المعهود في المجتمع والساحة السياسية على حد سواء».

    آمنة نصير: صمنا رمضان في المدرسة الأمريكية التبشيرية

    وكانت مجلة «المصور» في عددها يوم الأربعاء قد نشرت حديثا مع الأستاذة في جامعة الأزهر وعضو مجلس النواب الدكتورة آمنة نصير أجرته معها زميلتنا الجميلة سلوى عبد الرحمن عن ذكرياتها وهي طالبة في شهر رمضان فقالت: لدي ذكرى لن أنساها أبداً عندما كنت في المدرسة الأمريكية، وهي مدرسة داخلية كانت هناك قواعد مشددة ومنظمة جدا، فحين يحين موعد الطعام كانت المُعلمة تجلس معنا وتعلمنا ذوقيات الطعام والأتيكيت. وفي يوم دخلت المعلمة وجلست إلى المائدة كالعادة ولم تجدني فسألت عني وصعدوا إلى حجرتي ووجدوني ارتدي ملابسي؛ لكنني لم استعد للإفطار، فسألتني المعلمة عن عدم نزولي للسفرة، فأخبرتها إنني صائمة، فغضبت وجذبتني من يدي وأخذتني إلى مكتبها، وجاءت بطبق الطعام وأمرتني أن افطر على الفور وقالت لي: «إنت هنا طالبة ولا يوجد صيام، وإذا أردت الصيام إذهبي لبيتك» وكنت في ذلك الوقت في الصف الثالث الابتدائي، وأخبرت والدي بما حدث. ومرت الأيام ووصلت للصف الأول الثانوي وجاء رمضان فأخبرتها أنني يجب أن أصوم لأنني أصبحت مسؤولة أمام الله، فرفضت وهنا تدخلت الدولة والرئيس الراحل جمال عبد الناصر بنفسه تدخل، فكان عمه حسين عبد الناصر من أسيوط من قرية «بنى مر» وأخي الراحل أحمد واسطة في هذا الموضوع، وأرسل لها مندوبا وأخبرها بأنها يجب ألا تمنع المسلمات من الصيام في رمضان، وكنا وقتها سبع بنات، وطالبها بتوفير الإفطار والسحور لنا، وكانت معركة كبيرة بين الدولة ونظام المدرسة، وفي النهاية صمنا رمضان في المدرسة الأمريكية التبشيرية ولا أنسى حالة الذعر التي كانت عليها المديرة، وكأنها اكتشفت جرما عندما علمت بصيامي فكان لديهم تحكم كبير في المدرسة وتعلمت منهم قيم ومبادئ كثيرة ساهمت في تكوين شخصيتي».

    مجدي يعقوب سفير الإنسانية

    وإلى الطبيب المصري الذي أجمع المصريون على حبه وتقديره في حالة وطنية نادرة رغم أنه مسيحي وهو الدكتور مجدي يعقوب، الذي رفعه يوم السبت في «المصري اليوم» زميلنا حسن أبو العلا إلى درجة الأولياء بقوله عنه: «ابتسامته وحدها تكفي لكي تمنحنا حالة من الصفاء النفسي، وكأن الآلام التي خففها عن الأطفال جعلت منه طفلا كبيرا، وكأن مشرط الجراح الذي يداوي أوجاع القلوب فتح له طريقا ممهدا إلى ملايين القلوب في مصر والعالم، ومنحه تذكرة ذهاب بلا عودة، مجدي يعقوب ليس مجرد طبيب قلب بارع ذاع صيته في جميع أنحاء العالم ومنحته ملكة إنكلترا لقب «سير»، لكنه سفير الإنسانية في عالم يعلو فيه صوت الطائفية، رسول الحب لقلوب تسكنها الكراهية، يكفي ما يفعله لتخفيف معاناة مرضى فقراء في قرى مصر ونجوعها. مجدي يعقوب كأنه ولي من أولياء الله الصالحين نعم ولي، فأنا كنت أعرف رجلا طيبا درويشا يسير في شوارع إحدى قرى الدقهلية هائما على وجهه ولما مات تخيل بعض البسطاء أن نعش الدرويش يطير وبنوا له مقاما وأصبح له «مولد» باسمه واعتبروه وليا وصاحب كرامات، فما الذي قدمه هذا الدرويش وأمثاله من الأولياء لمصر المنكوبة بنار التعصب؟ وما كراماتهم؟ الولي الحقيقي هو مجدي يعقوب الذي اختار أسوان لينشئ فيها مركزا لعلاج أمراض القلب، اختار المشوار الصعب والرهان الأصعب وقرر أن تكون تجارته مع الله في أقصى جنوب مصر».

    الطبيب الذي ضرب مثلا في الوطنية

    ويوم الأحد قال عنه زميلنا مصطفى عبيد في «البوابة»: «لا يُطارد الميكروفونات ولا يتطفل على الصُحف ولا يبحث عن طلة على المشهد الإعلامي، لأنه يقينًا وعملا لا ينتظر جزاء ولا شكورا. جميل في زُهده مُدهش في تواضعه رقيق في إخلاصه للعمل ومُبهر في اعتزاله للقيل والقال والشو والاستعراض، ليتهم تعلموا منه لو أخلصوا نصف إخلاصه لو زهدوا مثل زهده لو خدموا الوطن بتجرد وسحقوا أنفسهم، من دون انتظار لصيت أو احتفاء مثلما فعل، لتغير وجه مصر وحاضرها ومستقبلها. عن السير مجدي يعقوب أكتب، الطبيب الذي كُلما رأيت بسمته أخجل من نمل الإحباط الذي يغزوني، العالم الذي يُدهشني بهدوئه المصري الأصيل الذي يُقنعني أن مياه النيل لم تتلوث بعد بعفونة المراء والانتهازية، القبطي الجميل الذي ضرب المثل في الوطنية والتوحد مع كل ما هو مصري».
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de